مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٢٢/‏١٢ ص ٧-‏١١
  • مفاتيح الثقافة الجيدة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مفاتيح الثقافة الجيدة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • دعم الوالدين،‏ مفتاح مهم
  • التعاون مع المعلِّمين
  • عندما يعود ولدكم الى البيت
  • شجِّعوا على الدرس وتحمُّل المسؤولية
  • التزام التلميذ،‏ مفتاح ضروري
  • ايها الوالدون —‏ اعضدوا ولدكم
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • دور الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠١٢
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • ساعدوا ولدكم ليتمكَّن من حلِّ المشاكل في المدرسة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٢٢/‏١٢ ص ٧-‏١١

مفاتيح الثقافة الجيدة

ابرزت مؤخرا ذا نيويورك تايمز في صفحتها الاولى قصة لاتويا،‏ طالبة في مدرسة ثانوية لها من العمر ١٦ سنة.‏ قالت الفتاة انه عندما كانت في الـ‍ ١١ من العمر،‏ ابتدأ ابوها يضربها ويسيء اليها جنسيا.‏ وكانت امها التي تتعاطى المخدِّرات قد هجرت العائلة.‏ اخبرت الصحيفة:‏ «كان البيت شقة مهجورة لا دورة مياه فيها،‏ مجرد غرفة تخاف ان تنام فيها.‏» ولكنَّ لاتويا كانت مميَّزة.‏ فعلى الرغم من كل ذلك،‏ كانت لاتويا في اوائل هذه السنة رئيسة جمعية التكريم الوطنية في مدرستها الثانوية وكانت تحافظ على معدَّل علامات جيد في صفوف الطلاب المتفوِّقين.‏

فماذا يمكن ان يساعد الولد على التقدُّم في المدرسة رغم انه يعيش في بيئة رديئة؟‏ غالبا ما يكون احد مفاتيح الثقافة الجيدة وجود راشد يهتم —‏ ويُفضَّل ان يكون احد ابوَي الولد او كليهما —‏ فيمنح الدعم ويشترك كاملا في تعليم الولد.‏ وقد شعرت طالبة في سنة التخرُّج من مدرسة ثانوية بأن هذا مهم جدا حتى انها اندفعت الى القول:‏ «لن يتمكن الاولاد من تخطي العقبات في المدرسة إلا بدعم من الوالدين.‏»‏

ويوافق معظم المعلِّمين على ذلك.‏ اكد معلِّم في مدينة نيويورك:‏ «وراء كل تلميذ مجتهد يكمل علومه حتى آخر النظام التربوي —‏ وكثيرون يفعلون ذلك —‏ هنالك والد او والدة رافقه في كل خطوة.‏»‏

دعم الوالدين،‏ مفتاح مهم

في السنة الماضية قامت مجلة ريدرز دايجست ببحث في السؤال:‏ «لماذا بعض التلاميذ مجتهدون اكثر من غيرهم؟‏» احد الاستنتاجات التي جرى التوصل اليها هو ان «العائلات القوية تعطي الاولاد دعما في المدرسة.‏» فالوالدون في عائلات كهذه يمنحون اولادهم الرعاية الحبية وينقلون اليهم القيم والاهداف اللائقة.‏ ولكن ذكر احد الآباء:‏ «لا يمكنكم تزويد الارشاد المناسب ما لم تعرفوا ماذا يحصل في المدرسة.‏»‏

ثمة طريقة جيدة لذلك،‏ وهي زيارة المدرسة.‏ كتبت امّ تقوم بزيارة المدرسة مرارا:‏ «عندما اسير في اروقة مدرسة ابنتي،‏ اسمع لغة بذيئة وفاحشة.‏ والصبية يقبِّلون الفتيات في كل مكان —‏ ولو كان ذلك فيلما،‏ لاعتُبر من فئة الافلام الخلاعية.‏» قد تساعدكم زيارات كهذه لكي تدركوا كم هو صعب على الاولاد اليوم ان يحصلوا على ثقافة جيدة،‏ بالاضافة الى العيش حياة لائقة ادبيا.‏

والجدير بالذكر هو ما لاحظته المطبوعة المعلِّم الاميركي ١٩٩٤:‏ «ان التلاميذ الذين كانوا ضحايا اعمال عنف يُرجَّح اكثر ان يقولوا ان والديهم لم يبقوا على اتصال بالمدرسة بشكل متكرر،‏ كاللقاءات الفردية بالمعلِّمين،‏ اجتماعات الوالدين او الاجتماعات الجماعية،‏ او الزيارات للمدرسة.‏»‏

كشفت امّ قلقة عمَّا يلزم الوالدين فعله.‏ قالت:‏ «اذهبوا الى هناك!‏ دعوا ادارة المدرسة تعرف انكم مهتمون بما يتعلمه ولدكم.‏ فأنا غالبا ما ازور المدرسة وأحضر الصفوف.‏» وشدَّدت امّ اخرى على اهمية الوقوف الى جانب الولد.‏ اوضحت:‏ «ذهب اولادي الى المكتب للتحدث الى مرشد هناك،‏ فجرى تجاهلهم فعليا.‏ وعندما جاء بي ابني الى المدرسة في اليوم التالي،‏ ارادوا بذل اقصى جهودهم لمساعدتي —‏ ولمساعدة ولدي.‏»‏

وشددت هذه الأمّ التي لها اربعة اولاد على اهمية اظهار الاهتمام بالنشاطات المدرسية التي تؤثر مباشرة في تعليم ابنكم.‏ قالت:‏ «زوروا الصفوف في اليوم المحدد لذلك،‏ اذهبوا الى معرض المشاريع العلمية —‏ ايّ شيء قد يصنعه اولادكم ويُدعى اليه الوالدون.‏ فهذا يمنحكم فرصا للقاء معلِّمي ولدكم.‏ يجب ان يعرف هؤلاء انكم تعتبرون تعليم ابنكم جزءا مهما من حياته.‏ وعندما يدرك المعلِّمون ذلك،‏ يصيرون ميَّالين اكثر الى بذل الوقت والجهد الاضافي في سبيل ولدكم.‏»‏

التعاون مع المعلِّمين

قد يشعر بعض الوالدين بأن لديهم في الامسيات امورا اهم من المناسبات الخصوصية التي تنظِّمها المدارس لكي يلتقي الوالدون والمعلِّمون.‏ ولكن ايّ شيء هو اهم من جعل انفسكم متوافرين للذين يحاولون مساعدة اولادكم على الحصول على ثقافة جيدة؟‏ فالتعاون الجيد بين الوالد والمعلِّم ضروري!‏

في روسيا هنالك اجراء فعَّال يعزِّز التعاون بين الوالد والمعلِّم.‏ فكل الواجبات المدرسية تُسجَّل في ما يسمى «دنْيِڤْنيك» —‏ سجل للنشاطات اليومية مرفق بروزنامة.‏ ويجب على التلميذ ان يحضر الـ‍ «دنْيِڤْنيك» الخاص به الى كل حصة دراسية ويقدِّمه الى المعلم عند الطلب.‏ ويجب على التلاميذ ان يُروا والديهم الـ‍ «دنْيِڤْنيك،‏» والمطلوب منهم ان يوقِّعوه كل اسبوع.‏ وكما ذكر ڤيكتور لوباتشوف،‏ اب لأولاد في سن الدراسة يعيش في موسكو،‏ «هذه المعلومات تساعد الوالدين على البقاء مطَّلعين على واجبات اولادهم المدرسية وعلاماتهم.‏»‏

لكنَّ المعلِّمين اليوم كثيرا ما يتذمرون من ان الوالدين لا يعيرون ثقافة اولادهم اهتماما.‏ وقال معلِّم في احدى المدارس الثانوية في الولايات المتحدة انه ارسل مرة ٦٣ رسالة الى الوالدين يعلمهم بأداء اولادهم الاكاديمي السيئ.‏ فردَّ ثلاثة والدين فقط بالاتصال به!‏

فعلا،‏ انه لأمر مؤسف!‏ فيجب ان يشترك الوالدون كاملا في تعليم ولدهم،‏ الامر الذي يُعتبر بشكل رئيسي مسؤوليتهم.‏ وقد كان اختصاصي في اصول التربية مصيبا عندما قال عن هذا الموضوع:‏ «الهدف الرئيسي للتعليم النظامي هو دعم الوالدين في انتاج شبان راشدين يتحملون المسؤولية.‏»‏

وهكذا يجب على الوالدين ان يأخذوا المبادرة ويتعرَّفوا بمعلِّمي ولدهم.‏ وكما قالت احدى الامهات،‏ «يجب ان يشعر المعلِّمون بأنه يمكنهم الاتصال بكم في ايّ وقت.‏» ويجب على الوالدين ان يرحِّبوا بأية مبادرة يقوم بها المعلِّمون —‏ ويشجعوهم عليها ايضا —‏ للتكلم بصراحة عن ولدهم.‏ ويلزم ان يطرح الوالدون اسئلة محدَّدة مثل:‏ هل تعاني اية مشاكل مع ولدي؟‏ هل يظهر الاحترام؟‏ هل يحضر كل الصفوف؟‏ هل يصل في الوقت المحدَّد؟‏

وماذا اذا قال المعلِّم شيئا غير ايجابي عن ولدكم؟‏ لا تفترضوا ان الكلام غير صحيح.‏ فالمؤسف ان احداثا كثيرين يَظهر انهم يعيشون حياة مشرِّفة في البيت او في مكان عبادتهم ولكنهم في الواقع يعيشون حياة مزدوجة.‏ لذلك اصغوا باحترام الى المعلِّم،‏ وتحققوا من الامور التي يقولها.‏

عندما يعود ولدكم الى البيت

كيف تشعرون انتم الوالدين في اغلب الاحيان عندما تعودون الى البيت من العمل؟‏ مجهَدين؟‏ مثبَّطي العزم؟‏ ربما يكون شعور الولد اسوأ ايضا عندما يعود الى البيت من المدرسة.‏ لذلك حثَّ احد الآباء قائلا:‏ «اجعلوا العودة الى البيت امرا جميلا.‏ فربما كان يومهم شاقا جدا.‏»‏

عندما يكون ممكنا،‏ من المفضَّل طبعا ان يكون احد الوالدَين في البيت عندما يصل الولد.‏ وكما ذكرت احدى الامهات،‏ «لا يستطيع اولادكم ان يخبروكم بما يجري إن لم تكونوا هناك للتحدث اليهم.‏ لذلك انا اقصد ان اكون في البيت عندما يصل الاولاد.‏» ولا يجب ان يكتفي الوالد او الوالدة بمعرفة ما يفعله ولده بل يجب ايضا ان يعرف بماذا يفكر ويشعر.‏ واكتشاف هذا الامر يتطلب الكثير من الوقت والجهد،‏ بالاضافة الى فحص لطيف للاعماق.‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ والمحادثة اليومية مهمة.‏

ذكر معلِّم في مدرسة ثانوية في مدينة نيويورك:‏ «قد تنتقل الى ولدكم في ايّ يوم قِيَمُ المدارس الواقعة في ازمة.‏» لذلك شجع قائلا:‏ «انتبهوا لما يتطور في قلب ولدكم.‏ وبصرف النظر عن مدى التعب الذي قد تشعرون به،‏ اصرفوا الوقت لتحملوه على التكلم بحرية واستبدلوا اية قيم خاطئة بالقيم الصائبة.‏» —‏ امثال ١:‏٥‏.‏

وبشكل مماثل،‏ نصح معلِّم متمرِّس في مدرسة ثانوية:‏ «بدلا من مجرد السؤال عمَّا حدث في المدرسة،‏ من المفيد طرح اسئلة دقيقة ومحددة عن يومه وعن النشاطات التي جرت خلاله.‏ ويجب ألّا تكونوا قساة او متطفلين بل ان يكون حواركم مع الولد تحدثيا غير رسمي.‏»‏

حثَّ ريتشارد و.‏ رايلي،‏ وزير التربية الاميركي،‏ قائلا:‏ «تحدثوا مباشرة الى اولادكم،‏ وخصوصا مراهقيكم،‏ عن اخطار المخدِّرات والمشروبات الكحولية وعن القيم التي ترغبون في ان تكون عند اولادكم.‏ وهذه المحادثات الشخصية،‏ مهما جعلتكم تشعرون بالانزعاج،‏ فقد تنقذ حياتهم.‏»‏

يجب على الوالد،‏ وخصوصا الذي لديه مسؤوليات في الجماعة المسيحية،‏ ان لا يترك انطباعا بأن اشغاله كثيرة جدا بحيث لا يستطيع الاستماع الى اولاده.‏ ومع ان سماع ما يقولونه قد يثير القلق،‏ دعوهم يعرفون من تعابير وجوهكم وأسلوبكم انكم مسرورون لأنهم يحدثونكم بصراحة.‏ نصحت احدى الطالبات:‏ «لا تُصدَموا حين يتحدث ولدكم عن المخدِّرات او الجنس في المدرسة.‏»‏

بسبب انهيار الحياة العائلية،‏ هنالك كثيرون اليوم ممَّن يمكن تشبيههم ‹باليتامى.‏› (‏ايوب ٢٤:‏٣؛‏ ٢٩:‏١٢؛‏ مزمور ١٤٦:‏٩‏)‏ وعادةً هنالك في الجماعة المسيحية مَن يستطيع مساعدة حدث بحاجة الى العون.‏ فهل تستطيعون انتم ذلك؟‏

شجِّعوا على الدرس وتحمُّل المسؤولية

معظم الاحداث لا يلزمون انفسهم بالقيام بالواجبات المدرسية كما كانت تفعل لاتويا المذكورة في المقدمة.‏ فالغالبية يحتاجون الى كثير من التشجيع على الدرس.‏ قال جوزف فرنانديز،‏ رئيس مدارس مدينة نيويورك السابق،‏ عن اولاده:‏ «كانت هنالك فترات درس الزامية في البيت.‏ كنا نجعل الكتب في متناول الجميع،‏ وشجعناهم على الذهاب الى المكتبة،‏ وأعطينا الاولوية لحضور المدرسة والانهماك في نشاطاتها.‏»‏

وقال مدير مدرسة آخر:‏ «يجب ان نحيط اولادنا بالكتب والقصص كما نحيطهم الآن بالتلفزيون والافلام السينمائية وأفلام الڤيديو ومراكز التسوُّق.‏» وعندما يقوم الاولاد بفروضهم المدرسية،‏ قد يتمكن الوالدون،‏ وهم يقومون بدرس شخصي او يقرأون،‏ من ترتيب الامور ليكونوا بالقرب منهم.‏ وهكذا يرى اولادكم انكم تقدِّرون الثقافة تقديرا رفيعا.‏

في بيوت كثيرة،‏ التلفزيون هو اكبر عقبة في طريق الدرس.‏ قال اختصاصي في اصول التربية:‏ «عندما يصير الاحداث في الـ‍ ١٨ من العمر،‏ يكونون قد قضوا ٠٠٠‏,١١ ساعة في الصف و ٠٠٠‏,٢٢ ساعة في مشاهدة التلفزيون.‏» وقد يلزم الوالدين وضع حدود لمشاهدة اولادهم للتلفزيون،‏ ربما مشاهدين اياه هم انفسهم من حين الى آخر فقط.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ألزموا انفسكم بتعلم شيء مع اولادكم.‏ اقرأوا معا.‏ ضعوا برنامجا يوميا لمراجعة الفروض المدرسية.‏

في المدرسة يُعطى اولادكم واجبات عديدة لتحضيرها.‏ فهل ينجزونها؟‏ سينجزونها اذا كنتم قد علَّمتموهم الاهتمام بالمسؤوليات في البيت.‏ وإحدى الطرائق المهمة لذلك هي تعيين اعمال منزلية يومية روتينية.‏ ثم اطلبوا منهم ان يتمموها حسب برنامج محدد.‏ صحيح ان تدريبا كهذا سيتطلب منكم بذل جهد كبير،‏ ولكنه سيعلِّم اولادكم حسَّ المسؤولية الضروري للنجاح في المدرسة وفي الحياة لاحقا.‏

التزام التلميذ،‏ مفتاح ضروري

حدَّد المرشد التوجيهي آرثر كِرْسِن مفتاحا آخر للثقافة الجيدة عندما قال عن لاتويا المذكورة في البداية:‏ «اول مرة التقيتُها فيها كانت بعد احدى الحوادث الخطيرة في البيت.‏ كانت تلك الفتاة جالسة ووجهها مخدوش [من جراء الاساءة التي قالت انها حصلت على يد ابيها].‏ والامر الوحيد الذي رأيتُها قلقة بشأنه هو واجبها المدرسي.‏»‏

نعم،‏ وضْع الولد التزاما شديدا على نفسه بالتعلم هو مفتاح ضروري لنيل ثقافة جيدة.‏ ذكر حدث يعيش في مدينة نيويورك:‏ «في المدارس اليوم تعتمد استفادة التلامذة كليا على تنمية الاندفاع الذاتي والتأديب.‏»‏

مثلا،‏ قال معلِّم لأمّ قلقة بشأن التعليم الذي يتلقاه ابنها:‏ «لا تقلقي يا سيدة سميث.‏ جَسْتِن ذكي جدا،‏ ولا حاجة به الى ان يعرف كيف يهجِّي.‏ فستكون عنده سكرتيرة تقوم بهذا العمل عنه.‏» فبصرف النظر عن مدى ذكاء الولد،‏ من المهم ان يبرع في القراءة والكتابة،‏ بما في ذلك الانشاء الواضح،‏ الخط المفهوم،‏ والتهجية الصحيحة.‏

والمدهش ان بعض الاختصاصيين في اصول التربية لم يعترضوا عندما ادَّعى عالم النفس الشهير كارل روجرز قائلا:‏ «لا يجب ان يحاول احد تعلُّم شيء لا يرى فيه امكانية لتطبيقه عمليا.‏» وما الخطأ في قوله؟‏ مما لا شك فيه ان الولد يعجز غالبا عن التنبؤ بالقيمة المستقبلية لما يُطلب منه ان يتعلمه.‏ وفي حالات كثيرة لا تُدرَك القيمة إلا في وقت لاحق من حياته.‏ فمن الواضح ان الولد اليوم يحتاج الى الالتزام الشخصي لينال ثقافة جيدة!‏

سندي،‏ تلميذة في الصف التاسع تبلغ من العمر ١٤ سنة،‏ هي مثال الحدث الذي يظهر التزاما كهذا.‏ اوضحت:‏ «ابقى في المدرسة بعد انتهاء الصفوف وأتحدث الى المعلمين وأتعرف بهم.‏ وأحاول ان احدد ماذا يريدون من تلاميذهم.‏» وهي تصغي بانتباه ايضا في الصف وتعطي الاولوية لإنجاز فروضها.‏ والتلاميذ الناجحون،‏ عند الاستماع في الصف او عند القراءة،‏ يعتادون فعل ذلك بإبقاء قلم وورقة في متناول ايديهم لكي يسجلوا الملاحظات المهمة.‏

ولنيل ثقافة جيدة من الضروري ايضا التزام تجنب المعاشرات الرديئة.‏ اخبرت سندي:‏ «ابحث دائما عن شخص لديه اخلاق جيدة.‏ مثلا،‏ اسأل رفيقاتي في المدرسة عن رأيهن في تعاطي فلان المخدِّرات وممارسته الاختلاط الجنسي.‏ فإذا قلن شيئا مثل،‏ ‹وما الخطأ في ذلك؟‏› اعرف انهن لسن عشيرات صالحات.‏ ولكن اذا عبَّرت واحدة عن اشمئزاز حقيقي من هذا السلوك وقالت انها تريد ان تكون مختلفة،‏ فعندئذ اختارها لأجلس الى جانبها في فترة الغداء.‏»‏

من الواضح ان هنالك تحديات كثيرة في نيل ثقافة جيدة اليوم.‏ ولكنَّ ثقافة كهذه امر ممكن اذا استعمل التلاميذ والوالدون على السواء هذه المفاتيح.‏ وفي المقالة التالية سنتأمل في تدبير آخر يساعدكم كثيرا على نيل ثقافة جيدة.‏

‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

التدليل ام التأديب الحبي؟‏

يحذِّر الكتاب المقدس من ان تدليل الصغار بإفراط يؤدي الى كارثة.‏ (‏امثال ٢٩:‏٢١‏،‏ الترجمة العربية الجديدة‏)‏ وفي موقف مماثل قال البرت شانكر،‏ رئيس اتحاد المعلِّمين الاميركي:‏ «ثمة والدون يعتقدون ان طريقة تعاملهم مع اولادهم تكون صائبة اذا تعاملوا معهم بالطريقة التي يريد الاولاد ان يعامَلوا بها.‏ ونحن نعرف ان ذلك خطأ.‏»‏

ويعرف صغار كثيرون ان تدليلا كهذا خطأ.‏ ففي اوائل هذه السنة اخبرت صحيفة في ماساتشوستس:‏ «وجد استطلاع شمل ١٥٧٢ تلميذا في وست سپرينڠفيلد من الصف السادس حتى الثاني عشر ان ‹التساهل الابوي› لا ضغط النظير له التأثير الاكبر في تعاطي المخدِّرات وتناول المشروبات الكحولية بين الاولاد ضمن هذه الفئة من الاعمار.‏»‏

وساهم ايضا تدليل كهذا للصغار في انتشار الاختلاط الجنسي.‏ طبعا،‏ كما يقول الكتاب المقدس،‏ يقود الفشل في منح التأديب الى الخزي للعائلة.‏ —‏ امثال ٢٩:‏١٥‏،‏ جد.‏

‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

ما يمكن ان يفعله الوالدون

✔ استعلموا التفاصيل عن مدرسة ولدكم،‏ عن اهدافها،‏ وعن موقفها من القيم والمعتقدات التي تتمسكون بها.‏

✔ تعرَّفوا بمعلِّمي ولدكم،‏ وحاولوا ان تقيموا علاقة ناجحة بهم.‏

✔ أَظهروا اهتماما جدِّيا بفروض ولدكم.‏ اقرأوا معه دائما.‏

✔ راقبوا ما يشاهده ولدكم على التلفزيون وعدد ساعات مشاهدته له.‏

✔ راقبوا عادات اكل ولدكم.‏ فالطعام التافه غير المغذِّي له تأثيرات سلبية في قدرته على التركيز.‏

✔ تأكدوا ان ولدكم ينال حاجته من النوم.‏ فالاولاد المتعَبون لا يتعلمون جيدا.‏

✔ حاولوا ان تساعدوا ولدكم على اختيار اصدقاء نافعين.‏

✔ كونوا افضل صديق لولدكم.‏ فهو بحاجة الى اكبر عدد ممكن من الاصدقاء الراشدين.‏

ما يمكن ان يفعله الاولاد

✔ بمساعدة والديكم،‏ ارسموا اهدافا تربوية وحددوا الوسائل لتحقيقها.‏ ناقشوا هذه الاهداف مع معلِّميكم.‏

✔ اختاروا موادكم بعناية بمساعدة معلِّميكم ووالديكم.‏ المناهج الاختيارية السهلة ليست الافضل عموما.‏

✔ حاولوا ان تقيموا علاقات جيدة بمعلِّميكم.‏ اعرفوا ما يتوقعون منكم.‏ ناقشوا تقدُّمكم ومشاكلكم معهم.‏

✔ اصغوا بانتباه في الصف.‏ لا تدعوا احدا يحملكم على اثارة الفوضى.‏

✔ انتقوا اصدقاءكم بحكمة.‏ فبإمكانهم ان يساعدوكم او ان يعيقوا تقدُّمكم في المدرسة.‏

✔ أَنجزوا فروضكم وواجباتكم المدرسية بأفضل طريقة ممكنة.‏ أَوفوها حقَّها من الوقت المستغل جيدا.‏ اطلبوا المساعدة من والديكم او من راشد ناضج آخر اذا لزم الامر.‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

اصغوا باحترام عندما يشتكي المعلم من امور تتعلق بولدكم

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

اسألوا ولدكم عن المدرسة كل يوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة