مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • م‌دخ١٩ كانون الثاني (‏يناير)‏ ص ١-‏١٣
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠١٩)‏
  • العناوين الفرعية
  • ٧-‏١٣ كانون الثاني (‏يناير)‏
  • ١٤-‏٢٠ كانون الثاني (‏يناير)‏
  • ٢١-‏٢٧ كانون الثاني (‏يناير)‏
  • ٢٨ كانون الثاني (‏يناير)‏–‏٣ شباط (‏فبراير)‏
مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠١٩)‏
م‌دخ١٩ كانون الثاني (‏يناير)‏ ص ١-‏١٣

مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

٧-‏١٣ كانون الثاني (‏يناير)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢١–‏٢٢

‏«لتكن مشيئة يهوه»‏

‏(‏اعمال الرسل ٢١:‏٨-‏١٢‏)‏ وَفِي ٱلْغَدِ ٱنْطَلَقْنَا وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ،‏ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُ.‏ ٩ وَكَانَ لِهٰذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يَتَنَبَّأْنَ.‏ ١٠ وَبَيْنَمَا نَحْنُ لَابِثُونَ أَيَّامًا لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ،‏ نَزَلَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوسُ،‏ ١١ فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ،‏ وَقَيَّدَ رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَقَالَ:‏ «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ:‏ ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›».‏ ١٢ فَلَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا،‏ تَوَسَّلْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏

ش‌ك ص ٢٠٢ ف ١٥-‏١٦

‏«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»‏

١٥ أَثْنَاءَ مُكُوثِ بُولُسَ عِنْدَ فِيلِبُّسَ،‏ وَصَلَ ضَيْفٌ مُحْتَرَمٌ آخَرُ،‏ هُوَ أَغَابُوسُ.‏ وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمُجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ فِيلِبُّسَ أَنَّ أَغَابُوسَ نَبِيٌّ.‏ فَهُوَ مَنْ تَنَبَّأَ بِحُدُوثِ مَجَاعَةٍ عَظِيمَةٍ خِلَالَ حُكْمِ كُلُودِيُوسَ.‏ (‏اع ١١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ لِذَا لَرُبَّمَا تَسَاءَلُوا:‏ ‹مَاذَا أَتَى بِهِ؟‏ أَيَّ رِسَالَةٍ يَحْمِلُ؟‏›.‏ وَفِيمَا رَاقَبُوا بِٱنْتِبَاهٍ مَا يَحْدُثُ،‏ أَخَذَ ٱلنَّبِيُّ مِنْطَقَةَ بُولُسَ،‏ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ شَرِيطٍ قُمَاشِيٍّ طَوِيلٍ يُلَفُّ حَوْلَ ٱلْوَسَطِ تُوضَعُ فِيهِ ٱلنُّقُودُ وَأَغْرَاضٌ أُخْرَى،‏ ثُمَّ قَيَّدَ بِهَا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَرَاحَ يَتَكَلَّمُ.‏ فَجَاءَ كَلَامُهُ فِي مُنْتَهَى ٱلْخُطُورَةِ!‏ ذَكَرَ:‏ «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ:‏ ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›».‏ —‏ اع ٢١:‏١١‏.‏

١٦ أَكَّدَتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ بُولُسَ سَيَذْهَبُ بِٱلْفِعْلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَأَشَارَتْ أَيْضًا أَنَّهُ سَيُسَلَّمُ «إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ» بِسَبَبِ كِرَازَتِهِ لِلْيَهُودِ هُنَاكَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ أَقْوَالَ ٱلنَّبِيِّ هَزَّتِ ٱلْحَاضِرِينَ جَمِيعًا.‏ يُخْبِرُ لُوقَا:‏ «لَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا،‏ تَوَسَّلْنَا إِلَى [بُولُسَ] نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ:‏ ‹مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟‏ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ›».‏ —‏ اع ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢١:‏١٣‏)‏ حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ:‏ «مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟‏ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ».‏

ش‌ك ص ٢٠٢-‏٢٠٣ ف ١٧

‏«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»‏

١٧ لِنَتَخَيَّلْ مَعًا مَا قَرَأْنَاهُ لِلتَّوِّ:‏ جَمِيعُ ٱلْحَاضِرِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ لُوقَا،‏ يَتَوَسَّلُونَ إِلَى بُولُسَ أَلَّا يُتَابِعَ رِحْلَتَهُ.‏ وَيَغْلِبُ ٱلْقَلَقُ عَلَى بَعْضِهِمْ حَتَّى يَأْخُذَهُ ٱلْبُكَاءُ.‏ فَيَتَأَثَّرُ بُولُسُ بِقَلَقِهِمِ ٱلْمَجْبُولِ بِٱلْمَحَبَّةِ وَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ لُطْفٍ،‏ قَائِلًا إِنَّهُمْ ‹يُضْعِفُونَ قَلْبَهُ›،‏ أَوْ ‹يَكْسِرُونَ قَلْبَهُ› كَمَا تَذْكُرُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَبْقَى تَصْمِيمُهُ رَاسِخًا كَمَا كَانَ حِينَ ٱلْتَقَى ٱلْإِخْوَةَ فِي صُورَ.‏ فَمَا كَانَ ٱلرَّسُولُ لِيَسْمَحَ لِلتَّوَسُّلَاتِ أَوِ ٱلدُّمُوعِ أَنْ تَثْنِيَهُ عَنْ عَزْمِهِ.‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ أَوْضَحَ لَهُمْ مَا يَدْعُوهُ إِلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا.‏ فَيَا لَلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّصْمِيمِ ٱللَّذَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا!‏ فَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ عَزَمَ بُولُسُ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ وَلَمْ يَكُنِ ٱلرَّسُولُ بِذٰلِكَ يَتَعَمَّدُ أَنْ يَقْضِيَ شَهِيدًا.‏ وَلٰكِنْ فِي حَالِ كَانَتِ ٱلشَّهَادَةُ هِيَ مَصِيرَهُ،‏ فَٱلْمَوْتُ كَوَاحِدٍ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ شَرَفٌ كَبِيرٌ فِي نَظَرِهِ.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢١:‏١٤‏)‏ وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ:‏ «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!‏».‏

ش‌ك ص ٢٠٣ ف ١٨

‏«لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ»‏

١٨ فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ؟‏ بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ،‏ نَزَلُوا عِنْدَ رَغْبَةِ ٱلرَّسُولِ.‏ نَقْرَأُ:‏ «وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ:‏ ‹لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!‏›».‏ (‏اع ٢١:‏١٤‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ مَنْ حَاوَلُوا إِقْنَاعَ بُولُسَ بِعَدَمِ ٱلذَّهَابِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ لَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ،‏ بَلْ أَصْغَوْا إِلَيْهِ وَأَذْعَنُوا لَهُ.‏ فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّهَا مَشِيئَةُ يَهْوَهَ.‏ لِذٰلِكَ قَبِلُوا بِهَا رَغْمَ صُعُوبَةِ ٱلْأَمْرِ عَلَيْهِمْ.‏ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ سَائِرٌ فِي دَرْبٍ سَيُؤَدِّي أَخِيرًا إِلَى مَوْتِهِ.‏ فَكَمْ يَسْهُلُ عَلَيْهِ ٱلْمُضِيُّ قُدُمًا حِينَ يُشَجِّعُهُ أَحِبَّاؤُهُ عِوَضَ أَنْ يُثَبِّطُوا عَزِيمَتَهُ!‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏اعمال الرسل ٢١:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فَٱفْعَلْ هٰذَا ٱلَّذِي نَقُولُهُ لَكَ:‏ عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ.‏ ٢٤ خُذْ هٰؤُلَاءِ وَتَطَهَّرْ مَعَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ وَٱهْتَمَّ بِنَفَقَاتِهِمْ لِكَيْ يَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ.‏ وَهٰكَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ عَنْكَ صَحِيحًا،‏ بَلْ أَنَّكَ تَسْلُكُ بِتَرْتِيبٍ،‏ وَأَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَحْفَظُ ٱلشَّرِيعَةَ.‏

ش‌ك ص ٢٠٩-‏٢١١ ف ١٠-‏١٢

‏«اِسْمَعُوا دِفَاعِي»‏

١٠ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تَفَهَّمَ بُولُسُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَاحُوا لِحِفْظِ بَعْضِ ٱلْعَوَائِدِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ كَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْعَمَلِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ أَوِ ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَطْعِمَةِ.‏ (‏رو ١٤:‏١-‏٦‏)‏ وَفِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ،‏ لَمْ يَضَعِ ٱلرَّسُولُ قَوَاعِدَ مُحَدَّدَةً.‏ حَتَّى إِنَّهُ طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي كَانَ أَبُوهُ يُونَانِيًّا أَنْ يَخْتَتِنَ،‏ لِكَيْلَا يَتَحَفَّظَ ٱلْيَهُودُ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُ.‏ (‏اع ١٦:‏٣‏)‏ فَٱلْخِتَانُ مَسْأَلَةٌ شَخْصِيَّةٌ يَعُودُ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ حُرِّيَّةُ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ بِشَأْنِهَا.‏ قَالَ بُولُسُ لِلْغَلَاطِيِّينَ:‏ «لَا قِيمَةَ لِلْخِتَانِ وَلَا لِلْغَلَفِ،‏ بَلْ لِلْإِيمَانِ ٱلْعَامِلِ بِٱلْمَحَبَّةِ».‏ (‏غل ٥:‏٦‏)‏ وَلٰكِنْ فِي حَالِ ٱعْتَبَرَ أَحَدٌ ٱلْخِتَانَ شَرْطًا لِنَيْلِ ٱلرِّضَى ٱلْإِلٰهِيِّ أَوْ أَقْدَمَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ ٱنْصِيَاعًا لِلشَّرِيعَةِ،‏ فَذٰلِكَ يَكُونُ دَلَالَةً عَلَى قِلَّةِ إِيمَانِهِ.‏

١١ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّائِعَاتِ كَانَتْ مُلَفَّقَةً بِٱلْكَامِلِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا أَزْعَجَتِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ.‏ لِذَا قَدَّمَ ٱلشُّيُوخُ لِبُولُسَ ٱلِٱقْتِرَاحَ ٱلتَّالِيَ:‏ «عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ.‏ خُذْ هٰؤُلَاءِ وَتَطَهَّرْ مَعَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ وَٱهْتَمَّ بِنَفَقَاتِهِمْ لِكَيْ يَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ.‏ وَهٰكَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ عَنْكَ صَحِيحًا،‏ بَلْ أَنَّكَ تَسْلُكُ بِتَرْتِيبٍ،‏ وَأَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَحْفَظُ ٱلشَّرِيعَةَ».‏ —‏ اع ٢١:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٢ كَانَ فِي وِسْعِ بُولُسَ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى ٱلنَّصِيحَةِ،‏ مُشِيرًا أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَمْ تَكْمُنْ فِي ٱلشَّائِعَاتِ،‏ بَلْ فِي غَيْرَةِ أُولٰئِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّحَلِّي بِٱلْمُرُونَةِ شَرْطَ أَلَّا يُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ.‏ كَتَبَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ:‏ «صِرْتُ .‏ .‏ .‏ لِلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ كَأَنِّي تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ مَعَ أَنَّنِي شَخْصِيًّا لَسْتُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لِأَرْبَحَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٠‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ تَعَاوَنَ ٱلرَّسُولُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ مَعَ شُيُوخِ أُورُشَلِيمَ ‹كَأَنَّهُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ›.‏ وَمِثَالُهُ ٱلْحَسَنُ يَدْفَعُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَلَا نُصِرَّ عَلَى آرَائِنَا.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٢:‏١٦‏)‏ وَٱلْآنَ لِمَاذَا تَتَأَخَّرُ؟‏ قُمِ ٱعْتَمِدْ وَٱغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِٱسْمِهِ›.‏

ع‌ج‌در اع ٢٢:‏١٦‏،‏ «الملاحظات»‏

اغسل خطاياك داعيا باسمه:‏ او «اغسل خطاياك وادعُ باسمه».‏ لا تُغسل خطايا الشخص بماء المعمودية،‏ بل بالدعاء باسم يسوع.‏ وهذا يشمل الايمان بيسوع والاعراب عن ذلك بالاعمال.‏ —‏ اع ١٠:‏٤٣؛‏ يع ٢:‏١٤،‏ ١٨‏.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏اعمال الرسل ٢١:‏١-‏١٩‏)‏ وَلَمَّا ٱنْسَلَخْنَا عَنْهُمْ وَأَقْلَعْنَا،‏ جَرَيْنَا فِي مَسَارٍ مُسْتَقِيمٍ وَجِئْنَا إِلَى كُوسَ،‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي إِلَى رُودُسَ،‏ وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بَاتَارَا.‏ ٢ وَإِذْ وَجَدْنَا مَرْكَبًا عَابِرًا إِلَى فِينِيقِيَةَ،‏ صَعِدْنَا إِلَيْهِ وَأَبْحَرْنَا.‏ ٣ وَبَعْدَ أَنْ لَاحَتْ لَنَا جَزِيرَةُ قُبْرُصَ،‏ تَرَكْنَاهَا عَلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْأَيْسَرِ وَأَبْحَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ،‏ وَنَزَلْنَا فِي صُورَ،‏ لِأَنَّ ٱلْمَرْكَبَ كَانَ سَيُفْرِغُ حُمُولَتَهُ هُنَاكَ.‏ ٤ وَبَعْدَ بَحْثٍ وَجَدْنَا ٱلتَّلَامِيذَ فَبَقِينَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ.‏ إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِٱلرُّوحِ أَلَّا تَطَأَ قَدَمُهُ أُورُشَلِيمَ.‏ ٥ فَلَمَّا أَتْمَمْنَا ٱلْأَيَّامَ خَرَجْنَا وَٱنْطَلَقْنَا فِي سَبِيلِنَا،‏ وَهُمْ شَيَّعُونَا بِأَجْمَعِهِمْ،‏ مَعَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ،‏ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَإِذْ جَثَوْنَا عَلَى ٱلشَّطِّ،‏ صَلَّيْنَا ٦ وَوَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا،‏ فَصَعِدْنَا نَحْنُ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ،‏ أَمَّا هُمْ فَعَادُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ.‏ ٧ عِنْدَئِذٍ أَتْمَمْنَا ٱلرِّحْلَةَ مِنْ صُورَ وَوَصَلْنَا إِلَى بَتُولِمَايِسَ،‏ فَسَلَّمْنَا عَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا.‏ ٨ وَفِي ٱلْغَدِ ٱنْطَلَقْنَا وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ،‏ ٱلَّذِي كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلسَّبْعَةِ،‏ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُ.‏ ٩ وَكَانَ لِهٰذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى يَتَنَبَّأْنَ.‏ ١٠ وَبَيْنَمَا نَحْنُ لَابِثُونَ أَيَّامًا لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ،‏ نَزَلَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ ٱسْمُهُ أَغَابُوسُ،‏ ١١ فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ،‏ وَقَيَّدَ رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَقَالَ:‏ «هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ:‏ ‹إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي لَهُ هٰذِهِ ٱلْمِنْطَقَةُ سَيُقَيِّدُهُ ٱلْيَهُودُ هٰكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ›».‏ ١٢ فَلَمَّا سَمِعْنَا هٰذَا،‏ تَوَسَّلْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَٱلَّذِينَ مِنْ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ أَلَّا يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ ١٣ حِينَئِذٍ أَجَابَ بُولُسُ:‏ «مَا بَالُكُمْ تَبْكُونَ وَتُضْعِفُونَ قَلْبِي؟‏ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُقَيَّدَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ».‏ ١٤ وَلَمَّا لَمْ يَقْتَنِعْ رَضَخْنَا قَائِلِينَ:‏ «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ!‏».‏ ١٥ وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ تَهَيَّأْنَا لِلسَّفَرِ وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ ١٦ وَذَهَبَ أَيْضًا مَعَنَا بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ،‏ لِكَيْ يَأْتُوا بِنَا إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي كُنَّا سَنَنْزِلُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِهِ،‏ وَهُوَ مَنَاسُونُ ٱلْقُبْرُصِيُّ،‏ أَحَدُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأَوَائِلِ.‏ ١٧ وَلَدَى وُصُولِنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ ٱسْتَقْبَلَنَا ٱلْإِخْوَةُ بِسُرُورٍ.‏ ١٨ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ،‏ وَكَانَ ٱلشُّيُوخُ كُلُّهُمْ حَاضِرِينَ.‏ ١٩ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَشَرَعَ يَرْوِي بِٱلتَّفْصِيلِ مَا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ.‏

١٤-‏٢٠ كانون الثاني (‏يناير)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٣–‏٢٤

‏«بولس يُتَّهم بأنه وباء ومثير للفتن»‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٣:‏١٢‏)‏ وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ،‏ دَبَّرَ ٱلْيَهُودُ مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٣:‏١٦‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱبْنَ أُخْتِ بُولُسَ سَمِعَ بِتَرَصُّدِهِمْ لَهُ،‏ فَأَتَى وَدَخَلَ ٱلثُّكْنَةَ وَأَخْبَرَ بُولُسَ.‏

ش‌ك ص ٢١٧ ف ٥-‏٦

‏«تَشَجَّعْ جِدًّا!‏»‏

٥ جَاءَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ فَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ دَبَّرَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ رَجُلًا يَهُودِيًّا «مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ».‏ وَهٰذِهِ «ٱلْمُؤَامَرَةُ ٱلْمُتَحَالَفُ عَلَيْهَا» دَلِيلٌ صَارِخٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودَ ٱسْتَمَاتُوا إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلرَّسُولِ.‏ فَفِي ٱعْتِقَادِهِمْ،‏ سَتَحِلُّ بِهِمِ ٱللَّعْنَةُ فِي حَالِ لَمْ يَبْلُغُوا مَأْرَبَهُمْ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَقَضَتْ خُطَّتُهُمُ ٱلَّتِي مَنَحَهَا كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ ٱلضَّوْءَ ٱلْأَخْضَرَ أَنْ يُعَادَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ لِٱسْتِجْوَابِهِ مُجَدَّدًا،‏ كَأَنَّ ٱلْقُضَاةَ رَاغِبُونَ فِي ٱلتَّحَقُّقِ مِنْ أَمْرِهِ بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ.‏ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ،‏ يَتَرَصَّدُ ٱلْمُتَآ‌مِرُونَ لِلرَّسُولِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ لِيَنْقَضُّوا عَلَيْهِ وَيَقْتُلُوهُ.‏

٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُؤَامَرَةَ بَلَغَتْ مَسَامِعَ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي فَاتَحَ خَالَهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَمَا كَانَ مِنَ ٱلرَّسُولِ إِلَّا أَنْ طَلَبَ مِنْهُ إِبْلَاغَ قَائِدِ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيِّ كُلُودِيُوسَ لِيسِيَاسَ بِٱلْمَوْضُوعِ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٦-‏٢٢‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱبْنِ أُخْتِ بُولُسَ ٱلَّذِي نَجْهَلُ ٱسْمَهُ،‏ يُبَدِّي شُبَّانٌ وَشَابَّاتٌ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشَجَاعَةٍ مَصْلَحَةَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى مَصْلَحَتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ وَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِتَرْوِيجِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَمَا رَأْيُكَ،‏ أَلَا يُعِزُّ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ ٱلْأُمَنَاءَ؟‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٤:‏٢‏)‏ فَلَمَّا دُعِيَ تَرْتُلُّسُ،‏ ٱبْتَدَأَ بِٱلِٱتِّهَامِ قَائِلًا:‏ «بِمَا أَنَّنَا نَنْعَمُ بِوَاسِطَتِكَ بِسَلَامٍ عَظِيمٍ،‏ وَتَجْرِي إِصْلَاحَاتٌ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ بِتَدْبِيرِكَ،‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ فَإِنَّنَا وَجَدْنَا هٰذَا ٱلرَّجُلَ وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ،‏ ٦ وَقَدْ حَاوَلَ أَيْضًا أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ فَقَبَضْنَا عَلَيْهِ.‏

ش‌ك ص ٢١٩-‏٢٢٠ ف ١٠

‏«تَشَجَّعْ جِدًّا!‏»‏

١٠ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ أُبْقِيَ بُولُسُ «تَحْتَ حِرَاسَةٍ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ» بِٱنْتِظَارِ وُصُولِ مُتَّهِمِيهِ مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ٢٣:‏٣٥‏)‏ وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ،‏ وَصَلَ وَفْدٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ حَنَانِيَّا رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَخَطِيبٍ يُدْعَى تَرْتُلُّسَ وَعَدَدٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ بِدَايَةً،‏ مَدَحَ تَرْتُلُّسُ فِيلِكْسَ مُنَوِّهًا بِصَنَائِعِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْيَهُودِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هَدَفَهُ كَانَ تَمَلُّقَ ٱلْحَاكِمِ وَٱسْتِرْضَاءَهُ.‏ ثُمَّ تَطَرَّقَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ عَلَى طَاوِلَةِ ٱلْبَحْثِ.‏ فَأَشَارَ إِلَى بُولُسَ بِصِفَتِهِ «وَبَاءً وَمُثِيرَ فِتَنٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ وَزَعِيمًا لِبِدْعَةِ ٱلنَّاصِرِيِّينَ».‏ وَٱتَّهَمَهُ أَيْضًا أَنَّهُ حَاوَلَ «أَنْ يَنْتَهِكَ حُرْمَةَ ٱلْهَيْكَلِ».‏ «عِنْدَئِذٍ ٱشْتَرَكَ ٱلْيَهُودُ [ٱلْآخَرُونَ] أَيْضًا فِي ٱلتَّهَجُّمِ عَلَيْهِ،‏ مُؤَكِّدِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ هِيَ هٰكَذَا».‏ (‏اع ٢٤:‏٥،‏ ٦،‏ ٩‏)‏ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ ٱتُّهِمَ بُولُسُ بِإِثَارَةِ ٱلْفِتَنِ،‏ تَزَعُّمِ بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ،‏ وَٱنْتِهَاكِ حُرْمَةِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُهَمٌ ثَقِيلَةٌ قَدْ تُوصِلُ إِلَى ٱلْإِعْدَامِ.‏ فَكَيْفَ دَافَعَ ٱلرَّسُولُ عَنْ نَفْسِهِ؟‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٤:‏١٠-‏٢١‏)‏ فَأَجَابَ بُولُسُ حِينَ أَوْمَأَ إِلَيْهِ ٱلْحَاكِمُ بِرَأْسِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ:‏ «إِنِّي أَعْرِفُ أَنَّكَ قَاضٍ لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ،‏ لِذٰلِكَ أُدَافِعُ عَمَّا فِي أُمُورِي عَنْ طِيبِ نَفْسٍ،‏ ١١ وَأَنْتَ فِي مَقْدُورِكَ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مُنْذُ صَعِدْتُ لِلْعِبَادَةِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ ١٢ فَلَمْ يَجِدُونِي فِي ٱلْهَيْكَلِ أُحَاجُّ أَحَدًا وَلَا أَحْشُدُ جَمْعًا مِنَ ٱلرَّعَاعِ،‏ لَا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَلَا فِي ٱلْمَدِينَةِ.‏ ١٣ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُبَرْهِنُوا لَكَ مَا يَتَّهِمُونَنِي بِهِ ٱلْآنَ.‏ ١٤ عَلَى أَنِّي أَعْتَرِفُ لَكَ بِهٰذَا،‏ أَنِّي بِحَسَبِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ ‹بِدْعَةً›،‏ هٰكَذَا أُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِإِلٰهِ آبَائِي،‏ مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا جَاءَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ وَكُتِبَ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ.‏ ١٥ وَلِي رَجَاءٌ بِٱللّٰهِ،‏ ٱلرَّجَاءُ ٱلَّذِي لَدَيْهِمْ هُمْ أَيْضًا،‏ أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ.‏ ١٦ لِهٰذَا أَنَا أُدَرِّبُ نَفْسِي بِٱسْتِمْرَارٍ لِيَكُونَ لِي شُعُورٌ غَيْرُ مُلَطَّخٍ بِٱلْإِسَاءَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ.‏ ١٧ فَبَعْدَ سِنِينَ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ،‏ وَصَلْتُ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلَى أُمَّتِي مَعَ قَرَابِينَ.‏ ١٨ وَبَيْنَمَا كُنْتُ أَقُومُ بِهٰذَا،‏ وَجَدُونِي مُتَطَهِّرًا بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ لَا مَعَ جَمْعٍ وَلَا فِي جَلَبَةٍ.‏ إِنَّمَا كَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا،‏ ١٩ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَحْضُرُوا أَمَامَكَ وَيَتَّهِمُونِي إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ.‏ ٢٠ أَوْ فَلْيَقُلِ ٱلْحَاضِرُونَ هُنَا أَنْفُسُهُمْ أَيَّ سُوءٍ وَجَدُوا فِيَّ حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ ٢١ إِلَّا مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْقَوْلِ ٱلَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُمْ:‏ ‹عَلَى قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ ٱلْيَوْمَ أَمَامَكُمْ!‏›».‏

ش‌ك ص ٢٢١ ف ١٣-‏١٤

‏«تَشَجَّعْ جِدًّا!‏»‏

١٣ تَرَكَ بُولُسُ نَمُوذَجًا نَتَّبِعُهُ فِي حَالِ ٱسْتُدْعِينَا يَوْمًا لِلْمُثُولِ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ بِسَبَبِ عِبَادَتِنَا،‏ وَٱتُّهِمْنَا زُورًا بِإِثَارَةِ ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ أَوِ ٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى «بِدْعَةٍ خَطِيرَةٍ».‏ فَٱلرَّسُولُ لَمْ يَتَمَلَّقِ ٱلْحَاكِمَ مُمْطِرًا إِيَّاهُ بِعِبَارَاتِ إِطْرَاءٍ وَمَدِيحٍ مِثْلَمَا فَعَلَ تَرْتُلُّسُ.‏ بَلْ حَافَظَ عَلَى رَصَانَتِهِ وَكَلَّمَهُ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ،‏ مُقَدِّمًا شَهَادَةً لَبِقَةً،‏ صَادِقَةً،‏ وَصَرِيحَةً.‏ وَأَشَارَ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا» ٱلَّذِينَ ٱتَّهَمُوهُ بِتَدْنِيسِ ٱلْهَيْكَلِ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَلْسَةِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْقَانُونَ يَحْفَظُ لَهُ ٱلْحَقَّ فِي مُوَاجَهَتِهِمْ وَسَمَاعِ ٱتِّهَامَاتِهِمْ.‏ —‏ اع ٢٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٤ وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا يَسْتَرْعِي ٱلِٱنْتِبَاهَ فِي كَلَامِ بُولُسَ أَنَّهُ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ.‏ فَقَدْ أَكَّدَ بِشَجَاعَةٍ إِيمَانَهُ بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّذِي كَانَ أَسَاسًا سَبَبَ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ.‏ (‏اع ٢٣:‏٦-‏١٠‏)‏ فَلِمَ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ عَلَى رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ فِي مُرَافَعَتِهِ؟‏ اَلسَّبَبُ يَكْمُنُ فِي رَغْبَتِهِ أَنْ يُؤَدِّيَ شَهَادَةً عَنْ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَاقِعَةٍ رَفَضَهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ رَفْضًا قَاطِعًا.‏ (‏اع ٢٦:‏٦-‏٨،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ بِٱخْتِصَارٍ إِذًا،‏ دَارَ ٱلْجِدَالُ حَوْلَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ عُمُومًا وَٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ خُصُوصًا.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏اعمال الرسل ٢٣:‏٦‏)‏ وَإِذْ لَاحَظَ بُولُسُ أَنَّ قِسْمًا مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَٱلْآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ،‏ صَرَخَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ.‏ وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».‏

ع‌ج‌در اع ٢٣:‏٦‏،‏ «الملاحظات»‏

انا فريسي:‏ كان عدد من الموجودين يعرفون بولس.‏ (‏اع ٢٢:‏٥‏)‏ لذا حين قال انه ابن فريسيين،‏ لا بد ان اعضاء السنهدريم الفريسيين فهموا انه يشير الى خلفيته المشتركة معهم.‏ فقد ادركوا انه لم يكن يعطي معلومات خاطئة عن نفسه،‏ اذ كانوا يعرفون انه اصبح مسيحيا غيورا.‏ ولكن في هذا السياق،‏ ربما قصد بولس انه فريسي من ناحية معينة.‏ فهو ربط نفسه بهم،‏ لا بالصدوقيين،‏ لأنه آمن بالقيامة مثلهم.‏ وهكذا وضع قاسما مشتركا بينه وبين الفريسيين الحاضرين.‏ وبإثارة هذا الموضوع الشائك،‏ اراد بولس كما يبدو ان يكسب بعض اعضاء السنهدريم الى جانبه،‏ وخطته هذه نجحت بالفعل.‏ (‏اع ٢٣:‏٧-‏٩‏)‏ وعبارة بولس هنا في الاعمال ٢٣:‏٦ تنسجم مع ما قاله لاحقا حين دافع عن نفسه امام الملك اغريباس.‏ (‏اع ٢٦:‏٥‏)‏ كما اشار مجددا الى ماضيه كفريسي حين كتب رسالة من روما الى المسيحيين في فيلبي.‏ (‏في ٣:‏٥‏)‏ ومن اللافت ان الاعمال ١٥:‏٥ تصف بالطريقة نفسها مسيحيين كانوا سابقا فريسيين.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٤:‏٢٤‏)‏ وَبَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِلَّا زَوْجَتِهِ،‏ ٱلَّتِي كَانَتْ يَهُودِيَّةً،‏ فَٱسْتَدْعَى بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٤:‏٢٧‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ لَمَّا ٱنْقَضَتْ سَنَتَانِ،‏ خَلَفَ بُورْكِيُوسُ فِسْتُوسُ فِيلِكْسَ.‏ وَإِذْ رَغِبَ فِيلِكْسُ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا.‏

ع‌ج‌در اع ٢٤:‏٢٤‏،‏ «الملاحظات»‏

دُروسِلا:‏ البنت الصغرى بين البنات الثلاث لهيرودس المذكور في الاعمال ١٢:‏١‏،‏ اي هيرودس اغريباس الاول.‏ وُلدت نحو عام ٣٨ ب‌م،‏ وهي اخت اغريباس الثاني وبرنيكي ومريامنة الثالثة.‏ وقد تزوجت اولا من عزيز ملك ايميزا (‏حمص)‏ السوري،‏ لكنها طلَّقته وتزوجت من الحاكم فيلكس نحو عام ٥٤ ب‌م،‏ اي وهي بعمر ١٦ سنة تقريبا.‏ وربما كانت حاضرة حين تكلم بولس امام فيلكس «عن البر وضبط النفس والدينونة الآتية».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٥‏)‏ وعندما سلَّم فيلكس الحكم لفستوس،‏ ترك بولس مقيدا لكي «يلقى حظوة عند اليهود».‏ (‏اع ٢٤:‏٢٧‏)‏ ويظن البعض انه فعل ذلك ارضاء لزوجته الشابة التي كانت يهودية.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏اعمال الرسل ٢٣:‏١-‏١٥‏)‏ فَحَدَّقَ بُولُسُ إِلَى ٱلسَّنْهَدْرِيمِ وَقَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ نَقِيٍّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».‏ ٢ فَأَمَرَ حَنَانِيَّا،‏ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ٱلْوَاقِفِينَ بِجَانِبِهِ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ.‏ ٣ حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ:‏ «سَيَضْرِبُكَ ٱللّٰهُ،‏ أَيُّهَا ٱلْحَائِطُ ٱلْمُكَلَّسُ!‏ أَتَجْلِسُ لِتُحَاكِمَنِي بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَأْمُرُ بِضَرْبِي،‏ مُتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏ ٤ فَقَالَ ٱلْوَاقِفُونَ:‏ «أَتَشْتُمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ ٱللّٰهِ؟‏».‏ ٥ فَقَالَ بُولُسُ:‏ «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ.‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹رَئِيسُ شَعْبِكَ لَا تَقُلْ فِيهِ سُوءًا›».‏ ٦ وَإِذْ لَاحَظَ بُولُسُ أَنَّ قِسْمًا مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَٱلْآخَرَ فَرِّيسِيُّونَ،‏ صَرَخَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ.‏ وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».‏ ٧ وَبِسَبَبِ قَوْلِهِ هٰذَا،‏ حَدَثَ شِقَاقٌ بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ،‏ وَٱنْقَسَمَ ٱلْجُمْهُورُ.‏ ٨ لِأَنَّ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلَا مَلَاكٌ وَلَا رُوحٌ،‏ أَمَّا ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذٰلِكَ جَهْرًا.‏ ٩ فَحَدَثَ صِيَاحٌ عَالٍ،‏ وَقَامَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ مِنْ فَرِيقِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَشَرَعُوا يُخَاصِمُونَ بِحِدَّةٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «لَا نَجِدُ خَطَأً فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ.‏ أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ كَلَّمَهُ رُوحٌ أَوْ مَلَاكٌ .‏ .‏ .‏».‏ ١٠ وَلَمَّا عَظُمَ ٱلشِّقَاقُ،‏ خَافَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ أَنْ يُمَزِّقُوا بُولُسَ إِرْبًا إِرْبًا،‏ فَأَمَرَ قُوَّةَ ٱلْجُنْدِ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْطَفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى ٱلثُّكْنَةِ.‏ ١١ وَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ ٱلرَّبُّ وَقَالَ:‏ «تَشَجَّعْ جِدًّا!‏ لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا».‏ ١٢ وَلَمَّا صَارَ ٱلنَّهَارُ،‏ دَبَّرَ ٱلْيَهُودُ مُؤَامَرَةً وَتَعَاهَدُوا قَائِلِينَ إِنَّهُ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ قَبْلَ قَتْلِ بُولُسَ.‏ ١٣ وَكَانَ ٱلَّذِينَ دَبَّرُوا هٰذِهِ ٱلْمُؤَامَرَةَ ٱلْمُتَحَالَفَ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ.‏ ١٤ فَتَقَدَّمُوا إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ وَقَالُوا:‏ «لَقَدْ تَعَاهَدْنَا أَنَّنَا نَكُونُ مَلْعُونِينَ إِذَا تَنَاوَلْنَا لُقْمَةَ طَعَامٍ قَبْلَ أَنْ نَقْتُلَ بُولُسَ.‏ ١٥ فَٱلْآنَ أَطْلِعُوا قَائِدَ ٱلْجُنْدِ،‏ أَنْتُمْ مَعَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ عَلَى ٱلسَّبَبِ ٱلَّذِي لِأَجْلِهِ يَنْبَغِي أَنْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ،‏ كَأَنَّكُمْ تَنْوُونَ أَنْ تَنْظُرُوا بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ فِي أَمْرِهِ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَقَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ،‏ نَكُونُ مُسْتَعِدِّينَ لِنَقْضِيَ عَلَيْهِ».‏

٢١-‏٢٧ كانون الثاني (‏يناير)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٥–‏٢٦

‏«بولس يرفع دعواه الى قيصر،‏ ثم يشهد للملك هيرودس اغريباس»‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٥:‏١١‏)‏ فَإِذَا كُنْتُ حَقًّا فَاعِلَ سُوءٍ وَٱرْتَكَبْتُ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ،‏ فَلَسْتُ أَسْتَعْفِي مِنَ ٱلْمَوْتِ؛‏ أَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا يَتَّهِمُنِي بِهِ هٰؤُلَاءِ،‏ فَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَلِّمَنِي إِلَيْهِمْ لِإِرْضَائِهِمْ.‏ إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏

ش‌ك ص ٢٢٦ ف ٦

‏«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏»‏

٦ إِنَّ رَغْبَةَ فِسْتُوسَ فِي ٱسْتِرْضَاءِ ٱلْيَهُودِ أَوْقَعَتْ بُولُسَ فِي دَائِرَةِ ٱلْخَطَرِ.‏ لِذَا ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ أَحَدَ حُقُوقِهِ كَمُوَاطِنٍ رُومَانِيٍّ حِينَمَا قَالَ لِلْحَاكِمِ:‏ «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ،‏ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ أُحَاكَمَ.‏ إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلَى ٱلْيَهُودِ بِشَيْءٍ،‏ كَمَا تَرَى أَنْتَ جَيِّدًا .‏ .‏ .‏ إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏ اُعْتُبِرَ عَادَةً ٱسْتِئْنَافٌ كَهٰذَا نِهَائِيًّا لَا رُجُوعَ فِيهِ.‏ وَكَلِمَاتُ ٱلْحَاكِمِ تُؤَكِّدُ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ،‏ إِذْ أَجَابَ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ،‏ فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».‏ (‏اع ٢٥:‏١٠-‏١٢‏)‏ وَحِينَ ٱسْتَأْنَفَ ٱلرَّسُولُ دَعْوَاهُ إِلَى سُلْطَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَعْلَى،‏ وَضَعَ سَابِقَةً لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ لِذَا يَسْتَغِلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْقَانُونِيَّةَ ٱلْمُتَوَفِّرَةَ لِلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ عِنْدَمَا يَخْتَلِقُ ٱلْمُقَاوِمُونَ «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ».‏ —‏ مز ٩٤:‏٢٠‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٦:‏١-‏٣‏)‏ فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ:‏ «مَسْمُوحٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لِأَجْلِ نَفْسِكَ».‏ حِينَئِذٍ مَدَّ بُولُسُ يَدَهُ وَٱبْتَدَأَ دِفَاعَهُ قَائِلًا:‏ ٢ «أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيدًا،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ،‏ أَنْ أُدَافِعَ عَنْ نَفْسِي ٱلْيَوْمَ أَمَامَكَ فِي كُلِّ مَا يَتَّهِمُنِي بِهِ ٱلْيَهُودُ،‏ ٣ لَا سِيَّمَا وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِكُلِّ ٱلْعَوَائِدِ وَٱلْمُجَادَلَاتِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْيَهُودِ.‏ فَلِهٰذَا أَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَسْمَعَنِي بِصَبْرٍ.‏

ش‌ك ص ٢٢٧-‏٢٣٠ ف ١٠-‏١٦

‏«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏»‏

١٠ بِدَايَةً،‏ شَكَرَ بُولُسُ أَغْرِيبَاسَ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ لِأَنَّهُ أَفْسَحَ لَهُ ٱلْمَجَالَ أَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ،‏ مُنَوِّهًا بِأَنَّ ٱلْمَلِكَ خَبِيرٌ بِكُلِّ ٱلْعَوَائِدِ وَٱلْمُجَادَلَاتِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْيَهُودِ.‏ ثُمَّ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ مَاضِيَهُ بِٱلْقَوْلِ:‏ «عِشْتُ فَرِّيسِيًّا بِحَسَبِ أَكْثَرِ بِدَعِ دِيَانَتِنَا تَشَدُّدًا».‏ (‏اع ٢٦:‏٥‏)‏ وَكَفَرِّيسِيٍّ،‏ رَجَا بُولُسُ مَجِيءَ ٱلْمَسِيَّا.‏ أَمَّا ٱلْآنَ وَقَدِ ٱعْتَنَقَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فَقَدْ نَادَى بِجُرْأَةٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ.‏ وَعَلَيْهِ فَإِنَّ ٱلتُّهْمَةَ ٱلَّتِي يُحَاكَمُ مِنْ أَجْلِهَا تَتَلَخَّصُ فِعْلِيًّا فِي مُعْتَقَدٍ يُؤْمِنُ بِهِ ٱلْمُتَّهَمُ وَٱلْمُتَّهِمُونَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ:‏ اَلرَّجَاءِ فِي إِتْمَامِ وَعْدِ ٱللّٰهِ لآِبَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ وَهٰكَذَا لَا بُدَّ أَنَّ ٱهْتِمَامَ أَغْرِيبَاسَ تَضَاعَفَ بَعْدَمَا ٱطَّلَعَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُثِيرَةِ.‏

١١ بَعْدَئِذٍ ٱسْتَذْكَرَ ٱلرَّسُولُ مُعَامَلَتَهُ ٱلْجَائِرَةَ لِلْمَسِيحِيِّينَ،‏ قَائِلًا:‏ «لَقَدْ كُنْتُ أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أَعْمَالًا كَثِيرَةً لِمُقَاوَمَةِ ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ .‏ ‏.‏ .‏ وَبِمَا أَنَّنِي كُنْتُ فِي غَايَةِ ٱلْحَنَقِ عَلَيْهِمِ،‏ ٱضْطَهَدْتُهُمْ حَتَّى فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى».‏ (‏اع ٢٦:‏٩-‏١١‏)‏ مَا كَانَ بُولُسُ يُبَالِغُ أَلْبَتَّةَ فِي مَا قَالَ.‏ وَكَثِيرُونَ مِنْ مُعَاصِرِيهِ يَشْهَدُونَ عَلَى مَاضِيهِ ٱلْعَنِيفِ هٰذَا.‏ (‏غل ١:‏١٣،‏ ٢٣‏)‏ لِذَا يُحْتَمَلُ أَنَّ أَغْرِيبَاسَ رَاحَ يَتَسَاءَلُ:‏ ‹تُرَى،‏ مَاذَا قَلَبَ حَيَاةَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟‏›.‏

١٢ تَابَعَ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ كَاشِفًا ٱلْجَوَابَ:‏ «لَمَّا كُنْتُ مُسَافِرًا إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَةٍ وَتَفْوِيضٍ مِنْ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ رَأَيْتُ فِي نِصْفِ ٱلنَّهَارِ عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ،‏ نُورًا يَفُوقُ لَمَعَانَ ٱلشَّمْسِ يَبْرُقُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَوْلِي وَحَوْلَ ٱلْمُسَافِرِينَ مَعِي.‏ فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ سَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ:‏ ‹شَاوُلُ،‏ شَاوُلُ،‏ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي رَفْسِ ٱلْمَنَاخِسِ›.‏ فَقُلْتُ:‏ ‹مَنْ أَنْتَ يَا رَبُّ؟‏›.‏ فَقَالَ ٱلرَّبُّ:‏ ‹أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ›».‏ —‏ اع ٢٦:‏١٢-‏١٥‏.‏

١٣ قَبْلَ هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْخَارِقِ،‏ كَانَ بُولُسُ كَمَنْ ‹يَرْفِسُ ٱلْمَنَاخِسَ›.‏ فَمِثْلَمَا تُؤْذِي ٱلدَّوَابُّ نَفْسَهَا حِينَ تَرْفِسُ ٱلْمِنْخَسَ ٱلْحَادَّ،‏ كَذٰلِكَ كَانَ بُولُسُ ٱلرَّجُلُ ٱلصَّادِقُ وَلٰكِنِ ٱلْمُضَلَّلُ يُلْحِقُ بِنَفْسِهِ أَذًى رُوحِيًّا بِمُقَاوَمَتِهِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلْمُقَامَ ظَهَرَ لَهُ عَلَى طَرِيقِ دِمَشْقَ وَدَفَعَهُ إِلَى تَغْيِيرِ نَمَطِ تَفْكِيرِهِ.‏ —‏ يو ١٦:‏١،‏ ٢‏.‏

١٤ وَبُولُسُ مِنْ جَانِبِهِ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلرُّؤْيَا وَغَيَّرَ حَيَاتَهُ تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا.‏ أَخْبَرَ أَغْرِيبَاسَ:‏ «لَمْ أَكُنْ عَاصِيًا لِلرُّؤْيَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ،‏ بَلْ بَلَّغْتُ ٱلَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَوَّلًا وَٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَكُلَّ بِلَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ وَٱلْأُمَمَ،‏ أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى ٱللّٰهِ بِٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ».‏ (‏اع ٢٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ ٱنْهَمَكَ ٱلرَّسُولُ فِي إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَسُوعُ فِي تِلْكَ ٱلرُّؤْيَا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ تَجَاوَبَ كَثِيرُونَ مَعَ كِرَازَتِهِ فَتَابُوا عَنْ مَسْلَكِهِمِ ٱلْفَاسِدِ وَرَجَعُوا إِلَى ٱللّٰهِ.‏ وَهٰكَذَا أَصْبَحُوا مُوَاطِنِينَ صَالِحِينَ يَحْتَرِمُونَ ٱلنِّظَامَ وَٱلْقَانُونَ وَيُحَافِظُونَ عَلَيْهِمَا.‏

١٥ إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ لَمْ تَعْنِ شَيْئًا لِمُقَاوِمِي بُولُسَ ٱلْيَهُودِ.‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ:‏ «بِسَبَبِ ذٰلِكَ قَبَضَ ٱلْيَهُودُ عَلَيَّ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَحَاوَلُوا قَتْلِي.‏ وَلٰكِنْ،‏ لِأَنَّنِي نِلْتُ عَوْنًا مِنَ ٱللّٰهِ،‏ لَا أَزَالُ حَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ أَشْهَدُ لِلصَّغِيرِ وَٱلْكَبِيرِ».‏ —‏ اع ٢٦:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

١٦ مِنْ وَاجِبِنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ نَكُونَ «مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ» عَنْ إِيمَانِنَا.‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ وَحِينَ نَشْرَحُ مُعْتَقَدَاتِنَا لِلْقُضَاةِ وَٱلْحُكَّامِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِأُسْلُوبِ بُولُسَ فِي مُرَافَعَتِهِ أَمَامَ أَغْرِيبَاسَ وَفِسْتُوسَ.‏ فَإِذَا أَخْبَرْنَاهُمْ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ كَيْفَ تُحَسِّنُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيَاتَنَا وَحَيَاةَ ٱلْمُتَجَاوِبِينَ مَعَ كِرَازَتِنَا،‏ فَقَدْ نَتْرُكُ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِيهِمْ.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٦:‏٢٨‏)‏ فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ:‏ «إِنَّكَ بِوَقْتٍ قَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا».‏

ش‌ك ص ٢٣١ ف ١٨

‏«إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏»‏

١٨ فَهَلْ لَزِمَ بُولُسُ ٱلصَّمْتَ؟‏ كَلَّا.‏ بَلْ رَدَّ عَلَى ٱلْحَاكِمِ بِٱلْقَوْلِ:‏ «مَا جُنِنْتُ يَا صَاحِبَ ٱلسُّمُوِّ فِسْتُوسُ،‏ إِنَّمَا أَنَا أَنْطِقُ بِكَلَامِ ٱلْحَقِّ وَٱلرَّزَانَةِ.‏ إِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي أُكَلِّمُهُ بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ عَارِفٌ جَيِّدًا بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ .‏ .‏ .‏ أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِٱلْأَنْبِيَاءِ؟‏ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».‏ عِنْدَئِذٍ أَجَابَ أَغْرِيبَاسُ:‏ «إِنَّكَ بِوَقْتٍ قَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا».‏ (‏اع ٢٦:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ هَلْ كَانَ ٱلْمَلِكُ صَادِقًا فِي كَلَامِهِ أَمْ لَا،‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَهَادَةَ ٱلرَّسُولِ مَسَّتْهُ فِي أَعْمَاقِهِ.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏اعمال الرسل ٢٦:‏١٤‏)‏ فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعًا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ سَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لِي بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ:‏ ‹شَاوُلُ،‏ شَاوُلُ،‏ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟‏ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي رَفْسِ ٱلْمَنَاخِسِ›.‏

ع‌ج‌در اع ٢٦:‏١٤‏،‏ «الملاحظات»‏

رفس المناخس:‏ المِنخاس هو عصا حادة الرأس تُستعمل لوخز الحيوان.‏ (‏قض ٣:‏٣١‏)‏ وعبارة «رفس المناخس» مثل شائع في الادب اليوناني.‏ وهي مستوحاة من صورة ثور عنيد يرفس المِنخاس مقاوما وخزاته،‏ ما يؤدي الى اصابته بجروح.‏ وهذه كانت حال شاول قبل ان يصبح مسيحيا.‏ فبمقاومته لأتباع يسوع الذين ينعمون برضى يهوه اللّٰه،‏ عرَّض نفسه لأذى كبير.‏ (‏قارن الاعمال ٥:‏٣٨،‏ ٣٩؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي الجامعة ١٢:‏١١‏،‏ تُشبَّه كلمات الحكيم ‹بالمناسيس›،‏ اي المناخس،‏ اذ تدفع السامع الى قبول المشورة.‏

ع‌ج‌درج جدول المفردات

مِنخاس

عصا طويلة لها رأس معدني حاد يستعملها المزارعون لوخز الحيوان.‏ ويُشبَّه المِنخاس بكلمات شخص حكيم تدفع السامع الى قبول المشورة.‏ وعبارة «رفس المناخس» مستوحاة من سلوك ثور عنيد يرفس المِنخاس مقاوما وخزاته،‏ ما يؤدي الى اصابته بجروح.‏ —‏ اع ٢٦:‏١٤؛‏ قض ٣:‏٣١‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٦:‏٢٧‏)‏ أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ بِٱلْأَنْبِيَاءِ؟‏ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».‏

ب٠٣ ١٥/‏١١ ص ١٦-‏١٧ ف ١٤

ساعِد الآخرين على قبول رسالة الملكوت

١٤ عرف بولس ان اغريباس هو يهودي بالاسم فقط.‏ وإذ استند الى معرفة اغريباس للدين اليهودي،‏ قال انه في كرازته لم يعلِّم «شيئا سوى ما ذكر الانبياء وموسى» عن موت المسيَّا وقيامته.‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ثم طرح سؤالا مباشرا على اغريباس:‏ «أتؤمن ايّها الملك اغريباس بالانبياء؟‏».‏ وقد اوقع هذا السؤال اغريباس في حيرة.‏ فإذا قال انه لا يؤمن بالانبياء،‏ لا يعود يُعتبَر يهوديا مؤمنا.‏ وإذا قال العكس،‏ يكون ذلك بمثابة موافقة علنية على ما يقوله بولس،‏ فيُتَّهم بأنه مسيحي.‏ لذلك اجاب بولس بحكمة عن السؤال الذي طرحه هو قائلا:‏ «انا اعلم انك تؤمن».‏ فماذا كان جواب اغريباس؟‏ قال:‏ «انك بوقت قليل تقنعني ان اصير مسيحيا».‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ ورغم ان اغريباس لم يصر مسيحيا،‏ فمن الواضح ان بولس مسّ قلبه الى حدّ ما برسالته.‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏اعمال الرسل ٢٥:‏١-‏١٢‏)‏ وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِمُبَاشَرَةِ فِسْتُوسَ حُكْمَ ٱلْوِلَايَةِ،‏ صَعِدَ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ ٢ فَأَخْبَرَهُ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَأَعْيَانُ ٱلْيَهُودِ بِمَا عَلَى بُولُسَ.‏ وَٱلْتَمَسُوا مِنْهُ،‏ ٣ طَالِبِينَ ضِدَّ ٱلرَّجُلِ مِنَّةً،‏ أَنْ يَسْتَدْعِيَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَقَدْ نَصَبُوا لَهُ كَمِينًا لِيَقْضُوا عَلَيْهِ فِي ٱلطَّرِيقِ.‏ ٤ فَأَجَابَ فِسْتُوسُ بِأَنَّ بُولُسَ سَيَبْقَى مُحْتَجَزًا فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَأَنَّهُ هُوَ مُوشِكٌ أَنْ يَمْضِيَ إِلَى هُنَاكَ عَنْ قَرِيبٍ.‏ ٥ وَقَالَ:‏ «لِيَنْزِلْ مَعِي ذَوُو ٱلنُّفُوذِ بَيْنَكُمْ،‏ وَيَتَّهِمُوا هٰذَا ٱلرَّجُلَ إِنْ كَانَ قَدْ عَمِلَ سُوءًا».‏ ٦ وَقَضَى بَيْنَهُمْ ثَمَانِيَةَ أَوْ عَشَرَةَ أَيَّامٍ عَلَى ٱلْأَكْثَرِ،‏ ثُمَّ نَزَلَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ،‏ وَفِي ٱلْغَدِ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِبُولُسَ.‏ ٧ فَلَمَّا وَصَلَ وَقَفَ حَوْلَهُ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ مُوَجِّهِينَ إِلَيْهِ تُهَمًا كَثِيرَةً وَخَطِيرَةً لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُظْهِرُوا دَلِيلًا عَلَيْهَا.‏ ٨ أَمَّا بُولُسُ فَقَالَ فِي دِفَاعِهِ:‏ «إِنِّي مَا أَخْطَأْتُ لَا إِلَى شَرِيعَةِ ٱلْيَهُودِ وَلَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَلَا إِلَى قَيْصَرَ».‏ ٩ وَأَمَّا فِسْتُوسُ فَإِذْ رَغِبَ أَنْ يَلْقَى حُظْوَةً عِنْدَ ٱلْيَهُودِ،‏ أَجَابَ وَقَالَ لِبُولُسَ:‏ «أَتُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَتُحَاكَمَ هُنَاكَ أَمَامِي مِنْ جِهَةِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ؟‏».‏ ١٠ فَقَالَ بُولُسُ:‏ «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ كُرْسِيِّ قَضَاءِ قَيْصَرَ،‏ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ أُحَاكَمَ.‏ إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلَى ٱلْيَهُودِ بِشَيْءٍ،‏ كَمَا تَرَى أَنْتَ جَيِّدًا.‏ ١١ فَإِذَا كُنْتُ حَقًّا فَاعِلَ سُوءٍ وَٱرْتَكَبْتُ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ،‏ فَلَسْتُ أَسْتَعْفِي مِنَ ٱلْمَوْتِ؛‏ أَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا يَتَّهِمُنِي بِهِ هٰؤُلَاءِ،‏ فَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَلِّمَنِي إِلَيْهِمْ لِإِرْضَائِهِمْ.‏ إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏ ١٢ حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ فِسْتُوسُ مَعَ مَجْلِسِ ٱلْمُشِيرِينَ،‏ ثُمَّ أَجَابَ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ،‏ فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».‏

٢٨ كانون الثاني (‏يناير)‏–‏٣ شباط (‏فبراير)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | اعمال ٢٧–‏٢٨

‏«بولس يبحر الى روما»‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٧:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ لِأَنَّهُ وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكُ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَنَا لَهُ وَٱلَّذِي أُؤَدِّي لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً،‏ ٢٤ قَائِلًا:‏ ‹لَا تَخَفْ يَا بُولُسُ.‏ فَلَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ،‏ وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ وَهَبَكَ جَمِيعَ ٱلْمُبْحِرِينَ مَعَكَ›.‏

ش‌ك ص ٢٣٧-‏٢٣٨ ف ١٥

‏«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»‏

١٥ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ بُولُسَ كَلَّمَ كَثِيرِينَ عَلَى ٱلْمَرْكَبِ عَنْ «رَجَاءِ ٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱللّٰهُ».‏ (‏اع ٢٦:‏٦؛‏ كو ١:‏٥‏)‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا أَحْدَقَ بِهِمْ خَطَرُ تَحَطُّمِ ٱلسَّفِينَةِ،‏ أَصْبَحَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَمْنَحَهُمْ رَجَاءً آخَرَ مُتَمَثِّلًا بِنَجَاتِهِمِ ٱلْوَشِيكَةِ مِنْ هٰذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْمَأْسَاوِيِّ.‏ ذَكَرَ:‏ «وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكٌ .‏ .‏ .‏ قَائِلًا:‏ ‹لَا تَخَفْ يَا بُولُسُ.‏ فَلَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ،‏ وَهَا إِنَّ ٱللّٰهَ قَدْ وَهَبَكَ جَمِيعَ ٱلْمُبْحِرِينَ مَعَكَ›.‏ لِذٰلِكَ فَلْتَطِبْ أَنْفُسُكُمْ أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ؛‏ لِأَنِّي أُومِنُ بِٱللّٰهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ تَمَامًا كَمَا قِيلَ لِي.‏ إِنَّمَا لَا بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى شَاطِئِ إِحْدَى ٱلْجُزُرِ».‏ —‏ اع ٢٧:‏٢٣-‏٢٦‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ وَلَمَّا تَمَكَّنَّا مِنَ ٱلنَّجَاةِ،‏ عَلِمْنَا أَنَّ ٱلْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَالِطَةَ.‏ ٢ فَأَظْهَرَ لَنَا ٱلْأَعَاجِمُ لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ،‏ لِأَنَّهُمْ أَضْرَمُوا نَارًا وَٱسْتَقْبَلُونَا جَمِيعًا مَادِّينَ لَنَا يَدَ ٱلْعَوْنِ بِسَبَبِ ٱنْهِمَارِ ٱلْمَطَرِ وَٱلْبَرْدِ.‏

ش‌ك ص ٢٣٩ ف ١٨

‏«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»‏

١٨ تَبَيَّنَ أَنَّ ٱلسَّفِينَةَ تَحَطَّمَتْ بِهِمْ عَلَى جَزِيرَةِ مَالِطَةَ ٱلْوَاقِعَةِ جَنُوبَ صِقِلِّيَة.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «أَيْنَ تَحَطَّمَتِ ٱلسَّفِينَةُ بِبُولُسَ؟‏» فِي هٰذِهِ ٱلصَّفْحَةِ.‏)‏ وَهُنَاكَ أَظْهَرَ لَهُمْ أَهْلُ ٱلْجَزِيرَةِ «لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ».‏ (‏اع ٢٨:‏٢‏)‏ فَقَدْ أَضْرَمُوا نَارًا لِهٰؤُلَاءِ ٱلْغُرَبَاءِ ٱلَّذِينَ بَلَغُوا شَوَاطِئَهُمْ مَبْلُولِينَ يَرْتَعِشُونَ مِنَ ٱلْبَرْدِ وَٱلْمَطَرِ.‏ وَإِذْ كَانُوا يَسْتَدْفِئُونَ،‏ حَدَثَتْ عَجِيبَةٌ فَاجَأَتِ ٱلْجَمِيعَ.‏

ش‌ك ص ٢٤٠ ف ٢١

‏«لَنْ تُفْقَدَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْكُمْ»‏

٢١ وَفِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ،‏ أَقَامَ رَجُلٌ ثَرِيٌّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ شَاسِعَةً يُدْعَى بُوبْلِيُوسَ.‏ وَلَعَلَّهُ كَانَ أَعْلَى ضَابِطٍ رُومَانِيٍّ فِي ٱلْجَزِيرَةِ.‏ يُقَدِّمُهُ لَنَا لُوقَا بِوَصْفِهِ ‏«رَئِيسَ ٱلْجَزِيرَةِ»،‏ مُسْتَخْدِمًا لَقَبًا يَظْهَرُ أَيْضًا فِي نَقْشَيْنِ عُثِرَ عَلَيْهِمَا فِي مَالِطَةَ.‏ فَٱسْتَضَافَ ٱلرَّجُلُ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.‏ وَلٰكِنْ صَدَفَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَرِيضًا.‏ وَمَرَّةً جَدِيدَةً،‏ يَتَوَخَّى لُوقَا ٱلدِّقَّةَ فِي وَصْفِ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ «كَانَ مُضْطَجِعًا يُعَانِي حُمَّى وَزُحَارًا».‏ ثُمَّ يُخْبِرُنَا أَنَّ بُولُسَ صَلَّى وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ.‏ فَتَرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةُ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي أَهْلِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلَّذِينَ جَلَبُوا مَرْضَاهُمْ وَحَمَلُوا عَطَايَا لِسَدِّ حَاجَاتِ بُولُسَ وَمَنْ مَعَهُ.‏ —‏ اع ٢٨:‏٧-‏١٠‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَأَخِيرًا عِنْدَمَا دَخَلْنَا رُومَا،‏ سُمِحَ لِبُولُسَ بِأَنْ يَمْكُثَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ.‏ ١٧ لٰكِنَّهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ ٱلَّذِينَ كَانُوا أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ.‏ فَلَمَّا ٱجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ آبَائِنَا،‏ سُلِّمْتُ سَجِينًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِيِّينَ.‏

ش‌ك ص ٢٤٣-‏٢٤٤ ف ١٠

‏‹شَهِدَ كَامِلًا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›‏

١٠ عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْمُسَافِرُونَ أَخِيرًا إِلَى رُومَا،‏ «سُمِحَ لِبُولُسَ بِأَنْ يَمْكُثَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَحْرُسُهُ».‏ (‏اع ٢٨:‏١٦‏)‏ وَقَدْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنَّ ٱلسَّجِينَ ٱلَّذِي لَا يُوضَعُ تَحْتَ ٱلْحِرَاسَةِ ٱلْمُشَدَّدَةِ يُقَيَّدُ بِسِلْسِلَةٍ تَرْبِطُهُ بِحَارِسِهِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ مَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْقُيُودُ لِتَمْنَعَ بُولُسَ ٱلْمُبَشِّرَ ٱلْغَيُورَ عَنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ.‏ لِذٰلِكَ بَعْدَمَا ٱسْتَرَاحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَقَطْ مِنْ عَنَاءِ ٱلرِّحْلَةِ،‏ جَمَعَ أَعْيَانَ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي رُومَا لِيُعَرِّفَهُمْ بِنَفْسِهِ وَيَشْهَدَ لَهُمْ.‏

البحث عن جواهر روحية

‏(‏اعمال الرسل ٢٧:‏٩‏)‏ وَلَمَّا مَضَى وَقْتٌ طَوِيلٌ وَصَارَ رُكُوبُ ٱلْبَحْرِ خَطِرًا لِأَنَّ صَوْمَ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ أَيْضًا كَانَ قَدْ مَرَّ،‏ أَخَذَ بُولُسُ يَنْصَحُهُمْ،‏

ع‌ج‌در اع ٢٧:‏٩‏،‏ «الملاحظات»‏

صوم يوم الكفارة:‏ او «صوم الخريف»؛‏ حرفيا «الصوم».‏ ان التعبير اليوناني المنقول الى «صوم» يشير الى الصوم الوحيد الذي امرت به الشريعة الموسوية،‏ وهو الصوم المرتبط بيوم الكفارة السنوي الذي يدعى ايضا «يوم كيبور» (‏بالعبرانية،‏ يوم هاكّيپّوريم،‏ «يوم التغطية [عن الخطايا]»)‏.‏ (‏لا ١٦:‏٢٩-‏٣١؛‏ ٢٣:‏٢٦-‏٣٢؛‏ عد ٢٩:‏٧‏)‏ فعبارة ‹تذليل النفس›،‏ التي ترد عند الحديث عن يوم الكفارة،‏ تشير كما يُعتقد الى اشكال مختلفة من انكار الذات،‏ بما فيها الصوم.‏ (‏لا ١٦:‏٢٩‏)‏ وورود كلمة «صوم» في الاعمال ٢٧:‏٩ يؤكد انه كان احد الاشكال الرئيسية لإنكار الذات في يوم الكفارة.‏ وكان صوم يوم الكفارة يقع في اواخر ايلول (‏سبتمبر)‏ او اوائل تشرين الاول (‏اكتوبر)‏.‏

‏(‏اعمال الرسل ٢٨:‏١١‏)‏ وَهٰكَذَا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي مَرْكَبٍ مِنَ ٱلْإِسْكَنْدَرِيَّةِ كَانَ قَدْ شَتَّى فِي ٱلْجَزِيرَةِ وَعَلَيْهِ صُورَةُ «ٱبْنَيْ زَفْسٍ» فِي مُقَدَّمِهِ.‏

ع‌ج‌در اع ٢٨:‏١١‏،‏ «الملاحظات»‏

ابني زفس:‏ بحسب الاساطير اليونانية والرومانية،‏ ‹ابنا زفس› (‏باليونانية،‏ ديوسكُوروي‏)‏ هما كاستور وبولوكس،‏ الابنان التوأمان للاله زفس (‏جوبيتر)‏ وملكة اسبارطة،‏ ليدا.‏ وقد نُسبت اليهما مقدرات عديدة،‏ منها حماية البحارة من مخاطر البحر.‏ وهذا التفصيل عن مقدَّم المركب هو تأكيد اضافي ان الرواية كتبها شاهد عيان.‏

قراءة الكتاب المقدس

‏(‏اعمال الرسل ٢٧:‏١-‏١٢‏)‏ وَلَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلَى إِيطَالِيَا،‏ سَلَّمُوا بُولُسَ وَسُجَنَاءَ آخَرِينَ إِلَى ضَابِطٍ ٱسْمُهُ يُولِيُوسُ مِنْ فِرْقَةِ أُوغُسْطُسَ.‏ ٢ فَصَعِدْنَا إِلَى مَرْكَبٍ مِنْ أَدْرَمِتِيُنَ يُوشِكُ أَنْ يُبْحِرَ إِلَى أَمَاكِنَ عَلَى طُولِ سَاحِلِ إِقْلِيمِ آسِيَا،‏ وَأَقْلَعْنَا وَمَعَنَا أَرِسْتَرْخُسُ،‏ وَهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي.‏ ٣ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي نَزَلْنَا إِلَى صَيْدُونَ،‏ فَعَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ بِلُطْفٍ إِنْسَانِيٍّ وَسَمَحَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ وَيَنْعَمَ بِعِنَايَتِهِمْ.‏ ٤ وَلَمَّا أَقْلَعْنَا مِنْ هُنَاكَ أَبْحَرْنَا مُحْتَمِينَ بِقُبْرُصَ،‏ لِأَنَّ ٱلرِّيَاحَ كَانَتْ مُضَادَّةً.‏ ٥ ثُمَّ ٱجْتَزْنَا عُرْضَ ٱلْبَحْرِ عَلَى طُولِ كِيلِيكِيَةَ وَبَمْفِيلِيَةَ وَأَرْسَيْنَا فِي مِيرَةَ ٱلَّتِي فِي لِيكِيَةَ.‏ ٦ وَهُنَاكَ وَجَدَ ٱلضَّابِطُ مَرْكَبًا مِنَ ٱلْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُبْحِرًا إِلَى إِيطَالِيَا،‏ فَأَصْعَدَنَا إِلَيْهِ.‏ ٧ ثُمَّ بَعْدَ أَنْ أَبْحَرْنَا بِبُطْءٍ عِدَّةَ أَيَّامٍ وَأَتَيْنَا بِصُعُوبَةٍ إِلَى كِنِيدُسَ،‏ لِأَنَّ ٱلرِّيحَ لَمْ تُمَكِّنَّا مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ،‏ أَبْحَرْنَا مُحْتَمِينَ بِكِرِيتَ قُبَالَةَ سَلْمُونِي،‏ ٨ فَسِرْنَا بِمُحَاذَاتِهَا بِصُعُوبَةٍ وَأَتَيْنَا إِلَى مَكَانٍ يُدْعَى ٱلْمَوَانِيَ ٱلْحَسَنَةَ،‏ ٱلَّتِي بِقُرْبِهَا مَدِينَةُ لَسَائِيَةَ.‏ ٩ وَلَمَّا مَضَى وَقْتٌ طَوِيلٌ وَصَارَ رُكُوبُ ٱلْبَحْرِ خَطِرًا لِأَنَّ صَوْمَ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ أَيْضًا كَانَ قَدْ مَرَّ،‏ أَخَذَ بُولُسُ يَنْصَحُهُمْ،‏ ١٠ قَائِلًا:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ،‏ أَرَى أَنَّ رُكُوبَ ٱلْبَحْرِ سَيُلْحِقُ ضَرَرًا وَخَسَارَةً كَثِيرَةً،‏ لَيْسَ بِٱلْحُمُولَةِ وَٱلْمَرْكَبِ فَقَطْ،‏ بَلْ بِنُفُوسِنَا أَيْضًا».‏ ١١ عَلَى أَنَّ ٱلضَّابِطَ ٱنْقَادَ لِلرُّبَّانِ وَصَاحِبِ ٱلسَّفِينَةِ،‏ لَا لِأَقْوَالِ بُولُسَ.‏ ١٢ وَإِذْ كَانَ ٱلْمِينَاءُ لَا يَصْلُحُ لِقَضَاءِ ٱلشِّتَاءِ،‏ ٱرْتَأَتِ ٱلْأَكْثَرِيَّةُ أَنْ يُقْلِعُوا مِنْ هُنَاكَ،‏ لَعَلَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى فِينِكْسَ لِيُشَتُّوا فِيهَا،‏ وَهِيَ مِينَاءٌ فِي كِرِيتَ مَفْتُوحٌ تِجَاهَ ٱلشَّمَالِ ٱلشَّرْقِيِّ وَتِجَاهَ ٱلْجَنُوبِ ٱلشَّرْقِيِّ.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة