-
لماذا العِرق قضية مهمة؟استيقظ! ١٩٩٣ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
عاقبة مروِّعة للعرقية
في كتابه ماين كامپف (كفاحي)، اكد أدولف هتلر ان العِرق الالماني هو العِرق الآري الاسمى الذي قُدِّر له ان يحكم العالم. وشعر هتلر بأن اليهود، الذين قال انهم مسؤولون عن تدمير الاقتصاد الالماني، كانوا عائقا لهذا القدَر المجيد. وهكذا، تبع ذلك ابادة اليهود وأقليات اخرى في اوروپا، مما كان على نحو مسلَّم به احدى الفترات الأحلك في التاريخ البشري. هذه كانت العاقبة الوخيمة للافكار العرقية، بما فيها تلك التي لڠوبينو وتشمبرلين.
ولكنَّ امرا مروِّعا كهذا لم يكن محصورا في اوروپا. فعبر المحيط في ما يُدعى العالم الجديد، سبَّب النوع نفسه من الافكار التي لا اساس لها ألما لا يقدَّر لاجيال من الناس الابرياء. وعلى الرغم من ان العبيد الافريقيين حُرِّروا اخيرا في الولايات المتحدة بعد الحرب الاهلية، فقد سُنَّت قوانين في ولايات كثيرة تمنع السود من نيل الكثير من الامتيازات التي يتمتع بها مواطنون آخرون. ولماذا؟ اعتقد المواطنون البيض ان العِرق الاسود لا يملك المقدرة الفكرية للاشتراك في الواجبات المدنية وفي الحكومة.
ان مدى عمق رسوخ مشاعر عرقية كهذه توضحه قضية تشمل قانون عدم اختلاط العروق. لقد منع هذا القانون الزواج بين السود والبيض. وفي ادانة زوجين كسرا هذا القانون، قال احد القضاة: «اللّٰه القادر على كل شيء خلق العروق الابيض، الاسود، الاصفر، الملاييّ والاحمر، ووضعهم في قارات منفصلة، ولو لم يكن هنالك تدخُّل في ترتيبه لما كان هنالك سبب لزيجات كهذه.»
قال القاضي ذلك، لا في القرن الـ ١٩ ولا في منطقة متخلِّفة، بل في السنة ١٩٥٨ — وعلى بُعد ليس اكثر من ٦٠ ميلا (١٠٠ كلم) من الكاپيتول في الولايات المتحدة! فعلا، لم يكن حتى السنة ١٩٦٧ ان المحكمة العليا في الولايات المتحدة ابطلت كل القوانين ضد الزواج بين العروق البشرية المختلفة.
وقوانين تمييزية كهذه — بالاضافة الى التفرقة في المدارس، الكنائس، والمؤسسات العامة الاخرى والمحاباة في الاستخدام والمأوى — ادت الى الفتنة المدنية، الاحتجاجات، والعنف التي صارت واقع الحياة في الولايات المتحدة وأماكن اخرى كثيرة. وحتى ان لم نذكر تدمير الحياة والملكية، فإن الكرب، الكراهية، الاساءات الشخصية والمعاناة التي نتجت لا يمكن اعتبارها إلا مصدر خزي وعار لما يدعى المجتمع المتحضِّر.
وهكذا صارت العرقية احدى القِوى الاكثر تقسيما التي تبتلي المجتمع البشري.
-
-
لماذا العِرق قضية مهمة؟استيقظ! ١٩٩٣ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
[الصورة في الصفحة ٨]
كانت معسكرات الابادة النازية عاقبة وخيمة للافكار العرقية
-