هَلْ ‹تُدَاوِمُ عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟
«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ». — مت ٢٥:١٣.
١، ٢ (أ) مَاذَا كَشَفَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
تَخَيَّلْ يَسُوعَ جَالِسًا عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ مُقَابِلَ هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِهِ: بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا. كَانُوا كُلُّهُمْ آذَانٌ صَاغِيَةٌ فِيمَا رَاحَ يَسُوعُ يُخْبِرُهُمْ بِنُبُوَّةٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْبَعِيدِ. فَفَصَّلَ لَهُمْ مَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِهٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ، خِلَالَ حُضُورِهِ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» سَيُمَثِّلُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْحَاسِمَةِ، مُزَوِّدًا أَتْبَاعَهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ. — مت ٢٤:٤٥-٤٧.
٢ بَعْدَ ذٰلِكَ، وَفِي سِيَاقِ ٱلنُّبُوَّةِ ذَاتِهَا، قَدَّمَ يَسُوعُ مَثَلَ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ. (اقرأ متى ٢٥:١-١٣.) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: (١) مَا ٱلْمَغْزَى ٱلْأَسَاسِيُّ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ (٢) كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلَّتِي تُسْتَخْلَصُ مِنَ ٱلْمَثَلِ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟ وَ (٣) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ كُلٌّ مِنَّا ٱلْيَوْمَ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ؟
مَا ٱلْمَغْزَى مِنَ ٱلْمَثَلِ؟
٣ كَيْفَ شَرَحَتْ مَطْبُوعَاتُنَا فِي ٱلْمَاضِي مَثَلَ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ، وَمَا مَسَاوِئُ ذٰلِكَ؟
٣ أَشَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ شَرْحَ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ لِبَعْضِ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَصْبَحَ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ أَكْثَرَ تَرْكِيزًا عَلَى ٱلدُّرُوسِ ٱلْعَمَلِيَّةِ مِنْهُ عَلَى ٱلْمَعَانِي ٱلنَّبَوِيَّةِ. فَفِي ٱلْمَاضِي، عَلَّمَتْ مَطْبُوعَاتُنَا أَنَّ ٱلتَّفَاصِيلَ ٱلدَّقِيقَةَ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ، بِمَا فِيهَا ٱلسُّرُجُ وَٱلزَّيْتُ وَٱلْأَوْعِيَةُ وَغَيْرُهَا، لَهَا مَعْنًى رَمْزِيٌّ. وَلٰكِنْ، أَلَعَلَّ ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلصَّغِيرَةِ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ غَطَّى عَلَى مَغْزَاهُ ٱلْبَسِيطِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ إِنَّ جَوَابَ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ مُهِمٌّ جِدًّا.
٤ كَيْفَ نُمَيِّزُ هُوِيَّةَ (أ) ٱلْعَرِيسِ؟ (ب) ٱلْعَذَارَى؟
٤ لِنَتَمَعَّنْ فِي ٱلْمَغْزَى ٱلْأَسَاسِيِّ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ. أَوَّلًا، لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ. مَنْ هُوَ ٱلْعَرِيسُ؟ إِنَّهُ يَسُوعُ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى نَفْسِهِ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى عَلَى أَنَّهُ ٱلْعَرِيسُ. (لو ٥:٣٤، ٣٥) وَمَاذَا عَنِ ٱلْعَذَارَى؟ فِي ٱلْمَثَلِ، وَجَبَ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ مُسْتَعِدَّاتٍ وَسُرُجُهُنَّ مُضَاءَةً لِلِقَاءِ ٱلْعَرِيسِ، وَهِيَ تَعْلِيمَاتٌ مُشَابِهَةٌ لِلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ ‹لِلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ› ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ أَوْصَاهُمْ: «لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، وَكُونُوا أَنْتُمْ مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَعُودُ مِنَ ٱلْعُرْسِ». (لو ١٢:٣٢، ٣٥، ٣٦) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَيْنِ بُولُسَ وَيُوحَنَّا قَالَا بِٱلْوَحْيِ إِنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ هُمْ مُتَبَتِّلُونَ كَعَذْرَاءَ عَفِيفَةٍ. (٢ كو ١١:٢؛ رؤ ١٤:٤) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَثَلَ فِي مَتَّى ٢٥:١-١٣ يَتَحَدَّثُ عَنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَهُوَ نَصِيحَةٌ وَتَحْذِيرٌ مُوَجَّهَانِ إِلَيْهِمْ.
٥ كَيْفَ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْفَتْرَةِ ٱلزَّمَنِيَّةِ ٱلَّتِي يَنْطَبِقُ فِيهَا مَثَلُهُ؟
٥ ثَانِيًا، لِنُحَدِّدِ ٱلْفَتْرَةَ ٱلزَّمَنِيَّةَ ٱلَّتِي تَنْطَبِقُ فِيهَا نَصِيحَةُ يَسُوعَ. يُعْطِينَا هُوَ نَفْسُهُ مُؤَشِّرًا فِي نِهَايَةِ مَثَلِهِ بِٱلْقَوْلِ: «وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ». (مت ٢٥:١٠) وَكَمَا نَاقَشْنَا فِي عَدَدِ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ، أَشَارَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحِ ٢٤ و٢٥َ ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ إِلَى ‹إِتْيَانِهِ›، مَجِيئِهِ، أَوْ وُصُولِهِ، مُسْتَعْمِلًا ٱلْفِعْلَ ٱلْيُونَانِيَّ نَفْسَهُ بِصِيَغٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، كَانَ يُشِيرُ إِلَى وَقْتِ مَجِيئِهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ لِيَدِينَ ٱلْمَسْكُونَةَ وَيُهْلِكَ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ. وَبِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، نَسْتَنْتِجُ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَثَلَ يَنْطَبِقُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، وَلٰكِنَّهُ يَبْلُغُ ذُرْوَتَهُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.
٦ مَا هُوَ ٱلْمَغْزَى ٱلْأَسَاسِيُّ مِنَ ٱلْمَثَلِ بِحَسَبِ ٱلْقَرِينَةِ؟
٦ وَٱلْآنَ، مَا هُوَ ٱلْمَغْزَى ٱلْأَسَاسِيُّ مِنَ ٱلْمَثَلِ؟ إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي ٱلْقَرِينَةِ، نَرَى أَنَّ يَسُوعَ كَانَ قَدْ تَحَدَّثَ لِتَوِّهِ عَنِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»، وَهُوَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَبَعْدَ أَنْ حَذَّرَ هٰذَا ٱلْفَرِيقَ مِنْ عَدَمِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمَانَتِهِ، أَعْطَى هٰذَا ٱلْمَثَلَ لِيَحُثَّ كُلَّ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ› كَيْ لَا يَخْسَرُوا جَائِزَتَهُمُ ٱلثَّمِينَةَ. (مت ٢٥:١٣) فَلْنَتَمَعَّنْ فِي تَفَاصِيلِ ٱلْمَثَلِ وَنَرَ كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلَّتِي تُسْتَخْلَصُ مِنْهُ.
كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلنَّصِيحَةَ فِي ٱلْمَثَلِ؟
٧، ٨ (أ) لِمَ كَانَتِ ٱلْعَذَارَى ٱلْفَطِنَاتُ مُهَيَّآتٍ حِينَ وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ؟ (ب) كَيْفَ يُبَرْهِنُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِمَجِيءِ يَسُوعَ؟
٧ يُشَدِّدُ مَثَلُ يَسُوعَ عَلَى أَنَّ ٱلْعَذَارَى ٱلْفَطِنَاتِ، بِخِلَافِ ٱلْحَمْقَاوَاتِ، كُنَّ مُهَيَّآتٍ حِينَ وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ لِأَنَّهُنَّ ٱسْتَعْدَدْنَ مُسْبَقًا وَكُنَّ مُتَيَقِّظَاتٍ. فَقَدْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ ٱلْعَذَارَى أَنْ يُبْقِينَ سُرُجَهُنَّ مُضَاءَةً وَيَبْقَيْنَ مُتَنَبِّهَاتٍ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ ٱلْعَرِيسُ. إِلَّا أَنَّ خَمْسًا مِنْهُنَّ فَقَطْ كُنَّ مُسْتَعِدَّاتٍ لِأَنَّهُنَّ أَحْضَرْنَ كَمِّيَّةً إِضَافِيَّةً مِنَ ٱلزَّيْتِ فِي أَوْعِيَتِهِنَّ مَعَ سُرُجِهِنَّ. فَهَلْ يُبَرْهِنُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدُّونَ لِمَجِيءِ يَسُوعَ؟
٨ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ! فَطَوَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَحْذُو ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ حَذْوَ ٱلْعَذَارَى ٱلْفَطِنَاتِ، مُسْتَعِدِّينَ لِإِتْمَامِ تَعْيِينِهِمْ بِأَمَانَةٍ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. فَهُمْ يَحْسُبُونَ ٱلنَّفَقَةَ، عَالِمِينَ أَنَّ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ تَتَطَلَّبُ ٱلتَّخَلِّيَ عَنِ ٱلْمُغْرِيَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ. كَمَا أَنَّهُمْ يُكَرِّسُونَ كُلَّ حَيَاتِهِمْ لِيَهْوَهَ وَيَخْدُمُونَهُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَلَاءِ لَهُ وَلِٱبْنِهِ مَهْمَا طَالَ هٰذَا ٱلنِّظَامُ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ، رَافِضِينَ تَبَنِّيَ رُوحِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ بِمَا فِيهِ مِنْ نَزْعَةٍ مَادِّيَّةٍ وَٱنْحِلَالٍ خُلُقِيٍّ وَأَنَانِيَّةٍ. وَهٰكَذَا، يَبْقَوْنَ عَلَى أَتَمِّ ٱلِٱسْتِعْدَادِ، مُضِيئِينَ كَأَنْوَارٍ، فِيمَا يَنْتَظِرُونَ ٱلْعَرِيسَ بِصَبْرٍ وَلَوْ بَدَا أَنَّهُ تَأَخَّرَ. — في ٢:١٥.
٩ (أ) كَيْفَ حَذَّرَ يَسُوعُ مِنَ ٱلنُّعَاسِ؟ (ب) كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَعَ ٱلصُّرَاخِ: «هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.)
٩ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَانَتْ أُولٰئِكَ ٱلْعَذَارَى مُهَيَّآتٍ حِينَ وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ لِأَنَّهُنَّ مُتَيَقِّظَاتٌ. وَلٰكِنَّ ٱلْمَثَلَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرَ «نَعَسْنَ جَمِيعًا وَنِمْنَ» عِنْدَمَا بَدَا لَهُنَّ أَنَّ ٱلْعَرِيسَ تَأَخَّرَ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَنْعَسَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْيَوْمَ أَثْنَاءَ ٱنْتِظَارِهِمْ مَجِيءَ ٱلْمَسِيحِ؟ طَبْعًا. فَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّ ضَعْفَ ٱلْجَسَدِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ سَلْبًا عَلَى ٱنْدِفَاعِ ٱلرُّوحِ. وَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ يُصْغُونَ إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلضِّمْنِيِّ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِ بِنَوْمِ ٱلْعَذَارَى، فَيُجَاهِدُونَ لِلْبَقَاءِ مُتَيَقِّظِينَ وَسَاهِرِينَ. كَيْفَ؟ فِي ٱلْمَثَلِ، تَجَاوَبَتْ جَمِيعُ ٱلْعَذَارَى مَعَ ٱلصُّرَاخِ: «هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ!»، لٰكِنَّ ٱلْفَطِنَاتِ فَقَطْ ثَبَتْنَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. (مت ٢٥:٥، ٦؛ ٢٦:٤١) بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يَتَجَاوَبُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ طِيلَةَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مَعَ ٱلْأَدِلَّةِ ٱلدَّامِغَةِ ٱلَّتِي تَصْرُخُ مَجَازِيًّا: «هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ!». كَمَا أَنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَ بِثَبَاتٍ، مُسْتَعِدِّينَ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ لِمَجِيئِهِ ٱلَّذِي بَاتَ وَشِيكًا.a إِلَّا أَنَّ ذُرْوَةَ ٱلْمَثَلِ تُرَكِّزُ عَلَى فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ أَكْثَرَ تَحْدِيدًا. كَيْفَ؟
مُكَافَأَةٌ لِلْفَطِنَاتِ وَعِقَابٌ لِلْحَمْقَاوَاتِ
١٠ أَيُّ سُؤَالٍ مُحَيِّرٍ يُثِيرُهُ ٱلْحِوَارُ بَيْنَ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتِ وَٱلْفَطِنَاتِ؟
١٠ لَرُبَّمَا يَكُونُ ٱلْجُزْءُ ٱلْمُحَيِّرُ فِي ٱلْمَثَلِ هُوَ نِهَايَتَهُ، حِينَ تَتَحَادَثُ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتُ مَعَ ٱلْفَطِنَاتِ. (اقرأ متى ٢٥:٨، ٩.) فَهٰذَا ٱلْحِوَارُ يُثِيرُ سُؤَالًا مُحَيِّرًا: «مَتَى، فِي تَارِيخِ شَعْبِ ٱللّٰهِ، رَفَضَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ مَدَّ يَدِ ٱلْعَوْنِ لِمَنْ يَحْتَاجُ إِلَى مُسَاعَدَةٍ؟!». تُحَلُّ ٱلْمُشْكِلَةُ إِذَا تَذَكَّرْنَا ٱلْفَتْرَةَ ٱلزَّمَنِيَّةَ ٱلَّتِي يَنْطَبِقُ فِيهَا ٱلْمَثَلُ. فَيَسُوعُ، أَيِ ٱلْعَرِيسُ، سَيَجِيءُ قُرَابَةَ نِهَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ لِيُنَفِّذَ ٱلدَّيْنُونَةَ. لِذٰلِكَ يُرَكِّزُ هٰذَا ٱلْجُزْءُ مِنَ ٱلْمَثَلِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَلَى مَا سَيَحْدُثُ مُبَاشَرَةً قَبْلَ تَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ. وَهٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجُ مَنْطِقِيٌّ لِأَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ آنَذَاكَ قَدْ خُتِمُوا ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ.
١١ (أ) مَاذَا سَيَحْدُثُ مُبَاشَرَةً قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ (ب) مَا مَعْنَى جَوَابِ ٱلْعَذَارَى ٱلْفَطِنَاتِ لِلْحَمْقَاوَاتِ؟
١١ فَقَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ قَدْ خُتِمُوا ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ. (رؤ ٧:١-٤) وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا، تَصِيرُ دَعْوَتُهُمْ أَكِيدَةً. وَلٰكِنْ فَكِّرْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ. مَاذَا سَيَحِلُّ بِٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ وَكَسَرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ؟ سَوْفَ يَخْسَرُونَ مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمْ لَنْ يُخْتَمُوا ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ. فَقَبْلَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَيُمْسَحُ مَكَانَهُمْ مَسِيحِيُّونَ أُمَنَاءُ آخَرُونَ. وَعِنْدَمَا يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ، قَدْ يُصْدَمُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ دَمَارَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. وَرُبَّمَا لَنْ يُدْرِكُوا إِلَّا فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُسْتَعِدِّينَ لِوُصُولِ ٱلْعَرِيسِ. وَمَاذَا سَيَحْدُثُ إِذَا طَلَبُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُتَأَخِّرِ؟ يَذْكُرُ مَثَلُ يَسُوعَ أَنَّ ٱلْعَذَارَى ٱلْفَطِنَاتِ رَفَضْنَ إِعْطَاءَ زَيْتِهِنَّ لِلْحَمْقَاوَاتِ وَقُلْنَ لَهُنَّ أَنْ يَذْهَبْنَ وَيَشْتَرِينَ زَيْتًا. وَلٰكِنْ، هَلْ مِنْ بَاعَةٍ يَبِيعُونَ زَيْتًا فِي «نِصْفِ ٱللَّيْلِ»؟! كَلَّا، فَمَعْنَى جَوَابِهِنَّ لِلْحَمْقَاوَاتِ هُوَ أَنَّ ٱلْأَوَانَ قَدْ فَاتَ.
١٢ (أ) هَلْ مِنْ مَجَالٍ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَمْسُوحِينَ وَلٰكِنَّهُمْ كَسَرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ قَبْلَ ٱلْخَتْمِ ٱلنِّهَائِيِّ؟ (ب) أَيُّ مَصِيرٍ سَيَلْقَاهُ ٱلَّذِينَ يَتَصَرَّفُونَ مِثْلَ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتِ؟
١٢ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، لَنْ يَتَمَكَّنَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ تَخَلَّوْا عَنْ أَمَانَتِهِمْ. فَسَيَكُونُ قَدْ فَاتَ ٱلْأَوَانُ. وَأَيُّ مَصِيرٍ سَيَلْقَاهُ غَيْرُ ٱلْأُمَنَاءِ؟ لَاحِظْ مَا حَدَثَ عِنْدَمَا ذَهَبَتِ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتُ لِيَشْتَرِينَ زَيْتًا: «وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ، فَدَخَلَتْ مَعَهُ ٱلْعَذَارَى ٱلْمُسْتَعِدَّاتُ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ ٱلْبَابُ». فَحِينَ يَأْتِي ٱلْمَسِيحُ بِمَجْدِهِ قُرَابَةَ نِهَايَةِ ٱلضِّيقِ، سَيَجْمَعُ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ٢٤:٣١؛ ٢٥:١٠؛ يو ١٤:١-٣؛ ١ تس ٤:١٧) عِنْدَئِذٍ، سَيَكُونُ ٱلْبَابُ مُغْلَقًا فِي وَجْهِ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَقَدْ يَصْرُخُونَ كَٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتِ: «يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، ٱفْتَحْ لَنَا!». وَلٰكِنْ سَيَلْقَوْنَ ٱلْجَوَابَ ٱلَّذِي يَلْقَاهُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْجِدَاءِ سَاعَةَ ٱلدَّيْنُونَةِ: ‹اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لَا أَعْرِفُكُمْ›. — مت ٧:٢١-٢٣؛ ٢٥:١١، ١٢.
١٣ (أ) لِمَ لَا نَسْتَنْتِجُ أَنَّ مَمْسُوحِينَ كَثِيرِينَ سَيَكْسِرُونَ ٱسْتِقَامَتَهُمْ؟ (ب) لِمَ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلتَّحْذِيرِيَّةِ لِلْمَمْسُوحِينَ تَعْبِيرًا عَنْ ثِقَتِهِ بِهِمْ أَيْضًا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٣ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ، هَلْ عَنَى يَسُوعُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَتَخَلَّوْنَ عَنْ أَمَانَتِهِمْ وَيُسْتَبْدَلُ بِهِمْ آخَرُونَ؟ كَلَّا. تَذَكَّرْ أَنَّهُ كَانَ قَدْ حَذَّرَ لِتَوِّهِ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» مِنْ أَنْ يَصِيرَ عَبْدًا سَيِّئًا. وَهٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّهُ تَوَقَّعَ لَهُ هٰذَا ٱلْمَصِيرَ. كَذٰلِكَ، يَنْقُلُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ رِسَالَةَ تَحْذِيرٍ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَكَمَا كَانَتْ هُنَاكَ خَمْسُ عَذَارَى فَطِنَاتٌ وَخَمْسٌ حَمْقَاوَاتٌ، بِمَقْدُورِ كُلِّ مَمْسُوحٍ أَنْ يَخْتَارَ هَلْ يَكُونُ مُسْتَعِدًّا وَيَقِظًا أَوْ أَحْمَقَ وَعَدِيمَ ٱلْأَمَانَةِ. وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُولُسَ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ ذَاتِهَا عِنْدَ مُخَاطَبَةِ رُفَقَائِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (اقرإ العبرانيين ٦:٤-٩؛ قارن التثنية ٣٠:١٩.) لَاحِظْ أَنَّ تَحْذِيرَ بُولُسَ كَانَ شَدِيدَ ٱللَّهْجَةِ، وَلٰكِنَّهُ كَانَ مُقْتَنِعًا أَنَّ إِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ هُمْ «فِي حَالٍ أَفْضَلَ» وَاثِقًا أَنَّهُمْ سَيَنَالُونَ مُكَافَأَتَهُمْ. وَعَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، أَعْطَى يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ تَحْذِيرًا لِخُدَّامِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَكُلُّهُ ثِقَةٌ أَنَّ بِإِمْكَانِ كُلٍّ مِنْهُمُ ٱلْبَقَاءَ أَمِينًا وَنَيْلَ ٱلْمُكَافَأَةِ.
كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ مِنَ ٱلْمَثَلِ؟
١٤ لِمَ يَسْتَفِيدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› أَيْضًا مِنْ مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ؟
١٤ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ تَوَجَّهَ بِمَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ إِلَى أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ، فَهَلْ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› لَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ؟ (يو ١٠:١٦) كَلَّا، فَٱلْمَغْزَى مِنَ ٱلْمَثَلِ بَسِيطٌ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ». وَهٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةُ لَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ فَقَطْ. قَالَ يَسُوعُ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ: «مَا أَقُولُهُ لَكُمْ، أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ: دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ». (مر ١٣:٣٧) فَيَسُوعُ يُوصِي كُلَّ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ وَيُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ. لِذٰلِكَ يَقْتَدِي كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱلْمِثَالِ ٱلْجَيِّدِ ٱلَّذِي يَرْسُمُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ، وَاضِعِينَ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتِ طَلَبْنَ عَبَثًا زَيْتًا مِنَ ٱلْفَطِنَاتِ. وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا أَنْ لَا أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ٱلْأَمَانَةِ نِيَابَةً عَنَّا، وَلَا أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَثْبُتَ فِي ٱلْحَقِّ وَيُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ نِيَابَةً عَنَّا. فَكُلٌّ مِنَّا سَيُعْطِي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ لِلدَّيَّانِ ٱلْبَارِّ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ. فَلْنَكُنْ عَلَى أَتَمِّ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِمَجِيئِهِ ٱلْوَشِيكِ!
طَلَبَتِ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَمْقَاوَاتُ ٱلزَّيْتَ عَبَثًا. وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا أَنْ لَا أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ٱلْأَمَانَةِ أَوْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ نِيَابَةً عَنَّا
١٥ لِمَ يَتُوقُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى عُرْسِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يَسْتَفِيدُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنَ ٱلْحَدَثِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلَّذِي يَتَمَحْوَرُ حَوْلَهُ مَثَلُ يَسُوعَ. فَمَنْ مِنَّا لَا يَتُوقُ إِلَى هٰذَا ٱلْعُرْسِ ٱلَّذِي سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟! فَبَعْدَ مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ، سَيَصِيرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ عَرُوسَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤ ١٩:٧-٩) وَآنَذَاكَ، سَيَنَالُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَوَائِدَ مِنْ هٰذَا ٱلْعُرْسِ ٱلسَّمَاوِيِّ، لِأَنَّهُ يَعْنِي أَنَّ حُكُومَةً كَامِلَةً أَصْبَحَتْ مَوْجُودَةً لِتَحْكُمَ عَلَى ٱلْجَمِيعِ. فَسَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيُّ سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا، لِنُصَمِّمْ عَلَى تَطْبِيقِ ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ: أَنْ نَبْقَى مُسْتَعِدِّينَ وَنُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ. وَبِفِعْلِنَا ذٰلِكَ، سَنَنْعَمُ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْمَجِيدِ ٱلَّذِي يُخَبِّئُهُ يَهْوَهُ لَنَا.
a فِي ٱلْمَثَلِ، هُنَالِكَ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ تَفْصِلُ بَيْنَ ٱلصُّرَاخِ: «هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ!» (فِي ٱلْعَدَدِ ٦) وَبَيْنَ مَجِيئِهِ، أَوْ وُصُولِهِ (فِي ٱلْعَدَدِ ١٠). وَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يُمَيِّزُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْيَقِظُونَ عَلَامَةَ حُضُورِ يَسُوعَ. لِذٰلِكَ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ يَحْكُمُ ٱلْآنَ فِي مَلَكُوتِهِ. وَلٰكِنْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَظَلُّوا ثَابِتِينَ حَتَّى مَجِيئِهِ.