مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٦ ١/‏٣ ص ١٢-‏١٦
  • معرفة ما هو صائب والعمل به

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • معرفة ما هو صائب والعمل به
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • امتحانات الايمان
  • السعي الى الخدمة كامل الوقت
  • تعيين ارسالي
  • الى خدمة الحقل
  • في ترحال دائم
  • تحسينات تنظيمية
  • الزيادات والتكيُّف مع الظروف
  • الابتهاج بالحصاد في الهند
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • جعلنا الهند موطننا
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • المرسلون يواصلون التوسع العالمي
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
ب٠٦ ١/‏٣ ص ١٢-‏١٦

قصة حياة

معرفة ما هو صائب والعمل به

كما رواها هايدن ساندرسن

قال يسوع لرسله ذات مرة:‏ «اذا عرفتم هذا،‏ فسعداء انتم ان عملتم به».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١٧‏)‏ فرغم معرفتنا ما هو صائب،‏ نجد احيانا صعوبة في العمل به.‏ ولكن بعد ان اصبحت في العقد التاسع من عمري وقضيت ٤٠ سنة في الخدمة الارسالية،‏ بتُّ مقتنعا بأن كلمات يسوع صحيحة.‏ ففعل ما يقوله اللّٰه يؤدي حتما الى السعادة.‏ دعني اشرح لك لماذا اقول ذلك.‏

سنة ١٩٢٥،‏ في الربيع الثالث من عمري،‏ سمع والداي محاضرة من الكتاب المقدس في مدينتنا نيوكاسِل بأوستراليا.‏ وهذه المحاضرة،‏ «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا»،‏ اقنعت امي بأنها وجدت الحق فبدأت تحضر الاجتماعات المسيحية بانتظام.‏ اما ابي فقد خبا اهتمامه بسرعة واعترض على ايمان امي الجديد،‏ حتى انه هدّد بتركنا اذا لم تتخلَّ عن معتقداتها هذه.‏ كانت امي تحبّ ابي كثيرا وأرادت ان تبقي العائلة معا.‏ لكنها كانت تعرف ان الطاعة للّٰه لها الاولوية وكانت مصمِّمة على فعل ما هو صائب في عينيه.‏ (‏متى ١٠:‏٣٤-‏٣٩‏)‏ لذلك هجرَنا ابي ولم اعد اراه إلا نادرا.‏

وإذ اتطلع الى الوراء،‏ انظر باحترام شديد الى الولاء الذي اعربت عنه امي.‏ فالقرار الذي اتّخذته ادّى بي وبأختي بْيولا الى العيش حياة ملؤها البركات الروحية.‏ فضلا عن ذلك،‏ علّمنا قرارها درسا مهما:‏ عندما نعرف ما هو صائب يجب ان نجتهد للعمل به.‏

امتحانات الايمان

في تلك الفترة،‏ التفّ حولنا تلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما دُعي شهود يهوه آنذاك،‏ ودعموا عائلتنا بكل وسيلة ممكنة.‏ كما انتقلت جدتي للعيش معنا واعتنقت حق الكتاب المقدس هي ايضا.‏ فأصبحت رفيقة امي الدائمة في عمل الكرازة،‏ وقد كسبتا احترام الناس بوقارهما وطبعهما الودّي.‏

فضلا عن ذلك،‏ غمرني الاخوة المسيحيون الاكبر سنا بعنايتهم ودرّبوني تدريبا قيّما.‏ وسرعان ما تعلمت كيف استعمل بطاقة الشهادة لتقديم عروض بسيطة للناس في بيوتهم.‏ كما صرت اشغّل فونوغرافا نقّالا لبثّ محاضرات مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ واشتركت في نشر البشارة بلبس اللافتات والسير في الطريق الرئيسي للمدينة.‏ لكن ذلك كان صعبا عليّ لأني عشت في صراع بسبب خوفي من الناس.‏ إلا انني عرفت ما هو صائب وكنت مصمِّما على العمل به.‏

بعد انهاء الدراسة،‏ بدأت اعمل في احد المصارف،‏ وقد تطلب ذلك مني التنقل بين مختلف فروعه في كل انحاء ولاية نيو سوْث ويلز.‏ ومع ان الشهود كانوا قلة في هذا الجزء من البلد،‏ فقد ساعدني التدريب الذي تلقّيته على ابقاء ايماني حيّا.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما كانت امي ترسل الي رسائل مشجعة قوَّتني روحيا.‏

اتت هذه الرسائل في حينها لتمدّني بالعون لأن الحرب العالمية الثانية كانت قد بدأت وتمّ استدعائي الى الخدمة العسكرية.‏ كما ان مديري في المصرف كان شخصا متدينا جدا وقائدا عسكريا محليا.‏ لذلك عندما اوضحت له موقفي الحيادي كشخص مسيحي،‏ وضعني امام خيارين:‏ إما ان اتخلى عن ديني او اخسر عملي في المصرف!‏ وازدادت المسألة صعوبة حين ذهبت الى مركز التجنيد في المنطقة.‏ فقد كان القائد حاضرا وراقبني عن كثب فيما توجّهت نحو طاولة التسجيل.‏ وما ان رفضت توقيع دفتر التجنيد حتى ثارت ثائرة المسؤولين عن المركز.‏ كانت هذه اللحظة لحظة حرجة،‏ لكني كنت مصمما على فعل ما هو صائب.‏ وبمساعدة يهوه حافظت على هدوئي وثباتي.‏ وبعد ذلك،‏ علمت ان اشخاصا مأجورين يبحثون عني بهدف ايذائي،‏ فوضّبت اغراضي بسرعة وبادرت الى اول قطار يغادر المدينة.‏

بعد العودة الى نيوكاسِل،‏ استُجوبت امام المحكمة مع سبعة اخوة آخرين رفضوا الخدمة العسكرية.‏ فحُكم علينا بالسجن والاشغال الشاقة مدة ثلاثة اشهر.‏ لم يكن وجودي في السجن اختبارا ممتعا،‏ لكن فعل ما هو صائب جلب لي البركات.‏ فبعد اطلاق سراحنا،‏ دعاني هلتون ويلكنسون،‏ احد الشهود الذين كانوا معي في الزنزانة،‏ الى العمل في استوديو التصوير الذي يملكه.‏ وهناك التقيت زوجتي ميلودي،‏ التي كانت موظّفة في الاستوديو.‏ كما انني،‏ بعيد اطلاق سراحي،‏ اعتمدت رمزا الى انتذاري ليهوه.‏

السعي الى الخدمة كامل الوقت

بعد زواجنا،‏ فتحت انا وميلودي استوديو خاصا بنا في نيوكاسِل.‏ وسرعان ما كثُرت اشغالنا،‏ مما جعل صحتنا الجسدية والروحية تتدهور.‏ وفي الفترة نفسها تقريبا،‏ تحدث الينا ثيودور جارس،‏ الذي كان يخدم آنذاك في مكتب فرع شهود يهوه بأوستراليا وهو الآن عضو في الهيئة الحاكمة،‏ وناقش معنا اهدافنا الروحية.‏ فقررنا بعد هذه المناقشة ان نبيع الاستوديو ونبسّط حياتنا.‏ فاشترينا سنة ١٩٥٤ مقطورة صغيرة وانتقلنا الى مدينة بالارات في ولاية فيكتوريا.‏ ثم بدأنا نخدم كفاتحين،‏ او مبشِّرين كامل الوقت.‏

بارك يهوه جهودنا اثناء خدمتنا مع الجماعة الصغيرة في بالارات.‏ ففي غضون ١٨ شهرا،‏ ازداد عدد الذين يحضرون الاجتماعات من ١٧ الى ٧٠.‏ بعد ذلك،‏ دُعينا الى العمل الدائري في ولاية اوستراليا الجنوبية.‏ فتمتعنا طوال ثلاث سنوات بزيارة الجماعات في مدينة أديلايد وفي المناطق التي تكثر فيها زراعة الحمضيات وصناعة الخمر على طول نهر موري.‏ نعم،‏ تغيّرت حياتنا كثيرا بعد حصولنا على هذه الامتيازات.‏ وكنا مسرورين جدا بالخدمة الى جانب اخوة وأخوات محبِّين.‏ فيا لها من مكافأة على العمل بموجب ما عرفنا انه صائب!‏

تعيين ارسالي

سنة ١٩٥٨ اخبرْنا مكتب الفرع بأوستراليا اننا نرغب في حضور محفل «المشيئة الالهية» الاممي بمدينة نيويورك في وقت لاحق من تلك السنة.‏ فأجابونا بإرسال طلبين لحضور مدرسة جلعاد الارسالية في الولايات المتحدة.‏ ملأنا الطلبين،‏ رغم اعتقادنا اننا اكبر من ان نحضر مدرسة جلعاد اذ كنا في اواسط ثلاثيناتنا.‏ فدُعينا الى حضور الصف الـ‍ ٣٢.‏ وفي منتصف المقرّر أُخبرنا بتعييننا الارسالي:‏ الهند!‏ وقد تخوَّفنا في البداية،‏ لكن رغبتنا في فعل ما هو صائب جعلتنا نقبل تعييننا بكل سرور.‏

ابحرنا بالسفينة سنة ١٩٥٩ ووصلنا فجرا الى بومباي (‏الآن مَمباي)‏.‏ كان مئات العمال يفترشون الارض على رصيف المرفإ والروائح الغريبة تملأ الهواء.‏ وحين اشرقت الشمس،‏ ادركنا ما كان ينتظرنا.‏ فلم نكن قد واجهنا طقسا حارا كهذا من قبل!‏ وهناك،‏ رحّب بنا لينتون وجيني داور،‏ زوجان مرسلان خدما معنا كفاتحين في بالارات.‏ فأخذانا الى مكتب الفرع بالهند،‏ وهو عبارة عن شقة ضيّقة في طابق علوي قرب وسط المدينة.‏ وكان يعيش في هذه الشقة ستة متطوعين.‏ نصحنا الاخ أدوين سكينر،‏ الذي كان يخدم كمرسل في الهند منذ سنة ١٩٢٦،‏ بشراء حقيبتَي سفر قماشيتين قبل الانتقال الى تعييننا.‏ فكان من الشائع في الهند حمل مثل هذه الحقائب عند التنقل بالقطار،‏ وقد تبرهن انها نافعة جدا لنا في اسفارنا اللاحقة.‏

توجهنا الى تعييننا في مدينة تيروتشيراپالي في ولاية مدراس الجنوبية (‏الآن تاميل نادو)‏،‏ وقد استغرقت الرحلة يومين بالقطار.‏ وهناك انضممنا الى ثلاثة فاتحين خصوصيين هنديين يشهدون لنحو ٠٠٠،‏٢٥٠ شخص.‏ كانت الاحوال المعيشية بدائية.‏ وفي احدى المرات،‏ لم يعد في حوزتنا سوى اقل من اربعة دولارات اميركية.‏ لكن يهوه لم يتخلّ عنا بعدما فرغت جيوبنا.‏ فأحد تلاميذ الكتاب المقدس اقرضنا مبلغا من المال لاستئجار بيت ملائم نعقد فيه الاجتماعات.‏ وذات مرة كان الجوع قد بدأ يعبث بأحشائنا حين جلب لنا احد الجيران طبخة بالكاري.‏ وقد احببتها،‏ لكن طعمها كان لاذعا جدا بحيث انه سبَّب لي الحازوقة.‏

الى خدمة الحقل

كان بعض الناس في تيروتشيراپالي يتكلمون اللغة الانكليزية،‏ لكن غالبيتهم تكلموا التاميلية.‏ لذلك بذلنا جهدا كبيرا لتعلّم عرض بسيط بهذه اللغة لاستعماله في خدمة الحقل.‏ وبذلك اكتسبنا احترام الكثير من السكان المحليين.‏

تمتعنا حقا بالخدمة من بيت الى بيت.‏ فالهنود مضيافون بطبعهم،‏ ومعظمهم دعونا الى شرب المرطبات.‏ فكنا نقدّر ضيافتهم كثيرا،‏ وخصوصا لأن درجة الحرارة غالبا ما كانت تصل الى ٤٠ درجة مئوية.‏ وفي تلك المنطقة،‏ كانت اللباقة تملي علينا ان نناقش بعض المسائل الخاصة قبل عرض رسالتنا.‏ فغالبا ما كان اصحاب البيوت يطرحون عليّ انا وزوجتي الاسئلة التالية:‏ «من اين انتما؟‏ هل لديكما اولاد؟‏ لمَ لا؟‏».‏ وعندما يعلمون ان لا اولاد لدينا،‏ كانوا يدلّوننا عادة على طبيب ماهر!‏ لكن هذه المحادثات اتاحت لنا المجال لنخبر الناس من نكون ونوضح اهمية عملنا المؤسس على الكتاب المقدس.‏

كان غالبية الناس الذين كرزنا لهم يدينون بالهندوسية،‏ دين يقوم على مجموعة معتقدات مختلفة جدا عن المسيحية.‏ وعوض الخوض في تعقيدات الفلسفة الهندوسية،‏ كنا نكتفي بالكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ وكان عملنا مثمرا اذ انه في غضون ستة اشهر،‏ بدأ نحو ٢٠ شخصا يحضرون الاجتماعات في بيت المرسلين.‏ وأحدهم مهندس مدني اسمه نالاثامبي.‏ وقد ساعد لاحقا هو وابنه ڤيجايالايان ٥٠ شخصا تقريبا على الصيرورة خداما ليهوه.‏ كما خدم ڤيجايالايان في مكتب الفرع في الهند فترة من الوقت.‏

في ترحال دائم

بعد مرور اقل من ستة اشهر على وجودنا في الهند،‏ دُعيت الى الخدمة كأول ناظر كورة دائم في البلد.‏ وقد شمل ذلك التنقل في كل ارجاء الهند لتنظيم المحافل والعمل الى جانب ٩ فرق لغوية.‏ كان ذلك عملا مضنيا.‏ فقد كنا نوضِّب الثياب والاغراض التي نحتاج اليها لستة اشهر ونضعها في ثلاثة صناديق من تنك وفي حقيبتَينا القماشيتين وننطلق من مدينة مدراس (‏الآن تْشِناي)‏ بالقطار.‏ وبما ان محيط مقاطعة الكورة التي خدمنا فيها بلغ نحو ٥٠٠،‏٦ كيلومتر،‏ فقد تطلّب منا ذلك التنقل باستمرار.‏ وذات مرة،‏ انهينا المحفل في مدينة بنڠالور الجنوبية يوم الاحد.‏ ثم اتجهنا شمالا الى بلدة دارجيلينڠ الواقعة في التلال عند سفوح جبال الهملايا للاهتمام بمحفل آخر في الاسبوع التالي.‏ وتطلبت الرحلة الى تلك البلدة قطع مسافة ٧٠٠،‏٢ كيلومتر تقريبا وتغيير القطار خمس مرات في الطريق.‏

في اسفارنا الباكرة،‏ كنا نستمتع بعرض فيلم مجتمع العالم الجديد وهو يعمل.‏ فقد عرّف هذا الفيلم الناس بنشاط هيئة يهوه الارضية ونطاق عملها.‏ وغالبا ما كان يحضر هذه العروض مئات الاشخاص.‏ وفي احدى المرات،‏ عرضنا الفيلم امام مجموعة من الناس كانوا مجتمعين على طول الطريق.‏ وأثناء عرض الفيلم،‏ رأينا الغيوم الرمادية تتسابق في الجو منذرة ايانا بعاصفة وشيكة.‏ وبما ان فريقا من الناس احدث في احدى المناسبات جلبة عندما قوطع عرض الفيلم،‏ قررت ان اواصل عرضه ولكن بتسريعه قليلا.‏ والشكر للّٰه انني تمكنت من انهاء عرض الفيلم بكامله مع سقوط قطرات المطر الاولى.‏

في السنوات التالية،‏ سافرت انا وميلودي في طول البلاد وعرضها.‏ وبما ان كل منطقة تنفرد بطعامها،‏ لباسها،‏ لغتها،‏ ومناظرها الطبيعية،‏ كان التنقل بين منطقة وأخرى كالسفر من بلد الى آخر.‏ فيا للتنوّع الرائع الموجود في خليقة يهوه!‏ والامر نفسه ينطبق على الحياة البرية في الهند.‏ فذات مرة فيما كنا نخيِّم في احد ادغال نيبال،‏ رأينا بأم العين نمرا ضخما.‏ انه حقا حيوان مهيب.‏ ورؤيته قوّت رغبتنا ان نكون في الفردوس،‏ حيث سيعمّ السلام اخيرا بين البشر والحيوانات.‏

تحسينات تنظيمية

خلال تلك السنوات الباكرة،‏ لم يكن الاخوة في الهند يتَّبعون بدقة الترتيبات التنظيمية المتعلقة بسير عمل هيئة يهوه.‏ ففي بعض الجماعات،‏ كان الرجال في الاجتماعات يجلسون في جهة والنساء في الجهة الاخرى.‏ ونادرا ما كانت الاجتماعات تبدأ في الوقت المحدد.‏ ففي احد الاماكن،‏ كان يُقرع الجرس لاستدعاء ناشري الملكوت الى الاجتماعات.‏ وفي اماكن اخرى،‏ كان الناشرون يفدون الواحد تلو الآخر معتمدين على موقع الشمس في السماء لتحديد وقت ابتداء الاجتماع.‏ كما كانت المحافل وزيارات النظار الجائلين غير منتظمة.‏ فمع ان الاخوة كانوا مستعدين للعمل بما هو صائب،‏ لزمهم المزيد من التدريب.‏

سنة ١٩٥٩،‏ انشأت هيئة يهوه مدرسة خدمة الملكوت.‏ وقد ساعد هذا التدريب العالمي النظار الجائلين،‏ الفاتحين الخصوصيين،‏ المرسلين،‏ وشيوخ الجماعات على تولّي مسؤولياتهم الروحية بفعالية اكبر.‏ وعندما بدأت المدرسة في الهند في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٦١،‏ خدمت كأستاذ في الصف.‏ وتدريجيا،‏ بدأت الجماعات في كل انحاء البلد تحصد نتائج التدريب وتحرز تقدما سريعا.‏ فما ان عرف الاخوة ما هو صائب حتى عملوا به بتوجيه من روح اللّٰه.‏

فضلا عن ذلك،‏ شجّعت المحافل الكبيرة الاخوة ووحّدتهم.‏ وكان محفل «البشارة الابدية» الاممي الذي عُقد في نيو دلهي سنة ١٩٦٣ من ابرز المحافل.‏ فقد قطع الشهود من كل انحاء الهند آلاف الكيلومترات لحضور المحفل،‏ وصرف الكثير منهم جميع مدَّخراتهم لسدّ نفقات السفر.‏ وبما ان ٥٨٣ مندوبا من ٢٧ بلدا كانوا حاضرين ايضا،‏ كانت هذه اول مرة يتمكن فيها الشهود المحليون من رؤية ومعاشرة هذه الاعداد الكبيرة من الاخوة الآتين من مناطق اخرى.‏

سنة ١٩٦١،‏ دُعيت انا وميلودي الى الانضمام الى عائلة بيت ايل في بومباي،‏ حيث خدمت لاحقا كعضو في لجنة الفرع.‏ وتبع ذلك امتيازات اخرى.‏ فقد خدمت طوال سنوات كناظر اقليم في انحاء من آسيا والشرق الاوسط.‏ وبما ان عمل الكرازة كان محظورا في مناطق عديدة هناك،‏ وجب ان يكون الناشرون «حذرين كالحيات،‏ وأبرياء كالحمام».‏ —‏ متى ١٠:‏١٦‏.‏

الزيادات والتكيُّف مع الظروف

حين وصلنا الى الهند للمرة الاولى سنة ١٩٥٩،‏ كان عدد الناشرين ٥١٤،‏١ شخصا.‏ اما اليوم،‏ فيبلغ عددهم اكثر من ٠٠٠،‏٢٤.‏ ولسدّ حاجات هذه الاعداد المتزايدة،‏ انتقلنا مرتين الى مبنى جديد لبيت ايل في بومباي او قربها.‏ ثم في آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٢،‏ انتقلت عائلة بيت ايل مجددا،‏ لكن هذه المرة الى مجمّع جديد بُني قرب بنڠالور،‏ في جنوب الهند.‏ وهذا المبنى الحديث يأوي حاليا ٢٤٠ عضوا في عائلة بيت ايل وتُترجم فيه المطبوعات الى ٢٠ لغة.‏

تمنّيت انا وميلودي الانتقال الى بنڠالور،‏ لكن صحتنا الرديئة اجبرتنا ان نعود الى اوستراليا سنة ١٩٩٩.‏ ونحن نخدم اليوم كعضوين في عائلة بيت ايل في سيدني.‏ صحيح اننا تركنا الهند،‏ لكنّ المحبة التي نكنّها لأصدقائنا الاعزاء وأولادنا الروحيين في هذا البلد لا تزال قوية.‏ وكم نفرح عندما نتلقى رسائل منهم!‏

قضينا انا وميلودي اكثر من ٥٠ سنة في الخدمة كامل الوقت،‏ وعندما نتأمل في هذه السنين نشعر اننا كوفئنا ببركات جزيلة.‏ فيما مضى،‏ كنا نساعد الناس على حفظ صورهم على اوراق فوتوغرافية،‏ لكن اختيارنا مساعدتهم على حفظ حياتهم عند اللّٰه كان خيارا افضل بكثير.‏ وما اعز الاختبارات التي نتجت من القرار الذي اتّخذناه ان نضع اللّٰه اولا في حياتنا!‏ حقا،‏ ان فعل ما يقول اللّٰه انه صائب ينتج السعادة الحقيقية.‏

‏[الخريطتان في الصفحة ١٥]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

الهند

نيو دلهي

دارجيلينڠ

بومباي (‏مَمباي)‏

بنڠالور

مدراس (‏تْشِناي)‏

تيروتشيراپالي

‏[الصور في الصفحة ١٣]‏

هايدن وميلودي سنة ١٩٤٢

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

عائلة بيت ايل في الهند،‏ ١٩٧٥

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة