مقالة الدرس ١٥
التَّرنيمَة ٣٠ إلهي، صَديقي، وأبي
‹جَيِّدٌ لنا أن نَقتَرِبَ إلى اللّٰه›
«أمَّا أنا فجَيِّدٌ لي أن أقتَرِبَ إلى اللّٰه». — مز ٧٣:٢٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
كَيفَ نَقتَرِبُ أكثَرَ إلى يَهْوَه وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟
١-٢ (أ) أيُّ جُهدٍ مَطلوبٌ لِنُنَمِّيَ صَداقَةً قَوِيَّة مع أحَد؟ (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
هل لَدَيكَ صَديقٌ مُقَرَّب؟ كَيفَ صِرتُما صَديقَيْن؟ لا شَكَّ أنَّكَ أمْضَيتَ الوَقتَ معه، عَرَفتَ ما هي ظُروفُه، وأخَذتَ فِكرَةً عن ما يُحِبُّ وما يَكرَه. كما أنَّكَ رَأيتَ فيهِ صِفاتٍ حُلْوَة تُريدُ أن تُنَمِّيَها. ومعَ الوَقت، قَوِيَت عَلاقَتُكُما وصِرتَ تُحِبُّه.
٢ واضِحٌ أنَّ تَنمِيَةَ صَداقَةٍ قَوِيَّة مع أحَدٍ تَتَطَلَّبُ الوَقتَ والجُهد. ويُمكِنُ أن نَقولَ نَفْسَ الشَّيءِ عن تَنمِيَةِ عَلاقَةٍ شَخصِيَّة قَوِيَّة مع يَهْوَه اللّٰه. هذِهِ المَقالَةُ ستُناقِشُ كَيفَ نَقتَرِبُ أكثَرَ إلى إلهِنا وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك. ولكنْ في البِدايَة، لِنَرَ لِماذا جَيِّدٌ أن نَقتَرِبَ إلى صَديقِنا المُفَضَّلِ يَهْوَه.
٣ لِماذا يَلزَمُ أن نَتَأمَّلَ في فَوائِدِ الاقتِرابِ إلى يَهْوَه؟ أعْطِ مَثَلًا.
٣ أنتَ تُوافِقُ دونَ شَكٍّ أنَّهُ مِنَ الجَيِّدِ أن نَقتَرِبَ إلى يَهْوَه. ولكنْ حينَ نَتَأمَّلُ كم جَيِّدٌ فِعلًا هوَ الاقتِرابُ إلى يَهْوَه، نَندَفِعُ أن نَستَمِرَّ في الاقتِرابِ إلَيه. (مز ٦٣:٦-٨) على سَبيلِ المِثال، نَحنُ نَعرِفُ أنَّ النِّظامَ الغِذائِيَّ المُتَوازِن، الرِّياضَة، النَّومَ كِفايَةً، وشُربَ ما يَكْفي مِنَ الماءِ كُلَّها أُمورٌ جَيِّدَة لنا. مع ذلِك، كَثيرونَ لا يُعْطونَها أهَمِّيَّةً ويُهمِلونَ صِحَّتَهُم. ولكنْ كُلَّما فَكَّرنا كم تُفيدُنا العاداتُ الصِّحِّيَّة، صارَ الاحتِمالُ أكبَرَ أن نَلتَزِمَ بها. بِشَكلٍ مُشابِه، رُبَّما نَعرِفُ أنَّ الاقتِرابَ إلى يَهْوَه جَيِّدٌ لنا، لكنَّ التَّأمُّلَ في فَوائِدِهِ يَدفَعُنا أن نَستَمِرَّ في الاقتِرابِ أكثَرَ إلى صَديقِنا. — مز ١١٩:٢٧-٣٠.
٤ كما يُشيرُ المَزْمُور ٧٣:٢٨، أيُّ مَشاعِرَ عَبَّرَ عنها الكاتِب؟
٤ إقرإ المزمور ٧٣:٢٨. كانَ كاتِبُ المَزْمُور ٧٣ لَاوِيًّا تَعَيَّنَ لِيَخدُمَ كموسيقِيٍّ في هَيكَلِ يَهْوَه. وعلى الأرجَح، خَدَمَ هذا اللَّاوِيُّ يَهْوَه بِأمانَةٍ سَنَواتٍ طَويلَة. مع ذلِك، شَعَرَ بِالحاجَةِ أن يُذَكِّرَ نَفْسَهُ والآخَرينَ أنَّهُ جَيِّدٌ لهُ ولهُم ‹أن يَقتَرِبوا إلى اللّٰه›. فما هي بَعضُ الفَوائِدِ الَّتي تَأتي مِنَ الاقتِرابِ إلى اللّٰه؟
‹الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ› يَجلُبُ السَّعادَة
٥ (أ) لِماذا يَمنَحُنا الاقتِرابُ أكثَر إلى يَهْوَه السَّعادَة؟ (ب) على أساسِ الأمْثَال ٢:٦-١٦، أعْطِ أمثِلَةً مُحَدَّدَة تُظهِرُ كَيفَ تُفيدُكَ حِكمَةُ يَهْوَه وتَحْميك شَخصِيًّا.
٥ كُلَّما صِرنا أقرَبَ إلى يَهْوَه، شَعَرنا بِسَعادَةٍ أكبَر. (مز ٦٥:٤) وهذا صَحيحٌ لِعِدَّةِ أسباب. أحَدُها هو أنَّنا نَستَفيدُ حينَ نُطَبِّقُ الحِكمَةَ العَمَلِيَّة الَّتي نَجِدُها في كَلِمَتِه، الكِتابِ المُقَدَّس. فهذِهِ الحِكمَةُ تَحْمينا مِنَ التَّأثيراتِ السَّيِّئَة ومِنِ ارتِكابِ خَطايا خَطيرَة. (إقرإ الأمثال ٢:٦-١٦.) لِذلِك لا نَستَغرِبُ أن يَقولَ الكِتابُ المُقَدَّس: «سَعيدٌ هوَ الَّذي يَجِدُ الحِكمَةَ والَّذي يَتَعَلَّمُ التَّمييز». — أم ٣:١٣.
٦ لِماذا خَسِرَ كاتِبُ المَزْمُور فَرَحَه؟
٦ طَبعًا، حتَّى أصدِقاءُ يَهْوَه يَمُرُّونَ بِفَتَراتٍ مِنَ الحُزن. كاتِبُ المَزْمُور ٧٣ خَسِرَ فَرَحَهُ حينَ استَسلَمَ لِلتَّفكيرِ السَّلبِيّ. فهوَ انزَعَجَ وشَعَرَ بِالحَسَدِ لِأنَّهُ ظَنَّ أنَّ الأشرارَ الَّذينَ لا يَهُمُّهُمُ اللّٰهُ ولا مَقاييسُهُ يَعيشونَ حَياةً حُلْوَة. وافتَرَضَ أنَّ الأشخاصَ العَنيفينَ والمُتَكَبِّرينَ هُم دائِمًا أغْنى وصِحَّتُهُم أفضَل، حتَّى إنَّهُم لا يُعانونَ كغَيرِهِم مِنَ النَّاس. (مز ٧٣:٣-٧، ١٢) لقد كانَ مُتَضايِقًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ في إحْدى المَراحِلِ تَساءَلَ إنْ كانَت جُهودُهُ في خِدمَةِ يَهْوَه لها قيمَةٌ فِعلًا. حتَّى إنَّهُ قال: «أمَّا أنا، فبِلا فائِدَةٍ أبْقَيتُ قَلبي طاهِرًا، وبِلا فائِدَةٍ غَسَلتُ يَدَيَّ لِأُظهِرَ بَراءَتي». — مز ٧٣:١٣.
٧ كَيفَ نَتَخَطَّى فَتَراتِ الحُزنِ الَّتي يُمكِنُ أن تُهَدِّدَ سَعادَتَنا؟ (أُنظُر أيضًا الصُّورَة.)
٧ لم يَسمَحْ كاتِبَ المَزْمُور لِلحُزنِ أن يَشُلَّه. بل فَعَلَ شَيئًا: دَخَلَ «إلى مَكانِ اللّٰهِ المُقَدَّسِ العَظيم»، وهُناك صَحَّحَ يَهْوَه تَفكيرَه. (مز ٧٣:١٧-١٩) فحينَ نَكونُ حَزينين، يَعرِفُ صَديقُنا المُفَضَّلُ يَهْوَه ماذا نَشعُر. وإذا طَلَبنا إرشادَهُ في الصَّلاةِ وقَبِلْنا مُساعَدَتَهُ الَّتي تَأتينا مِن كَلِمَتِهِ والجَماعَةِ المَسِيحِيَّة، نَنالُ القُوَّةَ لِنَحتَمِلَ حُزنَنا. وحتَّى عِندَما تَخنُقُنا الهُموم، يُريحُنا يَهْوَه ويُهَدِّئُنا. — مز ٩٤:١٩.a
اللاوي الذي كتب المزمور ٧٣ يقف في «مكان اللّٰه المقدس العظيم» (أُنظر الفقرة ٧.)
‹الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ› يُعْطينا هَدَفًا وأمَلًا
٨ بِأيِّ طَريقَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ يَكونُ الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ جَيِّدًا لنا؟
٨ إضافَةً إلى الشُّعورِ بِالسَّعادَة، الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ جَيِّدٌ لنا بِطَريقَتَيْنِ مُهِمَّتَيْن. أوَّلًا، يُعْطي حَياتَنا هَدَفًا حَقيقِيًّا. وثانِيًا، يُعْطينا أمَلًا أكيدًا لِلمُستَقبَل. (إر ٢٩:١١) لِنَتَعَمَّقْ أكثَرَ في هاتَيْنِ الفائِدَتَيْن.
٩ كَيفَ يُعْطي الاقتِرابُ إلى يَهْوَه مَعْنًى لِحَياتِنا؟
٩ الاقتِرابُ إلى يَهْوَه يُعْطي هَدَفًا لِحَياتِنا. فكَثيرونَ اليَومَ مِمَّن يُنكِرونَ وُجودَ اللّٰهِ يُفَكِّرونَ أنَّ الحَياةَ بِلا مَعْنًى وأنَّ البَشَرِيَّةَ ستَنتَهي يَومًا ما. لكنَّنا بَعدَما دَرَسنا كَلِمَةَ اللّٰه، اقتَنَعنا «بِأنَّهُ كائِنٌ وبِأنَّهُ يُكافِئُ الَّذينَ يَجِدُّونَ في طَلَبِه». (عب ١١:٦) وحتَّى في الوَقتِ الحاضِر، نَحنُ نَعيشُ حَياةً سَعيدَة أكثَرَ لِأنَّنا نَفعَلُ ما خُلِقنا مِن أجْلِه: نَخدُمُ أبانا السَّماوِيَّ يَهْوَه. — تث ١٠:١٢، ١٣.
١٠ ماذا يَكشِفُ المَزْمُور ٣٧:٢٩ بِخُصوصِ مُستَقبَلِ الَّذينَ يَضَعونَ أمَلَهُم في يَهْوَه؟
١٠ بِالنِّسبَةِ إلى كَثيرينَ مِنَ النَّاس، هذِهِ الحَياةُ هي كُلُّ شَيء، هي أمَلُهُمُ الوَحيد. لِذلِك نَراهُم يَعمَلون، يَهتَمُّونَ بِعائِلَتِهِم، ويَسْعَوْنَ لِتَأمينِ آخِرَتِهِم. فلا وُجودَ لِلّٰهِ في حَياتِهِم. أمَّا خُدَّامُ يَهْوَه فيَضَعونَ أمَلَهُم فيه. (مز ٢٥:٣-٥؛ ١ تي ٦:١٧) فنَحنُ نَثِقُ بِالإلهِ الَّذي اقتَرَبنا إلَيه، ونَثِقُ بِوُعودِهِ لنا. ولَدَينا أمَلٌ في المُستَقبَلِ أن نَعبُدَ يَهْوَه إلى الأبَدِ في الفِردَوس. — إقرإ المزمور ٣٧:٢٩.
١١ كَيفَ يُؤَثِّرُ الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ علَينا، وكَيفَ يُؤَثِّرُ علَيه؟
١١ الاقتِرابُ إلى اللّٰهِ جَيِّدٌ لنا بِطُرُقٍ كَثيرَة أُخْرى. مَثَلًا، يَعِدُ يَهْوَه أن يَغفِرَ خَطايا الأشخاصِ التَّائِبينَ القَريبينَ مِنه. (إش ١:١٨) ونَتيجَةَ ذلِك، لَيسَ علَينا أن نَحمِلَ ثِقلَ عَذابِ الضَّميرِ بِسَبَبِ خَطايانا السَّابِقَة. (مز ٣٢:١-٥) ولَدَينا الامتِيازُ أن نُفَرِّحَ قَلبَ يَهْوَه. (أم ٢٣:١٥) وقد تَخطُرُ على بالِكَ أيضًا بَرَكاتٌ أُخْرى تَنتِجُ عن صَداقَتِكَ القَوِيَّة معَ اللّٰه. ولكنْ كَيفَ تَستَمِرُّ في الاقتِرابِ إلى اللّٰه؟
كَيفَ تَستَمِرُّ في ‹الاقتِرابِ إلى اللّٰه›؟
١٢ ماذا فَعَلتَ حتَّى الآنَ كَي تَقتَرِبَ إلى اللّٰه؟
١٢ إذا كُنتَ مَسِيحِيًّا مُعتَمِدًا، فلا شَكَّ أنَّكَ أخَذتَ خُطُواتٍ كَبيرَة لِتَقتَرِبَ إلى يَهْوَه. فقد تَعَلَّمتَ حَقائِقَ كَثيرَة عنهُ وعنِ المَسِيح يَسُوع، تُبتَ عن خَطاياكَ السَّابِقَة، أظهَرتَ إيمانًا قَوِيًّا بِاللّٰه، واجتَهَدتَ لِتَعيشَ بِانسِجامٍ مع مَشيئَتِه. ولكنْ كَي نَقتَرِبَ أكثَرَ إلى اللّٰه، علَينا أن نَستَمِرَّ في فِعلِ هذِهِ الأُمور. — كو ٢:٦.
١٣ أيُّ ثَلاثَةِ أُمورٍ تُساعِدُنا أن نَستَمِرَّ في الاقتِرابِ أكثَرَ إلى يَهْوَه؟
١٣ ماذا يُساعِدُنا أن نَستَمِرَّ في الاقتِرابِ أكثَرَ إلى يَهْوَه؟ (١) يَلزَمُ أن نَظَلَّ نَقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونَدرُسُه. وفيما نَفعَلُ ذلِك، لا يَجِبُ أن يَكونَ هَدَفُنا مُجَرَّدَ فَهمِ حَقائِقَ أساسِيَّة عنِ اللّٰه. بل علَينا أن نُحاوِلَ أن نُمَيِّزَ ما هي مَشيئَةُ اللّٰهِ لنا، وأن نَسمَحَ لِلمَبادِئِ الَّتي وَضَعَها في كَلِمَتِهِ بِأن تُوَجِّهَ حَياتَنا. (أف ٥:١٥-١٧) (٢) يَلزَمُ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا مِن خِلالِ التَّأمُّلِ في الأدِلَّةِ الكَثيرَة على مَحَبَّةِ يَهْوَه لنا. و (٣) يَلزَمُ أن نَستَمِرَّ في كُرْهِ الأُمورِ الَّتي تُغضِبُه، ونَتَجَنَّبَ على الدَّوامِ صَداقَةَ الَّذينَ يُمارِسونَ أُمورًا كهذِه. — مز ١:١؛ ١٠١:٣.
١٤ إنسِجامًا مع ١ كُورِنْثُوس ١٠:٣١، ما بَعضُ الأشياءِ الَّتي يُمكِنُ أن نَفعَلَها في حَياتِنا اليَومِيَّة كَي نُرْضِيَ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١٤ إقرأ ١ كورنثوس ١٠:٣١. مُهِمٌّ جِدًّا أن نَسْعى بِاجتِهادٍ لِنَفعَلَ ما يُرْضي يَهْوَه. وهذا لا يَتَوَقَّفُ على ما نَفعَلُهُ في الخِدمَةِ واجتِماعاتِ الجَماعَة. فالأعمالُ الجَيِّدَة الَّتي تُرْضي يَهْوَه تَشمُلُ ما نَفعَلُهُ في حَياتِنا اليَومِيَّة. فنَحنُ مَثَلًا نُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه حينَ نَكونُ صادِقينَ ونَزيهينَ في كُلِّ شَيءٍ ونُشارِكُ الآخَرينَ في ما لَدَينا. (٢ كو ٨:٢١؛ ٩:٧) ويَهْوَه يُريدُ أيضًا أن نُظهِرَ تَقديرًا عَميقًا لِهِبَةِ الحَياة. ونَحنُ نَقتَرِبُ أكثَرَ إلى مُعْطي الحَياةِ حينَ نُحافِظُ على عاداتٍ مُتَوازِنَة في الأكلِ والشُّربِ ونَهتَمُّ بِصِحَّتِنا بِطُرُقٍ أُخْرى ضِمنَ المَعقول. وكُلُّ جُهدٍ نَبذُلُهُ لِنُرْضِيَ يَهْوَه، حتَّى في الأشياءِ الَّتي تَبْدو صَغيرَة، سيَجعَلُنا أعِزَّاءَ أكثَرَ على قَلبِه. — لو ١٦:١٠.
القيادة الآمنة، إظهار الضيافة، والاهتمام بأنفسنا من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي هي بعض الطرق لنُرضي يهوه (أُنظر الفقرة ١٤.)
١٥ كَيفَ يَتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَّا أن نُعامِلَ الآخَرين؟
١٥ ويَهْوَه لَطيفٌ معَ الصَّالِحينَ والأشرارِ على السَّواء. (مت ٥:٤٥) وهو يَتَوَقَّعُ مِنَّا أيضًا أن نُعامِلَ الآخَرينَ بِلُطفٍ مِثلَه. فلا يَجِبُ أن ‹نَقولَ كَلامًا سَيِّئًا عن أحَد، ولا نَكونَ مَيَّالينَ إلى المُشاجَرَة، بل عَلَينا أن نُظهِرَ كُلَّ الوَداعَةِ تِجاهَ كُلِّ النَّاس›. (تي ٣:٢) لِذلِك نَحنُ لا نُقَلِّلُ مِنِ احتِرامِ الآخَرينَ لِمُجَرَّدِ أنَّ مُعتَقَداتِهِم مُختَلِفَةٌ عن مُعتَقَداتِنا. (٢ تي ٢:٢٣-٢٥) فنَحنُ نَقتَرِبُ أكثَرَ إلى يَهْوَه حينَ نَكونُ دائِمًا لَطيفينَ معَ الجَميعِ ونُراعي مَشاعِرَهُم.
‹إقتَرِبْ إلى اللّٰهِ› حتَّى في لَحَظاتِ الضُّعف
١٦ كَيفَ بَدَأ كاتِبُ المَزْمُور ٧٣ يَشعُرُ بَعدَ فَترَة؟
١٦ ولكنْ ماذا لَو أنَّكَ بَعدَ فَترَةٍ بَدَأتَ تَشعُرُ أنَّكَ لا تَستَحِقُّ مَحَبَّةَ يَهْوَه؟ كما رَأينا، حَصَلَ نَفْسُ الشَّيءِ مع كاتِبِ المَزْمُور ٧٣. وقد عَبَّرَ عنِ انزِعاجِهِ مِن نَفْسِهِ قائِلًا: «كادَت قَدَمايَ تَبتَعِدانِ عنِ الطَّريقِ الصَّحيح، وخُطُواتي كانَت على وَشْكِ أن تَزِلّ». (مز ٧٣:٢) ثُمَّ قالَ بِصَراحَةٍ إنَّهُ صارَ «حَزينًا»، «أحمَق»، و «مِثلَ حَيَوانٍ بِلا فَهمٍ» أمامَ يَهْوَه. (مز ٧٣:٢١، ٢٢) فهلِ استَنتَجَ أنَّ مَوقِفَهُ الخاطِئَ جَعَلَ مِنهُ قَضِيَّةً خاسِرَة، شَخصًا لا يَستاهِلُ مَحَبَّةَ يَهْوَه؟
١٧ (أ) ماذا فَعَلَ كاتِبُ المَزْمُور حتَّى وهو في عِزِّ اليَأْس؟ (ب) ماذا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ معه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٧ في حالِ شَعَرَ كاتِبُ المَزْمُور أنَّ يَهْوَه رَفَضَه، فلا بُدَّ أنَّ شُعورَهُ هذا كانَ وَقتِيًّا فَقَط. فيَبْدو أنَّهُ في عِزِّ يَأْسِه، أدرَكَ أنَّهُ بِحاجَةٍ أن يَقتَرِبَ أكثَرَ إلى اللّٰه. لِذلِك قال: «أمَّا الآنَ فأنا دائِمًا معك [يا يَهْوَه]؛ أنتَ تُمسِكُ بِيَدي اليُمْنى. تُرشِدُني بِنَصائِحِك، وسَتَقودُني إلى المَجد». (مز ٧٣:٢٣، ٢٤) نَحنُ أيضًا يَجِبُ أن نَتَطَلَّعَ إلى يَهْوَه بِصِفَتِهِ الصَّخرَةَ الَّتي تَسنُدُنا وَقتَ الضُّعفِ أوِ الإحباط. (مز ٧٣:٢٦، الحاشية؛ ٩٤:١٨) وحتَّى لَوِ ابتَعَدَت أقدامُنا وَقتِيًّا عنِ الطَّريقِ الصَّحيح، نَقدِرُ أن نَرجِعَ إلى يَهْوَه وكُلُّنا ثِقَةٌ أنَّهُ سيَكونُ مُستَعِدًّا أن يَغفِرَ لنا. (مز ٨٦:٥) فيَلزَمُ أن نَقتَرِبَ أكثَرَ إلى إلهِنا، وخُصوصًا حينَ نَكونُ في عِزِّ اليَأْس. — مز ١٠٣:١٣، ١٤.
في لحظات الضعف الروحي، علينا أن نقترب إلى يهوه حين نشارك أكثر في النشاطات الثيوقراطية (أُنظر الفقرة ١٧.)
سنَظَلُّ إلى الأبَدِ ‹نَقتَرِبُ إلى اللّٰه›
١٨ لِماذا لَيسَ هُناك حُدودٌ لِلاقتِرابِ إلى يَهْوَه؟
١٨ لا حُدودَ لِلاقتِرابِ إلى يَهْوَه والتَّعَرُّفِ علَيه؛ سنَظَلُّ إلى الأبَدِ نَتَعَلَّمُ عنهُ ونُقَوِّي صَداقَتَنا معه. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ إنَّ طُرُقَ يَهْوَه وحِكمَتَهُ ومَعرِفَتَهُ «تَفوقُ استيعابَنا». — رو ١١:٣٣.
١٩ ماذا تُؤَكِّدُ لنا كَلِماتُ المَزامير؟
١٩ يَقولُ المَزْمُور ٧٩:١٣: «نَحنُ، شَعبَكَ والخِرافَ الَّتي تَرْعاها، سنَشكُرُكَ إلى الأبَد؛ سنُسَبِّحُكَ جيلًا بَعدَ جيل». وفيما تَستَمِرُّ في الاقتِرابِ إلى اللّٰه، كُنْ أكيدًا أنَّكَ أنتَ أيضًا ستَحصُلُ على بَرَكاتٍ أبَدِيَّة وسَتَقولُ بِثِقَة: «اللّٰهُ يُقَوِّي قَلبي، هو حِصَّتي إلى الأبَد». — مز ٧٣:٢٦.
التَّرنيمَة ٣٢ إصطَفُّوا مع يَهْوَه!
a إنَّ الَّذينَ يُعانونَ لِفَتَراتٍ طَويلَة مِنَ اليَأْس، القَلَق، أوِ الحُزنِ قد يَحتاجونَ إلى مُساعَدَةٍ مِنِ اختِصاصِيِّين. لِتَعرِفَ أكثَر، انظُرْ بُرجَ المُراقَبَة، العَدَد ١/٢٠٢٣.