مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٤ ١٥/‏١٢ ص ٢٦-‏٢٩
  • تضارب العبادة الحقة مع الوثنية في افسس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تضارب العبادة الحقة مع الوثنية في افسس
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • موقع طمح اليه الكثيرون
  • تضارب العبادة الحقة مع الوثنية
  • هيكل ارطاميس يتداعى
  • من ارطاميس الى «أم اللّٰه»‏
  • عبادة ارطاميس في طيّ النسيان
  • جولة في خرائب افسس
  • أفَسُس
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • هل لا تزال عبادة الام الإلاهة حيَّة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • ‏«كلمة يهوه تنمو وتقوى» رغم المقاومة
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
  • هل تعلم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
ب٠٤ ١٥/‏١٢ ص ٢٦-‏٢٩

تضارب العبادة الحقة مع الوثنية في افسس

لأكثر من قرن خلا،‏ كانت خرائب مدينة افسس القديمة الواقعة على الساحل الغربي لتركيا موقعا لأبحاث اثرية مكثفة.‏ وقد أُعيد بناء مبان عديدة،‏ وقام علماء الآثار بدراسة المكتشفات الاثرية الكثيرة وذكر معلومات حولها،‏ مما جعل من افسس احد اشهر المواقع السياحية في تركيا.‏

فما الذي تمّ اكتشافه عن افسس؟‏ وأية صورة يمكننا تكوينها عن تلك المدينة القديمة الساحرة؟‏ ستساعدنا جولة بين خرائب افسس وأيضا زيارة لمتحف افسس في ڤيينا،‏ النمسا،‏ على فهم التضارب بين العبادة الحقة والوثنية الذي شهدته تلك المدينة.‏ ولكن لنبدأ اولا باستعراض الخلفية التاريخية.‏

موقع طمح اليه الكثيرون

وسمت الاضطرابات والهجرة أوراسيا خلال القرن الحادي عشر قبل الميلاد.‏ ففي تلك الفترة بدأ الاغريق الأيونيون باستعمار الساحل الغربي لآسيا الصغرى.‏ فاختلط هؤلاء المستوطنون الاوائل بشعوب عُرفوا بعبادتهم الإلاهة الام التي عُرفت لاحقا بأرطاميس الافسسيين.‏

في اواسط القرن السابع قبل الميلاد،‏ اتى القيميريّون البدو من نواحي البحر الاسود في الشمال لغزو آسيا الصغرى.‏ ثم نحو السنة ٥٥٠ ق‌م،‏ اعتلى الملك كريسوس (‏قارون)‏ العرش في ليديا،‏ وكان حاكما قويا اشتهر بثرائه الفاحش.‏ ومع توسع الامبراطورية الفارسية اخضع الملك كورش المدن الأيونية التي كانت افسس واحدة منها.‏

في السنة ٣٣٤ ق‌م بدأ الاسكندر المقدوني حملته على بلاد فارس،‏ فاستولى على افسس وصار حاكمها الجديد.‏ وبعد موته المبكر سنة ٣٢٣ ق‌م،‏ كانت افسس احدى المدن التي تصارع عليها قواده.‏ وفي السنة ١٣٣ ق‌م،‏ اوصى اتالوس الثالث ملك برغامس،‏ الذي لم ينجب اولادا،‏ بأفسس للرومان جاعلا اياها جزءا من مقاطعة آسيا الرومانية.‏

تضارب العبادة الحقة مع الوثنية

عندما وصل الرسول بولس الى افسس نحو اواخر رحلته الارسالية الثانية في القرن الاول للميلاد كان عدد سكانها قد قارب ال ٠٠٠‏,٣٠٠ نسمة.‏ (‏اعمال ١٨:‏١٩-‏٢١‏)‏ وخلال رحلته الارسالية الثالثة عاد بولس الى افسس،‏ وتكلم بجرأة في المجمع في ما يختص بملكوت اللّٰه.‏ لكن بعد ثلاثة اشهر اشتدت المقاومة من اليهود،‏ فقرر بولس تقديم خطاباته اليومية في قاعة مدرسة تيرانس.‏ (‏اعمال ١٩:‏١،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ وقد استمر عمله الكرازي سنتين اجرى خلالها قوات خارقة كالشفاءات العجائبية وإخراج الشياطين.‏ (‏اعمال ١٩:‏١٠-‏١٧‏)‏ فلا عجب ان كثيرين صاروا مؤمنين!‏ وكانت كلمة يهوه تقوى باقتدار،‏ حتى ان عددا كبيرا من الذين كانوا سابقا يمارسون الفنون السحرية جمعوا كتبهم الغالية الثمن وأحرقوها طوعا.‏ —‏ اعمال ١٩:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

لكنّ كرازة بولس الفعالة لم تقتصر على جعل الكثيرين يتخلون عن عبادتهم للإلاهة ارطاميس،‏ بل اثارت ايضا غضب مروِّجي العبادة الوثنية.‏ فصناعة النماذج الفضية لهيكل ارطاميس كانت تجارة مربحة.‏ واذ شعر صاغة الفضة ان مورد رزقهم مهدَّد،‏ حرَّضهم ديمتريوس،‏ وهو صائغ فضة،‏ على اثارة الشغب.‏ —‏ اعمال ١٩:‏٢٣-‏٣٢‏.‏

كانت ذروة المواجهة ساعتين استمر الجمع يصيح فيهما بشكل هستيري:‏ «عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين!‏».‏ (‏اعمال ١٩:‏٣٤‏)‏ وبعد أن همد الشغب،‏ شجع بولس رفقاءه المسيحيين مرة اخرى وأكمل رحلته.‏ (‏اعمال ٢٠:‏١‏)‏ لكن رحيله الى مقدونية لم يحل دون التلاشي التدريجي لعبادة ارطاميس.‏

هيكل ارطاميس يتداعى

كان لعبادة ارطاميس جذور مترسخة عميقا في افسس.‏ فقبل عهد الملك كريسوس كانت الإلاهة الام سيبيل المعبودة الرئيسية لتلك المنطقة.‏ وبخلق رابط اسطوري يجمع سيبيل والآلهة الهلِّينية في سلسلة نسب واحدة أمل كريسوس ان يخلق شخصية تحظى بقبول وتعبّد اليونانيين وغير اليونانيين على السواء.‏ وبدعم منه بدأ العمل في اواسط القرن السادس قبل الميلاد في بناء هيكل لخليفة سيبيل،‏ اي ارطاميس.‏

كان ذلك الهيكل معلما في تاريخ الهندسة المعمارية اليونانية.‏ فلم تُستعمل من قبل قط كتل رخام كبيرة في بناء من هذا النوع وبمثل هذا الحجم.‏ غير ان النيران أُضرمت فيه سنة ٣٥٦ ق‌م.‏ لكن أُعيد بناؤه،‏ وضاهى الهيكل الجديد سابقه عظمة.‏ كما استُخدمت فيه اعداد ضخمة من العمال وصار مقصدا للحجاج.‏ شيِّد هذا الهيكل على منصة عرضها نحو ٧٣ مترا وطولها حوالي ١٢٧ مترا،‏ وقد بلغ عرضه ٥٠ مترا وطوله ١٠٥ امتار،‏ واعتُبر احدى عجائب الدنيا السبع.‏ لكن الهيكل لم يرضِ الجميع.‏ فقد شبَّه الفيلسوف هِرَقليطُس الافسسي الطريق المظلم المؤدي الى مذبح هذا الهيكل بظلمة الفساد،‏ واعتُبرت آداب الهيكل اسوأ من تلك التي للوحوش.‏ بالرغم من ذلك بدا للجميع ان هيكل ارطاميس المقدس في افسس سيبقى الى الابد.‏ لكن التاريخ برهن العكس.‏ يقول كتاب افسس —‏ الدليل الجديد (‏بالالمانية)‏ انه «بحلول القرن الثاني للميلاد بدأت عبادة ارطاميس والآلهة المعتبرة الاخرى بالتراجع فجأة».‏

في القرن الثالث للميلاد هزّ زلزال عنيف مدينة افسس.‏ ثم نهب القوطيون الآتون من البحر الاسود الثروات الطائلة لهيكل ارطاميس وأضرموا فيه النيران.‏ يعلق الكتاب المذكور آنفا قائلا:‏ «كيف لأرطاميس ان تكون حامية المدينة بعد ان صارت مهزومة غير قادرة على الدفاع حتى عن مسكنها الخاص؟‏».‏ —‏ مزمور ١٣٥:‏١٥-‏١٨‏.‏

اخيرا،‏ نحو نهاية القرن الرابع للميلاد،‏ ثبَّت الامبراطور ثيودوسيوس الاول «المسيحية» كدين للدولة.‏ وسرعان ما اصبح البناء الذي دُعي مرة هيكل ارطاميس العظيم مقلعا لحجارة البناء.‏ ولم يعد لعبادة ارطاميس اية اهمية.‏ علّق مراقب مجهول الاسم على قصيدة تتغنى بالهيكل واصفة اياه بأنه احدى عجائب العالم القديم:‏ «انه الآن مجرد مكان مهجور يُرثى له».‏

من ارطاميس الى «أم اللّٰه»‏

حذَّر بولس شيوخ الجماعة في افسس انه بعد رحيله ستظهر «ذئاب جائرة» وسيقوم من بينهم رجال «يتكلمون بأمور معوجة».‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وهذا تماما ما حدث.‏ فالوقائع تكشف ان العبادة الباطلة سرعان ما سادت في افسس متخذة شكل المسيحية المرتدة.‏

وفي السنة ٤٣١ ب‌م،‏ احتضنت افسس المجمع المسكوني الثالث الذي جرت فيه مناقشة مسألة طبيعة المسيح.‏ يخبر كتاب افسس —‏ الدليل الجديد:‏ «كان ذلك انتصارا تاما للاسكندريين الذين آمنوا انه كان للمسيح طبيعة واحدة فقط،‏ الطبيعة الإلهية».‏ وكانت لذلك الانتصار نتائج بعيدة الأثر.‏ يتابع الكتاب:‏ «فالقرار الذي اتُّخذ في افسس والذي على اساسه رُفِّعت مريم من منزلتها كوالدة المسيح الى منزلة والدة اللّٰه‏،‏ لم يسمح بتأسيس عبادة مريم فحسب بل ادَّى ايضا الى الانشقاق الاول الكبير في الكنيسة.‏ .‏ .‏ .‏ ولا يزال الجدال مستمرا حتى يومنا هذا».‏

وهكذا استُبدلت عبادة سيبيل وأرطاميس بعبادة مريم «والدة اللّٰه» او «ام اللّٰه».‏ وكما يذكر الكتاب:‏ «ان عبادة مريم في افسس .‏ .‏ .‏ لا تزال حتى اليوم تقليدا حيا لا يمكن تفسيره دون ربطه بعبادة ارطاميس».‏

عبادة ارطاميس في طيّ النسيان

بعد تلاشي عبادة ارطاميس خسرت افسس منزلتها.‏ ثم أتت الزلازل،‏ الملاريا،‏ وترسبات الطمي التي سدت الميناء تدريجيا لتصعِّب الحياة اكثر فأكثر على سكان المدينة.‏

وبحلول القرن السابع بعد الميلاد،‏ كان المسلمون،‏ الذين لم يكتفوا بتوحيد القبائل العربية تحت راية الاسلام،‏ قد بدأوا بفتوحاتهم الواسعة النطاق.‏ وقد استمرت الاساطيل العربية بغزو افسس طوال القرنين السابع والثامن بعد الميلاد.‏ وقضي على افسس نهائيا عندما سُد الميناء كاملا بالطمي وأصبحت المدينة كومة من الخرائب.‏ ولم يبق من تلك المدينة العظيمة الا قرية صغيرة اسمها آيا سولوك (‏الآن سيلجوك)‏.‏

جولة في خرائب افسس

ستساعدك زيارة خرائب افسس على ادراك المجد السابق لتلك المدينة.‏ فإذا بدأت زيارتك من المدخل العُلوي ستتمتع بالمنظر الرائع لشارع كوريتِس نزولا الى مكتبة سلسُس.‏ وعلى يمين الشارع سيلفت نظرك الأوديوم،‏ وهو مسرح صغير بني خلال القرن الثاني بعد الميلاد.‏ لم يُستعمل هذا المسرح فقط كقاعة مجلس بل ايضا كقاعة للحفلات الترفيهية العامة اذ كان يتسع لنحو ٥٠٠‏,١ مقعد.‏ وترتفع الابنية على جانبي شارع كوريتِس،‏ كالأڠورا الذي كان مبنى تُبحث فيه مسائل الدولة،‏ وهيكل هادريان،‏ وبعض النوافير العامة،‏ وبيوت وجهاء الافسسيين.‏

ولا شك ان مكتبة سلسُس الرائعة التي بنيت في القرن الثاني بعد الميلاد ستبهرك ايضا بجمالها.‏ كانت الادراج تحفظ في كوى مصنوعة في حائط غرفة القراءة الواسعة.‏ ورمزت التماثيل الاربعة في الواجهة الرائعة الى الصفات التي كان يتوقع من رسمي روماني،‏ كسلسُس مثلا،‏ ان يظهرها:‏ صوفيا (‏الحكمة)‏،‏ آريتيه (‏الفضيلة)‏،‏ أنييِه (‏التقوى)‏ وإپيستيمي (‏المعرفة او الفهم)‏.‏ ويمكن مشاهدة التماثيل الاصلية في متحف افسس في ڤيينا.‏ وبجوار الساحة الخارجية للمكتبة تنفتح بوابة ضخمة على التتراڠونوس اڠورا،‏ او ساحة السوق.‏ في هذه الساحة الكبيرة،‏ المحاطة بالاروقة المسقوفة،‏ كان الناس يقومون بتجارتهم.‏

تصل الآن الى الشارع الرخامي الذي يؤدي الى المسرح الكبير.‏ كان هذا المسرح يسع،‏ وبعد توسيعه في ايام الامبراطورية الرومانية،‏ نحو ٠٠٠‏,٢٥ مشاهد.‏ وكانت واجهته مزخرفة بشكل مفرط بالاعمدة والتماثيل والنقوش الناتئة.‏ لا شك انك قادر الآن على تخيل الجلبة العظيمة التي سببها صائغ الفضة ديميتريوس بين الجمع المحتشد في هذا المسرح.‏

وكم رائع هو الشارع الممتد من المسرح الكبير حتى ميناء المدينة!‏ فطول هذا الشارع ٥٠٠ متر وعرضه ١١ مترا،‏ وهو مزدان بالاعمدة التي تصطف على جانبيه.‏ وقد بني بموازاة هذه الطريق جمنازيوم المسرح وجمنازيوم الميناء المخصصان للتمرين البدني.‏ بوصولنا الى بوابة الميناء العظيمة في آخر الشارع،‏ بوابة افسس الى العالم،‏ تكون قد انتهت جولتنا القصيرة بين احدى اكثر خرائب العالم القديم اثارة.‏ ويحتوي متحف افسس في ڤيينا على نموذج خشبي للمدينة القديمة والعديد من آثاراتها.‏

لا يسعك خلال القيام بالجولة في المتحف ومشاهدة تمثال ارطاميس الا التفكير بمدى الاحتمال الذي اظهره المسيحيون الاوائل في افسس.‏ فكان عليهم العيش في مدينة منغمسة تماما بالارواحية ويعميها التحامل الديني،‏ وأيضا مواجهة المقاومة المرّة لرسالة الملكوت على يد عبّاد ارطاميس.‏ (‏اعمال ١٩:‏١٩؛‏ افسس ٦:‏١٢؛‏ كشف ٢:‏١-‏٣‏)‏ لكن حتى في ذلك الجو العدائي ثبتت العبادة الحقة.‏ وسوف تثبت عبادة الاله الحقيقي ايضا عندما يصل الدين الباطل في ايامنا الى نهايته،‏ تماما كما حدث لعبادة ارطاميس.‏ —‏ كشف ١٨:‏٤-‏٨‏.‏

‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٢٦]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

مقدونية

البحر الاسود

آسيا الصغرى

افسس

البحر الابيض المتوسط

مصر

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

بقايا هيكل ارطاميس

‏[الصور في الصفحتين ٢٨ و ٢٩]‏

١-‏ مكتبة سلسُس

٢-‏ صورة قريبة لآريتيه

٣-‏ الشارع الرخامي الذي يؤدي الى المسرح الكبير

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة