مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠٤ ٨/‏٤ ص ٤-‏٩
  • موسى —‏ شخص حقيقي ام اسطوري؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • موسى —‏ شخص حقيقي ام اسطوري؟‏
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • هل هذه الاحداث معقولة؟‏
  • تبنّيه وضمّه الى بيت فرعون
  • النفي الى مديان
  • الانقاذ من مصر
  • شيء اعظم من كنوز مصر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
  • موسى يختار ان يعبد يهوه
    دروس من قصص الكتاب المقدس
  • لماذا هرب موسى
    كتابي لقصص الكتاب المقدس
  • مُوسى
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٤
ع٠٤ ٨/‏٤ ص ٤-‏٩

موسى:‏ شخص حقيقي ام اسطوري؟‏

عندما وُلد موسى،‏ كان سيف الموت له بالمرصاد.‏ فقبل سنين من ولادته،‏ قرر شعبه الهارب من المجاعة والمؤلف من عشائر رُحَّل ان يستقروا في مصر مع ابيهم يعقوب،‏ او اسرائيل.‏ وطوال عقود تعايشوا بسلام مع جيرانهم المصريين.‏ ولكن وقع ذات يوم تغيير خطير.‏ يذكر احد المصادر التاريخية المحترمة:‏ «ثم قام ملك جديد على مصر .‏ .‏ .‏ فقال لشعبه هوذا بنو اسرائيل شعب اكثر وأعظم منا.‏ هلم نحتال لهم لئلا ينموا».‏ وماذا كانت خطتهم؟‏ الحد من ازدياد عدد السكان الاسرائيليين عن طريق ‹استعبادهم بعنف›،‏ وأمْر القابلتَين العبرانيتَين بقتل الاطفال الذكور عندما يولدون.‏ (‏خروج ١:‏٨-‏١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ لكنّ الاسرائيليين استمروا في النمو بفضل شجاعة القابلتَين اللتين رفضتا إطاعة الامر.‏ لذلك اصدر ملك مصر هذا القرار:‏ «كل ابن يولد تطرحونه في النهر».‏ —‏ خروج ١:‏٢٢‏.‏

لكنّ زوجَين اسرائيليين،‏ عمرام ويوكابد،‏ «لم يخافا امر الملك».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٣‏)‏ فقد وَلدت يوكابد ابنا قيل عنه لاحقا انه «فائق الجمال حتى في نظر اللّٰه».‏a (‏اعمال ٧:‏٢٠‏)‏ فربما عرفا بطريقة ما ان لهذا الطفل حظوة عند اللّٰه.‏ على اية حال،‏ رفض هذان الزوجان تسليم ابنهما للقتل.‏ وقررا إخفاءه رغم ان ذلك يعرض حياتهما للخطر.‏

بعد ثلاثة اشهر،‏ لم يعد بإمكان والدَي موسى الاستمرار في إخفائه.‏ ولم يبقَ امامهما سوى امر واحد.‏ فقد وضعت يوكابد الطفل في سلّ من البَرْديّ وتركته يطفو فوق صفحات مياه النيل.‏ ولم تكن تعرف ان ذلك كان البداية لدخول ابنها صفحات التاريخ.‏ —‏ خروج ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

هل هذه الاحداث معقولة؟‏

كثيرون من العلماء اليوم يعتبرون هذه الاحداث خيالية.‏ مثلا،‏ تذكر مجلة المسيحية اليوم (‏بالانكليزية)‏:‏ «الحقيقة هي انه لم يُعثر على ايّ دليل اثري مباشر،‏ ولو صغير،‏ على [السنوات التي قضاها] بنو اسرائيل في مصر».‏ صحيح انه لا يوجد دليل ملموس مباشر،‏ ولكن توجد براهين عديدة غير مباشرة تؤكد صحة رواية الكتاب المقدس.‏ ففي كتاب اسرائيل في مصر (‏بالانكليزية)‏،‏ ذكر عالِم الآثار المصرية جَيمس ك.‏ هوفماير:‏ «تُظهر المعلومات الاثرية بوضوح ان شعوبا من المشرق [البلاد الواقعة شرقيّ البحر المتوسط] كانت تتردد الى مصر،‏ وخصوصا نتيجة المشاكل المناخية التي ادّت الى الجفاف .‏ .‏ .‏ وهكذا كانت مصر،‏ خلال الفترة بين ١٨٠٠ و ١٥٤٠ ق‌م تقريبا،‏ محط انظار ومقصد المهاجرين الناطقين باللغات السامية في غرب آسيا».‏

ولطالما اعتُرف بدقة وصف الكتاب المقدس للعبودية المصرية.‏ ورد في كتاب في حياة موسى:‏ «يبدو ان رواية الكتاب المقدس عن استعباد الاسرائيليين لها ما يدعمها في رسم شائع يُرى في قبور مصر القديمة.‏ فهذا الرسم يصوِّر بالتفصيل مجموعة من العبيد يصنعون اللِّبن».‏

كما ان وصف الكتاب المقدس للسفط (‏او السلّ)‏ الصغير الذي استخدمته يوكابد يتفق مع الوقائع.‏ فالكتاب المقدس يقول ان السفط مصنوع من البَرْديّ،‏ الذي «كان المصريون يستخدمونه كثيرا لصناعة المراكب الخفيفة والسريعة»،‏ حسبما ورد في التعليق (‏بالانكليزية)‏ بقلم كوك.‏

ولكن ألا يصعب التصديق ان يصدر من قائد امة قرارا وحشيا بقتل الاطفال؟‏ يذكّرنا العالم جورج رولنسون بهذا الامر:‏ «كان قتل الاطفال .‏ .‏ .‏ شائعا جدا في مختلف الازمنة والاماكن،‏ حتى انه اعتُبر شيئا عاديا».‏ وليس من الصعب في ايامنا ايجاد امثلة مرعبة لعمليات القتل الجماعي.‏ صحيح ان رواية الكتاب المقدس قد تكون مزعجة،‏ لكنها مع الاسف معقولة جدا.‏

إنقاذ موسى:‏ اسطورة وثنية؟‏

رسم لموسی وهو طفل

يزعم النقاد ان رواية انقاذ موسى من نهر النيل مشكوك فيها بسبب تشابهها مع اسطورة قديمة عن سرجون ملك اكّاد،‏ والتي يقول البعض انها سبقت قصة موسى.‏ فهذه الاسطورة تحكي هي ايضا قصة انقاذ طفل موضوع في سلّ عائم على مياه نهر.‏

ولكن من المعروف ان التاريخ حافل بالمصادفات.‏ وحتى لو بدا وضع طفل في نهر بالامر الغريب،‏ فهو ليس كذلك.‏ تذكر مجلة علم آثار الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا ننسَ ان الحضارتَين البابلية والمصرية امتدتا على طول انهر،‏ وأن الناس كانوا يفضّلون التخلص من طفل بوضعه في سلّ لا ينفذ فيه الماء على اتّباع الطريقة المألوفة آنذاك،‏ وهي طرحه في كومة النفايات.‏ .‏ .‏ .‏ صحيح ان قصة اللقيط الذي يتبوأ في النهاية مركزا مرموقا تظهر في قصص شعوب عديدة،‏ لكنَّ السبب يعود طبعا الى تكرر وقوع هذا الامر في الحياة الحقيقية».‏

وفي كتاب تفحُّص قصة الخروج (‏بالانكليزية)‏،‏ يذكر ناحوم م.‏ سارنا انه رغم بعض التشابهات،‏ تختلف قصة ولادة موسى عن «اسطورة سرجون» من «نواحٍ هامة كثيرة».‏ وهكذا يمكن القول ان المزاعم التي تربط رواية الكتاب المقدس بأسطورة وثنية انما هي غير مقنعة.‏

تبنّيه وضمّه الى بيت فرعون

لم تترك يوكابد مصير طفلها للصدفة،‏ بل «وضعت [السفط] بين الحلفاء على حافة النهر [اي النيل]».‏ فعلى الارجح رأت ان هنالك احتمالا كبيرا ان يكتشفه احد في هذا الموضع.‏ فابنة فرعون كانت تأتي الى هذا المكان لتغتسل،‏ وربما كان من عادتها ان تقصد هذا الموقع.‏b —‏ خروج ٢:‏٢-‏٤‏.‏

سرعان ما لوحظ وجود السفط الصغير.‏ «ولما فتحته [ابنة فرعون] رأت الولد وإذا هو صبي يبكي.‏ فرقَّت له وقالت هذا من اولاد العبرانيين».‏ وقررت الاميرة المصرية ان تتبناه.‏ ومهما كان الاسم الذي اطلقه عليه والداه في الاصل فقد نُسي منذ وقت طويل.‏ فهو اليوم معروف في العالم اجمع بالاسم الذي اطلقته عليه امه بالتبني:‏ موسى.‏c —‏ خروج ٢:‏٥-‏١٠‏.‏

ولكن أليس غريبا ان تؤوي اميرة مصرية طفلا كهذا؟‏ كلا،‏ فقد علّمت الديانة المصرية ان فعل الخير لازم لدخول السماء.‏ وبالنسبة الى عملية التبني،‏ ذكرت عالمة الآثار جويس تيلْدزْلي:‏ «كانت النساء المصريات مساويات للرجال المصريين.‏ وكانت لهن نفس الحقوق القانونية والاقتصادية،‏ على الاقل نظريا،‏ .‏ .‏ .‏ وكان بإمكان النساء تبنّي الاطفال».‏ وقد اوردت بَرْديّة قديمة حول التبني ان امرأة مصرية تبنت عبيدها.‏ أما بالنسبة الى استئجار والدة موسى لتكون مرضعة فيذكر قاموس انكور للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان اعطاء والدة موسى الطبيعية اجرة لإرضاعه .‏ .‏ .‏ له ما يماثله في عقود التبني في بلاد ما بين النهرين».‏

وهل أُخفي عن موسى اصله العبراني بعد تبنّيه؟‏ هذا ما توحي به بعض الافلام السينمائية.‏ لكنَّ الاسفار المقدسة تقول العكس.‏ فبتدبير ذكي من اخته مريم،‏ استُخدمت امه يوكابد لتكون مرضعته.‏ ولا شك ان هذه الامّ التقية لم تُخفِ الحقيقة عن ابنها!‏ وبما ان الامهات في الماضي كنّ يرضعن اطفالهن عدة سنوات في اغلب الاحيان،‏ فقد كان ليوكابد الوقت الكافي لتُعَلِّم موسى عن ‹إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب›.‏ (‏خروج ٣:‏٦‏)‏ ولا بد ان موسى استفاد كثيرا من هذا الاساس الروحي،‏ وخصوصا انه عاد و ‹تلقى الارشاد في حكمة المصريين كلها› بعدما سلّمته امه الى ابنة فرعون.‏ أما قول المؤرخ يوسيفوس ان موسى صار قائدا في الحرب مع الحبشة فلا يمكن التحقق من صحته.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقول ان موسى «كان مقتدرا في كلامه وأعماله».‏d —‏ اعمال ٧:‏٢٢‏.‏

وكان موسى،‏ في سن الاربعين،‏ جاهزا على الارجح ليصير قائدا مصريا بارزا.‏ وكان سيتمتع بالسلطة والثروة اذا بقي في بيت فرعون.‏ لكنَّ حادثة واحدة غيَّرت مجرى حياته.‏

النفي الى مديان

في احد الايام رأى موسى «رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته».‏ صحيح ان موسى استفاد طوال سنوات مما قدَّمه له عالمه العبراني وعالمه المصري،‏ لكنَّ رؤية اسرائيلي مثله يُضرب —‏ وربما بطريقة كادت تودي بحياته —‏ دفعته الى اتخاذ قرار مفاجئ.‏ (‏خروج ٢:‏١١‏)‏ فقد «أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون،‏ واختار ان تساء معاملته مع شعب اللّٰه».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

اتخذ موسى اجراء سريعا لا يمكن ابطاله،‏ اذ «قتل المصري وطمره في الرمل».‏ (‏خروج ٢:‏١٢‏)‏ لم يبدر هذا التصرف من شخص «يستسلم لنوبات الغضب المفاجئة»،‏ كما زعم احد النقاد.‏ فعلى الارجح فعل موسى ذلك،‏ وإن كانت فعلته في غير محلها،‏ بدافع الايمان بوعد اللّٰه بإنقاذ اسرائيل من مصر.‏ (‏تكوين ١٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وربما ظن موسى خطأً ان اعماله ستدفع شعبه الى الثورة.‏ (‏اعمال ٧:‏٢٥‏)‏ لكنَّ خيبته كانت كبيرة عندما رفض اخوته الاسرائيليون الاعتراف بقيادته.‏ وعندما بلغ فرعونَ خبرُ جريمة القتل،‏ اضطر موسى الى الهرب الى حيث بقي منفيا.‏ فاستقر في مديان وتزوج امرأة تدعى صفورة،‏ هي ابنة زعيم قبيلة مترحّلة يدعى يثرون.‏

طوال فترة ٤٠ سنة عاش موسى عيشة راعٍ بسيط،‏ واندثر كل امل لديه بإنقاذ شعبه.‏ ولكن في احد الايام،‏ ساق قطيع يثرون الى موقع قريب من جبل حوريب.‏ وهناك،‏ ظهر له ملاك يهوه في عليقة مشتعلة.‏ تخيَّل هذا المشهد.‏ امره اللّٰه قائلا:‏ ‹أخرِج شعبي بني اسرائيل من مصر›.‏ لكنَّ جواب موسى نمَّ عن تردُّد وعدم ثقة بالنفس.‏ فقد قال:‏ «مَن انا حتى اذهب الى فرعون وحتى أُخرج بني اسرائيل من مصر».‏ حتى انه افصح عن مشكلة لديه يغفل عنها معظم صانعي الافلام،‏ فقد كان يعاني كما يَظهر إعاقة في نطقه.‏ ما اوسع الفرق بين موسى وأبطال الاساطير والخرافات القديمة!‏ فالسنوات الاربعون التي قضاها هذا الرجل في رعي الغنم ليَّنت طبعه وجعلته متواضعا.‏ ورغم ان موسى ما وثق بنفسه،‏ كان اللّٰه متأكدا انه الشخص الملائم لأخذ القيادة!‏ —‏ خروج ٣:‏١–‏٤:‏٢٠‏.‏

الانقاذ من مصر

رحل موسى عن مديان ومَثَلَ امام فرعون وطلب منه تحرير شعب اللّٰه.‏ وعندما رفض هذا الحاكم العنيد اطلاقهم،‏ اجتاحت مصر عشر ضربات مدمرة.‏ وحين ادت الضربة العاشرة الى موت ابكار مصر،‏ قام اخيرا الفرعون المهزوم بتحرير الاسرائيليين.‏ —‏ خروج الاصحاحات ٥-‏١٣‏.‏

معظم القراء يعرفون هذه الاحداث جيدا.‏ ولكن هل وقع ايٌّ منها فعلا؟‏ يدّعي البعض ان عدم ذكر اسم الفرعون يثبت بطلان صحة الرواية.‏e لكنَّ هوفماير،‏ المقتبس منه آنفا،‏ يذكر ان الكتبة المصريين غالبا ما تعمّدوا حذف اسم اعداء الفرعون.‏ ويورد هذه الحجة:‏ «بالطبع لن يشك المؤرخون في تاريخية الحملة التي شنها تحوتمس الثالث في مجدّو لمجرد ان اسم ملكَي قادش ومجدّو لم يُسجَّل».‏ ويرجّح هوفماير ان «اسبابا لاهوتية مقنعة» دفعت الى عدم ذكر اسم الفرعون.‏ مثلا،‏ بإبقاء اسم الفرعون مجهولا،‏ تلفت الرواية الانتباه الى اللّٰه لا الى الفرعون.‏

ويتوقف النقاد عند الخروج الكبير لليهود من مصر.‏ فقد زعم العالِم هومر و.‏ سميث انه لو كانت هذه الهجرة الجماعية صحيحة،‏ «لتردَّدت اصداؤها بقوة في التاريخ المصري او الارامي .‏ .‏ .‏ لذا من المحتمل اكثر ان تكون اسطورة الخروج مجرد تحريف وتضخيم لهروب افراد قليلين نسبيا من مصر الى فلسطين».‏

صحيح انه لم يُعثر على ايّ سجل مصري عن هذه الحادثة،‏ لكنَّ ذلك مردّه الى ان المصريين لم يمتنعوا عن تغيير السجلات التاريخية عندما كانت الحقيقة تحرجهم او تخالف مصالحهم السياسية.‏ فعندما تولى تحوتمس الثالث السلطة،‏ حاول ان يطمس ذكرى الملكة حَتْشبْسوت التي حكمت قبله.‏ ذكر عالِم الآثار المصرية جون راي:‏ «امَّحت نقوشها وأحاط سور بمسلّاتها وطوى انصابها النسيان.‏ ولا يَظهر اسمها في الحوليات اللاحقة».‏ وقد شهد التاريخ الحديث محاولات مماثلة لتغيير او طمس وقائع محرجة.‏

أما بالنسبة الى عدم وجود ادلة اثرية على الاقامة في البرية فلا ننسَ ان اليهود كانوا رُحَّلا.‏ فهم لم يبنوا مدينة ولم يزرعوا شيئا.‏ وعلى الارجح لم يتركوا وراءهم سوى آثار اقدامهم.‏ ومع ذلك،‏ يمكن ايجاد ادلة مقنعة على اقامتهم في البرية ضمن الكتاب المقدس نفسه.‏ فذكر هذه الحادثة يتردد في هذا الكتاب.‏ (‏١ صموئيل ٤:‏٨؛‏ مزمور ٧٨؛‏ مزمور ٩٥؛‏ مزمور ١٠٦؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١-‏٥‏)‏ حتى يسوع المسيح شهد على صحة احداث وقعت في البرية.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٤‏.‏

لا شك اذًا في ان رواية الكتاب المقدس عن موسى صادقة وموثوق بها.‏ لكنَّ موسى عاش منذ زمان طويل.‏ فكيف يمكن ان يؤثر هذا الشخص في حياتك اليوم؟‏

a بحسب تعليق المفسِّر على الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏،‏ لا تشير هذه العبارة فقط الى جمال الطفل الخارجي الفائق بل ايضا الى «صفاته القلبية».‏

b كان الاغتسال في النيل «عادة شائعة في مصر القديمة»،‏ كما يذكر التعليق بقلم كوك.‏ فقد كان النيل يُعبد بوصفه انبثاقا .‏ .‏ .‏ من الاله أوزيريس ونُسبت الى مياهه قدرة فريدة على منح الحياة والخصب».‏

c لا يزال اشتقاق هذا الاسم موضع خلاف بين العلماء.‏ فباللغة العبرانية،‏ يعني الاسم موسى «منتشَل،‏ مخلَّص من الماء».‏ وذكر المؤرخ فلاڤيوس يوسيفوس ان الاسم مركّب من كلمتين مصريتين تعنيان «ماء» و «مخلَّص».‏ واليوم يظن بعض العلماء ايضا ان الاسم موسى مصري الاصل،‏ وإنما يظنون ان معناه الارجح هو «ابن».‏ لكن هذه الحجة مؤسسة على تشابه في اللفظ بين كلمة «موسى» وبعض الاسماء المصرية.‏ وبما انه لا احد يعرف كيف كانت تُلفظ الكلمات بالعبرانية القديمة او المصرية القديمة،‏ تبقى هذه النظريات مجرد تخمينات.‏

d ذكر كتاب اسرائيل في مصر:‏ «قد تبدو فكرة تربية موسى في البلاط المصري ضربا من ضروب الخيال.‏ ولكن يتبيّن لنا العكس اذا ألقينا نظرة عن كثب الى ما كان يجري في البلاط الملكي في عهد المملكة الحديثة.‏ فقد كان تحوتمس الثالث .‏ .‏ .‏ اول مَن ابتدأ بجلب ابناء الملوك الآسيويين الغربيين الخاضعين له الى مصر لتعليمهم العوائد المصرية .‏ .‏ .‏ ولذلك لم يكن مستغربا ان يوجد امراء وأميرات أجانب في البلاط المصري».‏

e يقول بعض المؤرخين ان الفرعون المذكور في سفر الخروج هو تحوتمس الثالث.‏ ويرجّح آخرون أمنحوتب الثاني او رمسيس الثاني او غيرهما.‏ ونظرا الى عدم وضوح التسلسل الزمني للاحداث في التاريخ المصري،‏ من غير الممكن تحديد هوية ذلك الفرعون بدقة.‏

مَن كتب «اسفار موسى»؟‏

جرت العادة ان تُنسب الى موسى كتابة الاسفار الخمسة الاولى في الكتاب المقدس،‏ والتي يُطلق عليها اسم التوراة.‏ وربما كانت هنالك مصادر تاريخية اقدم اقتبس منها موسى بعض معلوماته.‏ لكنَّ بعض النقاد يظنون ان موسى لم يكتب التوراة على الاطلاق.‏ فقد اكد الفيلسوف سپينوزا الذي عاش في القرن السابع عشر:‏ «موسى لم يكتب التوراة،‏ وهي حقيقة اوضح من شمس الظهيرة».‏ وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر،‏ عمَّم العالِم الالماني يوليوس ولهاوزن نظرية «الوثائق»،‏ التي تقول ان اسفار موسى هي مزيج من اعمال عدة مؤلفين او عدة مجموعات من المؤلفين.‏

سجّل موسى بتواضع عدم اعطائه المجد للّٰه

فقد زعم ولهاوزن ان احد المؤلفين استعمل دائما اسم اللّٰه يهوه،‏ فدُعي «ي».‏ ودُعي آخر «ا» لأنه اشار الى اللّٰه بكلمة «إلوهيم».‏ كما زعم ان «ك» كتب الشرائع الكهنوتية في سفر اللاويين،‏ فيما كتب «ت» سفر التثنية.‏ ورغم ان بعض النقاد تبنّوا هذه النظرية طوال عقود،‏ يدعو جوزف بلانْكنْسوپ في كتاب الپانتاتيُك (‏بالانكليزية)‏ فرضية ولهاوزن نظرية «في ازمة».‏

ويوضح كتاب مدخل الى الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏ بقلم جون لوكس:‏ «نظرية الوثائق مبنية على مزاعم إما اعتباطية او باطلة كليا.‏ .‏ .‏ .‏ ولو كانت نظرية الوثائق المتشددة صحيحة،‏ لَكان الاسرائيليون ضحية خدعة بشعة لأنهم سمحوا للشريعة الموسوية ان تلقي بثقلها الكبير عليهم،‏ ولَكانت تلك اكبر خدعة في تاريخ العالم».‏

والحجة الاخرى التي يتذرع بها البعض هي ان الاختلافات في الاسلوب دليل على تعدُّد المؤلفين.‏ ولكن يقول ك.‏ أ.‏ كيتشن في كتابه الشرق القديم والعهد القديم (‏بالانكليزية)‏:‏ «الاختلافات في الاسلوب ليست بذات اهمية،‏ وهي ناجمة عن الاختلاف في المواضيع».‏ كما ان التنوع في الاسلوب يلاحَظ في «نصوص قديمة لا يُشك ابدا في ان مؤلفها شخص واحد».‏

ويلاحَظ ايضا ضعف الحجة القائلة ان استعمال اسماء وألقاب مختلفة للاشارة الى اللّٰه هو دليل على تعدُّد المؤلفين.‏ ففي جزء صغير واحد من سفر التكوين،‏ يدعى اللّٰه «اللّٰه العلي»،‏ «مالك السموات والارض»،‏ «السيد الرب»،‏ «ايل رُئي [«اله يرى»،‏ ع‌ج‏]»،‏ «اللّٰه القدير»،‏ «اللّٰه»،‏ و «ديان كل الارض».‏ (‏تكوين ١٤:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١٥:‏٢؛‏ ١٦:‏١٣؛‏ ١٧:‏١،‏ ٣،‏ ١٨؛‏ ١٨:‏٢٥‏)‏ فهل كُتبت كل آية من هذه الآيات على يد مؤلف مختلف؟‏ وماذا عن تكوين ٢٨:‏١٣‏،‏ حيث تُستعمل في اللغة الاصلية كلمة «إلوهيم» (‏اللّٰه)‏ مع «يهوه»؟‏ فهل اشترك مؤلفان في كتابة هذه الآية الواحدة؟‏

ويبرز ضعف هذه الطريقة في التفكير عندما تُطبَّق على كتاب معاصر.‏ ففي احد الكتب الحديثة عن الحرب العالمية الثانية،‏ دُعي المستشار الالماني «الفوهرر»،‏ «أدولف هتلر»،‏ و «هتلر» ضمن صفحات قليلة فقط.‏ فهل يجرؤ احد على القول ان هذا دليل على وجود ثلاثة مؤلفين للكتاب؟‏

برغم ذلك،‏ لا تزال تَظهر نظريات معدلة قليلا لنظرية ولهاوزن.‏ وإحداها هي النظرية التي عرضها عالمان بشأن المؤلف «ي» الذي استعمل دائما الاسم يهوه.‏ فهما لا ينكران فقط ان موسى هو المؤلف،‏ بل يزعمان ايضا ان «ي» هو امرأة.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة