مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ي‌ي الفصل ١١ ص ١٣٩-‏١٥١
  • يهوه يريد ان ينال الناس الحياة،‏ فماذا عنك؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه يريد ان ينال الناس الحياة،‏ فماذا عنك؟‏
  • ابق يوم يهوه في ذهنك
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • العدل والرحمة يساهمان في إنقاذ حياة الناس
  • مساعدة الناس بغية نيل الحياة
  • الحياة للذين يرجعون الى يهوه
  • ‏‹اليتيم يجد الرحمة›‏
  • ‏«ان اباكم رحيم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • ‏‹اطلب يهوه› بعبادته بالطريقة التي يرضى عنها
    ابق يوم يهوه في ذهنك
  • إلهنا «غني بالرحمة»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • اتخذ الانبياء نموذجا لك:‏ هوشع
    خدمتنا للملكوت ٢٠١٣
المزيد
ابق يوم يهوه في ذهنك
ي‌ي الفصل ١١ ص ١٣٩-‏١٥١

الفصل الحادي عشر

يهوه يريد ان ينال الناس الحياة،‏ فماذا عنك؟‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا بإمكاننا التعلّم من ردّ فعل يونان لقرار يهوه بشأن نينوى؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان نعمِّق فهمنا لرحمة اللّٰه ونظرته الى الحياة؟‏

كان يهوه فرِحا،‏ لكنَّ النبي كان كئيبا.‏ فكان اللّٰه قد عفا برحمة عن آلاف الناس،‏ اذ اختار ان يغفر للذين كانوا اعداء شعبه ويبقيهم على قيد الحياة.‏ اما يونان فكان سيدعهم يموتون.‏

الصورة في الصفحة ١٤٣

حتى خدام اللّٰه قد لا يفهمون احيانا مدى رحمته

٢ كما يمكننا ان نرى من قضية يونان،‏ يصعب احيانا على البشر ان يفهموا مدى صبر اللّٰه ويعكسوا رغبته في ان ينال الناس الحياة.‏ فقرار يهوه بالعفو عن اهل نينوى،‏ «ساء .‏ .‏ .‏ يونان كثيرا،‏ واحتدم غضبا».‏ فهل كان يونان مهتما بمشاعره اكثر من الرحمة وإنقاذ حياة الناس؟‏ لربما تصوّر انه اذا أُعفي عن اهل نينوى،‏ فسيخسر مصداقيته.‏ (‏يونان ٤:‏​١،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ وماذا عن ايامنا،‏ فيما يدنو يوم دينونة يهوه بسرعة؟‏ قد تتساءل:‏ ‹كيف يمكنني ان اعمِّق تقديري لغفران اللّٰه،‏ وكيف يمكنني ان اساعد الخطاة التائبين على الاستفادة اكثر من حنانه؟‏ بكلمات اخرى،‏ كيف يمكنني الاقتداء برغبة اللّٰه في ان ينال الناس الحياة؟‏›.‏

العدل والرحمة يساهمان في إنقاذ حياة الناس

٣ هل هنالك تناقض بين عدل يهوه ورحمته؟‏ أوضح.‏

٣ قد يفكِّر البعض ان هذه الاسفار النبوية الاثني عشر،‏ صفحة صفحة،‏ تتحدث عن سخط اللّٰه ومعاقبته الناس —‏ اي إجرائه العدل.‏ ولكنهم قد يسألون:‏ ‹اين هي رحمة يهوه؟‏ وهل يهتم بإنقاذ حياة الناس؟‏›.‏ في الواقع،‏ ان عدل اللّٰه ورحمته لا يتناقضان،‏ بل يعملان معا ويساهمان في إنقاذ الحياة.‏ وهاتان الصفتان هما وجهان من اوجه شخصيته المتوازنة توازنا تامّا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٦؛‏ ١١٢:‏٤؛‏ ١١٦:‏٥‏)‏ فعندما يزيل اللّٰه الضرر الذي يسببه الاشرار،‏ يُظهِر الرحمة لذوي الميل الصائب.‏ وهذا يبرهن ان عدله كامل.‏ من ناحية اخرى،‏ فإن رحمته تأخذ في الاعتبار حدود البشر الناقصين.‏ بكلمات اخرى:‏ العقاب حيث تدعو الحاجة،‏ والرحمة كلما امكن.‏ وفي رسائل الانبياء،‏ بإمكانك ان تجد عبارات كثيرة تؤكد هذا الاتزان الكامل،‏ مُظهِرة ان اللّٰه يريد ان ينال الناس الحياة.‏ وخلال مناقشتنا لهذا الموضوع الآن،‏ سنجد دروسا يمكننا تطبيقها في ايامنا بطرائق عملية.‏

٤ ايّة ادلة هنالك ان اللّٰه يريد ان ينال الناس الحياة؟‏

٤ صحيح ان النبي يوئيل نقل رسالة دينونة،‏ لكنه اكّد ايضا ان اللّٰه «حنّان ورحيم،‏ بطيء الغضب ووافر اللطف الحبي».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٣‏)‏ وبعد مئة سنة تقريبا،‏ في القرن الثامن قبل الميلاد،‏ شدَّد ميخا على حاجتنا الماسة الى غفران يهوه.‏ فبعدما سأل:‏ «مَن هو إله مثلك؟‏»،‏ وصف يهوه كما يلي:‏ «لا يحفظ غضبه الى الابد،‏ لأنه يُسَرّ باللطف الحبي.‏ يعود يرحمنا».‏ (‏ميخا ٧:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ وكما نرى من رواية يونان عن اهل نينوى،‏ ان اللّٰه مستعد لإعادة النظر في إنزال العقاب بالاشخاص الذين اثاروا غضبه اذا برهنوا عن ندمهم بأعمال تليق بالتوبة.‏

٥ اية اوجه لرحمة اللّٰه ورغبته في إنقاذ الحياة تشجّعك؟‏ (‏انظر ايضا «‏كانوا مستعدين دائما لخدمة الآخرين‏».‏)‏

٥ نحن لسنا عائشين في ايام الانبياء الاثني عشر.‏ ولكن ألسنا شاكرين على هذه الادلة على رحمة يهوه واهتمامه بإنقاذ الحياة؟‏ ان شعورك هذا يمكن ان يقوّي علاقتك باللّٰه ويزيد اهتمامك بمساعدة الآخرين على نيل الحياة.‏ فمعظم الناس اليوم يتبعون مسلكا رديئا،‏ ولكن يجري التأكيد لنا ان اللّٰه «لا يرغب ان يهلك احد،‏ بل ان يبلغ الجميع الى التوبة».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ وتظهر رغبة يهوه هذه في تعابير الترحيب التي تفوّه بها هوشع عندما استردّ زوجته الزانية.‏ فقد ‹خاطب يهوه قلب› شعبه وغفر لهم ‹باختياره›،‏ رغم انه لم يكن مجبَرا.‏ (‏هوشع ١:‏٢؛‏ ٢:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ ٣:‏​١-‏٥؛‏ ١٤:‏٤‏)‏ فهل تدرك لماذا موقف اللّٰه وتصرفاته في هذا الخصوص مهمّة جدا؟‏ لأن حياة الناس في خطر.‏ ويمكنك ان ترى المزيد من الادلة على رحمة اللّٰه ورغبته ان ينال الناس الحياة عندما تنظر الى الجماعة المسيحية التي تقوم بعمل انت معنيّ به.‏

كانوا مستعدين دائما لخدمة الآخرين

رسم الانبياء الاثنا عشر مثالا رائعا في الاهتمام بإنقاذ حياة الناس.‏ فقد نقلوا رسائلهم بولاء من اجل فائدة شعب اللّٰه والآخرين،‏ رغم التضحيات التي قاموا بها،‏ المخاطر التي واجهوها،‏ والتهديدات التي تلقوها.‏ وفي الجزء الارضي من هيئة اللّٰه الدائمة التوسع،‏ هنالك حاجة مستمرة الى رجال ناضجين مستعدين ليخدموا كشيوخ وخدام مساعدين في الجماعات حول العالم.‏ وهنالك ايضا حاجة ملحّة الى المزيد من الخدام كامل الوقت.‏ فهل يمكنك الاقتداء بمثال الانبياء بالتطوع للخدمة،‏ مستخدما مهاراتك وقدراتك للقيام بعمل اللّٰه داخل الجماعة وخارجها؟‏ هذه هي احدى افضل الطرائق للاقتداء بيهوه لكي ينال الآخرون الحياة.‏

مساعدة الناس بغية نيل الحياة

٦ بأية طريقة رئيسية يُظهِر اللّٰه انه يرغب ان ينال الناس الحياة؟‏

٦ لماذا تشارك في الخدمة العلنية؟‏ ان احد الاسباب الرئيسية هو مساعدة الآخرين على التعرّف بالاله الحق.‏ فهنالك امر مهمّ ينبغي ان يعرفوه عن يهوه:‏ انه يزوِّد تحذيرات واضحة قبل إنزال العقاب.‏ وهذا ما يُظهِر اهتمامه الرحيم بالناس،‏ اذ يحرص ألا يموتوا بل ان ينالوا الحياة.‏ فالانبياء الاثنا عشر عرّفوا في الماضي الخطاة ان اللّٰه يتيح لهم فرصة إصلاح طرقهم والإفلات من سخطه البارّ.‏ اليوم ايضا لدينا عمل مماثل.‏ فكمسيحي انت تحظى بامتياز إعلان التحذير عن يوم انتقام اللّٰه القادم.‏ وفيما تقوم بهذا العمل،‏ تجنَّب امتلاك مشاعر انتقامية،‏ اذ ترغب في رؤية غير المتجاوبين ينالون عقابهم المستحَق.‏ تذكَّر ان احد اسباب كرازتك هو إتاحة الفرصة للبعض كي يسلكوا في الطريق الذي يؤدي الى الحياة.‏ —‏ يوئيل ٣:‏​٩-‏١٢؛‏ صفنيا ٢:‏٣؛‏ متى ٧:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

٧ (‏أ)‏ لماذا الاشتراك في عمل الشهادة مهمّ؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعدنا التفكير في موقف يهوه عندما نواجه اللامبالاة؟‏

٧ كل مرة تنقل فيها حقائق الكتاب المقدس من بيت الى بيت،‏ في المدرسة،‏ في عملك،‏ او في اي مكان آخر،‏ انت تقدِّم المساعدة لشخص هو في امس الحاجة الى رحمة اللّٰه وغفرانه.‏ (‏هوشع ١١:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ورغم انك قد تواجه اللامبالاة،‏ فبمثابرتك تقتدي بإلهنا الرحيم الذي قال لشعبه العاصي بفم زكريا:‏ «ارجعوا عن طرقكم الشريرة وعن اعمالكم الشريرة».‏ (‏زكريا ١:‏٤‏)‏ فمَن يدري كم شخصا قد يتجاوبون عندما تخبرهم عن رحمة اللّٰه وترشدهم الى الطريق الذي يؤدي الى الحياة؟‏!‏ ولا يغِب عن بالك انك تكرز لأن يهوه يريد ان ينال الناس الحياة ويجب ان تقتدي انت به.‏

٨ لماذا من المشجِّع التذكُّر كيف يتجاوب البعض مع رحمة اللّٰه؟‏

٨ وقد تتشجع ايضا حين تتذكر انه كان ولا يزال هنالك اشخاص يتجاوبون مع رسائل اللّٰه.‏ فلهذا السبب تحدث النبي هوشع عن الذين ادركوا ان «طرق يهوه مستقيمة».‏ وأضاف قائلا:‏ «الابرار هم الذين يسيرون فيها».‏ (‏هوشع ١٤:‏٩‏)‏ فعلى مرّ القرون،‏ يندفع كثيرون الى تلبية دعوة اللّٰه:‏ «ارجعوا إليّ بكل قلوبكم».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٢‏)‏ ومع ان هذه الدعوة وُجِّهَت الى شعب كان يعرف يهوه،‏ فهي تعكس ايضا اهتمام اللّٰه بالذين يتعرّفون به.‏ نعم،‏ لم يفقد اللّٰه ثقته ان بإمكان البشر الندم على مسلكهم الخاطئ في الماضي،‏ التوبة،‏ والتحوّل الى فعل ما هو صائب.‏ وهذا ما يمنحهم الرجاء بالخلاص.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

٩ ايّ امر من الضروري امتلاكه،‏ كما يظهر من تجاوب اهل نينوى؟‏

٩ هنالك وجه آخر للرواية عن غفران يهوه لأهل نينوى.‏ فنحن نقرأ ان الشعب اخذ الرسالة عن الدينونة الالهية الوشيكة على محمل الجد و ‹آمنوا باللّٰه›.‏ (‏يونان ٣:‏٥‏)‏ فالايمان،‏ وليس مجرد الخوف من الدينونة،‏ كان ضروريا ليبقوا احياء.‏ اليوم ايضا،‏ لدى يهوه رغبة شديدة ان يرى الناس يتوبون ويعربون عن الايمان.‏ لذلك يسمح لنا ان نكرز ونساعد الناس على القيام بالاختيار الصحيح.‏ وما هي النتيجة؟‏ نقرأ عن اهل نينوى:‏ «لما رأى اللّٰه اعمالهم،‏ انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة،‏ تأسف اللّٰه على البلية التي قال انه ينزلها بهم،‏ ولم ينزلها».‏ (‏يونان ٣:‏١٠‏)‏ وبما ان يهوه لا تخدعه الكلمات او الاعمال الشكلية،‏ فلا بد ان اهل نينوى كانوا صادقين في إعرابهم عن الندم بقيامهم بأعمال تبرهن ذلك.‏ فقد رأى اللّٰه انهم قاموا بتغيير فعلي اذ اعربوا عن التوبة الاصيلة المقترنة بالايمان.‏

١٠ متى زوّد يهوه الخلاص للبعض؟‏

١٠ لكنَّ اهتمام يهوه بإنقاذ الحياة لم يكن مقصورا على اهل نينوى.‏ فعند دمار اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م (‏بعد خدمة عوبديا،‏ ناحوم،‏ وحبقوق)‏،‏ نجّى يهوه ارميا الطائع ومجموعة من عشرائه الامناء.‏ (‏ارميا ٣٩:‏​١٦-‏١٨‏)‏ كما تنبأ انبياء اللّٰه ان بقية تائبة ستعود من بابل وتردّ العبادة النقية.‏ (‏ميخا ٧:‏​٨-‏١٠؛‏ صفنيا ٣:‏​١٠-‏٢٠‏)‏ إلا ان اتماما عظيما لهذه النبوات حدث في عصرنا.‏ فبعد الحرب العالمية الاولى،‏ كان كثيرون من المسيحيين الممسوحين قد صاروا متراخين في العبادة الحقة.‏ ولكن جرى ردّهم الى حالة من النشاط الغيور ونالوا مجددا رضى يهوه،‏ على رجاء نيل الحياة.‏ اليوم ايضا،‏ ‹ينضم› اشخاص من «امم كثيرة الى يهوه».‏ (‏زكريا ٢:‏١١‏)‏ وهؤلاء لديهم رجاء النجاة من النهاية الوشيكة لنظام الاشياء هذا.‏ لذلك فإن خدمتك العلنية ليست مجرد برهان على طاعتك للوصية التي يؤمر فيها المسيحيون ان يقوموا بهذا العمل.‏ ولا هي مجرد عمل يجري القيام به لإتمام النبوة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ فالمهمّ في خدمتك العلنية هو مساعدة الناس على التعلّم عن يهوه،‏ ممارسة الايمان،‏ ونيل الحياة.‏

الحياة للذين يرجعون الى يهوه

١١،‏ ١٢ كيف يمكن لرحمة اللّٰه ان تفيد الذين كانوا ذات مرة من عبّاده؟‏

١١ في حين ان يهوه يهتم بالجدد ويريد ان ينالوا الحياة،‏ فهو لا ينسى الذين يخدمونه.‏ نحن ايضا ينبغي ان نهتم بمثل هؤلاء ونريد ان يواصلوا السير في الطريق الذي يؤدي الى الحياة.‏ ولكن كيف نُظهِر اهتمامنا هذا بطرائق عملية؟‏

١٢ ربما تعرف اشخاصا تعلّموا عن يهوه ومارسوا الايمان به وصاروا نشاطى في العبادة الحقة،‏ لكنهم لا يخدمونه حاليا.‏ ان الرسائل التي نقلها يهوه بفم الانبياء الاثني عشر تُظهِر انه كان على استعداد ليرحم الذين كانوا ذات مرة بين شعبه لكنهم لم يثابروا على ممارسة العبادة الحقة.‏ ويصحّ الامر نفسه في ايامنا،‏ سواء انجرف هؤلاء الاشخاص،‏ ابتعدوا،‏ او ارتكبوا خطأ ويلزم ان يتوبوا.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢‏)‏ ومع انهم ربما لا يكونون سعداء بعيدا عن يهوه،‏ فقد يستصعبون الرجوع اليه.‏ لذلك يناشدهم بواسطة نبيه:‏ «هكذا قال يهوه الجنود:‏ ‹ارجعوا الي›،‏ يقول يهوه الجنود،‏ ‹فأرجع إليكم›».‏ (‏زكريا ١:‏٣‏)‏ وكم هي مطمئنة ايضا كلمات هوشع!‏ فقد قال:‏ «ارجع يا اسرائيل الى يهوه إلهك،‏ لأنك عثرت بذنبك.‏ احملوا معكم كلام توبة وارجعوا الى يهوه.‏ قولوا له كلكم:‏ ‹اعفُ عن الذنب،‏ واقبل ما هو صالح›».‏ نعم،‏ حتى الذين ارتكبوا خطايا جسيمة لكنهم رجعوا الى اللّٰه بتوبة صادقة بإمكانهم نيل الغفران الذي يؤدي الى الشفاء التام.‏ (‏هوشع ٦:‏١؛‏ ١٤:‏​١،‏ ٢؛‏ مزمور ١٠٣:‏​٨-‏١٠‏)‏ فقد صحّ ذلك في ايام الانبياء،‏ ويصحّ ايضا في ايامنا.‏

الصورة في الصفحة ١٤٦

كيف يمكنك ان تساعد المسيحيين الذين كانوا غيورين سابقا ان يرجعوا الى يهوه؟‏

١٣ ما هي الاسباب التي تدفعنا الى إظهار الرحمة للذين سامحهم اللّٰه؟‏

١٣ ولكن ماذا يعني ذلك للمسيحيين الذين بقوا سائرين على الطريق المؤدي الى الحياة؟‏ كيف يمكن ان نُظهِر اننا نمتلك نظرة يهوه الى الآخرين؟‏ يتوقع يهوه منا ان نُظهِر الرحمة،‏ للجدد والذين توقفوا عن خدمته على السواء.‏ فقد ذكر بفم هوشع ما يريده منا:‏ «اني أُسَرّ باللطف الحبي لا بالذبيحة».‏ ولاحقا،‏ اقتبس يسوع المسيح من هذه الكلمات وعبّر عنها كما يلي:‏ «اذهبوا وتعلموا ما معنى:‏ ‹اريد رحمة لا ذبيحة›».‏ (‏هوشع ٦:‏٦؛‏ متى ٩:‏١٣‏)‏ فإظهارنا الرحمة امر بالغ الاهمية لصون علاقتنا باللّٰه.‏ لاحِظ كيف ربط الرسول بولس بين المسامحة والاقتداء باللّٰه:‏ «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضكم بعضا كما سامحكم اللّٰه ايضا بالمسيح.‏ فكونوا مقتدين باللّٰه كأولاد احباء،‏ وسيروا في المحبة».‏ (‏افسس ٤:‏٣٢–‏٥:‏٢‏)‏ فهل تقتدي باللّٰه في هذا المجال؟‏

١٤،‏ ١٥ في اي ظرف قد يكون موقفنا من غفران اللّٰه على المحك؟‏

١٤ وماذا لو كان الاخ الذي ارتكب خطية خطيرة غير تائب وتوجَّب طرده من الجماعة؟‏ كان هذا الامر يحدث قديما في القرن الاول،‏ اذ كان ينبغي فصل المسيحيين غير التائبين.‏ فإذا حدث ذلك حين كان رسل يسوع احياء،‏ فليس من المستغرب ان يحدث احيانا اليوم.‏ في حالات كهذه،‏ يذعن الاولياء في الجماعة لإرشاد الكتاب المقدس ألا يعاشروا الشخص المطرود.‏ وولاؤهم ليهوه قد يساعد الخاطئ على إدراك خطورة مسلكه الاثيم،‏ فيندفع الى التوبة.‏ مثلا،‏ نقرأ في الكتاب المقدس ان رجلا كان مطرودا من الجماعة في كورنثوس لكنه تاب لاحقا ورجع الى يهوه،‏ فأُعيد الى الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏​١١-‏١٣؛‏ ٢ كورنثوس ٢:‏​٥-‏٨‏)‏ فكيف تشعر عندما يحدث ذلك اليوم،‏ وكيف يمكنك إظهار اهتمامك بنيل الآخرين الحياة؟‏

١٥ قد يشعر الخاطئ التائب بالخجل واليأس ويحتاج ان يطمئن ان اللّٰه وإخوته يحبونه ويريدون ان ينال الحياة.‏ لاحِظ كيف طمأن اللّٰه بحنان شعبه القديم التائب:‏ «أخطبكِ لي بالامانة،‏ فتعرفين يهوه».‏ (‏هوشع ٢:‏٢٠‏)‏ نحن ايضا ينبغي ان نُظهِر بأعمالنا اننا نقتدي بالاله الذي وصفه زكريا بأنه يُظهِر ‹الرحمة›.‏ —‏ زكريا ١٠:‏٦‏.‏

١٦ ماذا ينبغي ان نفعل عندما يُعاد شخص الى الجماعة؟‏

١٦ بما ان اللّٰه يريد ان ينال الناس الحياة،‏ فهو يُسَرّ حين يتوب الخاطئ او يجدِّد الخادم الخامل غيرته.‏a (‏لوقا ٥:‏٣٢‏)‏ ففي حالة الرجل المذكور آنفا الذي أُعيد الى الجماعة في كورنثوس،‏ حضّ بولس الجماعة ان يصفحوا عنه ويشجّعوه ويجعلوه يشعر بمحبتهم الشديدة له.‏ قال:‏ «مثل هذا الرجل يكفيه هذا الانتهار من الاكثرية،‏ حتى انه ينبغي لكم .‏ .‏ .‏ ان تصفحوا عنه وتعزّوه،‏ لئلا يُبتلع مثل هذا من فرط حزنه.‏ لذلك احثكم ان تؤكدوا له محبتكم».‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏​٦-‏٨‏)‏ تذكّر ايضا ان هوشع اقتبس قول يهوه بخصوص الخطاة السابقين:‏ «أشفي خيانتهم.‏ أحبهم باختياري».‏ (‏هوشع ١٤:‏٤‏)‏ فهل نقتدي بيهوه،‏ اذ نساهم بفرح في شفاء شخص كهذا ونيله الحياة الابدية نتيجة ذلك؟‏

١٧،‏ ١٨ كيف يمكننا ان نساعد بمحبة الذين يرجعون الى يهوه او افراد عائلة شخص مفصول؟‏

١٧ لقد اوضح يهوه انه يعامل الذين يرجعون اليه بكل كرامة،‏ مرحِّبا بهم كأشخاص يستفيدون كاملا من محبته،‏ تماما كما رحَّب هوشع بزوجته التي كانت سابقا خائنة.‏ يخبر يهوه كيف عامل خدّامه،‏ قائلا:‏ «صرت لهم كمَن يرفع النير عن فكوكهم،‏ وبرفق جلبت طعاما لكل واحد».‏ (‏هوشع ١١:‏٤‏)‏ فكم هي مشجِّعة مودة يهوه الرقيقة التي يجتذب بواسطتها هؤلاء العائدين!‏ ويمكننا نحن الاقتداء به بعدم كوننا قساة او باردين مع شخص اظهر حزنا بحسب مشيئة اللّٰه وتوبة اصيلة.‏ فعندما يُقبَل هذا الشخص في الجماعة،‏ لا ينبغي ان نستاء او نضمر الضغينة له بسبب اخطائه الماضية،‏ بل يجب ان نعزيه عند الحاجة.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏

١٨ هل يمكنك التفكير في طرائق اخرى للاقتداء بيهوه في حال فُصل شخص من الجماعة؟‏ فإذا طُرد احد،‏ فهل يمكننا مساعدة الافراد الاولياء في عائلته،‏ ربما رفيق زواجه وأولاده؟‏ ان هؤلاء قد يجاهدون ليداوموا على حضور الاجتماعات والاشتراك في الخدمة.‏ فهل نمنحهم الدعم الخصوصي الذي قد يحتاجون اليه؟‏ والطريقة الاخرى لإظهار الرحمة الرقيقة هي استخدام «كلام طيّب وكلام معزّ»،‏ وذلك بالابتداء بأحاديث مشجِّعة مع هؤلاء الافراد الامناء.‏ (‏زكريا ١:‏١٣‏)‏ وهنالك فرص عديدة لفعل ذلك قبل الاجتماعات وبعدها،‏ عند الاشتراك معهم في الخدمة،‏ او في اوقات اخرى.‏ فهم لا يزالون عاملين معنا،‏ افرادا اعزّاء في جماعتنا لا ينبغي ان يشعروا بأنهم معزولون او منبوذون.‏ وفي بعض الحالات،‏ ربما يكون اولاد الشخص المفصول هم الذين يجاهدون ليخدموا يهوه.‏ ونحن نريد فعلا ان ينالوا الحياة.‏ فكيف نُظهِر ذلك؟‏

‏‹اليتيم يجد الرحمة›‏

١٩ اية مساعدة روحية زوّدها صفنيا لشخص يمكن تشبيهه بولد «يتيم»؟‏

١٩ يمكنك ان تجد مثالا لتزويد المساعدة في خدمة صفنيا،‏ الذي خدم في اواسط القرن السابع قبل الميلاد.‏ ربما كان صفنيا من العائلة الملكية في يهوذا،‏ ومن المحتمل ان يكون احد اقرباء الملك يوشيا البعيدين.‏ كان ابو يوشيا قد اغتيل،‏ مما اضطرّ هذا الغلام البالغ من العمر ثماني سنوات الى اعتلاء العرش.‏ وقد واجه مهمة هائلة،‏ اذ ان الامة وقعت في شرك الصنمية والممارسات البغيضة.‏ (‏صفنيا ٣:‏​١-‏٧‏)‏ لذلك كان يوشيا الصغير اليتيم الاب بحاجة الى إرشاد ماهر ونصيحة موثوق بها ليحكم هذه الامة العاصية.‏ وقد زوَّده يهوه بالارشاد الحكيم بواسطة صفنيا وأنبياء آخرين،‏ كما ذُكر في فصول سابقة من هذا الكتاب.‏ ومن الجدير بالاهتمام انه فيما تكلم يهوه بواسطة نبيه ضد «رؤساء» يهوذا،‏ لم ينتقد الملك نفسه.‏ (‏صفنيا ١:‏٨؛‏ ٣:‏٣‏)‏ وقد يشير ذلك الى ان الملك الصغير يوشيا سبق فبرهن انه ميّال الى العبادة الحقة.‏ ولا شك ان نُصح النبي ساعد يوشيا ان يوطد عزمه على تطهير يهوذا من العبادة النجسة.‏

٢٠ كيف يمكن لشخص يمنح الارشاد الروحي ان يساعد ‹الايتام› في الجماعة؟‏

٢٠ يوضح لنا اهتمام صفنيا بيوشيا اهتمام يهوه بالاولاد الصغار المحتاجين الضعفاء،‏ كأولاد الشخص المفصول.‏ قال هوشع:‏ «اليتيم يجد [باللّٰه] الرحمة».‏ (‏هوشع ١٤:‏٣‏)‏ وهل تعرف صبيانا وبنات ‹ايتاما› آخرين هم بحاجة الى شخص يقدم لهم الارشاد الروحي والعملي؟‏ فقد يكونون ايتاما بمعنى روحي،‏ اولادا في عائلات ذات والد واحد،‏ او صغارا يخدمون يهوه دون دعم من عائلتهم.‏ وغالبا ما يؤثر وجود او عدم وجود شخص يمنح مثل هؤلاء الارشاد الروحي في مدى بقائهم قريبين الى الجماعة وتقدُّمهم نحو النضج الروحي.‏ ‹فأيتام› كثيرون تقدّموا وصاروا راشدين روحيين ومتّزنين بعدما اظهر لهم المسيحيون الناضجون في الجماعة الاهتمام الحبي.‏ —‏ مزمور ٨٢:‏٣‏.‏

الصورة في الصفحة ١٥١

هل يمكنك ان تقدِّم الارشاد الروحي الحبي للاولاد ‹الايتام›؟‏

٢١ اية مساعدة يمكن للمسيحيين الناضجين ان يقدِّموها للاولاد؟‏

٢١ مثلا،‏ يمكن مساعدة ام متوحدة حين يُظهِر المسيحيون الناضجون الاهتمام بأولادها.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ ففيما يعرب النظار والآخرون عن الاحترام الواجب لترتيب الرئاسة ويأخذون في الاعتبار الحاجة الى التصرف بلياقة،‏ يمكنهم ان يقدِّموا الدعم الروحي لأفراد العائلات المحتاجين الى الدعم العاطفي.‏ وقد يكون بإمكانك او بإمكان رفيق زواجك او عائلتك ان تقضي الوقت مع الصبي او البنت اليتيمَين.‏ فهل يمكنك التصرف بطريقة تراعي مشاعر الاولاد الذين يعانون الوحدة؟‏ فقد يحتاجون الى التعاطف وإجراء محادثة حميمة للتعبير عمّا في داخلهم.‏ وبإمكانك ان تعيرهم اذنا صاغية فيما تشترك معهم في الخدمة العلنية.‏ وبما انك مشغول حتما،‏ فإن تقديمك مساعدة كهذه لولد صغير بانتظام طوال فترة من الوقت يمكن ان يكون ‹امتحانا لأصالة محبتك›.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏٨‏)‏ فجهودك ستعكس اهتمامك بأن ينال الآخرون الحياة.‏

٢٢ كيف تشعر حيال اهتمام يهوه بنيل الآخرين الحياة؟‏

٢٢ كم هو مطمئن ان نتأمل في اهتمام اللّٰه بالناس،‏ رغبته في ان ينالوا الحياة الابدية!‏ فهو يفضِّل الاعراب عن مودته للابرار الذين يحبونه ومنحهم الحياة على التعبير عن غضبه على الذين يختارون ان يكونوا غير قابلين للإصلاح وغير جديرين بالحياة الابدية.‏ وفيما ننتظر بفارغ الصبر يوم يهوه،‏ لنقتدِ به في مساعدة الآخرين ليسلكوا في الطريق الذي يؤدي الى الحياة.‏

a هنالك ثلاثة امثال مشجِّعة تُظهِر اهتمام اللّٰه الشديد بالاشخاص الضالّين:‏ مثَل الخروف الضائع،‏ مثَل الدرهم الضائع،‏ ومثَل الابن الضال.‏ —‏ لوقا ١٥:‏​٢-‏٣٢‏.‏

هل تعرف الجواب؟‏

  • لماذا يمكنك الاستفادة من فحص موقفك حيال الرحمة والرأفة؟‏ —‏ يونان ٤:‏​١،‏ ١٠،‏ ١١‏.‏

  • كيف تعمل رحمة يهوه وعدله معا؟‏ —‏ هوشع ٢:‏١٩؛‏ ميخا ٧:‏٩‏.‏

  • اية اوجه لغفران يهوه تظهر من خلال ما حدث مع اهل نينوى؟‏ —‏ يونان ٣:‏​٥،‏ ٩،‏ ١٠؛‏ ٤:‏٢‏.‏

كيف تستفيد؟‏

  • كيف يمكن ان يستفيد الذين ارتكبوا خطية خطيرة من رحمة اللّٰه؟‏ —‏ هوشع ٣:‏٣؛‏ ٤:‏٢؛‏ ١٤:‏٤‏.‏

  • ما هي بعض الطرائق المحدَّدة التي يمكنك بواسطتها إظهار اللطف الحبي داخل الجماعة؟‏ —‏ هوشع ١١:‏٤؛‏ زكريا ١:‏١٣‏.‏

  • لماذا الرأفة مهمة في مساعدة المحتاجين الى الدعم العاطفي؟‏ —‏ صفنيا ٣:‏​١٦،‏ ١٧‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة