مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٧ ١/‏٥ ص ٨-‏١٣
  • بحثُنا عن النفائس ادى الى بركات جزيلة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بحثُنا عن النفائس ادى الى بركات جزيلة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • البحث عن النفائس يبدأ
  • بلوغ هدفي تدريجيا
  • متشوقة الى البدء بالشهادة كامل الوقت
  • المقاومة لا توقفنا
  • يوم لا يُنسى
  • معا الى المدرسة
  • البحث عن النفائس في تشيلي
  • ايجاد النفائس في ‹الرمال›‏
  • المزيد من النفائس في «الشاطئ العريض»‏
  • المرسلون يواصلون التوسع العالمي
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • سبعة عقود وأنا متمسك بثوب رجل يهودي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • قبول توجيه يهوه بسرور
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • ابقاء العينين والقلب مركَّزة على الجائزة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
ب٠٧ ١/‏٥ ص ٨-‏١٣

قصة حياة

بحثُنا عن النفائس ادى الى بركات جزيلة

كما روتها دوروثيا سميث ودورا وورد

اي نوع من النفائس كنا نبحث عنه؟‏ لقد كنا شابتَين تتقد فيهما الرغبة في اتمام وصية يسوع:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ ولكن في البداية،‏ سنوضح لك كيف ادى بحثنا هذا الى بركات جزيلة ودائمة.‏

دوروثيا:‏ ولدتُ بُعيد اندلاع الحرب العالمية الاولى في سنة ١٩١٥.‏ وكنت الولد الثالث في عائلة سكنت في جوار مدينة هاوِل بولاية ميشيغان الاميركية.‏ لم يعِر والدي المسائل الدينية الكثير من اهتمامه،‏ اما امي فكانت امرأة تخاف اللّٰه.‏ وقد حاولت ان تعلّمنا حفظ الوصايا العشر،‏ لكنها قلقت بشأن عدم انتسابي انا وأخي ويليس وأختي ڤيولا الى اية كنيسة.‏

لذلك عندما بلغتُ سن الثانية عشرة،‏ رأت امي ان الوقت حان لأعتمد وأصبح عضوا في الكنيسة المشيخية.‏ ولا زلت اذكر بوضوح اليوم الذي اعتمدت فيه.‏ فقد اعتمد في اليوم نفسه طفلان كانت تمسك بكل منهما امه.‏ كم شعرت بالإحراج نتيجة الاعتماد مع هذين الطفلين!‏ في تلك المناسبة،‏ قام الخادم الديني برشّ بضع قطرات من الماء على رأسي وتمتم كلمات لم افهمها.‏ وفي الواقع،‏ لم اكن اعرف عن المعمودية اكثر مما كان هذان الطفلان يعرفان عنها.‏

ذات يوم من سنة ١٩٣٢،‏ توقفت امام بيتنا سيارة ترجَّل منها شابان يعرضان كتبا دينية.‏ وعندما فتحت امي لهما الباب،‏ عرض عليها احدهما —‏ ويُدعى ألبرت شرودر —‏ بعض المطبوعات التي اصدرها شهود يهوه.‏ فقبلت امي الكتب التي ساعدتها على قبول الحق من كلمة اللّٰه.‏

البحث عن النفائس يبدأ

في وقت لاحق،‏ انتقلتُ الى ديتْرويت لأعيش مع اختي.‏ فالتقيت هناك بأخت مسنّة كانت تزور اختي لتدرِّسها الكتاب المقدس.‏ وقد ذكَّرتني مناقشاتهما ببرنامج اذاعي اسبوعي استمعت اليه حين كنت اعيش مع امي.‏ كان البرنامج عبارة عن خطاب مؤسس على الكتاب المقدس طوله ١٥ دقيقة يلقيه ج.‏ ف.‏ رذرفورد الذي تولى القيادة بين شهود يهوه آنذاك.‏ وفي سنة ١٩٣٧،‏ بدأنا نعاشر اول جماعة لشهود يهوه في ديتْرويت.‏ وفي السنة التالية،‏ اعتمدت كواحدة من شهود يهوه.‏

في اوائل اربعينات القرن العشرين،‏ أُعلن ان شهود يهوه سيؤسسون في ساوث لانسينڠ بنيويورك مدرسة لتدريب المرسلين دُعيت جلعاد.‏ وحين علمت ان بعض المتخرجين سيُدعَون الى الخدمة في الخارج،‏ فكرت في نفسي:‏ ‹كم أودُّ الذهاب الى هذه المدرسة!‏›.‏ فوضعت نصب عيني هدف الذهاب الى جلعاد.‏ انه لامتياز كبير ان نبحث في البلدان الاجنبية عن «النفائس»،‏ اي الاشخاص الذين يرغبون في الصيرورة تلاميذ ليسوع المسيح!‏ —‏ حجاي ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

بلوغ هدفي تدريجيا

في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٤٢،‏ استقلت من وظيفتي وشرعت في خدمة الفتح،‏ او الخدمة كامل الوقت،‏ في مدينة فينلي بولاية اوهايو.‏ وقد انضممت الى فريق من خمس اخوات روحيات.‏ ولم يكن هناك اي جماعة تعقد الاجتماعات بانتظام،‏ لكننا شجعنا بعضنا بعضا بقراءة مقالات من المطبوعات المسيحية كفريق.‏ خلال الشهر الاول من خدمتي كفاتحة،‏ وزَّعت ٩٥ كتابا لمَن اظهروا الاهتمام برسالتنا.‏ وبعد سنة ونصف،‏ عُيِّنتُ فاتحة خصوصية في منطقة تشايمبرزبورغ في بنسلفانيا.‏ فانضممت الى فريق آخر من خمس فاتحات خدمن هناك،‏ ومن بينهن اخت مسيحية من آيُوْوا تُدعى دورا وورد.‏ فأصبحنا انا ودورا رفيقتين في خدمة الفتح.‏ كنا قد اعتمدنا في السنة نفسها،‏ وكانت رغبتنا ان نحضر مدرسة جلعاد ونخدم خارج الولايات المتحدة كمرسلتين.‏

وقد اتى اليوم المنشود في اوائل سنة ١٩٤٤،‏ عندما تلقينا دعوة لحضور صف جلعاد الرابع.‏ وهكذا انضممنا الى المدرسة في آب (‏اغسطس)‏ من تلك السنة.‏ ولكن قبل ان اكمل قصتي،‏ سأفسح المجال لدورا كي تخبر كيف اصبحت رفيقتي الدائمة في البحث عن النفائس.‏

متشوقة الى البدء بالشهادة كامل الوقت

دورا:‏ لطالما صلَّت امي لكي تفهم كلمة اللّٰه.‏ وفيما كنت معها في احد ايام الآحاد،‏ سمعنا على الراديو محاضرة ألقاها ج.‏ ف.‏ رذرفورد.‏ وفي نهاية المحاضرة،‏ هتفت امي قائلة:‏ «هذا هو الحق!‏».‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى شرعنا في درس مطبوعات شهود يهوه.‏ وفي سنة ١٩٣٥ حين بلغت الثانية عشرة من عمري،‏ استمعت الى خطاب معمودية ألقاه احد الشهود،‏ فشعرت برغبة عارمة في نذر حياتي ليهوه.‏ وبعد ثلاث سنوات،‏ رمزت الى انتذاري بمعمودية الماء.‏ وقد ساعدني انتذاري ومعموديتي على البقاء راسخة في الايمان وإبقاء اهدافي حيّة في ذهني طوال السنوات التي قضيتها في المدرسة.‏ وكم كنت متشوقة ان أنهي دراستي وأتمكن من الابتداء بخدمة الفتح!‏

كانت الجماعة التي انضممنا اليها في ذلك الوقت تجتمع في فورت دودج بآ‌يُوْوا.‏ وقد لزم بذل جهود حثيثة لحضور الاجتماعات المسيحية.‏ ففي تلك الفترة لم تحتوِ مقالات الدرس في مجلة برج المراقبة على اسئلة تناقَش في اجتماعات الجماعة.‏ لذلك وجب علينا ان نحضِّر نحن بأنفسنا الاسئلة ونعطيها لمدير الدرس.‏ فكنا انا وأمي نعدّ في امسيات الاثنين سؤالا عن كل فقرة،‏ ثم نزوِّد المدير بهذه الاسئلة كي يختار منها تلك التي سيستخدمها في الدرس.‏

وكان النظار الجائلون يزورون جماعتنا بين الحين والآخر.‏ وقد ساعدني احدهم،‏ وهو جون بوث،‏ على الابتداء بالخدمة من بيت الى بيت حين كنت في الثانية عشرة من عمري.‏ وفي سن الـ‍ ١٧ طلبت منه ان يساعدني على ملء طلب للفتح،‏ فقام بذلك دون تردد.‏ لم ادرك آنذاك اننا سنلتقي مرارا كثيرة وأننا سنبقى اصدقاء مدى العمر.‏

خلال خدمتي كفاتحة،‏ عملت مع الاخت دوروثي ارونسون،‏ مبشرة كامل الوقت تكبرني بخمس عشرة سنة.‏ وقد استمررنا في العمل معا الى ان دُعيتْ الى حضور الصف الاول لجلعاد سنة ١٩٤٣.‏ فبقيتُ اخدم كفاتحة بمفردي.‏

المقاومة لا توقفنا

كانت اربعينات القرن العشرين سنوات صعبة بسبب الحميَّة الوطنية التي اثارتها الحرب العالمية الثانية.‏ فحين كنا نكرز من بيت الى بيت،‏ كان الناس يرموننا بالبيض النتن والبندورة الناضجة،‏ حتى انهم رشقونا بالحجارة في بعض الاحيان.‏ لكن الامتحان الاصعب الذي واجهناه هو تقديم مجلتي برج المراقبة و التعزية (‏الآن استيقظ!‏‏)‏ في زوايا الشوارع.‏ فكان رجال الشرطة يأتون،‏ بتحريض من المقاومين الدينيين،‏ ويهدِّدون باعتقالنا اذا ما شوهدنا نكرز علنا مرة اخرى.‏

اما نحن فكنا طبعا نرفض التوقف عن الشهادة،‏ لذلك أُخذنا عدة مرات الى مركز الشرطة للاستجواب.‏ ولكن بعد الافراج عنا،‏ كنا نعود الى زاوية الشارع عينها ونعرض المجلات ذاتها.‏ وبغية الدفاع عن حقنا في الكرازة،‏ نصحنا الاخوة المسؤولون ان نستخدم اشعيا ٦١:‏١،‏ ٢‏.‏ وفي احدى المرات،‏ اقترب مني شرطي شاب،‏ فتلوت عليه هذين العددين والتوتر يعتريني.‏ فإذا به يستدير ويعود ادراجه!‏ فبدا الامر لي وكأن الملائكة تدخَّلت لحمايتنا.‏

يوم لا يُنسى

في سنة ١٩٤١،‏ استمتعت بحضور محفل كوري لشهود يهوه دام خمسة ايام في مدينة سانت لويس بولاية ميسّوري.‏ خلال المحفل،‏ طلب الاخ رذرفورد من كل الاولاد الحاضرين الذين تتراوح اعمارهم بين الخامسة والثامنة عشرة ان يجتمعوا في القسم الرئيسي من المدرَّج.‏ وهكذا تجمَّع آلاف الاولاد.‏ فحيَّانا الاخ رذرفورد ولوَّح الينا بمنديله،‏ فرددنا له التحية بمثلها.‏ وبعد ان ألقى خطابا مدته ساعة،‏ قال:‏ «جميعكم .‏ .‏ .‏ ايها الاولاد الذين وافقتم على فعل مشيئة اللّٰه واتخذتم موقفكم الى جانب حكومته الثيوقراطية برئاسة المسيح يسوع والذين وافقتم على اطاعة اللّٰه ومَلكه،‏ من فضلكم قفوا».‏ فوقف ٠٠٠‏,١٥ ولد دفعة واحدة،‏ وكنت انا من بينهم.‏ وأضاف الخطيب قائلا:‏ «جميعكم انتم الذين تريدون ان تفعلوا ما في وسعكم لتخبروا الآخرين عن ملكوت اللّٰه وبركاته المرافقة،‏ من فضلكم قولوا نعم».‏ فرددنا بالايجاب،‏ وتبع ذلك تصفيق مدوٍّ.‏

بعد ذلك أُصدر كتاب الاولاد،‏a فوقف صف طويل من الاحداث بجانب المنصة حيث اعطى الاخ رذرفورد كل واحد منا نسخة من الكتاب الجديد.‏ ويا للاثارة التي شعرت بها!‏ واليوم لا يزال عدد كبير من الذين حصلوا على الكتاب في تلك المناسبة يخدمون يهوه بغيرة في مناطق مختلفة من العالم،‏ اذ يداومون على التحدث عن ملكوت اللّٰه وبره.‏ —‏ مزمور ١٤٨:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

بعد ان خدمت كفاتحة طوال ثلاث سنوات،‏ فرحت كثيرا حين عُيِّنتُ فاتحة خصوصية في تشايمبرزبورغ.‏ وهناك التقيت دوروثيا،‏ وسرعان ما اصبحنا صديقتين مقربتين.‏ وقد دفعتنا حميَّة الشباب الى توسيع خدمتنا.‏ فشرعنا نحن الاثنتين معا في بحث عن النفائس استمر مدى حياتنا.‏ —‏ مزمور ١١٠:‏٣‏.‏

بعد عدة شهور من البدء بالفتح الخصوصي،‏ التقينا ألبرت مان،‏ متخرج من صف جلعاد الاول.‏ وكان هذا الاخ على وشك المغادرة الى تعيينه الاجنبي.‏ فشجَّعنا على قبول اي تعيين اجنبي نتلقّاه.‏

معا الى المدرسة

دورا ودوروثيا:‏ يا للفرح الذي شعرنا به عندما بدأنا تدريبنا الارسالي!‏ ففي اليوم الاول التقينا الاخ ألبرت شرودر،‏ امين سجل مدرسة جلعاد الذي اعطى امّ دوروثيا كتاب دروس في الاسفار المقدسة منذ اثنتي عشرة سنة.‏ كما التقينا في مزرعة الملكوت،‏ حيث تقع المدرسة،‏ الاخ جون بوث الذي كان يعمل خادما للمزرعة.‏ وقد خدم الاثنان في وقت لاحق كعضوين في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏

نلنا في مدرسة جلعاد تدريبا على درس حقائق الكتاب المقدس الاعمق.‏ ويا له من تدريب رائع!‏ لقد حضر صفنا ١٠٤ تلاميذ،‏ بمن فيهم اول تلميذ اجنبي من المكسيك.‏ فكان هذا الاخ يحاول تحسين لغته الانكليزية فيما كنا نحن نحاول تعلُّم الاسبانية.‏ وكم شعرنا بالاثارة حين وزَّع الاخ ناثان ه‍.‏ نور على التلاميذ تعييناتهم الاجنبية!‏ وقد عُيِّن معظمنا في اميركا الوسطى والجنوبية،‏ فأتى تعييننا في تشيلي.‏

البحث عن النفائس في تشيلي

بغية دخول تشيلي،‏ وجب علينا ان نحصل على تأشيرة،‏ الامر الذي تطلب وقتا لا بأس به.‏ وهكذا بعد تخرُّجنا في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٥ خدمنا طوال سنة ونصف كفاتحتَين في العاصمة واشنطن.‏ وحين استلمنا تأشيرتَينا،‏ سافرنا مع فريق من تسعة مرسلين الى تشيلي.‏ وكان سبعة من الفريق قد تخرَّجوا من صفوف جلعاد السابقة.‏

لدى وصولنا الى العاصمة سانتياغو،‏ التقانا عدد من الاخوة المسيحيين.‏ ومن بينهم كان الاخ ألبرت مان،‏ خريج جلعاد الذي شجَّعنا قبل عدة سنوات على قبول اي تعيين اجنبي.‏ فقد اتى الى تشيلي قبل سنة يرافقه جوزيف فراري،‏ خريج صف جلعاد الثاني.‏ وحين وصلنا الى تشيلي،‏ لم يكن عدد الناشرين في كل البلد يتعدَّى المئة ناشر.‏ فكنا متشوقتَين الى البحث عن النفائس،‏ اي المستقيمي القلوب،‏ وإيجادهم في هذا البلد.‏

في البداية،‏ عُيِّنا لنخدم في بيت المرسلين بسانتياغو.‏ كان العيش في عائلة كبيرة امرا جديدا علينا.‏ فبالاضافة الى قضاء عدد محدد من الساعات في العمل الكرازي،‏ عُيِّن لكل منّا ان يُعدّ الطعام للعائلة مرة في الاسبوع.‏ وقد مررنا بأوقات شعرنا فيها بالحرج الشديد.‏ ففي احدى المرات اعددنا لأعضاء العائلة الجياع فطورا هو عبارة عن كعك ساخن.‏ وعندما اخرجناه من الفرن،‏ شممنا رائحة كريهة جدا.‏ فكنا قد اخطأنا في استعمال احد المقوِّمات عند صنع الكعك.‏

ولكننا ارتكبنا اخطاء اخرى سببت لنا احراجا اكبر،‏ وخصوصا تلك التي اختبرناها فيما كنا نتعلَّم اللغة الاسبانية.‏ فإحدى العائلات الكبيرة التي كنا ندرس معها الكتاب المقدس كادت توقف درسها لأنهم لم يتمكنوا من فهم ما نقوله.‏ ولكن عندما كانوا يقرأون الآيات في نسخهم الخاصة من الكتاب المقدس،‏ تمكنوا من تعلُّم الحق،‏ وأصبح خمسة منهم شهودا ليهوه.‏ في تلك الايام لم يكن المرسلون الجدد يتلقون دروسا في تعلُّم اللغات الاجنبية.‏ وهذا ما عنى البدء بالكرازة فور وصولنا الى تشيلي ومحاولة تعلُّم اللغة من خلال التحدث الى الناس الذين نشهد لهم.‏

تمكَّنا من ادارة دروس عديدة في الكتاب المقدس،‏ وقد تقدم بعض التلاميذ بسرعة.‏ من جهة اخرى،‏ تطلَّب الدرس مع اشخاص آخرين الكثير من الصبر.‏ على سبيل المثال،‏ اصغت شابة تُدعى تيريسا تِيُّو الى رسالة الحق وقالت:‏ «من فضلكما عودا مرة اخرى وأخبراني المزيد».‏ فعدنا لزيارتها ١٢ مرة دون ان نجدها.‏ وبعد مرور ثلاث سنوات،‏ كنا نحضر محفلا في احد مسارح العاصمة سانتياغو.‏ وفيما كنا نغادر موقع المحفل يوم الاحد،‏ سمعنا صوتا ينادينا:‏ «آنسة دورا،‏ آنسة دورا».‏ فالتفتنا،‏ وها تيريسا تقف امامنا!‏ فقد كانت تزور اختها التي تقطن في منزل عبر الشارع،‏ وجاءت الى المسرح لتستقصي ما كان يجري فيه.‏ ففرحنا كثيرا بلقائها،‏ ورتبنا ان يُعقد معها درس في الكتاب المقدس.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى اعتمدت تيريسا.‏ وفي ما بعد انخرطتْ في خدمة الفتح الخصوصي.‏ ولا تزال تيريسا تقوم بهذه الخدمة بعد مرور ٤٥ سنة.‏ —‏ جامعة ١١:‏١‏.‏

ايجاد النفائس في ‹الرمال›‏

سنة ١٩٥٩،‏ عُيِّنا في مدينة پونتا اريناس التي يعني اسمها «الرأس الرملي»،‏ وهي مدينة تقع في اقصى جنوب الساحل التشيليّ الطويل.‏ ومدينة پونتا اريناس مقاطعة فريدة من نوعها.‏ فخلال اشهر الصيف،‏ يطول النهار اذ لا تغرب الشمس حتى الساعة ٣٠:‏١١ ليلا.‏ ورغم اننا تمكَّنا من قضاء ايام كثيرة في الخدمة،‏ فقد واجهنا عقبات عديدة لأن فصل الصيف يجلب معه رياحا عاتية من المنطقة القطبية الجنوبية.‏ اما ايام الشتاء فهي باردة وقصيرة.‏

ولكن رغم هذه التحديات،‏ تتمتع پونتا اريناس بسحرها الخاص.‏ فخلال فصل الصيف،‏ تسبح في الافق دائما سحب هائلة تحمل معها الامطار.‏ ومن وقت الى آخر،‏ ينهال عليك وابل من المطر،‏ إلا ان الرياح ما تلبث ان تهب وتجففك.‏ وعادة يتبع ذلك ظهور قوس قزح جميل حين تنساب اشعة الشمس عبر الغيوم.‏ وقد يدوم قوس قزح عدة ساعات احيانا بحيث يظهر ويختفي حسب ظهور الشمس من خلال الغيوم الممطرة.‏ —‏ ايوب ٣٧:‏١٤‏.‏

حين وصلنا الى پونتا اريناس،‏ لم يكن هنالك العديد من الناشرين.‏ فكان علينا نحن الاخوات ان ندير اجتماعات الجماعة المحلية الصغيرة.‏ وقد بارك يهوه جهودنا.‏ فحين عدنا بعد سبع وثلاثين سنة لزيارة المنطقة،‏ وجدنا فيها ست جماعات مزدهرة تجتمع في ثلاث قاعات ملكوت جميلة.‏ ويا للفرح الذي احسسنا به لأن يهوه سمح لنا ان نجد النفائس الروحية في تلك الرمال الجنوبية!‏ —‏ زكريا ٤:‏١٠‏.‏

المزيد من النفائس في «الشاطئ العريض»‏

بعد ان خدمنا ثلاث سنوات ونصفا في پونتا اريناس،‏ جرى تعييننا في مدينة ڤالپاريزو التي هي مرفأ ايضا.‏ تتألف هذه المدينة من ٤١ تلة تحيط بخليج يشرف على المحيط الهادئ.‏ وقد ركَّزنا نشاطنا الكرازي على احدى هذه التلال وتُدعى پلايا أنشا،‏ اسم يعني «الشاطئ العريض».‏ فخلال الست عشرة سنة التي قضيناها في هذه المنطقة،‏ نما روحيا فريق من الاخوة المسيحيين الى حد ان بعض افراده يخدمون الآن نظارا جائلين،‏ والبعض الآخر شيوخا في الجماعات المنتشرة في طول تشيلي وعرضها.‏

كانت ڤينيا دل مار محطتنا التالية في تعييننا الارسالي.‏ فخدمنا هناك ثلاث سنوات ونصفا الى ان تضرر بيت المرسلين بسبب زلزال ضرب المنطقة.‏ فعدنا الى سانتياغو حيث بدأنا خدمتنا الارسالية قبل اربعين سنة.‏ وكم تغيرت الامور!‏ فقد بُنيت مبانٍ جديدة للفرع،‏ وأصبح مبنى الفرع القديم بيتا لكل المرسلين الباقين في البلد.‏ وفي وقت لاحق،‏ تحوَّل هذا المبنى الى مقر لمدرسة تدريب الخدام.‏ وفي ذلك الوقت،‏ اظهر لنا يهوه لطفه الحبي مرة اخرى.‏ فقد دُعي خمسة منا نحن المرسلين الذين تقدَّمت بهم السنون الى العيش في بيت ايل.‏ لقد خدمنا في تشيلي في ١٥ تعيينا مختلفا،‏ ورأينا العمل ينمو من اقل من ١٠٠ ناشر الى حوالي ٠٠٠‏,٧٠.‏ فيا للسعادة التي نلناها نتيجة البحث عن النفائس هناك طوال ٥٧ سنة!‏

واليوم،‏ نشعر ان يهوه باركنا كثيرا اذ سمح لنا ان نجد اناسا —‏ هم حقا نفائس —‏ ما زالوا يخدمونه بالتعاون مع هيئته.‏ وأثناء الستين سنة وأكثر التي خدمنا فيها يهوه سويا،‏ نضم صوتنا الى صوت الملك داود الذي قال:‏ «ما اعظم صلاحك الذي ذخرته لخائفيك!‏».‏ —‏ مزمور ٣١:‏١٩‏.‏

‏[الحاشية]‏

a اصدار شهود يهوه،‏ لكنه لم يعد يُطبع الآن.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

دوروثيا سنة ٢٠٠٢ وأثناء القيام بعمل الكرازة سنة ١٩٤٣

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

الشهادة في شوارع فورت دودج بآ‌يُوْوا سنة ١٩٤٢

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

دورا سنة ٢٠٠٢

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

دوروثيا ودورا خارج اول بيت للمرسلين سكنتا فيه بتشيلي سنة ١٩٤٦

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة