مقالة الدرس ٤٤
التَّرنيمَة ١٣٨ « الشَّيبَةُ تاجُ جَمال»
حافِظْ على فَرَحِكَ فيما تَكبَرُ في العُمر
« سيَزدَهِرون . . . عِندَما يَكبَرونَ في العُمر». — مز ٩٢:١٤.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
لِماذا مُهِمٌّ أن يُحافِظَ الكِبارُ في العُمرِ على فَرَحِهِم، وكَيفَ يَفعَلونَ ذلِك؟
١-٢ كَيفَ يَنظُرُ يَهْوَه إلى الكِبارِ في العُمرِ الأُمَناء؟ (مزمور ٩٢:١٢-١٤؛ أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
تَختَلِفُ رُدودُ فِعلِ النَّاسِ حَولَ العالَمِ أمامَ الكِبَرِ في العُمر. فكَثيرونَ يَتَضايَقونَ حينَ يَشعُرونَ أنَّهُم يَكبَرون. ورُبَّما هذا ما حَصَلَ معكَ أنت. هل تَتَذَكَّرُ حينَ رَأيتَ أوَّلَ شَعرَةٍ بَيضاءَ في رَأسِك؟ رُبَّما أرَدتَ أن تَنتَزِعَها قَبلَ أن يَراها أحَد. لكنَّكَ أدرَكتَ بَعدَ ذلِك أنَّكَ حتَّى لَوِ انتَزَعتَها، فلن تَمنَعَ غَيرَها أن يَطلَع! هذا المَثَلُ يوضِحُ إلى أيِّ دَرَجَةٍ لا يُريدُ كَثيرونَ مِنَّا أن يَكبَروا في العُمر.
٢ لكنَّ أبانا السَّماوِيَّ يَنظُرُ بِطَريقَةٍ مُختَلِفَة إلى خُدَّامِهِ الَّذينَ يَكبَرونَ في العُمر. (أم ١٦:٣١) فهو يُشَبِّهُهُم بِأشجارٍ جَميلَة ومُثمِرَة. (إقرإ المزمور ٩٢:١٢-١٤.) ولِماذا هذا التَّشبيهُ في مَحَلِّه؟ لِأنَّ الأشجارَ النَّضِرَة والمَليئَة بِالأزهارِ العَطِرَة غالِبًا ما يَكونُ عُمرُها عَشَراتِ السِّنين. وإحْدى أروَعِ الأشجارِ هي شَجَرَةُ الكَرَزِ اليابانِيِّ المُزهِرَة. وبَعضُ أجمَلِ هذِهِ الأشجارِ عُمرُها أكثَرُ مِن ألفِ سَنَة! ومِثلَ هذِهِ الأشجارِ المُعَمِّرَة، الأشخاصُ الكِبارُ في العُمرِ هُم جَميلونَ جِدًّا، وخاصَّةً في عَيْنَيْ يَهْوَه. فهو لا يَتَطَلَّعُ إلى الشَّعرِ الأبيَض، بل يَهُمُّهُ الشَّخصُ بِحَدِّ ذاتِه. وهو يُقَدِّرُ صِفاتِهِ الحُلْوَة، مِثلَ احتِمالِهِ ووَلائِه، وكَذلِك سِجِلَّهُ الطَّويلَ في خِدمَةِ يَهْوَه بِأمانَة.
مثل الأشجار الجميلة والمعمِّرة التي تظل تحمل ثمرًا، المسنون الأمناء جميلون ويظلون يزدهرون (أُنظر الفقرة ٢.)
٣ أعْطِ مَثَلًا يُظهِرُ كَيفَ استَخدَمَ يَهْوَه الكِبارَ في العُمرِ لِيُحَقِّقَ قَصدَه.
٣ لا يُقَلِّلُ التَّقَدُّمُ في العُمرِ مِن قيمَةِ الشَّخصِ في نَظَرِ يَهْوَه.a وفي الواقِع، غالِبًا ما يَستَخدِمُ يَهْوَه الكِبارَ في العُمرِ لِيُحَقِّقَ قَصدَه. مَثَلًا، كانَ عُمرُ سَارَة ٩٠ سَنَةً حينَ أخبَرَ يَهْوَه زَوجَها أنَّها ستَصيرُ أُمًّا لِأُمَّةٍ عَظيمَة وإحْدى جَدَّاتِ المَسِيَّا. (تك ١٧:١٥-١٩) وكانَ مُوسَى مُتَقَدِّمًا في السِّنِّ حينَ عَيَّنَهُ يَهْوَه لِيُخرِجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر. (خر ٧:٦، ٧) الرَّسولُ يُوحَنَّا أيضًا كانَ في آخِرِ عُمرِهِ عِندَما أوْحى إلَيهِ يَهْوَه أن يَكتُبَ خَمسَةَ أسفارٍ في الكِتابِ المُقَدَّس.
٤ حَسَبَ الأمْثَال ١٥:١٥، ماذا يُساعِدُ الكِبارَ في العُمرِ أن يَحتَمِلوا الصُّعوباتِ الَّتي يُواجِهونَها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ يُواجِهُ الكِبارُ في العُمرِ صُعوباتٍ كَثيرَة تُرافِقُ التَّقَدُّمَ في السِّنّ. قالَت أُختٌ وهي تَمزَح: «التَّقَدُّمُ في السِّنِّ لَيسَ لِلجُبَناء». لكنَّ صِفَةَ الفَرَحِb تُساعِدُ الكِبارَ في العُمرِ أن يَحتَمِلوا الصُّعوباتِ الَّتي تَأتي معَ السِّنين. (إقرإ الأمثال ١٥:١٥.) في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ اقتِراحاتٍ عَمَلِيَّة تُساعِدُ الأكبَرَ سِنًّا أن يَبْقَوْا فَرِحين. وسَنَرى أيضًا كَيفَ يُساعِدُ الآخَرونَ الإخوَةَ والأخَواتِ الأكبَرَ سِنًّا في جَماعَتِهِم. ولكنْ لِنُناقِشْ أوَّلًا لِماذا صَعبٌ أن نُحافِظَ على فَرَحِنا فيما نَكبَرُ في العُمر.
الفرح يساعد الكبار في العمر أن يحتملوا الصعوبات التي تأتي مع التقدم في السن (أُنظر الفقرة ٤.)
كَيفَ قد يُؤَثِّرُ الكِبَرُ في العُمرِ على فَرَحِك؟
٥ ماذا قد يُضعِفُ مَعْنَوِيَّاتِ الكِبارِ في العُمر؟
٥ ماذا يُضعِفُ مَعْنَوِيَّاتِكَ فيما تَكبَرُ في العُمر؟ رُبَّما تَتَضايَقُ لِأنَّكَ لا تَقدِرُ أن تَفعَلَ ما كُنتَ تَفعَلُهُ مِن قَبل. ورُبَّما تَحِنُّ إلى الأيَّامِ الَّتي كُنتَ فيها أصغَرَ وكانَت صِحَّتُكَ أفضَل. (جا ٧:١٠) مَثَلًا، تَقولُ أُختٌ اسْمُها رُوبِي: «أوْجاعي الكَثيرَة تُصَعِّبُ علَيَّ أن ألبَسَ ثِيابي، كما أنَّ جِسمي لم يَعُدْ مَرِنًا. حتَّى أبسَطُ الأشياء، مِثلُ أن أرفَعَ رِجلَيَّ لِألبَسَ جَوارِبي، صارَ صَعبًا علَيَّ. كما أنَّ يَدَيَّ تَخدَرانِ وتُؤْلِمانِني بِسَبَبِ الْتِهابِ المَفاصِل، وهذا يُصَعِّبُ علَيَّ أن أُنجِزَ حتَّى أصغَرَ الأعمال». ويَقولُ هَارُولْد الَّذي كانَ يَخدُمُ في بَيْت إيل: «لم أعُدْ أعرِفُ نَفْسي. وهذا يُحَسِّسُني بِالإحباطِ أحيانًا. كُنتُ شَخصًا رِياضِيًّا جِدًّا. البَايْسْبُول كانَت رِياضَتي المُفَضَّلَة. الكُلُّ كانوا يَقولون: ‹أعْطِ الطَّابَةَ لِهَارُولْد لِأنَّهُ لا يَخسَرُ أبَدًا›. لكنِ الآن، أظُنُّ أنِّي لم أعُدْ أقدِرُ حتَّى أن أرْمِيَ الطَّابَة».
٦ (أ) أيُّ أسبابٍ أُخْرى قد تُسَبِّبُ الإحباطَ لِلكِبارِ في العُمر؟ (ب) ماذا يُساعِدُ الكِبارَ في العُمرِ أن يُقَرِّروا هل يَتَوَقَّفونَ عن قِيادَةِ سَيَّارَةٍ أم لا؟ (أُنظُرِ المَقالَة «هل يَلزَمُ أن أتَوَقَّفَ عنِ القِيادَة؟» في هذا العَدَد.)
٦ وقد تَشعُرُ بِالإحباطِ لِأنَّكَ تَخسَرُ شَيئًا مِنِ استِقلالِيَّتِك. ورُبَّما تُحِسُّ بِهذا الشُّعورِ خُصوصًا إذا كُنتَ بِحاجَةٍ إلى شَخصٍ يَعتَني بك، أو إذا صِرتَ مُضطَرًّا أن تَعيشَ مع أحَدِ أوْلادِك. أو قد تَشعُرُ بِالخَيبَةِ لِأنَّ صِحَّتَكَ أو نَظَرَكَ صارا ضَعيفَيْنِ لِدَرَجَةِ أنَّكَ لم تَعُدْ تَقدِرُ أن تَذهَبَ إلى أيِّ مَكانٍ وَحْدَكَ أو تَقودَ سَيَّارَتَك. فِعلًا، هذا صَعبٌ جِدًّا! ولكنْ تَذَكَّرْ أنَّ قيمَتَنا في عَيْنَيْ يَهْوَه والآخَرينَ لا تَعتَمِدُ على قُدرَتِنا أن نَعتَنِيَ بِأنفُسِنا، نَعيشَ وَحْدَنا، أو نَقودَ سَيَّارَة. وكُنْ على ثِقَةٍ أنَّ يَهْوَه يَفهَمُ مَشاعِرَك. وما يَهُمُّهُ هو ما أنتَ علَيهِ مِنَ الدَّاخِل: شَخصٌ قَلبُهُ مَليءٌ بِالمَحَبَّةِ والتَّقديرِ لِيَهْوَه ولِلإخوَةِ والأخَواتِ في الجَماعَة. — ١ صم ١٦:٧.
٧ ماذا يُساعِدُ الَّذينَ تُحزِنُهُمُ الفِكرَةُ أنَّ نِهايَةَ هذا العالَمِ قد لا تَأتي خِلالَ حَياتِهِم؟
٧ ورُبَّما تُحزِنُكَ الفِكرَةُ أنَّ نِهايَةَ هذا العالَمِ قد لا تَأتي خِلالَ حَياتِك. إذا كانَ هذا شُعورَك، فماذا يُساعِدُك؟ تَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يَنتَظِرُ بِصَبرٍ أن يُنْهِيَ هذا العالَمَ الشِّرِّير. (إش ٣٠:١٨) لكنَّ صَبرَهُ لَيسَ بِلا هَدَف. فصَبرُهُ يُعْطي فُرصَةً ووَقتًا لِمَلايينِ النَّاسِ أن يَتَعَرَّفوا علَيهِ ويَخدُموه. (٢ بط ٣:٩) لِذلِك حينَ تَشعُرُ بِالإحباط، حاوِلْ أن تُفَكِّرَ كم مِنَ الأشخاصِ سيَستَفيدونَ مِن صَبرِ يَهْوَه قَبلَ أن تَأتِيَ النِّهايَة. ومَن يَدْري؟ رُبَّما يَكونُ البَعضُ مِنهُم مِن عائِلَتِك.
٨ كَيفَ يُمكِنُ لِتَحَدِّياتِ التَّقَدُّمِ في السِّنِّ أن تُؤَثِّرَ على الكِبارِ في العُمر؟
٨ مَهْما كانَ عُمرُنا، فحينَ نَكونُ مَرْضى أو مَوْجوعين، يَزيدُ الاحتِمالُ أن نَقولَ كَلامًا أو نَفعَلَ أشياءَ نَندَمُ علَيها. (جا ٧:٧؛ يع ٣:٢) مَثَلًا، عِندَما كانَ الرَّجُلُ الأمينُ أيُّوب يَتَألَّم، «تَكَلَّمَ . . . بِلا تَفكير». (أي ٦:١-٣) أيضًا، حالَةُ المُسِنِّ الصِّحِّيَّة قد تَجعَلُهُ يَقولُ كَلامًا أو يَفعَلُ أشياءَ لَيسَت مِن عادَتِهِ أساسًا. وطَبعًا، لا أحَدَ مِنَّا يَستَعمِلُ قَصدًا العُمرَ أوِ الصِّحَّةَ كمُبَرِّرٍ لِيَكونَ مُتَطَلِّبًا أو غَيرَ لَطيف. وإذا انتَبَهنا أنَّنا قُلنا لِأحَدٍ كَلامًا جارِحًا، يَلزَمُ أن نَعتَذِرَ فَوْرًا. — مت ٥:٢٣، ٢٤.
كَيفَ تَبْقى فَرحانًا؟
كيف تحافظ على فرحك رغم تحديات الكبر في العمر؟ (أُنظر الفقرات ٩-١٣.)
٩ لِماذا يَلزَمُ أن تَقبَلَ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٩ إقبَلِ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين. (غل ٦:٢) في الأوَّل، قد يَكونُ ذلِك صَعبًا علَيك. تَقولُ أُختٌ اسْمُها غْرَاتِل: «أستَصعِبُ أحيانًا أن أقبَلَ المُساعَدَةَ لِأنِّي لا أُحِبُّ أن أكونَ عِبئًا على أحَد. إحتَجتُ إلى وَقتٍ طَويلٍ لِأُغَيِّرَ طَريقَةَ تَفكيري وأعتَرِفَ بِتَواضُعٍ أنِّي بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَة». وحينَ تَقبَلُ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين، تُعْطيهِم فُرصَةَ أن يَشعُروا بِالسَّعادَةِ الَّتي تَأتي مِنَ العَطاء. (أع ٢٠:٣٥) ولا شَكَّ أنَّكَ ستَفرَحُ حينَ تَرى كم يُحِبُّكَ الآخَرونَ ويَهتَمُّونَ بك.
(أُنظر الفقرة ٩.)
١٠ لِماذا يَلزَمُ أن تَتَذَكَّرَ أن تُعَبِّرَ عن شُكرِك؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٠ عَبِّرْ عن شُكرِك. (كو ٣:١٥؛ ١ تس ٥:١٨) حينَ يَهتَمُّ بنا الآخَرون، نَشعُرُ بِالامتِنان. لكنَّنا قد نَنْسى أن نُعَبِّرَ لهُم عن شُكرِنا. ولكنْ إذا ابتَسَمنا وقُلنا شُكرًا، نُحَسِّسُهُم أنَّنا نُقَدِّرُهُم ونُقَدِّرُ ما فَعَلوهُ مِن أجْلِنا. تَقولُ لِيَا الَّتي تَعتَني بِالمُسِنِّينَ في بَيْت إيل: «إحْدى الأخَواتِ اللَّواتي أعتَني بهِنَّ تَترُكُ لي بِطاقاتٍ صَغيرَة تُعَبِّرُ عن شُكرِها. لَيسَت رَسائِلَ طَويلَة، لكنَّها لَطيفَةٌ جِدًّا. فهي تُفَرِّحُني وتُحَسِّسُني بِالمَحَبَّةِ والتَّقدير».
(أُنظر الفقرة ١٠.)
١١ كَيفَ تُساعِدُ الآخَرين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ حاوِلْ أن تُساعِدَ غَيرَك. عِندَما تُعْطي مِن وَقتِكَ وطاقَتِكَ لِلآخَرين، لا تَعودُ تُرَكِّزُ على مَشاكِلِك. يَقولُ مَثَلٌ إفْرِيقِيٌّ إنَّ الكِبارَ في العُمرِ هُم مِثلُ مَكتَبَةٍ فيها كُتُبٌ كَثيرَة مَليئَة بِالحِكمَة. لكنَّ الكُتُبَ المَتروكَة على الرُّفوفِ لا تُعَلِّمُ شَيئًا ولا تَحْكي قِصَصًا. لِذلِك كُنْ مَكتَبَةً حَيَّة إذا جازَ التَّعبير. خُذِ المُبادَرَةَ لِتَنقُلَ مَعرِفَتَكَ وخِبرَتَكَ إلى الأصغَرِ سِنًّا. إطرَحْ علَيهِم أسئِلَةً ثُمَّ استَمِعْ إلَيهِم. عَلِّمْهُم لِماذا العَيشُ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه هو لِخَيرِهِم وسَيَضمَنُ لهُم حَياةً سَعيدَة. ولا شَكَّ أنَّكَ ستَفرَحُ حينَ تُشَجِّعُ أصدِقاءَكَ الأصغَرَ سِنًّا وتُقَوِّيهِم. — مز ٧١:١٨.
(أُنظر الفقرة ١١.)
١٢ حَسَبَ إشَعْيَا ٤٦:٤، بِمَ يَعِدُ يَهْوَه الكِبارَ في العُمر؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٢ أُطلُبِ القُوَّةَ مِن يَهْوَه. نَحنُ البَشَرَ نَتعَبُ جَسَدِيًّا أو نُستَنزَفُ عاطِفِيًّا، لكنَّ يَهْوَه «لا يَتعَبُ أبَدًا ولا يَضعُف». (إش ٤٠:٢٨) وكَيفَ يَستَعمِلُ يَهْوَه طاقَتَهُ غَيرَ المَحدودَة؟ إحْدى الطُّرُقِ هي أنَّهُ يُقَوِّي خُدَّامَهُ الأُمَناءَ الكِبارَ في العُمر. (إش ٤٠:٢٩-٣١) وفي الواقِع، يَعِدُ يَهْوَه بِأن يُساعِدَهُم. (إقرأ إشعيا ٤٦:٤.) وهو يَفي دائِمًا بِوُعودِه. (يش ٢٣:١٤؛ إش ٥٥:١٠، ١١) وحينَ تُصَلِّي وتَلمُسُ بَعدَ ذلِك مَحَبَّةَ يَهْوَه ودَعمَهُ لكَ شَخصِيًّا، لن تَكونَ إلَّا فَرِحًا.
(أُنظر الفقرة ١٢.)
١٣ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ٤:١٦-١٨، ماذا يَجِبُ أن نَتَذَكَّر؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ ذَكِّرْ نَفْسَكَ أنَّ وَضعَكَ وَقتِيّ. عِندَما نَتَذَكَّرُ أنَّ أيَّ وَضعٍ صَعبٍ هو وَقتِيّ، يَسهُلُ علَينا أن نَتَحَمَّلَه. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ الكِبَرَ في العُمرِ والصِّحَّةَ الضَّعيفَة شَيئانِ وَقتِيَّان. (أي ٣٣:٢٥؛ إش ٣٣:٢٤) وهذا يُعْطيكَ سَبَبًا لِتَفرَح. فأيَّامُكَ الأحْلى أمامَك، لا وَراءَك. (إقرأ ٢ كورنثوس ٤:١٦-١٨.) وكَيفَ يُمكِنُ لِلآخَرينَ أن يُساعِدوك؟
(أُنظر الفقرة ١٣.)
كَيفَ يُمكِنُ لِلآخَرينَ أن يُساعِدوا؟
١٤ لِماذا مُهِمٌّ أن تَزورَ الكِبارَ في العُمرِ وتَتَّصِلَ بهِم؟
١٤ رَتِّبْ بِانتِظامٍ لِتَزورَ الإخوَةَ والأخَواتِ الكِبارَ في العُمرِ وتَتَّصِلَ بهِم. (عب ١٣:١٦) قد يَشعُرُ الكِبارُ في العُمرِ أنَّهُم مَعزولون. يَقولُ أخٌ يُلازِمُ بَيتَهُ اسْمُهُ كَامِيل: «علَيَّ أن أبْقى في البَيتِ مِنَ الصَّباحِ إلى المَساء. هذا مُضجِرٌ جِدًّا! أُحِسُّ أحيانًا أنِّي مِثلُ أسَدٍ مُسِنٍّ مَحبوسٍ في قَفَص. فأشعُرُ بِالغَضَبِ والإحباط». وحينَ نَزورُ الكِبارَ في العُمر، نُؤَكِّدُ لهُم أنَّهُم مُهِمُّونَ بِالنِّسبَةِ إلَينا وأنَّنا نُحِبُّهُم كَثيرًا. وعلى الأرجَح، كُلُّنا نَتَذَكَّرُ وَقتًا أرَدنا فيهِ أن نَتَّصِلَ بِشَخصٍ مُسِنٍّ في جَماعَتِنا أو نَزورَه، لكنَّنا لم نَستَطِعْ بِسَبَبِ مَشاغِلِ الحَياة. فماذا يُساعِدُنا أن ‹نَعرِفَ ما هيَ الأُمورُ الأهَمّ›، بِما فيها زِيارَةُ الكِبارِ في العُمر؟ (في ١:١٠) جَيِّدٌ أن تَضَعَ مُلاحَظاتٍ على روزنامَتِكَ تُذَكِّرُكَ بِأن تَتَّصِلَ بِأشخاصٍ مُسِنِّينَ في جَماعَتِكَ أو تُرسِلَ إلَيهِم رِسالَةً نَصِّيَّة. حاوِلْ أيضًا أن تَضَعَ بَرنامَجًا لِتَزورَهُم بَدَلَ أن تَترُكَ المَسألَةَ لِلصُّدفَة.
١٥ ماذا يُمكِنُ لِلكِبارِ والصِّغارِ في العُمرِ أن يَفعَلوا معًا؟
١٥ إذا كُنتَ أصغَرَ سِنًّا، فقد تَتَساءَلُ عن أيِّ مَواضيعَ تَتَكَلَّمُ معَ المُسِنِّينَ أو أيِّ نَشاطاتٍ تَقومونَ بها معًا. لا تُفَكِّرْ في المَسألَةِ زِيادَةً عنِ اللُّزوم. بِبَساطَة، كُنْ صَديقًا مُحِبًّا. (أم ١٧:١٧) تَوَقَّفْ وتَكَلَّمْ معَ الكِبارِ في العُمرِ قَبلَ اجتِماعاتِ الجَماعَةِ أو بَعدَها. إسألْهُم مَثَلًا عن آيَتِهِمِ المُفَضَّلَة أو عن حادِثَةٍ مُضحِكَة مِن طُفولَتِهِم. وقد تَدْعوهُم أيضًا أن يَحضُروا معكَ بَرنامَجَ مَحَطَّة JW. ورُبَّما تَقدِرُ أن تُساعِدَهُم بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة. مَثَلًا، ساعِدْهُم أن يُحَدِّثوا أجهِزَتَهُمُ الإلِكتُرونِيَّة أو يُنَزِّلوا مَوادَّ الدَّرسِ الَّتي نُشِرَت مُؤَخَّرًا. تَقولُ أُختٌ اسْمُها كَارُول: «إعرِضْ على الكِبارِ في العُمرِ أن تَفعَلوا معًا أشياءَ تُحِبُّ أنتَ أن تَفعَلَها. صَحيحٌ أنِّي كَبيرَةٌ في العُمر، لكنِّي ما زِلتُ أُريدُ أن أستَمتِعَ بِالحَياة. فأنا أُحِبُّ أن أتَسَوَّق، آكُلَ في المَطاعِم، وأتَمَتَّعَ بِخَليقَةِ يَهْوَه». وتَقولُ أُختٌ اسْمُها مَايْرَا: «إحْدى صَديقاتي عُمرُها ٩٠ سَنَة. صَحيحٌ أنَّ فارِقَ العُمرِ بَينَنا هو ٥٧ سَنَة، لكنَّهُ نادِرًا ما يَخطُرُ على بالي. فنَحنُ نَضحَكُ معًا ونَحضُرُ أفلامًا معًا. وحينَ تَمُرُّ إحْدانا بِمُشكِلَة، تَطلُبُ نَصيحَةً مِنَ الأُخْرى».
١٦ لِماذا جَيِّدٌ أن تُرافِقَ الكِبارَ في العُمرِ إلى مَواعيدِهِم معَ الأطِبَّاء؟
١٦ رافِقْهُم إلى مَواعيدِهِم معَ الأطِبَّاء. إلى جانِبِ إيصالِ الكِبارِ في العُمرِ إلى مَواعيدِهِم معَ الأطِبَّاء، رُبَّما تَقدِرُ أن تَبْقى معهُم لِتَتَأكَّدَ أنَّ الجَميعَ يُعامِلونَهُم جَيِّدًا ويُعْطونَهُمُ الاهتِمامَ الَّذي يَحتاجونَ إلَيه. (إش ١:١٧) ورُبَّما تَقدِرُ أن تُساعِدَ الشَّخصَ الكَبيرَ في العُمرِ حينَ تَأخُذُ مُلاحَظاتٍ عن ما يَقولُهُ الطَّبيب. تَقولُ أُختٌ كَبيرَة في العُمرِ اسْمُها رُوث: «عُمومًا، عِندَما أذهَبُ وَحْدي إلى مَوْعِدٍ طِبِّيّ، لا يَأخُذُ الطَّبيبُ كَلامي على مَحمَلِ الجِدّ. وقد يَقولُ الأطِبَّاءُ عِباراتٍ مِثل ‹مُشكِلَتُكِ نَفْسِيَّة، في رَأسِكِ فَقَط›. ولكنْ عِندَما يُرافِقُني أحَد، يُعامِلُني الطَّبيبُ بِطَريقَةٍ مُختَلِفَة تَمامًا. أشكُرُ إخوَتي وأخَواتي الَّذينَ يُخَصِّصونَ الوَقتَ لِيُرافِقوني».
١٧ أيُّ أنواعٍ مِنَ الخِدمَةِ تَقدِرُ أن تَقومَ بها بِرِفقَةِ الكِبارِ في العُمر؟
١٧ أُخدُموا معًا. بَعضُ الكِبارِ في العُمرِ لا تَسمَحُ لهُم صِحَّتُهُم أن يُبَشِّروا مِن بَيتٍ إلى بَيت. فهل تَقدِرُ مَثَلًا أن تَدْعُوَ أُختًا كَبيرَة في العُمرِ لِتَخدُما معًا على عَرَبَةِ المَطبوعات؟ وقد تَجلُبُ لها كُرسِيًّا لِتَجلِسَ قُربَ العَرَبَة. أو هل يُمكِنُ أن تَعرِضَ على أخٍ مُسِنٍّ أن يَحضُرَ معكَ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ أو رُبَّما أن تَعقِدَ الدَّرسَ في بَيتِه؟ وجَيِّدٌ أن يُفَكِّرَ الشُّيوخُ في عَقدِ اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ في بَيتِ الكِبارِ في العُمرِ كَي يُسَهِّلوا علَيهِم أن يُشارِكوا في الخِدمَة. وأيُّ شَيءٍ نَفعَلُهُ لِنُكرِمَ الأكبَرَ سِنًّا يَستَحِقُّ كُلَّ الجُهد. — أم ٣:٢٧؛ رو ١٢:١٠.
١٨ ماذا سنُناقِشُ في مَقالَةِ الدَّرسِ التَّالِيَة؟
١٨ ذَكَّرَتنا هذِهِ المَقالَةُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّ الكِبارَ في العُمرِ ويُقَدِّرُهُم كَثيرًا. ونَحنُ أيضًا في الجَماعَةِ نُحِبُّهُم ونُقَدِّرُهُم. صَحيحٌ أنَّ الكِبَرَ في العُمرِ صَعب، ولكنْ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه تَقدِرُ أن تُحافِظَ على فَرَحِك. (مز ٣٧:٢٥) وكم مُشَجِّعٌ أن تُفَكِّرَ أنَّ أيَّامَكَ الأحْلى هي أمامَكَ لا وَراءَك! وماذا عنِ الَّذينَ يَعتَنونَ بِشَخصٍ مُسِنٍّ في عائِلَتِهِم، بِوَلَد، أو بِصَديقٍ مَريض؟ كَيفَ يُحافِظونَ على فَرَحِهِم؟ سنُناقِشُ الجَوابَ عن هذا السُّؤالِ في مَقالَةِ الدَّرسِ التَّالِيَة.
التَّرنيمَة ٣٠ إلهي، صَديقي، وأبي
a أُنظُرْ على مَوْقِعِنا jw.org وفي تَطبيقِ مَكتَبَةِ شُهودِ يَهْوَه (®JW Library) الفيديو أيُّها المُسِنُّون، دَورُكُم مُهِمٌّ في الجَماعَة.