مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١/‏٦ ص ١٩-‏٢٣
  • يهوه يعمل بولاء

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه يعمل بولاء
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حداثة بلا قصد
  • ممارسة ولاء جديد
  • الخدمة كامل الوقت في انكلترا
  • خدمة موسَّعة في افريقيا
  • العودة الى افريقيا
  • ظروف جديدة في انكلترا
  • الثقة بيهوه تجلب السعادة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • البلد الذي عُيِّنّا فيه مرسلَين اصبح موطننا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
  • اخوّتنا العالمية تمدّني بالقوة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١/‏٦ ص ١٩-‏٢٣

يهوه يعمل بولاء

كما رواه پيتر پاليسر

كان ذلك في شهر كانون الاول من عام ١٩٨٥.‏ وقد تعاظم شعورنا بالاثارة عندما ابتدأنا ننحدر لنحط في مطار نيروبي الدولي في كينيا.‏ وفي الطريق الى المدينة،‏ عادت الذكريات بشكل غامر بعدما ايقظتها مشاهد وأصوات الِفناها.‏

اتينا الى كينيا لحضور المحفل الكوري لشهود يهوه «المحافظون على الاستقامة.‏» وقبل اثنتي عشرة سنة أُجبِرنا زوجتي وأنا على مغادرة كينيا بسبب حظر فُرض على عملنا الكرازي.‏ سكنَّا هناك في بيت ايل،‏ الاسم الذي يُطلق على تسهيلات فرع شهود يهوه.‏ ويا للمفاجأة السارّة التي كانت في انتظارنا عندما عدنا لنزور ذلك المكان!‏

كانت تساعد على إعداد وجبة الغداء في بيت ايل شاهدة حدثة كنا نعرفها مذ كانت في الثانية من عمرها.‏ وستة على الاقل من اعضاء عائلة بيت ايل كانوا اشخاصا نعرفهم في طفولتهم.‏ وما اسعد رؤيتهم الآن شبّانا راشدين لا يزالون جميعا،‏ مع عائلاتهم،‏ نشاطى في الخدمة!‏ لقد اعتنى بهم الهنا يهوه انسجاما مع وعد الكتاب المقدس:‏ «مع الولي تعمل بولاء.‏» (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٢٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ فشتّان ما بين حداثتي والحياة المكافِئة التي يحياها هؤلاء الشبان!‏

حداثة بلا قصد

ولدتُ في سكاربره،‏ انكلترا،‏ في ١٤ آب ١٩١٨.‏ وبعد سنتين انتقلَت امي وأختي من امي الى كندا،‏ فقضيت السنوات الثلاث التالية مع ابي وأمه وأخته.‏ وعندما بلغت الخامسة من عمري،‏ اختطفتني امي وأخذتني الى مونْترِيال في كندا.‏ ثم اعادتني بعد اربع سنوات الى انكلترا لأعيش مع ابي وأذهب الى المدرسة.‏

كانت امي وأختي من امي تراسلانني كل ستة اشهر تقريبا.‏ وفي ختام رسائلهما،‏ كانتا تتمنّيان ان اكون مواطنا صالحا ووليًّا للملك ولبلادي.‏ وكانت ردودي على الارجح مخيّبة لهما لأنني كنت اكتب ان القومية والحرب هما في نظري امران خاطئان.‏ ولكن لأنني كنت افتقر الى التوجيه الواضح خلال سنوات مراهقتي،‏ عشت حياة بلا قصد.‏

ثم في تموز ١٩٣٩،‏ قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بستة اسابيع،‏ جرى اختياري بالقرعة لأخدم في الجيش البريطاني.‏ وكنت لم اتجاوز الـ‍ ٢٠ من عمري.‏ ثم سرعان ما أُرسل فوجي الى شمالي فرنسا.‏ وعندما هاجمتنا الطائرات الالمانية،‏ صوّبنا نحن الشبان بنادقنا نحوها وأطلقنا النار عليها.‏ لقد عشنا حياة الرعب.‏ ثم تراجعنا امام القوات الالمانية الزاحفة،‏ وكنت بين الذين جرى إجلاؤهم في دانكرك في الاسبوع الاول من حزيران ١٩٤٠.‏ وما زالت تريعني ذكرى مشهد الشاطئ وقد انتشرت في انحائه جثث كتيبة بكاملها.‏ نجوت من هذا الكابوس ووصلت الى هارويتش في شرقي انكلترا على متن باخرة شحن صغيرة.‏

وفي السنة التالية،‏ في آذار ١٩٤١،‏ أُرسلت الى الهند.‏ وهناك تدرَّبت كميكانيكي للطائرات.‏ وبعد فترة في المستشفى بسبب مرض اصابني،‏ نُقِلت الى وحدة في الجيش في دلهي،‏ عاصمة الهند.‏ وبعيدا عن موطني وأنا لم استعِد بعد عافيتي،‏ ابتدأت افكر في المستقبل.‏ وكنت اتساءل بشكل خاص عمّا يحدث لنا عندما نموت.‏

ممارسة ولاء جديد

كان رفيقي في الغرفة في دلهي انكليزيا مثلي يُدعى برت ڠايل.‏ وقد قال مرةً ان «الدين من ابليس،‏» وهذا التعليق اثار اهتمامي.‏ فكانت زوجته قد صارت واحدة من شهود يهوه،‏ وكانت ترسل اليه بين حين وآخر مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وإحدى هذه المطبوعات،‏ كراس الرجاء،‏ استأسرت اهتمامي.‏ ومناقشتها لرجاء القيامة جعلتني اشعر حقا بالسكينة.‏

وذات يوم في مطلع سنة ١٩٤٣،‏ تكلّم برت مع مدني من اصل انكليزي-‏هندي يُدعى تيدي ڠروبرت،‏ كان يعمل معنا في القاعدة العسكرية.‏ ولدهشتنا علِمنا ان تيدي من شهود يهوه.‏ ومع ان مطبوعات شهود يهوه حُظرت سنة ١٩٤١،‏ اخذَنا الى الاجتماعات التي يعقدها الشهود في دلهي.‏ وفي تلك الجماعة الصغيرة،‏ وجدتُ الرفقة الاصيلة والحميمة للمرة الاولى في حياتي.‏ وقد احتضنني اخ مسيحي اكبر مني سنا من اليونان اسمه باسيل تساتوس،‏ وأجاب عن اسئلتي.‏ فقدّم اجوبة واضحة من الكتاب المقدس عن اسئلة حول لماذا نكبر ونموت،‏ والقيامة،‏ وعالم اللّٰه الجديد البار الموعود به.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ رومية ٥:‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

اسر اهتمامي بشكل خاص كراس السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏،‏ الذي صدر عام ١٩٤٢.‏ فقد حدّد هوية عصبة الامم بصفتها ‹الوحش القرمزي.‏› (‏رؤيا ١٧:‏٣‏)‏ وقال الكراس مقتبسا الأصحاح ١٧،‏ والعدد ١١،‏ من سفر الرؤيا‏:‏ «يمكن ان يُقال الآن ان العصبة ‹كانت وليست الآن.‏›» ثم تابع قائلا:‏ «ان جمعية الامم العالمية ستظهر من جديد.‏» وهذا ما حدث بالضبط سنة ١٩٤٥،‏ بعد اكثر من ثلاث سنوات،‏ عندما تشكَّلت هيئة الامم المتحدة!‏

اثناء الحظر على مطبوعات الشهود،‏ تمكَّنتُ من مساعدة اصدقائي الجدد.‏ فعندما كان يصل صندوق كرتوني من كراس السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏،‏ كانت الجماعة تسلّمني اياه لأحفظه.‏ فمَن يفكّر ان يبحث في معسكر للجيش عن مطبوعات محظورة؟‏ وكلّما كنت احضر الاجتماعات،‏ كنت آخذ معي بعض الكراريس ليبقى الاخوة مزوّدين بها.‏ حتى انني خبّأت مطبوعاتهم الشخصية للكتاب المقدس عندما كانوا يخشون ان تُفتَّش بيوتهم.‏ وأخيرا،‏ رُفع الحظر في ١١ كانون الاول ١٩٤٤.‏

امتُحن ولائي للتعاليم المسيحية سنة ١٩٤٣ خلال الاحتفالات بعيد الميلاد التي أُقيمت لمفرزتنا العسكرية.‏ فرفضتُ الاشتراك لأنني كنت قد تعلّمت ان يسوع لم يولَد في كانون الاول البارد وأن المسيحيين الاولين لم يحتفلوا بعيد الميلاد.‏ —‏ قارنوا لوقا ٢:‏٨-‏١٢‏.‏

عندما عُقد محفل «المعلِنون المتَّحدون» في جابالپور من ٢٧ الى ٣١ كانون الاول ١٩٤٤،‏ كنت بين الحاضرين الذين بلغ عددهم نحو ١٥٠ شخصا.‏ وقد سافر كثيرون من مندوبي المحفل بالقطار من دلهي،‏ رحلة تزيد على ٦٠٠ كيلومتر (‏٤٠٠ ميل)‏.‏ ولن انسى ابدا الجو الرائع في ذلك المكان في الهواء الطلق،‏ حيث رأيت هيئة يهوه وهي تعمل.‏

جرى ايواء مندوبي المحفل في منامات المدارس،‏ حيث رنّمنا ترانيم الملكوت وتمتعنا بالرفقة المسيحية السارّة.‏ وخلال ذلك المحفل ابتدأت اشترك في عمل الكرازة العلني،‏ عمل بقي عزيزا على قلبي منذ ذلك الحين.‏

الخدمة كامل الوقت في انكلترا

عدت سنة ١٩٤٦ الى انكلترا وسرعان ما ابتدأت اعاشر جماعة ولڤرتون.‏ ومع انه لم يكن لدينا سوى عشرة ناشرين للملكوت تقريبا،‏ فقد جعلوني احسّ بالارتياح بينهم،‏ وقد شعرت بالاكتفاء نفسه الذي كنت اشعر به بين اخوتي في الهند.‏ وكانت ڤيرا كليفتون بارزة في الجماعة بصدقها وودّها.‏ وعندما علمتُ انها ترغب مثلي في ان تكون فاتحة،‏ كما يُدعى الخدام كامل الوقت،‏ تزوجنا في ٢٤ ايار ١٩٤٧.‏ فرمَّمتُ بيتا متنقِّلا،‏ وفي السنة التالية نلنا اول تعيين لنا كفاتحَين،‏ بلدة هانتينڠدون الريفية.‏

في تلك الايام،‏ كنا ننطلق على دراجتينا الى المقاطعة الريفية في الصباح الباكر.‏ ولم نكن نقاطع يوم كرازتنا الكامل إلا لنتوقف لوقت قصير لتناول الشطائر في منتصف النهار.‏ ومهما اشتدّت الرياح المواجِهة او غَزُر المطر ونحن نقود دراجتينا في طريق العودة الى البيت،‏ كنا سعيدَين ومكتفيَين بعمل الرب.‏

تقنا آخر الامر الى توسيع خدمتنا وتقديم ‹البشارة› لشعوب بلدان اخرى.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فقدَّمنا طلبا لحضور مدرسة جلعاد الارسالية في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وأخيرا قُبِلنا في الصف الـ‍ ٢٦ من جلعاد الذي تخرّج في شباط ١٩٥٦.‏

خدمة موسَّعة في افريقيا

كان تعييننا الارسالي في روديسيا الشمالية (‏الآن زامبيا)‏ في افريقيا.‏ وبُعيد وصولنا،‏ دُعينا الى الخدمة في بيت ايل في ذلك البلد.‏ وكجزء من عملي في بيت ايل،‏ اعتنيت بالمراسلة مع افريقيا الشرقية.‏ وسنة ١٩٥٦،‏ كان هنالك في كينيا —‏ احد هذه البلدان الافريقية الشرقية —‏ اربعة شهود فقط،‏ في حين كان هنالك في روديسيا الشمالية اكثر بكثير من ٠٠٠‏,٢٤.‏ فابتدأنا ڤيرا وأنا نفكر كم يكون حسنا ان نخدم حيث الحاجة اعظم.‏

ثم بشكل غير متوقَّع تسلّمتُ دعوة اخرى الى مدرسة جلعاد،‏ وهذه المرة لمقرَّر للنظار يدوم عشرة اشهر.‏ فتركتُ ڤيرا في روديسيا الشمالية،‏ وسافرت الى مدينة نيويورك،‏ حيث كانت تقع مدرسة جلعاد آنذاك.‏ وبعدما انهيت المقرَّر في تشرين الثاني ١٩٦٢،‏ عُيِّنتُ في كينيا لتأسيس مكتب فرع هناك.‏ وفي ذلك الوقت كان عدد الشهود في كينيا يتجاوز المئة.‏

عند عودتي الى روديسيا الشمالية للقاء ڤيرا،‏ كان من المفترض ان اتوقف قليلا في نيروبي،‏ كينيا.‏ ولكن عندما وصلت،‏ اخبرني بيل نيزبت،‏ من خريجي الصف الـ‍ ٢٥ في جلعاد،‏ ان الفرصة سانحة لنيل اذن رسمي بدخول كينيا على الفور.‏ فاقتربنا الى السلطات المختصة بشؤون الهجرة،‏ وفي غضون دقائق قليلة،‏ حصلت على اذن عمل لخمس سنوات.‏ ولذلك لم اعد قط الى روديسيا الشمالية؛‏ وبدلا من ذلك،‏ انضمت اليّ ڤيرا في نيروبي.‏

بعد مقرَّر باللغة السواحلية رُتِّب لنا،‏ انضممنا الى جماعة نيروبي الصغيرة في الخدمة.‏ وأحيانا بعدما كنا نقرأ موعظتنا بالسواحلية،‏ كان صاحب البيت يهتف:‏ «انا لا افهم الانكليزية!‏» على الرغم من ذلك،‏ بقينا مواظبين وتغلَّبنا تدريجيا على العائق اللغوي.‏

شملت مقاطعتنا مجمعات سكنية كبيرة تحمل اسماء من الكتاب المقدس مثل اورشليم وأريحا.‏ وسرعان ما نما الاهتمام،‏ فأتى من هذه المناطق كثيرون من ناشري الملكوت الجدد.‏ وكم كان تأثير حق الكتاب المقدس رائعا في هؤلاء الاشخاص!‏ فقد تلاشت مشاعر التفوُّق القبَلي اذ وحّد الولاء للملكوت شعب يهوه.‏ وحدثت ايضا زيجات بين القبائل،‏ امر مستغرب جدا بين غير الشهود.‏

اعتنق المنادون بالملكوت الجدد الحق بغيرة.‏ فسامسون،‏ مثلا،‏ كان توّاقا جدا ان يدخل حق الكتاب المقدس منطقته بحيث ظلّ يطلب ان يُرسَل فاتحون الى هناك.‏ وفي الواقع،‏ وسّع بيته في منطقة أُكامباني ليأويهم.‏ وسرعان ما تأسست هناك جماعة جديدة من المنادين بالملكوت.‏

زرتُ مرارا كثيرة اخوتنا في البلد الافريقي الشرقي إثيوپيا.‏ وكانوا يقضون كمعدل اكثر من ٢٠ ساعة في الشهر في الخدمة،‏ رغم السجن،‏ الضرب،‏ والمراقبة المستمرة.‏ وذات مرة سافر باصان محمّلان اخوة وأخوات إثيوپيين طوال اسبوع،‏ عبر ممرات جبلية خطرة،‏ لحضور محفل كوري في كينيا.‏ وسعة حيلتهم في ترتيب الامور لتكون مطبوعات الملكوت متوفرة في بلدهم كانت جديرة بالملاحظة.‏ وكان يسعدنا،‏ نحن الذين في كينيا،‏ ان نساعد على امدادهم بها باستمرار.‏

حُظر عملنا رسميا في كينيا سنة ١٩٧٣،‏ ورُحِّل المرسلون.‏ وفي ذلك الوقت كان هنالك اكثر من ٢٠٠‏,١ شاهد في كينيا،‏ وكثيرون من هؤلاء كانوا حاضرين في المطار لتوديعنا بشكل لا يُنسى.‏ ووجودهم جعل احد المسافرين معنا يسأل هل نحن من المشاهير.‏ عدنا ڤيرا وأنا الى انكلترا وعُرض علينا تعيين هناك،‏ ولكننا كنا نتوق الى العودة الى افريقيا.‏

العودة الى افريقيا

وهكذا بعد اشهر قليلة،‏ تسلّمنا تعييننا الجديد في بيت ايل في أكرا،‏ عاصمة البلد الافريقي الغربي غانا.‏ وأحد تعييناتي جعلني اواجه المصاعب التي يصادفها اخوتنا هناك.‏ ففيما كنت اهتم بشراء الطعام والمؤن لعائلة بيت ايل،‏ اذهلتني الاسعار الباهظة للمواد الغذائية.‏ فكثيرا ما لا يتمكن المرء من شراء ما يلزمه من مواد.‏ والنقص في المحروقات وندرة قطع الغيار جلبا المزيد من المشاكل.‏

فتعلّمتُ اهمية الصبر،‏ امر كان اخوتنا في غانا قد نمّوه.‏ فكان من المشجع جدا رؤية الموقف المرح الذي حافظوا عليه وهم يصدّون الاغراء بالحصول على ضرورات الحياة عن طريق الرشوة.‏ ونتيجة لذلك،‏ ذاع صدق شعب يهوه في غانا وصاروا يتمتعون بصيت حسن لدى رسميين كثيرين.‏

ولكن رغم قلّة الامور المادية،‏ كان هنالك ازدهار روحي متزايد.‏ ففي كل البلاد،‏ كانت مطبوعاتنا للكتاب المقدس موجودة في كل بيت تقريبا.‏ وشهدنا عدد المنادين بالملكوت في غانا يزداد من ١٥٦‏,١٧ عند وصولنا سنة ١٩٧٣ الى اكثر من ٠٠٠‏,٢٣ سنة ١٩٨١.‏ وفي تلك السنة اضطررنا الى مغادرة غانا والعودة الى انكلترا لأنال علاجا قانونيا لتفشّي سرطان الجلد الذي ازدادت حدته دون شك من جراء تعرّضي طوال سنوات للشمس في الهند وإفريقيا.‏

ظروف جديدة في انكلترا

ان عودتنا عنت بالنسبة اليّ تغييرا جذريا في خدمتي.‏ فكنت معتادا جدا على التكلم بسهولة مع اشخاص يحترمون اللّٰه والكتاب المقدس.‏ ولكن نادرا ما اجد هذا الموقف في لندن.‏ وأنا معجَب بمثابرة الاخوة في بريطانيا.‏ وهذا جعلني ارى الحاجة الى تطوير المزيد من التقمص العاطفي تجاه ‹المنزعجين والمنطرحين› روحيا.‏ —‏ متى ٩:‏٣٦‏.‏

بعد عودتنا من افريقيا،‏ خدمنا ڤيرا وأنا معا في بيت ايل لندن حتى وفاتها في ايلول ١٩٩١ عن عمر يبلغ ٧٣ سنة.‏ لم يكن سهلا فقدان هذه الرفيقة الامينة التي جاهدت معي جنبا الى جنب في الخدمة طوال سنوات كثيرة.‏ وأنا افتقدها كثيرا.‏ ولكنني سعيد بالدعم الرائع الذي اناله من عائلة بيت ايل هنا المؤلفة من نحو ٢٥٠ عضوا.‏

اعتبره امتيازا حقا ان ألمس تقدُّم هيئة يهوه وأرى كثيرين جدا يجعلون الخدمة كامل الوقت طريقة حياتهم.‏ ويمكنني ان اؤكد لكم انه ما من طريقة حياة افضل من هذه،‏ لأن «الرب .‏ .‏ .‏ لا يتخلّى عن اتقيائه [«اوليائه،‏» ع‌ج‏].‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٢٨‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

خدمنا كفاتحَين في انكلترا من سنة ١٩٤٧ الى سنة ١٩٥٥

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

للمرة الاولى في الخدمة خلال محفل في الهند

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

عندما كنا مرسلَين في روديسيا الشمالية

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

سنة ١٩٨٥،‏ مع اصدقاء لم نكن قد رأيناهم طوال ١٢ سنة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة