استعملوا وقتكم بحكمة
١ الوقت رصيد ثمين جدا لكل مسيحي. فكيف تستعملون هذا الرصيد؟ في كل شهر يجب ان نخصص اوقاتا قانونية للانهماك في الخدمة من بيت الى بيب. والوقت، كالمال، يمكن تضييعه وحتى تبديده او يمكن استعماله بحكمة. وكمسيحيين يجب ان تدفعنا محبتنا ليهوه ويسوع المسيح ورفيقنا الانسان الى استعمال وقتنا بحكمة، «مفتدين الوقت.» — افسس ٥:١٦.
٢ وفي فعل ذلك يختلف المسلك المسيحي كثيرا عن ذاك الذي يتبعه اولئك الذين يحبون هذا النظام القديم. وأنبأ بولس ان الناس العائشين في الايام الاخيرة يكونون «محبين للذات،» وكم ذلك صحيح! (٢ تيموثاوس ٣:٤) فأغلب الناس اليوم يصرفون ساعات طويلة كل اسبوع في مراقبة التليفيزيون والذهاب الى السينما. والآخرون ينهمكون في الالعاب الرياضية ولهو الفيديو ورحلات العطلة المفرطة والموسيقى والهوايات، وكل ذلك يمكن ان يتطلب كثيرا من الوقت.
الامور الروحية اولا
٣ وهل يعني ذلك ان المسيحي لا يجب ان يتمتع بالراحة في شكل تسلية سليمة؟ بالتأكيد لا! فحتى يسوع تمتع بالولائم والاطعمة الخصوصية. وأيضا خصص الوقت للراحة اللازمة. ولكن يسوع لم يجعل الاكل او الشرب او المتعة الشخصية الشيء الكبير في حياته. وسر بأن يعمل مشيئة ابيه. (يوحنا ٤: ٣٤) وحذرنا من ان تأخذ متعة الحياة الجسدية الافضلية على خدمة يهوه. (لوقا ٢١: ٣٤؛ متى ٦: ٣١-٣٣) ولذلك يحسن بنا ان نتبع مثال يسوع في استعمال وقتنا بحكمة.
٤ ولمساعدتنا على انجاز ذلك يحسن بنا ان ننظر الى الوقت كرصيد يجب استعماله بحكمة. ولا يجب ان نستعمل الوقت بأنانية لمجرد متعتنا. ولكن يجب ان نستمر في افتداء الوقت وتأييد نشاط الجماعة للكرازة والتلمذة، «مكثرين في عمل الرب كل حين.» — ١ كورنثوس ١٥: ٥٨.
٥ هنالك امور عملية يمكننا ان نفعلها لنستعمل الوقت بحكمة. واحد الاقتراحات هو ان يكون لنا برنامج معقول عملي للنشاطات. وفيما يمكن لهذا البرنامج احيانا ان يسمح بالراحة او التسلية يجب ابراز المصالح الروحية. ويجب ان يشمل حضور كل الاجتماعات الجماعية، وخدمة الحقل على اساس قانوني، وتخصيص الوقت للدرس الشخصي للكتاب المقدس لمماشاة الحق.
٦ والآباء، طبعا، لديهم مسؤولية اضافية لمساعدة اولادهم ليكونوا نشاطى في الامور الروحية. ولذلك قد يجدون من الملائم ان يجلسوا ويرتبوا برنامجا معقولا للنشاط الثيوقراطي لكامل العائلة، بما في ذلك برامجهم الشخصية الخاصة كآباء مسيحيين. وهكذا يظهرون الاهتمام الشخصي بخير اولادهم واستعمالهم الوقت بحكمة. — افسس ٦: ٤.
٧ غالبا ما يكون مساعدا ان نملك الاهداف الشخصية في ما يتعلق بخدمة حقلنا. وهذه الاهداف يجب ان تكون معقولة ويمكن بلوغها. وقد نقرر ان نصرف عددا معينا من الساعات في خدمة الحقل كل شهر. فاذا عملنا حقا نحو اهدافنا قلما نفشل في بلوغها وغالبا ما نتجاوزها. والكثيرون وجدوا الفتح الاضافي او القانوني هدفا معقولا.
٨ وتحسين نوعية الخدمة ايضا هدف يستحق الاعتبار. فهل يمكنكم ان تفكروا في طرائق يمكنكم بها ان تستعملوا بشكل افضل وقتكم في الخدمة؟ مثلا، هل يمكنكم ان تحسنوا مقدرتكم التعليمية على الابواب باستعمال مقدمات اكثر فعالية؟ (انظر «مقدمات فعالة.») وهل يمكنكم ان تكونوا اكثر فعالية في عقد دروس الكتاب المقدس او تحسين طريقة توجيهكم الاشخاص المهتمين الى كلمة يهوه وهيئته؟ بفعل ذلك يمكنكم حقا ان تستعملوا وقتكم بحكمة في الخدمة.
٩ وماذا يمكنكم فعله اذا وجدتم اشخاصا قليلين جدا في البيت؟ لم لا ترجعون في وقت مختلف من اليوم او في يوم آخر؟ ينجح بعض الناشرين جيدا في التكلم الى الناس السائرين على الرصيف، بالغين بالتالي بعض الذين ربما لم يكونوا في البيت. وعند استعمال الوقت باكثر فعالية يأتي مزيد من الفرح من الخدمة.
١٠ يحسن بنا ان نذكر ان وقتنا رصيد بديع منحنا اياه يهوه. فلنستعمله دائما بحكمة، لا بأنانية. تأملوا شخصيا كيف يمكنكم ان تحسنوا استعمالكم الخاص للوقت، وخصوصا الوقت المعين للنشاطات الروحية. اسلكوا دائما «لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت» في هذه الايام الاخيرة لنظام اشياء الشيطان القديم. — افسس ٥: ١٥، ١٦.