مقالة الدرس ٤٠
التَّرنيمَة ٣٠ إلهي، صَديقي، وأبي
يَهْوَه «يَشْفي الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور»
«يَشْفي الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور؛ يَعتَني بِجِراحِهِم». — مز ١٤٧:٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
يَهتَمُّ يَهْوَه كَثيرًا بِالَّذينَ يُعانونَ مِن جِراحٍ عاطِفِيَّة. هذِهِ المَقالَةُ تُناقِشُ كَيفَ يُخَفِّفُ مِن حُزنِنا ويُساعِدُنا لِنُشَجِّعَ غَيرَنا.
١ كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه تِجاهَ خُدَّامِه؟
ماذا يَرى يَهْوَه حينَ يَنظُرُ إلى خُدَّامِهِ على الأرض؟ هو يَعرِفُ جَيِّدًا أفراحَنا وأحزانَنا. (مز ٣٧:١٨) ويَفرَحُ كَثيرًا حينَ يَرانا نَخدُمُهُ بِكُلِّ طاقَتِنا رَغمَ آلامِنا العاطِفِيَّة. وأكثَرُ مِن ذلِك، يَهْوَه يُحِبُّ أن يُشَجِّعَنا ويُواسِيَنا.
٢ ماذا يَفعَلُ يَهْوَه مِن أجْلِ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور، وكَيفَ نَستَفيدُ مِنِ اهتِمامِه؟
٢ يَقولُ المَزْمُور ١٤٧:٣ إنَّ يَهْوَه «يَعتَني بِجِراحِ» الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور. هذِهِ الآيَةُ تُصَوِّرُ يَهْوَه يَهتَمُّ بِرِقَّةٍ بِالَّذينَ لَدَيهِم جِراحٌ عاطِفِيَّة. ولكنْ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ لِنَستَفيدَ مِنِ اهتِمامِ يَهْوَه؟ إلَيكَ هذا المَثَل. الطَّبيبُ الماهِرُ يَقدِرُ أن يُساعِدَ الشَّخصَ المَجروحَ كَي يُشْفى. ولكنْ كَي يَستَفيدَ هذا الشَّخصُ مِن عِنايَةِ الطَّبيب، علَيهِ أن يَتبَعَ تَعليماتِه. في هذِهِ المَقالَة، سنَرى ماذا يَقولُ يَهْوَه في كَلِمَتِهِ لِلَّذينَ يُعانونَ مِن آلامٍ عاطِفِيَّة، وسَنُناقِشُ كَيفَ نُطَبِّقُ نَصائِحَهُ المَليئَة بِالمَحَبَّة.
يَهْوَه يُؤَكِّدُ لنا أنَّ قيمَتَنا كَبيرَة
٣ لِماذا يَشعُرُ البَعضُ أنَّهُم بِلا قيمَة؟
٣ نَحنُ نَعيشُ في عالَمٍ قاسٍ لا مَحَبَّةَ فيه. ولِلأسَف، كَثيرونَ مِنَّا آذاهُمُ الآخَرونَ وجَعَلوهُم يَشعُرونَ بِعَدَمِ القيمَة. تَقولُ أُختٌ اسْمُها هِيلِين:a «تَرَبَّيتُ في عائِلَةٍ لَيسَ فيها مَحَبَّة. أبي كانَ عَنيفًا، وكانَ كُلَّ يَومٍ يُسمِعُنا كَلامًا مُهينًا ويُحَسِّسُنا كم نَحنُ بِلا فائِدَة». رُبَّما تَعَرَّضتَ أنتَ أيضًا لِمُعامَلَةٍ سَيِّئَة أو لِلانتِقادِ المُستَمِرّ، أو حَسَّسَكَ الآخَرونَ أنْ لا أحَدَ يُحِبُّك. وهذا قد يُصَعِّبُ علَيكَ أن تُصَدِّقَ أنَّ هُناك أحَدًا يَهتَمُّ بكَ اهتِمامًا حَقيقِيًّا.
٤ حَسَبَ المَزْمُور ٣٤:١٨، ماذا يُؤَكِّدُ لنا يَهْوَه؟
٤ حتَّى لَو عامَلَكَ الآخَرونَ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة، فكُنْ على ثِقَةٍ أنَّ لكَ قيمَةً كَبيرَة في عَيْنَيْ يَهْوَه وأنَّهُ يُحِبُّكَ كَثيرًا. فهو «قَريبٌ مِنَ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور». (إقرإ المزمور ٣٤:١٨.) لِذلِك إذا شَعَرتَ أنَّ ‹روحَكَ مُنسَحِقَة›، فتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه رَأى الأشياءَ الجَيِّدَة في قَلبِكَ وجَذَبَكَ أنتَ شَخصِيًّا إلَيه. (يو ٦:٤٤) وهو مُستَعِدٌّ دائِمًا أن يُساعِدَكَ لِأنَّكَ غالٍ على قَلبِه.
٥ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن تَعامُلاتِ يَسُوع معَ الَّذينَ احتَقَرَهُمُ الآخَرون؟
٥ ونَحنُ نَتَعَلَّمُ الكَثيرَ عن مَشاعِرِ يَهْوَه حينَ نَتَأمَّلُ في مِثالِ يَسُوع. فخِلالَ خِدمَتِهِ على الأرض، لاحَظَ يَسُوع الَّذينَ احتَقَرَهُمُ الآخَرون، وعامَلَهُم بِتَعاطُف. (مت ٩:٩-١٢) فحينَ لَمَسَت ثَوبَهُ امرَأةٌ تُعاني مِن مَرَضٍ مُؤْلِمٍ على أمَلِ أن تُشْفى، طَمَّنَها يَسُوع ومَدَحَها على إيمانِها. (مر ٥:٢٥-٣٤) ويَسُوع عَكَسَ كامِلًا شَخصِيَّةَ أبيه. (يو ١٤:٩) لِذلِك تَقدِرُ أن تَثِقَ بِأنَّ لكَ قيمَةً كَبيرَة في عَيْنَيْ يَهْوَه، وهو يُلاحِظُ صِفاتِكَ الحُلْوَة مِثلَ إيمانِكَ ومَحَبَّتِكَ له.
٦ كَيفَ يَتَغَلَّبُ الشَّخصُ على مَشاعِرِ عَدَمِ القيمَة؟
٦ وماذا لَو كُنتَ تَشُكُّ دائِمًا في قيمَتِك؟ إقرَأْ آياتٍ تُؤَكِّدُ لكَ أنَّ قيمَتَكَ كَبيرَة في عَيْنَيْ يَهْوَه، وتَأمَّلْ فيها جَيِّدًا.b (مز ٩٤:١٩) وإذا وَضَعتَ هَدَفًا وفَشِلتَ في الوُصولِ إلَيه، أو شَعَرتَ بِالإحباطِ لِأنَّكَ لا تَقدِرُ أن تَفعَلَ كَثيرًا كما يَفعَلُ غَيرُك، فلا تَحكُمْ على نَفْسِكَ بِقَسوَة. يَهْوَه مَنطِقِيٌّ في تَوَقُّعاتِهِ مِنَّا. (مز ١٠٣:١٣، ١٤) وفي حالِ تَعَرَّضتَ لِإساءَةٍ في الماضي، فلا تَلُمْ نَفْسَكَ على ما فَعَلَهُ مَن أساءَ إلَيك. الذَّنْبُ لَيسَ ذَنْبَكَ أبَدًا! تَذَكَّر: يَهْوَه يَعتَبِرُ أنَّ الحَقَّ هو على الَّذي فَعَلَ الخَطَأَ ولَيسَ على الضَّحِيَّة. (١ بط ٣:١٢) تَقولُ سَانْدْرَا الَّتي تَعَرَّضَت لِإساءَةٍ في صِغَرِها: «أطلُبُ مِن يَهْوَه دائِمًا أن يُساعِدَني لِأرى نَفْسي بِطَريقَةٍ مُتَّزِنَة، كما يَراني هو».
٧ كَيفَ نَستَفيدُ مِن تَجارِبِنا السَّابِقَة لِنَخدُمَ يَهْوَه؟
٧ لا تَشُكَّ أبَدًا أنَّ يَهْوَه يُمكِنُ أن يَستَخدِمَكَ لِتُساعِدَ الآخَرين. فهو أعْطاكَ الشَّرَفَ أن تَكونَ عامِلًا معهُ في الخِدمَةِ المَسِيحِيَّة. (١ كو ٣:٩) وعلى الأرجَح، تَجارِبُكَ في الحَياةِ جَعَلَتكَ قادِرًا أن تَتَفَهَّمَ مَشاعِرَ غَيرِكَ وتَتَعاطَفَ معهُم أكثَر. وهذا مُهِمٌّ جِدًّا كَي تُساعِدَهُم. هِيلِين المَذكورَة سابِقًا نالَتِ المُساعَدَة، وهيَ الآنَ قادِرَةٌ أن تُساعِدَ غَيرَها. تَقول: «كُنتُ ‹لا أحَد›. لكنَّ يَهْوَه عَمِلَ مِنِّي شَخصًا مَحبوبًا ومُفيدًا لِغَيرِه». وهي سَعيدَةٌ بِأن تَخدُمَ كفاتِحَةٍ عادِيَّة.
يَهْوَه يُريدُ أن نَقبَلَ غُفرانَه
٨ أيُّ كَلِماتٍ مُطَمِّنَة نَجِدُها في إشَعْيَا ١:١٨؟
٨ بَعضُ خُدَّامِ يَهْوَه يُعَذِّبُهُمُ النَّدَمُ على ما فَعَلوهُ في الماضي، سَواءٌ قَبلَ أو حتَّى بَعدَ مَعمودِيَّتِهِم. لكنْ جَيِّدٌ أن نَتَذَكَّرَ أنَّ يَهْوَه هَيَّأَ لنا الفِديَةَ لِأنَّهُ يُحِبُّنا مَحَبَّةً شَديدَة. وطَبعًا، هو يُريدُ أن نَقبَلَ هَدِيَّتَه. ويُطَمِّنُنا أنَّنا بَعدَ أن ‹نُقَوِّمَ أُمورَنا›c معه، لا يَعودُ يُمسِكُ خَطايانا ضدَّنا. (إقرأ إشعيا ١:١٨.) كم مَحَبَّةُ يَهْوَه كَبيرَة! فهو يَنْسى خَطايانا السَّابِقَة، لكنَّهُ لا يَنْسى أبَدًا الأشياءَ الجَيِّدَة الَّتي فَعَلناها. — مز ١٠٣:٩، ١٢؛ عب ٦:١٠.
٩ لِماذا يَلزَمُ أن نَعمَلَ جُهدَنا كَي نُرَكِّزَ على الحاضِرِ والمُستَقبَلِ ولَيسَ على الماضي؟
٩ إذا كانَ النَّدَمُ على الماضي يُعَذِّبُك، فاعمَلْ كُلَّ جُهدِكَ لِتُرَكِّزَ على الحاضِرِ والمُستَقبَلِ ولَيسَ على الماضي. فَكِّرْ في مِثالِ الرَّسولِ بُولُس. فهو نَدِمَ لِأنَّهُ اضطَهَدَ المَسِيحِيِّينَ بِشَراسَة، لكنَّهُ عَرَفَ أنَّ يَهْوَه سامَحَه. (١ تي ١:١٢-١٥) فهلِ استَمَرَّ بَعدَ ذلِك يُقَلِّبُ هذِهِ الأفكارَ السَّلبِيَّة في رَأسِه؟ لا شَكَّ أنَّهُ رَفَضَ أن يَفعَلَ ذلِك، تَمامًا كما رَفَضَ أن يَظَلَّ يُفَكِّرُ في إنجازاتِهِ السَّابِقَة كيَهُودِيٍّ مُخْلِص. (في ٣:٤-٨، ١٣-١٥) بَدَلًا مِن ذلِك، اجتَهَدَ بُولُس في خِدمَتِهِ وتَطَلَّعَ إلى الأمام، إلى المُستَقبَل. ومِثلَ بُولُس، لا تَقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي. لكنَّكَ تَقدِرُ أن تُكرِمَ يَهْوَه حَسَبَ ظُروفِكَ الآن، وتَتَطَلَّعَ إلى المُستَقبَلِ الرَّائِعِ الَّذي وَعَدَكَ به.
١٠ ماذا نَفعَلُ إذا كانَت تَصَرُّفاتُنا السَّابِقَة قد آذَت غَيرَنا؟
١٠ رُبَّما يُعَذِّبُكَ ضَميرُكَ بِسَبَبِ أخطائِكَ السَّابِقَة الَّتي آذَتِ الآخَرين. فماذا يُساعِدُك؟ إفعَلْ كُلَّ ما تَقدِرُ علَيهِ لِتُصلِحَ خَطَأَك، بِما في ذلِك أن تَعتَذِرَ بِصِدق. (٢ كو ٧:١١) أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يَكونَ إلى جانِبِ الَّذينَ تَأثَّروا بِتَصَرُّفاتِك. فهو يَقدِرُ أن يُساعِدَكَ أنتَ والَّذينَ آذَيتَهُم كَي تَحتَمِلوا وتَستَعيدوا سَلامَكُم.
١١ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ النَّبِيِّ يُونَان؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ تَعَلَّمْ مِن أخطاءِ الماضي، وكُنْ مُستَعِدًّا أن تَدَعَ يَهْوَه يَستَخدِمُكَ كَيفَما يُريد. لاحِظْ مِثالَ النَّبِيِّ يُونَان. فبَدَلَ أن يُسافِرَ إلى نِينَوَى كما أمَرَهُ يَهْوَه، هَرَبَ في الاتِّجاهِ المُعاكِس. فأدَّبَهُ يَهْوَه، وهو نَدِمَ وتَعَلَّمَ مِن غَلَطِه. (يون ١:١-٤، ١٥-١٧؛ ٢:٧-١٠) ولم يَقطَعْ يَهْوَه الأمَلَ مِن يُونَان، بل أعْطاهُ فُرصَةً أُخْرى لِيَذهَبَ إلى نِينَوَى. وهذِهِ المَرَّةَ أطاعَ يُونَان على الفَوْر. فلم يَسمَحْ لِلنَّدَمِ على خَطَئِهِ السَّابِقِ أن يَمنَعَهُ مِن قُبولِ هذا التَّعيينِ مِن يَهْوَه. — يون ٣:١-٣.
بعدما نجا النبي يونان من محنته في بطن السمكة الكبيرة، قال له يهوه من جديد أن يذهب إلى نينوى ويعلن رسالته (أُنظر الفقرة ١١.)
يَهْوَه يُشَجِّعُنا مِن خِلالِ الرُّوحِ القُدُس
١٢ كَيفَ يُعْطينا يَهْوَه السَّلامَ إذا كُنَّا نُعاني مِن صَدمَةٍ نَفْسِيَّة أو خَسارَة؟ (فيلبي ٤:٦، ٧)
١٢ مِن خِلالِ الرُّوحِ القُدُس، يُواسينا يَهْوَه إذا كُنَّا نُعاني مِن صَدمَةٍ نَفْسِيَّة أو خَسارَة. لاحِظْ ما حَصَلَ مع رُونِي وكَارُول اللَّذَيْنِ انتَحَرَ ابْنُهُما. يَقولان: «مَرَرنا بِصُعوباتٍ كَبيرَة مِن قَبل، لكنَّ هذِه كانَتِ الأسوَأ. قَضَينا لَيالي كَثيرَة دونَ نَوم، وكُنَّا كُلَّ الوَقتِ نُصَلِّي إلى يَهْوَه. وهو أعْطانا السَّلامَ الَّذي تَصِفُهُ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧. شَعَرنا بهِ في داخِلِنا». (إقرأها.) إذا كُنتَ تَمُرُّ بِظَرفٍ صَعبٍ يَسحَقُك، فافتَحْ قَلبَكَ لِيَهْوَه كُلَّما أرَدتَ وقَدْرَ ما تُريد. (مز ٨٦:٣؛ ٨٨:١) أُطلُبْ مِنهُ دائِمًا أن يُعْطِيَكَ روحَهُ القُدُس. وهو لن يَتَجاهَلَ طَلَبَكَ أبَدًا. — لو ١١:٩-١٣.
١٣ كَيفَ يُساعِدُنا الرُّوحُ القُدُسُ أن نَستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه بِأمانَة؟ (أفسس ٣:١٦)
١٣ هل مَرَرتَ بِظَرفٍ استَنزَفَ طاقَتَكَ وتَرَكَكَ ضَعيفًا؟ الرُّوحُ القُدُسُ قادِرٌ أن يُقَوِّيَكَ لِتَستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه بِأمانَة. (إقرأ أفسس ٣:١٦.) إلَيكَ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها فْلُورَا. فهي وزَوجُها كانا يَخدُمانِ معًا كمُرسَلَيْنِ عِندَما خانَها وتَطَلَّقا. تُخبِر: «بَعدَما خانَني زَوجي، تَمَلَّكَتني مَشاعِرُ الحُزنِ والألَمِ وكانَت تَأكُلُني مِنَ الدَّاخِل. صَلَّيتُ إلى يَهْوَه لِيُعْطِيَني روحَهُ القُدُسَ كَي لا أنهار. ويَهْوَه أعْطاني ما احتَجتُ إلَيهِ لِأُشْفى وأتَخَطَّى مِحنَةً كُنتُ أراها جَبَلًا لا يَتَزَحزَح». وتَشعُرُ فْلُورَا أنَّ اللّٰهَ ساعَدَها لِتَتَّكِلَ علَيهِ أكثَر، وتَزيدَ ثِقَتَها بِأنَّهُ سيَكونُ إلى جانِبِها في كُلِّ الصُّعوباتِ الَّتي تُواجِهُها. تُضيف: «كَلِماتُ المَزْمُور ١١٩:٣٢ انطَبَقَت علَيَّ: ‹سأتبَعُ وَصاياكَ بِحَماسَةٍ لِأنَّكَ تُعطي قَلبي الثِّقَة›». — مز ١١٩:٣٢، الحاشية.
١٤ كَيفَ نَسمَحُ لِروحِ اللّٰهِ بِأن يَعمَلَ فينا؟
١٤ كَيفَ تَعمَلُ بِانسِجامٍ مع طَلَبِكَ لِلرُّوحِ القُدُس؟ شارِكْ في نَشاطاتٍ تَسمَحُ لِروحِ اللّٰهِ بِأن يَعمَلَ فيك. وتَشمُلُ هذِهِ النَّشاطاتُ حُضورَ الاجتِماعاتِ وعَمَلَ التَّبشير. إمْلَأْ عَقلَكَ بِأفكارِ يَهْوَه مِن خِلالِ قِراءَةِ كَلِمَتِهِ كُلَّ يَوم. (في ٤:٨، ٩) وفيما تَقرَأ، لاحِظْ شَخصِيَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّذينَ مَرُّوا بِضيقات، وفَكِّرْ كَيفَ ساعَدَهُم يَهْوَه أن يَحتَمِلوا. سَانْدْرَا المُشارُ إلَيها مِن قَبل مَرَّت بِمُصيبَةٍ بَعدَ أُخْرى. تَقول: «قِصَّةُ يُوسُف تُؤَثِّرُ فِيَّ كَثيرًا. فهو لم يَدَعِ الظُّلمَ والضِّيقاتِ تُضعِفُ عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه». — تك ٣٩:٢١-٢٣.
يَهْوَه يُشَجِّعُنا مِن خِلالِ إخوَتِنا وأخَواتِنا
١٥ مَن يُمكِنُهُم أن يُشَجِّعونا، وكَيفَ يَفعَلونَ ذلك؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٥ فيما نَمُرُّ بِضيقات، إخوَتُنا وأخَواتُنا يُمكِنُ أن يَكونوا «عَونًا مُقَوِّيًا» لنا. (كو ٤:١١) فهُم في الحَقيقَةِ تَعبيرٌ حَيٌّ عن مَحَبَّةِ يَهْوَه لنا. فقد يُشَجِّعونَنا حينَ يَسمَعونَنا بِتَعاطُف، أو رُبَّما يَدعَمونَنا بِوُجودِهِم قُربَنا. وقد يُذَكِّرونَنا بِآيَةٍ تُطَمِّنُنا أو يُصَلُّونَ معنا.d (رو ١٥:٤) وأحيانًا، قد يُذَكِّرُنا أخٌ أو أُختٌ بِطَريقَةِ تَفكيرِ يَهْوَه، ويُساعِدُنا بِالتَّالي أن نُحافِظَ على تَوازُنِنا. أيضًا، قد يُقَدِّمُ لنا إخوَتُنا في الإيمانِ مُساعَدَةً عَمَلِيَّة، مِثلَ أن يَجلُبوا لنا وَجبَةَ طَعام.
الإخوة الناضجون والموثوق بهم يمكن أن يقدِّموا لنا الدعم والتشجيع (أُنظر الفقرة ١٥.)
١٦ ماذا قد يَلزَمُ أن نَفعَلَ كَي نَنالَ الدَّعمَ مِنَ الآخَرين؟
١٦ كَي نَنالَ الدَّعمَ مِنَ الآخَرين، قد يَلزَمُ أن نَطلُبَه. فإخوَتُنا وأخَواتُنا يُحِبُّونَنا ويُريدونَ أن يُساعِدونا. (أم ١٧:١٧) لكنَّهُم قد لا يَعرِفونَ ماذا نَشعُرُ أو ماذا نَحتاج. (أم ١٤:١٠) فإذا كُنتَ تُعاني مِن ألَمٍ عاطِفِيّ، فلا تَتَرَدَّدْ في التَّحَدُّثِ عن مَشاعِرِكَ معَ الإخوَةِ والأخَواتِ النَّاضِجين. أخبِرْهُم ماذا يُمكِنُ أن يُساعِدَك. وقد تَختارُ أن تَأتَمِنَ شَيخًا أوِ اثنَيْنِ تَرتاحُ لهُما. وبَعضُ الأخَواتِ يَتَشَجَّعْنَ حينَ يَتَكَلَّمْنَ مع أُختٍ ناضِجَة.
١٧ ما بَعضُ التَّحَدِّياتِ الَّتي قد تَمنَعُنا مِن نَيلِ التَّشجيع، وكَيفَ نَتَغَلَّبُ علَيها؟
١٧ قاوِمِ المَيلَ أن تَعزِلَ نَفْسَك. فبِسَبَبِ مَشاعِرِكَ المُؤْلِمَة، قد لا تَرغَبُ في قَضاءِ الوَقتِ معَ الآخَرين. وأحيانًا، قد يُسيءُ إخوَتُكَ وأخَواتُكَ فَهمَكَ أو لا يَختارونَ الكَلِماتِ المُناسِبَة. (يع ٣:٢) فلا تَسمَحْ لِتَحَدِّياتٍ كهذِه أن تَمنَعَكَ مِن نَيلِ التَّشجيعِ الَّذي تَحتاجُ إلَيه. يَقولُ شَيخٌ اسْمُهُ كِيفِن يُعاني مِنَ الاكتِئاب: «في أوْقاتٍ كَثيرَة، آخِرُ شَيءٍ أُريدُ أن أفعَلَهُ هو أن أتَواصَلَ معَ الإخوان». لكنَّ كِيفِن لا يَستَسلِمُ لِهذِهِ المَشاعِر، بل يَستَفيدُ مِن عِشرَةِ الآخَرين. وتُخبِرُ أُختٌ اسْمُها إيمِي: «بِسَبَبِ تَجارِبي السَّابِقَة، صَعبٌ علَيَّ أن أثِقَ بِأحَد. لكنِّي أتَعَلَّمُ أن أُحِبَّ إخوَتي وأخَواتي وأثِقَ بهِم كما يَفعَلُ يَهْوَه. فأنا أعرِفُ أنَّ هذا يُفَرِّحُه، ويُفَرِّحُني أنا أيضًا».
تَشَجَّعْ بِوُعودِ يَهْوَه أن يَشْفِيَ جِراحَك
١٨ إلامَ نَتَطَلَّعُ بِشَوق، وماذا يُمكِنُ أن نَفعَلَ الآن؟
١٨ نَقدِرُ أن نَتَطَلَّعَ إلى المُستَقبَل وكُلُّنا ثِقَةٌ أنَّ يَهْوَه سيَشْفي قَريبًا كُلَّ آلامِنا الجَسَدِيَّة والعاطِفِيَّة. (رؤ ٢١:٣، ٤) وآنَذاك، كُلُّ الأشياءِ البَشِعَة الَّتي مَرَرْنا بِها لن تَعودَ توجِعُنا. (إش ٦٥:١٧) وكَما رَأيْنا، يَهْوَه ‹يَعتَني بِجِراحِنا› حتَّى في الوَقتِ الحاضِر. فاستَفِدْ كامِلًا مِنَ الوَسائِلِ الَّتي هَيَّأها بِمَحَبَّةٍ لِيَدعَمَكَ ويُواسِيَك. ولا تَشُكَّ ولَو لِلَحظَةٍ «أنَّهُ يَهتَمُّ بك». — ١ بط ٥:٧.
التَّرنيمَة ٧ يَهْوَه يا قُوَّتي
a تَمَّ تَغييرُ الأسماء.
b أُنظُرِ الإطار «أنتَ غالٍ على قَلبِ يَهْوَه».
c كَي ‹نُقَوِّمَ أُمورَنا› مع يَهْوَه، يَلزَمُ أن نُبَرهِنَ أنَّنا تائِبونَ حينَ نَطلُبُ مِنهُ أن يَغفِرَ لنا خَطايانا ونُغَيِّرُ سُلوكَنا. وإذا ارتَكَبنا خَطِيَّةً خَطيرَة، يَلزَمُ أيضًا أن نَطلُبَ المُساعَدَةَ مِن شُيوخِ الجَماعَة. — يع ٥:١٤، ١٥.
d أُنظُرْ مَثَلًا الآياتِ تَحتَ المَوْضوعَيْن «الدَّعمُ والتَّعزِيَة» و «القَلَق» في كِتاب آياتٌ مُفيدَة لِحَياتِنا المَسِيحِيَّة.