مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٥-١١ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | متى ١٢–١٣
«مثل الحنطة والزوان»
(متى ١٣:٢٤-٢٦) وَقَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. ٢٥ وَفِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ، جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ أَيْضًا زِوَانًا بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ، وَمَضَى. ٢٦ فَلَمَّا أَفْرَخَ وَرَقُ ٱلزَّرْعِ وَأَنْتَجَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ ٱلزِّوَانُ أَيْضًا.
«ها انا معكم كل الايام»
٢ تُوضِحُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي حَقْلِ ٱلزَّارِعِ كَيْفَ وَمَتَى يَجْمَعُ يَسُوعُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ كَامِلَ صَفِّ ٱلْحِنْطَةِ، أَوِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ. لَقَدْ بَدَأَتْ عَمَلِيَّةُ ٱلزَّرْعِ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. وَسَيُكْمَلُ ٱلتَّجْمِيعُ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ عَائِشِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا خَتْمَهُمُ ٱلنِّهَائِيَّ ثُمَّ يُؤْخَذُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ٢٤:٣١؛ رؤ ٧:١-٤) وَكَمَا أَنَّ ٱلْمَوْقِعَ ٱلْمُرْتَفِعَ عَلَى جَبَلٍ يُزَوِّدُ ٱلشَّخْصَ بِنَظْرَةٍ شَامِلَةٍ إِلَى مُحِيطِهِ، كَذٰلِكَ يُعْطِي هٰذَا ٱلْمَثَلُ رُؤْيَةً شَامِلَةً لِلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتَحْدُثُ خِلَالَ فَتْرَةٍ طُولُهَا نَحْوُ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ. فَأَيُّ تَطَوُّرَاتٍ مُرْتَبِطَةٍ بِٱلْمَلَكُوتِ تُمَكِّنُنَا رُؤْيَتُنَا ٱلشَّامِلَةُ هٰذِهِ مِنْ تَمْيِيزِهَا؟ إِنَّ ٱلْمَثَلَ يَصِفُ وَقْتَ ٱلزَّرْعِ، ٱلنُّمُوِّ، وَٱلْحَصَادِ. وَسَتُرَكِّزُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ بِصُورَةٍ أَسَاسِيَّةٍ عَلَى وَقْتِ ٱلْحَصَادِ.
فِي ظِلِّ عِنَايَةِ يَسُوعَ
٣ عِنْدَ مَطْلَعِ فَجْرِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ، «ظَهَرَ ٱلزِّوَانُ» عِنْدَمَا بَرَزَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلزَّائِفُونَ عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ. (مت ١٣:٢٦) وَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلرَّابِعِ، طَغَى عَدَدُهُمْ كَثِيرًا عَلَى عَدَدِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَكَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَثَلِ، طَلَبَ ٱلْعَبِيدُ مِنْ سَيِّدِهِمْ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ بِٱقْتِلَاعِ ٱلزِّوَانِ. (مت ١٣:٢٨) فَكَيْفَ أَجَابَهُمُ ٱلسَّيِّدُ؟
(متى ١٣:٢٧-٢٩) فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: ‹يَا سَيِّدُ، أَلَمْ تَزْرَعْ بِذَارًا جَيِّدًا فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلزِّوَانُ؟›. ٢٨ فَقَالَ لَهُمْ: ‹إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هٰذَا›. فَقَالُوا لَهُ: ‹أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟›. ٢٩ فَقَالَ: ‹لَا، لِئَلَّا تَسْتَأْصِلُوا ٱلْحِنْطَةَ مَعَ ٱلزِّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ.
«ها انا معكم كل الايام»
٤ قَالَ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ: «دَعُوهُمَا يَنْمُوَانِ كِلَاهُمَا مَعًا حَتَّى ٱلْحَصَادِ». وَيَكْشِفُ هٰذَا ٱلْأَمْرُ أَنَّهُ، ٱبْتِدَاءً مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا، وُجِدَ دَائِمًا عَلَى ٱلْأَرْضِ مَسِيحِيُّونَ مَمْسُوحُونَ مُشَبَّهُونَ بِٱلْحِنْطَةِ. وَهٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجُ تُؤَكِّدُهُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ ٱللَّاحِقَةُ لِتَلَامِيذِهِ: «أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:٢٠) فَكَانَ يَسُوعُ سَيَحْفَظُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ حَتَّى وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. وَلٰكِنْ، لِأَنَّ عَدَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلزِّوَانِ كَانَ هُوَ ٱلطَّاغِيَ، لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكُونَ مُتَأَكِّدِينَ مِمَّنِ ٱنْتَمَوْا إِلَى صَفِّ ٱلْحِنْطَةِ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلطَّوِيلَةِ مِنَ ٱلزَّمَنِ. إِلَّا أَنَّهُ قَبْلَ بِضْعَةِ عُقُودٍ مِنْ بِدَايَةِ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ، صَارَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ تَمْيِيزُ صَفِّ ٱلْحِنْطَةِ. فَكَيْفَ حَدَثَ هٰذَا؟
(متى ١٣:٣٠) دَعُوهُمَا يَنْمُوَانِ كِلَاهُمَا مَعًا حَتَّى ٱلْحَصَادِ. وَفِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اِجْمَعُوا أَوَّلًا ٱلزِّوَانَ وَٱرْبِطُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، ثُمَّ ٱجْمَعُوا ٱلْحِنْطَةَ إِلَى مَخْزَنِي›».
«ها انا معكم كل الايام»
١٠ أَوَّلًا: جَمْعُ ٱلزِّوَانِ. قَالَ يَسُوعُ: «فِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اِجْمَعُوا أَوَّلًا ٱلزِّوَانَ وَٱرْبِطُوهُ حُزَمًا». بَعْدَ سَنَةِ ١٩١٤، بَدَأَ ٱلْمَلَائِكَةُ ‹بِجَمْعِ› ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلزِّوَانِ، فَارِزِينَهُمْ عَنْ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْمَمْسُوحِينَ. — مت ١٣:٣٠، ٣٨، ٤١.
١١ فِيمَا ٱسْتَمَرَّ عَمَلُ ٱلْجَمْعِ، صَارَ ٱلتَّمْيِيزُ بَيْنَ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَوْضَحَ فَأَوْضَحَ. (رؤ ١٨:١، ٤) وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩١٩، أَصْبَحَ مِنَ ٱلْجَلِيِّ أَنَّ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ قَدْ سَقَطَتْ. فَمَا ٱلَّذِي مَيَّزَ خُصُوصًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنِ ٱلزَّائِفِينَ؟ إِنَّهُ عَمَلُهُمُ ٱلْكِرَازِيُّ. فَٱلَّذِينَ أَخَذُوا ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَدَأُوا بِٱلتَّشْدِيدِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فَرْدِيًّا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِنَّ كُرَّاسَةَ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْتَمَنُونَ عَلَى ٱلْعَمَلِ؟ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) ٱلَّتِي نُشِرَتْ فِي عَامِ ١٩١٩، شَجَّعَتْ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ لِيَكْرِزُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَقَدْ ذَكَرَتْ: «إِنَّ ٱلْعَمَلَ يَبْدُو هَائِلًا، وَلٰكِنَّهُ لِلرَّبِّ، وَبِفَضْلِ قُوَّتِهِ سَنَقُومُ بِإِنْجَازِهِ. وَأَنْتُمْ لَدَيْكُمُ ٱمْتِيَازُ ٱلْمُشَارَكَةِ فِيهِ». وَكَيْفَ كَانَ ٱلتَّجَاوُبُ؟ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا، زَادَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَشَاطَهُمُ ٱلْكِرَازِيَّ، كَمَا يَتَّضِحُ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٢. وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى غَدَتِ ٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ سِمَةً مُمَيِّزَةً لِهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ، وَهِيَ كَذٰلِكَ إِلَى يَوْمِنَا هٰذَا.
١٢ ثَانِيًا: تَجْمِيعُ ٱلْحِنْطَةِ. أَمَرَ يَسُوعُ مَلَائِكَتَهُ: «اِجْمَعُوا ٱلْحِنْطَةَ إِلَى مَخْزَنِي». (مت ١٣:٣٠) فَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، بَدَأَ تَجْمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُطَهَّرَةِ. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ عَائِشِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، سَيَحْدُثُ تَجْمِيعُهُمُ ٱلنِّهَائِيُّ عِنْدَمَا يَنَالُونَ جَائِزَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. — دا ٧:١٨، ٢٢، ٢٧.
البحث عن جواهر روحية
(متى ١٢:٢٠) قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَسْحَقُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْعَدْلَ إِلَى ٱلنَّصْرِ.
عجدر مت ١٢:٢٠، «الملاحظات»
فتيلة خامدة: تضمنت البيوت عادة سراجا هو عبارة عن اناء فخاري صغير يُملأ بزيت الزيتون. وقد احتوى هذا السراج على فتيلة كتانية تمتص الزيت لتغذي اللهب. والعبارة اليونانية المنقولة الى «فتيلة خامدة» ربما تشير الى فتيلة يخبو لهبها او ينطفئ لكنَّ الدخان يتصاعد منها لأن فيها بعد بصيص نار. والنبوة في اشعيا ٤٢:٣ تلمِّح الى تعاطف يسوع. فهو لم يكن ليطفئ آخر بصيص امل في قلوب المتواضعين والمسحوقين.
(مت ١٣:٢٥) وَفِيمَا ٱلنَّاسُ نَائِمُونَ، جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ أَيْضًا زِوَانًا بَيْنَ ٱلْحِنْطَةِ، وَمَضَى.
هل تعلم؟
هل مثل يسوع عن شخص يزرع زوانا في حقل شخص آخر واقعي؟
قال يسوع في متى ١٣:٢٤-٢٦: «يشبه ملكوت السموات انسانا زرع بذارا جيدا في حقله. وفيما الناس نائمون، جاء عدوُّه وزرع ايضا زوانا بين الحنطة، ومضى. فلما افرخ ورق الزرع وأنتج ثمرا، حينئذ ظهر الزوان ايضا». يعتبر بعض الكتَّاب ان هذا المثل غير واقعي. غير ان السجلات الرومانية القانونية تُظهِر العكس.
يقول احد قواميس الكتاب المقدس: «ان زرع الزوان في حقل شخص آخر بدافع الانتقام . . . اعتُبِر جريمة في ظل القانون الروماني. فلو لم تكن هذه الجريمة شائعة، لما لزم ان يُسَن قانون بشأنها». وتذكر الموسوعة العربية العالمية ان الامبراطور الروماني جستنيان (يوستينيانوس) نشر سنة ٥٣٣ بم مدونة جستنيان. وقد احتوت مدونته هذه على خلاصة للقوانين الرومانية واقتباسات من خبراء بالقانون بين سنتي ١٠٠ و ٢٥٠ بم تقريبا. وبحسب هذه المدونة، اشار خبير يدعى يولبيان الى قضية نشأت في القرن الثاني. فقد زُرِع زوان في حقل احد المزارعين، ما ادى الى تلف محصوله. فذكرت المدونة ان المُزارع له الحق الشرعي ان يأخذ من المعتدي تعويضا عن الخسارة.
اذًا، ان اعمالا تخريبية كهذه حدثت فعلا في الامبراطورية الرومانية. وهي تُظهِر ان مثل يسوع مستوحى من واقع الحياة.
قراءة الكتاب المقدس
(متى ١٢:١-٢١) فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ فِي ٱلسَّبْتِ فِي حُقُولِ ٱلزَّرْعِ. وَجَاعَ تَلَامِيذُهُ فَٱبْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ ٱلسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. ٢ فَلَمَّا رَأَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ذٰلِكَ قَالُوا لَهُ: «هَا إِنَّ تَلَامِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي ٱلسَّبْتِ». ٣ فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ؟ ٤ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ ٱللّٰهِ وَأَكَلُوا أَرْغِفَةَ ٱلتَّقْدِمَةِ، ٱلَّتِي لَا يَحِلُّ لَهُ أَكْلُهَا، وَلَا لِلَّذِينَ مَعَهُ، إِلَّا لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟ ٥ أَوَمَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلشَّرِيعَةِ أَنَّ ٱلْكَهَنَةَ فِي ٱلسُّبُوتِ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَعْتَبِرُونَ ٱلسَّبْتَ غَيْرَ مُقَدَّسٍ وَيَبْقَوْنَ بِلَا ذَنْبٍ؟ ٦ وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰهُنَا أَعْظَمَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ. ٧ فَلَوْ فَهِمْتُمْ مَا مَعْنَى: ‹أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً›، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى غَيْرِ ٱلْمُذْنِبِينَ. ٨ فَإِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ». ٩ ثُمَّ ٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ، ١٠ وَإِذَا رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ! فَسَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ ٱلْإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ؟»، لِكَيْ يَتَّهِمُوهُ. ١١ فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، إِنْ سَقَطَ فِي حُفْرَةٍ فِي ٱلسَّبْتِ، لَا يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟ ١٢ وَكَمِ ٱلْإِنْسَانُ أَثْمَنُ مِنَ ٱلْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ فِي ٱلسَّبْتِ». ١٣ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ سَلِيمَةً كَٱلْأُخْرَى. ١٤ وَلٰكِنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ خَرَجُوا وَتَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ. ١٥ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُمْ جَمِيعًا، ١٦ لٰكِنَّهُ أَوْصَاهُمْ بِشِدَّةٍ أَلَّا يُظْهِرُوهُ، ١٧ لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ، ٱلَّذِي قَالَ: ١٨ «هُوَذَا خَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي! أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ، فَيُظْهِرُ ٱلْعَدْلَ لِلْأُمَمِ. ١٩ لَا يُخَاصِمُ وَلَا يَصْرُخُ، وَلَا يَسْمَعُ أَحَدٌ صَوْتَهُ فِي ٱلشَّوَارِعِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ. ٢٠ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَسْحَقُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ ٱلْعَدْلَ إِلَى ٱلنَّصْرِ. ٢١ وَفِي ٱسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ ٱلْأُمَمِ».
١٢-١٨ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | متى ١٤–١٥
«إطعام الكثيرين على ايدي القليلين»
(متى ١٤:١٦، ١٧) وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُمْ: «لَا حَاجَةَ بِهِمْ إِلَى ٱلذَّهَابِ. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ». ١٧ فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هُنَا سِوَى خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ».
إِطْعَامُ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ
٢ عِنْدَمَا رَأَى يَسُوعُ ٱلْجَمْعَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ، فَشَفَى مَرْضَاهُمْ وَعَلَّمَهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَحِينَ تَأَخَّرَ ٱلْوَقْتُ، حَثَّ ٱلتَّلَامِيذُ يَسُوعَ أَنْ يَصْرِفَ ٱلنَّاسَ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْقُرَى ٱلْمُجَاوِرَةِ وَيَبْتَاعُوا بَعْضَ ٱلطَّعَامِ لِأَنْفُسِهِمْ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ». وَلَا بُدَّ أَنَّ كَلِمَاتِهِ حَيَّرَتْهُمْ، إِذْ إِنَّ ٱلْمُؤَنَ ٱلَّتِي بِحَوْزَتِهِمْ كَانَتْ ضَئِيلَةً جِدًّا: خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ صَغِيرَتَيْنِ.
(متى ١٤:١٨، ١٩) فَقَالَ: «أَحْضِرُوهَا إِلَيَّ إِلَى هُنَا». ١٩ ثُمَّ أَمَرَ ٱلْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ وَأَخَذَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَرَ ٱلْأَرْغِفَةَ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ.
إِطْعَامُ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ
٣ عِنْدَئِذٍ، دَفَعَتِ ٱلرَّأْفَةُ يَسُوعَ أَنْ يَصْنَعَ عَجِيبَةً، وَهِيَ ٱلْعَجِيبَةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةُ كُلُّهُمْ. (مر ٦:٣٥-٤٤؛ لو ٩:١٠-١٧؛ يو ٦:١-١٣) فَقَدْ طَلَبَ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يَقُولُوا لِلْجَمْعِ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ فِي فِرَقٍ مِنْ مِئَةٍ وَمِنْ خَمْسِينَ. وَبَعْدَ أَنْ بَارَكَ، بَدَأَ يَكْسِرُ ٱلْخُبْزَ وَيَقْسِمُ ٱلسَّمَكَتَيْنِ. ثُمَّ، بَدَلًا مِنْ أَنْ يُعْطِيَ ٱلطَّعَامَ لِلنَّاسِ مُبَاشَرَةً، وَزَّعَهُ «عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ». وَبِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ، كَانَ هُنَالِكَ طَعَامٌ يَفُوقُ حَاجَتَهُمْ كُلِّهِمْ. فَكِّرْ فِي ذٰلِكَ: أَطْعَمَ يَسُوعُ ٱلْآلَافَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ، أَيْ تَلَامِيذِهِ.
(متى ١٤:٢٠، ٢١) فَأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا، وَرَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ ٱلْكِسَرِ، ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَلْآنَةً. ٢١ وَكَانَ ٱلْآكِلُونَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ.
عجدر مت ١٤:٢١، «الملاحظات»
ما عدا النساء والاولاد الصغار: متى وحده يذكر النساء والاولاد الصغار عندما يروي هذه العجيبة. ويُحتمل ان عدد الاشخاص الذين اطعمهم يسوع عجائبيا كان اكثر من ٠٠٠,١٥ بكثير.
إِطْعَامُ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ
تَصَوَّرِ ٱلْمَشْهَدَ. (اقرأ متى ١٤:١٤-٢١.) قُبَيْلَ فِصْحِ سَنَةِ ٣٢ بم، تَبِعَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذَهُ جَمْعٌ مِنْ نَحْوِ ٠٠٠,٥ رَجُلٍ، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ، إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ فِي جِوَارِ بَيْتَ صَيْدَا، وَهِيَ قَرْيَةٌ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّمَالِيِّ لِبَحْرِ ٱلْجَلِيلِ.
البحث عن جواهر روحية
(متى ١٥:٧-٩) يَا مُرَاؤُونَ، حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنْكُمْ قَائِلًا: ٨ ‹هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. ٩ عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ›».
عجدر مت ١٥:٧، «الملاحظات»
مراؤون: اشارت الكلمة اليونانية هيپوكريتِس في الاصل الى الممثلين المسرحيين اليونانيين (ولاحقا الرومانيين) الذين لبسوا اقنعة كبيرة مصممة لتكبير الصوت. ومع الوقت، اصبحت هذه الكلمة تُستعمل مجازيا للاشارة الى شخص يتظاهر بشيء او يخدع الآخرين لكي يخفي شخصيته او نواياه الحقيقية. وهنا، يدعو يسوع رجال الدين اليهود «مرائين». — مت ٦:٥، ١٦.
(متى ١٥:٢٦) أَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْأَوْلَادِ وَيُلْقَى إِلَى صِغَارِ ٱلْكِلَابِ».
عجدر مت ١٥:٢٦، «الملاحظات»
الاولاد . . . صغار الكلاب: اعتُبرت الكلاب حيوانات نجسة في الشريعة الموسوية. لذا غالبا ما تشير اليها الاسفار المقدسة بطريقة ازدرائية. (لا ١١:٢٧؛ مت ٧:٦؛ في ٣:٢؛ رؤ ٢٢:١٥) ولكن بحسب رواية متى ورواية مرقس (٧:٢٧)، استُخدمت صيغة تصغير تعني «جروا» او «كلبا أليفا»، ما خفَّف من وقع المقارنة. وربما يدل ذلك ان يسوع استعمل تعبيرا لطيفا يشير الى الحيوانات الاليفة التي تعيش في منازل غير اليهود. فحين شبَّه يسوع الاسرائيليين ‹بالاولاد› وغير اليهود ‹بصغار الكلاب›، اراد كما يبدو ان يحدِّد مَن له الاولوية. فإذا كانت عائلة تربي كلابا في منزلها، يهتم الوالدون بإطعام اولادهم اولا.
قراءة الكتاب المقدس
(متى ١٥:١-٢٠) حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَةٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ، قَائِلِينَ: ٢ «لِمَاذَا يَتَخَطَّى تَلَامِيذُكَ تَقْلِيدَ ٱلْأَقْدَمِينَ؟ فَهُمْ مَثَلًا لَا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ». ٣ أَجَابَهُمْ قَائِلًا: «وَأَنْتُمْ لِمَاذَا تَتَخَطَّوْنَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟ ٤ مَثَلًا، قَالَ ٱللّٰهُ: ‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›؛ وَأَيْضًا: ‹مَنْ شَتَمَ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا›. ٥ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: ‹مَنْ قَالَ لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: «كُلُّ مَا قَدْ تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي هُوَ عَطِيَّةٌ مُكَرَّسَةٌ لِلّٰهِ»، ٦ فَلَا يُكْرِمْ أَبَاهُ أَلْبَتَّةَ›. وَهٰكَذَا أَبْطَلْتُمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ. ٧ يَا مُرَاؤُونَ، حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنْكُمْ قَائِلًا: ٨ ‹هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. ٩ عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ›». ١٠ عِنْدَئِذٍ دَعَا ٱلْجَمْعَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَابِ وَقَالَ لَهُمْ: «اِسْمَعُوا وَٱفْهَمُوا: ١١ لَيْسَ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ هُوَ ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ». ١٢ حِينَئِذٍ دَنَا ٱلتَّلَامِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ عَثَرُوا لَمَّا سَمِعُوا مَا قُلْتَ؟». ١٣ أَجَابَ وَقَالَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ يُسْتَأْصَلُ. ١٤ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ. إِنَّهُمْ قَادَةٌ عُمْيَانٌ. وَإِذَا كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلَاهُمَا يَسْقُطَانِ فِي حُفْرَةٍ». ١٥ أَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَضِّحْ لَنَا ٱلْمَثَلَ». ١٦ فَقَالَ: «أَوَأَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى ٱلْآنَ لَا تَفْهَمُونَ؟ ١٧ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلْفَمَ يَمُرُّ فِي ٱلْأَمْعَاءِ، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلَى ٱلْخَلَاءِ؟ ١٨ أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ يَخْرُجُ، وَهُوَ مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. ١٩ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ، وَقَتْلٌ، وَزِنًى، وَعَهَارَةٌ، وَسَرِقَةٌ، وَشَهَادَاتُ زُورٍ، وَتَجَادِيفُ. ٢٠ هٰذَا مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. أَمَّا تَنَاوُلُ ٱلطَّعَامِ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ».
١٩-٢٥ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | متى ١٦–١٧
«هل تفكِّر تفكير اللّٰه؟»
(متى ١٦:٢١، ٢٢) مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ يُرِي تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَيُعَانِيَ كَثِيرًا مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ. ٢٢ فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ، قَائِلًا: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».
ايها الازواج، اعترفوا برئاسة المسيح
١٧ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، أَوْضَحَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، حَيْثُ سَيُضْطَهَدُ «مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ». إِذَّاكَ، أَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ، قَائِلًا: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا». مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْعَاطِفَةَ غَشَّتْ بَصَرَ بُطْرُسَ. لِذلِكَ كَانَ يَلْزَمُ تَقْوِيمُهُ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ، بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ». — متى ١٦:٢١-٢٣.
(متى ١٦:٢٣) أَمَّا هُوَ فَأَدَارَ ظَهْرَهُ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ، بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».
كن واعيا، فالشيطان يريد التهامك!
١٦ وَبِمَقْدُورِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْدَعَ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْغَيُورِينَ أَيْضًا. خُذْ مَثَلًا مَا حَصَلَ عِنْدَمَا أَخْبَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ. فَقَدْ أَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا، بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ طَبْعًا، وَقَالَ لَهُ: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا». لٰكِنَّ يَسُوعَ أَجَابَهُ بِحَزْمٍ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!». (مت ١٦:٢٢، ٢٣) فَلِمَاذَا قَالَ لِبُطْرُسَ إِنَّهُ «شَيْطَانٌ»؟ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي سَتَحْدُثُ قَرِيبًا: أَنَّهُ سَيَمُوتُ كَذَبِيحَةٍ فِدَائِيَّةٍ وَيُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَذَّابٌ. لِذَا، لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتُ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْحَرِجَةِ مِنْ تَارِيخِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ‹لِيَلْطُفَ› بِنَفْسِهِ، أَوْ يُهَوِّنَ عَلَيْهَا. فَهٰذَا بِٱلذَّاتِ مَا أَرَادَهُ ٱلشَّيْطَانُ.
١٧ نَعِيشُ نَحْنُ أَيْضًا فِي أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ فِيمَا نَدْنُو مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ. وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ ‹نَلْطُفَ› بِنَفْسِنَا، أَوْ نُهَوِّنَ عَلَيْهَا، بِتَأْمِينِ حَيَاةٍ مُرِيحَةٍ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، مَا يُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ رُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ. فَلَا تَقَعْ فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ، بَلْ ‹دَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ›. (مت ٢٤:٤٢) وَلَا تُصَدِّقْ أَبَدًا ٱلدِّعَايَةَ ٱلشَّيْطَانِيَّةَ ٱلْخَادِعَةَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ بَعِيدَةٌ، أَوْ أَنَّهَا لَنْ تَأْتِيَ إِطْلَاقًا.
(متى ١٦:٢٤) حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ.
‹اذهبوا وتلمذوا أناسا وعمِّدوهم›
٩ وَمَاذَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا فِعْلُ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ كُلِّيًّا وَيَحْمِلْ خَشَبَةَ آلَامِهِ وَيَتْبَعْنِي عَلَى ٱلدَّوَامِ». (متى ١٦:٢٤) ذَكَرَ يَسُوعُ هُنَا ثَلَاثَةَ أُمُورٍ يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهَا. أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ ‹نُنْكِرَ› أَنْفُسَنَا. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَنْبَغِي أَنْ نَرْفُضَ ٱلْمُيُولَ ٱلْأَنَانِيَّةَ ٱلنَّاقِصَةَ وَنُطِيعَ مَشُورَةَ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهَهُ. ثَانِيًا، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَحْمِلَ خَشَبَةَ آلَامِنَا›. وَخَشَبَةُ ٱلْآلَامِ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ كَانَتْ رَمْزًا إِلَى ٱلْخِزْيِ وَٱلتَّعْذِيبِ. لِذلِكَ تَعْنِي هذِهِ ٱلْعِبَارَةُ أَنَّنَا مُسْتَعِدُّونَ لِلْمُعَانَاةِ لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ. (٢ تيموثاوس ١:٨) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَدْ يَسْتَهْزِئُ بِنَا أَوْ يُعَيِّرُنَا، فَنَحْنُ ‹نَحْتَقِرُ ٱلْخِزْيَ› أُسْوَةً بِٱلْمَسِيحِ وَنُسَرُّ بِأَنْ نُرْضِيَ ٱللّٰهَ. (عبرانيين ١٢:٢) وَأَخِيرًا، يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ يَسُوعَ «عَلَى ٱلدَّوَامِ». — مزمور ٧٣:٢٦؛ ١١٩:٤٤؛ ١٤٥:٢.
البحث عن جواهر روحية
(متى ١٦:١٨) وَأَنَا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ سَأَبْنِي جَمَاعَتِي، وَأَبْوَابُ هَادِسَ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.
عجدر مت ١٦:١٨، «الملاحظات»
انت بطرس، وعلى هذا الصخر: ان الكلمة اليونانية پِتروس في صيغة المذكر تعني «صخرة؛ او حجرا». وهنا استُعملت اسما علما (بطرس)، الاسم اليوناني الذي اطلقه يسوع على سمعان. (يو ١:٤٢) اما حين ذكر يسوع «الصخر»، فاستعمل الصيغة المؤنثة پِترا التي ربما تشير الى صخر القاعدة، الجرف، او كتلة صخرية. وهذه الكلمة اليونانية ترد ايضا في متى ٧:٢٤، ٢٥؛ ٢٧:٦٠؛ لوقا ٦:٤٨؛ ٨:٦؛ روما ٩:٣٣؛ ١ كورنثوس ١٠:٤؛ ١ بطرس ٢:٨. وكما يبدو، لم يعتبر بطرس نفسه الصخر الذي سيبني يسوع عليه جماعته. فقد كتب في ١ بطرس ٢:٤-٨ ان يسوع هو ‹حجر الزاوية الاساسي› الذي اختاره اللّٰه وأنبأ عنه منذ زمن بعيد. والرسول بولس ايضا اشار الى يسوع انه ‹الاساس› و «الصخر الروحي». (١ كو ٣:١١؛ ١٠:٤) من الواضح اذًا ان يسوع كان يلعب على الكلام. وكأنه يقول: ‹انت يا مَن دعوته بطرس، اي صخرة، ميَّزتَ الهوية الحقيقية للمسيح، «هذا الصخر»، الذي سيكون اساس الجماعة المسيحية›.
جماعتي: هذه المرة الاولى التي ترد فيها الكلمة اليونانية إِكّلِسيا. وهي تشير الى مجموعة من الناس يُدعون الى الاجتماع معا من اجل هدف او نشاط معيَّن. وفي هذه الآية، يتنبأ يسوع بتأسيس الجماعة المسيحية المؤلفة من المسيحيين الممسوحين الذين ‹يُبنَون كحجارة حية بيتا روحيا›. (١ بط ٢:٤، ٥) وكثيرا ما تستعمل السبعينية هذه الكلمة اليونانية مقابل الكلمة العبرانية المنقولة الى «جماعة» التي غالبا ما تشير الى امة اسرائيل بكاملها. (تث ٢٣:٣؛ ٣١:٣٠) وفي الاعمال ٧:٣٨، تشير كلمة «جماعة» الى الاسرائيليين الذين دُعوا من مصر. بشكل مماثل، ان المسيحيين الذين ‹دُعوا من الظلمة› و ‹اختيروا من العالم› يشكِّلون «جماعة اللّٰه». — ١ بط ٢:٩؛ يو ١٥:١٩؛ ١ كو ١:٢.
(متى ١٦:١٩) سَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».
عجدر مت ١٦:١٩، «الملاحظات»
مفاتيح ملكوت السموات: في الكتاب المقدس، الاشخاص الذين سُلِّموا مفاتيح معيَّنة، سواء حرفية او مجازية، مُنحوا مقدارا من السلطة. (١ اخ ٩:٢٦، ٢٧؛ اش ٢٢:٢٠-٢٢) لذا اصبحت كلمة «مفتاح» ترمز الى السلطة والمسؤولية. وقد استعمل بطرس هذه ‹المفاتيح› التي اؤتمن عليها كي يفتح الطريق امام اليهود (اع ٢:٢٢-٤١)، السامريين (اع ٨:١٤-١٧)، والامم (اع ١٠:٣٤-٣٨) لينالوا روح اللّٰه ويدخلوا الملكوت السماوي.
قراءة الكتاب المقدس
(متى ١٦:١-٢٠) وَٱقْتَرَبَ مِنْهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلصَّدُّوقِيُّونَ، وَلِكَيْ يُجَرِّبُوهُ، سَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ. ٢ فَأَجَابَهُمْ قَائِلًا: «[فِي ٱلْمَسَاءِ تَقُولُونَ عَادَةً: ‹سَيَكُونُ صَحْوٌ، لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ›؛ ٣ وَفِي ٱلصَّبَاحِ: ‹سَيَكُونُ طَقْسٌ شَتَوِيٌّ مُمْطِرٌ ٱلْيَوْمَ، لِأَنَّ ٱلسَّمَاءَ حَمْرَاءُ كَٱلنَّارِ وَمُكْفَهِرَّةٌ›. تَعْرِفُونَ أَنْ تُفَسِّرُوا مَظْهَرَ ٱلسَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلَامَاتُ ٱلْأَزْمِنَةِ فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُفَسِّرُوهَا]. ٤ جِيلٌ شِرِّيرٌ زَانٍ يَطْلُبُ آيَةً، وَلٰكِنْ لَنْ يُعْطَى آيَةً إِلَّا آيَةَ يُونَانَ». عِنْدَئِذٍ تَرَكَهُمْ وَمَضَى. ٥ وَعَبَرَ ٱلتَّلَامِيذُ إِلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى، وَنَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُمْ خُبْزًا. ٦ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ». ٧ فَٱبْتَدَأُوا يَفْتَكِرُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ، قَائِلِينَ: «لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا». ٨ وَعَلِمَ يَسُوعُ بِذٰلِكَ فَقَالَ: «لِمَاذَا تَفْتَكِرُونَ هٰكَذَا فِي مَا بَيْنَكُمْ، لِأَنْ لَا خُبْزَ عِنْدَكُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟ ٩ أَلَا تَفْهَمُونَ ٱلْمَقْصُودَ بَعْدُ، أَوَلَا تَذْكُرُونَ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ لِلْخَمْسَةِ ٱلْآلَافِ، وَكَمْ قُفَّةً رَفَعْتُمْ؟ ١٠ أَوِ ٱلْأَرْغِفَةَ ٱلسَّبْعَةَ لِلْأَرْبَعَةِ ٱلْآلَافِ، وَكَمْ سَلًّا رَفَعْتُمْ؟ ١١ كَيْفَ لَا تُدْرِكُونَ أَنِّي لَمْ أُكَلِّمْكُمْ عَنِ ٱلْخُبْزِ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ». ١٢ حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَحْذَرُوا خَمِيرَ ٱلْخُبْزِ، بَلْ تَعْلِيمَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ. ١٣ وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلِبِّي، سَأَلَ تَلَامِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟». ١٤ قَالُوا: «يَقُولُ ٱلْبَعْضُ: يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ أَيْضًا: إِرْمِيَا أَوْ أَحَدُ ٱلْأَنْبِيَاءِ». ١٥ قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». ١٦ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ». ١٧ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «يَا لَسَعَادَتِكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَانَ، لِأَنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يَكْشِفَا لَكَ ذٰلِكَ، بَلْ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ! ١٨ وَأَنَا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ سَأَبْنِي جَمَاعَتِي، وَأَبْوَابُ هَادِسَ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. ١٩ سَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ». ٢٠ ثُمَّ أَوْصَى تَلَامِيذَهُ بِشِدَّةٍ أَلَّا يَقُولُوا لِأَحَدٍ إِنَّهُ ٱلْمَسِيحُ.
٢٦ شباط (فبراير)–٤ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | متى ١٨–١٩
«لا تعثر نفسك والآخرين ايضا»
(متى ١٨:٦، ٧) لٰكِنْ مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِي، فَأَنْفَعُ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى كَبِيرٌ وَيُغْرَقَ فِي عُرْضِ ٱلْبَحْرِ. ٧ «اَلْوَيْلُ لِلْعَالَمِ مِنَ ٱلْمَعَاثِرِ! فَلَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْمَعَاثِرُ، وَلٰكِنِ ٱلْوَيْلُ لِلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ تَأْتِي ٱلْمَعْثَرَةُ!
عجدر مت ١٨:٦، ٧، «الملاحظات»
حجر رحى كبير: او «حجر رحى يديره حمار»؛ حرفيا «حجر رحى الحمار». كان هذا الحجر ثقيلا جدا، اذ تراوح قطره عادة بين ٢,١ و ٥,١ م، مما استلزم ان يديره حمار.
المعاثر: يُعتقد ان المعنى الاصلي للكلمة اليونانية سكاندالون، المنقولة الى «معثرة»، يشير الى فخ او عصا يعلَّق عليها الطعم. وفي معناها الاوسع، اصبحت تشير الى عائق يُعثر الشخص او يوقعه. اما معناها المجازي فيشير الى فعل او ظرف يدفع الشخص إما ان يتبع سلوكا غير لائق، او يتعثَّر ويرتكب زلة، او يقع في الخطية. وفي متى ١٨:٨، ٩، يُنقل الفعل المرتبط بها سكانداليزو الى ‹يُعثر› وقد يُترجم ايضا الى «يصبح فخا؛ يؤدي الى ارتكاب خطية».
عجدر «الصور والفيديوات»
حجر رحى
كان حجر الرحى يُستعمل لطحن الحبوب وأيضا لسحق الزيتون من اجل استخراج الزيت. كانت بعض هذه الاحجار صغيرة وتُشغَّل يدويا. اما الاخرى فكانت كبيرة جدا وتطلَّبت ان يديرها حيوان. وربما اجبر الفلسطيون شمشون ان يدير حجرا كبيرا كهذا. (قض ١٦:٢١) ولم تكن الرحى التي يديرها حيوان شائعة في اسرائيل فحسب، بل انتشرت ايضا في انحاء كثيرة من الامبراطورية الرومانية.
احجار الرحى العليا والسفلى
يَظهر في الصورة حجر رحى كبير يديره حيوان أليف، كالحمار مثلا، ويُستعمل لطحن الحبوب او سحق الزيتون. وهو مؤلف من حجر علوي يصل قطره الى ٥,١ م وحجر سفلي اكبر حجما يُدار عليه الحجر العلوي.
(متى ١٨:٨، ٩) فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ وَبِكَ عَاهَةٌ أَوْ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلَانِ. ٩ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ؛ خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي نَارِ وَادِي هِنُّومَ وَلَكَ عَيْنَانِ.
عجدر مت ١٨:٩، «الملاحظات»
وادي هنوم: يُنقل هذا التعبير من الكلمتين العبرانيتين جي هينّوم، وهو وادٍ كان يقع جنوب غرب اورشليم القديمة. (انظر دكا القسم ١٦، الخريطة «اورشليم ونواحيها».) وفي زمن يسوع، كان هذا الوادي قد اصبح مكانا لحرق النفايات. لذا كانت عبارة «وادي هنوم» رمزا ملائما الى الهلاك التام.
عجدرج جدول المفردات
وادي هنوم
باليونانية «غِييِنَّا»، وهو وادٍ كان يقع جنوب غرب اورشليم القديمة. (ار ٧:٣١) وقد أُنبئ انه سيصير مكانا مليئا بالجثث. (ار ٧:٣٢؛ ١٩:٦) وما من دليل ان الحيوانات او البشر كانوا يُحرَقون احياء او يعذَّبون في وادي هنوم. لذا لا يمكن ان يرمز الى مكان غير منظور تتعذَّب فيه النفوس البشرية الى الابد في نار حرفية. فيسوع وتلاميذه استعملوا وادي هنوم رمزًا الى عقاب «الموت الثاني»، اي الهلاك الابدي او الفناء. — رؤ ٢٠:١٤؛ مت ٥:٢٢؛ ١٠:٢٨.
(متى ١٨:١٠) اُنْظُرُوا أَلَّا تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ؛ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلَائِكَتَهُمْ فِي ٱلسَّمَاءِ يَرَوْنَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ.
عجدر مت ١٨:١٠، «الملاحظات»
يرون . . . وجه ابي: الملائكة وحدهم قادرون ان يروا وجه اللّٰه لأنهم يقفون في حضرته. — خر ٣٣:٢٠.
تأثير المخلوقات الروحانية علينا
كما اوضح ان الملائكة أُوكلت اليهم مسؤولية الاعتناء بالخير الروحي لخدام اللّٰه. فحين حذَّر تلاميذه من اعثار الآخرين ذكر: «انظروا ألّا تحتقروا احد هؤلاء الصغار؛ فإني اقول لكم ان ملائكتهم في السماء يرون كل حين وجه ابي الذي في السماء». (متى ١٨:١٠) بهذه الكلمات، لم يقصد يسوع بالضرورة ان كلًّا من اتباعه لديه ملاك حارس معيَّن لحمايته. لكنه اظهر ان الملائكة الذين يعملون مع اللّٰه عن كثب يهتمون اهتماما عمليا بأعضاء الجماعة المسيحية.
البحث عن جواهر روحية
(متى ١٨:٢١، ٢٢) حِينَئِذٍ دَنَا بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟». ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَا أَقُولُ لَكَ: إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ: إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً.
عجدر مت ١٨:٢٢، «الملاحظات»
سبع وسبعين مرة: حرفيا «سبعين مرة سبع مرات». يمكن ان تعني هذه العبارة اليونانية إما «سبعين وسبعة» (٧٧ مرة) او «سبعين مضروبة بسبعة» (٤٩٠ مرة). لكنَّ العبارة اليونانية نفسها ترد في السبعينية في التكوين ٤:٢٤، وهي ترجمة للعبارة العبرانية «سبع وسبعين مرة». وهذا ما يبرِّر ترجمتنا لها الى «سبع وسبعين مرة». وبغض النظر عن طريقة فهمها، فإن تكرار العدد ٧ يُقصد به «الى ما لا نهاية» او «بلا حدود». فحين غيَّر يسوع العدد ٧ الذي اقترحه بطرس الى ٧٧، كان يعلِّم اتباعه ألا يضعوا على مزاجهم حدودا للغفران. بالمقابل، يذكر التلمود البابلي (يوما ٨٦ب): «اذا ارتكب رجل تعدِّيا، يُغفر له المرة الاولى والثانية والثالثة، اما المرة الرابعة فلا يُغفر له».
(متى ١٩:٧) قَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا قَضَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى شَهَادَةُ طَلَاقٍ وَتُطَلَّقَ؟».
عجدر مت ١٩:٧، «الملاحظات»
شهادة طلاق: امرت الشريعة ان يُعِدَّ الرجل الذي ينوي الطلاق وثيقة قانونية ويستشير الشيوخ على الارجح. وهكذا اعطته الوقت كي يعيد النظر في هذا القرار الجدي. فمن الواضح ان الشريعة سعت ان تمنع هذه الطلاقات المتهوِّرة وتعطي المرأة مقدارا من الحماية القانونية. (تث ٢٤:١) ولكن في ايام يسوع، سهَّل رجال الدين الطلاق. فمؤرخ القرن الاول يوسيفوس، وهو نفسه فريسي مطلَّق، اقترح ان يُسمح بالطلاق «لأيِّ سبب كان (ولدى الرجال اسباب كثيرة لذلك)».
عجدر «الصور والفيديوات»
شهادة طلاق
كُتبت شهادة الطلاق هذه باللغة الارامية ويعود تاريخها الى سنة ٧١ او ٧٢ بم. وقد عُثر عليها في الجهة الشمالية من وادي المربعات، وهو قاع نهر جاف في صحراء اليهودية. وتذكر هذه الشهادة ان يوسف بن نقصان، الذي يقيم في مدينة مَسعَدة، طلَّق مريم ابنة يوناثان في السنة السادسة للثورة اليهودية.
قراءة الكتاب المقدس
(متى ١٨:١٨-٣٥) «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَرْبُوطَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَمَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ ٱلْمَحْلُولَ فِي ٱلسَّمَاءِ. ١٩ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِذَا ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُهِمٍّ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ. ٢٠ لِأَنَّهُ حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ». ٢١ حِينَئِذٍ دَنَا بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟». ٢٢ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَا أَقُولُ لَكَ: إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ: إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً. ٢٣ «لِذٰلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ إِنْسَانًا، مَلِكًا، أَرَادَ أَنْ يُسَوِّيَ حِسَابَهُ مَعَ عَبِيدِهِ. ٢٤ فَلَمَّا ٱبْتَدَأَ بِتَسْوِيَتِهِ، أُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ عَلَيْهِ عَشَرَةُ آلَافِ وَزْنَةٍ [تُسَاوِي ٠٠٠,٠٠٠,٦٠ دِينَارٍ]. ٢٥ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ وَأَوْلَادُهُ وَكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِكَيْ يُدْفَعَ مَا عَلَيْهِ. ٢٦ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ، قَائِلًا: ‹اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كُلَّ مَا لَكَ›. ٢٧ فَأَشْفَقَ سَيِّدُ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ وَتَرَكَ لَهُ دَيْنَهُ. ٢٨ لٰكِنَّ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلًا: ‹أَوْفِ مَا عَلَيْكَ›. ٢٩ فَخَرَّ ٱلْعَبْدُ رَفِيقُهُ وَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ، قَائِلًا: ‹اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ›. ٣٠ فَلَمْ يُرِدْ، بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ حَتَّى يُوفِيَ مَا عَلَيْهِ. ٣١ فَلَمَّا رَأَى ٱلْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا جَرَى، حَزِنُوا كَثِيرًا، وَذَهَبُوا وَأَوْضَحُوا لِسَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. ٣٢ حِينَئِذٍ ٱسْتَدْعَاهُ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: ‹أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ، حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ. ٣٣ أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟›. ٣٤ عِنْدَئِذٍ سَخِطَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْهِ. ٣٥ فَهٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».