مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٤ ١/‏٨ ص ١٥-‏٢٠
  • نمُّوا التعقُّل

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • نمُّوا التعقُّل
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«غفور»‏
  • المرونة في وجه الظروف المتغيِّرة
  • التعقُّل في ممارسة السلطة
  • كُن مرنًا مثل يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٣
  • يهوه اله متعقِّل!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • قدّر كرم يهوه وتعقله
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • المسيحيون ثابتون ومع ذلك مرنون
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
ب٩٤ ١/‏٨ ص ١٥-‏٢٠

نمُّوا التعقُّل

‏«ليكن (‏تعقُّلكم)‏ معروفا عند جميع الناس.‏ الرب قريب.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏

١ لماذا هو تحدٍّ ان نكون متعقِّلين في عالم اليوم؟‏

‏«الشخص المتعقِّل» —‏ هو بحسب السّر آلَن پاتريك هربرت،‏ صحفي انكليزي،‏ شخصية اسطورية.‏ وفي الواقع،‏ قد يبدو احيانا انه لم يعُد هنالك ايّ شخص متعقِّل في هذا العالم الذي تمزقه النزاعات.‏ وقد سبق الكتاب المقدس وأنبأ ان الناس في هذه «الايام الاخيرة» الصعبة سيكونون «شرسين،‏» «معاندين،‏» و«غير مستعدّين لأيّ اتفاق» —‏ وبكلمات اخرى،‏ غير متعقِّلين البتة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومع ذلك،‏ يقدِّر المسيحيون الحقيقيون التعقُّل تقديرا رفيعا،‏ اذ يعرفون انه سمة الحكمة الالهية.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ ونحن لا نشعر بأنه يستحيل ان نكون متعقِّلين في عالم غير متعقِّل.‏ ولكننا نقبل بالاحرى دون تحفُّظ التحدِّي في مشورة الرسول بولس الموجودة في فيلبي ٤:‏٥‏:‏ «ليكن (‏تعقُّلكم)‏ معروفا عند جميع الناس.‏»‏

٢ كيف تساعدنا كلمات الرسول بولس في فيلبي ٤:‏٥ لنعرف ما اذا كنا متعقِّلين؟‏

٢ لاحظوا كيف تساعدنا كلمات بولس على فحص ما اذا كنا متعقِّلين.‏ والمسألة ليست كيف نرى نحن انفسنا؛‏ بل كيف يرانا الآخرون،‏ كيف نكون معروفين.‏ وتنقل ترجمة فيلپس هذه الآية:‏ «كونوا معروفين بتعقُّلكم.‏» فيحسُن بكلٍّ منا ان يسأل،‏ ‹بماذا انا معروف؟‏ هل انا معروف بأنني متعقِّل،‏ مرِن،‏ ولطيف؟‏ أم بأنني متصلِّب،‏ قاسٍ،‏ او عنيد؟‏›‏

٣ (‏أ)‏ ماذا تعني الكلمة اليونانية المترجمة «متعقِّل،‏» ولماذا هذه الصفة جذابة؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعلَّم المسيحي ان يكون متعقِّلا اكثر؟‏

٣ وسمعتنا من هذا القبيل ستُظهر الى ايّ حد نتمثَّل بيسوع المسيح.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١‏)‏ فعندما كان هنا على الارض،‏ عكس يسوع كاملا مثال ابيه الاسمى للتعقُّل.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٩‏)‏ وفي الواقع،‏ عندما كتب بولس عن «وداعة المسيح وحِلمه،‏» استعمل مقابل حِلم الكلمة اليونانية (‏إپيِيكياس‏)‏ التي تعني ايضا «التعقُّل» او،‏ حرفيا،‏ «اللِّين.‏» (‏٢ كورنثوس ١٠:‏١‏)‏ ويدعوها التعليق على مفسِّر الكتاب المقدس «احدى اروع الكلمات لوصف الشخصية في العهد الجديد.‏» فهي تصوِّر صفة جذابة جدا بحيث ينقل احد العلماء الكلمة الى «التعقُّل العذب.‏» لذلك دعونا نناقش ثلاث طرائق اظهر فيها يسوع التعقُّل،‏ كأبيه،‏ يهوه.‏ وهكذا يمكن ان نتعلم كيف نصير نحن متعقِّلين اكثر.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

‏«غفور»‏

٤ كيف اظهر يسوع انه «غفور»؟‏

٤ كأبيه،‏ اظهر يسوع التعقُّل بكونه ‹غفورا› مرارا وتكرارا.‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ تأملوا حينما انكر بطرس،‏ رفيق حميم،‏ يسوعَ ثلاث مرات في ليلة اعتقال يسوع ومحاكمته.‏ ويسوع نفسه كان قد ذكر في وقت ابكر:‏ «مَن ينكرني قُدَّام الناس انكره انا ايضا قُدَّام ابي.‏» (‏متى ١٠:‏٣٣‏)‏ فهل طبَّق يسوع هذه القاعدة على بطرس بتصلُّب وبلا رحمة؟‏ كلا؛‏ فبعد قيامته،‏ قام يسوع بزيارة شخصية لبطرس،‏ طبعا ليعزِّي ويطمئن هذا الرسول التائب والمنسحق القلب.‏ (‏لوقا ٢٤:‏٣٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥‏)‏ وبُعيد ذلك،‏ سمح يسوع لبطرس بأن يحمل مسؤولية كبيرة.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤١‏)‏ ها هو افضل تجليات التعقُّل العذب!‏ أليس معزيا التفكير ان يهوه عيَّن يسوع قاضيا على الجنس البشري كله؟‏ —‏ اشعياء ١١:‏١-‏٤؛‏ يوحنا ٥:‏٢٢‏.‏

٥ (‏أ)‏ بماذا يجب ان يُعرف الشيوخ بين الخراف؟‏ (‏ب)‏ اية مواد يمكن للشيوخ ان يراجعوها قبل معالجة القضايا القضائية،‏ ولماذا؟‏

٥ عندما يعمل الشيوخ كقضاة في الجماعة،‏ يحاولون ان يتبعوا مثال يسوع في التعقُّل.‏ فهم لا يريدون ان تخافهم الخراف كمعاقِبين.‏ بل يحاولون بالأحرى ان يتمثَّلوا بيسوع لكي تشعر الخراف بأنها آمنة معهم كرعاة محبين.‏ وفي القضايا القضائية،‏ يبذلون كل جهد ليكونوا متعقِّلين وغفورين.‏ وقبل معالجة قضية كهذه،‏ وجد بعض الشيوخ انه من المساعد مراجعة المقالتين في عدد ١ تموز ١٩٩٢ من برج المراقبة بعنوان «يهوه،‏ ‹ديَّان كل الارض› العديم المحاباة» و«ايُّها الشيوخ،‏ اقضوا بالبر.‏» وهكذا يتذكَّرون ملخَّص طريقة يهوه في القضاء:‏ «الثبات حيث يكون لازما،‏ الرحمة حيث تكون ممكنة.‏» وليس من الخطإ الميل الى الرحمة في القضاء عندما يكون هنالك اساس معقول لفعل ذلك.‏ (‏متى ١٢:‏٧‏)‏ وانما الخطأ الخطير هو ان يكونوا قساة او بلا رحمة.‏ (‏حزقيال ٣٤:‏٤‏)‏ لذلك يتجنَّب الشيوخ الغلط بسعيهم جاهدين الى اتِّباع ارحم السبُل واكثرها اتِّصافا بالمحبة ضمن ما يسمح به العدل.‏ —‏ قارنوا متى ٢٣:‏٢٣؛‏ يعقوب ٢:‏١٣‏.‏

المرونة في وجه الظروف المتغيِّرة

٦ كيف اظهر يسوع التعقُّل في التعامل مع المرأة الاممية التي كانت ابنتها مجنونة؟‏

٦ برهن يسوع انه،‏ كيهوه،‏ سريع في تعديل مسلك ما او التكيُّف مع حالات جديدة كلما نشأت.‏ ففي احدى المناسبات،‏ توسَّلت اليه امرأة اممية ان يشفي ابنتها المجنونة جدا.‏ وبثلاث طرائق،‏ اشار يسوع في البداية انه لن يساعدها —‏ اولا،‏ بالامتناع عن اجابتها؛‏ ثانيا،‏ بذكره مباشرة انه أُرسل،‏ لا الى الامم،‏ بل الى اليهود؛‏ وثالثا،‏ بتقديم ايضاح أكَّد بلطف النقطة نفسها.‏ لكنَّ المرأة لجَّت في اثناء كل ذلك،‏ مقدِّمةً الدليل على امتلاكها ايمانا رائعا.‏ بالنظر الى هذه الحالة الاستثنائية،‏ ادرك يسوع ان هذا ليس وقتا لتنفيذ قاعدة عامة؛‏ بل هو وقت ليكون مرنا استجابةً لمبادئ اسمى.‏a وهكذا،‏ فعل يسوع تماما الامر الذي اشار ثلاث مرات انه لن يفعله.‏ لقد شفى ابنة المرأة!‏ —‏ متى ١٥:‏٢١-‏٢٨‏.‏

٧ في اية نواحٍ يُظهر الوالدون التعقُّل،‏ ولماذا؟‏

٧ فهل نحن معروفون بشكل مماثل باستعدادنا لنكون مرنين عندما يكون ذلك مناسبا؟‏ كثيرا ما يحتاج الوالدون الى اظهار تعقُّل كهذا.‏ وبما ان كل ولد هو فريد،‏ فإن الوسائل التي تنجح مع ولد ربما لا تكون مناسبة لآخر.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اذ يكبر الاولاد،‏ تتغيَّر حاجاتهم.‏ فهل يجب تعديل موعد العودة الى البيت؟‏ هل يتحسَّن الدرس العائلي بتنظيمه بطريقة حيوية اكثر؟‏ عندما يبالغ احد الوالدَين في رد فعله تجاه ذنب غير خطير،‏ فهل يكون مستعدا لأن يتواضع ويقوِّم الامور؟‏ ان الوالدين الذين يتَّصفون باللِّين في مثل هذه النواحي يتجنبون اغاظة اولادهم بلا لزوم وإبعادهم عن يهوه.‏ —‏ افسس ٦:‏٤‏.‏

٨ كيف يمكن لشيوخ الجماعة ان يأخذوا القيادة في التكيُّف مع حاجات المقاطعة؟‏

٨ ويلزم ان يتكيَّف الشيوخ ايضا عندما تنشأ ظروف جديدة،‏ دون ان يسايروا ابدا على شرائع معيَّنة للّٰه.‏ وفي الاشراف على عمل الكرازة،‏ هل تتنبَّهون للتغييرات في المقاطعة؟‏ واذ تتغيَّر طريقة عيش الناس في الجوار،‏ ربما يجب تعزيز شهادة الامسيات،‏ شهادة الشوارع،‏ او شهادة الهاتف.‏ والتكيُّف في نواحٍ كهذه يساعدنا على اتمام مهمتنا الكرازية بشكل فعَّال اكثر.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٦‏)‏ لقد اعتبر بولس ايضا ان التكيُّف مع كل انواع الناس في خدمته امر ضروري.‏ فهل نفعل الامر عينه،‏ مثلا،‏ بأن نتعلَّم عن الديانات والثقافات المحلية ما يكفي لنتمكَّن من مساعدة الناس؟‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏.‏

٩ لماذا لا يجب ان يصرَّ الشيخ على معالجة المشاكل دائما كما عالجها في السابق؟‏

٩ اذ تصير هذه الايام الاخيرة اصعب من ايّ وقت مضى،‏ قد يحتاج الرعاة ايضا الى التكيُّف مع التعقيد المحيِّر والكَدَر اللذين لبعض المشاكل التي تواجه الآن رعيتهم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فيا ايها الشيوخ،‏ ليس هذا وقتا للتصلُّب!‏ ومن المؤكد ان الشيخ لن يصرَّ على معالجة المشاكل كما كان يعالجها في السابق اذا صارت اساليبه غير مُجدِية او اذا رأى «العبد الامين الحكيم» انه من الملائم نشر مواد جديدة حول مواضيع كهذه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏؛‏ قارنوا جامعة ٧:‏١٠؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣١‏.‏)‏ حاول احد الشيوخ الامناء بإخلاص ان يساعد اختا مكتئبة كانت في حاجة ماسة الى مصغٍ جيد.‏ لكنه لم يعتبر كآ‌بتها خطيرة جدا وقدَّم لها حلولا ابسط مما ينبغي.‏ ثم نشرت جمعية برج المراقبة بعض المعلومات المؤسسة على الكتاب المقدس عالجت مشكلتها عينها.‏ فحرص الشيخ على التكلم معها ثانية،‏ وهذه المرة مستخدما المواد الجديدة ومُظهرا التعاطف مع محنتها.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ فيا له من مثال رائع للتعقُّل!‏

١٠ (‏أ)‏ كيف يجب ان يُظهر الشيوخ موقفا يتَّصف باللِّين واحدهم من الآخر ومن هيئة الشيوخ ككل؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان تنظر هيئة الشيوخ الى اولئك الذين يبدون غير متعقِّلين؟‏

١٠ ويلزم ايضا ان يظهر الشيوخ موقفا ليِّنا واحدهم من الآخر.‏ وعندما تجتمع هيئة الشيوخ،‏ من المهم جدا ألّا يسود الجلسة ايٌّ من الشيوخ!‏ (‏لوقا ٩:‏٤٨‏)‏ ويجب على مَن يشرف خصوصا ان يضبط نفسه من هذا القبيل.‏ وعندما لا يوافق شيخ او شيخان على قرار هيئة الشيوخ بكاملها،‏ لن يصرَّا على فعل الامور كما يريدان.‏ وعوضا عن ذلك،‏ ما دام لا يجري انتهاك ايّ مبدإ من الاسفار المقدسة،‏ سيلينان،‏ متذكِّرَين ان التعقُّل مطلوب من الشيوخ.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ ومن جهة اخرى،‏ يجب ان تتذكَّر هيئة الشيوخ ان بولس لام بشدة جماعة كورنثوس بسبب ‹احتمال (‏غير المتعقِّلين)‏› الذين اعتبروا انفسهم «فائقي الرسل.‏» (‏٢ كورنثوس ١١:‏٥،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ لذلك يجب ان يكونوا راغبين في تقديم المشورة لرفيق شيخ يتصرَّف بعناد وعدم تعقُّل،‏ لكن يجب ان يكونوا هم انفسهم ودعاء ولطفاء في فعلهم ذلك.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

التعقُّل في ممارسة السلطة

١١ ما الفرق بين طريقة القادة الدينيين اليهود في زمن يسوع وطريقة يسوع في ممارسة السلطة؟‏

١١ عندما مشى يسوع على الارض،‏ اتضح تعقُّله حقا من خلال الطريقة التي بها مارس سلطته الممنوحة من اللّٰه.‏ وكم كان مختلفا عن القادة الدينيين في زمنه!‏ تأملوا في احد الامثلة.‏ امرت شريعة اللّٰه بأنه ما من عمل،‏ ولا حتى جمع الحطب،‏ يجب القيام به في السبت.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٠؛‏ عدد ١٥:‏٣٢-‏٣٦‏)‏ وأراد القادة الدينيون ان يتحكَّموا في طريقة تطبيق الناس لهذه الشريعة.‏ لذلك اخذوا على عاتقهم ان يقرِّروا بالضبط ما يمكن حمله في السبت.‏ فسنّوا القاعدة:‏ لا شيء اثقل من تينتَين جافتَين.‏ حتى انهم اصدروا تحريما يقضي بعدم لبس خُف ذي نعل بمسامير،‏ مدَّعين ان حمل الوزن الاضافي للمسامير يشكِّل عملا!‏ ويُقال ان الربابنة اضافوا،‏ جملةً،‏ ٣٩ قاعدة الى شريعة اللّٰه المتعلقة بالسبت وبعد ذلك اضافوا امورا لا تحصى الى هذه القواعد.‏ أما يسوع فلم يسعَ الى السيطرة على الناس بجعلهم يخزَون بسنِّه قواعد مقيِّدة لا نهاية لها او بوضعه مقاييس صارمة يتعذَّر بلوغها.‏ —‏ متى ٢٣:‏٢-‏٤؛‏ يوحنا ٧:‏٤٧-‏٤٩‏.‏

١٢ لماذا يمكننا القول ان يسوع لم يتردَّد في مقاييس يهوه البارة؟‏

١٢ اذًا هل يجب ان نفترض ان يسوع لم يؤيد بثبات مقاييس اللّٰه البارة؟‏ لقد ايَّدها حتما!‏ وقد ادرك ان الشرائع تصير فعَّالة الى ابعد حد عندما يفكِّر البشر جديا في المبادئ التي هي وراء هذه الشرائع.‏ وفيما كان الفريسيون مهتمين بمحاولة التحكُّم في الناس بواسطة قواعد لا تحصى،‏ سعى يسوع الى بلوغ القلوب.‏ مثلا،‏ كان يعرف جيدا انه لا مجال للّيونة في ما يتعلق بشرائع الهية مثل «اهربوا من الزنا.‏» (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨‏)‏ لذلك حذَّر يسوع الناس من الافكار التي يمكن ان تؤدي الى الفساد الادبي.‏ (‏متى ٥:‏٢٨‏)‏ وقد تطلَّب تعليم كهذا حكمة وتمييزا اكثر بكثير من مجرد وضع قواعد متصلِّبة وجامدة.‏

١٣ (‏أ)‏ لماذا يجب ان يتجنب الشيوخ خلق شرائع وقواعد غير ليِّنة؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض المجالات حيث يكون مهما احترام ضمير الفرد؟‏

١٣ والاخوة المسؤولون اليوم يهتمون على نحو مساوٍ ببلوغ القلوب.‏ ولذلك يتجنبون وضع قواعد تعسُّفية وعديمة المرونة او تحويل وجهات نظرهم وآرائهم الشخصية الى قانون.‏ (‏قارنوا دانيال ٦:‏٧-‏١٦‏.‏)‏ ومن وقت الى آخر،‏ يمكن ان تكون التذكيرات الملائمة بشأن مسائل كاللباس والهندام مناسبة وفي حينها،‏ لكنَّ الشيخ قد يعرِّض للخطر صيته كرجل متعقِّل اذا الحَّ على مسائل كهذه او حاول ان يفرض امورا هي انعكاسات لذوقه الشخصي في المقام الاول.‏ حقا،‏ يجب على الجميع في الجماعة ان يتجنبوا محاولة التحكُّم في الآخرين.‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ١:‏٢٤؛‏ فيلبي ٢:‏١٢‏.‏

١٤ كيف اظهر يسوع انه متعقِّل في ما يتوقعه من الآخرين؟‏

١٤ وقد يرغب الشيوخ في فحص انفسهم في موضوع آخر:‏ ‹هل انا متعقِّل في ما اتوقعه من الآخرين؟‏› من المؤكد ان يسوع كان كذلك.‏ وقد اظهر باستمرار لأتباعه انه لا يتوقَّع اكثر من جهودهم المخلصة وأنه يقدِّرها تقديرا رفيعا.‏ ومدح الارملة الفقيرة على التبرع بفلسَيها الزهيدَي القيمة.‏ (‏مرقس ١٢:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ ووبَّخ تلاميذه عندما انتقدوا تبرع مريم الغالي الثمن،‏ قائلا:‏ «اتركوها.‏ .‏ .‏ .‏ عملت ما عندها.‏» (‏مرقس ١٤:‏٦،‏ ٨‏)‏ وكان متعقِّلا ايضا عندما خيَّب أتباعه آماله.‏ مثلا،‏ رغم انه حثَّ رسله الثلاثة الاحمّ على البقاء مستيقظين والسهر معه في ليلة اعتقاله،‏ خيَّبوا امله بالنوم مرارا.‏ ومع ذلك قال متعاطفا:‏ «أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف.‏» —‏ مرقس ١٤:‏٣٤-‏٣٨‏.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لماذا يجب ان ينتبه الشيوخ لئلا يضغطوا على الرعية او يزعجوها؟‏ (‏ب)‏ كيف عدَّلت احدى الاخوات الامينات ما كانت تتوقَّعه من الآخرين؟‏

١٥ صحيح ان يسوع شجَّع أتباعه ان ‹يجتهدوا (‏بعزم)‏.‏› (‏لوقا ١٣:‏٢٤‏)‏ لكنه لم يضغط عليهم قط لفعل ذلك!‏ فكان يشجِّعهم،‏ يرسم لهم المثال،‏ يأخذ القيادة،‏ ويحاول بلوغ قلوبهم.‏ لقد وثق بقوة روح يهوه لفعل الباقي.‏ وبشكل مماثل،‏ يجب ان يشجِّع الشيوخ اليوم الرعية على خدمة يهوه بإخلاص ولكن يجب ان يتجنبوا ازعاجهم بمشاعر الذنب او الخزي،‏ ملمِّحين ان ما ينجزونه حاليا في خدمة يهوه هو بطريقة ما غير كافٍ او غير مقبول.‏ فالاقتراب المتصلِّب،‏ الذي يحث «افعلوا اكثر،‏ افعلوا اكثر،‏ افعلوا اكثر!‏» يمكن ان يثبِّط اولئك الذين يفعلون كل ما في وسعهم.‏ وكم هو محزن اذا بنى شيخ صيتا بأنه ‹صعب الارضاء› —‏ وشتَّان ما بين ذلك والتعقُّل!‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٨‏،‏ ع‌ج.‏

١٦ يجب ان نكون جميعا متعقِّلين في ما نتوقَّعه من الآخرين!‏ كتبت احدى الاخوات،‏ بعد ان تركت وزوجها تعيينهما الارسالي للاعتناء بأمها المريضة:‏ «هذه الاوقات صعبة حقا علينا نحن الناشرين هنا في الجماعات.‏ ولاننا كنا في العمل الدائري والكوري،‏ محميَّين من ضغوط كثيرة كهذه،‏ ادركنا ذلك فجأة وعلى نحو مؤلم.‏ كنت اتساءل،‏ مثلا،‏ ‹لِمَ لا تُقدِّم هذه الاخت المطبوعة الصحيحة هذا الشهر؟‏ ألا تقرأ خدمتنا للملكوت؟‏›‏ والآن اعرف السبب.‏ فبالنسبة الى البعض،‏ الخروج [في الخدمة] هو كل ما في وسعهم.‏» وكم يكون مدح اخوتنا على ما ينجزونه افضل من الحكم عليهم بسبب ما لا ينجزونه!‏

١٧ كيف رسم يسوع مثالا لنا في التعقُّل؟‏

١٧ تأملوا في مثال اخير يظهر كيف يمارس يسوع سلطته بتعقُّل.‏ كأبيه،‏ لم يتمسَّك يسوع بسلطته بحرص.‏ فهو ايضا مفوِّض بارع،‏ اذ عيَّن صف عبده الامين الحكيم ليعتني بـ‍ «امواله» هنا على الارض.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وهو لا يخاف من الاصغاء الى افكار الآخرين.‏ فكثيرا ما كان يسأل سامعيه:‏ «ماذا تظنون.‏» (‏متى ١٧:‏٢٥؛‏ ١٨:‏١٢؛‏ ٢١:‏٢٨؛‏ ٢٢:‏٤٢‏)‏ وهكذا يجب ان تكون الحال بين جميع أتباع المسيح اليوم.‏ ولا يجب ان يجعلهم ايّ مقدار من السلطة غير راغبين في الاصغاء.‏ ايها الآباء،‏ أَصغوا!‏ ايها الازواج،‏ أَصغوا!‏ ايها الشيوخ،‏ أَصغوا!‏

١٨ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان نكتشف ما اذا كنا معروفين بالتعقُّل؟‏ (‏ب)‏ علامَ يَحسن بنا جميعا ان نصمِّم؟‏

١٨ من غير ريب،‏ يريد كلٌّ منا ان ‹يكون معروفا بتعقُّله.‏› (‏فيلبي ٤:‏٥‏،‏ فيلپس‏)‏ ولكن كيف نعرف اننا معروفون بذلك؟‏ عندما كان يسوع يستطلع ما يقوله الناس عنه،‏ سأل عشراءه الموثوق بهم.‏ (‏متى ١٦:‏١٣‏)‏ فلِمَ لا نتَّبع مثاله؟‏ يمكنكم ان تسألوا شخصا يمكن ان تعتمدوا على صراحته عما اذا كنتم معروفين بتعقُّلكم واتِّصافكم باللِّين.‏ هنالك طبعا الكثير مما يمكننا جميعا فعله لنتمثَّل على نحو ادقّ بالمثال الكامل للتعقُّل الذي رسمه يسوع!‏ وخصوصا اذا كنا نمارس مقدارا من السلطة على الآخرين،‏ لنتَّبع دائما مثال يهوه ويسوع،‏ مستخدمين اياها دائما بطريقة متعقِّلة،‏ مستعدين دائما للغفران،‏ للمرونة،‏ او اللِّين عندما يكون ذلك ملائما.‏ وليحاول كل واحد منا ان ‹(‏يكون متعقِّلا)‏›!‏ —‏ تيطس ٣:‏٢‏.‏

‏[الحاشية]‏

a يعلِّق كتاب كلمات العهد الجديد:‏ «ان الشخص الذي يكون إپيِيكِس [متعقِّلا] يعرف ان هنالك اوقاتا قد يكون فيها امر ما مبرَّرا كاملا من الناحية القانونية ولكنه خطأ كاملا من الناحية الاخلاقية.‏ والشخص الذي يكون إپيِيكِس يعرف متى يلطِّف القانون تحت ضغط قوة اسمى او اعظم من القانون.‏»‏

كيف تجيبون؟‏

◻ لماذا يجب ان يرغب المسيحيون في ان يكونوا متعقِّلين؟‏

◻ كيف يمكن للشيوخ ان يتمثَّلوا بيسوع في كونهم غفورين؟‏

◻ لماذا يجب ان نجتهد لنتَّصف باللِّين كيسوع؟‏

◻ كيف يمكن ان نُظهر التعقُّل بالطريقة التي بها نمارس السلطة؟‏

◻ كيف يمكننا ان نفحص انفسنا في ما يتعلق بما اذا كنا متعقِّلين حقا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

غفر يسوع بسرعة لبطرس التائب

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

عندما اظهرت امرأة ايمانا رائعا،‏ ادرك يسوع ان هذا ليس وقتا لتنفيذ قاعدة عامة

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ايها الآباء أَصغوا!‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ايها الازواج أَصغوا!‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ايها الشيوخ أَصغوا!‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة