مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠١ ١/‏٥ ص ٢٤-‏٢٨
  • السعي الى التقدم في طريق يهوه هو قوتنا وفرحنا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • السعي الى التقدم في طريق يهوه هو قوتنا وفرحنا
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • السجن يقوّي تصميمي على السعي الى التقدم
  • الفوز برفيق
  • مفاجأة كبيرة
  • السفر الى ريو
  • درس باكر
  • الخطوات الاولى في الخدمة الارسالية والعمل الجائل
  • تحديات وبركات على طول الطريق
  • وسط ازمة،‏ ارانا يهوه الطريق
  • تعيينات جديدة
  • لا تقطع الامل ابدا!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • حياة حافلة بالمفاجآ‌ت في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • يهوه علَّمني ان افعل مشيئته
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
ب٠١ ١/‏٥ ص ٢٤-‏٢٨

قصة حياة

السعي الى التقدم في طريق يهوه هو قوتنا وفرحنا

كما رواها لويجي د.‏ ڤالنتينو

‏«هذه هي الطريق اسلكوا فيها»،‏ هذا ما يحثّنا يهوه على فعله.‏ (‏اشعياء ٣٠:‏٢١‏)‏ كان اتّباع هذه المشورة هدفا لي منذ معموديتي التي مرَّ عليها ٦٠ عاما.‏ وما جعلني اسعى نحو هذا الهدف منذ وقت باكر هو مثال والديَّ،‏ مهاجران ايطاليان استقرا سنة ١٩٢١ في كليڤلنْد،‏ أوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ حيث ربَّيا ثلاثة اولاد —‏ اخي الاكبر،‏ مايك،‏ اختي الصغيرة،‏ ليديا،‏ وأنا.‏

تفحص والداي اديانا مختلفة لكنهما في النهاية تثبطا واستسلما.‏ وفي يوم من ايام سنة ١٩٣٢،‏ كان ابي يستمع الى برنامج على الراديو باللغة الايطالية يذيعه شهود يهوه،‏ وأُعجب بما سمعه.‏ فكتب رسالة طالبا المزيد من المعلومات،‏ مما أدّى الى حضور شاهد ايطالي من المركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك،‏ لزيارتنا.‏ وبعد مناقشة مشوِّقة دامت حتى الفجر،‏ اقتنع والداي انهما وجدا الدين الحقيقي.‏

بدأ ابي وأمي بحضور الاجتماعات المسيحية واستضافة النظار الجائلين.‏ ومع انني كنت مجرد صبي صغير،‏ سمح لي هؤلاء الرجال بمرافقتهم خلال عملهم الكرازي وجعلوني افكر في خدمة يهوه كامل الوقت.‏ كان كاري و.‏ باربر أحد هؤلاء الزائرين،‏ وهو يخدم الآن كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ وبعد وقت قصير،‏ في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤١،‏ اعتمدت بعمر ١٤ سنة،‏ وفي سنة ١٩٤٤،‏ ابتدأت اخدم كفاتح في كليڤلنْد.‏ كما اتَّبع مايك وليديا ايضا طريق حق الكتاب المقدس.‏ فقد خدم مايك يهوه حتى موته،‏ ورافقت ليديا زوجها،‏ هارولد وَيدْنر،‏ في الخدمة الجائلة طوال ٢٨ سنة.‏ وهما اليوم خادمان خصوصيان كامل الوقت.‏

السجن يقوّي تصميمي على السعي الى التقدم

في اوائل السنة ١٩٤٥،‏ أُدخلت الى سجن تشيلِكُتي الفدرالي في اوهايو لأن ضميري المدرَّب على الكتاب المقدس دفعني الى العمل انسجاما مع اشعياء ٢:‏٤‏،‏ التي تتحدث عن طبع السيوف سككا.‏ في تلك الفترة،‏ كانت سلطات السجن تسمح للسجناء الشهود بالحصول على مجرد القليل من مطبوعات الكتاب المقدس التي ينشرها شهود يهوه.‏ لكنَّ شهودا من احدى الجماعات المجاورة قدَّموا المساعدة.‏ فأحيانا،‏ كانوا يرمون بعض المطبوعات في الحقول القريبة من السجن.‏ وعندما يؤخذ السجناء الى اماكن عملهم في صباح اليوم التالي،‏ كانوا يبحثون عن هذه المطبوعات ويتدبرون أمر ادخالها الى السجن.‏ وعندما وصلتُ الى السجن،‏ كان مسموحا لنا أن نمتلك المزيد من المطبوعات.‏ ومع ذلك،‏ تعلمت في ذلك الحين اكثر من اي وقت مضى ان اقدِّر قيمة الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه —‏ درس اتذكره كلَّما تسلمت عددا جديدا من برج المراقبة او استيقظ!‏.‏

مع انه سُمح لنا بعقد اجتماعات الجماعة في السجن،‏ لم يُسمح لمن ليسوا شهودا ان يكونوا حاضرين.‏ ومع ذلك،‏ كان بعض المسؤولين في السجن والسجناء يحضرون سرا،‏ حتى ان بعضهم قبل الحق.‏ (‏اعمال ١٦:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وكانت زيارات الاخ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان مصدرا رائعا للتعزية.‏ فقد كان يؤكِّد لنا دائما ان الوقت الذي نقضيه في السجن ليس عبثا لأنه يدرِّبنا لنكون مستعدين للتعيينات المستقبلية.‏ لقد مسَّ هذا الاخ المسن الحبيب قلبي وقوّى تصميمي على السير في طريق يهوه.‏

الفوز برفيق

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية فُتحت ابواب السجن،‏ واستأنفت عمل الفتح،‏ الخدمة كامل الوقت.‏ لكن ابي مات سنة ١٩٤٧.‏ فابتدأت بعمل دنيوي كي اتمكن من اعالة العائلة،‏ كما اصبحت كفؤا في التدليك الطبي —‏ مهنة ساعدتني خلال فترة صعبة واجهتنا انا وزوجتي بعد حوالي ٣٠ سنة.‏ لكن كي لا أستبق تسلسل الاحداث،‏ دعوني اخبركم اولا عن زوجتي.‏

بعد ظهر احد ايام سنة ١٩٤٩،‏ كنت في قاعة الملكوت عندما رنَّ جرس الهاتف.‏ وإذ رفعت السماعة سمعت صوتا جميلا يقول:‏ «اسمي كريستين ڠنتشر.‏ انا واحدة من شهود يهوه.‏ انتقلت الى كليڤلنْد لإيجاد عمل،‏ وأريد الانضمام الى احدى الجماعات».‏ كانت قاعة الملكوت التي نجتمع فيها بعيدة عن مكان سكنها،‏ ولكن اعجبتني رنة صوتها،‏ فأرشدتها الى قاعتنا وشجعتها على المجيء يوم الاحد —‏ اليوم الذي كنت سألقي فيه الخطاب العام.‏ كنت اول من وصل الى قاعة الملكوت يوم الاحد،‏ لكنني لم ارَ اية اخت جديدة.‏ وفيما كنت ألقي الخطاب،‏ كنت انظر باستمرار الى المدخل،‏ لكن احدا لم يدخل.‏ وعندما اتصلت بها في اليوم التالي،‏ قالت لي انها ليست معتادة بعد على استخدام شبكة الباصات للتنقل.‏ فعرضت ان ألاقيها وأشرح الامور لها بشكل افضل.‏

علمت ان والديها،‏ وهما مهاجران من تشيكوسلوڤاكيا،‏ بدأا بمعاشرة تلاميذ الكتاب المقدس بعد قراءة الكراس اين هم الموتى؟‏.‏ وقد اعتمدا سنة ١٩٣٥.‏ في السنة ١٩٣٨،‏ اصبح والد كريستين خادم فرقة (‏يدعى الآن الناظر المشرف)‏ في جماعة شهود يهوه في كلايمر،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ وفي السنة ١٩٤٧،‏ اعتمدت كريستين بعمر ١٦ سنة.‏ ولم أكن بحاجة الى الكثير من الوقت كي اقع في حب هذه الاخت الجميلة الصورة والناضجة روحيا.‏ فتزوجنا في ٢٤ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٠،‏ ولا تزال كريستين،‏ منذ ذلك الوقت،‏ شريكتي الامينة،‏ المستعدة دائما لوضع مصالح ملكوت اللّٰه اولا.‏ وأنا اشكر يهوه ان هذه الرفيقة الفاضلة قد قبلت ان تصبح شريكة حياتي.‏ —‏ امثال ٣١:‏١٠‏.‏

مفاجأة كبيرة

في ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٥١،‏ ابتدأنا نخدم كفاتحَين.‏ وبعد سنتين،‏ في محفل في توليدو،‏ أوهايو،‏ تحدث الاخوان هوڠو رِيمِر وألبرت شرودر الى فريق من الفاتحين المهتمين بالخدمة الارسالية.‏ وكنا انا وزوجتي في هذا الفريق.‏ وقد شُجِّعنا على متابعة خدمة الفتح في كليڤلنْد،‏ لكن مفاجأة كبيرة كانت تنتظرنا في الشهر التالي —‏ دعوة الى حضور الصف الـ‍ ٢٣ من مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس،‏ الذي بدأ في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٥٤!‏

فيما كنا نقود السيارة ذاهبين الى مدرسة جلعاد،‏ التي كانت في ذلك الوقت في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ كانت كريستين مضطربة جدا الى حد انها لم تتوقف عن القول:‏ «خفف سرعتك!‏».‏ فقلت لها:‏ «كريستين،‏ اذا خففنا السرعة اكثر،‏ فستتوقف السيارة».‏ ومع ذلك،‏ عندما وصلنا الى المدرسة،‏ سرعان ما شعرنا بالراحة والاطمئنان.‏ وقد رحب الاخ ناثان نور بالتلامذة ورافقنا في جولة في ارجاء المدرسة.‏ كما شرح لنا كيف يمكننا التوفير في مصروف الماء والكهرباء،‏ مشددا ان الاقتصاد في الانفاق فضيلة عندما يتعلق الامر بالاهتمام بمصالح الملكوت.‏ وقد انغرزت هذه النصيحة في اذهاننا،‏ ولا نزال نعمل بها.‏

السفر الى ريو

سرعان ما تخرجنا،‏ وفي ١٠ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٥٤،‏ ركبنا طائرة في مدينة نيويورك الممطرة،‏ متشوِّقين الى الوصول الى تعييننا الجديد في ريو دي جانيرو المشمسة في البرازيل.‏ وقد سافر معنا ايضا رفيقان مرسلان،‏ پيتر كاربللو وزوجته بيلي.‏ كان يجب ان تدوم الرحلة ٢٤ ساعة،‏ بما في ذلك التوقف في پورتو ريكو،‏ ڤنزويلا،‏ وبَليم في الجزء الشمالي من البرازيل.‏ ولكن بسبب بعض المشاكل في المحرِّك،‏ مرت ٣٦ ساعة قبل ان وصلنا الى سماء ريو دي جانيرو.‏ ويا له من مشهد رائع!‏ اضواء المدينة تتلألأ كالماسات النارية فوق بساط اسود،‏ وضوء القمر الفضي ينعكس على مياه خليج ڠواناڤارا.‏

كان عدد من اعضاء عائلة بيت ايل ينتظروننا في المطار.‏ وبعد استقبال حار،‏ اصطحبونا الى مكتب الفرع،‏ حيث أوَينا الى الفراش حوالي الساعة الثالثة صباحا.‏ ولم تمضِ بضع ساعات حتى ذكَّرنا جرس المنبِّه بابتداء يومنا الاول في العمل الارسالي!‏

درس باكر

تعلمنا سريعا درسا مهما.‏ فبعد ان قضينا امسية في بيت عائلة من الشهود،‏ كنا نهمّ بالرحيل عندما اعترض مضيفنا:‏ «كلا،‏ لا يمكنكما ان تغادرا؛‏ انها تمطر».‏ وطلب منا بالحاح ان نقضي الليلة في بيته.‏ وإذ تجاهلت كلماته ضاحكا اجبت:‏ «انها تمطر ايضا في البلد الذي جئنا منه».‏ ثم غادرنا دون ان نترك مجالا للمناقشة اكثر.‏

بسبب الجبال المحيطة بريو،‏ تتجمع مياه الأمطار بسرعة وتندفع نزولا باتجاه المدينة،‏ مسببة فيضانات في اكثر الاحيان.‏ وسرعان ما علت المياه الى مستوى رُكبِنا.‏ وقرب الفرع،‏ كانت الشوارع قد تحولت الى انهار جارفة تعلو مياهها الى مستوى صدرنا.‏ وعندما وصلنا اخيرا الى بيت ايل،‏ كنا قد تبلَّلنا تماما.‏ وفي اليوم التالي،‏ شعرت كريستين بوَهْن شديد وأُصيبت بحمى التيفوئيد،‏ التي اضعفت قواها لفترة طويلة.‏ ولا حاجة الى القول انه كان علينا،‏ كمرسلين جديدين،‏ ان نعمل بنصيحة الشهود المحليين ذوي الخبرة.‏

الخطوات الاولى في الخدمة الارسالية والعمل الجائل

بعد هذه الانطلاقة المتعثرة،‏ بدأنا بلهفة خدمتنا في الحقل.‏ كنا نقرأ عرضا باللغة الپرتغالية على كل من نلتقيه،‏ وبدا اننا نحرز كلانا القدر نفسه من التقدم في تكلم الپرتغالية.‏ فكان صاحب بيت يقول لكريستين:‏ «انا افهم ما تقولين،‏ لكنني لا استطيع ان افهم ما يقوله هو»،‏ مشيرا اليّ.‏ ويخبرني صاحب بيت آخر:‏ «افهم ما تقوله انت لكن ليس ما تقوله هي».‏ ومع ذلك،‏ افرحنا الحصول على اكثر من ١٠٠ اشتراك في برج المراقبة في تلك الاسابيع القليلة الاولى.‏ وفي الواقع،‏ اعتمد خلال سنتنا الاولى في البرازيل العديد من تلاميذ الكتاب المقدس الذين كنا ندرس معهم،‏ مما اظهر لنا مسبقا كم سيكون مثمرا هذا التعيين الارسالي.‏

في اواسط خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ لم تحظَ جماعات كثيرة في البرازيل بزيارات قانونية من نظار الدوائر بسبب النقص في وجود اخوة اكفاء.‏ لذلك،‏ رغم انني كنت لا ازال اتعلم اللغة ولم اكن بعدُ قد ألقيت خطابا عاما بالپرتغالية،‏ عُيِّنت في العمل الدائري في ولاية سان پاولو سنة ١٩٥٦.‏

بما انه كانت قد مرت سنتان على آخر زيارة دائرية للجماعة الاولى التي سنزورها،‏ كان الجميع يتطلعون بشوق الى الخطاب العام.‏ ولتحضير ذلك الخطاب،‏ اقتطعت فقرات من مقالات برج المراقبة الصادرة بالپرتغالية وألصقت القصاصات على صفحات ورقية.‏ في ذلك الاحد،‏ كانت قاعة الملكوت مكتظة بالناس.‏ حتى ان البعض منهم جلسوا على المنصَّة،‏ وجميعهم ينتظرون الحدث الكبير.‏ ثم ابتدأ الخطاب،‏ او بالاحرى ابتدأت القراءة.‏ وإذ كنت ارفع نظري بين حين وآخر اذهلني عدم رؤية اي شخص من الحضور يتحرك،‏ ولا حتى الاولاد.‏ فقد كانت اعين الجميع شاخصة اليّ.‏ ففكرت في نفسي:‏ ‹كم تحسنت لغتك الپرتغالية يا ڤالنتينو!‏ فهؤلاء الناس يصغون باهتمام›.‏ وبعد عدة سنوات،‏ عندما زرت هذه الجماعة ثانية،‏ قال لي اخ كان حاضرا في تلك الزيارة الاولى:‏ «هل تتذكر ذلك الخطاب العام الذي ألقيته؟‏ لم نفهم كلمة واحدة منه».‏ فاعترفت انني انا ايضا لم افهم الكثير منه.‏

في تلك السنة الاولى من العمل الدائري،‏ كثيرا ما كنت اقرأ زكريا ٤:‏٦‏.‏ وكانت عبارة «لا بالقوة بل بروحي» تذكرني بأن روح يهوه كان السبب الوحيد في تقدم عمل الملكوت.‏ وقد تقدم فعلا على الرغم من قدراتنا المحدودة.‏

تحديات وبركات على طول الطريق

عنى العمل الدائري التنقل في انحاء البلاد مع حمولة تشمل آلة كاتبة،‏ صناديق مطبوعات،‏ حقائب سفر،‏ وحقائب يد.‏ وقد رقمت كريستين امتعتنا بحكمة بحيث لا نغفل عن اي منها عندما ننتقل بسرعة من باص الى آخر.‏ ولم يكن استثنائيا بالنسبة الينا السفر مدة ١٥ ساعة عبر طرقات موحلة للوصول الى وجهتنا التالية.‏ وفي بعض الاحيان كان الامر مخيفا،‏ وخصوصا عندما يمر في وقت واحد باصان ذاهبان في اتجاهين متعاكسين فوق جسر متخلخل بحيث لا يبقى مكان يتسع لمنديل بينهما.‏ وقد سافرنا ايضا بالقطار،‏ بالسفينة،‏ وعلى صهوة الجواد.‏

في سنة ١٩٦١،‏ بدأنا نخدم في العمل الكوري،‏ مسافرين من دائرة الى دائرة عوض السفر من جماعة الى جماعة.‏ وفي عدة امسيات في الاسبوع،‏ كنا نعرض افلاما تنتجها هيئة يهوه —‏ كل مرة في مكان مختلف.‏ وغالبا ما كان علينا ان نقرر بسرعة ما يجب فعله لكي نضلل رجال الدين المحليين الذين كانوا يحاولون منع عرض هذه الافلام.‏ ففي احدى البلدات،‏ ارغم الكاهن مالكَ قاعة على فسخ العقد معنا.‏ وبعد ايام من البحث،‏ وجدنا مكانا آخر،‏ لكننا لم نخبر احدا وتابعنا دعوة الجميع الى المكان الاول.‏ وقبل بدء البرنامج،‏ ذهبت كريستين الى تلك القاعة واقتادت بهدوء الذين ارادوا مشاهدة الفيلم الى المكان الجديد.‏ وقد شاهد ١٥٠ شخصا في تلك الامسية الفيلم الذي حمل العنوان الملائم مجتمع العالم الجديد وهو يعمل.‏

على الرغم من ان العمل الجائل في المناطق المنعزلة كان شاقا احيانا،‏ كان الاخوة المتواضعون الذين يعيشون هناك مقدِّرين جدا لزياراتنا وكرماء جدا في استضافتنا في بيوتهم البسيطة الى حد اننا نشكر يهوه دائما على تمكننا من التواجد معهم.‏ وقد انتجت مصادقتنا لهم بركات مفرحة جدا لنا.‏ (‏امثال ١٩:‏١٧؛‏ حجي ٢:‏٧‏)‏ لذلك احزننا جدا ان تنتهي ايام عملنا الارسالي بعد اكثر من ٢١ سنة من الخدمة في البرازيل!‏

وسط ازمة،‏ ارانا يهوه الطريق

سنة ١٩٧٥،‏ خضعت كريستين لعملية جراحية.‏ ثم استأنفنا العمل الجائل،‏ لكن صحة كريستين ازدادت سوءا.‏ وبدا انه من الافضل لها ان تعود الى الولايات المتحدة لتحصل على العناية الصحية.‏ وفي نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٧٦ نزلنا عند امي في لونڠ بيتش،‏ كاليفورنيا.‏ وكنا متحيرين كيف نعالج الوضع،‏ فقد قضينا عقدين من عمرنا خارج البلاد.‏ ثم ابتدأت اعمل في التدليك،‏ وكان مدخول هذا العمل يزوِّدنا بالقوت والكسوة.‏ كما ان ولاية كاليفورنيا منحت كريستين معالجة في احد المستشفيات،‏ لكنها شعرت هناك بأن قواها تضعف يوما بعد يوم لأن الاطباء رفضوا معالجتها دون دم.‏ وإذ تملَّكنا اليأس،‏ توسلنا الى يهوه من اجل التوجيه.‏

بعد ظهر احد الايام كنت ذاهبا في خدمة الحقل عندما لاحظت عيادة طبيب،‏ وفجأة قررت الدخول.‏ ومع ان الطبيب كان يهمّ بالذهاب الى منزله،‏ استقبلني في عيادته وتحادثنا مدة ساعتين.‏ بعد ذلك قال لي:‏ «انا اقدِّر عملكما كمرسلَين،‏ وسأعالج زوجتك دون مقابل ودون نقل دم».‏ كان كلامه كحلم لا يُصدَّق بالنسبة الي.‏

نقل هذا الطبيب اللطيف،‏ الذي تبيّن انه اخصائي محترم،‏ كريستين الى احد المستشفيات حيث يعمل هو،‏ وفي ظل عنايته الممتازة،‏ سرعان ما تحسنت حالتها.‏ وكم شكرنا يهوه لأنه ارانا الطريق في ذلك الوقت العصيب!‏

تعيينات جديدة

عندما استعادت كريستين قوتها،‏ خدمنا كفاتحَين وفرحنا بمساعدة اشخاص كثيرين في لونڠ بيتش على ان يصيروا عبادا ليهوه.‏ في سنة ١٩٨٢ طُلب منا ان نقوم بعمل دائري في الولايات المتحدة.‏ وكنا نشكر يهوه كل يوم لأنه استخدمنا ثانية في العمل الجائل —‏ نوع الخدمة الذي نحبه.‏ وقد خدمنا في كاليفورنيا ثم في نيو إنڠلند،‏ حيث شملت الدائرة بعض الجماعات الناطقة بالپرتغالية.‏ كما شملت لاحقا برمودا.‏

بعد اربع سنوات منعشة،‏ تسلّمنا تعيينا آخر.‏ فقد دُعينا الى الخدمة كفاتحين خصوصيين في اي مكان نرغب فيه.‏ ومع اننا حزنّا لترك العمل الجائل،‏ كنا مصممين على السعي الى التقدم في تعييننا الجديد.‏ لكن اين؟‏ خلال خدمتي كناظر جائل،‏ لاحظت ان الجماعة الپرتغالية في نيو بدفورد،‏ ماساتشوستس،‏ بحاجة الى مساعدة —‏ لذلك توجهنا الى نيو بدفورد.‏

عندما وصلنا،‏ استقبلتنا الجماعة بحفلة كبيرة.‏ وكم جعلنا ذلك نشعر بأن لنا مكانا في قلوبهم!‏ فانهمرت دموعنا.‏ كما اظهر زوجان لديهما طفلتان صغيرتان اللطف اذ استضافانا في بيتهما الى ان انتقلنا الى شقتنا الخاصة.‏ وقد بارك يهوه حقا تعيين الفتح الخصوصي هذا اكثر مما توقّعنا.‏ فمنذ سنة ١٩٨٦ ساعدنا حوالي ٤٠ شخصا في هذه البلدة على ان يصيروا شهودا.‏ هؤلاء هم عائلتنا الروحية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ حصلت على فرح رؤية خمسة اخوة محليين ينمون ليصبحوا رعاة يعتنون بالرعية.‏ لقد كان ذلك كالخدمة في تعيين ارسالي مثمر.‏

اذ ننظر الى الوراء،‏ نبتهج بأننا خدمنا يهوه من الحداثة واتخذنا الحق طريقا لحياتنا.‏ ومن المسلم به ان التقدم في السن والامراض تؤثر فينا الآن،‏ لكن السعي الى التقدم في طريق يهوه لا يزال قوتنا وفرحنا.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

خلال ايامنا الاولى في ريو دي جانيرو

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

عائلتنا الروحية في نيو بدفورد،‏ ماساتشوستس

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة