مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٥ ١/‏١١ ص ٢٥-‏٢٩
  • تعزية لذوي «الروح المكسورة»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تعزية لذوي «الروح المكسورة»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«الذكريات المكبوتة»‏
  • هل حدث ذلك فعلا؟‏
  • تزويد الملجإ
  • ابقوا اقوياء روحيا
  • ما القول في المسيء المزعوم؟‏
  • ماذا يمكن ان يفعل الشيوخ؟‏
  • مقاومة ابليس
  • ‏«للشفاء وقت»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • يوم يُمحى ذكر الامور السابقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • المحبة والعدل في وجه الشر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
  • تعزية ضحايا الاساءة الجنسية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
ب٩٥ ١/‏١١ ص ٢٥-‏٢٩

تعزية لذوي «الروح المكسورة»‏

صار عالم الشيطان اليوم ‹فاقد الحس.‏› (‏افسس ٤:‏١٩؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ فالزنى والعهارة متفشيان.‏ وفي بلدان كثيرة يُنهي الطلاق ٥٠ في المئة او اكثر من الزيجات.‏ ومضاجعة النظير تلقى قبولا واسعا.‏ والعنف الجنسي —‏ الاغتصاب —‏ غالبا ما يُذكر في الاخبار.‏ وصار الفن الإباحي صناعة تدرّ البلايين.‏ —‏ رومية ١:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

ان الاساءة الجنسية الى الاولاد الابرياء هي من احقر الانحرافات.‏ فالاساءة الى الاولاد هي كحكمة عالم الشيطان «حيوانية شيطانية.‏» (‏يعقوب ٣:‏١٥‏،‏ الترجمة اليسوعية‏)‏ تقول مجلة تايم انه في الولايات المتحدة وحدها،‏ «يبلِّغ المعلِّمون والاطباء السلطات سنويا بأكثر من ٠٠٠‏,٤٠٠ حالة اعتداء جنسي مثبَتة.‏» وعندما يصير ضحايا تلك الاساءة راشدين،‏ يحمل كثيرون منهم جراحا أليمة،‏ جراحا هي بالحقيقية جراح!‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «روح الانسان [ميله العقلي،‏ مشاعره وأفكاره الداخلية] تحتمل مرضه.‏ أما الروح المكسورة فمَن يحملها.‏» —‏ امثال ١٨:‏١٤‏.‏

تروق بشارة ملكوت اللّٰه اناسا من كل الانواع،‏ بمن فيهم ‹المنكسرو القلب› وذوو «الروح اليائسة.‏» (‏اشعياء ٦١:‏١-‏٤‏)‏ ولا عجب انَّ كثيرين ممن يختبرون الالم العاطفي يتجاوبون مع الدعوة:‏ «مَن يعطش فليأتِ.‏ ومَن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانا.‏» (‏رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ ويمكن ان تكون الجماعة المسيحية مكان تعزية لهؤلاء.‏ فهم يبتهجون بالتعلُّم ان الالم سيصير عمّا قريب شيئا من الماضي.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ ولكن الى ان يحين ذلك الوقت،‏ قد يحتاجون الى ان ‹يُعزَّوا› وأن ‹تُعصب› جراحهم.‏ وحسنا نصح بولس المسيحيين:‏ «(‏تكلَّموا بمؤاساة الى النفوس الكئيبة)‏.‏ اسندوا الضعفاء.‏ تأنّوا على الجميع.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏

‏«الذكريات المكبوتة»‏

في السنوات الاخيرة صار البعض «منكسري القلب» لأسباب قد يصعب على الآخرين فهمها.‏ فهم راشدون يقولون،‏ على اساس ما يسمى «ذكريات مكبوتة،‏» انه أُسيء اليهم جنسيا عندما كانوا اولادا.‏a والبعض لا يخطر ببالهم انه جرى التحرُّش بهم الى ان ترجع اليهم فجأة صور حية و «ذكريات» لراشد (‏او عدة راشدين)‏ يسيء اليهم عندما كانوا صغارا.‏ وهل لدى ايّ شخص في الجماعة المسيحية افكار مزعجة كهذه؟‏ في بعض البلدان نعم،‏ وهؤلاء الراشدون المنتذرون قد يعانون بشدة من الكرب،‏ الغضب،‏ الذنب،‏ العار،‏ او الوحدة.‏ وكداود قد يشعرون بأنهم معزولون عن اللّٰه فيصرخون:‏ «يا رب لماذا تقف بعيدا.‏ لماذا تختفي في ازمنة الضيق.‏» —‏ مزمور ١٠:‏١‏.‏

والعديد من اوجه هذه «الذكريات» لا يفهمها جيدا الاختصاصيون في الصحة العقلية.‏ إلّا ان «ذكريات» كهذه يمكن ان تؤثر في روحيات المسيحيين المنتذرين.‏ ولذلك نحن نتطلّع بثقة الى كلمة اللّٰه طلبا للارشاد في معالجتها.‏ فالكتاب المقدس يزوِّد «فهما في كل شيء.‏» (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٧؛‏ ٣:‏١٦‏)‏ ويساعد ايضا كل ذوي العلاقة على امتلاك الايمان بيهوه،‏ ‹ابي الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا.‏› —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

هل حدث ذلك فعلا؟‏

في العالم،‏ هنالك الكثير من الجدل حول ماهية هذه «الذكريات» وإلى ايّ حد تمثِّل الامور التي حدثت فعلا.‏ أما شهود يهوه ‹فليسوا من العالم› ولا يشتركون في هذا الجدل.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏)‏ اظهرت تقارير منشورة ان «الذكريات» كانت احيانا دقيقة.‏ مثلا،‏ بعدما «تذكَّر» موظف التأمين فرانك فيتزپاتريك ان كاهنا معيّنا تحرّش به،‏ تقدم حوالي مئة آخرين مدَّعين انهم هم ايضا تعرَّضوا للاساءة من الكاهن نفسه.‏ ويُقال ان الكاهن اعترف بالإساءة.‏

إلّا انه من الجدير بالذكر ان عددا من الافراد لم يتمكنوا من اثبات «ذكرياتهم.‏» فقد كانت لدى بعض المتألِّمين بهذه الطريقة ذكريات حية بشأن شخص يرتكب الاساءة نحوهم او بشأن حدوث الاساءة في مكان معيَّن.‏ ولكن لاحقا،‏ اوضحت الادلة الشرعية المضادة ان تلك التفاصيل «المتذكَّرة» لا يمكن ان تكون صحيحة.‏

تزويد الملجإ

ولكن كيف يمكن تعزية الذين يختبرون ‹روحا مكسورة› بسبب «ذكريات» كهذه؟‏ تذكَّروا مثَل يسوع عن السامري الودِّي.‏ فقد هاجم اللصوص رجلا،‏ ضربوه،‏ وجرّدوه من كل ممتلكاته.‏ وعندما مرّ السامري تحنّن على الرجل المجروح.‏ فماذا فعل؟‏ هل أصر على سماع كل تفاصيل الضرب؟‏ او هل اخذ مواصفات اللصوص وراح يطاردهم على الفور؟‏ كلا.‏ فقد كان الرجل مجروحا!‏ ولذلك ضَمَد السامري برفق جراحه وحمله بلطف الى الامان في فندق مجاور حيث يمكن ان يتعافى.‏ —‏ لوقا ١٠:‏٣٠-‏٣٧‏.‏

هنالك،‏ دون شك،‏ فرق بين الجراح الجسدية و «الروح المكسورة» التي تسبِّبها الاساءة الجنسية الفعلية في الطفولة.‏ ولكنهما كليهما يسببان ألما فظيعا.‏ ولذلك فإن ما فعله السامري لليهودي المجروح يُظهر ما يمكن فعله لمساعدة رفيق مسيحي متألم.‏ فالأولوية تكون لتزويده التعزية الحبية ومساعدته على التعافي.‏

ابتلى ابليس ايوب الامين،‏ واثقا كما يظهر بأن استقامته ستنثلم إمّا بسبب الالم العاطفي وإمّا بسبب الالم الجسدي.‏ (‏ايوب ١:‏١١؛‏ ٢:‏٥‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ كثيرا ما حاول الشيطان ان يستعمل الالم —‏ سواء سبَّبه هو مباشرة ام لا —‏ ليُضعف ايمان خدام اللّٰه.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏٧-‏٩‏.‏)‏ فهل يمكن ان نشك في ان ابليس يحاول إضعاف ايمان المسيحيين باستخدامه الاساءة الى الاولاد و «الروح اليائسة» لكثيرين من الراشدين الذين اختبروها (‏او الذين تزعجهم «ذكريات» انهم اختبروها)‏؟‏ والمسيحي الذي يعاني من الالم ولكنه يأبى بشكل راسخ ان يتخلّى عن استقامته يقول ما قاله يسوع عندما كان الشيطان يهاجمه:‏ «اذهب يا شيطان.‏» —‏ متى ٤:‏١٠‏.‏

ابقوا اقوياء روحيا

نشر «العبد الامين الحكيم» معلومات تساعد على معالجة الأذى الروحي والعاطفي الذي تسببه الاساءة الى الاولاد.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ويُظهر الاختبار ان المتألِّم تجري مساعدته اذا تمكَّن من الاتكال على ‹قوة الرب وشدة قوته،‏› لابسا «سلاح اللّٰه الكامل.‏» (‏افسس ٦:‏١٠-‏١٧‏)‏ ويتضمن هذا السلاح «حق» الكتاب المقدس،‏ الذي يشهِّر الشيطان بصفته العدو الاول ويبدد الظلام الذي يعمل هو وأتباعه تحت جناحه.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٩‏)‏ ثم هنالك «درع البر.‏» فالمتألِّم يجب ان يتمسك بالمقاييس البارة.‏ مثلا،‏ لدى البعض دوافع قوية الى إيذاء انفسهم او ارتكاب الفساد الادبي.‏ وكل مرة يقاومون فيها هذه الدوافع،‏ يحققون انتصارا!‏

ويتضمن السلاح الروحي ايضا «انجيل السلام.‏» فالتكلُّم الى الآخرين عن مقاصد يهوه يقوّي المتكلِّم والمستمع على السواء.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ فإذا كانت لديكم ‹روح مكسورة› تجعله من الصعب عليكم ان تتكلموا عن البشارة،‏ فحاولوا ان ترافقوا مسيحيا آخر فيما يقوم هو بهذا العمل الحيوي.‏ ولا تنسوا «ترس الايمان.‏» فليكن لديكم ايمان بأن يهوه يحبكم وأنه سيعيد اليكم كل ما خسرتموه.‏ وكونوا على اتم يقين من ان يسوع ايضا يحبكم،‏ وقد برهن على ذلك بموته من اجلكم.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ لطالما ادَّعى الشيطان كذبا ان يهوه لا يهتم بخدامه.‏ وهذه ايضا احدى اكاذيبه الجسيمة والشريرة.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏؛‏ قارنوا ايوب ٤:‏١،‏ ١٥-‏١٨؛‏ ٤٢:‏١٠-‏١٥‏.‏

وإذا كنتم بسبب كآ‌بة القلب تجدون انه من الصعب ان تؤمنوا بأن يهوه يهتم بكم،‏ فستساعدكم معاشرتكم للآخرين الذين يؤمنون بثبات بأنه يهتم.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٧،‏ ١١١؛‏ امثال ١٨:‏١؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ ارفضوا السماح للشيطان بأن يسلبكم جائزة الحياة.‏ واذكروا ان «خوذة الخلاص» هي جزء من السلاح؛‏ وكذلك «سيف الروح.‏» فالكتاب المقدس موحى به من الروح القدس،‏ الذي لا يمكن ان يهزمه الشيطان.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ وكلماته الشافية يمكن ان تسكِّن الالم العاطفي.‏ —‏ قارنوا مزمور ١٠٧:‏٢٠؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٤،‏ ٥‏.‏

وأخيرا،‏ صلّوا باستمرار طلبا للقدرة على الاحتمال.‏ (‏رومية ١٢:‏١٢؛‏ افسس ٦:‏١٨‏)‏ لقد دعمت الصلاة القلبية يسوع خلال الكرب العاطفي الشديد،‏ ويمكن ان تساعدكم انتم ايضا.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤١-‏٤٣‏)‏ وهل يصعب عليكم ان تصلّوا؟‏ اطلبوا من الآخرين ان يصلّوا معكم ولأجلكم.‏ (‏كولوسي ١:‏٣؛‏ يعقوب ٥:‏١٤‏)‏ وسيدعم الروح القدس صلواتكم.‏ (‏قارنوا رومية ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏)‏ وكما هي الحال مع مرض جسدي مؤلم،‏ فإن بعض الذين لديهم جراح عاطفية عميقة لن يُشفوا تماما في نظام الاشياء هذا.‏ ولكن بمساعدة يهوه يمكننا ان نحتمل،‏ والاحتمال غلبة،‏ كما كانت الحال مع يسوع.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ «توكَّلوا على [يهوه] في كل حين يا قوم اسكبوا قدامه قلوبكم.‏ اللّٰه ملجأ لنا.‏» —‏ مزمور ٦٢:‏٨‏.‏

ما القول في المسيء المزعوم؟‏

ان مَن يسيء جنسيا الى ولد هو مغتصِب ويجب ان يُعتبَر كذلك.‏ وكل مَن كان ضحية امر كهذا له الحق في اتِّهام المسيء.‏ غير انه لا يجب التسرُّع الى الاتِّهام اذا كان مرتكزا فقط على «الذكريات المكبوتة» للإساءة.‏ والاهم في هذه الحالة هو ان يستعيد المتألِّم شيئا من الاستقرار العاطفي.‏ وبعد مرور بعض الوقت،‏ قد يكون في وضع افضل ليقيِّم «الذكريات» ويقرِّر ماذا يريد ان يفعل بشأنها،‏ هذا اذا اراد ان يفعل شيئا.‏

خذوا مثلا حالة دونا.‏ فقد كانت تعاني كما ذُكر من اضطرابات الاكل فذهبت الى مستشار —‏ يبدو انه ذو جدارة مشكوك فيها.‏ وسرعان ما صارت تتّهم والدها بسفاح القربى وأخذته الى المحكمة.‏ لم تتوصّل هيئة المحلَّفين الى قرار،‏ ولذلك لم يدخل الاب السجن،‏ ولكن كان عليه ان يدفع مبلغ ٠٠٠‏,١٠٠ دولار كمصاريف قانونية.‏ ثم،‏ بعد كل ذلك،‏ أَخبرت دونا اهلها انها لم تعُد تعتقد ان الاساءة قد حصلت!‏

قال سليمان بحكمة:‏ «لا تبرز عاجلا الى الخصام.‏» (‏امثال ٢٥:‏٨‏)‏ وإذا كان هنالك سبب شرعي للاشتباه في ان المجرم المزعوم لا يزال يسيء الى الاولاد،‏ فقد يلزم اعطاء تحذير.‏ ويمكن لشيوخ الجماعة ان يساعدوا في مثل هذه الحالة.‏ وإن لم يكن الامر كذلك،‏ فلا تتسرَّعوا.‏ وقد تكتفون في النهاية بالتخلّي عن القضية.‏ أما اذا كنتم تريدون مواجهة المجرم المزعوم (‏بعد ان تقيِّموا اولا كيف ستشعرون حيال التجاوب المحتمل)‏،‏ فلكم الحق في ذلك.‏

وبينما يتعافى الشخص الذي يختبر «الذكريات» قد تنشأ حالات مربكة.‏ مثلا،‏ قد تراود المرء صور ذهنية حية ان شخصا يراه كل يوم هو الذي اساء اليه.‏ لا يمكن وضع قواعد بشأن معالجة هذا الامر.‏ «كل واحد سيحمل حمل نفسه.‏» (‏غلاطية ٦:‏٥‏)‏ وقد يشعر الشخص احيانا بأن قريبا او عضوا في عائلته المباشرة متورِّط.‏ لا تنسوا ان بعض «الذكريات المكبوتة» هي من طبيعة مشكوك فيها في ما يتعلق بتحديد هوية مرتكب الجرم.‏ وفي مثل هذه الحالة،‏ ما دامت القضية لم تتبرهن بشكل قاطع،‏ فإن بقاء المرء على اتصال بالعائلة —‏ على الاقل بالزيارات بين حين وآخر،‏ الرسائل،‏ او الهاتف —‏ سيُظهر انه يحاول اتِّباع مسلك منسجم مع الاسفار المقدسة.‏ —‏ قارنوا افسس ٦:‏١-‏٣‏.‏

ماذا يمكن ان يفعل الشيوخ؟‏

عندما يقترب الى الشيوخ عضو في الجماعة يختبر عودة صور حية او «ذكريات مكبوتة» تتعلق بالإساءة اليه كولد،‏ يُعيَّن عادة اثنان منهم للمساعدة.‏ ويجب على هذين الشيخين ان يشجعا بلطف المتألِّم على ان يركِّز في الوقت الحاضر على مواجهة الكرب العاطفي.‏ ويجب إحاطة اسماء ايّ من المسيئين «المتذكَّرين» بالسرِّية التامة.‏

ومهمة الشيوخ الاولى هي ان يعملوا كرعاة.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ ويجب ان ينتبهوا بشكل خصوصي ان ‹يلبسوا .‏ .‏ .‏ احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة.‏› (‏كولوسي ٣:‏١٢‏)‏ فليصغوا بترفق ثم يستعملوا الكلمات الشافية من الاسفار المقدسة.‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ لقد عبَّر بعض الذين تعذِّبهم «ذكريات» أليمة عن تقديرهم للشيوخ الذين يزورونهم او حتى يتَّصلون بهم هاتفيا بشكل قانوني ليطمئنّوا على حالهم.‏ وقد لا تكون زيارات او اتصالات كهذه طويلة،‏ ولكنها تُظهر ان هيئة يهوه تهتم.‏ وعندما يدرك المتألِّم ان اخوته المسيحيين يكنّون له محبة خالصة،‏ قد يساعده ذلك على استعادة مقدار كبير من الاتزان العاطفي.‏

وما العمل اذا قرر المتألِّم ان يوجِّه اتهاما؟‏b حينئذ يمكن ان ينصحه الشيخان انه،‏ انسجاما مع المبدإ في متى ١٨:‏١٥‏،‏ يجب عليه شخصيا ان يفاتح المتَّهَم في القضية.‏ وإذا لم يكن المتَّهِم قادرا عاطفيا على القيام بهذه المواجهة،‏ يمكن فعل ذلك بواسطة الهاتف او ربما بكتابة رسالة.‏ وبهذه الطريقة،‏ يُعطى المتَّهَم الفرصة ان يصرِّح بشكل رسمي امام يهوه بجوابه عن التهمة.‏ وقد يتمكن حتى من اعطاء براهين تثبت انه لم يكن من الممكن ان يرتكب الاساءة.‏ او قد يعترف المتَّهَم،‏ فيجري التوصل الى مصالحة.‏ وكم يكون ذلك بركة!‏ وإذا جرى صنع اعتراف،‏ يمكن ان يتابع الشيوخ معالجة المسائل بموجب مبادئ الاسفار المقدسة.‏

أما اذا أُنكرت التهمة،‏ فيجب على الشيوخ ان يوضحوا للمتَّهِم انه ما من شيء اضافي يمكنهم فعله من الناحية القضائية.‏ وستظل الجماعة تعتبر المتَّهَم بريئا.‏ يقول الكتاب المقدس انه يجب ان يكون هنالك شاهدان او ثلاثة قبل ان يُتَّخذ اجراء قضائي.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏١٩‏)‏ وحتى اذا كان هنالك اكثر من شخص «يتذكرون» انه أُسيء اليهم من قِبَل الفرد نفسه،‏ فإن هذه التذكُّرات غير اكيدة كفاية لتشكِّل الاساس لقرارات قضائية دون اثباتات داعِمة اخرى.‏ هذا لا يعني ان «ذكريات» كهذه تُعتبر خاطئة (‏او انها تُعتبر صحيحة)‏.‏ ولكن يجب اتِّباع مبادئ الكتاب المقدس عند اثبات المسألة قضائيا.‏

وماذا اذا كان المتَّهَم —‏ مع انه ينكر فعل الخطإ —‏ مذنبا حقا؟‏ هل يفلت من العقاب؟‏ حتما لا!‏ فمسألة كونه مذنبا او بريئا يمكن ان نستودعها في يدي يهوه.‏ «خطايا بعض الناس واضحة تتقدم الى القضاء.‏ وأما البعض (‏فخطاياهم تصير ايضا ظاهرة في ما بعد)‏.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢٤؛‏ رومية ١٢:‏١٩؛‏ ١٤:‏١٢‏)‏ يقول سفر الامثال:‏ «منتَظَر الصديقين مفرِّح.‏ أما رجاء الاشرار فيبيد.‏» «عند موت انسان شرير يهلك رجاؤه.‏» (‏امثال ١٠:‏٢٨؛‏ ١١:‏٧‏)‏ وفي النهاية،‏ سيصدر يهوه اللّٰه والمسيح يسوع بعدل حكما ابديا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏٥‏.‏

مقاومة ابليس

يا له من دليل على القوة الداخلية والمحبة للّٰه عندما تحتمل الأنفس المنتذرة في وجه الالم الجسدي والعاطفي الشديد!‏ ويا لها من شهادة على قدرة روح يهوه على دعمهم!‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏

وتنطبق كلمات بطرس على مثل هؤلاء:‏ ‹قاوموا [الشيطان] راسخين في الايمان.‏› (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ قد لا يكون فعل ذلك سهلا.‏ ولكن تشجَّعوا!‏ فقريبا،‏ سيزول ابليس وأعماله الماكرة.‏ ونحن نتوق الى ذلك الوقت حين «اللّٰه نفسه .‏ .‏ .‏ سيمسح .‏ .‏ .‏ كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأنَّ الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

a ‏«الذكريات المكبوتة،‏» وما شابهها من عبارات،‏ موضوعة بين قوسين مزدوجين لتمييزها من الذكريات العادية التي لدينا جميعا.‏

b قد يكون من الضروري ايضا اتخاذ الخطوة المذكورة في هذه الفقرة اذا صارت القضية معروفة علنا في الجماعة.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة