مقالة الدرس ٣٣
التَّرنيمَة ٤ «يَهْوَه راعِيَّ»
كُنْ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك
«أحبَبتُكِ مَحَبَّةً أبَدِيَّة. لِذلِك جَذَبتُكِ إلَيَّ لِأنِّي وَلِيّ». — إر ٣١:٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا وكَيفَ نُقَوِّي اقتِناعَنا بِهذِهِ الفِكرَة؟
١ لِماذا نَذَرتَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
هل تَتَذَكَّرُ اليَومَ الَّذي نَذَرتَ فيهِ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟ لا شَكَّ أنَّكَ أخَذتَ هذا القَرارَ لِأنَّكَ تَعَرَّفتَ علَيهِ وصِرتَ تُحِبُّه. فوَعَدتَهُ أنَّكَ ستَضَعُ مَشيئَتَهُ أوَّلًا في حَياتِكَ وسَتَظَلُّ تُحِبُّهُ بِكُلِّ قَلبِك، نَفْسِك، عَقلِك، وقُوَّتِك. (مر ١٢:٣٠) ومُنذُ ذلِكَ الوَقت، مَحَبَّتُكَ لهُ تَقْوى أكثَرَ فأكثَر. لِذلِك، كَيفَ تُجاوِبُ إذا سَألَكَ أحَد: «هل أنتَ مُتَأكِّدٌ أنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَه»؟ لا شَكَّ أنَّكَ تَقولُ دونَ تَرَدُّد: «طَبعًا. أنا أُحِبُّهُ أكثَرَ مِن أيِّ شَخصٍ أو شَيءٍ آخَر!».
هل تتذكر المحبة الكبيرة التي شعرت بها تجاه يهوه عندما نذرت نفسك له واعتمدت؟ (أُنظر الفقرة ١.)
٢-٣ مِمَّ يُريدُ يَهْوَه أن نَكونَ مُتَأكِّدين، وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟ (إرميا ٣١:٣)
٢ ولكنْ كَيفَ تُجاوِبُ إذا سَألَكَ أحَد: «هل أنتَ مُتَأكِّدٌ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ أنت»؟ هل تَتَرَدَّدُ أن تُجاوِبَ ورُبَّما تُفَكِّرُ أنَّكَ لا تَستاهِلُ مَحَبَّةَ يَهْوَه؟ قالَت أُختٌ عاشَت طُفولَةً صَعبَة: «أعرِفُ أنِّي أُحِبُّ يَهْوَه. لَيسَ لَدَيَّ أيُّ شَكٍّ في ذلِك. الشَّيءُ الَّذي أشُكُّ فيهِ دائِمًا هو: هل يَهْوَه يُحِبُّني؟». ولكنْ ما هيَ الحَقيقَة؟ كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه تِجاهَك؟
٣ يُريدُ يَهْوَه أن تَقتَنِعَ بِأنَّهُ يُحِبُّك. (إقرأ إرميا ٣١:٣.) ففي الحَقيقَة، يَهْوَه جَذَبَكَ إلَيه. وعِندَما نَذَرتَ نَفْسَكَ لهُ واعتَمَدت، حَصَلتَ على شَيءٍ ثَمينٍ فِعلًا: مَحَبَّتِهِ الثَّابِتَة. وهذِهِ المَحَبَّةُ هي تَعَلُّقٌ شَديدٌ لا يَزولُ أبَدًا. وهي تَدفَعُهُ أن يَعتَبِرَ خُدَّامَهُ الأُمَناء، بِمَن فيهِم أنت، ‹مِلْكَهُ الثَّمين›. (مل ٣:١٧، الحاشية) ويَهْوَه يُريدُ أن تَكونَ واثِقًا بِمَحَبَّتِهِ لكَ مِثلَما كانَ الرَّسولُ بُولُس واثِقًا بِمَحَبَّةِ يَهْوَه له. لِذلِك كَتَبَ بِثِقَة: «إنِّي مُقتَنِعٌ أنَّهُ لا شَيءَ يَقدِرُ أن يَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا، لا مَوتَ ولا حَياةَ ولا مَلائِكَةَ ولا حُكوماتِ ولا أشياءَ مَوْجودَةً الآنَ ولا أشياءَ آتِيَةً ولا أيَّ قُوَّةٍ ولا عُلُوَّ ولا عُمقَ ولا أيَّ خَليقَةٍ أُخْرى؛ لا شَيءَ أبَدًا يَقدِرُ أن يَفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا». (رو ٨:٣٨، ٣٩) وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نُقَوِّيَ اقتِناعَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، وماذا يُساعِدُنا أن نَفعَلَ ذلِك.
لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
٤ كَيفَ نُحارِبُ أحَدَ الأعمالِ الأكثَرِ مَكرًا الَّتي يَعمَلُها إبْلِيس؟
٤ إذا كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، نَقدِرُ أن نُحارِبَ أحَدَ «أعمالِ إبْلِيس الماكِرَة». (أف ٦:١١) الشَّيْطَان مُستَعِدٌّ أن يَعمَلَ أيَّ شَيءٍ كَي يَمنَعَنا أن نَخدُمَ يَهْوَه. وأحَدُ أعمالِهِ الأكثَرِ مَكرًا هو أنَّهُ يُرَوِّجُ لِلكِذبَةِ أنَّ يَهْوَه لا يُحِبُّنا. ولا نَنْسَ أبَدًا أنَّ إبْلِيس استِغلالِيّ. فهو غالِبًا ما يُهاجِمُنا عِندَما نَكونُ ضُعَفاء، رُبَّما مُستَنزَفينَ عاطِفِيًّا بِسَبَبِ تَجارِبِ الماضي، تَحَدِّياتِ الحاضِر، أو خَوفِنا مِنَ المُستَقبَل. (أم ٢٤:١٠) الشَّيْطَان هو مِثلُ أسَدٍ هَدَفُهُ أن يَستَغِلَّ فَريسَتَهُ العاجِزَة. لِذلِك يُحاوِلُ أن يَستَغِلَّ مَعْنَوِيَّاتِنا الضَّعيفَة كَي يَجعَلَنا نَستَسلِم. ولكنْ إذا بَقينا نُقَوِّي اقتِناعَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، نَصيرُ مُجَهَّزينَ بِشَكلٍ أفضَلَ ‹لِنُقاوِمَ› إبْلِيس وخِدَعَهُ وتَكتيكاتِهِ الخَبيثَة. — ١ بط ٥:٨، ٩؛ يع ٤:٧.
٥ لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَشعُرَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويُقَدِّرُنا؟
٥ إذا كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، نَقدِرُ أن نَقتَرِبَ إلَيهِ أكثَر. لِماذا نَقولُ ذلِك؟ حينَ خَلَقَنا يَهْوَه، وَضَعَ فينا الحاجَةَ أن نُحِبَّ ونُحَبَّ. فرَدَّةُ فِعلِنا الطَّبيعِيَّة تِجاهَ المَحَبَّةِ هيَ المَحَبَّة. لِذلِك كُلَّما شَعَرنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويُقَدِّرُنا، أحبَبناهُ نَحنُ أكثَر. (١ يو ٤:١٩) وفيما تَزيدُ مَحَبَّتُنا له، تَزيدُ مَحَبَّتُهُ هو لنا. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ بِوُضوح: «إقتَرِبوا إلى اللّٰهِ فيَقتَرِبَ إلَيكُم». (يع ٤:٨) ولكنْ كَيفَ نُقَوِّي اقتِناعَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
ماذا يُساعِدُنا أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
٦ بِخُصوصِ ماذا يَلزَمُ أن نُصَلِّيَ كَي نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
٦ صَلِّ بِاستِمرارٍ ولْتَكُنْ صَلَواتُكَ مُحَدَّدَة. (لو ١٨:١؛ رو ١٢:١٢) أُطلُبْ مِن يَهْوَه، عِدَّةَ مَرَّاتٍ في اليَومِ إذا لَزِمَ الأمر، أن يُساعِدَكَ لِتَرى نَفْسَكَ كما يَراكَ هو. طَبعًا، قَلبُكَ الَّذي يَلومُكَ صَعبٌ أن يَقتَنِع. ولكنْ تَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه أعظَمُ مِن قَلبِك. (١ يو ٣:١٩، ٢٠) فهو يَعرِفُكَ أكثَرَ مِمَّا تَعرِفُ نَفْسَك؛ ويَرى فيكَ ما لا تَقدِرُ أن تَراه. (١ صم ١٦:٧؛ ٢ أخ ٦:٣٠) لِذلِك لا تَتَرَدَّدْ أن ‹تَفتَحَ لهُ قَلبَكَ› وتُخبِرَهُ عن مَشاعِرِك، اطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ لِتَكونَ مُتَأكِّدًا مِن مَحَبَّتِه. (مز ٦٢:٨) ثُمَّ اعمَلْ حَسَبَ صَلَواتِك. والاقتِراحاتُ التَّالِيَة ستُساعِدُك.
٧-٨ كَيفَ تُؤَكِّدُ لنا المَزَامِير أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
٧ ثِقْ بِأنَّ يَهْوَه يَعْني ما يَقولُه. أوْحى يَهْوَه إلى كَتَبَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن يَصِفوهُ كما هو فِعلًا. لاحِظِ الأُسلوبَ الرَّقيقَ الَّذي وَصَفَهُ بهِ دَاوُد في أحَدِ المَزَامِير. فهو قال: «يَهْوَه قَريبٌ مِنَ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور؛ هو يُخَلِّصُ الَّذينَ مَعْنَويَّاتُهُم ضَعيفَة». (مز ٣٤:١٨، الحاشية) حينَ تَكونُ حَزينًا، قد تَشعُرُ أنَّكَ وَحيدٌ تَمامًا. لكنَّ يَهْوَه يَعِدُ بِأن يَكونَ قَريبًا مِنكَ في أوْقاتٍ كهذِه لِأنَّهُ يَعرِفُ أنَّكَ بِحاجَةٍ إلَيهِ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى. وفي مَزْمُور آخَر، كَتَبَ دَاوُد: «إجمَعْ دُموعي في زِقِّك». (مز ٥٦:٨، الحاشية) فيَهْوَه يَراكَ حينَ تُعاني مِنَ المَشاكِل، وهو يَهتَمُّ لِأمرِكَ كَثيرًا ويَشعُرُ معك. وكَأنَّهُ يَجمَعُ دُموعَكَ ويَعتَبِرُها غالِيَةً جِدًّا، مِثلَ ماءٍ ثَمينٍ في زِقٍّ أو كيسٍ جِلدِيٍّ يَحمِلُهُ مُسافِر. ونَقرَأُ في المَزْمُور ١٣٩:٣: «[يا يَهْوَه، أنتَ] تَعرِفُ كُلَّ طُرُقي». فيَهْوَه يَرى كُلَّ ما تَفعَلُه، لكنَّهُ يُرَكِّزُ على الأشياءِ الجَيِّدَة الَّتي تَفعَلُها. (عب ٦:١٠) لِماذا؟ لِأنَّهُ يُقَدِّرُ كُلَّ جُهدٍ تَبذُلُهُ لِتُرْضِيَه.a
٨ مِن خِلالِ آياتٍ مُشَجِّعَة كهذِه في الأسفارِ المُقَدَّسَة الموحى بها، كأنَّ يَهْوَه يَقولُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا: «أُريدُ أن تَعرِفَ إلى أيِّ دَرَجَةٍ أُحِبُّكَ وأهتَمُّ لِأمرِك». ولكنْ كما ذَكَرنا مِن قَبل، يُرَوِّجُ الشَّيْطَان لِلكِذبَةِ أنَّ يَهْوَه لا يُحِبُّك. لِذلِك إذا كُنتَ تَشُكُّ أحيانًا في مَحَبَّةِ يَهْوَه لك، فتَوَقَّفْ واسألْ نَفْسَك: ‹مَن سأُصَدِّق: الشَّيْطَان «أبا الكَذِبِ» أم يَهْوَه «إلهَ الحَقّ»؟›. — يو ٨:٤٤؛ مز ٣١:٥.
٩ ماذا يُؤَكِّدُ يَهْوَه لِلَّذينَ يُحِبُّونَه؟ (خروج ٢٠:٥، ٦)
٩ فَكِّرْ كَيفَ يَتَجاوَبُ يَهْوَه معَ المَحَبَّة. لاحِظْ ما قالَهُ يَهْوَه لِمُوسَى ولِلإسْرَائِيلِيِّين. (إقرإ الخروج ٢٠:٥، ٦.) يَعِدُ يَهْوَه بِأن يَظَلَّ يُظهِرُ الوَلاءَ أوِ المَحَبَّةَ الثَّابِتَة لِلَّذينَ يُحِبُّونَه. وهذِهِ الكَلِماتُ تُؤَكِّدُ لنا أنَّ أبانا الوَلِيَّ لن يَتَلَقَّى أبَدًا المَحَبَّةَ مِن خُدَّامِهِ دونَ أن يُحِبَّهُم بِالمُقابِل. (نح ١:٥ والحاشية) لِذلِك إذا احتَجتَ أحيانًا إلى تَأكيدٍ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك، فتَوَقَّفْ واسألْ نَفْسَك: ‹هل أُحِبُّ يَهْوَه؟›. ثُمَّ تَأمَّلْ في هذِهِ الفِكرَة: ما دُمتَ تُحِبُّ يَهْوَه وتَعمَلُ كُلَّ جُهدِكَ لِتُرْضِيَه، فلَدَيكَ ضَمانَةٌ مِنهُ أنَّهُ يُحِبُّكَ مَحَبَّةً كَبيرَة. (دا ٩:٤؛ ١ كو ٨:٣) بِكَلِماتٍ أُخْرى، إذا كُنتَ لا تَشُكُّ في مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَه، فلِماذا تَشُكُّ في مَحَبَّتِهِ لك؟ إنَّ مَحَبَّتَهُ ووَلاءَهُ أصدَقُ مِن أن يَطالَهُما الشَّكّ.
١٠-١١ كَيفَ يُريدُ يَهْوَه مِنكَ أن تَرى الفِديَة؟ (غلاطية ٢:٢٠)
١٠ تَأمَّلْ في الفِديَة. حَياةُ يَسُوع المَسِيح الَّتي قَدَّمَها فِديَةً عنَّا هي أعظَمُ هَدِيَّةٍ مِن يَهْوَه لِلبَشَر. (يو ٣:١٦) ولكنْ هل هذِهِ الهَدِيَّةُ لكَ أنتَ شَخصِيًّا؟ نَعَم! فَكِّرْ في اختِبارِ الرَّسولِ بُولُس. فهوَ ارتَكَبَ خَطايا خَطيرَة قَبلَ أن يَصيرَ مَسِيحِيًّا، وكانَ لا يَزالُ بِحاجَةٍ أن يُحارِبَ ضَعَفاتِهِ الشَّخصِيَّة. (رو ٧:٢٤، ٢٥؛ ١ تي ١:١٢-١٤) مع ذلِك، صارَ يَرى الفِديَةَ كهَدِيَّةٍ شَخصِيَّة مِن يَهْوَه إلَيه. (إقرأ غلاطية ٢:٢٠.) ولا تَنْسَ أنَّ يَهْوَه أوْحى إلى بُولُس أن يُسَجِّلَ هذِهِ الكَلِمات. وكُلُّ ما كُتِبَ في الكِتابِ المُقَدَّسِ هو لِإرشادِنا. (رو ١٥:٤) فكَلِماتُ بُولُس تُظهِرُ كَيفَ يُريدُ يَهْوَه مِنكَ أنتَ أن تَرى الفِديَة: هَدِيَّةً شَخصِيَّة مِنهُ إلَيك. وحينَ تَصيرُ تَرى الفِديَةَ بِهذِهِ الطَّريقَة، يَقْوى اقتِناعُكَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ أنت.
١١ نَشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ أرسَلَ يَسُوع إلى الأرضِ لِيَموتَ عنَّا. ولكنْ هُناك سَبَبٌ آخَرُ دَفَعَ يَسُوع أن يَنزِلَ إلى الأرض، وهو أن يُخبِرَ الآخَرينَ الحَقيقَةَ عنِ اللّٰه. (يو ١٨:٣٧) وجُزْءٌ مِن هذِهِ الحَقيقَةِ هو كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه تِجاهَ أوْلادِه.
كَيفَ يُساعِدُنا يَسُوع أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
١٢ لِماذا نَثِقُ بِوَصفِ يَسُوع لِيَهْوَه؟
١٢ عِندَما كانَ يَسُوع على الأرض، لم يُوَفِّرْ أيَّ فُرصَةٍ لِيُخبِرَ النَّاسَ عن شَخصِيَّةِ يَهْوَه. (لو ١٠:٢٢) ولَدَينا ثِقَةٌ مُطلَقَة بِوَصفِ يَسُوع لِيَهْوَه. لِماذا؟ لِأنَّهُ عاشَ معهُ في السَّماءِ دُهورًا طَويلَةً قَبلَ أن يَأتِيَ إلى الأرض. (كو ١:١٥) ومِنِ اختِباراتِهِ الشَّخصِيَّة والأُمورِ الَّتي رَآها، عَرَفَ كم يُحِبُّ يَهْوَه أبناءَهُ وبَناتِهِ الأُمَناء. فكَيفَ يُساعِدُ يَسُوع الآخَرينَ أن يَتَأكَّدوا مِن مَحَبَّةِ اللّٰهِ لهُم؟
١٣ كَيفَ يُريدُ يَسُوع أن نَرى يَهْوَه؟
١٣ يُريدُ يَسُوع أن نَرى يَهْوَه مِثلَما يَراهُ هو. ففي الأناجيل، أشارَ يَسُوع إلى يَهْوَه بِكَلِمَةِ «أبٍ» أو «آبٍ» أكثَرَ مِن ١٦٠ مَرَّة. وحينَ كانَ يَتَكَلَّمُ مع أتباعِه، استَعمَلَ عِباراتٍ مِثلَ ‹أبيكُم› و ‹أبيكُمُ السَّماوِيّ›. (مت ٥:١٦؛ ٦:٢٦) تَقولُ المُلاحَظَةُ الدِّراسِيَّة على مَتَّى ٥:١٦: «إستَعمَلَ خُدَّامُ اللّٰهِ الأوَّلونَ الكَثيرَ مِنَ الألقابِ الرَّفيعَة لِيَصِفوا يَهْوَه ويُخاطِبوه، بِما فيها ‹القادِرُ على كُلِّ شَيء›، ‹العالي على كُلِّ شَيء›، و ‹الخالِقُ العَظيم›، لكنَّ استِعمالَ يَسُوع تَكرارًا لِلكَلِمَةِ البَسيطَة والشَّائِعَة ‹أبٌ› يُلْقي الضَّوءَ على عَلاقَةِ اللّٰهِ الحَميمَة بِعُبَّادِه». فمِنَ الواضِحِ أنَّ يَسُوع يُريدُ أن نَرى يَهْوَه مِثلَما يَراهُ هو: أبانا الحَنونَ الَّذي يُحِبُّ أوْلادَهُ كَثيرًا. لِنُناقِشْ مَثَلَيْنِ استَعمَلَ فيهِما يَسُوع كَلِمَةَ «أب».
١٤ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا لهُ قيمَةٌ في عَيْنَيْ أبينا السَّماوِيّ؟ (متى ١٠:٢٩-٣١) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ أوَّلًا، لاحِظْ كَلِماتِ يَسُوع في مَتَّى ١٠:٢٩-٣١. (إقرأها.) العَصافيرُ الدُّورِيَّة لن تُحِبَّ يَهْوَه يَومًا ولن تَعبُدَهُ في حَياتِها. مع ذلِك، أبونا السَّماوِيُّ يُقَدِّرُ قيمَةَ كُلِّ عُصفورٍ دورِيٍّ لِدَرَجَةِ أنَّهُ يَعرِفُ متى يَسقُطُ على الأرض. فهل مَعقولٌ أن لا يُقَدِّرَ كُلَّ واحِدٍ مِن عُبَّادِهِ الأُمَناءِ الَّذينَ يَخدُمونَهُ بِدافِعِ المَحَبَّة؟! والأكيدُ أنَّ يَهْوَه يَهتَمُّ بهِمِ اهتِمامًا شَديدًا. وبِخُصوصِ الكَلِماتِ «حتَّى شَعرُ رَأسِكُم كُلُّهُ مَعدود»، تَقولُ المُلاحَظَةُ الدِّراسِيَّة على الآيَة ٣٠: «بِما أنَّ يَهْوَه يَعرِفُ جَيِّدًا تَفاصيلَ دَقيقَة كهذِه، فهذا يُؤَكِّدُ أنَّهُ مُهتَمٌّ جِدًّا بِكُلِّ فَردٍ مِن أتباعِ المَسِيح». وبِالطَّبع، يُريدُ يَسُوع أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا لهُ قيمَةٌ في عَيْنَيْ أبينا السَّماوِيّ.
يقدِّر يهوه قيمة كل عصفور دوري لدرجة أنه يعرف متى يسقط على الأرض. فهل معقول أن لا يقدِّر قيمتك أنت الذي تعبده بأمانة وتحبه من كل قلبك؟! (أُنظر الفقرة ١٤.)
١٥ ماذا تُخبِرُكَ كَلِماتُ يَسُوع في يُوحَنَّا ٦:٤٤ عن أبيكَ السَّماوِيّ؟
١٥ إلَيكَ مَثَلًا آخَرَ عنِ استِعمالِ يَسُوع لِكَلِمَةِ «أب». (إقرأ يوحنا ٦:٤٤.) فأبوكَ السَّماوِيُّ جَذَبَكَ شَخصِيًّا وبِكُلِّ لُطفٍ إلى الحَقّ. ولكنْ لِماذا فَعَلَ ذلِك؟ لِأنَّهُ رَأى في داخِلِكَ قَلبًا مُجَهَّزًا لِنَيلِ الحَياةِ الأبَدِيَّة. (أع ١٣:٤٨) وتَقولُ المُلاحَظَةُ الدِّراسِيَّة على يُوحَنَّا ٦:٤٤ إنَّ يَسُوع رُبَّما كانَ يُلَمِّحُ إلى كَلِماتِ إرْمِيَا، الَّتي هي آيَتُنا الرَّئيسِيَّة: «أحبَبتُكِ مَحَبَّةً أبَدِيَّة. لِذلِك جَذَبتُكِ إلَيَّ لِأنِّي وَلِيّ [أو: لِذلِك أظَلُّ أُظهِرُ لكِ المَحَبَّةَ الثَّابِتَة]». (إر ٣١:٣ والحاشية؛ قارن هوشع ١١:٤.) فَكِّرْ في ما يَعْنيهِ ذلِك: أبونا السَّماوِيُّ المُحِبُّ يَظَلُّ يَرى فيكَ الأشياءَ الجَيِّدَة الَّتي قد لا تَراها أنتَ في نَفْسِك.
١٦ (أ) ماذا كانَ يَسُوع يَقولُ لنا، ولِماذا يَلزَمُ أن نُصَدِّقَه؟ (ب) كَيفَ تُقَوِّي اقتِناعَكَ بِأنَّ يَهْوَه هوَ الأبُ الَّذي تَحتاجُ إلَيه؟ (أُنظُرِ الإطار «الأبُ الَّذي نَحتاجُ إلَيهِ جَميعًا».)
١٦ حينَ أشارَ يَسُوع إلى يَهْوَه بِصِفَتِهِ أبانا، كأنَّهُ كانَ يَقولُ لنا: «يَهْوَه لَيسَ أبي وَحْدي، بل هو أبوكَ أنتَ أيضًا. وأنا أُؤَكِّدُ لكَ أنَّهُ يُحِبُّكَ أنتَ شَخصِيًّا ويَهُمُّهُ أمرُكَ كَثيرًا». لِذلِك إذا شَكَكتَ أحيانًا في مَحَبَّةِ يَهْوَه لك، فتَوَقَّفْ واسألْ نَفْسَك: ‹ألَا يَجِبُ أن أثِقَ بِكَلِماتِ الابْنِ الَّذي يَعرِفُ أبانا أكثَرَ مِن أيِّ شَخصٍ آخَرَ ويَقولُ الصِّدقَ دائِمًا؟›. — ١ بط ٢:٢٢.
إستَمِرَّ في تَقوِيَةِ اقتِناعِك
١٧ لِماذا علَينا أن نَستَمِرَّ في تَقوِيَةِ اقتِناعِنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
١٧ نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَظَلَّ نُقَوِّي اقتِناعَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا. فكَما رَأينا، عَدُوُّنا الماكِرُ الشَّيْطَان إبْلِيس سيَفعَلُ أيَّ شَيءٍ لِيَجعَلَنا نَستَسلِمُ ونَتَوَقَّفُ عن خِدمَةِ يَهْوَه. وكَي يُضعِفَ تَصميمَنا، سيَظَلُّ يُحاوِلُ أن يُخَسِّرَنا ثِقَتَنا بِأنَّ اللّٰهَ يُحِبُّنا. فلا يَجِبُ أن نَدَعَهُ يَربَح! — أي ٢٧:٥.
١٨ كَيفَ تُقَوِّي ثِقَتَكَ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه؟
١٨ كَي تُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه، صَلِّ إلَيهِ دائِمًا لِيُساعِدَكَ أن تَرى نَفْسَكَ كما يَراكَ هو. تَأمَّلْ كَيفَ وَصَفَ كَتَبَةُ الأسفارِ المُقَدَّسَة الموحى بها مَحَبَّةَ يَهْوَه الرَّقيقَة. فَكِّرْ في طَريقَةِ تَجاوُبِهِ معَ المَحَبَّة، فهو لن يَتَلَقَّى المَحَبَّةَ أبَدًا دونَ أن يُحِبَّ بِالمُقابِل. تَأمَّلْ لِماذا تَقدِرُ أن تَعتَبِرَ الفِديَةَ هَدِيَّةً شَخصِيَّة لك. وثِقْ بِكَلِماتِ يَسُوع الَّتي تُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه هو أبوكَ السَّماوِيّ. وهكَذا إذا سَألَكَ أحَد: «هل أنتَ مُتَأكِّدٌ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ أنت؟»، تَقدِرُ أن تُجاوِبَهُ بِكُلِّ ثِقَة: «نَعَم، أنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ يُحِبُّني! وسَأفعَلُ كُلَّ ما أقدِرُ علَيهِ كُلَّ يَومٍ لِأُظهِرَ لهُ أنِّي أنا أيضًا أُحِبُّه!».
التَّرنيمَة ١٥٤ «المَحَبَّةُ لا تَفْنى أبَدًا»