مقالة الدرس ٣٦
التَّرنيمَة ١٠٣ الرُّعاةُ عَطايا في رِجال
أُطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ
«لِيَطلُبْ مِن شُيوخِ الجَماعَةِ أن يَأتوا». — يع ٥:١٤.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن تَنالَ المُساعَدَةَ الرُّوحِيَّة مِن شُيوخِ الجَماعَةِ حينَ تَحتاجُ إلَيها.
١ كَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه أنَّ خِرافَهُ أعِزَّاءُ على قَلبِه؟
خِرافُ يَهْوَه أعِزَّاءُ على قَلبِه. فهوَ اشتَراهُم بِدَمِ يَسُوع وعَيَّنَ شُيوخَ الجَماعَةِ لِيَهتَمُّوا بِهِم كَرَعِيَّةٍ لَه. (أع ٢٠:٢٨) ويَهْوَه يُريدُ مِنهُم أن يُعامِلوا خِرافَهُ بِرِقَّة. وتَحتَ قِيادَةِ المَسِيح، يُنعِشُ الشُّيوخُ الخِرافَ ويَحْمونَهُم مِنَ الخَطَرِ الرُّوحِيّ. — إش ٣٢:١، ٢.
٢ بِمَن يَهتَمُّ يَهْوَه بِشَكلٍ خاصّ؟ (حزقيال ٣٤:١٥، ١٦)
٢ يَهتَمُّ يَهْوَه اهتِمامًا شَديدًا بِكُلِّ خِرافِه، لكنَّهُ يَهتَمُّ بِشَكلٍ خاصٍّ بِالأشخاصِ الَّذينَ يُعانونَ مِنَ المَشاكِل. فمِن خِلالِ الشُّيوخ، يُساعِدُ يَهْوَه الَّذينَ لَدَيهِم مَشاكِلُ روحِيَّة. (إقرأ حزقيال ٣٤:١٥، ١٦.) لكنَّهُ يُريدُ مِنَّا أن نَطلُبَ المُساعَدَةَ حينَ نَحتاجُ إلَيها. طَبعًا في أوْقاتٍ كهذِه، نَحنُ نُصَلِّي إلى اللّٰهِ صَلَواتٍ صادِقَة ونَطلُبُ دَعمَه، لكنَّنا نَطلُبُ أيضًا مِنَ ‹الرُّعاةِ والمُعَلِّمينَ› في الجَماعَةِ أن يَدعَمونا روحِيًّا. — أف ٤:١١، ١٢.
٣ كَيفَ نَستَفيدُ جَميعًا مِن مُناقَشَتِنا لِدَورِ الشُّيوخ؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ التَّرتيبَ الَّذي هَيَّأَهُ اللّٰهُ كَي نَنالَ المُساعَدَةَ الرُّوحِيَّة مِن خِلالِ الشُّيوخ. وسَنُجاوِبُ عن هذِهِ الأسئِلَة: متى يَلزَمُ أن نَطلُبَ مُساعَدَةَ الشُّيوخ؟ لِماذا يَلزَمُ أن نَطلُبَها؟ وكَيفَ يُساعِدونَنا؟ وحتَّى لَو لم نَكُنْ نُواجِهُ مُشكِلَةً الآن، فإنَّ الأجوِبَةَ عن هذِهِ الأسئِلَةِ تَزيدُ تَقديرَنا لِتَرتيبِ اللّٰهِ وقد تُنقِذُ حَياتَنا يَومًا.
متى يَلزَمُ أن نَطلُبَ مُساعَدَةَ الشُّيوخ؟
٤ لِماذا نَستَنتِجُ أنَّ يَعْقُوب ٥:١٤-١٦، ١٩، ٢٠ تُشيرُ إلى المَرَضِ الرُّوحِيّ؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
٤ يَبدَأُ التِّلميذُ يَعْقُوب كَلامَهُ عن تَرتيبِ اللّٰهِ لِنَيلِ المُساعَدَةِ الرُّوحِيَّة بِهذا السُّؤال: «هل أحَدٌ مِنكُم مَريض؟ فلْيَطلُبْ مِن شُيوخِ الجَماعَةِ أن يَأتوا». (إقرأ يعقوب ٥:١٤-١٦، ١٩، ٢٠.) ويُظهِرُ سِياقُ الكَلامِ أنَّ يَعْقُوب يَتَكَلَّمُ عنِ المَرَضِ الرُّوحِيّ. مَثَلًا، يَنصَحُ يَعْقُوب الشَّخصَ المَريضَ أن يَطلُبَ مِنَ الشُّيوخ، لا مِنَ الطَّبيب، أن يَأتوا إلَيه. والدَّليلُ الآخَرُ أنَّ المَقصودَ هُنا هوَ المَرَضُ الرُّوحِيُّ هو أنَّ عَمَلِيَّةَ الشِّفاءِ تَشمُلُ غُفرانَ الخَطايا. ومِن بَعضِ النَّواحي، الخُطُواتُ المَطلوبَة لِمُعالَجَةِ المَرَضِ الرُّوحِيِّ تُشبِهُ الخُطُواتِ المَطلوبَة لِمُعالَجَةِ المَرَضِ الحَرفِيّ. فحينَ نَكونُ مَرْضى جَسَدِيًّا، نَزورُ الطَّبيب، نُخبِرُهُ عن أعراضِنا، ونَتبَعُ تَعليماتِه. بِشَكلٍ مُشابِه، حينَ نَكونُ مَرْضى روحِيًّا، يَلزَمُ أن نَذهَبَ إلى أحَدِ الشُّيوخ، نُخبِرَهُ عن حالَتِنا، ونَتبَعَ نَصائِحَهُ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس.
حين نعاني من مرض جسدي، نزور الطبيب؛ وحين نعاني من مرض روحي، يلزم أن نلجأ إلى الشيوخ (أُنظر الفقرة ٤.)
٥ كَيفَ نَعرِفُ أنَّنا في خَطَرٍ أن نَمرَضَ روحِيًّا؟
٥ إنَّ التَّرتيبَ الَّذي وَصَفَهُ يَعْقُوب في الفَصل ٥ يُشَجِّعُنا أن نَذهَبَ إلى الشُّيوخِ حينَ نَشعُرُ أنَّ صِحَّتَنا الرُّوحِيَّة في خَطَرٍ بِشَكلٍ أو بِآخَر. ولكنْ مِنَ الحِكمَةِ أن نَطلُبَ المُساعَدَةَ قَبلَ أن نُعَرِّضَ صَداقَتَنا معَ اللّٰهِ لِأذًى كَبير. يَجِبُ أن نَكونَ صادِقينَ مع أنفُسِنا. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُحَذِّرُنا مِن أن نَخدَعَ أنفُسَنا بِخُصوصِ حالَتِنا الرُّوحِيَّة. (يع ١:٢٢) بَعضُ المَسِيحِيِّينَ الأوَّلينَ في سَارْدِس وَقَعوا في هذا الفَخّ، ويَسُوع أوْصاهُم أن يَنتَبِهوا لِحالَتِهِمِ الرُّوحِيَّة. (رؤ ٣:١، ٢) وإحْدى الطُّرُقِ لِنَفحَصَ صِحَّتَنا الرُّوحِيَّة هي أن نُقارِنَ حَماسَتَنا لِعِبادَةِ يَهْوَه الآنَ بِحَماسَتِنا في السَّابِق. (رؤ ٢:٤، ٥) مَثَلًا، لِنَسألْ أنفُسَنا: ‹هل أشعُرُ أنِّي لم أعُدْ أستَمتِعُ كما مِن قَبل بِقِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ والتَّأمُّلِ فيه؟ هل صارَ استِعدادي لِلاجتِماعاتِ وحُضوري لها غَيرَ مُنتَظِمَيْن؟ هل بَرَدَت حَماسَتي لِلخِدمَة؟ هلِ التَّسلِيَةُ والمُمتَلَكاتُ تَأخُذُ الكَثيرَ مِن وَقتي وتَفكيري؟›. إذا جاوَبْنا بِنَعَم على أحَدِ هذِهِ الأسئِلَة، فقد يَدُلُّ ذلِك أنَّ لَدَينا ضُعفًا يُمكِنُ أن يَصيرَ أسوَأَ في حالِ لم نُعالِجْه. وإذا لم نَقدِرْ وَحْدَنا أن نَتَغَلَّبَ على هذا الضُّعفِ أو إذا كُنَّا قد كَسَرنا مَقاييسَ اللّٰهِ نَتيجَةَ ضُعفِنا، يَلزَمُ أن نَطلُبَ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ.
٦ ماذا يَلزَمُ أن يَفعَلَ الَّذينَ ارتَكَبوا خَطِيَّةً خَطيرَة؟
٦ طَبعًا، الَّذينَ ارتَكَبوا خَطِيَّةً خَطيرَة، خَطِيَّةً قد تُؤَدِّي إلى إبعادِ الشَّخصِ عنِ الجَماعَة، يَلزَمُ أن يَلجَأوا إلى الشُّيوخ. (١ كو ٥:١١-١٣) فكُلُّ مَنِ استَسلَمَ أمامَ خَطِيَّةٍ خَطيرَة بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةٍ لِيُصلِحَ عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه. وكَي نَنالَ غُفرانَ يَهْوَه مِن خِلالِ الفِديَة، علَينا أن نَعمَلَ ‹أعمالًا تُظهِرُ أنَّنا تائِبون›. (أع ٢٦:٢٠) وهذِهِ الأعمالُ تَشمُلُ أن نَلجَأ إلى الشُّيوخِ في حالِ ارتَكَبنا خَطِيَّةً خَطيرَة.
٧ مَن أيضًا بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةِ الشُّيوخ؟
٧ لا يُساعِدُ الشُّيوخُ الأشخاصَ الَّذينَ ارتَكَبوا خَطِيَّةً خَطيرَة فَقَط، بل يَدعَمونَ أيضًا الضُّعَفاءَ روحِيًّا. (أع ٢٠:٣٥) مَثَلًا، رُبَّما تَخافُ أن تَكونَ الآنَ على وَشْكِ أن تَخسَرَ حَربَكَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. وقد تَكونُ حَربُكَ أصعَبَ إذا كُنتَ مِن قَبل مُدمِنًا على المُخَدِّرات، تُشاهِدُ مَوادَّ إباحِيَّة، أو تَعيشُ حَياةً فاسِدَة. ولكنْ لا داعي أن تُواجِهَ هذِهِ التَّحَدِّياتِ وَحْدَك. فأمامَكَ الخِيارُ أن تَتَكَلَّمَ مع شَيخٍ يَستَمِعُ إلى مَخاوِفِك، يُقَدِّمُ لكَ نَصائِحَ عَمَلِيَّة، ويُؤَكِّدُ لكَ أنَّكَ تَقدِرُ أن تُرْضِيَ يَهْوَه إذا رَفَضتَ أن تَعمَلَ حَسَبَ رَغَباتِكَ الخاطِئَة. (جا ٤:١٢) وإذا بَدَأتَ تَشعُرُ بِالإحباطِ في حَربِك، فقد يُذَكِّرُكَ الشُّيوخُ أنَّ هذا على الأرجَحِ دَليلٌ أنَّكَ لا تَستَخِفُّ بِعَلاقَتِكَ بِيَهْوَه ولا تَثِقُ بِنَفْسِكَ زِيادَةً عنِ اللُّزوم. — ١ كو ١٠:١٢.
٨ أيُّ نَوعٍ مِنَ الخَطايا لا داعي أن نَذهَبَ إلى الشُّيوخِ لِنُخبِرَهُم عنها؟
٨ لا داعي أن نَذهَبَ إلى الشُّيوخِ لِنُخبِرَهُم عن كُلِّ ما يُقلِقُنا بِخُصوصِ صِحَّتِنا الرُّوحِيَّة. مَثَلًا، لِنَفرِضْ أنَّكَ قُلتَ شَيئًا آذى أحَدَ الإخوَة، أو حتَّى فَقَدتَ أعصابَك. بَدَلَ أن تَذهَبَ إلى أحَدِ الشُّيوخ، تَقدِرُ أن تُطَبِّقَ نَصيحَةَ يَسُوع أن تُصالِحَ أخاكَ بَينَكَ وبَينَهُ وَحْدَكُما. (مت ٥:٢٣، ٢٤) وقد تَقومُ بِبَحثٍ عن مَوْضوعِ الوَداعَة، الصَّبر، وضَبطِ النَّفْسِ كَي تُظهِرَ هذِهِ الصِّفاتِ الجَيِّدَة بِشَكلٍ أفضَلَ في المُستَقبَل. طَبعًا، إذا كُنتَ لا تَزالُ غَيرَ قادِرٍ أن تَحُلَّ مُشكِلَتَك، فجَيِّدٌ أن تَطلُبَ المُساعَدَةَ مِن أحَدِ الشُّيوخ. ففي الرِّسالَةِ إلى أهلِ فِيلِبِّي، طَلَبَ الرَّسولُ بُولُس مِن أخٍ لا نَعرِفُ اسْمَهُ أن يُساعِدَ أَفُودِيَّة وسَنْتِيخِي لِتَحُلَّا الخِلافَ بَينَهُما. وقد يَقدِرُ شَيخٌ في جَماعَتِكَ أن يُساعِدَكَ بِنَفْسِ الطَّريقَة. — في ٤:٢، ٣.
لِماذا يَلزَمُ أن نَطلُبَ مُساعَدَةَ الشُّيوخ؟
٩ لِماذا لا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِلخَجَلِ بِأن يُعيقَنا عنِ التَّكَلُّمِ معَ الشُّيوخ؟ (أمثال ٢٨:١٣)
٩ نَحنُ بِحاجَةٍ إلى الإيمانِ والشَّجاعَةِ لِنَطلُبَ المُساعَدَةَ حينَ نَرتَكِبُ خَطِيَّةً خَطيرَة أو حينَ نَشعُرُ أنَّنا نَخسَرُ حَربَنا ضِدَّ ضَعَفاتِنا الشَّخصِيَّة. فلا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِلخَجَلِ بِأن يُعيقَنا عنِ التَّكَلُّمِ معَ الشُّيوخ. لِماذا؟ إذا اتَّبَعنا تَرتيبَ يَهْوَه، نُظهِرُ أنَّنا نَثِقُ بهِ وبِإرشاداتِهِ الَّتي تُساعِدُنا أن نَبْقى أصِحَّاءَ وأقوِياءَ في الإيمان. ونُدرِكُ أنَّنا نَحتاجُ إلى مُساعَدَتِهِ إذا كُنَّا على وَشْكِ أن نَقَع. (مز ٩٤:١٨) وإذا أخطَأنا، يُظهِرُ لنا اللّٰهُ الرَّحمَةَ عِندَما نَعتَرِفُ بِخَطايانا ونَتَوَقَّفُ عنها. — إقرإ الأمثال ٢٨:١٣.
١٠ ماذا قد يَحدُثُ إذا حاوَلنا أن نُخْفِيَ خَطايانا؟
١٠ حينَ نُحاوِلُ أن نُخْفِيَ خَطايانا عنِ الشُّيوخ، لن نَخسَرَ فَقَطِ البَرَكاتِ الَّتي نَنالُها إذا تَكَلَّمنا معهُم، بل نُخاطِرُ أيضًا بِأن تَصيرَ حالَتُنا أسوَأ. فحينَ حاوَلَ المَلِكُ دَاوُد أن يُخْفِيَ خَطاياه، تَأذَّى روحِيًّا، نَفْسِيًّا، وحتَّى جَسَدِيًّا. (مز ٣٢:٣-٥) فمِثلَ الأمراضِ أوِ الإصاباتِ الجَسَدِيَّة، غالِبًا ما تَصيرُ المُشكِلَةُ الرُّوحِيَّة أسوَأَ إذا لم نُعالِجْها. ويَهْوَه يَعرِفُ هذا جَيِّدًا، لِذلِك يَدْعونا أن «نُصَحِّحَ الأُمورَ» معهُ مِن خِلالِ الوَسيلَةِ الَّتي هَيَّأَها لِنُشْفى روحِيَّا. — إش ١:٥، ٦، ١٨.
١١ كَيفَ يُمكِنُ أن يَتَأثَّرَ الآخَرونَ إذا أخْفَينا خَطِيَّةً خَطيرَة؟
١١ إذا أخْفَينا خَطِيَّةً خَطيرَة، فقد نُؤْذي الآخَرين. فرُبَّما نُعَرقِلُ عَمَلَ الرُّوحِ القُدُسِ في الجَماعَةِ بِأكمَلِها ونُهَدِّدُ سَلامَ إخوَتِنا وأخَواتِنا. (أف ٤:٣٠) بِشَكلٍ مُشابِه، إذا عَرَفْنا أنَّ شَخصًا آخَرَ في الجَماعَةِ ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة، فعلَينا أن نُشَجِّعَهُ أن يُخبِرَ الشُّيوخَ عنِ المَسألَة.a فإذا أخْفَينا خَطِيَّتَهُ الخَطيرَة، نَصيرُ نَحنُ أيضًا مُذنِبينَ معه. (لا ٥:١) فمَحَبَّتُنا لِيَهْوَه يَلزَمُ أن تَدفَعَنا أن نَأخُذَ المُبادَرَةَ ونَقولَ الحَقيقَة. وهكَذا نُساهِمُ في إبقاءِ الجَماعَةِ نَظيفَةً ونُساعِدُ الخاطِئَ أن يَستَعيدَ عَلاقَتَهُ الجَيِّدَة بِيَهْوَه.
كَيفَ يُساعِدُنا الشُّيوخ؟
١٢ كَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ الأشخاصَ الضُّعَفاءَ روحِيًّا؟
١٢ يوصي يَهْوَه الشُّيوخَ أن يَدعَموا الضُّعَفاءَ روحِيًّا. (١ تس ٥:١٤) فإذا أخطَأْت، فقد يَطرَحونَ علَيكَ بِتَمييزٍ أسئِلَةً مُناسِبَة كَي يَفهَموا أفكارَكَ ومَشاعِرَكَ العَميقَة. (أم ٢٠:٥) وتَقدِرُ أن تُساعِدَهُم حينَ تَفتَحُ لهُم قَلبَك، حتَّى لَو كُنتَ تَستَصعِبُ ذلِك بِسَبَبِ حَضارَتِك، شَخصِيَّتِك، أو شُعورِكَ بِالإحراجِ نَتيجَةَ التَّحَدِّي الَّذي تُواجِهُه. ولا تَخَفْ أن يَبْدُوَ وكَأنَّكَ تَتَكَلَّمُ «بِلا تَفكير». (أي ٦:٣) فلن يَتَسَرَّعَ الشُّيوخُ ويَحكُموا على كَلامِك، بل سيَبذُلونَ جُهدَهُم لِيَستَمِعوا إلَيكَ جَيِّدًا ويَرَوُا الصُّورَةَ الكامِلَة قَبلَ أن يُقَدِّموا لكَ أيَّ نَصيحَة. (أم ١٨:١٣) وهُم يَعرِفونَ أنَّ عَمَلَ رِعايَةِ الخِرافِ يَتَطَلَّبُ الوَقت، لِذلِك لا يَتَوَقَّعونَ أن تَنحَلَّ المَسائِلُ الصَّعبَة في جَلسَةٍ واحِدَة فَقَط.
١٣ كَيفَ يُساعِدُنا الشُّيوخُ مِن خِلالِ صَلَواتِهِم وإرشادِهِمِ المُؤَسَّسِ على الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٣ حينَ تَلجَأُ إلى الشُّيوخ، سيَعمَلونَ كُلَّ جُهدِهِم كَي لا يَزيدوا مِن إحساسِكَ بِالذَّنْب. بَدَلًا مِن ذلِك، سيُصَلُّونَ مِن أجْلِك. وقد تَندَهِشُ حينَ تَرى كم صَلَواتُهُم «مَفعولُها قَوِيّ». وتَشمُلُ مُساعَدَتُهُم أيضًا أن ‹يَدهَنوكَ بِزَيتٍ بِاسْمِ يَهْوَه›. (يع ٥:١٤-١٦) وهذا ‹الزَّيتُ› يُشيرُ إلى الحَقِّ المَوْجودِ في كَلِمَةِ اللّٰه. فحينَ يَستَعمِلونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِمَهارَة، يَقدِرونَ أن يُخَفِّفوا عنكَ ويُشَجِّعوك، وهكَذا يُساعِدونَكَ أن تُصلِحَ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه. (إش ٥٧:١٨) كما أنَّ إرشادَهُمُ المُؤَسَّسَ على كَلِمَةِ اللّٰهِ سيُقَوِّي تَصميمَكَ أن تَظَلَّ تَفعَلُ ما هو صَواب. فمِن خِلالِهِم، تَقدِرُ أن تَسمَعَ صَوتَ يَهْوَه يَقولُ لك: «هذِه هيَ الطَّريق، امْشِ . . . فيها». — إش ٣٠:٢١.
يستعمل الشيوخ الكتاب المقدس ليخففوا عن المرضى روحيًّا ويشجِّعوهم (أُنظر الفقرتين ١٣-١٤.)
١٤ حَسَبَ غَلَاطْيَة ٦:١، كَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ مَسِيحِيًّا أخَذَ «طَريقًا خاطِئًا»؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٤ إقرأ غلاطية ٦:١. المَسِيحِيُّ الَّذي يَأخُذُ «طَريقًا خاطِئًا» لا يَسيرُ بِانسِجامٍ مع مَقاييسِ اللّٰهِ لِلصَّوابِ والخَطَإ. وقد يُشيرُ الطَّريقُ الخاطِئُ إلى قَرارٍ في غَيرِ مَحَلِّهِ أو خَطِيَّةٍ خَطيرَة. ويُحاوِلُ الشُّيوخُ المَسِيحِيُّونَ بِدافِعِ المَحَبَّةِ أن ‹يَرُدُّوا [شَخصًا كهذا] بِوَداعَةٍ إلى الطَّريقِ الصَّحيح›. والكَلِمَةُ اليُونَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى ‹يَرُدُّ› يُمكِنُ أن تَصِفَ أيضًا رَدَّ عَظمَةٍ إلى مَكانِها بِهَدَفِ أن لا تَحدُثَ إعاقَةٌ دائِمَة. ومِثلَما يَعمَلُ الطَّبيبُ الماهِرُ جُهدَهُ لِيَرُدَّ عَظمَةً مَكسورَة إلى مَكانِها بِأقَلِّ وَجَعٍ مُمكِن، يُرَكِّزُ الشُّيوخُ على شِفائِنا روحِيًّا دونَ أن يَزيدوا مِن وَجَعِنا. أيضًا، يوصيهِمِ الكِتابُ المُقَدَّسُ أن ‹يَنتَبِهوا لِأنفُسِهِم›. ففيما يُساعِدونَنا أن نَعودَ إلى الطَّريقِ الصَّحيح، يُدرِكونَ أنَّهُم هُم أيضًا ناقِصونَ ومُعَرَّضونَ أن يَأخُذوا طَريقًا خاطِئًا. فلا يَعتَبِرونَ أنَّهُم أهَمُّ أو أفضَلُ مِن غَيرِهِم أو أنَّ مِن حَقِّهِم أن يَحكُموا على الآخَرين، بل يَسْعَوْنَ لِيَكونوا مُتَعاطِفين. — ١ بط ٣:٨.
١٥ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ إذا كانَ لَدَينا مُشكِلَة؟
١٥ نَقدِرُ أن نَثِقَ بِشُيوخِ جَماعَتِنا. فهُم مُدَرَّبونَ لِيُحافِظوا على السِّرِّيَّة، يُؤَسِّسوا نَصائِحَهُم على الكِتابِ المُقَدَّسِ لا على آرائِهِمِ الشَّخصِيَّة، ويَظَلُّوا يُساعِدونَنا لِنَحمِلَ أعباءَنا. (أم ١١:١٣؛ غل ٦:٢) صَحيحٌ أنَّ شَخصِيَّاتِهِم وخِبراتِهِم مُختَلِفَة، لكنَّنا نَقدِرُ أن نَشعُرَ بِحُرِّيَّةِ أن نَلجَأَ إلى أيِّ شَيخٍ ونُناقِشَ معهُ مُشكِلَتَنا. وطَبعًا، لن نَذهَبَ مِن شَيخٍ إلى آخَرَ ونَطلُبَ مِنهُم نَصيحَةً على أمَلِ أن يَقولَ لنا أحَدُهُم ما نُريدُ أن نَسمَعَه. إذا فَعَلنا ذلِك، نَكونُ مِثلَ الَّذينَ يَبحَثونَ عن أحَدٍ ‹يُدَغدِغُ آذانَهُم› بَدَلَ أن يَتَعَلَّموا «التَّعليمَ الصَّحيحَ» مِن كَلِمَةِ اللّٰه. (٢ تي ٤:٣) لِذلِك حينَ نَذهَبُ إلى شَيخٍ لِنُخبِرَهُ عن مَشاكِلِنا، فقد يَسألُنا إن كُنَّا قد تَكَلَّمنا عنِ المَسألَةِ مع شُيوخٍ آخَرينَ وما هيَ النَّصائِحُ الَّتي أعْطَوْها لنا. وسَيَدفَعُهُ التَّواضُعُ أن يَطلُبَ النَّصيحَةَ مِن شَيخٍ آخَرَ إذا لَزِمَ الأمر. — أم ١٣:١٠.
مَسؤولِيَّتُنا الشَّخصِيَّة
١٦ أيُّ مَسؤولِيَّةٍ شَخصِيَّة لَدَينا؟
١٦ مع أنَّ الشُّيوخَ يَسهَرونَ علَينا دائِمًا لِأنَّنا خِرافُ اللّٰه، فهُم لا يَقولونَ لنا ماذا يَلزَمُ أن نَفعَل. لَدَينا مَسؤولِيَّةٌ شَخصِيَّة أن نَعيشَ حَياتَنا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰه. فنَحنُ مَسؤولونَ أمامَ اللّٰهِ عن كَلامِنا وأفعالِنا. وبِمُساعَدَتِه، نَنجَحُ في مُواجَهَةِ التَّحَدِّي أن نُحافِظَ على استِقامَتِنا. (رو ١٤:١٢) لِذلِك بَدَلَ أن يَفرِضَ الشُّيوخُ علَينا مَسلَكًا مُعَيَّنًا، يُوَجِّهونَ انتِباهَنا إلى أفكارِ اللّٰهِ المَوْجودَة في كَلِمَتِه. وحينَ نَتبَعُ نَصائِحَهُمُ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس، نُدَرِّبُ ‹قُوى إدراكِنا› على أخذِ قَراراتٍ حَكيمَة. — عب ٥:١٤.
١٧ ماذا يَجِبُ أن يَكونَ تَصميمُنا؟
١٧ ما أروَعَ امتِيازَنا أن نَكونَ مِن خِرافِ يَهْوَه! فيَهْوَه أرسَلَ «الرَّاعي الصَّالِحَ» يَسُوع لِيَدفَعَ عنَّا الفِديَةَ ويَمنَحَنا الفُرصَةَ أن نَعيشَ إلى الأبَد. (يو ١٠:١١) ومِن خِلالِ الشُّيوخِ في الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة، يُتَمِّمُ يَهْوَه وَعْدَه: «سَأُعْطيكُم رُعاةً يُرْضونَ قَلبي، فيُعْطونَكُمُ المَعرِفَةَ والفَهم». (إر ٣:١٥) لِذلِك حينَ نَكونُ ضُعَفاءَ أو مَرْضى روحِيًّا، لا يَجِبُ أن نَتَرَدَّدَ أن نَذهَبَ إلى الشُّيوخِ ونَطلُبَ مُساعَدَتَهُم. فلْنُصَمِّمْ أن نَستَفيدَ كامِلًا مِن تَرتيبِ شُيوخِ الجَماعاتِ الَّذي هَيَّأَهُ يَهْوَه لنا.
التَّرنيمَة ٣١ مع يَهْوَه نَمْشي
a إذا لم يَفعَلِ الخاطِئُ ذلِك ضِمنَ فَترَةٍ مَعقولَة مِنَ الوَقت، يَلزَمُ أن يَدفَعَكَ وَلاؤُكَ لِيَهْوَه أن تُخبِرَ الشُّيوخَ عن ما تَعرِفُه.