مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٨ ١/‏١ ص ٢٧-‏٣٠
  • تحرّرتُ من اليأس الذي غمرني في حداثتي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تحرّرتُ من اليأس الذي غمرني في حداثتي
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • العيش حياة فارغة
  • يهوه ينقذني
  • اختي الحبيبة تقوِّم مسلك حياتها
  • التغلب على المشاعر الهدامة
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • التغلب على حياة من العنف
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • طلب الحق يكافأ
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
ب٠٨ ١/‏١ ص ٢٧-‏٣٠

تحرّرتُ من اليأس الذي غمرني في حداثتي

كما رواه اوسابيو مورسييو

في ايلول (‏سبتمبر)‏ سنة ١٩٩٣،‏ زرت سجنا خاضعا لحراسة مشدَّدة بمناسبة معمودية احدى السجينات:‏ اختي ماريڤي.‏ وقد حضر عدد من رفيقاتها وبعض القيِّمات على السجن هذه المناسبة بكل احترام.‏ لكن قبل ان اخبر عن سبب وجودي انا وأختي في هذا المكان،‏ اود ان اصف حياتي الباكرة.‏

ولدت في اسبانيا في ٥ ايار (‏مايو)‏ ١٩٥٤،‏ وكنت البكر بين ثمانية اولاد وماريڤي الثالثة.‏ وقد ربّتنا جدتي على الايمان باللّٰه ككاثوليك متدينين.‏ وما زالت لدي ذكريات حلوة عن أيام الطفولة التي قضيتها مع جدتي حين كنت اهتم بالامور الدينية.‏ إلا ان الجوّ في بيت والديّ كان بعيدا كل البعد عن ان يكون جوًّا روحيا.‏ فقد كان ابي يضرب امي وإيانا على الدوام.‏ لذلك كان الخوف جزءا من حياتنا،‏ وآلمني كثيرا ان ارى امي تقاسي العذاب.‏

ولم ينتهِ الامر عند هذا الحد.‏ ففي المدرسة ايضا،‏ واجهت المزيد من الظروف المثبِّطة.‏ فقد كان احد الاساتذة،‏ وهو كاهن،‏ يضرب رأسنا الى الحائط حين نخطئ في الاجابة عن سؤال ما.‏ وكان كاهن آخر يسيء جنسيا الى التلاميذ اثناء مراجعة الفروض المدرسية معهم.‏ فضلا عن ذلك،‏ اخافتني وشوّشتني التعاليم الكاثوليكية كتعليم نار الهاوية.‏ وهكذا،‏ سرعان ما تلاشى تعبدي للّٰه.‏

العيش حياة فارغة

ان عدم حصولي على اي ارشاد روحي حدا بي الى قضاء الوقت في الملاهي الليلية برفقة اشخاص فاسدين ادبيا وعنفاء.‏ وكثيرا ما كانت تحدث شجارات استُخدمت فيها السكاكين،‏ السلاسل،‏ الآنية الزجاجية،‏ والكراسي.‏ ومع اني لم اكن اشترك في هذه الشجارات،‏ تلقيت ذات مرة ضربة قوية افقدتني الوعي.‏

مع مرور الوقت،‏ سئمت من هذه الاجواء ورحت ابحث عن ملاهٍ ليلية اقل صخبا.‏ لكن حتى في هذه الاماكن،‏ كان تعاطي المخدِّرات عادة شائعة.‏ وعوض منحي الشعور بالمتعة وسلام العقل،‏ سبّبت لي المخدِّرات الهلوسة والقلق.‏

لكن رغم شعوري بعدم الاكتفاء،‏ شجعتُ اخي هوسّيه لويس وصديقي الحميم ميڠِل على تبني نمط الحياة نفسه.‏ فعلقتُ انا والكثير غيري من الشبان بإسبانيا في دوامة من الفساد.‏ وبتُّ افعل كل شيء تقريبا لقاء الحصول على المال من اجل المخدِّرات.‏ فأفقدني نمط الحياة هذا كرامتي.‏

يهوه ينقذني

في هذه الفترة،‏ تكلمت مرات عديدة مع اصدقائي عن وجود اللّٰه ومعنى الحياة.‏ كما بدأت افتش عن اللّٰه من خلال البحث عن شخص يمكنني مشاطرته مشاعري.‏ فقررت ان ابوح بما يجول في خاطري لزميل في العمل يدعى فرنسيسكو كنت قد لاحظت انه مختلف عن غيره.‏ فقد بدا سعيدا،‏ مستقيما،‏ ولطيفا.‏ كان فرنسيسكو واحدا من شهود يهوه،‏ فأعطاني نسخة من مجلة برج المراقبة تحتوي مقالة عن المخدِّرات.‏

بعد قراءة المقالة،‏ طلبت المساعدة من اللّٰه في الصلاة قائلا:‏ «يا رب،‏ انا اعلم انك موجود،‏ وأريد ان اتعرف اليك وأفعل مشيئتك.‏ فأرجوك ان تساعدني!‏».‏ وقد أدركت ان اللّٰه يمنحني المساعدة التي طلبتها منه حين استعمل فرنسيسكو وشهود آخرون الكتاب المقدس لتشجيعي وأعطوني مطبوعات مؤسسة عليه كي اقرأها.‏ وسرعان ما بدأت اتكلم مع اصدقائي ومع هوسّيه لويس عن الامور التي اتعلمها.‏

ذات ليلة،‏ غادرت احدى حفلات الروك مع بعض الاصدقاء ثم ابتعدت عنهم قليلا ورحت اراقبهم بكل تجرّد.‏ فرأيت كم صار سلوكنا بغيضا بسبب تأثير المخدِّرات.‏ وفي تلك اللحظة،‏ قررت ان انبذ نمط الحياة هذا وأصبح واحدا من شهود يهوه.‏

عندما طلبت كتابا مقدسا من فرنسيسكو اعطاني معه كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏a وبعدما قرأت عن وعد اللّٰه ان يمسح كل دمعة ويبطل الموت ايضا،‏ تأكدت انني وجدت الحق الذي يحرِّر البشر.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ حضرت اجتماعا في قاعة ملكوت شهود يهوه.‏ فأُعجبت كثيرا بما اظهره الحاضرون من مودة ولطف.‏

وعلى الفور،‏ جمعت هوسّيه لويس وأصدقائي لأنني كنت متحمسا لإخبارهم عن زيارتي لقاعة الملكوت.‏ وبعد ايام قليلة،‏ ذهبنا جميعا لحضور اجتماع.‏ وهناك،‏ كانت احدى الشابات تجلس امامنا،‏ فألقت علينا نظرة خاطفة.‏ ومن المؤكد انها بُهتت حين رأت رجالا هپِّيين طويلي الشعر،‏ وحرصت ألا تدير رأسها باتجاهنا ثانية.‏ لكنها تفاجأت دون شك عندما اتت الى قاعة الملكوت في الاسبوع التالي ورأتنا لابسين بذلات وربطات عنق.‏

بعد فترة قصيرة،‏ حضرت انا وميڠِل محفلا دائريا لشهود يهوه.‏ فرأينا امرا لم نرَ مثله قبلا:‏ معشر اخوة حقيقيا يضمّ اناسا من كل الاعمار.‏ والغريب في ذلك ان المحفل كان يُعقد في المسرح نفسه حيث حضرنا مؤخرا حفلة الروك.‏ لكن في هذه المناسبة،‏ كان الجو والموسيقى منعشَين حقا.‏

بدأت ادرس الكتاب المقدس انا وأصحابي جميعهم.‏ وبعد نحو ثمانية اشهر،‏ اي في ٢٦ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٧٤،‏ اعتمدت انا وميڠِل.‏ وكنا كلانا في العشرين من عمرنا.‏ كما اعتمد اربعة آخرون من اصحابي بعد بضعة اشهر.‏ وقد دفعني التدريب الروحي الذي نلته الى مساعدة والدتي التي عانت الامرّين على انجاز الاعمال المنزلية وإلى إخبارها بإيماني الجديد،‏ الامر الذي قوّى الروابط بيننا.‏ كما خصصت وقتا كبيرا لمساعدة اخوتي وأخواتي.‏

ومع الوقت،‏ تعلّمت امي وكل اخوتي وأخواتي (‏ما عدا اخا واحدا)‏ حق الكتاب المقدس واعتمدوا كشهود ليهوه.‏ في سنة ١٩٧٧،‏ تزوجتُ سوليداد،‏ الشابة التي اعترتها الدهشة حين رأتني انا وأصحابي عند زيارتنا الاولى لقاعة الملكوت.‏ وبعد مرور بضعة اشهر،‏ اصبحنا كلانا فاتحين،‏ كما يدعى الكارزون بالبشارة كامل الوقت بين شهود يهوه.‏

اختي الحبيبة تقوِّم مسلك حياتها

تعرضت اختي ماريڤي للاساءة الجنسية اثناء طفولتها،‏ وقد ترك هذا الماضي البشع بصماته عليها.‏ ففي سني مراهقتها،‏ عاشت حياة فاسدة ادبيا شملت تعاطي المخدِّرات،‏ السرقة،‏ والبغاء.‏ وفي الثالثة والعشرين من عمرها،‏ أُرسلت الى السجن حيث واصلت حياتها الفاسدة.‏

في تلك الاثناء،‏ كنت قد بدأت بالخدمة كناظر دائرة (‏خادم جائل من شهود يهوه)‏.‏ وسنة ١٩٨٩،‏ عُيِّنت انا وسوليداد في المنطقة نفسها حيث كانت ماريڤي مسجونة.‏ كانت اختي آنذاك في حالة يرثى لها ويائسة من الحياة لأن السلطات اخذت مؤخرا ابنها منها.‏ فزرتها ذات يوم وعرضت عليها ان ندرس الكتاب المقدس معا،‏ فقبلت العرض.‏ وبعد شهر،‏ توقفت عن تعاطي المخدِّرات والتبغ.‏ فسررت كثيرا حين رأيت ان يهوه امدّها بالقوة اللازمة لتقوم بتغييرات في حياتها.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

بعيد البدء بالدرس،‏ صارت ماريڤي تخبر رفيقاتها والقيِّمات على السجن عن حقائق الكتاب المقدس.‏ كما واصلت نشاطها الكرازي رغم انتقالها من سجن الى آخر.‏ حتى انها كانت تقوم في احد السجون بالشهادة من زنزانة الى زنزانة.‏ وعلى مر السنين،‏ اسست ماريڤي في مختلف السجون دروسا عديدة في الكتاب المقدس.‏

ذات يوم،‏ اخبرتني ماريڤي عن رغبتها في الانتذار ليهوه والمعمودية.‏ لكنها لم تُمنح الاذن بمغادرة السجن ولم يُسمح لأحد بالدخول اليه كي يعمّدها.‏ وقد أمضت بعد ذلك اربع سنوات في هذا السجن المريع الذي ساده جوّ فاسد للغاية.‏ فماذا ساعدها ان تحافظ على ايمانها؟‏ مراجعة برنامج الاجتماعات في الزنزانة في الوقت عينه الذي تعقد فيه الجماعة المحلية اجتماعاتها.‏ كما اتّبعت برنامجا منتظما للصلاة ودرس الكتاب المقدس.‏

مع الوقت،‏ نُقلت ماريڤي الى سجن خاضع لحراسة مشدَّدة فيه حوض للسباحة.‏ فشعرتْ ان هذه الظروف الجديدة قد تمكّنها من المعمودية.‏ وهذا ما حصل.‏ فقد منُحت ماريڤي اخيرا الاذن بالمعمودية.‏ وهكذا اتيت الى السجن لإلقاء خطاب معموديتها.‏ وكم فرحت لأنني تمكنت من مشاركة اختي اهم لحظة في حياتها!‏

من المؤسف ان ماريڤي أصيبت بالايدز نتيجة نمط حياتها السابق.‏ لكن بسبب سلوكها الجيد،‏ أُطلق سراحها قبل الاوان في آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٤.‏ وقد عاشت مع امي حيث واصلت نشاطها الروحي حتى مماتها بعد سنتين.‏

التغلب على المشاعر الهدامة

انا ايضا لم افلت كاملا من عواقب نمط حياتي السابق.‏ فالاساءة التي عانيتها على يد ابي فضلا عن حياتي كمراهق تركتا اثرا في شخصيتي.‏ حتى بعدما بلغت سن الرشد،‏ ظلت مشاعر الذنب وعدم القيمة تراودني.‏ كما ان معنوياتي تكون احيانا في الحضيض.‏ إلا ان كلمة اللّٰه تلعب دورا كبيرا في مساعدتي على محاربة هذه المشاعر المزعجة.‏ فالتأمل مرارا في آيات مثل اشعيا ١:‏١٨ ومزمور ١٠٣:‏٨-‏١٣ خفّف على مر السنين مشاعر الذنب التي تنتابني تكرارا.‏

كما ان الصلاة سلاح روحي آخر يساعدني على محاربة مشاعر عدم القيمة.‏ وغالبا ما اصلّي ليهوه والدمع يملأ عينيَّ.‏ لكني استمد القوة من الكلمات في ١ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏:‏ «بهذا نعرف اننا من الحق،‏ ونُطمئِن قلوبنا امامه من جهة ما قد تلومنا قلوبنا عليه،‏ لأن اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء».‏

وبما اني اقترب الى اللّٰه بكل اخلاص وقلب ‹منكسر ومنسحق›،‏ فأنا اشعر اني لست سيئا بقدر ما ظننت في السابق.‏ والكتاب المقدس يطمئن كل الذين يطلبون يهوه انه لا يحتقر مَن يندم بصدق على مسلكه السابق ويفعل مشيئته.‏ —‏ مزمور ٥١:‏١٧‏.‏

وكلما عاودتني مشاعر عدم الثقة بالذات،‏ احاول ان املأ عقلي بالافكار الايجابية والروحية،‏ كتلك المذكورة في فيلبي ٤:‏٨‏.‏ وقد حفظت عن ظهر قلب المزمور ٢٣ والموعظة على الجبل.‏ وأنا اردد هذه المقاطع كي اطرد الافكار السلبية الهدامة كلما خطرت على بالي.‏ وأجد هذا الامر مساعدا على الاخص في ليالي الارق.‏

كما ان المدح الذي اناله من زوجتي والمسيحيين الناضجين هو مصدر دعم كبير لي.‏ صحيح انني استصعبت في البداية تقبّل كلماتهم المشجعة،‏ لكنّ الكتاب المقدس ساعدني لأدرك ان المحبة «تصدق كل شيء».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ وبالطبع،‏ انا ايضا تعلمت تدريجيا ان اتقبل ضعفاتي بكل تواضع.‏

من ناحية اخرى،‏ كان لصراعي مع المشاعر السلبية وجه ايجابي اذ ساعدني على الاعراب عن التعاطف في خدمتي كناظر جائل.‏ وقد قضيت انا وزوجتي نحو ٣٠ سنة كمبشرَين كامل الوقت.‏ والفرح الذي استمده من خدمة الآخرين يساعدني ان انسى اكثر فأكثر المشاعر السلبية والذكريات الاليمة.‏

والآن،‏ حين استرجع الماضي وأتأمل في كل البركات التي اغدقها يهوه علي،‏ اندفع الى ذكر ما قاله صاحب المزمور:‏ «باركي يهوه يا نفسي .‏ .‏ .‏ هو الذي يغفر جميع ذنوبك،‏ ويشفي جميع امراضك،‏ يسترد من الحفرة حياتك،‏ ويتوّجك باللطف الحبي والرحمة».‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١-‏٤‏.‏

‏[الحاشية]‏

a اصدار شهود يهوه،‏ لكنه لم يعد يُطبع الآن.‏

‏[النبذة في الصفحة ٣٠]‏

غالبا ما تراودني مشاعر الذنب وعدم الكفاءة.‏ إلا ان كلمة اللّٰه تلعب دورا كبيرا في مساعدتي على محاربة هذه المشاعر المزعجة

‏[الصورتان في الصفحة ٢٧]‏

اتّبع اخي هوسّيه لويس وصديقي ميڠِل مثالي الرديء والجيد كليهما

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

عائلة مورسييو سنة ١٩٧٣

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

ماريڤي حين كانت في السجن

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

مع زوجتي سوليداد

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة