مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١١ ١/‏٤ ص ٢٦-‏٣٠
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • مواد مشابهة
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
ب١١ ١/‏٤ ص ٢٦-‏٣٠

الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس

ماذا دفع شخصا معاديا للمجتمع يؤيد حركة الپانك روك ان يحب الناس ويسعى الى مساعدتهم؟‏ ماذا حفز رجلا في المكسيك ان يهجر نمط حياته الخليع؟‏ ولمَ ترك متسابق ياباني بارع ميادين سباق الدراجات سعيا الى خدمة اللّٰه؟‏ لنقرأ معا قصص هؤلاء الاشخاص.‏

‏«كنت وقحا ومتغطرسا وعدوانيا».‏ —‏ دنيس اوبايرن

تاريخ الولادة:‏ ١٩٥٨

البلد الام:‏ انكلترا

الخلفية:‏ مؤيد للپانك روك معادٍ للمجتمع

ماضيَّ:‏ وُلدت لأب من اصول ايرلندية.‏ ومع اني ترعرعت ككاثوليكي ايرلندي،‏ غالبا ما اضطررت الى ارتياد الكنيسة وحدي،‏ وأنا لم ارغب اساسا في الذهاب.‏ رغم ذلك،‏ طالما شعرت بجوع الى الامور الروحية.‏ فقد اعتدت ان اردد الصلاة الربانية بانتظام.‏ وما زلت اتذكر نفسي ممددا على السرير ليلا افكر في مغزاها،‏ فأفنّدها جملة جملة محاولا فهمها.‏

في اواسط سني مراهقتي،‏ انتميت الى الحركة الراستفارية الدينية.‏ واهتممت ايضا بالشؤون السياسية فناصرت الحلف المناهض للنازية.‏ غير اني كنت عضوا ناشطا جدا في حركة الپانك روك الداعية الى التمرد على المجتمع.‏ ورحت اتعاطى المخدِّرات،‏ ولا سيما الماريجوانا التي لم يمر يوم تقريبا الا وأخذت حصتي منها.‏ وبما اني تبنيت موقفا لامباليا من كل شيء،‏ فقد عاقرت الكحول،‏ جازفت بحياتي،‏ وقلما اكترثت بالآخرين.‏ كما اني عشت منزويا بالكاد يخاطب لساني احدا الا اذا اعتبرت المناقشة مجدية.‏ حتى اني رفضت ان تُلتقط لي اية صور فوتوغرافية.‏ وحين اعود بالذاكرة الآن،‏ ارى كم كنت وقحا ومتغطرسا وعدوانيا.‏ فلم اعرب عن اللطف والكرم الا لمن جمعتني بهم علاقة لصيقة.‏

بعمر العشرين تقريبا،‏ نما اهتمامي بالكتاب المقدس.‏ فثمة صديق لي كان يتاجر بالمخدِّرات بدأ بقراءته وهو في السجن.‏ وقد دارت بيننا مناقشة مطولة حول الدين والكنيسة وتأثير الشيطان في العالم.‏ لذا ابتعت كتابا مقدسا وأخذت ادرسه بمفردي.‏ وصار كل منا يقرأ اجزاء منه على حدة ثم نجتمع معا لنناقش ما تعلمناه ونخلص الى الاستنتاجات.‏ واستمررنا اشهرا على هذا المنوال.‏

ومن جملة الاستنتاجات التي توصلنا اليها:‏ نحن نعيش في الايام الاخيرة لهذا العالم،‏ ينبغي للمسيحيين ان يكرزوا ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ يجب ان يبقوا منفصلين عن العالم،‏ بما في ذلك شؤونه السياسية،‏ وأن الكتاب المقدس يتضمن ارشادا ادبيا سديدا.‏ ورأينا بوضوح ان الاسفار المقدسة صحيحة،‏ ولا بد من وجود دين حقيقي.‏ ولكن اي دين هو؟‏ فكّرنا في الكنائس الرئيسية بأبهتها وطقوسها وتورطها في السياسة،‏ فلاحظنا ان يسوع بعيد كل البعد عن ذلك وأدركنا انها ليست الاداة التي يستخدمها اللّٰه.‏ فقرّرنا ان نتفحص بعض الديانات الاقل شهرة ونتبين تعاليمها.‏

وهكذا شرعنا نلتقي انصار هذه الديانات ونطرح عليهم سلسلة من الاسئلة.‏ وحيث اننا كنا قد اطّلعنا على اجوبة الكتاب المقدس عن كل منها،‏ ميّزنا بسهولة هل اقوالهم منسجمة مع كلمة اللّٰه ام لا.‏ وبعد اجتماعات كهذه،‏ صلّيت دوما الى اللّٰه قائلا:‏ ‹اذا كان هؤلاء الاشخاص يمثّلون الدين الحقيقي،‏ فمن فضلك حرِّك فيّ الرغبة ان اجتمع بهم ثانية›.‏ ولكن مرّت الاشهر دون ان اعثر على فريق يجيب عن اسئلتي مستندا الى الكتاب المقدس.‏ كما اني لم ارغب ان التقي مجددا ايّا من اتباع هذه الفرق.‏

وفي آخر الامر،‏ حدث ان اجتمعنا انا وصديقي بشهود يهوه.‏ فطرحنا عليهم كالمعتاد الاسئلة عينها،‏ الا ان ردودهم ارتكزت على الكتاب المقدس وتوافق كلامهم تماما مع ما تعلّمناه.‏ لذا رحنا نطرح عليهم اسئلة لم نكن قد اهتدينا بعد الى اجوبتها في الكتاب المقدس،‏ مثل نظرة اللّٰه الى التدخين والمخدِّرات.‏ وهذه المرة ايضا،‏ اوضحوا لنا الامور باستخدام كلمة اللّٰه.‏ فوافقنا ان نحضر اجتماعا في قاعة الملكوت.‏

لم يكن حضور الاجتماع بالامر الهيّن بالنسبة اليّ.‏ فبما اني شخص انطوائي جدا،‏ ازعجني ان يرحّب بي كل هؤلاء الاشخاص الودودين الانيقين.‏ حتى اني نسبت الى البعض منهم دوافع خاطئة ولم اشأ الذهاب الى اجتماعات اخرى.‏ غير اني صلّيت الى اللّٰه كالعادة وسألته ان يبثّ فيّ الرغبة في لقاء الشهود مرة ثانية اذا كانوا ينادون بالدين الحقيقي.‏ فشعرت بحافز قوي الى درس الكتاب المقدس معهم.‏

الكتاب المقدس يغيِّر حياتي:‏ اقلعت بسهولة عن تعاطي المخدِّرات انسجاما مع ما تعلّمته.‏ ولكن استعصى عليّ التوقف عن التدخين.‏ فقد حاولت مرارا عديدة،‏ غير اني مُنيت بالفشل.‏ وحين سمعت عن اشخاص رموا السيجارة من يدهم مرة وإلى الابد،‏ توسلت الى يهوه بهذا الشأن.‏ فتمكنت بمساعدته من الانقطاع عن التدخين.‏ وقد علّمتني هذه التجربة قيمة مناجاة يهوه بصدق وصراحة في الصلاة.‏

وجب عليّ ايضا ان اغيّر جذريا لباسي وهندامي.‏ فحين حضرت اول اجتماع في قاعة الملكوت،‏ كان شعري واقفا كالاشواك وفيه خصلة زرقاء صارخة اللون امتدت من اعلى جبيني حتى عنقي.‏ ولاحقا،‏ صبغتها بلون برتقالي فاقع.‏ كما اعتدت ارتداء بنطلون من الجينز وسترة جلدية مطبَّعة بالشعارات.‏ ومع ان الشهود ناقشوا المسألة معي بلطف،‏ لم أرَ ما يستدعي التغيير.‏ ولكن في آخر الامر،‏ فكّرت في ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧ التي تقول:‏ «لا تحبوا العالم ولا ما في العالم.‏ إن احب احد العالم،‏ فليست فيه محبة الآب».‏ فأدركت ان مظهري ينمّ عن محبتي للعالم وأن عليّ صنع التغييرات كي اعرب عن محبتي للّٰه.‏ وهذا ما اقدمت على فعله.‏

مع الوقت،‏ علمت ان الشهود ليسوا الوحيدين الذين يريدون ان احضر الاجتماعات المسيحية.‏ فالعبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥ بيّنت لي ان هذا الامر مطلب من اللّٰه.‏ وبعدما بدأت بحضور كل الاجتماعات والتعرف عن كثب بالشهود،‏ قرّرت ان ارمز الى انتذاري ليهوه بمعمودية الماء.‏

الفوائد:‏ تأثرت من صميم قلبي حين رأيت كيف يتيح لنا يهوه ان نقيم علاقة حميمة معه.‏ فرأفته واهتمامه حملاني على التمثل به واتخاذ ابنه يسوع المسيح قدوة في حياتي.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وتعلّمت ان السعي الى لبس الشخصية المسيحية لا يعني محو شخصيتي الخاصة.‏ وأنا اسعى لأكون اخا محبّا يُعنى بالآخرين وأحاول ان اتشبه بالمسيح في معاملة زوجتي وابني.‏ كما اني اهتم اهتماما عميقا بإخوتي وأخواتي في الحق.‏ فعلا،‏ ان اتّباع المسيح منحني الكرامة،‏ احترام الذات،‏ والقدرة على اظهار المحبة للآخرين.‏

‏«عاملوني بكرامة».‏—‏ ڠوادالوپه بيليارايال

تاريخ الولادة:‏ ١٩٦٤

البلد الام:‏ المكسيك

الخلفية:‏ عاش حياة خليعة

ماضيَّ:‏ انا واحد من سبعة اولاد نشأوا في هرموسيّو بولاية سونورا المكسيكية،‏ وهي منطقة يبتليها الفقر المدقع.‏ مات ابي حين كنت صغيرا،‏ فاضطرت امي ان تعمل كي تعيلنا.‏ وغالبا ما كنت امشي عاري القدمين لأنها غير قادرة على ابتياع حذاء لي.‏ لذا خضت انا ايضا معترك العمل رغم صغر سني لأسهم في سد نفقاتنا.‏ وعلى غرار عائلات كثيرة،‏ عشنا جميعا في مكان ضيق جدا.‏

لم تستطع امي بحكم عملها معظم النهار ان تحيطنا بحمايتها نحن الصغار.‏ لذا بعمر ٦ سنوات،‏ بدأ شاب عمره ١٥ سنة يتحرش بي جنسيا.‏ ودام ذلك فترة طويلة،‏ الامر الذي سبّب لي،‏ بين امور كثيرة،‏ تشويشا كبيرا حيال ميولي الجنسية.‏ فقد ظننت ان انجذابي الى الرجال شعور طبيعي.‏ وحين استنجدت بالاطباء ورجال الدين،‏ اكدوا لي اني لا اعاني من اية مشكلة وأن مشاعري طبيعية.‏

حين كان عمري ١٤ سنة،‏ قررت ان اقدّم نفسي للمجتمع كواحد من مثليي الجنس.‏ واتّبعت نمط الحياة هذا طوال الـ‍ ١١ سنة التالية،‏ مساكنا العديد من الرجال.‏ ثم رحت اعمل كمزين شعر وفتحت صالون تجميل.‏ غير ان التعاسة كانت تغمر قلبي.‏ فقد عشت حياة مليئة بالالم والغدر،‏ وشعرت اني لا اسير على الطريق الصحيح.‏ فبدأت اسأل نفسي:‏ ‹هل يوجد اشخاص صالحون وجديرون بالاحترام؟‏›.‏

فكّرت في اختي التي بدأت تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه واعتمدت في نهاية المطاف.‏ فقد كانت تخبرني عن ايمانها الجديد رغم اني لم ألقِ اليها بالا.‏ لكني كنت معجبا بطريقة حياتها وزواجها الناجح.‏ فقد بدا واضحا انها وزوجها يحبان ويحترمان واحدهما الآخر ويعاملان بعضهما بعضا بلطف.‏ ومع الوقت،‏ اخذت واحدة من شهود يهوه تدرس الكتاب المقدس معي.‏ في البداية،‏ رحت اسايرها دون اي شعور بالحماسة.‏ ولكن ما لبثت ان تغيرت الامور.‏

الكتاب المقدس يغيِّر حياتي:‏ دعاني الشهود الى احد اجتماعاتهم،‏ فلبّيت الدعوة.‏ وكان ذلك تجربة جديدة بالنسبة اليّ.‏ فالناس عموما كانوا يهزأون بي،‏ اما هم فحيّوني بلطف وعاملوني بكرامة،‏ ما ترك اثرا في نفسي.‏

وزاد اعجابي بالشهود حين حضرت احد المحافل.‏ فقد لمست انهم جميعا،‏ ولو كانوا بأعداد كبيرة،‏ صادقون ومخلصون مثل اختي.‏ فتساءلت في نفسي إن كانوا هم اولئك الاشخاص الصالحين والجديرين بالاحترام الذين طالما بحثت عنهم.‏ فمحبتهم ووحدتهم اثارتا دهشتي وكذلك استعمالهم الكتاب المقدس للاجابة عن كل اسئلتي.‏ وأدركت ان كلمة اللّٰه هي القوة الفاعلة التي تدفعهم الى ممارسة الصلاح في حياتهم.‏ ورأيت ايضا ان عليّ صنع تغييرات كثيرة كي اصبح فردا منهم.‏

وفي الواقع،‏ وجب عليّ ان اجري تحوّلا كاملا في حياتي لأني كنت اعيش كأنثى.‏ فكلامي،‏ ايماءاتي،‏ لباسي،‏ شعري،‏ واختياري للاصدقاء،‏ كلها لزم ان تتغير.‏ لذا راح اصدقائي السابقون يسخرون مني قائلين:‏ «لمَ تفعل ذلك؟‏ كنت في احسن حال!‏ لا تدرس الكتاب المقدس.‏ ما من شيء ينقصك!‏».‏ لكنّ اكبر عقبة شقّ عليّ تخطيها هي نمط حياتي الخليع.‏

مع ذلك،‏ عرفت ان لا شيء مستحيل.‏ فقد مسّت قلبي كلمات الكتاب المقدس في ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏:‏ «ام انكم لستم تعلمون ان الاثمة لا يرثون ملكوت اللّٰه؟‏ لا تضلوا.‏ لا عاهرون،‏ ولا عبدة اصنام،‏ ولا زناة،‏ ولا مأبونون،‏ ولا مضاجعو ذكور .‏ .‏ .‏ يرثون ملكوت اللّٰه.‏ وهكذا كان بعضكم.‏ لكنكم غُسلتم حتى الطهارة».‏ فمثلما اعان يهوه اشخاصا آنذاك على تغيير حياتهم،‏ بسط لي انا ايضا يد المساعدة.‏ صحيح ان الامر استلزم سنوات عديدة وكفاحا مريرا،‏ الا ان الشهود بإرشادهم ومحبتهم كانوا لي عونا كبيرا.‏

الفوائد:‏ اعيش اليوم حياة طبيعية.‏ فأنا متزوج وأسعى مع زوجتي الى تعليم ابننا العيش بموجب مبادئ الكتاب المقدس.‏ اما حياتي السابقة فباتت جزءا من الماضي البعيد.‏ وإني احظى اليوم بالكثير من البركات والامتيازات الروحية.‏ فأنا اخدم كشيخ في الجماعة وأساعد الآخرين على تعلم حق كلمة اللّٰه.‏ كما ان امي التي اسعدتها كثيرا النقلة النوعية في حياتي قبلت درسا في الكتاب المقدس وأصبحت مسيحية معتمدة.‏ وأختي ايضا أمست شاهدة ليهوه بعدما كانت تعيش حياة فاسدة ادبيا.‏

حتى بعض معارفي السابقين يعترفون الآن اني اصبحت شخصا افضل.‏ وأنا اعرف مَن وراء هذه التغييرات.‏ ففي الماضي،‏ التمست معونة الاختصاصيين الذين لم يقدّموا لي سوى نصائح عقيمة.‏ اما يهوه فأمدّني بالمساعدة الحقيقية.‏ فمع اني شعرت بعدم القيمة،‏ تطلّع اليّ وعاملني بمحبة وصبر.‏ حقا،‏ ان اهتمام هذا الاله الرائع والذكي والمحب وإدراكي انه يحفل بأمري ويريدني ان اعيش حياة افضل شكّلا نقطة تحول في حياتي.‏

‏«شعرت بالوحدة والفراغ وعدم الاكتفاء».‏ —‏ كازوهيرو كونيموتشي

تاريخ الولادة:‏ ١٩٥١

البلد الام:‏ اليابان

الخلفية:‏ متبارٍ طموح في سباق الدراجات

ماضيَّ:‏ عشت طفولتي في مدينة هادئة هي ايضا مرفأ بمديرية شيزوكا في اليابان،‏ حيث قطنت عائلتي المؤلفة من ثمانية افراد في بيت صغير.‏ كان ابي يدير متجرا للدراجات الهوائية.‏ ومنذ صغري،‏ اعتاد ان يصطحبني الى سباقات الدراجات ونمّى فيّ اهتماما بهذه الرياضة.‏ ثم بدأ يهيّئني لأصبح متسابقا محترفا.‏ فحين كنت في الصفوف المتوسطة،‏ راح يدرّبني بدأب.‏ وفي المدرسة الثانوية،‏ فزت ثلاث مرات متتالية بلقب البطولة في المباريات الرياضية الوطنية التي تقام سنويا.‏ ومع اني تلقيت عرضا للالتحاق بالجامعة،‏ قرّرت ان انضم مباشرة الى معهد لتعليم اصول السباق.‏ فأصبحت بعمر ١٩ سنة متباريا محترفا.‏

في تلك الآونة،‏ كان شغلي الشاغل في الحياة ان اصبح بطل اليابان في سباق الدراجات.‏ وعقدت العزم ان اجمع ثروة طائلة تؤمّن لعائلتي حياة آمنة ومستقرة.‏ فانكببت بكل جوارحي على التدريب.‏ وكلما تثبطت عزيمتي بسبب التمارين الصارمة او اعتراني القلق بشأن مرحلة صعبة في سباق ما،‏ ذكّرت نفسي مرة بعد مرة اني خُلقت لأخوض ميادين السباق وعليّ إكمال مسيرتي مهما كان الثمن.‏ وبالفعل،‏ حققت مرادي وبدأت اجني ثمار تعبي.‏ ففي سنتي الاولى،‏ ربحت البطولة في سباق المبتدئين.‏ وفي السنة الثانية،‏ تأهلت لدخول السباق الذي يحدّد مَن هو المتباري الاول في اليابان،‏ فحزت ست مرات على المرتبة الثانية.‏

وحيث اني بقيت ضمن الفئة الاولى من الحائزين على الجوائز،‏ صرت معروفا بصاحب اقوى ساقين في توكاي،‏ منطقة في اليابان.‏ فاستأثرت بي روح المنافسة.‏ ومع الوقت،‏ صار الآخرون يهابونني لأني لم اعرف الرحمة خلال السباقات.‏ كما زاد مدخولي وصار في وسعي شراء كل ما تتوق اليه نفسي.‏ فاقتنيت منزلا يتضمن غرفة تدريب مجهزة بأفضل المعدات.‏ واشتريت سيارة مستوردة ثمنها يضاهي ثمن بيت تقريبا.‏ وكي أنعم بالامن المادي،‏ اخذت استثمر اموالي في العقارات وسوق الاسهم.‏

رغم ذلك،‏ شعرت بالوحدة والفراغ وعدم الاكتفاء.‏ وبحلول ذلك الوقت،‏ كنت قد تزوجت ورُزقت بأولاد.‏ الا اني قلما كبحت جماح غضبي مع عائلتي.‏ فكنت افقد اعصابي وأصرخ في وجه زوجتي وأبنائي لأتفه الاسباب.‏ لذا كانوا يتفحصون امارات وجهي بقلق ليروا هل مزاجي سيئ كالعادة.‏

ولكن بمرور الوقت،‏ بدأت زوجتي تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ الامر الذي اسفر عن تغييرات كثيرة.‏ فهي ارادت حضور اجتماعاتهم،‏ لذا قررتُ ان نذهب معا كعائلة.‏ ولا ازال اتذكر الليلة التي قرع فيها احد الشيوخ باب بيتي وشرع يدرس الكتاب المقدس معي.‏ فالحقائق التي تعلمتها أثّرت فيّ تأثيرا عميقا.‏

الكتاب المقدس يغيِّر حياتي:‏ لن انسى يوما المشاعر التي ساورتني حين قرأت افسس ٥:‏٥ التي تقول:‏ «لا عاهر او نجسا او جشعا —‏ ومعناه انه عابد اصنام —‏ له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه».‏ فقد ادركت ان سباق الدراجات وثيق الصلة بالمقامرة وأنه يعزز روح الجشع.‏ فصار ضميري يبكّتني وشعرت ان عليّ هجر حلبات السباق ان اردت ارضاء يهوه اللّٰه.‏ ولكن كم استصعبت هذا القرار!‏

فتلك السنة شهدت اهم انجازاتي في سباق الدراجات،‏ وكنت اصبو الى تحقيق المزيد.‏ لكني لاحظت ان درس الكتاب المقدس منحني سلام وهدوء العقل،‏ وشتّان ما بين هذا الشعور وبين الروح التي طالما اعربت عنها لأربح السباقات!‏ صحيح اني لم اخض سوى ثلاث مباريات بعدما بدأت بالدرس،‏ لكنّ قلبي كان يحنّ الى السباق.‏ كما اني لم اعرف كيف سأعيل عائلتي.‏ فشعرت اني مسمّر في مكاني،‏ عاجز عن اتخاذ اي خطوة الى الامام او الوراء.‏ اضف الى ذلك ان اقاربي بدأوا يشكّلون ضغطا شديدا عليّ كي اتخلى عن ايماني الجديد،‏ هذا عدا عن ابي الذي سبّبت له خيبة امل كبيرة.‏ وفي خضم هذا الصراع المرير،‏ قوي شعوري بالاجهاد وأُصبت بقرحة في معدتي.‏

لكنّ ما شدّ أزري خلال ذاك الوقت العصيب هو مواظبتي على درس الكتاب المقدس وحضور اجتماعات شهود يهوه.‏ وشيئا فشيئا توطد ايماني.‏ كما طلبت من يهوه ان يسمع صلواتي ويساعدني كي اشعر انه يصغي اليّ.‏ وخفّ اجهادي ايضا حين اكدت لي زوجتي ان سعادتها ليست مرتبطة بالعيش في منزل كبير.‏ وهكذا احرزت ولو ببطء تقدما في الحق.‏

الفوائد:‏ لمست لمس اليد صحة كلمات يسوع المدونة في متى ٦:‏٣٣‏.‏ فهي تذكر:‏ «داوموا اولا على طلب ملكوته [اللّٰه] وبرّه،‏ وهذه كلها تزاد لكم».‏ فأنا وعائلتي لم نفتقر يوما الى ضرورات الحياة التي اشار اليها يسوع.‏ ومع ان مدخولي كان اكثر بثلاثين مرة مما هو الآن،‏ لم يعوزنا شيء طيلة العشرين سنة الماضية.‏

والاهم اني حين اقوم بالنشاطات الدينية الى جانب رفقائي المؤمنين،‏ يختلج في اعماقي فرح واكتفاء لم اشعر بهما قط.‏ وكم تمضي الايام بسرعة لأني مشغول بعمل الرب!‏ زد على ذلك ان حياتي العائلية تحسّنت الى حد بعيد وأصبح ابنائي الثلاثة وزوجاتهم خداما امناء ليهوه.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة