مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١٥/‏٩ ص ٢٨-‏٣١
  • يمكنكم مواجهة التثبُّط!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يمكنكم مواجهة التثبُّط!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • بعض الطرائق لمواجهة التثبُّط
  • اقوياء على الرغم من التثبُّطات
  • التخلُّص من التثبُّط —‏ قريبا!‏
  • لماذا ينبغي ان نكون متعقِّلين في توقُّعاتنا؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • يمكنك مواجهة عدم استقرار الحياة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • ايجاد الرجاء في خِضمّ اليأس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • لماذا لا يحبني ابي (‏او امي)‏؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١٥/‏٩ ص ٢٨-‏٣١

يمكنكم مواجهة التثبُّط!‏

تأملوا في الحالة المحزنة لرجل بعمر ٢٣ سنة.‏ لديه ثقافة محدودة فقط ويعمل لقاء الحدّ الادنى للاجور.‏ ويبدو ان فكرتَي الزواج والحياة المانحة الاكتفاء غير واردتين بالنسبة اليه.‏ فلا عجب ان تقول امه:‏ «انه حزين ومتثبِّط الى ابعد حد.‏» ان حالة هذا الشاب هي نموذجية لتلك التي لملايين آخرين.‏ ولسبب او لآخر،‏ فان الناس في كل مسالك الحياة متثبِّطون.‏

التثبُّط هو «شعور او حال مزمن عميق من عدم الامن،‏ ضعف الهمَّة،‏ وعدم الاكتفاء ينشأ من رغبات محبَطة،‏ نزاعات داخلية،‏ او مشاكل اخرى غير محلولة.‏» (‏قاموس وبستر الاممي الجديد الثالث‏)‏ ونختبر التثبُّط عندما نحاول بجد ان ننجز امرا ما ولكننا لا ننجح.‏ فنشعر بالإعاقة في كل حين،‏ كما لو اننا نضرب برأسنا حائطا حجريا،‏ دون فرصة للنجاح.‏ وجميعنا اختبرنا هذا الشعور.‏

والعمال الذين في وظائف غير مكافِئة ظاهريا يمكن ان تكون لديهم مشاعر عدم الجدارة.‏ واذا اعتُبر عملهن مسلَّما به،‏ فإن الزوجات او الامهات اللواتي يكافحن الهموم اليومية والواجبات المنهِكة قد يشعرن بأنهن غير راضيات،‏ غير مقدَّرات.‏ والاحداث الذين يواجهون المحن في المدرسة قد يشعرون بأنهم متثبِّطون في محاولة لنيل ثقافة.‏ وأعضاء فرق الاقليات قد يكونون ممزقين من الداخل،‏ مقتنعين بأنهم ضحايا التمييز غير العادل.‏ ورجال الاعمال الذين يحاولون باستقامة ان يزوِّدوا منتجات او خدمات ذات نوعية رفيعة يمكن ان يسحقهم منافسون عديمو الضمير والاستقامة.‏ ان هذه الاختبارات واختبارات مشابهة تسبب التثبُّط وتترك كثيرين بمشاعر عدم الرجاء.‏

ثمة رجل حكيم عاش قبل قرون استطاع ان يعرب عن تثبُّطاته بكلمات يمكننا فهمها.‏ قال سليمان ملك اسرائيل:‏ «التفتُّ انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي والى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس.‏ لأنه ماذا للانسان من كل تعبه ومن اجتهاد قلبه الذي تعب فيه تحت الشمس.‏ لأن كل ايامه احزان وعمله غم.‏ ايضا بالليل لا يستريح قلبه.‏ هذا ايضا باطل هو.‏» (‏جامعة ٢:‏١١،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ تعبِّر كلمات سليمان عن اليأس الذي يشعر به كثيرون جدا في محاولة التغلب على التثبُّطات التي تسلبهم الحياةَ المكافِئة.‏

ويمكن ان يصير الناس المتثبِّطون يائسين ايضا.‏ ففي حالات صعبة ترك البعض الكفاح،‏ وانقطعوا عن المجتمع ليعيشوا على هامشه.‏ وللحصول على ما يشعرون بأنه يحق لهم،‏ لجأ البعض الى الجريمة والعنف.‏ والضغوط الدائمة حطَّمت الروابط الزوجية والعائلية.‏

ربما يلزم كثيرين منا ان يبذلوا جهدا عظيما في البحث عن طرائق لمواجهة التثبُّط.‏ وعلى الرغم مما نفعله،‏ قد يبدو ان الامور تصير اسوأ.‏ تقول الأمثال ١٣:‏١٢‏:‏ «الرجاء المماطل يُمرض القلب والشهوة المتَمَّمة شجرة حياة.‏» وقد يُعرَّض خيرنا الجسدي والروحي للخطر.‏ فهل الحالة عديمة الرجاء؟‏ وهل يجب ان نعيش في تثبُّط دائم كجزاء لعدم كفاءتنا او لاخطائنا؟‏ وهل يمكن اتِّخاذ بعض الخطوات العملية لمواجهة التثبُّط لكي نتمتع بحياة تمنح الاكتفاء اكثر؟‏ دعونا نرى.‏

بعض الطرائق لمواجهة التثبُّط

عندما تكون لدينا مشكلة ونحتاج الى نصيحة،‏ نذهب عادة الى شخص حسن الاطلاع ذي خبرة يمكننا ان نثق به.‏ تنصح الأمثال ٣:‏٥،‏ ٦‏:‏ «(‏ثق بيهوه)‏ بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك (‏التفت اليه)‏ وهو يقوِّم سبلك.‏» والنصيحة العملية يمكن ايجادها في كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ فتأملوا في بعض الامثلة للبصيرة التي تزوِّدها.‏

ان التثبُّط يمكن ان يرتبط بكسب الرزق.‏ مثلا،‏ يمكن ان يكون عملنا الدنيوي مانحا الاكتفاء،‏ لكنَّ الاجور المنخفضة يمكن ان تكون مصدرا للكآ‌بة.‏ فنحن نحب عائلاتنا ونريد لهم الافضل.‏ ولكن،‏ يبدو انه ليست هنالك نهاية للقلق ازاء مواجهة التزاماتنا المادية.‏ ويمكن ان نعمل وقتا اضافيا وحتى ان نقبل وظيفة ثانية.‏ وبعد حين تبدو الحياة دورة مملَّة من الاكل،‏ النوم،‏ والعمل.‏ ومع ذلك،‏ تتراكم الفواتير،‏ تزداد الديون،‏ ويتفاقم التثبُّط.‏

ان القصد الاول من العمل الدنيوي هو تزويد حاجاتنا.‏ ولكن الى كم نحتاج؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «لم ندخل العالم بشيء وواضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء.‏ فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما.‏» فهل نحاول احراز اكثر من ذلك ومضاهاة الآخرين في ما يملكونه او في ما يستطيعون فعله؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فقد نحصد العواقب في شكل تثبُّط.‏ حذَّر بولس:‏ «الذين يريدون ان يكونوا اغنياء .‏ .‏ .‏ يسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرِّق الناس في العطب والهلاك.‏ لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.‏» (‏١ تيموثاوس ٦:‏٧-‏١٠‏)‏ ويمكن ان يكشف تقييم مخلص لمساعينا المادية بعض الامور غير الضرورية.‏ وبعض التعديلات المعقولة من اجل التوفير وحيازة نمط حياة اكثر تواضعا قد تكون مساعِدة جدا على تقليل تثبُّطنا.‏

وقد سبَّبت الرغبات الطبيعية المكبوتة الكثير من التثبُّط.‏ مثلا،‏ من الطبيعي ان تكون للشابة رغبة ملحَّة في الزواج وفي ان يكون لها الامن والمودة الحارة اللذان يرافقان الحياة العائلية.‏ فربما لا تدَّخر وسعا لجعل نفسها جذابة اكثر بالموضات الاحدث او الامور المساعِدة على التجميل وربما تصير مولعة بقراءة المطبوعات الدورية التي تقدِّم النصيحة للمحرومين من الحب.‏ ويمكن ان تحضر المرأة سلسلة لا نهاية لها من التجمعات الاجتماعية على امل ان تلتقي شخصا ملائما —‏ وكل ذلك عبثا.‏ وتمر السنون،‏ ويصير التثبُّط امرا لا يُطاق.‏ وبيأس قد تغرى بالزواج بشخص غير ملائم.‏ والاسوأ ايضا،‏ لاشباع توقها الى المودة،‏ قد تتورط في سلوك فاسد ادبيا.‏

وفي حالة كهذه،‏ يكون الصبر والتفكير السليم ضروريَّين.‏ فالزواج بشخص غير ملائم —‏ وخصوصا بامرئ ينقصه الايمان بيهوه —‏ هو خطأ جسيم.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩؛‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ والفساد الادبي لا يؤدي إلا الى الحزن واليأس.‏ (‏أمثال ٦:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ والفحص الذاتي المخلص،‏ المقترن بمعالجة معقولة للمسألة،‏ يمكن ان يساعد.‏ ويمكن ‹للروح الوديع الهادئ› ان يجذب رفيق زواج من النوع الانسب على نحو افضل بكثير مما يمكن للثياب الانيقة او مستحضرات التجميل غير العادية.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ وعوضا عن الاتكال في الاغلب على نصيحة الخبراء العالميين القصيرة النظر او التافهة،‏ من الحيوي الذهاب الى منشئ الزواج لتعلم ما يلزم للكينونة زوجة تحَب وتعَز.‏ (‏أمثال،‏ الاصحاح ٣١‏)‏ ويجب ان يحاول الرجال والنساء غير المتزوجين ان يعربوا عن الصفات التي يرغبون فيها في الرفيق.‏ وكم يكون حكيما طلب المعاشرة المفيدة للاشخاص الذين يحترمون مبادئ الكتاب المقدس.‏ واذا طبقنا هذه في الحياة،‏ فإن آمالنا في زواج سعيد ستكون افضل الى حد بعيد.‏ وإن لم يتحقق الزواج فورا،‏ فإن العمل انسجاما مع الاسفار المقدسة سيجلب الفرح ويجعل حياة العزوبة مكافِئة جدا.‏

وحِمْل الالتزامات الثقيل يمكن ان يجعلنا على شفير السخط.‏ وقد يكون هنالك ضغط من كل الجهات.‏ فنحن قلقون ازاء الحاجات الملحَّة لعائلتنا،‏ ومستخدِمنا ربما لا يمكن ارضاؤه ابدا.‏ ويمكن ان يتوقع الاقرباء ان نمد يد المساعدة في كل وقت توجد فيه ازمة.‏ وبسبب الضغوط الكثيرة،‏ هنالك قائمة طويلة من الامور الشخصية المهمَلة التي تتطلب انتباهنا.‏ وقد يبدو ان وقتنا وطاقاتنا يجب توجيهها في نحو عشرة اتجاهات مختلفة في وقت واحد.‏ فيمكن ان يتحول التثبُّط الى سخط،‏ ويمكن ان نشعر بالرغبة في الاستسلام.‏ اذًا،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏

سيكون من الحكمة ان نعيد تقييم اولوياتنا.‏ وبما ان هنالك حدا لما يمكننا فعله،‏ فمن المستحيل ان نتكيف مع كل امر يطلبه الآخرون.‏ ويلزم ان نجعل المسائل تقتصر على «الامور الاكثر اهمية.‏» (‏فيلبي ١:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ على ايّ حال،‏ «الكلب الحيّ خير من الاسد الميت.‏» (‏جامعة ٩:‏٤‏)‏ وبعض الالتزامات خطيرة ولا يمكن اهمالها،‏ في حين انه قد يكون على تلك الاقل حسما ان تنتظر.‏ ويمكن ان نكون قد تولَّينا المسؤولية الكاملة عن بعض الواجبات التي يجب ان يشترك فيها الآخرون.‏ فقد تلزم ازالة بعض المسؤوليات تماما ان لم تكن ضرورية.‏ وعلى الرغم من ان ذلك قد يسبِّب في اول الامر ازعاجا او قد يخيِّب امل الآخرين،‏ إلا انه يلزمنا ان نحترم حدودنا الجسدية والعاطفية الخاصة.‏

يمكن ان يجلب المرض الموهن تثبُّطا شديدا،‏ لانه قد يضعنا على فراش المرض اياما او اسابيع في كل مرة.‏ ويمكن ان يجعلنا الالم الحاد تعساء.‏ واذ نبحث عن العلاج،‏ قد نذهب من طبيب الى آخر او قد نتناول ادوية او ڤيتامينات عديدة على امل ان تنفع.‏ ومع ذلك،‏ قد نستمر في التألم وقد نبدأ بالتساؤل عما اذا كانت الحياة جديرة بالكفاح.‏

قد يكون ذلك مشكلة يمكن ان تُعالَج فقط في عالم اللّٰه الجديد.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏؛‏ قارنوا اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏)‏ وبما ان البشر ناقصون،‏ فهنالك حد لما يمكن ان يفعله الاطباء والادوية.‏ وفي مرحلة ما قد يلزم ان نقبل تألمنا كجزء من الحياة.‏ فالرسول بولس كانت لديه «شوكة في الجسد،‏» ربما اصابة في عينيه او عضو آخر من جسده،‏ مزعجة جدا حتى انه صلَّى تكرارا من اجل الراحة.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٧-‏١٠‏)‏ ولكنَّ اللّٰه لم يشفِ بولس،‏ ووجب على الرسول ان يحتمل الاصابة على الارجح حتى موته.‏ لقد عاش مع ألمه،‏ لم يطلب الشفقة،‏ ولم يخسر فرحه قط.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏٤‏)‏ وعلى الرغم من ان الرجل المستقيم أيوب عانى اصابة عظيمة،‏ حافظ على ايمانه بيهوه،‏ وأدى ذلك الى مكافأة سخية.‏ (‏أيوب ٤٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ واذا كنا خداما للّٰه،‏ يمكننا ان نجد القوة للاستمرار بالتأمل في هذه الامثلة والصلاة من اجل مساعدة يهوه.‏ —‏ مزمور ٤١:‏١-‏٣‏.‏

اقوياء على الرغم من التثبُّطات

يمكن ان يكون شعب يهوه قويا روحيا على الرغم من كل التثبُّطات.‏ مثلا،‏ على الرغم من انه قد يلزمنا ان نحتمل المرض،‏ يمكننا ان نبقى «اصحاء في الايمان» بالاستفادة كاملا من تدابير اللّٰه الروحية.‏ (‏تيطس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وفيما يمكن ان نكون فقراء ماديا على نحو مثبِّط،‏ يمكننا ان نكون اغنياء روحيا على نحو رائع.‏

وبالاتكال على اللّٰه من اجل الحكمة والقوة،‏ يمكننا ان نواجه التثبُّطات التي يمكن ان تتطور في المشاكل العائلية.‏ مثلا،‏ تأملوا في ابيجايل،‏ زوجة نابال.‏ فقد كان «قاسيا ورديء الاعمال،‏» واسمه عينه يعني «عديم الحس؛‏ احمق.‏» وكم كان دون شك مثبِّطا العيش مع رجل كهذا!‏ ومع ذلك،‏ بقيت ابيجايل «جيدة الفهم» ولم تيأس.‏ وفي الواقع،‏ كانت كلماتها وأفعالها حكيمة جدا في اثناء احدى المحن حتى انها اقنعت داود بألا يجازي عن اهانات نابال ونكرانه الجميل بسفك الدم والفشل في الثقة بيهوه.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٢-‏٣٨‏.‏

وحتى لو كانت الحالة التي تشمل شخصا يعاشر الجماعة المسيحية هي التي تسبِّب لنا التثبُّط،‏ يمكننا ان نحتمل في القوة التي يمنحنا اياها يهوه.‏ وهذا ظاهر في واقع ان المسلك المثبِّط المحتمَل لديوتريفس لم يمنع الرجل التقيّ غايس من فعل الصلاح وبالتالي حصد السعادة والمكافآ‌ت الروحية السخية.‏ —‏ أعمال ٢٠:‏٣٥؛‏ ٣ يوحنا ١-‏١٠‏.‏

وقد ينتج التثبُّط اذا كنا نرغب في خدمة رفقائنا المؤمنين في الجماعة ولكن يجري التغاضي عنا في حين يُعيَّن آخرون كشيوخ او خدام مساعدين.‏ ولكن،‏ عوضا عن السماح لخيبة الامل بأن تسودنا،‏ دعونا نسعى الى تقوية انفسنا روحيا ونسمح لروح اللّٰه بأن ينتج ثماره الرائعة فينا الى حد اعظم.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ففي اثناء الـ‍ ٤٠ سنة التي قضاها موسى في مديان،‏ نمَّى اللّٰه فيه الى درجة اعلى الوداعة،‏ الصبر،‏ والصفات الاخرى اللازمة لمواجهة المشقات والتثبُّطات التي كانت ستواجهه بصفته قائدا للاسرائيليين.‏ وبشكل مماثل،‏ ربما يُعِدُّنا يهوه لامتيازات خدمة مقبلة يمكن ان ننالها اذا بقينا اقوياء روحيا ولم نستسلم للتثبُّط.‏

التخلُّص من التثبُّط —‏ قريبا!‏

مهما كانت طبيعتها،‏ هل ستنتهي تثبُّطاتنا في وقت من الاوقات؟‏ بالنسبة الينا،‏ يمكن ان تظهر حالتنا بلا رجاء ولكن ليس بالنسبة الى خالقنا،‏ يهوه اللّٰه.‏ فهو ليس عرضة للتثبُّط.‏ وبواسطة النبي إشعياء،‏ قال اللّٰه:‏ «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له.‏» (‏إشعياء ٥٥:‏١١‏)‏ وبما ان ليهوه القدرة والسلطة الكليَّتين،‏ فلا شيء غير مُستطاع عنده.‏ (‏مرقس ١٠:‏٢٧‏)‏ ووعوده بجلب بركات لا نهاية لها لشعبه ستتم بالتأكيد.‏ —‏ يشوع ٢١:‏٤٥‏.‏

ان الشك والارتياب عاملان رئيسيان في التثبُّط.‏ ولكن،‏ بالتباين،‏ «الايمان .‏ .‏ .‏ هو الثقة بما يُرجى.‏» (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فالايمان باللّٰه يزوِّد ضمانا ان كل آمالنا المؤسسة على الكتاب المقدس سيجري تحقيقها كاملا.‏ والمحور العام للكتاب المقدس يبرز وعد اللّٰه بحكم الملكوت،‏ الذي في ظلِّه ستصير الارض فردوسا كاملا حيث سيعيش الناس الابرار بفرح الى الابد.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩‏)‏ وكل شيء رديء —‏ بما في ذلك التثبُّط —‏ سيوَلِّي،‏ لأن اللّٰه ‹سيشبع كل حي رضى.‏› —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

وحتى تصير هذه البركات حقيقة،‏ ستكون لجميعنا حصتنا من التثبُّط.‏ ولكنَّ الرجاء المؤسس على الاسفار المقدسة يمكن ان يعطينا الشجاعة والجَلَد للمثابرة.‏ والمشورة السليمة التي نجدها في الكتاب المقدس يمكن ان تُظهر لنا كيفية استعمال التفكير السليم والتعقُّل بطريقة تجلب الاستقرار لحياتنا والسلام لقلوبنا.‏ وعلى الرغم من كل خيبات املنا،‏ يمكننا ان نختبر «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل.‏» (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ولذلك فإن المعركة ضد التثبُّط ليست بلا رجاء.‏ وبمساعدة يهوه يمكننا مواجهته اليوم والانتصار عليه غدا.‏

‏[النبذة في الصفحة ٣١]‏

يمكن ان يساعدكم اللّٰه على مواجهة التثبُّط،‏ تماما كما ساعد أيوب،‏ موسى،‏ ابيجايل،‏ وبولس.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة