مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١٥/‏٧ ص ٢٧-‏٣١
  • اتَّبعوا الطريق الافضل للمحبة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اتَّبعوا الطريق الافضل للمحبة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • بدون محبة،‏ لسنا شيئا
  • غير منتفعين بذبيحة عديمة المحبة
  • بعض الطرائق التي تجعلنا المحبة نتصرَّف بها
  • ليست عديمة اللياقة،‏ انانية،‏ حاقدة
  • ميَّالون الى البر والحق
  • كيف تتعامل المحبة مع كل الاشياء
  • الامور التي ستزول
  • اعظم صفة تبقى
  • ‏‹واصل السير في المحبة›‏
    اقترب الى يهوه
  • طريق المحبة لا يفنى ابدا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • المحبة (‏اڠاپي)‏ —‏ ما لا تكون عليه وما تكون
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • كونوا مبنيين بالمحبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١٥/‏٧ ص ٢٧-‏٣١

اتَّبعوا الطريق الافضل للمحبة

يهوه اللّٰه محبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وابنه،‏ يسوع المسيح،‏ قال انه يجب ان نحب اللّٰه وقريبنا.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧-‏٤٠‏)‏ واللّٰه يدير الكون بكامله على اساس هذه الصفة.‏ لذلك من اجل الحياة الابدية في ايّ مكان،‏ يجب ان نتَّبع طريق المحبة.‏

اظهر اللّٰه المحبة لأمة اسرائيل لكنه رفض في ما بعد تلك الهيئة لسبب عدم الامانة.‏ ثم عيَّن هوية جماعة تلاميذ يسوع بصفتها هيئته الجديدة.‏ كيف؟‏ بواسطة اظهارات خصوصية للروح القدس مكَّنتهم من التكلم بألسنة ومن التنبؤ.‏ وهكذا في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ صار ٠٠٠‏,٣ يهودي ودخيل مؤمنين وتركوا الهيئة القديمة لاجل هيئة اللّٰه الجديدة.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤١‏)‏ وبما ان مواهب الروح مُنحت بعد ذلك بواسطة رسل يسوع،‏ توقفت مثل هذه الاظهارات عند موتهم.‏ (‏اعمال ٨:‏٥-‏١٨؛‏ ١٩:‏١-‏٦‏)‏ ولكن عند حلول ذلك الوقت كانت المواهب قد برهنت ان رضى اللّٰه انما هو على اسرائيل الروحي.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

والعجائب الناتجة عن مواهب الروح كانت مفيدة.‏ ومع ذلك فإن الاعراب عن المحبة او الاهتمام غير الاناني بالآخرين هو مهم اكثر من الحصول على مواهب الروح.‏ واظهر الرسول بولس ذلك في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس (‏نحو ٥٥ ب‌م)‏.‏ وفيها تكلم عن المحبة بصفتها «طريقا افضل.‏» (‏١ كورنثوس ١٢:‏٣١‏)‏ وتجري مناقشة هذا الطريق في ١ كورنثوس الاصحاح ١٣‏.‏

بدون محبة،‏ لسنا شيئا

حاجّ بولس:‏ ‏«إن كنت اتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١‏)‏ فبدون محبة،‏ لا يعني شيئا التكلم بلغة بشرية معطاة من الروح او بلسان ملائكي سماوي.‏ وفضَّل بولس ان يتكلم خمس كلمات مثقِّفة بدلا من عشرة آلاف بلسان لا يفهمه الناس.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏١٩‏)‏ والشخص العديم المحبة يشبه «نحاسا يطن» —‏ جرسا مزعجا يُحدث ضجة شديدة —‏ او «صنجا يرن» بطريقة غير مطربة.‏ فلم يكن التكلم بالألسنة العديم المحبة طريقة مطمئنة بنَّاءة روحيا لتمجيد اللّٰه ومساعدة شعبه.‏ واليوم،‏ نظهر المحبة باستعمال الحديث المفهوم في الخدمة المسيحية.‏

ثم قال الرسول:‏ ‏«إن كانت لي نبوة وأعلم جميع الاسرار وكل علم وإن كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٢‏)‏ التنبؤ العجائبي،‏ الفهم الخصوصي للاسرار،‏ والمعرفة المعطاة من الروح قد تفيد الآخرين ولكن ليس اولئك الذين يملكون مثل هذه المواهب اذا كان اصحاب المواهب غير محبين.‏ فبولس استخدم الفهم الخصوصي للاسرار المقدسة لمساعدة الآخرين،‏ وموهبة المعرفة مكَّنته من الانباء مسبقا بنجاة ضحايا انكسار السفينة.‏ (‏اعمال ٢٧:‏٢٠-‏٤٤؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ ومع ذلك،‏ إن كان له ‹كل العلم وكل الايمان› لكنه كان غير محب،‏ فلن يكون شيئا في نظر يهوه.‏

واليوم يمكِّن روح يهوه شهوده من فهم نبوات الكتاب المقدس وأسراره المقدسة ويرشدهم في نقل مثل هذه المعرفة الى الآخرين.‏ (‏يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ والروح ينتج ايضا الايمان الضروري للتغلب على العقبات الشبيهة بالجبال.‏ (‏متى ١٧:‏٢٠‏)‏ وبما ان الروح يفعل هذه الامور،‏ فمن الخطإ طلب المجد الشخصي منها.‏ فنحن لا نساوي شيئا إن لم نفعل الامور لمجد اللّٰه وبمحبة له وللرفقاء البشر.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٦‏.‏

غير منتفعين بذبيحة عديمة المحبة

قال بولس:‏ ‏«إن اطعمت كل اموالي وإن سلمت جسدي حتى احترِق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٣‏)‏ بدون محبة،‏ لم يكن بولس لينتفع إن اعطى كل ما يملكه لاطعام الآخرين.‏ فاللّٰه يكافئنا على المحبة التي هي وراء عطايانا،‏ لا على قيمتها المادية او لأننا نسعى الى المجد كمعطين،‏ مثل حنانيا وسفيرة الكاذبين.‏ (‏اعمال ٥:‏١-‏١١‏)‏ ورسم بولس مثالا جيدا بالاعطاء من نفسه بمحبة بشأن خدمة الاعانة للمؤمنين في اليهودية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١-‏٤؛‏ ٢ كورنثوس ٨:‏١-‏٢٤؛‏ ٩:‏٧‏.‏

وحتى الاستشهاد العديم المحبة كشاهد للحق لا يعني شيئا للّٰه.‏ (‏امثال ٢٥:‏٢٧‏)‏ ويسوع تكلم عن ذبيحته لكنه لم يتباهَ بها.‏ وبدلا من التباهي قدم نفسه طوعا بدافع المحبة.‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٥؛‏ افسس ٥:‏٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٥-‏١٠‏)‏ وإخوته الروحيون ‹يقدمون اجسادهم ذبيحة حية› في خدمة اللّٰه لا باستشهاد ممجد للذات بل بطرائق غير لافتة للنظر تمجد يهوه وتظهر محبتهم له.‏ —‏ رومية ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

بعض الطرائق التي تجعلنا المحبة نتصرَّف بها

كتب بولس:‏ ‏«المحبة تتأنى وترفق.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤أ‏)‏ لكثيرين عنت طول اناة اللّٰه منذ خطية آدم التوبة التي تؤدي الى الخلاص.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩،‏ ١٥‏)‏ واذا كانت لنا محبة،‏ فسنعلِّم الآخرين الحق بصبر.‏ وسنتجنب الانفجارات الانفعالية ونكون متصفين بالاعتبار ومسامحين.‏ (‏متى ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ والمحبة تتصف باللطف ايضا،‏ ونحن ننجذب الى اللّٰه بسبب لطفه.‏ وثمرة روحه للطف تمنعنا من ان نطلب من الآخرين اكثر مما يطلب هو منا.‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ والمحبة تجعلنا ايضا لطفاء مع الناس غير الشاكرين.‏ —‏ لوقا ٦:‏٣٥‏.‏

وأضاف بولس:‏ ‏«المحبة لا تحسد.‏ المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤ب‏)‏ الحسد هو عمل من اعمال الجسد التي تمنع المرء من دخول ملكوت اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ والمحبة تمنعنا من ان نحسد ممتلكات شخص آخر او ظروفه المؤاتية.‏ فاذا نال امتياز خدمة نرغب فيه،‏ فستجعلنا المحبة نبتهج معه،‏ نمنحه دعمنا،‏ ونشكر اللّٰه انه يمكن استخدامه لمنفعة الجماعة.‏

بما ان المحبة «لا تتفاخر،‏» فهي لا تدفعنا الى التباهي بما اتاح لنا اللّٰه فعله في خدمته.‏ وبعض الكورنثيين تباهوا كما لو انهم هم الذين كانوا مصدر مواهب الروح،‏ لكنَّ هذه كانت من اللّٰه،‏ كما هي الامتيازات في هيئته العصرية.‏ فبدلا من التباهي بمركزنا في هيئة اللّٰه،‏ دعونا اذًا نحذر من ان نسقط.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٣١؛‏ ٤:‏٧؛‏ ١٠:‏١٢‏)‏ والمحبة «لا تنتفخ،‏» لكنَّ عقل الشخص غير المحب قد ينتفخ بالاهمية الذاتية.‏ والناس المحبون لا يشعرون بأنهم اسمى من الآخرين.‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏١٨،‏ ١٩؛‏ غلاطية ٦:‏٣‏.‏

ليست عديمة اللياقة،‏ انانية،‏ حاقدة

المحبة ‏«لا تتصرف بغير لياقة ولا تطلب مصالحها الخاصة ولا تحتد.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٥أ‏،‏ ع‌ج‏)‏ انها تعزِّز العادات الحميدة،‏ السلوك التقوي،‏ الاحترام للسلطة،‏ والتصرف اللائق في الاجتماعات المسيحية.‏ (‏افسس ٥:‏٣-‏٥؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏١٧-‏٣٤؛‏ ١٤:‏٤٠‏؛‏ قارنوا يهوذا ٤،‏ ٨-‏١٠‏.‏)‏ وبما ان المحبة تجعل كل شخص يشعر بالحاجة اليه،‏ مثل كل اجزاء الجسم البشري،‏ تكون الجماعة المُحبة مكانا للسلام وملجأ.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ وبدلا من ‹طلب مصالحها الخاصة› بأنانية،‏ تدفعنا المحبة الى التضحية احيانا بحقوقنا والى اظهار الاهتمام بالآخرين وبخيرهم.‏ (‏فيلبي ٢:‏١-‏٤‏)‏ والمحبة تجعلنا ‹نصير للكل كل شيء لنخلّص قوما› بواسطة خدمتنا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

المحبة «لا تحتد.‏» وانفجارات الغضب هي من اعمال الجسد الخاطئ،‏ لكنَّ المحبة تجعلنا ‹مبطئين في الغضب.‏› (‏يعقوب ١:‏١٩؛‏ غلاطية ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وحتى لو غضبنا بشكل يمكن تبريره،‏ فان المحبة لا تسمح لنا بالبقاء محتدين،‏ مانحين بالتالي مكانا لابليس.‏ (‏افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ويجب على الشيوخ خصوصا ان يتجنبوا الغضب اذا فشل الرفقاء المؤمنون في تنفيذ اقتراح ما.‏

وقال بولس ايضا عن المحبة:‏ ‏«لا تحفظ حسابا للسوء.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٥ب‏،‏ ع‌ج‏)‏ المحبة لا تحتفظ بقائمة من الاخطاء،‏ كالتسجيل في دفتر الحسابات.‏ فهي ترى الخير في الرفقاء المؤمنين ولا تثأر بسبب اخطاء حقيقية او خيالية.‏ (‏امثال ٢٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏٢٩؛‏ ٢٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ والمحبة تساعدنا ان ‹نعكف على ما هو للسلام.‏› (‏رومية ١٤:‏١٩‏)‏ فبولس وبرنابا تشاجرا وذهبا في طريقين مختلفين في خدمة اللّٰه،‏ لكنَّ المحبة رأبت الصَّدع ومنعتهما من اضمار الضغينة.‏ —‏ لاويين ١٩:‏١٧،‏ ١٨؛‏ اعمال ١٥:‏٣٦-‏٤١‏.‏

ميَّالون الى البر والحق

وفي ما يتعلق بالمحبة،‏ مضى بولس يقول:‏ ‏«لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٦‏)‏ يبتهج البعض بالاثم الى حد انهم «لا ينامون إن لم يفعلوا سوءا.‏» (‏امثال ٤:‏١٦‏)‏ ولكننا في هيئة اللّٰه لا ننافس واحدنا الآخر او نفرح اذا وقع احد في شرك الخطية.‏ (‏امثال ١٧:‏٥؛‏ ٢٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فلو كان هنالك مقدار كافٍ من المحبة للّٰه وللبر في جماعة كورنثوس،‏ لما جرى التساهل في الفساد الادبي هناك.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١-‏١٣‏)‏ وبين امور اخرى،‏ تمنعنا المحبة للبر من التمتع بتصوير الاثم في التلفزيون،‏ الافلام السينمائية،‏ او المسرح.‏

المحبة «تفرح بالحق.‏» والحق هنا يتباين مع الاثم.‏ وهذا يعني بوضوح ان المحبة تدفعنا الى الفرح بتأثير البر الذي للحق في الناس.‏ فنحن نجد الفرح في الامور التي تبني الناس والتي تروِّج قضية الحق والبر.‏ والمحبة تمنعنا من قول الاكاذيب،‏ تعطينا الفرح عندما تتبرهن براءة المستقيمين،‏ وتجعلنا نفرح بانتصار حق اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٤٥:‏٤‏.‏

كيف تتعامل المحبة مع كل الاشياء

واذ تابع تعريفه للمحبة،‏ كتب بولس:‏ ‏«تحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ اذ «تحتمل كل شيء،‏» تمنع المحبة الاستياء كما يمنع السقف الجيد المطر.‏ فاذا اساء الينا شخص ما لكنه طلب بعد ذلك الغفران،‏ تجعلنا المحبة نحتمل الاذى،‏ غافرين للمسيء الينا بدلا من الثرثرة بشأن المسائل.‏ وبالمحبة نحاول ان ‹نربح اخانا.‏› —‏ متى ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏

المحبة «تصدق كل شيء» في كلمة اللّٰه وتجعلنا شاكرين على الطعام الروحي المزوَّد بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وعلى الرغم من اننا لسنا سذَّجا،‏ إلا ان المحبة تمنعنا من امتلاك قلب شكّاك وتحفظنا من نسب دوافع رديئة الى الرفقاء المؤمنين.‏ (‏جامعة ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ والمحبة ايضا «ترجو كل شيء» مسجَّل في الاسفار المقدسة،‏ كالحقائق المتعلقة بملكوت اللّٰه.‏ واذ تدفعنا المحبة،‏ نرجو ونصلّي من اجل النتيجة الافضل في الحالات القاسية.‏ والمحبة تدفعنا ايضا الى اخبار الآخرين عن سبب رجائنا.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ وعلى نحو اضافي،‏ فان المحبة «تصبر على كل شيء،‏» بما في ذلك الخطايا المرتكبة ضدنا.‏ (‏امثال ١٠:‏١٢‏)‏ والمحبة للّٰه تساعدنا ايضا ان نصبر على الاضطهاد وعلى المحن الاخرى.‏

وأضاف بولس:‏ ‏«المحبة لا تسقط ابدا.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٨أ‏)‏ وهي لا تسقط كما ان يهوه لا يسقط.‏ وبما ان الهنا الابدي هو مجسَّم المحبة،‏ فهذه الصفة لن تنقطع ابدا.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦‏)‏ والكون ستضبطه المحبة دائما.‏ لذلك دعونا نصلّي كي يساعدنا اللّٰه على التغلب على الميزات الانانية وعلى اظهار ثمر روحه هذا الذي لا يسقط.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

الامور التي ستزول

واذ اشار الى المستقبل،‏ كتب بولس:‏ ‏«وأما (‏مواهب التنبؤ‏)‏ فستبطل والالسنة فستنتهي والعلم فسيبطل.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٨ب‏)‏ لقد مكَّنت ‹مواهب التنبؤ› ممتلكيها من التفوه بنبوات جديدة.‏ وعلى الرغم من ان مواهب كهذه زالت بعد ان تأسست الجماعة المسيحية بصفتها هيئة اللّٰه،‏ إلا ان قدرته النبوية لن تزول ابدا،‏ وكلمته تحتوي على كل نبوة نحتاج اليها الآن.‏ والمقدرة على التكلم بألسنة المعطاة من الروح انتهت ايضا،‏ والمعرفة الخصوصية ‹بطلت،‏› كما جرى الانباء مسبقا.‏ لكنَّ كلمة يهوه الكاملة تزوِّد ما نحتاج الى معرفته لاجل الخلاص.‏ (‏رومية ١٠:‏٨-‏١٠‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يمتلئ شعب اللّٰه من روحه وينتجون ثمره.‏

تابع بولس:‏ ‏«لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ.‏ ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لم تكن موهبتا المعرفة والتنبؤ كاملتين.‏ وعلى ما يبدو،‏ ان مثل هذه النبوة لم تدخل في التفصيل،‏ وكل نبي كان يكشف المستقبل جزئيا،‏ مفتقرا الى المعرفة الكاملة بشأن ما انبأ به مسبقا.‏ ولكنَّ فهم النبوة الآن يصير كاملا تدريجيا.‏ مثلا،‏ ان الوقائع التي تتمم نبوة الكتاب المقدس تؤكد ان يسوع تسلَّم السلطة الملكية على الجنس البشري في السنة ١٩١٤.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ نحن نعيش في «وقت النهاية» ونتمتع بالنمو المستمر في المعرفة والفهم الروحيين لنبوة الكتاب المقدس.‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ وهكذا نحن آتون الى المعرفة الكاملة ولا بد ان يكون «الكامل» قريبا.‏

اعظم صفة تبقى

واذ اشار الى تقدم الجماعة،‏ كتب بولس:‏ ‏«لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت افتكر.‏ ولكن لمّا صرت رجلا ابطلت ما للطفل.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ وبما ان الطفل يتصرَّف على اساس المعرفة المحدودة والنمو الجسدي،‏ يمكن ان يترنح ذهابا وإيابا،‏ كما لو انه يتأرجح في المهد.‏ ولكنَّ الرجل يكون ناميا جسديا اكثر بكثير،‏ يملك معرفة اوسع،‏ وعادة لا يتأثر بسهولة.‏ ويكون قد ابطل افكار،‏ مواقف،‏ وطرائق الطفولة.‏ وبصورة مشابهة،‏ بعدما تجاوزت هيئة اللّٰه الارضية مرحلة طفولتها،‏ قضى اللّٰه بأنها لا تحتاج الى مواهب النبوة،‏ الالسنة،‏ والمعرفة التي للروح.‏ ومع ان الاعضاء العصريين للجماعة،‏ وهي الآن في شيخوختها،‏ يشعرون ايضا بأنه لا حاجة الى مواهب كهذه،‏ إلا انهم فرحون بأن يخدموا اللّٰه تحت توجيه روحه.‏

وأضاف بولس:‏ ‏«فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه.‏ الآن اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرِفت.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١٢‏)‏ خلال طفولة الجماعة،‏ لم يكن وقت اللّٰه قد حان لكشف بعض الامور.‏ لذلك كانت تُرى في لغز،‏ كما لو ان المسيحيين كانوا ينظرون في مرآة معدنية تفتقر الى سطح عاكس ذي نوعية جيدة.‏ (‏اعمال ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولكننا وراء نطاق مشهد غامض.‏ فاتمام النبوة والرمز ظاهران بصورة واضحة،‏ لأن هذا هو وقت اللّٰه للكشف.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١١؛‏ دانيال ٢:‏٢٨‏)‏ وعلى الرغم من ان بولس نفسه عرف اللّٰه،‏ فذروة معرفة يهوه والعلاقة الاحم به كانت ستأتي عندما يُقام الرسول الى الحياة السماوية،‏ نائلا بالتالي المكافأة الكاملة على مسلكه المسيحي.‏

واذ اختتم خلاصته للمحبة،‏ كتب بولس:‏ ‏«أما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكنَّ اعظمهن المحبة.‏»‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏)‏ على الرغم من غياب مواهب الروح العجائبية،‏ تملك الجماعة الآن معرفة أكمل وسببا لايمان،‏ رجاء،‏ ومحبة اغنى.‏ فهي تملك ايمانا بأن كل ما وعد به اللّٰه يجري اتمامه فعلا.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ وأوجه الايمان ستنتهي فيما تتحقق الامور المنبأ بها مسبقا في كلمة اللّٰه.‏ وستزول اوجه الرجاء عندما نرى الامور المرجوَّة.‏ لكنَّ المحبة ستبقى الى الابد.‏ فليستمر اذًا كل شهود يهوه في اتِّباع الطريق الافضل للمحبة.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة