مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٧-١٣ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢١–٢٢
«لتكن مشيئة يهوه»
(اعمال الرسل ٢١:٨-١٢) وَفِي ٱلْغَدِ ٱنْطَلَقْنَا وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ، ٱلَّذِي كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ، وَمَكَثْنَا عِنْدَهُ. ٩ وَكَانَ لِهٰذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يَتَنَبَّأْنَ. ١٠ وَبَيْنَمَا نَحْنُ لَابِثُونَ أَيَّامًا لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ، نَزَلَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوسُ، ١١ فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَقَيَّدَ رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَقَالَ: «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ: ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›». ١٢ فَلَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا، تَوَسَّلْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»
١٥ أَثْنَاءَ مُكُوثِ بُولُسَ عِنْدَ فِيلِبُّسَ، وَصَلَ ضَيْفٌ مُحْتَرَمٌ آخَرُ، هُوَ أَغَابُوسُ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمُجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ فِيلِبُّسَ أَنَّ أَغَابُوسَ نَبِيٌّ. فَهُوَ مَنْ تَنَبَّأَ بِحُدُوثِ مَجَاعَةٍ عَظِيمَةٍ خِلَالَ حُكْمِ كُلُودِيُوسَ. (اع ١١:٢٧، ٢٨) لِذَا لَرُبَّمَا تَسَاءَلُوا: ‹مَاذَا أَتَى بِهِ؟ أَيَّ رِسَالَةٍ يَحْمِلُ؟›. وَفِيمَا رَاقَبُوا بِٱنْتِبَاهٍ مَا يَحْدُثُ، أَخَذَ ٱلنَّبِيُّ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ شَرِيطٍ قُمَاشِيٍّ طَوِيلٍ يُلَفُّ حَوْلَ ٱلْوَسَطِ تُوضَعُ فِيهِ ٱلنُّقُودُ وَأَغْرَاضٌ أُخْرَى، ثُمَّ قَيَّدَ بِهَا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَرَاحَ يَتَكَلَّمُ. فَجَاءَ كَلَامُهُ فِي مُنْتَهَى ٱلْخُطُورَةِ! ذَكَرَ: «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ: ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›». — اع ٢١:١١.
١٦ أَكَّدَتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ بُولُسَ سَيَذْهَبُ بِٱلْفِعْلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَشَارَتْ أَيْضًا أَنَّهُ سَيُسَلَّمُ «إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ» بِسَبَبِ كِرَازَتِهِ لِلْيَهُودِ هُنَاكَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَقْوَالَ ٱلنَّبِيِّ هَزَّتِ ٱلْحَاضِرِينَ جَمِيعًا. يُخْبِرُ لُوقَا: «لَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا، تَوَسَّلْنَا إِلَى [بُولُسَ] نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ: ‹مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ›». — اع ٢١:١٢، ١٣.
(اعمال الرسل ٢١:١٣) حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ: «مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ».
«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»
١٧ لِنَتَخَيَّلْ مَعًا مَا قَرَأْنَاهُ لِلتَّوِّ: جَمِيعُ ٱلْحَاضِرِينَ، بِمَنْ فِيهِمْ لُوقَا، يَتَوَسَّلُونَ إِلَى بُولُسَ أَلَّا يُتَابِعَ رِحْلَتَهُ. وَيَغْلِبُ ٱلْقَلَقُ عَلَى بَعْضِهِمْ حَتَّى يَأْخُذَهُ ٱلْبُكَاءُ. فَيَتَأَثَّرُ بُولُسُ بِقَلَقِهِمِ ٱلْمَجْبُولِ بِٱلْمَحَبَّةِ وَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ لُطْفٍ، قَائِلًا إِنَّهُمْ ‹يُضْعِفُونَ قَلْبَهُ›، أَوْ ‹يَكْسِرُونَ قَلْبَهُ› كَمَا تَذْكُرُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ. مَعَ ذٰلِكَ، يَبْقَى تَصْمِيمُهُ رَاسِخًا كَمَا كَانَ حِينَ ٱلْتَقَى ٱلْإِخْوَةَ فِي صُورَ. فَمَا كَانَ ٱلرَّسُولُ لِيَسْمَحَ لِلتَّوَسُّلَاتِ أَوِ ٱلدُّمُوعِ أَنْ تَثْنِيَهُ عَنْ عَزْمِهِ. عِوَضَ ذٰلِكَ، أَوْضَحَ لَهُمْ مَا يَدْعُوهُ إِلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا. فَيَا لَلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّصْمِيمِ ٱللَّذَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا! فَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، عَزَمَ بُولُسُ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. (عب ١٢:٢) وَلَمْ يَكُنِ ٱلرَّسُولُ بِذٰلِكَ يَتَعَمَّدُ أَنْ يَقْضِيَ شَهِيدًا. وَلٰكِنْ فِي حَالِ كَانَتِ ٱلشَّهَادَةُ هِيَ مَصِيرَهُ، فَٱلْمَوْتُ كَوَاحِدٍ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ شَرَفٌ كَبِيرٌ فِي نَظَرِهِ.
(اعمال الرسل ٢١:١٤) وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!».
«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»
١٨ فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ؟ بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ، نَزَلُوا عِنْدَ رَغْبَةِ ٱلرَّسُولِ. نَقْرَأُ: «وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ: ‹لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!›». (اع ٢١:١٤) لَاحِظْ أَنَّ مَنْ حَاوَلُوا إِقْنَاعَ بُولُسَ بِعَدَمِ ٱلذَّهَابِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، لَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ، بَلْ أَصْغَوْا إِلَيْهِ وَأَذْعَنُوا لَهُ. فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّهَا مَشِيئَةُ يَهْوَهَ. لِذٰلِكَ قَبِلُوا بِهَا رَغْمَ صُعُوبَةِ ٱلْأَمْرِ عَلَيْهِمْ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ سَائِرٌ فِي دَرْبٍ سَيُؤَدِّي أَخِيرًا إِلَى مَوْتِهِ. فَكَمْ يَسْهُلُ عَلَيْهِ ٱلْمُضِيُّ قُدُمًا حِينَ يُشَجِّعُهُ أَحِبَّاؤُهُ عِوَضَ أَنْ يُثَبِّطُوا عَزِيمَتَهُ!
البحث عن جواهر روحية
(اعمال الرسل ٢١:٢٣، ٢٤) فَٱفْعَلْ هٰذَا ٱلَّذِي نَقُولُهُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. ٢٤ خُذْ هٰؤُلَاءِ وَتَطَهَّرْ مَعَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ وَٱهْتَمَّ بِنَفَقَاتِهِمْ لِكَيْ يَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ. وَهٰكَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ عَنْكَ صَحِيحًا، بَلْ أَنَّكَ تَسْلُكُ بِتَرْتِيبٍ، وَأَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَحْفَظُ ٱلشَّرِيعَةَ.
«اِسْمَعُوا دِفَاعِي»
١٠ بِٱلْمُقَابِلِ، تَفَهَّمَ بُولُسُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَاحُوا لِحِفْظِ بَعْضِ ٱلْعَوَائِدِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، كَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْعَمَلِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ أَوِ ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَطْعِمَةِ. (رو ١٤:١-٦) وَفِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ، لَمْ يَضَعِ ٱلرَّسُولُ قَوَاعِدَ مُحَدَّدَةً. حَتَّى إِنَّهُ طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي كَانَ أَبُوهُ يُونَانِيًّا أَنْ يَخْتَتِنَ، لِكَيْلَا يَتَحَفَّظَ ٱلْيَهُودُ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُ. (اع ١٦:٣) فَٱلْخِتَانُ مَسْأَلَةٌ شَخْصِيَّةٌ يَعُودُ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ حُرِّيَّةُ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ بِشَأْنِهَا. قَالَ بُولُسُ لِلْغَلَاطِيِّينَ: «لَا قِيمَةَ لِلْخِتَانِ وَلَا لِلْغَلَفِ، بَلْ لِلْإِيمَانِ ٱلْعَامِلِ بِٱلْمَحَبَّةِ». (غل ٥:٦) وَلٰكِنْ فِي حَالِ ٱعْتَبَرَ أَحَدٌ ٱلْخِتَانَ شَرْطًا لِنَيْلِ ٱلرِّضَى ٱلْإِلٰهِيِّ أَوْ أَقْدَمَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ ٱنْصِيَاعًا لِلشَّرِيعَةِ، فَذٰلِكَ يَكُونُ دَلَالَةً عَلَى قِلَّةِ إِيمَانِهِ.
١١ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّائِعَاتِ كَانَتْ مُلَفَّقَةً بِٱلْكَامِلِ، إِلَّا أَنَّهَا أَزْعَجَتِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ. لِذَا قَدَّمَ ٱلشُّيُوخُ لِبُولُسَ ٱلِٱقْتِرَاحَ ٱلتَّالِيَ: «عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. خُذْ هٰؤُلَاءِ وَتَطَهَّرْ مَعَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ وَٱهْتَمَّ بِنَفَقَاتِهِمْ لِكَيْ يَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ. وَهٰكَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ عَنْكَ صَحِيحًا، بَلْ أَنَّكَ تَسْلُكُ بِتَرْتِيبٍ، وَأَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَحْفَظُ ٱلشَّرِيعَةَ». — اع ٢١:٢٣، ٢٤.
١٢ كَانَ فِي وِسْعِ بُولُسَ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى ٱلنَّصِيحَةِ، مُشِيرًا أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَمْ تَكْمُنْ فِي ٱلشَّائِعَاتِ، بَلْ فِي غَيْرَةِ أُولٰئِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّحَلِّي بِٱلْمُرُونَةِ شَرْطَ أَلَّا يُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. كَتَبَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ: «صِرْتُ . . . لِلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ كَأَنِّي تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، مَعَ أَنَّنِي شَخْصِيًّا لَسْتُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، لِأَرْبَحَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ». (١ كو ٩:٢٠) وَبِٱلْفِعْلِ، تَعَاوَنَ ٱلرَّسُولُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ مَعَ شُيُوخِ أُورُشَلِيمَ ‹كَأَنَّهُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ›. وَمِثَالُهُ ٱلْحَسَنُ يَدْفَعُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَلَا نُصِرَّ عَلَى آرَائِنَا. — عب ١٣:١٧.
(اعمال الرسل ٢٢:١٦) وَٱلْآنَ لِمَاذَا تَتَأَخَّرُ؟ قُمِ ٱعْتَمِدْ وَٱغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِٱسْمِهِ›.
عجدر اع ٢٢:١٦، «الملاحظات»
اغسل خطاياك داعيا باسمه: او «اغسل خطاياك وادعُ باسمه». لا تُغسل خطايا الشخص بماء المعمودية، بل بالدعاء باسم يسوع. وهذا يشمل الايمان بيسوع والاعراب عن ذلك بالاعمال. — اع ١٠:٤٣؛ يع ٢:١٤، ١٨.
قراءة الكتاب المقدس
(اعمال الرسل ٢١:١-١٩) وَلَمَّا ٱنْسَلَخْنَا عَنْهُمْ وَأَقْلَعْنَا، جَرَيْنَا فِي مَسَارٍ مُسْتَقِيمٍ وَجِئْنَا إِلَى كُوسَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي إِلَى رُودُسَ، وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بَاتَارَا. ٢ وَإِذْ وَجَدْنَا مَرْكَبًا عَابِرًا إِلَى فِينِيقِيَةَ، صَعِدْنَا إِلَيْهِ وَأَبْحَرْنَا. ٣ وَبَعْدَ أَنْ لَاحَتْ لَنَا جَزِيرَةُ قُبْرُصَ، تَرَكْنَاهَا عَلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْأَيْسَرِ وَأَبْحَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ، وَنَزَلْنَا فِي صُورَ، لِأَنَّ ٱلْمَرْكَبَ كَانَ سَيُفْرِغُ حُمُولَتَهُ هُنَاكَ. ٤ وَبَعْدَ بَحْثٍ وَجَدْنَا ٱلتَّلَامِيذَ فَبَقِينَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِٱلرُّوحِ أَلَّا تَطَأَ قَدَمُهُ أُورُشَلِيمَ. ٥ فَلَمَّا أَتْمَمْنَا ٱلْأَيَّامَ خَرَجْنَا وَٱنْطَلَقْنَا فِي سَبِيلِنَا، وَهُمْ شَيَّعُونَا بِأَجْمَعِهِمْ، مَعَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ، إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ. وَإِذْ جَثَوْنَا عَلَى ٱلشَّطِّ، صَلَّيْنَا ٦ وَوَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا، فَصَعِدْنَا نَحْنُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ، أَمَّا هُمْ فَعَادُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ. ٧ عِنْدَئِذٍ أَتْمَمْنَا ٱلرِّحْلَةَ مِنْ صُورَ وَوَصَلْنَا إِلَى بَتُولِمَايِسَ، فَسَلَّمْنَا عَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا. ٨ وَفِي ٱلْغَدِ ٱنْطَلَقْنَا وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ، ٱلَّذِي كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ، وَمَكَثْنَا عِنْدَهُ. ٩ وَكَانَ لِهٰذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يَتَنَبَّأْنَ. ١٠ وَبَيْنَمَا نَحْنُ لَابِثُونَ أَيَّامًا لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ، نَزَلَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوسُ، ١١ فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ، وَقَيَّدَ رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَقَالَ: «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ: ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›». ١٢ فَلَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا، تَوَسَّلْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ١٣ حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ: «مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ». ١٤ وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!». ١٥ وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ تَهَيَّأْنَا لِلسَّفَرِ وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. ١٦ وَذَهَبَ أَيْضًا مَعَنَا بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ، لِكَيْ يَأْتُوا بِنَا إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي كُنَّا سَنَنْزِلُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِهِ، وَهُوَ مَنَاسُونُ ٱلْقُبْرُصِيُّ، أَحَدُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأَوَائِلِ. ١٧ وَلَدَى وُصُولِنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، ٱسْتَقْبَلَنَا ٱلْإِخْوَةُ بِسُرُورٍ. ١٨ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ، وَكَانَ ٱلشُّيُوخُ كُلُّهُمْ حَاضِرِينَ. ١٩ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَشَرَعَ يَرْوِي بِٱلتَّفْصِيلِ مَا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ.
١٤-٢٠ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٣–٢٤
«بولس يُتَّهم بأنه وباء ومثير للفتن»
(اعمال الرسل ٢٣:١٢) وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ، دَبَّرَ ٱلْيَهُودُ مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ.
(اعمال الرسل ٢٣:١٦) غَيْرَ أَنَّ ٱبْنَ أُخْتِ بُولُسَ سَمِعَ بِتَرَصُّدِهِمْ لَهُ، فَأَتَى وَدَخَلَ ٱلثُّكْنَةَ وَأَخْبَرَ بُولُسَ.
«تَشَجَّعْ جِدًّا!»
٥ جَاءَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، دَبَّرَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ رَجُلًا يَهُودِيًّا «مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ». وَهٰذِهِ «ٱلْمُؤَامَرَةُ ٱلْمُتَحَالَفُ عَلَيْهَا» دَلِيلٌ صَارِخٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودَ ٱسْتَمَاتُوا إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ. فَفِي ٱعْتِقَادِهِمْ، سَتَحِلُّ بِهِمِ ٱللَّعْنَةُ فِي حَالِ لَمْ يَبْلُغُوا مَأْرَبَهُمْ. (اع ٢٣:١٢-١٥) وَقَضَتْ خُطَّتُهُمُ ٱلَّتِي مَنَحَهَا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ ٱلضَّوْءَ ٱلْأَخْضَرَ أَنْ يُعَادَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ لِٱسْتِجْوَابِهِ مُجَدَّدًا، كَأَنَّ ٱلْقُضَاةَ رَاغِبُونَ فِي ٱلتَّحَقُّقِ مِنْ أَمْرِهِ بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ. فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ، يَتَرَصَّدُ ٱلْمُتَآمِرُونَ لِلرَّسُولِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْهِ وَيَقْتُلُوهُ.
٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُؤَامَرَةَ بَلَغَتْ مَسَامِعَ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي فَاتَحَ خَالَهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلرَّسُولِ إِلَّا أَنْ طَلَبَ مِنْهُ إِبْلَاغَ قَائِدِ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيِّ كُلُودِيُوسَ لِيسِيَاسَ بِٱلْمَوْضُوعِ. (اع ٢٣:١٦-٢٢) وَعَلَى غِرَارِ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي نَجْهَلُ ٱسْمَهُ، يُبَدِّي شُبَّانٌ وَشَابَّاتٌ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشَجَاعَةٍ مَصْلَحَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِتَرْوِيجِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَمَا رَأْيُكَ، أَلَا يُعِزُّ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ ٱلْأُمَنَاءَ؟
(اعمال الرسل ٢٤:٢) فَلَمَّا دُعِيَ تَرْتُلُّسُ، ٱبْتَدَأَ بِٱلِٱتِّهَامِ قَائِلًا: «بِمَا أَنَّنَا نَنْعَمُ بِوَاسِطَتِكَ بِسَلَامٍ عَظِيمٍ، وَتَجْرِي إِصْلَاحَاتٌ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ بِتَدْبِيرِكَ،
(اعمال الرسل ٢٤:٥، ٦) فَإِنَّنَا وَجَدْنَا هٰذَا ٱلرَّجُلَ وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ، ٦ وَقَدْ حَاوَلَ أَيْضًا أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ فَقَبَضْنَا عَلَيْهِ.
«تَشَجَّعْ جِدًّا!»
١٠ فِي قَيْصَرِيَّةَ، أُبْقِيَ بُولُسُ «تَحْتَ حِرَاسَةٍ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ» بِٱنْتِظَارِ وُصُولِ مُتَّهِمِيهِ مِنْ أُورُشَلِيمَ. (اع ٢٣:٣٥) وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَصَلَ وَفْدٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ حَنَانِيَّا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَخَطِيبٍ يُدْعَى تَرْتُلُّسَ وَعَدَدٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. بِدَايَةً، مَدَحَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ مُنَوِّهًا بِصَنَائِعِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْيَهُودِ. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هَدَفَهُ كَانَ تَمَلُّقَ ٱلْحَاكِمِ وَٱسْتِرْضَاءَهُ. ثُمَّ تَطَرَّقَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ عَلَى طَاوِلَةِ ٱلْبَحْثِ. فَأَشَارَ إِلَى بُولُسَ بِصِفَتِهِ «وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ». وَٱتَّهَمَهُ أَيْضًا أَنَّهُ حَاوَلَ «أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ». «عِنْدَئِذٍ ٱشْتَرَكَ ٱلْيَهُودُ [ٱلْآخَرُونَ] أَيْضًا فِي ٱلتَّهَجُّمِ عَلَيْهِ، مُؤَكِّدِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ هِيَ هٰكَذَا». (اع ٢٤:٥، ٦، ٩) كَخُلَاصَةٍ إِذًا، ٱتُّهِمَ بُولُسُ بِإِثَارَةِ ٱلْفِتَنِ، تَزَعُّمِ بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ، وَٱنْتِهَاكِ حُرْمَةِ ٱلْهَيْكَلِ. وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُهَمٌ ثَقِيلَةٌ قَدْ تُوصِلُ إِلَى ٱلْإِعْدَامِ. فَكَيْفَ دَافَعَ ٱلرَّسُولُ عَنْ نَفْسِهِ؟
(اعمال الرسل ٢٤:١٠-٢١) فَأَجَابَ بُولُسُ حِينَ أَوْمَأَ إِلَيْهِ ٱلْحَاكِمُ بِرَأْسِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ: «إِنِّي أَعْرِفُ أَنَّكَ قَاضٍ لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ، لِذٰلِكَ أُدَافِعُ عَمَّا فِي أُمُورِي عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، ١١ وَأَنْتَ فِي مَقْدُورِكَ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مُنْذُ صَعِدْتُ لِلْعِبَادَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. ١٢ فَلَمْ يَجِدُونِي فِي ٱلْهَيْكَلِ أُحَاجُّ أَحَدًا وَلَا أَحْشُدُ جَمْعًا مِنَ ٱلرَّعَاعِ، لَا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَلَا فِي ٱلْمَدِينَةِ. ١٣ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُبَرْهِنُوا لَكَ مَا يَتَّهِمُونَنِي بِهِ ٱلْآنَ. ١٤ عَلَى أَنِّي أَعْتَرِفُ لَكَ بِهٰذَا، أَنِّي بِحَسَبِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ ‹بِدْعَةً›، هٰكَذَا أُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِإِلٰهِ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا جَاءَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ وَكُتِبَ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ. ١٥ وَلِي رَجَاءٌ بِٱللّٰهِ، ٱلرَّجَاءُ ٱلَّذِي لَدَيْهِمْ هُمْ أَيْضًا، أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ. ١٦ لِهٰذَا أَنَا أُدَرِّبُ نَفْسِي بِٱسْتِمْرَارٍ لِيَكُونَ لِي شُعُورٌ غَيْرُ مُلَطَّخٍ بِٱلْإِسَاءَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ. ١٧ فَبَعْدَ سِنِينَ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ، وَصَلْتُ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلَى أُمَّتِي مَعَ قَرَابِينَ. ١٨ وَبَيْنَمَا كُنْتُ أَقُومُ بِهٰذَا، وَجَدُونِي مُتَطَهِّرًا بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ فِي ٱلْهَيْكَلِ، لَا مَعَ جَمْعٍ وَلَا فِي جَلَبَةٍ. إِنَّمَا كَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا، ١٩ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَحْضُرُوا أَمَامَكَ وَيَتَّهِمُونِي إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ. ٢٠ أَوْ فَلْيَقُلِ ٱلْحَاضِرُونَ هُنَا أَنْفُسُهُمْ أَيَّ سُوءٍ وَجَدُوا فِيَّ حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، ٢١ إِلَّا مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْقَوْلِ ٱلَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُمْ: ‹عَلَى قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ ٱلْيَوْمَ أَمَامَكُمْ!›».
«تَشَجَّعْ جِدًّا!»
١٣ تَرَكَ بُولُسُ نَمُوذَجًا نَتَّبِعُهُ فِي حَالِ ٱسْتُدْعِينَا يَوْمًا لِلْمُثُولِ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ بِسَبَبِ عِبَادَتِنَا، وَٱتُّهِمْنَا زُورًا بِإِثَارَةِ ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ أَوِ ٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى «بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ». فَٱلرَّسُولُ لَمْ يَتَمَلَّقِ ٱلْحَاكِمَ مُمْطِرًا إِيَّاهُ بِعِبَارَاتِ إِطْرَاءٍ وَمَدِيحٍ مِثْلَمَا فَعَلَ تَرْتُلُّسُ. بَلْ حَافَظَ عَلَى رَصَانَتِهِ وَكَلَّمَهُ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ، مُقَدِّمًا شَهَادَةً لَبِقَةً، صَادِقَةً، وَصَرِيحَةً. وَأَشَارَ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا» ٱلَّذِينَ ٱتَّهَمُوهُ بِتَدْنِيسِ ٱلْهَيْكَلِ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَلْسَةِ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْقَانُونَ يَحْفَظُ لَهُ ٱلْحَقَّ فِي مُوَاجَهَتِهِمْ وَسَمَاعِ ٱتِّهَامَاتِهِمْ. — اع ٢٤:١٨، ١٩.
١٤ وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا يَسْتَرْعِي ٱلِٱنْتِبَاهَ فِي كَلَامِ بُولُسَ أَنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ. فَقَدْ أَكَّدَ بِشَجَاعَةٍ إِيمَانَهُ بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّذِي كَانَ أَسَاسًا سَبَبَ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ. (اع ٢٣:٦-١٠) فَلِمَ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ عَلَى رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ فِي مُرَافَعَتِهِ؟ اَلسَّبَبُ يَكْمُنُ فِي رَغْبَتِهِ أَنْ يُؤَدِّيَ شَهَادَةً عَنْ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَاقِعَةٍ رَفَضَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ رَفْضًا قَاطِعًا. (اع ٢٦:٦-٨، ٢٢، ٢٣) بِٱخْتِصَارٍ إِذًا، دَارَ ٱلْجِدَالُ حَوْلَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ عُمُومًا وَٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ خُصُوصًا.
البحث عن جواهر روحية
(اعمال الرسل ٢٣:٦) وَإِذْ لَاحَظَ بُولُسُ أَنَّ قِسْمًا مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَٱلْآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ، صَرَخَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ. وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».
عجدر اع ٢٣:٦، «الملاحظات»
انا فريسي: كان عدد من الموجودين يعرفون بولس. (اع ٢٢:٥) لذا حين قال انه ابن فريسيين، لا بد ان اعضاء السنهدريم الفريسيين فهموا انه يشير الى خلفيته المشتركة معهم. فقد ادركوا انه لم يكن يعطي معلومات خاطئة عن نفسه، اذ كانوا يعرفون انه اصبح مسيحيا غيورا. ولكن في هذا السياق، ربما قصد بولس انه فريسي من ناحية معينة. فهو ربط نفسه بهم، لا بالصدوقيين، لأنه آمن بالقيامة مثلهم. وهكذا وضع قاسما مشتركا بينه وبين الفريسيين الحاضرين. وبإثارة هذا الموضوع الشائك، اراد بولس كما يبدو ان يكسب بعض اعضاء السنهدريم الى جانبه، وخطته هذه نجحت بالفعل. (اع ٢٣:٧-٩) وعبارة بولس هنا في الاعمال ٢٣:٦ تنسجم مع ما قاله لاحقا حين دافع عن نفسه امام الملك اغريباس. (اع ٢٦:٥) كما اشار مجددا الى ماضيه كفريسي حين كتب رسالة من روما الى المسيحيين في فيلبي. (في ٣:٥) ومن اللافت ان الاعمال ١٥:٥ تصف بالطريقة نفسها مسيحيين كانوا سابقا فريسيين.
(اعمال الرسل ٢٤:٢٤) وَبَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِلَّا زَوْجَتِهِ، ٱلَّتِي كَانَتْ يَهُودِيَّةً، فَٱسْتَدْعَى بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.
(اعمال الرسل ٢٤:٢٧) وَلٰكِنْ، لَمَّا ٱنْقَضَتْ سَنَتَانِ، خَلَفَ بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ فِيلِكْسَ. وَإِذْ رَغِبَ فِيلِكْسُ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ، تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا.
عجدر اع ٢٤:٢٤، «الملاحظات»
دُروسِلا: البنت الصغرى بين البنات الثلاث لهيرودس المذكور في الاعمال ١٢:١، اي هيرودس اغريباس الاول. وُلدت نحو عام ٣٨ بم، وهي اخت اغريباس الثاني وبرنيكي ومريامنة الثالثة. وقد تزوجت اولا من عزيز ملك ايميزا (حمص) السوري، لكنها طلَّقته وتزوجت من الحاكم فيلكس نحو عام ٥٤ بم، اي وهي بعمر ١٦ سنة تقريبا. وربما كانت حاضرة حين تكلم بولس امام فيلكس «عن البر وضبط النفس والدينونة الآتية». (اع ٢٤:٢٥) وعندما سلَّم فيلكس الحكم لفستوس، ترك بولس مقيدا لكي «يلقى حظوة عند اليهود». (اع ٢٤:٢٧) ويظن البعض انه فعل ذلك ارضاء لزوجته الشابة التي كانت يهودية.
قراءة الكتاب المقدس
(اعمال الرسل ٢٣:١-١٥) فَحَدَّقَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ نَقِيٍّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ». ٢ فَأَمَرَ حَنَانِيَّا، رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ، ٱلْوَاقِفِينَ بِجَانِبِهِ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ. ٣ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: «سَيَضْرِبُكَ ٱللّٰهُ، أَيُّهَا ٱلْحَائِطُ ٱلْمُكَلَّسُ! أَتَجْلِسُ لِتُحَاكِمَنِي بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ، وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَأْمُرُ بِضَرْبِي، مُتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟». ٤ فَقَالَ ٱلْوَاقِفُونَ: «أَتَشْتُمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ ٱللّٰهِ؟». ٥ فَقَالَ بُولُسُ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ. لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹رَئِيسُ شَعْبِكَ لَا تَقُلْ فِيهِ سُوءًا›». ٦ وَإِذْ لَاحَظَ بُولُسُ أَنَّ قِسْمًا مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَٱلْآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ، صَرَخَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ. وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ». ٧ وَبِسَبَبِ قَوْلِهِ هٰذَا، حَدَثَ شِقَاقٌ بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ، وَٱنْقَسَمَ ٱلْجُمْهُورُ. ٨ لِأَنَّ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلَا مَلَاكٌ وَلَا رُوحٌ، أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذٰلِكَ جَهْرًا. ٩ فَحَدَثَ صِيَاحٌ عَالٍ، وَقَامَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ مِنْ فَرِيقِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَشَرَعُوا يُخَاصِمُونَ بِحِدَّةٍ، قَائِلِينَ: «لَا نَجِدُ خَطَأً فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ. أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ كَلَّمَهُ رُوحٌ أَوْ مَلَاكٌ . . .». ١٠ وَلَمَّا عَظُمَ ٱلشِّقَاقُ، خَافَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ أَنْ يُمَزِّقُوا بُولُسَ إِرْبًا إِرْبًا، فَأَمَرَ قُوَّةَ ٱلْجُنْدِ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْطَفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى ٱلثُّكْنَةِ. ١١ وَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ: «تَشَجَّعْ جِدًّا! لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا». ١٢ وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ، دَبَّرَ ٱلْيَهُودُ مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ. ١٣ وَكَانَ ٱلَّذِينَ دَبَّرُوا هٰذِهِ ٱلْمُؤَامَرَةَ ٱلْمُتَحَالَفَ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ. ١٤ فَتَقَدَّمُوا إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ وَقَالُوا: «لَقَدْ تَعَاهَدْنَا أَنَّنَا نَكُونُ مَلْعُونِينَ إِذَا تَنَاوَلْنَا لُقْمَةَ طَعَامٍ قَبْلَ أَنْ نَقْتُلَ بُولُسَ. ١٥ فَٱلْآنَ أَطْلِعُوا قَائِدَ ٱلْجُنْدِ، أَنْتُمْ مَعَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، عَلَى ٱلسَّبَبِ ٱلَّذِي لِأَجْلِهِ يَنْبَغِي أَنْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ، كَأَنَّكُمْ تَنْوُونَ أَنْ تَنْظُرُوا بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ فِي أَمْرِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ، نَكُونُ مُسْتَعِدِّينَ لِنَقْضِيَ عَلَيْهِ».
٢١-٢٧ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٥–٢٦
«بولس يرفع دعواه الى قيصر، ثم يشهد للملك هيرودس اغريباس»
(اعمال الرسل ٢٥:١١) فَإِذَا كُنْتُ حَقًّا فَاعِلَ سُوءٍ وَٱرْتَكَبْتُ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، فَلَسْتُ أَسْتَعْفِي مِنَ ٱلْمَوْتِ؛ أَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا يَتَّهِمُنِي بِهِ هٰؤُلَاءِ، فَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَلِّمَنِي إِلَيْهِمْ لِإِرْضَائِهِمْ. إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!».
«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!»
٦ إِنَّ رَغْبَةَ فِسْتُوسَ فِي ٱسْتِرْضَاءِ ٱلْيَهُودِ أَوْقَعَتْ بُولُسَ فِي دَائِرَةِ ٱلْخَطَرِ. لِذَا ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ أَحَدَ حُقُوقِهِ كَمُوَاطِنٍ رُومَانِيٍّ حِينَمَا قَالَ لِلْحَاكِمِ: «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ، حَيْثُ يَجِبُ أَنْ أُحَاكَمَ. إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلَى ٱلْيَهُودِ بِشَيْءٍ، كَمَا تَرَى أَنْتَ جَيِّدًا . . . إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!». اُعْتُبِرَ عَادَةً ٱسْتِئْنَافٌ كَهٰذَا نِهَائِيًّا لَا رُجُوعَ فِيهِ. وَكَلِمَاتُ ٱلْحَاكِمِ تُؤَكِّدُ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ، إِذْ أَجَابَ: «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ، فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ». (اع ٢٥:١٠-١٢) وَحِينَ ٱسْتَأْنَفَ ٱلرَّسُولُ دَعْوَاهُ إِلَى سُلْطَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَعْلَى، وَضَعَ سَابِقَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ. لِذَا يَسْتَغِلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْقَانُونِيَّةَ ٱلْمُتَوَفِّرَةَ لِلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ عِنْدَمَا يَخْتَلِقُ ٱلْمُقَاوِمُونَ «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ». — مز ٩٤:٢٠.
(اعمال الرسل ٢٦:١-٣) فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَسْمُوحٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لِأَجْلِ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ مَدَّ بُولُسُ يَدَهُ وَٱبْتَدَأَ دِفَاعَهُ قَائِلًا: ٢ «أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيدًا، أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ، أَنْ أُدَافِعَ عَنْ نَفْسِي ٱلْيَوْمَ أَمَامَكَ فِي كُلِّ مَا يَتَّهِمُنِي بِهِ ٱلْيَهُودُ، ٣ لَا سِيَّمَا وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِكُلِّ ٱلْعَوَائِدِ وَٱلْمُجَادَلَاتِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْيَهُودِ. فَلِهٰذَا أَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَسْمَعَنِي بِصَبْرٍ.
«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!»
١٠ بِدَايَةً، شَكَرَ بُولُسُ أَغْرِيبَاسَ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ لِأَنَّهُ أَفْسَحَ لَهُ ٱلْمَجَالَ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ، مُنَوِّهًا بِأَنَّ ٱلْمَلِكَ خَبِيرٌ بِكُلِّ ٱلْعَوَائِدِ وَٱلْمُجَادَلَاتِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْيَهُودِ. ثُمَّ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ مَاضِيَهُ بِٱلْقَوْلِ: «عِشْتُ فَرِّيسِيًّا بِحَسَبِ أَكْثَرِ بِدَعِ دِيَانَتِنَا تَشَدُّدًا». (اع ٢٦:٥) وَكَفَرِّيسِيٍّ، رَجَا بُولُسُ مَجِيءَ ٱلْمَسِيَّا. أَمَّا ٱلْآنَ وَقَدِ ٱعْتَنَقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فَقَدْ نَادَى بِجُرْأَةٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ. وَعَلَيْهِ فَإِنَّ ٱلتُّهْمَةَ ٱلَّتِي يُحَاكَمُ مِنْ أَجْلِهَا تَتَلَخَّصُ فِعْلِيًّا فِي مُعْتَقَدٍ يُؤْمِنُ بِهِ ٱلْمُتَّهَمُ وَٱلْمُتَّهِمُونَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ: اَلرَّجَاءِ فِي إِتْمَامِ وَعْدِ ٱللّٰهِ لآِبَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. وَهٰكَذَا لَا بُدَّ أَنَّ ٱهْتِمَامَ أَغْرِيبَاسَ تَضَاعَفَ بَعْدَمَا ٱطَّلَعَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُثِيرَةِ.
١١ بَعْدَئِذٍ ٱسْتَذْكَرَ ٱلرَّسُولُ مُعَامَلَتَهُ ٱلْجَائِرَةَ لِلْمَسِيحِيِّينَ، قَائِلًا: «لَقَدْ كُنْتُ أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أَعْمَالًا كَثِيرَةً لِمُقَاوَمَةِ ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ . . . وَبِمَا أَنَّنِي كُنْتُ فِي غَايَةِ ٱلْحَنَقِ عَلَيْهِمِ، ٱضْطَهَدْتُهُمْ حَتَّى فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى». (اع ٢٦:٩-١١) مَا كَانَ بُولُسُ يُبَالِغُ أَلْبَتَّةَ فِي مَا قَالَ. وَكَثِيرُونَ مِنْ مُعَاصِرِيهِ يَشْهَدُونَ عَلَى مَاضِيهِ ٱلْعَنِيفِ هٰذَا. (غل ١:١٣، ٢٣) لِذَا يُحْتَمَلُ أَنَّ أَغْرِيبَاسَ رَاحَ يَتَسَاءَلُ: ‹تُرَى، مَاذَا قَلَبَ حَيَاةَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟›.
١٢ تَابَعَ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ كَاشِفًا ٱلْجَوَابَ: «لَمَّا كُنْتُ مُسَافِرًا إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَةٍ وَتَفْوِيضٍ مِنْ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ، رَأَيْتُ فِي نِصْفِ ٱلنَّهَارِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، نُورًا يَفُوقُ لَمَعَانَ ٱلشَّمْسِ يَبْرُقُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَوْلِي وَحَوْلَ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعِي. فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ: ‹شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي رَفْسِ ٱلْمَنَاخِسِ›. فَقُلْتُ: ‹مَنْ أَنْتَ يَا رَبُّ؟›. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: ‹أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ›». — اع ٢٦:١٢-١٥.
١٣ قَبْلَ هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْخَارِقِ، كَانَ بُولُسُ كَمَنْ ‹يَرْفِسُ ٱلْمَنَاخِسَ›. فَمِثْلَمَا تُؤْذِي ٱلدَّوَابُّ نَفْسَهَا حِينَ تَرْفِسُ ٱلْمِنْخَسَ ٱلْحَادَّ، كَذٰلِكَ كَانَ بُولُسُ ٱلرَّجُلُ ٱلصَّادِقُ وَلٰكِنِ ٱلْمُضَلَّلُ يُلْحِقُ بِنَفْسِهِ أَذًى رُوحِيًّا بِمُقَاوَمَتِهِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلْمُقَامَ ظَهَرَ لَهُ عَلَى طَرِيقِ دِمَشْقَ وَدَفَعَهُ إِلَى تَغْيِيرِ نَمَطِ تَفْكِيرِهِ. — يو ١٦:١، ٢.
١٤ وَبُولُسُ مِنْ جَانِبِهِ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلرُّؤْيَا وَغَيَّرَ حَيَاتَهُ تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا. أَخْبَرَ أَغْرِيبَاسَ: «لَمْ أَكُنْ عَاصِيًا لِلرُّؤْيَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، بَلْ بَلَّغْتُ ٱلَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَوَّلًا وَٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ بِلَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وَٱلْأُمَمَ، أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى ٱللّٰهِ بِٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ». (اع ٢٦:١٩، ٢٠) فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ، ٱنْهَمَكَ ٱلرَّسُولُ فِي إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَسُوعُ فِي تِلْكَ ٱلرُّؤْيَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، تَجَاوَبَ كَثِيرُونَ مَعَ كِرَازَتِهِ فَتَابُوا عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْفَاسِدِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا أَصْبَحُوا مُوَاطِنِينَ صَالِحِينَ يَحْتَرِمُونَ ٱلنِّظَامَ وَٱلْقَانُونَ وَيُحَافِظُونَ عَلَيْهِمَا.
١٥ إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ لَمْ تَعْنِ شَيْئًا لِمُقَاوِمِي بُولُسَ ٱلْيَهُودِ. قَالَ ٱلرَّسُولُ: «بِسَبَبِ ذٰلِكَ قَبَضَ ٱلْيَهُودُ عَلَيَّ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَحَاوَلُوا قَتْلِي. وَلٰكِنْ، لِأَنَّنِي نِلْتُ عَوْنًا مِنَ ٱللّٰهِ، لَا أَزَالُ حَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ أَشْهَدُ لِلصَّغِيرِ وَٱلْكَبِيرِ». — اع ٢٦:٢١، ٢٢.
١٦ مِنْ وَاجِبِنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ نَكُونَ «مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ» عَنْ إِيمَانِنَا. (١ بط ٣:١٥) وَحِينَ نَشْرَحُ مُعْتَقَدَاتِنَا لِلْقُضَاةِ وَٱلْحُكَّامِ، يَحْسُنُ بِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِأُسْلُوبِ بُولُسَ فِي مُرَافَعَتِهِ أَمَامَ أَغْرِيبَاسَ وَفِسْتُوسَ. فَإِذَا أَخْبَرْنَاهُمْ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ كَيْفَ تُحَسِّنُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيَاتَنَا وَحَيَاةَ ٱلْمُتَجَاوِبِينَ مَعَ كِرَازَتِنَا، فَقَدْ نَتْرُكُ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِيهِمْ.
(اعمال الرسل ٢٦:٢٨) فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «إِنَّكَ بِوَقْتٍ قَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا».
«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!»
١٨ فَهَلْ لَزِمَ بُولُسُ ٱلصَّمْتَ؟ كَلَّا. بَلْ رَدَّ عَلَى ٱلْحَاكِمِ بِٱلْقَوْلِ: «مَا جُنِنْتُ يَا صَاحِبَ ٱلسُّمُوِّ فِسْتُوسُ، إِنَّمَا أَنَا أَنْطِقُ بِكَلَامِ ٱلْحَقِّ وَٱلرَّزَانَةِ. إِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي أُكَلِّمُهُ بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ عَارِفٌ جَيِّدًا بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ . . . أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِٱلْأَنْبِيَاءِ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ». عِنْدَئِذٍ أَجَابَ أَغْرِيبَاسُ: «إِنَّكَ بِوَقْتٍ قَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا». (اع ٢٦:٢٥-٢٨) وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ هَلْ كَانَ ٱلْمَلِكُ صَادِقًا فِي كَلَامِهِ أَمْ لَا، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَهَادَةَ ٱلرَّسُولِ مَسَّتْهُ فِي أَعْمَاقِهِ.
البحث عن جواهر روحية
(اعمال الرسل ٢٦:١٤) فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ: ‹شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي رَفْسِ ٱلْمَنَاخِسِ›.
عجدر اع ٢٦:١٤، «الملاحظات»
رفس المناخس: المِنخاس هو عصا حادة الرأس تُستعمل لوخز الحيوان. (قض ٣:٣١) وعبارة «رفس المناخس» مثل شائع في الادب اليوناني. وهي مستوحاة من صورة ثور عنيد يرفس المِنخاس مقاوما وخزاته، ما يؤدي الى اصابته بجروح. وهذه كانت حال شاول قبل ان يصبح مسيحيا. فبمقاومته لأتباع يسوع الذين ينعمون برضى يهوه اللّٰه، عرَّض نفسه لأذى كبير. (قارن الاعمال ٥:٣٨، ٣٩؛ ١ تيموثاوس ١:١٣، ١٤) وفي الجامعة ١٢:١١، تُشبَّه كلمات الحكيم ‹بالمناسيس›، اي المناخس، اذ تدفع السامع الى قبول المشورة.
عجدرج جدول المفردات
مِنخاس
عصا طويلة لها رأس معدني حاد يستعملها المزارعون لوخز الحيوان. ويُشبَّه المِنخاس بكلمات شخص حكيم تدفع السامع الى قبول المشورة. وعبارة «رفس المناخس» مستوحاة من سلوك ثور عنيد يرفس المِنخاس مقاوما وخزاته، ما يؤدي الى اصابته بجروح. — اع ٢٦:١٤؛ قض ٣:٣١.
(اعمال الرسل ٢٦:٢٧) أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِٱلْأَنْبِيَاءِ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».
ساعِد الآخرين على قبول رسالة الملكوت
١٤ عرف بولس ان اغريباس هو يهودي بالاسم فقط. وإذ استند الى معرفة اغريباس للدين اليهودي، قال انه في كرازته لم يعلِّم «شيئا سوى ما ذكر الانبياء وموسى» عن موت المسيَّا وقيامته. (اعمال ٢٦:٢٢، ٢٣) ثم طرح سؤالا مباشرا على اغريباس: «أتؤمن ايّها الملك اغريباس بالانبياء؟». وقد اوقع هذا السؤال اغريباس في حيرة. فإذا قال انه لا يؤمن بالانبياء، لا يعود يُعتبَر يهوديا مؤمنا. وإذا قال العكس، يكون ذلك بمثابة موافقة علنية على ما يقوله بولس، فيُتَّهم بأنه مسيحي. لذلك اجاب بولس بحكمة عن السؤال الذي طرحه هو قائلا: «انا اعلم انك تؤمن». فماذا كان جواب اغريباس؟ قال: «انك بوقت قليل تقنعني ان اصير مسيحيا». (اعمال ٢٦:٢٧، ٢٨) ورغم ان اغريباس لم يصر مسيحيا، فمن الواضح ان بولس مسّ قلبه الى حدّ ما برسالته. — عبرانيين ٤:١٢.
قراءة الكتاب المقدس
(اعمال الرسل ٢٥:١-١٢) وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِمُبَاشَرَةِ فِسْتُوسَ حُكْمَ ٱلْوِلَايَةِ، صَعِدَ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٢ فَأَخْبَرَهُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَأَعْيَانُ ٱلْيَهُودِ بِمَا عَلَى بُولُسَ. وَٱلْتَمَسُوا مِنْهُ، ٣ طَالِبِينَ ضِدَّ ٱلرَّجُلِ مِنَّةً، أَنْ يَسْتَدْعِيَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَقَدْ نَصَبُوا لَهُ كَمِينًا لِيَقْضُوا عَلَيْهِ فِي ٱلطَّرِيقِ. ٤ فَأَجَابَ فِسْتُوسُ بِأَنَّ بُولُسَ سَيَبْقَى مُحْتَجَزًا فِي قَيْصَرِيَّةَ، وَأَنَّهُ هُوَ مُوشِكٌ أَنْ يَمْضِيَ إِلَى هُنَاكَ عَنْ قَرِيبٍ. ٥ وَقَالَ: «لِيَنْزِلْ مَعِي ذَوُو ٱلنُّفُوذِ بَيْنَكُمْ، وَيَتَّهِمُوا هٰذَا ٱلرَّجُلَ إِنْ كَانَ قَدْ عَمِلَ سُوءًا». ٦ وَقَضَى بَيْنَهُمْ ثَمَانِيَةَ أَوْ عَشَرَةَ أَيَّامٍ عَلَى ٱلْأَكْثَرِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَفِي ٱلْغَدِ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِبُولُسَ. ٧ فَلَمَّا وَصَلَ وَقَفَ حَوْلَهُ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، مُوَجِّهِينَ إِلَيْهِ تُهَمًا كَثِيرَةً وَخَطِيرَةً لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُظْهِرُوا دَلِيلًا عَلَيْهَا. ٨ أَمَّا بُولُسُ فَقَالَ فِي دِفَاعِهِ: «إِنِّي مَا أَخْطَأْتُ لَا إِلَى شَرِيعَةِ ٱلْيَهُودِ وَلَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَلَا إِلَى قَيْصَرَ». ٩ وَأَمَّا فِسْتُوسُ فَإِذْ رَغِبَ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ، أَجَابَ وَقَالَ لِبُولُسَ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَتُحَاكَمَ هُنَاكَ أَمَامِي مِنْ جِهَةِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ؟». ١٠ فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ، حَيْثُ يَجِبُ أَنْ أُحَاكَمَ. إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلَى ٱلْيَهُودِ بِشَيْءٍ، كَمَا تَرَى أَنْتَ جَيِّدًا. ١١ فَإِذَا كُنْتُ حَقًّا فَاعِلَ سُوءٍ وَٱرْتَكَبْتُ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، فَلَسْتُ أَسْتَعْفِي مِنَ ٱلْمَوْتِ؛ أَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا يَتَّهِمُنِي بِهِ هٰؤُلَاءِ، فَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَلِّمَنِي إِلَيْهِمْ لِإِرْضَائِهِمْ. إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!». ١٢ حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ فِسْتُوسُ مَعَ مَجْلِسِ ٱلْمُشِيرِينَ، ثُمَّ أَجَابَ: «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ، فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».
٢٨ كانون الثاني (يناير)–٣ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٧–٢٨
«بولس يبحر الى روما»
(اعمال الرسل ٢٧:٢٣، ٢٤) لِأَنَّهُ وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكُ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَنَا لَهُ وَٱلَّذِي أُؤَدِّي لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً، ٢٤ قَائِلًا: ‹لَا تَخَفْ يَا بُولُسُ. فَلَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ، وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ وَهَبَكَ جَمِيعَ ٱلْمُبْحِرِينَ مَعَكَ›.
«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»
١٥ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ بُولُسَ كَلَّمَ كَثِيرِينَ عَلَى ٱلْمَرْكَبِ عَنْ «رَجَاءِ ٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱللّٰهُ». (اع ٢٦:٦؛ كو ١:٥) وَلٰكِنْ بَعْدَمَا أَحْدَقَ بِهِمْ خَطَرُ تَحَطُّمِ ٱلسَّفِينَةِ، أَصْبَحَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَمْنَحَهُمْ رَجَاءً آخَرَ مُتَمَثِّلًا بِنَجَاتِهِمِ ٱلْوَشِيكَةِ مِنْ هٰذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْمَأْسَاوِيِّ. ذَكَرَ: «وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكٌ . . . قَائِلًا: ‹لَا تَخَفْ يَا بُولُسُ. فَلَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ، وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ وَهَبَكَ جَمِيعَ ٱلْمُبْحِرِينَ مَعَكَ›. لِذٰلِكَ فَلْتَطِبْ أَنْفُسُكُمْ أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ؛ لِأَنِّي أُومِنُ بِٱللّٰهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ تَمَامًا كَمَا قِيلَ لِي. إِنَّمَا لَا بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى شَاطِئِ إِحْدَى ٱلْجُزُرِ». — اع ٢٧:٢٣-٢٦.
(اعمال الرسل ٢٨:١، ٢) وَلَمَّا تَمَكَّنَّا مِنَ ٱلنَّجَاةِ، عَلِمْنَا أَنَّ ٱلْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَالِطَةَ. ٢ فَأَظْهَرَ لَنَا ٱلْأَعَاجِمُ لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ، لِأَنَّهُمْ أَضْرَمُوا نَارًا وَٱسْتَقْبَلُونَا جَمِيعًا مَادِّينَ لَنَا يَدَ ٱلْعَوْنِ بِسَبَبِ ٱنْهِمَارِ ٱلْمَطَرِ وَٱلْبَرْدِ.
«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»
١٨ تَبَيَّنَ أَنَّ ٱلسَّفِينَةَ تَحَطَّمَتْ بِهِمْ عَلَى جَزِيرَةِ مَالِطَةَ ٱلْوَاقِعَةِ جَنُوبَ صِقِلِّيَة. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «أَيْنَ تَحَطَّمَتِ ٱلسَّفِينَةُ بِبُولُسَ؟» فِي هٰذِهِ ٱلصَّفْحَةِ.) وَهُنَاكَ أَظْهَرَ لَهُمْ أَهْلُ ٱلْجَزِيرَةِ «لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ». (اع ٢٨:٢) فَقَدْ أَضْرَمُوا نَارًا لِهٰؤُلَاءِ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلَّذِينَ بَلَغُوا شَوَاطِئَهُمْ مَبْلُولِينَ يَرْتَعِشُونَ مِنَ ٱلْبَرْدِ وَٱلْمَطَرِ. وَإِذْ كَانُوا يَسْتَدْفِئُونَ، حَدَثَتْ عَجِيبَةٌ فَاجَأَتِ ٱلْجَمِيعَ.
«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»
٢١ وَفِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ، أَقَامَ رَجُلٌ ثَرِيٌّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ شَاسِعَةً يُدْعَى بُوبْلِيُوسَ. وَلَعَلَّهُ كَانَ أَعْلَى ضَابِطٍ رُومَانِيٍّ فِي ٱلْجَزِيرَةِ. يُقَدِّمُهُ لَنَا لُوقَا بِوَصْفِهِ «رَئِيسَ ٱلْجَزِيرَةِ»، مُسْتَخْدِمًا لَقَبًا يَظْهَرُ أَيْضًا فِي نَقْشَيْنِ عُثِرَ عَلَيْهِمَا فِي مَالِطَةَ. فَٱسْتَضَافَ ٱلرَّجُلُ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. وَلٰكِنْ صَدَفَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَرِيضًا. وَمَرَّةً جَدِيدَةً، يَتَوَخَّى لُوقَا ٱلدِّقَّةَ فِي وَصْفِ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ. فَقَدْ ذَكَرَ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ «كَانَ مُضْطَجِعًا يُعَانِي حُمَّى وَزُحَارًا». ثُمَّ يُخْبِرُنَا أَنَّ بُولُسَ صَلَّى وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ. فَتَرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي أَهْلِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلَّذِينَ جَلَبُوا مَرْضَاهُمْ وَحَمَلُوا عَطَايَا لِسَدِّ حَاجَاتِ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ. — اع ٢٨:٧-١٠.
(اعمال الرسل ٢٨:١٦، ١٧) وَأَخِيرًا عِنْدَمَا دَخَلْنَا رُومَا، سُمِحَ لِبُولُسَ بِأَنْ يَمْكُثَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ. ١٧ لٰكِنَّهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ. فَلَمَّا ٱجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ آبَائِنَا، سُلِّمْتُ سَجِينًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِيِّينَ.
‹شَهِدَ كَامِلًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›
١٠ عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْمُسَافِرُونَ أَخِيرًا إِلَى رُومَا، «سُمِحَ لِبُولُسَ بِأَنْ يَمْكُثَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ». (اع ٢٨:١٦) وَقَدْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنَّ ٱلسَّجِينَ ٱلَّذِي لَا يُوضَعُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ ٱلْمُشَدَّدَةِ يُقَيَّدُ بِسِلْسِلَةٍ تَرْبِطُهُ بِحَارِسِهِ. مَعَ ذٰلِكَ، مَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْقُيُودُ لِتَمْنَعَ بُولُسَ ٱلْمُبَشِّرَ ٱلْغَيُورَ عَنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ. لِذٰلِكَ بَعْدَمَا ٱسْتَرَاحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَقَطْ مِنْ عَنَاءِ ٱلرِّحْلَةِ، جَمَعَ أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي رُومَا لِيُعَرِّفَهُمْ بِنَفْسِهِ وَيَشْهَدَ لَهُمْ.
البحث عن جواهر روحية
(اعمال الرسل ٢٧:٩) وَلَمَّا مَضَى وَقْتٌ طَوِيلٌ وَصَارَ رُكُوبُ ٱلْبَحْرِ خَطِرًا لِأَنَّ صَوْمَ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ أَيْضًا كَانَ قَدْ مَرَّ، أَخَذَ بُولُسُ يَنْصَحُهُمْ،
عجدر اع ٢٧:٩، «الملاحظات»
صوم يوم الكفارة: او «صوم الخريف»؛ حرفيا «الصوم». ان التعبير اليوناني المنقول الى «صوم» يشير الى الصوم الوحيد الذي امرت به الشريعة الموسوية، وهو الصوم المرتبط بيوم الكفارة السنوي الذي يدعى ايضا «يوم كيبور» (بالعبرانية، يوم هاكّيپّوريم، «يوم التغطية [عن الخطايا]»). (لا ١٦:٢٩-٣١؛ ٢٣:٢٦-٣٢؛ عد ٢٩:٧) فعبارة ‹تذليل النفس›، التي ترد عند الحديث عن يوم الكفارة، تشير كما يُعتقد الى اشكال مختلفة من انكار الذات، بما فيها الصوم. (لا ١٦:٢٩) وورود كلمة «صوم» في الاعمال ٢٧:٩ يؤكد انه كان احد الاشكال الرئيسية لإنكار الذات في يوم الكفارة. وكان صوم يوم الكفارة يقع في اواخر ايلول (سبتمبر) او اوائل تشرين الاول (اكتوبر).
(اعمال الرسل ٢٨:١١) وَهٰكَذَا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي مَرْكَبٍ مِنَ ٱلْإِسْكَنْدَرِيَّةِ كَانَ قَدْ شَتَّى فِي ٱلْجَزِيرَةِ وَعَلَيْهِ صُورَةُ «ٱبْنَيْ زَفْسٍ» فِي مُقَدَّمِهِ.
عجدر اع ٢٨:١١، «الملاحظات»
ابني زفس: بحسب الاساطير اليونانية والرومانية، ‹ابنا زفس› (باليونانية، ديوسكُوروي) هما كاستور وبولوكس، الابنان التوأمان للاله زفس (جوبيتر) وملكة اسبارطة، ليدا. وقد نُسبت اليهما مقدرات عديدة، منها حماية البحارة من مخاطر البحر. وهذا التفصيل عن مقدَّم المركب هو تأكيد اضافي ان الرواية كتبها شاهد عيان.
قراءة الكتاب المقدس
(اعمال الرسل ٢٧:١-١٢) وَلَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلَى إِيطَالِيَا، سَلَّمُوا بُولُسَ وَسُجَنَاءَ آخَرِينَ إِلَى ضَابِطٍ ٱسْمُهُ يُولِيُوسُ مِنْ فِرْقَةِ أُوغُسْطُسَ. ٢ فَصَعِدْنَا إِلَى مَرْكَبٍ مِنْ أَدْرَمِتِيُنَ يُوشِكُ أَنْ يُبْحِرَ إِلَى أَمَاكِنَ عَلَى طُولِ سَاحِلِ إِقْلِيمِ آسِيَا، وَأَقْلَعْنَا وَمَعَنَا أَرِسْتَرْخُسُ، وَهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي. ٣ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي نَزَلْنَا إِلَى صَيْدُونَ، فَعَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ بِلُطْفٍ إِنْسَانِيٍّ وَسَمَحَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ وَيَنْعَمَ بِعِنَايَتِهِمْ. ٤ وَلَمَّا أَقْلَعْنَا مِنْ هُنَاكَ أَبْحَرْنَا مُحْتَمِينَ بِقُبْرُصَ، لِأَنَّ ٱلرِّيَاحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. ٥ ثُمَّ ٱجْتَزْنَا عُرْضَ ٱلْبَحْرِ عَلَى طُولِ كِيلِيكِيَةَ وَبَمْفِيلِيَةَ وَأَرْسَيْنَا فِي مِيرَةَ ٱلَّتِي فِي لِيكِيَةَ. ٦ وَهُنَاكَ وَجَدَ ٱلضَّابِطُ مَرْكَبًا مِنَ ٱلْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُبْحِرًا إِلَى إِيطَالِيَا، فَأَصْعَدَنَا إِلَيْهِ. ٧ ثُمَّ بَعْدَ أَنْ أَبْحَرْنَا بِبُطْءٍ عِدَّةَ أَيَّامٍ وَأَتَيْنَا بِصُعُوبَةٍ إِلَى كِنِيدُسَ، لِأَنَّ ٱلرِّيحَ لَمْ تُمَكِّنَّا مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ، أَبْحَرْنَا مُحْتَمِينَ بِكِرِيتَ قُبَالَةَ سَلْمُونِي، ٨ فَسِرْنَا بِمُحَاذَاتِهَا بِصُعُوبَةٍ وَأَتَيْنَا إِلَى مَكَانٍ يُدْعَى ٱلْمَوَانِيَ ٱلْحَسَنَةَ، ٱلَّتِي بِقُرْبِهَا مَدِينَةُ لَسَائِيَةَ. ٩ وَلَمَّا مَضَى وَقْتٌ طَوِيلٌ وَصَارَ رُكُوبُ ٱلْبَحْرِ خَطِرًا لِأَنَّ صَوْمَ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ أَيْضًا كَانَ قَدْ مَرَّ، أَخَذَ بُولُسُ يَنْصَحُهُمْ، ١٠ قَائِلًا: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَرَى أَنَّ رُكُوبَ ٱلْبَحْرِ سَيُلْحِقُ ضَرَرًا وَخَسَارَةً كَثِيرَةً، لَيْسَ بِٱلْحُمُولَةِ وَٱلْمَرْكَبِ فَقَطْ، بَلْ بِنُفُوسِنَا أَيْضًا». ١١ عَلَى أَنَّ ٱلضَّابِطَ ٱنْقَادَ لِلرُّبَّانِ وَصَاحِبِ ٱلسَّفِينَةِ، لَا لِأَقْوَالِ بُولُسَ. ١٢ وَإِذْ كَانَ ٱلْمِينَاءُ لَا يَصْلُحُ لِقَضَاءِ ٱلشِّتَاءِ، ٱرْتَأَتِ ٱلْأَكْثَرِيَّةُ أَنْ يُقْلِعُوا مِنْ هُنَاكَ، لَعَلَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى فِينِكْسَ لِيُشَتُّوا فِيهَا، وَهِيَ مِينَاءٌ فِي كِرِيتَ مَفْتُوحٌ تِجَاهَ ٱلشَّمَالِ ٱلشَّرْقِيِّ وَتِجَاهَ ٱلْجَنُوبِ ٱلشَّرْقِيِّ.