مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «النفس»‏
  • النفس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • النفس
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • ما هو هذا الشيء المدعوّ «نَفْسًا»؟‏
    هل هذه الحياة هي كل ما هنالك؟‏
  • النفس
    المباحثة من الاسفار المقدسة
  • ما هي النفس؟‏
    انت تسأل والكتاب المقدس يجيب
  • حلّ السر!‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «النفس»‏

النفس

يتبيَّن من طريقة استعمال الاسفار المقدسة للكلمة العبرانية نيفيش (‏נֶפֶשׁ)‏ والكلمة اليونانية پسيخي (‏ψυχή)‏ ان كلمة «نفس» تشير الى شخص،‏ او حيوان،‏ او حياة شخص او حيوان.‏

تُستعمل احيانا كلمة «نفس» باللغة العربية بشكل لا ينسجم مع معنى الكلمتَين العبرانية واليونانية كما استعملهما الكتبة الذين اوحى اليهم اللّٰه بكتابة الكتاب المقدس.‏ وهذا لا يقتصر على العربية.‏ ففي سنة ١٨٩٧،‏ ذكر البروفسور ت.‏ أ.‏ بريغز،‏ بعد تحليل مفصَّل لاستعمال كلمة نيفيش (‏مجلة أدب الكتاب المقدس،‏ المجلد ١٦،‏ ص ٣٠)‏:‏ «في الوقت الحاضر،‏ عادةً ما تنقل كلمة نفس بالانكليزية معنى مختلفا تماما عن نيفيش (‏נֶפֶשׁ)‏ العبرانية.‏ وإذا لم ينتبه القارئ،‏ فمن السهل ان يسيء فهمها».‏

لاحقا،‏ عندما اصدرت جمعية النشر اليهودية في اميركا ترجمة جديدة للتوراة (‏اسفار الكتاب المقدس الخمسة الاولى)‏ الى الانكليزية،‏ ذكر رئيس التحرير ه‍.‏ م.‏ اورلنسكي من كلية الاتحاد العبري،‏ ان كلمة «نفس» حُذفت تقريبا بشكل كامل من هذه الترجمة،‏ لأن «الكلمة العبرانية المستعمَلة هنا هي ‹نيفيش›».‏ وأضاف:‏ «نقلها مترجمون آخرون الى ‹نفس›،‏ وهي ترجمة غير دقيقة ابدا.‏ فالكتاب المقدس لا يقول ان لدينا نفسا.‏ ‹نيفيش› هي الشخص نفسه،‏ حاجته الى الطعام،‏ الدم الذي يجري في عروقه،‏ كيانه».‏ —‏ ذا نيويورك تايمز،‏ ١٢ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٦٢.‏

ما هو اصل التعليم ان النفس البشرية غير مرئية وخالدة؟‏

المشكلة هي ان بعض المعاني المرتبطة بكلمة «نفس» لا تأتي من الاسفار المقدسة العبرانية او اليونانية،‏ بل هي متأثرة بالفلسفة اليونانية القديمة،‏ وتحديدا الفكر الديني الوثني.‏ مثلا،‏ اقتبس الفيلسوف اليوناني افلاطون من سقراط قوله:‏ «النفس،‏ .‏ .‏ .‏ عندما تترك الجسد نقيةً دون ان تأخذ معها شيئا منه،‏ .‏ .‏ .‏ تذهب الى ذاك الذي هو مثلها،‏ الى غير المنظور،‏ الإلهي،‏ الخالد،‏ والحكيم،‏ وعندما تصل الى هناك تكون سعيدة،‏ متحررة من الخطإ والحماقة والخوف .‏ .‏ .‏ وكل علل البشر الاخرى،‏ .‏ .‏ .‏ وتحيا في الحق طيلة الزمن اللاحق مع الآلهة».‏ —‏ فيدون،‏ ٨٠،‏ د،‏ ه‍؛‏ ٨١،‏ أ.‏

بعكس التعليم اليوناني ان پسيخي (‏النفس)‏ ليس لها وجود مادي،‏ ليست محسوسة،‏ لا تُرى،‏ وخالدة،‏ تُظهر الاسفار المقدسة ان پسيخي و نيفيش،‏ عندما تُستعمَلان اشارة الى المخلوقات الارضية،‏ تشيران الى ما هو مادي،‏ محسوس،‏ يُرى،‏ وفانٍ.‏

تقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ «نيفيش لها معانٍ اوسع بكثير من كلمة ‹نفس›.‏ فهي تعني الحياة (‏خر ٢١:‏٢٣؛‏ تث ١٩:‏٢١‏)‏ وكل ما يدل على وجودها:‏ التنفُّس (‏تك ٣٥:‏١٨؛‏ اي ٤١:‏١٣‏[٢١])‏،‏ الدم [‏تك ٩:‏٤؛‏ تث ١٢:‏٢٣؛‏ مز ١٤٠ (‏١٤١)‏:‏٨‏]،‏ الرغبات (‏٢ صم ٣:‏٢١؛‏ ام ٢٣:‏٢‏)‏.‏ فالنفس في العهد القديم لا تعني جزءا من الانسان،‏ بل الانسان بكامل كيانه،‏ الانسان كمخلوق حي.‏ ايضا،‏ في العهد الجديد تعني الحياة البشرية:‏ حياة الانسان الواعي (‏مت ٢:‏٢٠؛‏ ٦:‏٢٥؛‏ لو ١٢:‏٢٢-‏٢٣؛‏ ١٤:‏٢٦؛‏ يو ١٠:‏١١،‏ ١٥،‏ ١٧؛‏ ١٣:‏٣٧‏)‏».‏ —‏ ١٩٦٧،‏ المجلد ١٣،‏ ص ٤٦٧.‏

يقول الكتاب المقدس الاميركي الجديد،‏ وهو ترجمة كاثوليكية رومانية للكتاب المقدس،‏ في «جدول شرح المصطلحات اللاهوتية للكتاب المقدس» (‏ص ٢٧،‏ ٢٨)‏،‏ تعليقا على ورود لكلمة پسيخي (‏نفس)‏:‏ «في العهد الجديد،‏ لا تعني عبارة ‹يخلِّص نفسه› (‏مر ٨:‏٣٥‏)‏ ان الانسان يخلِّص جزءا ‹روحانيا› منه،‏ دون ‹جسده› (‏بالمعنى الافلاطوني)‏،‏ بل الانسان بكامل كيانه مع التركيز على انه حيّ،‏ يشتهي،‏ يحب،‏ ويرغب،‏ إلخ،‏ اضافة الى انه محسوس ومادي».‏ —‏ طبعة اصدرتها مؤسسة ب.‏ ج.‏ كنيدي وأولاده،‏ نيويورك،‏ ١٩٧٠.‏

يتضح ان نيفيش تشتق من جذر معناه «تنفَّس»،‏ ويمكن ترجمتها حرفيا الى «متنفِّس».‏ ويُعرِّفها معجم كوهلر وباومغارتنر (‏Lexicon in Veteris Testamenti Libros‏،‏ لايدن،‏ ١٩٥٨،‏ ص ٦٢٧)‏ كما يلي:‏ «هي المادة التي تتنفس والتي تجعل الانسان والحيوان كائنات حية تك ١:‏٢٠‏،‏ هي النفس (‏التي تختلف كثيرا عن المفهوم اليوناني للنفس)‏ التي اساسها الدم تك ٩:‏٤ وما يليها؛‏ لا ١٧:‏١١؛‏ تث ١٢:‏٢٣‏:‏ (‏٢٤٩ مرة)‏ .‏.‏.‏ النفس = الكائن الحي،‏ الشخص،‏ الانسان».‏

اما بالنسبة الى الكلمة اليونانية پسيخي،‏ فتعرِّفها المعاجم اليونانية-‏الانكليزية بأنها ‏«الحياة»،‏ و ‏«الذات الواعية او الشخصية التي هي مركز المشاعر والرغبات والعواطف»،‏ «كائن حي».‏ كما تُظهِر ان هذه الكلمة تُستعمَل حتى في الكتابات اليونانية غير الكتاب المقدس للاشارة «الى الحيوانات».‏ طبعا،‏ بما ان هذه المراجع تتناول بشكل رئيسي الكتابات اليونانية الكلاسيكية،‏ فهي تشمل كل المعاني التي اعطاها الفلاسفة اليونانيون الوثنيون لهذه الكلمة،‏ بما فيها التعريفات التالية:‏ ‏«الروح التي تغادر الجسد»،‏ «النفس اللامادية الخالدة»،‏ ‏«الروح الكونية»،‏ و «مبدأ الحركة والحياة اللامادي».‏ وكما يتضح،‏ لأن بعض الفلاسفة الوثنيين علَّموا ان النفس تنفصل عن الجسد عند الموت،‏ فقد صارت كلمة پسيخي تصف ‏«الفراشة او العثة»‏ لأن مخلوقات كهذه تخضع لعملية تحوُّل،‏ فتتغير من يُسْروع الى مخلوق له اجنحة.‏ —‏ معجم يوناني-‏انكليزي تحرير ليدل وسكوت،‏ تنقيح ه‍.‏ جونز،‏ ١٩٦٨،‏ ص ٢٠٢٦،‏ ٢٠٢٧؛‏ معجم يوناني وإنكليزي جديد تحرير دونيغان،‏ ١٨٣٦،‏ ص ١٤٠٤.‏

لم يستعمل الكتبة اليونانيون القدامى كلمة پسيخي دائما بنفس المعنى،‏ لأنهم كانوا متأثرين بفلسفاتهم الدينية والشخصية.‏ مثلا،‏ يُقال عن افلاطون الذي تُنسب الى فلسفته المفاهيم الشائعة لكلمة «نفس» (‏كما هو معروف عموما)‏:‏ «صحيح انه يتكلم احيانا عن احد الاجزاء الثلاثة [بحسب ادعائه] التي تتألف منها النفس،‏ اي ‹الجزء العاقل›،‏ على انه خالد حتما فيما الجزءان الآخران فانيان،‏ إلا انه يتكلم ايضا كما لو ان هناك نفسَين في الجسد الواحد،‏ احداهما خالدة وإلهية والاخرى فانية».‏ —‏ المجلة الانجيلية الفصلية،‏ لندن،‏ ١٩٣١،‏ المجلد ٣،‏ ص ١٢١،‏ «افكار عن النظرية الثلاثية حول الطبيعة البشرية»،‏ تحرير أ.‏ ماكايغ.‏

نظرا الى هذه التناقضات في الكتابات غير الكتاب المقدس،‏ من الضروري ان ندع الاسفار المقدسة تتكلم عن نفسها وتظهر ما قصَده الذين كتبوا هذه الاسفار بالوحي عندما استعملوا كلًّا من الكلمتَين پسيخي و نيفيش.‏ فكلمة نيفيش ترد ٧٥٤ مرة في النص الماسوري للاسفار العبرانية،‏ وكلمة پسيخي ترد ١٠٢ مرة في نص وستكوت وهورت للاسفار اليونانية المسيحية،‏ ما مجموعه ٨٥٦ مرة.‏ (‏انظر ملحق ك‌م٧ ص ٦٠٥.‏)‏ ونظرا الى عدد المرات التي ترد فيها هاتان الكلمتان،‏ يمكن تحديد المعنى الذي فهمه كتبة الكتاب المقدس،‏ والمعنى الذي يجب ان يفهمه القارئ اليوم.‏ صحيح ان هاتَين الكلمتَين تحملان عدة معان،‏ ولكن يتضح،‏ بعد الفحص والتدقيق،‏ ان كتبة الكتاب المقدس لم يحتاروا او يختلفوا في الرأي حول طبيعة الانسان،‏ كما حصل بين الفلاسفة اليونانيين في ما يدعى الحقبة الكلاسيكية.‏

اول الانفس على الارض:‏ ترد كلمة نيفيش اولا في التكوين ١:‏٢٠-‏٢٣‏.‏ ففي «اليوم» الخلقي الخامس قال اللّٰه:‏ «‹لتعج المياه بنفوس [‏نيفيش‏] حية،‏ ولتطر طيور فوق الارض .‏.‏.‏› فخلق اللّٰه التنانين العظام وكل النفوس [‏نيفيش‏] الحية المتحركة،‏ التي عجت بها المياه بحسب اجناسها،‏ وكل طير ذي جناح بحسب جنسه».‏ ايضا،‏ استُعملت كلمة نيفيش في «اليوم» الخلقي السادس عندما وُصفت ‹البهائم والحيوانات الدابة ووحوش الارض› بأنها ‹نفوس حية›.‏ —‏ تك ١:‏٢٤‏.‏

وبعد ان خلق اللّٰه الانسان استخدم ايضا كلمة نيفيش في الارشاد الذي اعطاه اياه عن الحيوانات،‏ حين قال عنها:‏ «كل ما يدب على الارض مما فيه حياة كنفس [حرفيا،‏ فيه نفس (‏نيفيش‏)‏ حية]».‏ (‏تك ١:‏٣٠‏)‏ وهناك آيات اخرى تستعمل كلمة نيفيش للاشارة الى الحيوانات،‏ مثل التكوين ٢:‏١٩؛‏ ٩:‏١٠-‏١٦؛‏ اللاويين ١١:‏١٠،‏ ٤٦؛‏ ٢٤:‏١٨؛‏ العدد ٣١:‏٢٨؛‏ حزقيال ٤٧:‏٩‏.‏ ومن الملاحَظ ان الاسفار اليونانية المسيحية تستخدم ايضا الكلمة اليونانية پسيخي اشارة الى الحيوانات،‏ كما في الرؤيا ٨:‏٩؛‏ ١٦:‏٣ حيث الحديث عن المخلوقات التي في البحر.‏

اذًا،‏ تُظهر الاسفار المقدسة بوضوح ان نيفيش و پسيخي تنطبقان على الحيوانات التي هي ادنى من الانسان.‏ إلا انهما تنطبقان ايضا على الانسان.‏

النفس البشرية:‏ ان العبارة العبرانية نيفيش حايّاه (‏نفس حية)‏ التي تُستعمَل للحيوانات تُستعمَل هي نفسها عند الحديث عن آدم.‏ فبعد ان جبل اللّٰه الانسان من تراب الارض ونفخ في انفه نسمة الحياة،‏ «صار الانسان نفسا حية».‏ (‏تك ٢:‏٧‏)‏ وقد تميَّز الانسان عن الحيوانات،‏ لكنَّ ذلك ليس لأن الانسان هو نيفيش (‏نفس)‏ اما الحيوانات فلا.‏ فالسبب هو،‏ حسبما يُظهر الكتاب المقدس،‏ ان الانسان خُلق «على صورة اللّٰه».‏ (‏تك ١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ لقد اعطاه اللّٰه صفات اخلاقية مثل صفاته هو،‏ ومنحه سلطة وحكمة اكثر بكثير من الحيوانات؛‏ فاستطاع ان يتسلط على كل المخلوقات التي هي ادنى منه.‏ (‏تك ١:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ كما ان تركيبة جسم الانسان معقدة وتتيح له إمكانات اكثر من الحيوانات.‏ (‏قارن ١ كو ١٥:‏٣٩‏.‏)‏ ايضا،‏ كان لدى آدم امل بالحياة الابدية (‏لكنه خسرها)‏.‏ اما باقي المخلوقات الادنى من الانسان،‏ فلا يُقال انه كان لديها هذا الامل.‏ —‏ تك ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

تقول الرواية ان ‹اللّٰه نفخ في انف الانسان نسمة [صيغة من نِشاماه‏] الحياة›.‏ صحيح انها لا تقول الامر نفسه عند الحديث عن خلق الحيوانات،‏ لكنَّ السبب كما يتَّضح هو ان هناك تفاصيل اكثر عن خلق الانسان.‏ غير انه عندما تصف التكوين ٧:‏٢١-‏٢٣ كيف اهلك الطوفان «كل جسد» خارج الفلك،‏ نجد انها تعدِّد الحيوانات مع البشر وتقول:‏ «كل ما في انفه نسمة [صيغة من نِشاماه‏] قوة الحياة،‏ كل ما كان على اليابسة،‏ مات».‏ فمن الواضح ان نسمة الحياة التي في الحيوانات هي ايضا اتت في الاساس من الخالق،‏ يهوه اللّٰه.‏

كذلك ايضا،‏ لا تختلف «روح» (‏بالعبرانية رواح؛‏ باليونانية پنِفما‏)‏ الانسان،‏ او قوة الحياة التي فيه،‏ عن قوة الحياة التي في الحيوانات.‏ وهذا ما يتضح من الجامعة ٣:‏١٩-‏٢١ التي تقول انه توجد «روح [‏رواح‏] واحدة للكل».‏

النفس هي المخلوق الحي:‏ كما سبق ان ذُكر،‏ «صار الانسان نفسا حية».‏ اذًا،‏ الانسان هو نفس،‏ لا يملك في داخله نفسا وكأنها شيء غير مادي،‏ غير محسوس،‏ ولا يُرى.‏ وقد اظهر الرسول بولس ان التعليم المسيحي لا يختلف عما علَّمته الاسفار العبرانية قبله.‏ فهو اقتبس من التكوين ٢:‏٧ حين قال:‏ «هكذا ايضا مكتوب:‏ ‹صار الانسان الاول آدم نفسا حية [‏پسيخِن زوسان‏]›.‏ .‏.‏.‏ الانسان الاول من الارض ترابي».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

تُظهر رواية التكوين ان النفس الحية هي الجسد اللحمي ونسمة الحياة معا.‏ وعبارة «نسمة قوة الحياة [حرفيا،‏ نسمة روح الحياة،‏ او قوتها العاملة (‏رواح‏)‏]» (‏تك ٧:‏٢٢‏)‏ تدل ان تنفُّس الهواء (‏بما فيه من اكسجين)‏ يدعم قوة الحياة،‏ او «الروح»،‏ الموجودة في كل المخلوقات،‏ البشر والحيوانات.‏ وقوة الحياة هذه موجودة في كل خلايا الجسد،‏ كما ناقشت مقالتا «الحياة» و «الروح».‏

وبما ان كلمة نيفيش تشير الى المخلوق نفسه،‏ فمن الطبيعي ان تُنسب اليها الوظائف والخصائص الطبيعية لأجساد المخلوقات اللحمية.‏ مثلا،‏ يرد ان نيفيش (‏النفس)‏ تأكل لحما،‏ شحما،‏ دما او اشياء اخرى (‏لا ٧:‏١٨،‏ ٢٠،‏ ٢٥،‏ ٢٧؛‏ ١٧:‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٥؛‏ تث ٢٣:‏٢٤‏)‏؛‏ تجوع وتشتهي ان تأكل وتشرب (‏تث ١٢:‏١٥،‏ ٢٠،‏ ٢١؛‏ مز ١٠٧:‏٩؛‏ ام ١٩:‏١٥؛‏ ٢٧:‏٧؛‏ اش ٢٩:‏٨؛‏ ٣٢:‏٦؛‏ مي ٧:‏١‏)‏؛‏ تُسمَّن (‏ام ١١:‏٢٥‏)‏؛‏ تصوم (‏مز ٣٥:‏١٣‏)‏؛‏ تلمس اشياء نجسة،‏ مثل جثة (‏لا ٥:‏٢؛‏ ٧:‏٢١؛‏ ١٧:‏١٥؛‏ ٢٢:‏٦؛‏ عد ١٩:‏١٣‏)‏؛‏ ‹تُرتهَن› او ‹تُخطَف› (‏تث ٢٤:‏٦،‏ ٧‏)‏؛‏ تعمل (‏لا ٢٣:‏٣٠‏)‏؛‏ تنعشها المياه الباردة عندما تكون متعبة (‏ام ٢٥:‏٢٥‏)‏؛‏ تُشترى (‏لا ٢٢:‏١١؛‏ حز ٢٧:‏١٣‏)‏؛‏ تُنذَر (‏لا ٢٧:‏٢‏)‏؛‏ تُقيَّد بالحديد (‏مز ١٠٥:‏١٨‏)‏؛‏ لا تقدر ان تنام (‏مز ١١٩:‏٢٨‏)‏؛‏ تتنفس بصعوبة (‏ار ١٥:‏٩‏)‏.‏

كذلك ايضا ترد في عدة آيات عبارات مثل «نفسي»،‏ «نفسه»،‏ «نفسها» و «نفسك».‏ والسبب هو ان نيفيش و پسيخي يمكن ان تعنيا الانسان نفسه.‏ لذلك يمكن التعبير عن هذا المعنى باستعمال الضمائر.‏ فباللغة العبرانية،‏ بحسب احد المعاجم (‏Lexicon in Veteris Testamenti Libros‏،‏ ص ٦٢٧)‏،‏ عندما يتصل ضمير المتكلم بكلمة نيفيش يصير معناها «انا» (‏تك ٢٧:‏٤،‏ ٢٥؛‏ اش ١:‏١٤‏)‏؛‏ ومع ضمير المخاطَب المفرد يصير معناها «انتَ» او «انتِ» (‏تك ٢٧:‏١٩،‏ ٣١؛‏ اش ٤٣:‏٤؛‏ ٥١:‏٢٣‏)‏؛‏ ومع ضمير الغائب يصير معناها «هو» او «هي» (‏عد ٣٠:‏٢،‏ ٥-‏١٢؛‏ اش ٥٣:‏١٠‏)‏؛‏ وهلم جرا.‏

وينطبق الامر نفسه على الكلمة اليونانية پسيخي.‏ فيقول قاموس فاين التفسيري لكلمات العهدين القديم والجديد (‏١٩٨١،‏ المجلد ٤،‏ ص ٥٤)‏ انه يمكن استعمالها «كمرادف للضمائر بهدف التشديد او ترك اثر عميق:‏ ضمير المتكلم،‏ يو ١٠:‏٢٤ (‏بمعنى ‹نحن›)‏؛‏ عب ١٠:‏٣٨ قارن تك ١٢:‏١٣؛‏ عد ٢٣:‏١٠؛‏ قض ١٦:‏٣٠؛‏ مز ١٢٠:‏٢ (‏بمعنى ‹انا›)‏؛‏ ضمير المخاطَب،‏ ٢ كو ١٢:‏١٥؛‏ عب ١٣:‏١٧‏»،‏ وهلم جرا.‏

تمثِّل حياة المخلوق نفسه:‏ تُستعمَل كلمتا نيفيش و پسيخي ايضا بمعنى الحياة،‏ وإنما ليس الحياة بالمعنى المجرَّد والمطلق،‏ بل حياة المخلوق نفسه،‏ سواء كان انسانا او حيوانا.‏

عندما كانت راحيل تلد بنيامين،‏ خرجت نيفيش راحيل (‏«نفسها»،‏ او حياتها)‏ وماتت.‏ (‏تك ٣٥:‏١٦-‏١٩‏)‏ فهي لم تعد مخلوقا حيا.‏ كذلك الامر،‏ عندما صنع النبي ايليا عجيبة وأقام ابن ارملة صرفة الميت،‏ رجعت نيفيش الولد (‏‹نفسه›،‏ او حياته)‏ الى داخله «وعاد الى الحياة»،‏ اي صار من جديد مخلوقا حيا.‏ —‏ ١ مل ١٧:‏١٧-‏٢٣‏.‏

وبما ان حياة المخلوق ترتبط ارتباطا وثيقا بالدم وتعتمد عليه (‏الدم المسفوك يعني حياة الشخص او المخلوق [‏تك ٤:‏١٠؛‏ ٢ مل ٩:‏٢٦؛‏ مز ٩:‏١٢؛‏ اش ٢٦:‏٢١‏])‏،‏ تقول الاسفار المقدسة ان نيفيش (‏النفس)‏ هي «في الدم».‏ (‏تك ٩:‏٤؛‏ لا ١٧:‏١١،‏ ١٤؛‏ تث ١٢:‏٢٣‏)‏ لا شك ان هذا المعنى ليس حرفيا،‏ وذلك لأن الاسفار المقدسة تستعمل ايضا عبارة ‹دم نفوسكم› (‏تك ٩:‏٥‏؛‏ قارن ار ٢:‏٣٤‏)‏،‏ ولأن نيفيش في الآيات العديدة الاخرى التي ناقشناها سابقا لا يمكن منطقيا ان تنطبق حصرًا على الدم او على مميزاته التي تدعم الحياة.‏

لا تُستعمل نيفيش (‏نفس)‏ في الحديث عن خلق الحياة النباتية الذي بدأ في «اليوم» الخلقي الثالث (‏تك ١:‏١١-‏١٣‏)‏ ولا لاحقا.‏ فالنباتات لا دم فيها.‏

يمكن ايجاد امثلة عن استعمال الكلمة اليونانية پسيخي بمعنى «حياة المخلوق نفسه» في متى ٦:‏٢٥؛‏ ١٠:‏٣٩؛‏ ١٦:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ لوقا ١٢:‏٢٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١١،‏ ١٥؛‏ ١٣:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ ١٥:‏١٣؛‏ الاعمال ٢٠:‏١٠‏.‏ وبما ان خدام اللّٰه لديهم الامل بالقيامة اذا ماتوا،‏ فهذا يعني ان لديهم الامل ان يعيشوا من جديد «كأنفس»،‏ او مخلوقات حية.‏ لذلك قال يسوع:‏ «من خسر نفسه [حياته] في سبيلي وسبيل البشارة .‏.‏.‏ يخلصها.‏ فإنه ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟‏ وماذا يعطي الانسان بدل نفسه؟‏».‏ (‏مر ٨:‏٣٥-‏٣٧‏)‏ كما قال:‏ «مَن اعزَّ نفسه يهلكها،‏ ومن ابغض نفسه في هذا العالم يصونها لحياة ابدية».‏ (‏يو ١٢:‏٢٥‏)‏ وهذه الآيات وغيرها تساعدنا ان نفهم بشكل صحيح كلمات يسوع في متى ١٠:‏٢٨‏:‏ «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها،‏ بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كلَيهما في وادي هنوم».‏ فصحيح ان الانسان يقدر ان يقتل جسد شخص ما،‏ إلا انه لا يقدر ان يقتله بشكل نهائي.‏ فالشخص الامين اذا مات يبقى حيا بحسب قصد اللّٰه (‏قارن لو ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏،‏ واللّٰه يقدر ويرغب ان يعيد اليه حياته بإقامته من الموت.‏ وخدام اللّٰه يعتبرون خسارة «نفوسهم»،‏ او حياتهم،‏ وقتية لا ابدية.‏ —‏ قارن رؤ ١٢:‏١١‏.‏

فانية ويمكن اهلاكها:‏ من ناحية اخرى،‏ تقول متى ١٠:‏٢٨ ان اللّٰه «يقدر ان يهلك النفس [‏پسيخِن‏] والجسد كلَيهما في وادي هنوم».‏ وهذا يُظهر ان پسيخي لا تشير الى شيء لا يفنى او يهلك.‏ فلا توجد ولا آية في كل الاسفار المقدسة،‏ العبرانية واليونانية،‏ تذكر نيفيش او پسيخي مع صفات مثل خالدة،‏ لا تهلك،‏ لا تفنى،‏ لا تموت،‏ وما شابه.‏ (‏انظر «‏الخلود‏»؛‏ «‏الفساد (‏عدم الفساد)‏‏».‏)‏ ولكن هناك الكثير جدا من الآيات في الاسفار العبرانية واليونانية التي تقول عن نيفيش او پسيخي (‏نفس)‏ انها يمكن ان تموت (‏تك ١٩:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عد ٢٣:‏١٠؛‏ يش ٢:‏١٣،‏ ١٤؛‏ قض ٥:‏١٨؛‏ ١٦:‏١٦،‏ ٣٠؛‏ ١ مل ٢٠:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ مز ٢٢:‏٢٩؛‏ حز ١٨:‏٤،‏ ٢٠؛‏ مت ٢:‏٢٠؛‏ ٢٦:‏٣٨؛‏ مر ٣:‏٤؛‏ عب ١٠:‏٣٩؛‏ يع ٥:‏٢٠‏)‏؛‏ «تُقطَع» او تهلك (‏تك ١٧:‏١٤؛‏ خر ١٢:‏١٥؛‏ لا ٧:‏٢٠؛‏ ٢٣:‏٢٩؛‏ يش ١٠:‏٢٨-‏٣٩؛‏ مز ٧٨:‏٥٠؛‏ حز ١٣:‏١٩؛‏ ٢٢:‏٢٧؛‏ اع ٣:‏٢٣؛‏ رؤ ٨:‏٩؛‏ ١٦:‏٣‏)‏،‏ سواء بالسيف (‏يش ١٠:‏٣٧؛‏ حز ٣٣:‏٦‏)‏،‏ او اختناقا (‏اي ٧:‏١٥‏)‏،‏ او غرقا (‏يون ٢:‏٥‏)‏؛‏ وتذهب الى الحفرة او القبر (‏اي ٣٣:‏٢٢؛‏ مز ٨٩:‏٤٨‏)‏ او تُنقَذ منه (‏مز ١٦:‏١٠؛‏ ٣٠:‏٣؛‏ ٤٩:‏١٥؛‏ ام ٢٣:‏١٤‏)‏.‏

النفس الميتة:‏ ترد عبارة «نفس ميتة» ايضا مرات عديدة،‏ وهي تعني ببساطة «شخص ميت».‏ —‏ لا ١٩:‏٢٨؛‏ ٢١:‏١،‏ ١١؛‏ ٢٢:‏٤؛‏ عد ٥:‏٢؛‏ ٦:‏٦؛‏ حج ٢:‏١٣‏؛‏ قارن عد ١٩:‏١١،‏ ١٣‏.‏

الرغبة:‏ احيانا تُستعمل كلمة نيفيش للتعبير عن رغبة الشخص،‏ رغبة تملأه وتسيطر عليه الى ان تصل الى هدفها.‏ مثلا،‏ تقول الامثال ١٣:‏٢‏:‏ «نفس الغادرين .‏.‏.‏ هي عنف».‏ وهذا يعني ان العنف يسيطر عليهم لدرجة انهم يصيرون تشخيصا له.‏ (‏قارن تك ٣٤:‏٣؛‏ مز ٢٧:‏١٢؛‏ ٣٥:‏٢٥؛‏ ٤١:‏٢‏.‏)‏ كما يُدعى رعاة اسرائيل المزيفون ‹كلابا شرهة النفس لا تعرف الشبع›.‏ —‏ اش ٥٦:‏١١،‏ ١٢‏؛‏ قارن ام ٢٣:‏١-‏٣؛‏ حب ٢:‏٥‏.‏

الخدمة من كل النفس:‏ كما رأينا سابقا،‏ تعني «النفس» من حيث الاساس الشخص بكامله.‏ غير ان بعض الآيات تشجعنا ان نفتش عن اللّٰه ونحبه ونخدمه ‹بكل قلبنا وبكل نفسنا›.‏ (‏تث ٤:‏٢٩؛‏ ١١:‏١٣،‏ ١٨‏)‏ وتقول التثنية ٦:‏٥‏:‏ «تحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك».‏ كما قال يسوع انه من الضروري ان يخدم الشخص اللّٰه بكل نفسه وقوته،‏ وأيضا ‹بكل عقله›.‏ (‏مر ١٢:‏٣٠؛‏ لو ١٠:‏٢٧‏)‏ لذلك ينشأ السؤال:‏ ما دامت النفس تشمل كل شيء،‏ فلماذا تُذكر معها تلك الامور الاخرى؟‏ يمكن ايضاح المعنى المحتمل بالمثل التالي:‏ قد يبيع شخص نفسه عبدا لشخص آخر ويصير ملكا له.‏ لكنه قد لا يخدم سيده من كل قلبه،‏ اي انه قد لا يكون عنده كل الدافع وكل الرغبة ليرضيه.‏ وبالتالي قد لا يستخدم كل قوته وكل قدرته التفكيرية ليدعم سيده.‏ (‏قارن اف ٦:‏٥؛‏ كو ٣:‏٢٢‏.‏)‏ فمن الواضح ان هذه الاوجه للنفس انما هي مذكورة لإبرازها،‏ وهكذا نبقيها في بالنا ونركِّز عليها فيما نخدم اللّٰه الذي نحن ملك له،‏ ونخدم ابنه الذي دفع حياته فدية ليشترينا.‏ فخدمة اللّٰه «من كل النفس» تشمل الشخص بكامله،‏ بكل ما في جسده من اعضاء ووظائف وقدرات ورغبات.‏ —‏ قارن مت ٥:‏٢٨-‏٣٠؛‏ لو ٢١:‏٣٤-‏٣٦؛‏ اف ٦:‏٦-‏٩؛‏ في ٣:‏١٩؛‏ كو ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

النفس تختلف عن الروح:‏ لا يجب الخلط بين «الروح» (‏بالعبرانية رواح؛‏ باليونانية پنِفما‏)‏ و «النفس» (‏بالعبرانية نيفيش؛‏ باليونانية پسيخي‏)‏،‏ لأن الكلمتَين تشيران الى امور مختلفة.‏ لذلك تقول العبرانيين ٤:‏١٢ ان كلمة اللّٰه «تخرق لتفرق بين النفس والروح،‏ وبين المفاصل ومخها».‏ (‏قارن ايضا في ١:‏٢٧؛‏ ١ تس ٥:‏٢٣‏.‏)‏ فكما رأينا،‏ النفس (‏نيفيش؛‏ پسيخي‏)‏ هي المخلوق نفسه.‏ اما الروح (‏رواح؛‏ پنِفما‏)‏ فتشير عموما الى قوة الحياة الموجودة في المخلوق الحي او النفس،‏ رغم ان الكلمتَين الاصليتَين يمكن ان تحملا معاني اخرى.‏

كذلك يُرى الفرق بين الكلمتَين اليونانيتَين پسيخي و پنِفما في رسالة الرسول بولس الاولى الى الاخوة في كورنثوس عندما ناقش موضوع قيامة المسيحيين الى الحياة الروحانية.‏ فهناك يُظهر بولس الفرق بين «المادي [‏پسيخيكون،‏ حرفيا،‏ نفساني]» و «الروحي [‏پنِفماتيكون‏]»،‏ ويوضح ان المسيحيين المختارين يكون لديهم جسد «مادي»،‏ مثل الذي كان لدى الانسان الاول آدم،‏ الى ان يموتوا.‏ وعندما يُقامون من الموت ينالون جسما روحانيا مثل جسم يسوع المسيح الممجَّد.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٢-‏٤٩‏)‏ ويهوذا يُجري مقارنة مشابهة نوعا ما عندما يتكلم عن اشخاص ‹حيوانيين [‏پسيخيكي،‏ حرفيا،‏ نفسانيين]،‏ لا روحيات لهم [حرفيا،‏ ليس لديهم روح (‏پنِفما‏)‏]».‏ —‏ يه ١٩‏.‏

بأي معنى يكون لدى اللّٰه نفس؟‏ نظرا الى ما تقدَّم،‏ يبدو ان الآيات التي يقول فيها اللّٰه «نفسي (‏نيفيش مع ضمير المتكلم)‏» (‏لا ٢٦:‏١١،‏ ٣٠؛‏ مز ٢٤:‏٤؛‏ اش ٤٢:‏١‏)‏ هي امثلة على استعمال اوصاف بشرية للّٰه لمساعدة القارئ على الفهم،‏ كما عندما يُقال ان له عينَين ويدَين وغير ذلك.‏ ومن الواضح ان يهوه عندما يقول «نفسي» يقصد «انا».‏ فالاسفار المقدسة تقول:‏ «اللّٰه روح [‏پنِفما‏]».‏ —‏ يو ٤:‏٢٤‏؛‏ انظر «‏يهوه‏» (‏اوصاف لحضرة يهوه)‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة