مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٤ ١/‏١ ص ٢٢-‏٢٧
  • روح الارسال تنتج لنا بركات سخية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • روح الارسال تنتج لنا بركات سخية
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مثال الشجاعة الذي رسمه والداي
  • كيف تعرّفت آن بالحق
  • الاهداف عينها،‏ ولكن الظروف مختلفة
  • الخدمة كعائلة في حقل اجنبي
  • الحظر،‏ امتحان للايمان وسِعَة الحيلة
  • الى غينيا الجديدة
  • التكيف مع الظروف المتغيرة
  • الخدمة في «جزر السعادة»‏
  • بركات كثيرة نحن شاكرون عليها
  • يهوه ‹قوَّم سبلي›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • تضحيات بسيطة أدَّت الى بركات عظيمة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • تصميمنا على خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
ب٠٤ ١/‏١ ص ٢٢-‏٢٧

قصة حياة

روح الارسال تنتج لنا بركات سخية

كما رواها طوم كوك

بعد ظهر احد الايام من سنة ١٩٧١،‏ شقّ صوت إطلاق النار السكون المخيِّم،‏ واخترقت الرصاصات اشجار حديقتنا.‏ فماذا كان يجري؟‏ سرعان ما علمنا ان انقلابا عسكريا قد حدث وأن الضابط عيدي امين قد استولى على السلطة في أوغندا.‏

لماذا انتقلنا انا وزوجتي آن من انكلترا الهادئة نسبيا الى هذه الناحية من افريقيا حيث يسود عدم الاستقرار؟‏ صحيح انني احبّ المغامرة بطبعي،‏ لكنَّ ما اضرم فيَّ روح الارسال هو بشكل رئيسي المثال الذي رسمه والداي في خدمة الملكوت بغيرة.‏

ما زلت اذكر ذلك اليوم الحارّ من آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٦ حين التقى والداي شهود يهوه للمرة الاولى.‏ فقد وقفا عند الباب وتحدثا الى الزائرَين فترة طويلة بدت لي وكأنها دهر.‏ بعدئذ،‏ رجع هذان الزائران،‏ فرايزر برادْبِري ومامي شريڤ،‏ عدة مرات لزيارتنا.‏ وخلال الاشهر التي تلت،‏ حدثت تغييرات جذرية في حياتنا العائلية.‏

مثال الشجاعة الذي رسمه والداي

اشترك والداي في نشاطات سياسية عديدة.‏ مثلا،‏ قُبيل ابتدائهما بدرس الكتاب المقدس،‏ كانت صوَر ونستون تشرتشل الكبيرة تزيِّن بيتنا.‏ وخلال الانتخابات التي جرت بعد الحرب في بلدنا،‏ استُخدم بيتنا كمركز محلي للجنة حزب المحافظين.‏ كما كان لعائلتنا معارف بارزون في الاوساط الدينية والاجتماعية.‏ ورغم انني كنت لا ازال آنذاك في التاسعة من عمري،‏ فقد تمكنت من ملاحظة الصدمة التي اصابت اقرباءنا عندما عرفوا اننا سنصير من شهود يهوه.‏

رسم الشهود الذين عاشرناهم مثالا للشجاعة والخدمة من كل النفس،‏ مما دفع والدَيّ ان يصيرا نشيطَين في عمل الكرازة.‏ وسرعان ما صار ابي يلقي الخطابات في الهواء الطلق عبر مضخِّم للصوت في السوق الرئيسية في قريتنا سپوندون،‏ فيما كنا نحن الاولاد نقف في «مواقع استراتيجية» حاملين في ايدينا مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!‏.‏ ولا بدّ لي من الاعتراف انه عندما كان رفقائي في المدرسة يمرّون بقربي،‏ كنت اتمنى لو تنشقّ الارض وتبتلعني.‏

شجَّع مثال والدَيّ اختي الكبرى دافني على الانخراط في عمل الفتح.‏ وفي سنة ١٩٥٥،‏ حضرَتْ مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس وعُيِّنت كمرسلة في اليابان.‏a لكنَّ اختي الصغرى زوُوِي توقفت عن خدمة يهوه.‏

في هذه الاثناء،‏ انهيت سنوات الدراسة وتخصصت في الفنون التخطيطية وتزيين الكتب بالرسوم الايضاحية.‏ في تلك الايام،‏ كان رفقائي الطلبة يعتبرون التجنيد الاجباري قضية بالغة الاهمية.‏ وعندما اخبرتهم انني ارفض التجنيد بسبب الضمير،‏ ظنوا انني امزح.‏ وقد اتاحت لي هذه القضية فرصة لإجراء مناقشات مؤسسة على الكتاب المقدس مع بعض الطلاب.‏ بعد وقت قصير،‏ حُكم عليّ بالسجن سنة بسبب رفضي الخدمة العسكرية.‏ وثمة طالبة في معهد الفنون اسمها آن اظهرت اهتماما برسالة الكتاب المقدس،‏ وصارت لاحقا زوجتي.‏ سأدعها الآن تخبر كيف تعرَّفت بالحق.‏

كيف تعرّفت آن بالحق

‏«لم تكن عائلتي متديِّنة،‏ لذلك لم يعمِّدني والداي في اية كنيسة.‏ لكنَّ موضوع الدين اثار فضولي،‏ لذلك كنت اذهب الى اية كنيسة يرتادها اصدقائي.‏ وقد أُثير اهتمامي بالكتاب المقدس عندما سمعت صدفةً المناقشات الحامية التي كان طوم وشاهد آخر يجريانها مع بعض طلاب المعهد.‏ وقد صُعِقتُ عندما سُجن طوم والشاهد الآخر بسبب رفضهما الخدمة العسكرية.‏

‏«استمررت في مراسلة طوم وهو في السجن،‏ مما زاد من اهتمامي بالكتاب المقدس.‏ وعندما انتقلت الى لندن لمتابعة دراستي،‏ وافقتُ ان تعقد معي ميورييل ألبرِخت درسا في الكتاب المقدس.‏ وكانت ميورييل قد خدمت كمرسلة في أستونيا،‏ وكانت هي وأمها مصدر تشجيع عظيم لي.‏ بعد عدة اسابيع،‏ ابتدأت بحضور الاجتماعات والوقوف خارج محطة ڤيكتوريا لتوزيع مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!‏.‏

‏«كنت احضر الاجتماعات في جماعة ساوثوورك في جنوب لندن.‏ وكانت هذه الجماعة مؤلفة من اخوة وأخوات روحيين من مختلف القوميات،‏ وكان معظمهم فقراء ماديا.‏ ورغم انني كنت غريبة،‏ فقد عاملوني كواحدة من اعضاء عائلتهم.‏ والمحبة التي اظهرتها لي هذه الجماعة هي ما اقنعني بأنني وجدت الحق،‏ فاعتمدت سنة ١٩٦٠».‏

الاهداف عينها،‏ ولكن الظروف مختلفة

تزوجت بآ‌ن في وقت لاحق من سنة ١٩٦٠،‏ وكان لدينا هدف الانخراط في الخدمة الارسالية.‏ لكنَّ ظروفنا تغيّرت عندما علمنا اننا سنُرزَق بطفلة.‏ بعدما وُلدت ابنتنا سارا،‏ ظلت لدينا انا وآن الرغبة في الخدمة في بلد حيث هنالك حاجة اكبر الى ناشرين للملكوت.‏ فقدَّمت طلبا للحصول على عمل في عدد من البلدان.‏ وأخيرا،‏ في ايار (‏مايو)‏ ١٩٦٦،‏ وصلت رسالة من وزارة التربية في أوغندا لإعلامي انه بإمكاني الحصول على وظيفة لديهم.‏ ولكن هذه المرة،‏ كانت آن حاملا بابنتنا الثانية.‏ وقد تساءل البعض اذا كان من الحكمة ان نفكر في الانتقال الى هذا البلد البعيد.‏ لذلك استشرنا طبيبنا،‏ فقال لنا:‏ «اذا قررتما الذهاب،‏ يجب ان تسافرا قبل ان تصبح زوجتك في الشهر السابع من حملها».‏ فسافرنا فورا الى أوغندا،‏ لذلك لم يرَ والداي ووالدا آن ابنتنا الثانية رايتشل حتى بلغت الثانية من عمرها.‏ الآن وقد اصبحنا جدَّين،‏ نقدِّر كثيرا روح التضحية بالذات التي اظهروها.‏

عندما وصلنا الى أوغندا سنة ١٩٦٦،‏ كنا مسرورين وفي الوقت نفسه قلقين بشأن ما ينتظرنا.‏ وحين نزلنا من الطائرة،‏ سرعان ما لفت نظرنا ان الالوان بدت زاهية جدا.‏ كان اول بيت سكنّا فيه قريبا من بلدة إيڠانڠا الصغيرة،‏ التي تبعد نحو ٥٠ كيلومترا عن جنجا،‏ وهي بلدة تقع عند منبع نهر النيل.‏ وكان فريق الشهود المنعزل في جنجا اقرب فريق الينا.‏ وكان المرسلون ڠيلبرت وجوان والترز وستيفن وباربرا هاردي هم الذين يهتمون بهذا الفريق.‏ لذلك قدَّمت طلبا لنقل وظيفتي الى جنجا لكي نتمكن من مساعدة هذا الفريق بشكل افضل.‏ وبُعيد ولادة رايتشل،‏ انتقلنا الى جنجا.‏ وهناك،‏ سرّنا ان نخدم مع الفريق الصغير من الشهود الامناء وأن نراه ينمو ليصير الجماعة الثانية في أوغندا.‏

الخدمة كعائلة في حقل اجنبي

نشعر انا وآن انه لم يكن بإمكاننا اختيار بيئة افضل لتربية عائلتنا.‏ فقد تمتعنا بالعمل مع مرسلين من مختلف البلدان ومساعدة الجماعة الحديثة العهد على النمو.‏ كما اننا احببنا عِشرة إخوتنا وأخواتنا الاوغنديين،‏ الذين كثيرا ما اتوا لزيارتنا.‏ وكان ستانلي وإسينالا ماكومبا خصوصا مصدر تشجيع كبير لنا.‏

ولكن بما ان تنوعا هائلا من الحياة البرية احاط بنا،‏ فالاخوة لم يكونوا زائرينا الوحيدين.‏ فأفراس النهر كانت تخرج من نهر النيل ليلا وتتمشى قرب منزلنا.‏ وما زلت اذكر زيارة الاصلة التي يبلغ طولها ٦ امتار لحديقتنا.‏ احيانا،‏ كنا نحن مَن يذهب لزيارة المحميات،‏ حيث تطوف الاسود والحيوانات البرية الاخرى بحرية.‏

وبما ان الناس في هذه البلدة لم يرَوا من قبل عربة اطفال،‏ فقد كنا منظرا غير مألوف للذين التقيناهم في الخدمة.‏ وفيما كنا نذهب من بيت الى بيت،‏ كان الاولاد الصغار يتبعوننا عادة.‏ وكان الناس ينظرون الينا باحترام ثم يلمسون «الطفلة البيضاء».‏ وقد تمتعنا بالشهادة لأن الناس لطفاء جدا.‏ ولأن الابتداء بدروس الكتاب المقدس كان سهلا جدا،‏ فقد اعتقدنا ان الجميع سيعتنقون الحق.‏ لكنَّ كثيرين استصعبوا هجر التقاليد غير المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ إلا ان عددا لا بأس به تبنّوا مقاييس الكتاب المقدس الادبية السامية،‏ فنمت الجماعة في العدد.‏ وكان اول محفل دائري في جنجا سنة ١٩٦٨ حدثا بارزا.‏ ومن الذكريات العزيزة على قلبنا هي ذكريات معمودية بعض الذين درسنا معهم الكتاب المقدس في مياه نهر النيل.‏ لكنَّ السلام الذي تمتعنا به سرعان ما كان سيتبدّد.‏

الحظر،‏ امتحان للايمان وسِعَة الحيلة

سنة ١٩٧١،‏ تولى الضابط عيدي امين زمام السلطة.‏ فعمّت جنجا فوضى عارمة.‏ وفي هذا الوقت،‏ جرت الحادثة التي وصفتها في مستهل المقالة فيما كنا نرتشف فنجان شاي في حديقتنا.‏ في السنتَين التاليتَين،‏ رُحِّلَت الجالية الآسيوية الكبيرة.‏ واختار معظم الاجانب مغادرة البلد،‏ وصارت المدارس والمستشفيات والعيادات في حالة مزرية.‏ ثم اتى الاعلان عن حظر عمل شهود يهوه.‏ وحرصا على سلامتنا،‏ نقلتني وزارة التربية الى العاصمة كامپالا.‏ وقد كان هذا الانتقال مفيدا بطريقتَين.‏ اولا،‏ لم نكن معروفين في كامپالا،‏ مما اتاح لنا حرية اكبر في التنقل.‏ ثانيا،‏ كان هنالك الكثير من العمل في الجماعة وخدمة الحقل.‏

كان وضع براين وماريون والاس مع ولديهما شبيها بوضعنا.‏ وقد قرّرا هما ايضا البقاء في أوغندا.‏ فتمتعنا كثيرا بمعاشرة عائلتهم وخدمنا معا في جماعة كامپالا خلال هذه الفترة العصيبة.‏ والروايات عن الاخوة الذين يخدمون تحت الحظر صارت آنذاك خير مشجِّع لنا.‏ كنا نجتمع في فرق صغيرة،‏ وكنا مرة كل شهر نعقد تجمعات اكبر في حدائق آنتيبي النباتية،‏ جاعلينها تبدو وكأنها تجمعات اجتماعية.‏ وقد راقت هذه الفكرة ابنتَينا كثيرا.‏

كان يجب ان نأخذ حذرنا كثيرا ونحن نقوم بعمل الكرازة.‏ فزيارة اشخاص بيض لبيوت الاوغنديين كانت امرا لافتا للنظر.‏ لذلك اتَّخذنا المتاجر،‏ الشقق،‏ وبعض المدارس والجامعات مقاطعة لنا.‏ وأحد الاساليب التي استخدمتها في المتاجر هو ان اسأل عن سلعة اعرف انها اختفت من الاسواق،‏ مثل السكر او الارزّ.‏ فإذا عبَّر صاحب المتجر عن أسفه على ما يحصل في البلد،‏ اخبرته برسالة الملكوت.‏ وقد نجح هذا الاسلوب كثيرا.‏ وأحيانا،‏ كنت اغادر المتجر حاملا معي القليل من سلعة اختفت من الاسواق اضافة الى تأسيس زيارة مكررة جديدة.‏

في تلك الاثناء،‏ كان العنف يُحدِق بنا من كل ناحية.‏ وبسبب التدهور في العلاقات بين أوغندا وبريطانيا،‏ لم تسمح لي السلطات بتجديد عقدي.‏ لذلك سنة ١٩٧٤،‏ بعد ثماني سنوات في أوغندا،‏ آن الاوان لنودِّع اخوتنا.‏ وكم احزننا ذلك!‏ لكنَّ روح الارسال لدينا لم تخبُ.‏

الى غينيا الجديدة

في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٧٥،‏ أُتيحت لي الفرصة للعمل في پاپوا غينيا الجديدة.‏ وهكذا ابتدأت فترة دامت ثماني سنوات من الخدمة الممتعة في هذه المنطقة من المحيط الهادئ.‏ وكانت حياتنا مع الاخوة وفي الخدمة ذات قصد وتجلب المكافآ‌ت.‏

لا يمكن لعائلتنا ان تتذكر الاقامة في پاپوا غينيا الجديدة دون ان تخطر على بالنا مسرحيات الكتاب المقدس التي اشتركنا فيها.‏ فكل سنة كنا نشترك في تحضير المسرحيات للمحفل الكوري،‏ عمل تمتعنا به كثيرا.‏ فقد تمتعنا بمعاشرة الكثير من العائلات الروحية،‏ مما ترك اثرا ايجابيا في ابنتَينا.‏ فابنتنا الكبرى سارا تزوجت بفاتح خصوصي اسمه راي سميث.‏ وقد خدما معا كفاتحَين خصوصيين على مقربة من حدود ايريان الغربية (‏الآن پاپوا،‏ مقاطعة تابعة لإندونيسيا)‏.‏ وكان بيتهما عبارة عن كوخ مسقوف بالعشب في القرية.‏ وتقول سارا ان تلك الفترة التي قضياها في هذا التعيين كانت تدريبا جيدا لها.‏

التكيف مع الظروف المتغيرة

بحلول هذا الوقت،‏ صار والداي بحاجة الى مَن يعتني بهما.‏ ولكن بدلا من جعلنا نعود الى انكلترا،‏ وافقا على المجيء والعيش معنا.‏ فانتقلنا جميعنا الى أوستراليا سنة ١٩٨٣.‏ كما انهما سكنا فترة من الوقت مع اختي دافني التي كانت لا تزال في اليابان.‏ وبعدما مات والداي،‏ قرَّرنا انا وآن الانخراط في خدمة الفتح القانوني،‏ مما ادَّى الى حصولنا على امتياز وجدته صعبا.‏

ما ان ابتدأنا بخدمة الفتح حتى دُعينا الى الخدمة في العمل الدائري.‏ منذ طفولتي،‏ اعتبرت زيارة ناظر الدائرة حدثا مميَّزا.‏ والآن أُلقيت هذه المسؤولية على عاتقي.‏ وقد تبيّن ان العمل الدائري اصعب تعيين نلته حتى ذلك الوقت.‏ لكنَّ يهوه ساعدنا بطرائق لم نختبرها من قبل.‏

خلال زيارة الاخ ثيودور جارس كناظر اقليم الى أوستراليا عام ١٩٩٠،‏ سألناه هل يعتقد اننا اكبر من ان نخدم كامل الوقت خارج البلد.‏ فأجابنا:‏ «ما رأيكما في جزر سليمان؟‏».‏ وهكذا،‏ اتّجهنا انا وآن،‏ عندما كنا نحن الاثنين في خمسيناتنا،‏ الى ما كان سيصير اول تعيين ارسالي رسمي لنا.‏

الخدمة في «جزر السعادة»‏

تُدعى جزر سليمان «جزر السعادة».‏ وبالفعل،‏ فإن خدمتنا هنا طوال العقد الماضي جلبت لنا السعادة.‏ فقد تعرَّفنا انا وآن بالاخوة والاخوات اللطفاء في جزر سليمان خلال خدمتي كناظر دائرة.‏ وروح الضيافة التي اظهروها لنا مسّت قلبنا.‏ كما ان الجميع كانوا صبورين عليّ وأنا احاول شرح الامور بلغتهم،‏ لغة هجينية جزر سليمان التي تحتوي على عدد قليل من المفردات،‏ في حين ظننت انني اتكلم بشكل مفهوم.‏

بُعيد وصولنا الى جزر سليمان،‏ حاول المقاومون منعنا من استعمال قاعة المحافل.‏ فوجَّهت الكنيسة الانڠليكانية تهمة الى شهود يهوه،‏ مدَّعية ان جزءا من قاعة المحافل الجديدة في هونيارا مبنيٌّ على ارضها.‏ وقد ايَّدت الحكومة ادِّعاءهم،‏ فاستأنفنا الدعوى ورفعناها الى المحكمة العليا.‏ وكان قرار المحكمة العليا هو الذي سيحدِّد هل سنفكِّك قاعة المحافل الجديدة التي تسع ٢٠٠‏,١ مقعد ام لا.‏

نظرت المحكمة في الدعوى طوال اسبوع.‏ وكانت علامات الثقة بادية بوضوح على محامي الخصم فيما كانت القضية تُعرَض امام المحكمة.‏ ثم باستعمال الحجج المقنعة الواحدة تلو الاخرى،‏ تمكن محامينا الاخ وارِن كاثكارت من نيوزيلندا من تشهير وإبطال كل حجج دعوى الخصم.‏ ويوم الجمعة،‏ كانت اخبار ما جرى في المحكمة قد انتشرت،‏ فغصّت قاعة المحكمة بالشخصيات الكنسية البارزة،‏ الرسميين الحكوميين،‏ وإخوتنا المسيحيين.‏ وأتذكر الخطأ في بيان المحكمة الرسمي.‏ فقد ورد فيه:‏ «حكومة جزر سليمان وكنيسة ميلانيزيا ضد يهوه».‏ وفي النهاية،‏ ربحنا الدعوى.‏

لكنَّ السلام النسبي الذي كان سائدا في «جزر السعادة» لم يدُم طويلا.‏ فمجدّدا،‏ احاق بنا انا وآن الاضطراب والعنف نتيجة الانقلاب العسكري.‏ فقد ادّى الصراع الإثني الى حرب اهلية.‏ ففي ٥ حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٠،‏ أُطيح بالحكومة وصارت العاصمة تحت سيطرة محاربين مسلّحين.‏ وصارت قاعة المحافل ملجأ للاخوة المشردين طوال عدة اسابيع.‏ وقد دُهِشت السلطات عندما علمت ان اخوتنا المسيحيين من فئات إثنية متعادية يعيشون كعائلة مسالمة واحدة تحت سقف قاعة المحافل.‏ وكم كانت هذه شهادة رائعة!‏

حتى المحاربون احترموا حياد شهود يهوه.‏ وهذا ما مكَّننا من إقناع احد القادة بأن يسمح لشاحنة محمَّلة بالمطبوعات والمؤن الاخرى ان تصل الى فريق صغير من الاخوة المنعزلين وراء خطوط الجيش المعادي.‏ وعندما وجدنا العائلات التي كانت منعزلة طوال عدة اشهر،‏ اغرورقت عيوننا جميعا بالدموع.‏

بركات كثيرة نحن شاكرون عليها

عندما نتذكر حياتنا التي قضيناها في خدمة يهوه،‏ نجد ان لدينا بركات كثيرة لنكون شاكرين عليها.‏ فكوالدَين،‏ لدينا بركة رؤية ابنتَينا كلتيهما مع زوجَيهما،‏ راي وجون،‏ يستمرون في خدمة يهوه بأمانة.‏ وقد كانوا دعما حقيقيا لنا في تعييننا الارسالي.‏

وفي السنوات الـ‍ ١٢ الماضية،‏ تمتعنا انا وآن بامتياز الخدمة في مكتب فرع جزر سليمان.‏ وخلال هذه الفترة،‏ شهدنا تضاعف عدد ناشري الملكوت في هذه الجزر بالغا اكثر من ٨٠٠‏,١ ناشر.‏ ومؤخرا نلت امتيازا آخر:‏ حضور مدرسة اعضاء لجان الفروع في پاترسن،‏ نيويورك.‏ حقا،‏ بسبب روح الارسال التي تحلّينا بها تمتعنا بحياة ذات قصد وبركات كثيرة.‏

‏[الحاشية]‏

a انظر المقالة «لم نتراخَ» في عدد ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٧٧ من برج المراقبة،‏ بالانكليزية.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

يوم زفافنا سنة ١٩٦٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

في أوغندا،‏ كان ستانلي وإسينالا ماكومبا مصدر تشجيع لعائلتنا

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

سارا تدخل كوخا لأحد الجيران

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

كنت ارسم الصور لتعليم سكان جزر سليمان

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

الاجتماع مع جماعة منعزلة في جزر سليمان

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

عائلتنا اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة