مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
2023 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©
٦-١٢ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ١٣–١٤
«إذا مات إنسان، فهل يعيش مجددًا؟»
سعيُنا الى حياة اطول
حتى في يومنا قليلون هم الذين يناقضون هذه الفكرة حول قصر الحياة رغم انها كُتبت قبل ٥٠٠,٣ سنة تقريبا. وقد وجد الناس دائما انّ اختبار ريعان الشباب فترة قصيرة ثم التقدم نحو الشيخوخة والموت امر لا يمنح الاكتفاء. ولذلك كثرت الوسائل التي تهدف الى إطالة الحياة على مر التاريخ.
في زمن ايوب، كان المصريون يأكلون خُصى الحيوانات محاولين عبثا استعادة شبابهم. وكان احد الاهداف الاساسية لعلم الخيمياء في القرون الوسطى انتاج الإكسير الذي يؤدي الى حياة اطول. واعتقد خيميائيون كثيرون انّ الذهب الذي يُنتَج بشكل اصطناعي يمنح حياة خالدة وأن الأكل من صحون ذهبية يطيل الحياة. اما الطاويّون الصينيون القدماء فكانوا يظنون انّ بإمكانهم تغيير كيمياء الجسم باستخدام طرائق كالتأمل، تمارين التنفس، والحمية، فيحصلون بذلك على الخلود.
يُعرَف المستكشف الاسباني خوان بونس دي ليون ببحثه الدؤوب عن ينبوع الشباب. وثمة طبيب في القرن الـ ١٨ اوصى في كتابه هرمِبُس رَدِفيفُس (بالالمانية) بأن توضع العذارى الشابات في غرفة صغيرة اثناء فصل الربيع ويعبَّأ هواء زفيرهن في قنانٍ ويُستخدم كدواء يطيل الحياة. ولا حاجة الى القول انّ كل هذه الوسائل لم تلقَ ايّ نجاح.
هل يمكن لشجرة مقطوعة ان تُفرخ ثانية؟
مقارنة بأرز لبنان الشامخ والمهيب، لا تبهرنا شجرة الزيتون الوضيعة بساقها المجعَّدة الكثيرة العُقَد. غير ان اشجار الزيتون لديها قدرة مذهلة على الصمود في وجه عوامل الطبيعة، حتى ان بعضها يُقدَّر عمره بألف سنة. فجذور شجرة الزيتون تمتد عميقا جدا في التربة وتمكِّنها من تجديد نفسها ولو تعرَّض جذعها لأذى جسيم. فما دامت الجذور حية، تُفرخ الشجرة ثانية.
كان الاب الجليل ايوب مقتنعا انه ولو مات، فسيحيا مجددا. (اي ١٤:١٣-١٥) وقد استعار مثل الشجرة، ربما شجرة الزيتون، ليُظهر ثقته بقدرة اللّٰه على اقامته، قائلا: «حتى الشجرة لها رجاء. إن قُطعَت تُفرخ ثانية». فعندما يهطل المطر بعد فترة من الجفاف، يمكن ان تدبّ الحياة في أرُومة زيتونة جافة، فتُفرخ جذورها «وتنشئ فرعا كغرس جديد». — اي ١٤:٧-٩.
«تشتاق . . .»
نستخلص من كلمات ايوب درسا عن حنان يهوه: انه يشعر بمودة خصوصية نحو الذين، على غرار ايوب، يضعون انفسهم بين يديه، متيحين له ان يصوغهم ليصبحوا محبوبين لديه. (اشعيا ٦٤:٨) فهو يعزّ عباده الامناء، و ‹يشتاق› الى اوليائه الذين يفارقون الحياة. يقول احد علماء الكتاب المقدس ان الكلمة العبرانية المنقولة الى «تشتاق» هي «دون شك من ابلغ الكلمات التي تعبِّر عن عاطفة الشوق». نعم، لا يتذكر يهوه عباده فحسب، بل ايضا يتوق الى اقامتهم من الموت.
جواهر روحية
بص «الرماد»
الرماد
كان الرماد يرمز ايضا الى ما هو غير مهم او عديم القيمة. مثلا اعترف ابراهيم امام يهوه: «انا تراب ورماد». (تك ١٨:٢٧؛ انظر ايضا اش ٤٤:٢٠؛ اي ٣٠:١٩.) وشبَّه ايوب اقوال معزيه المزيفين ‹بأمثال من رماد›. — اي ١٣:١٢.
١٣-١٩ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ١٥–١٧
«أليفاز مثال سيئ في التعزية»
قاوِم التفكير السلبي!
في المرات الثلاث التي تكلم فيها أليفاز، شدد على الفكرة ان اللّٰه متطلّب جدا بحيث لا يمكن ان يرضيه خدامه مهما فعلوا. قال أليفاز لأيوب: «ها انه لا يأتمن خدامه، وإلى ملائكته ينسب عيبا». (ايوب ٤:١٨) وقال لاحقا عن اللّٰه: «ها ان قدوسيه لا يأتمنهم، والسموات ليست بطاهرة في عينيه». (ايوب ١٥:١٥) كما انه تساءل: «هل من مسرة للقادر على كل شيء بكونك بارا؟». (ايوب ٢٢:٣) وقد وافقه بلدد حين قال: «هوذا القمر نفسه غير منير، والنجوم عينها ليست طاهرة في عيني [اللّٰه]». — ايوب ٢٥:٥.
ينبغي ان نحترز من التأثر بتفكير كهذا، فذلك يمكن ان يجعلنا نشعر ان اللّٰه يتطلّب منا الكثير. وهذه النظرة تقوِّض علاقتنا بيهوه. بالاضافة الى ذلك، اذا استسلمنا لهذا النوع من التفكير، فكيف سنتجاوب عندما ننال التأديب اللازم؟ بدلا من قبول التقويم بتواضع، قد ‹تحنق قلوبنا على يهوه›، وقد نضمر له الاستياء. (امثال ١٩:٣) وكم تكون حالتنا الروحية مأساوية عندئذ!
اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه
١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا. فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›. (١ تس ٥:١٤) وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ. وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ. كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ، مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ. (يو ٦:٤٤) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مز ٣٤:١٨) حَقًّا، تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ. — ام ١٦:٢٤.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر أيوب
٧:٩، ١٠؛ ١٠:٢١؛ ١٦:٢٢ — هل تشير هذه الآيات ان ايوب لم يكن يؤمن بالقيامة؟ تصف كلمات ايوب ما كان سيحل به في المستقبل القريب. وما معناها؟ يمكن ان تعني انه اذا مات، فلن يتمكن ايٌّ من معاصريه ان يراه. فمن وجهة نظرهم لن يرجع الى بيته ولن يُعرف مكانه الى وقت اللّٰه المعيَّن. ويمكن ان يكون ايوب قد قصد ان لا احد يستطيع بقوّته الخاصة ان يعود من شيول. أما ان ايوب كان يؤمن بقيامة مستقبلية فواضح من ايوب ١٤:١٣-١٥.
٢٠-٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ١٨–١٩
«لا تتخلَّ أبدًا عن إخوتك»
تعلَّمْ دروسًا من دموع يسوع
٩ إدعَمِ الَّذينَ خسِروا عَزيزًا بِالمَوت. لم يكتَفِ يَسُوع بِالبُكاءِ مع مَرْثَا ومَرْيَم، بلِ استَمَعَ إلَيهِما وعزَّاهُما. وجَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ به. يقولُ شَيخٌ في أُوسْتْرَالِيَا اسْمُهُ دَان: «إحتَجتُ إلى الدَّعمِ بَعدَما ماتَت زَوجَتي. وكانَ إخوَةٌ عَديدونَ مع زَوجاتِهِم مُستَعِدِّينَ لِيَسمَعوني لَيلًا ونَهارًا. فسمَحوا لي أن أُعَبِّرَ عن حُزني، ولم يتَضايَقوا من دُموعي. وكَثيرًا ما صلَّوا معي. كما قاموا عنِّي بِأُمورٍ مِثلِ التَّسَوُّقِ والطَّبخِ وغَسيلِ السَّيَّارَة، حينَ لم أستَطِعْ أن أقومَ بِها. لقدْ برهَنوا فِعلًا أنَّهُم أصدِقاءُ حَقيقِيُّونَ وإخوَةٌ ‹لِلشِّدَّةِ يولَدون›». — ام ١٧:١٧.
ماذا لو ترك شخص تحبه يهوه؟
١٦ علَينا أن نستَمِرَّ في دَعمِ عائِلَةِ المَفصول. فهُم يحتاجونَ إلى الكَثيرِ مِنَ المَحَبَّةِ والتَّشجيع. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) في بَعضِ الأحيان، تشعُرُ عائِلَةُ المَفصولِ أنَّ أفرادَ الجَماعَةِ يتَجَنَّبونَهُم هُم أيضًا. ونَحنُ لا نُريدُ أبَدًا أن يشعُروا بِهذِهِ الطَّريقَة. أيضًا، لِنتَذَكَّرْ أنَّ الشَّبابَ خُصوصًا يحتاجونَ إلى المَدحِ والتَّشجيعِ إذا كانَ أحَدُ والِدَيهِم مَفصولًا. إلَيكَ كَيفَ ساعَدَ التَّشجيعُ إحدى الأخَواتِ حينَ فُصِلَ زَوجُها وترَكَ العائِلَة. تُخبِر: «أتى بَعضُ الأصدِقاءِ وساعَدوني في الطَّبخِ والدَّرسِ معَ الأولاد. وهُم أحَسُّوا بِوَجَعي وبَكَوْا معي. كما دافَعوا عنِّي عِندَما انتَشَرَت بَعضُ الإشاعات. لقد رفَعوا مَعنَوِيَّاتي كَثيرًا». — رو ١٢:١٣، ١٥.
هل تبتغون؟
٢٠ يجب على هيئة الشيوخ ان تدرك ان التنحية قد تسبب الكرب لناظر او خادم مساعد سابق حتى لو تخلّى طوعا عن الامتياز. واذا لم يُفصل، ولكنّ الشيوخ يرون ان الاخ مكتئب، يجب ان يزوِّدوه المساعدة الروحية الحبية. (١ تسالونيكي ٥:١٤) ويجب ان يساعدوه على الادراك انه توجد حاجة اليه في الجماعة. وحتى اذا تطلَّب ذلك مشورة، فقد لا يمر وقت طويل قبل ان ينال الرجل المتواضع والشاكر امتيازات خدمة اضافية مرة اخرى في الجماعة.
جواهر روحية
قوة الكلمة اللطيفة
لكن عندما احتاج ايوب هو نفسه الى التشجيع، لم يتكلم اليفاز ورفيقاه بكلمات لطيفة. فقد اعتبروا ايوب مسؤولا عن محنته، ملمِّحين انه لا بد ان يكون قد ارتكب خطية سرّية ما. (ايوب ٤:٨) يعلِّق الكتاب المقدس للمفسِّر: «ما يحتاجه ايوب هو الرأفة من قلب انساني. وما يحصل عليه هو سلسلة ‹صحيحة› وجميلة تماما من العبارات الدينية المبتذلة والأمثال الادبية المملة.» وكان ايوب منزعجا عند سماع كلام اليفاز ورفيقَيه بحيث اندفع الى ان يصرخ قائلا: «حتى متى تعذِّبون نفسي وتسحقونني بالكلام.» — ايوب ١٩:٢.
لا يجب ابدا ان نجعل رفيقا خادما للّٰه يصرخ متألما بسبب كلماتنا الطائشة، غير اللطيفة. (قارنوا التثنية ٢٤:١٥.) يحذِّر احد امثال الكتاب المقدس: «في اللسان حياة او موت، والمولعون باستخدامه يتحمَّلون العواقب.» — امثال ١٨:٢١، ترجمة تفسيرية.
٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر)–٣ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٢٠–٢١
«الاستقامة لا تُقاس بالغنى»
هل انت ‹غني للّٰه›؟
١٢ فِي ٱلْعِبَارَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ، يَتَنَاقَضُ كَوْنُ ٱلْمَرْءِ غَنِيًّا للّٰهِ مَعَ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ، أَيِ ٱلِٱغْتِنَاءِ مَادِّيًّا. فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ فِي ٱلْحَيَاةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَكْدِيسَ ٱلثَّرَوَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّنَعُّمَ بِمَا نَمْلِكُهُ. بَلْ يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا لِتَمْتِينِ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه. وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ سَيَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للّٰهِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ يُتِيحُ لَنَا نَيْلَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي، وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». — امثال ١٠:٢٢.
جواهر روحية
الانتصار على الشيطان وأعماله
١٩ من المثير للاهتمام ان خادم اللّٰه ايوب وجب عليه ان يحارب «هواجس» نقلها الشيطان من خلال اليفاز وصوفر. (ايوب ٤:١٣-١٨؛ ٢٠:٢، ٣) وعانى ايوب بالتالي ‹كربا› ادى الى استرساله في ‹اللَّغْو بالاهوال› التي برَّحت بفكره. (ايوب ٦:٢-٤؛ ٣٠:١٥، ١٦) فأصغى اليهو بصمت الى ايوب وساعده بإخلاص ليرى نظرة يهوه الكليَّة الحكمة الى الامور. وبشكل مماثل اليوم، يُظهر الشيوخ المتفهِّمون انهم يهتمون بالمتألمين بعدم اضافة المزيد من «الضغط» على هؤلاء. ولكنهم بالاحرى يصغون اليهم بصبر كأليهو ثم يضعون زيت كلمة اللّٰه الملطِّف. (ايوب ٣٣:١-٣، ٧، عج؛ يعقوب ٥:١٣-١٥) وهكذا فان كل مَن تكون عواطفه مضطربة بسبب جروح نفسية، سواء أكانت حقيقية ام وهمية، او مَن ‹تريعه احلام ورؤى› كما كان ايوب، يمكن ان يجد تعزية ملطِّفة مؤسسة على الاسفار المقدسة ضمن الجماعة. — ايوب ٧:١٤؛ يعقوب ٤:٧.
٤-١٠ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٢٢–٢٤
«هل يقدر إنسان أن ينفع اللّٰه؟»
قاوِم التفكير السلبي!
ان فكرة كون اللّٰه إلها متطلّبا جدا ترتبط ارتباطا وثيقا بالفكرة القائلة انه يعتبر البشر عديمي القيمة. ففي المرة الثالثة التي تكلم فيها أليفاز، طرح السؤالَين التاليَين: «أيستطيع رجل ان ينفع اللّٰه؟ ألعل احدا ذا بصيرة قادر ان ينفعه؟». (ايوب ٢٢:٢) كان أليفاز يوحي بسؤالَيه ان الانسان عديم القيمة في نظر اللّٰه. وعلى نحو مماثل، حاجّ بلدد: «كيف للانسان الفاني ان يكون محقا امام اللّٰه، او لمولود المرأة ان يكون طاهرا؟». (ايوب ٢٥:٤) فلو صح هذا المنطق، لما كان من حق ايوب، وهو مجرد انسان فانٍ، ان يتجرأ الادعاء بامتلاك موقف بار امام اللّٰه.
تنتاب بعض الاشخاص اليوم افكار سلبية بشأن انفسهم. وربما تساهم عوامل مثل التربية، ضغوط الحياة، والبغض العرقي او الإثنيّ في نشوء هذه الافكار. وعلاوة على ذلك، يُسَرّ الشيطان وأبالسته بسحق الافراد. فإذا تمكنوا من جعل الشخص يشعر ان ما من شيء يفعله يمكن ان يرضي اللّٰه القادر على كل شيء، يصير هذا الفرد اكثر عرضة لليأس، وقد يبتعد مع الوقت عن اللّٰه الحي. — عبرانيين ٢:١؛ ٣:١٢.
كما يحدّ التقدم في السن او الصحة الرديئة من قدراتنا. وقد يبدو اشتراكنا في خدمة الملكوت ضئيلا بالمقارنة مع ما كنا نستطيع فعله عندما كنا بعمر الشباب او نتمتع بالصحة او القوة. فكم من المهم ان ندرك ان الشيطان وأبالسته يريدون ان نشعر اننا مهما فعلنا فلن نرضي اللّٰه! لذا من المهم ان نقاوم هذا التفكير.
درس في كيفية معالجة المشاكل
وعلاوة على ذلك، ثبَّط الاصحاب الثلاثة ايوب بالتعبير عن افكار شخصية عوضا عن الحكمة الالهية. حتى ان أليفاز قال ان ‹اللّٰه لا يأتمن عبيده› ولم يكن مهما عند يهوه اذا كان ايوب بارا ام لا. (ايوب ٤:١٨؛ ٢٢:٢، ٣) من الصعب تخيل ملاحظة مثبِّطة — او كاذبة — اكثر من هذه! وليس مدهشا ان يوبِّخ يهوه في ما بعد أليفاز وصاحبيه على هذا التجديف. قال: «لم تقولوا فيَّ الصواب.» (ايوب ٤٢:٧) لكنَّ الجزم الاكثر ايذاء كان سيأتي بعد.
احداث يفرِّحون قلب يهوه
١٠ تكشف رواية الكتاب المقدس ان الشيطان لم يضع ولاء ايوب فقط موضع شك، بل ايضا ولاء جميع الذين يخدمون اللّٰه، بمن فيهم انت. وفي الواقع، قال الشيطان ليهوه، مشيرا الى الجنس البشري عموما: «كل ما للانسان [ايّ انسان وليس ايوب فقط] يعطيه لأجل نفسه». (ايوب ٢:٤) فهل تعي دورك في هذه القضية الحيوية؟ كما تشير الامثال ٢٧:١١، يقول يهوه ان هنالك شيئا يمكنك تقديمه له — اساس يبني عليه جوابه لمعيِّره، الشيطان. تصوَّر ان المتسلط الكوني يدعوك ان تلعب دورا في بتّ اعظم قضية على الاطلاق. فيا لَلمسؤولية البالغة الاهمية التي أوكِلت اليك والامتياز الفريد الذي تحظى به! فهل ستتمكَّن من تلبية دعوة يهوه؟ لقد تمكّن ايوب من ذلك. (ايوب ٢:٩، ١٠) كما فعل الامر عينه يسوع وعدد لا يحصى من الناس عبر التاريخ، بمن فيهم احداث كثيرون. (فيلبي ٢:٨؛ كشف ٦:٩) وبإمكانك انت ايضا ان تفعل ذلك. وانتبه! لا مجال للوقوف على الحياد في هذه المسألة. فإنك ستُظهر بالمسلك الذي تتخذه انك إما تؤيد تعيير الشيطان او تدعم جواب يهوه. فأيٌّ منهما تختار؟
يهوه يهتم بك!
١١ هل خيارك يهمّ يهوه حقا؟ أليس عدد الذين بقوا امناء كافيا لكي يردّ يهوه على الشيطان بجواب سديد؟ في الواقع، لقد تبرهن كذب الاتِّهام الذي اكده ابليس، انه لا احد يخدم يهوه بدافع المحبة. ولكن مع ذلك، يريد يهوه ان تقف الى جانبه في قضية السلطان لأنه يهتم بك كفرد. قال يسوع: «لا يرغب ابي الذي في السماء ان يهلك احد هؤلاء الصغار». — متى ١٨:١٤.
١٢ من الواضح ان يهوه يهتم بالمسلك الذي تختاره. والاهم من ذلك ان مسلكك يؤثر فيه. فالكتاب المقدس يوضح ان ليهوه مشاعر عميقة تثيرها اعمال البشر الجيدة او الرديئة. مثلا، عندما تمرد الاسرائيليون مرارا، «احزنوا» يهوه. (مزمور ٧٨:٤٠، ٤١، الترجمة اليسوعية الجديدة) كما ‹تأسف يهوه في قلبه›، او حزن، عندما ‹كثر شر الانسان في الارض› قبل طوفان نوح. (تكوين ٦:٥، ٦) فكِّر في ما يعنيه ذلك: اذا اتَّخذت مسلكا خاطئا، يمكن ان تُحزِن خالقك. لا يعني ذلك ان اللّٰه ضعيف او ان العاطفة تتحكم به، بل انه يحبك ويهتم بخيرك. وفضلا عن ذلك، عندما تفعل الصواب، تفرِّح قلب يهوه. وهو يفرح ليس فقط لأن لديه جوابا اضافيا للشيطان، بل ايضا لأنه سيتمكن من مكافأتك. وهذا امر يرغب يهوه في فعله. (عبرانيين ١١:٦) فيا له من اب محبّ!
جواهر روحية
ضَعْ اهدافا روحية تمجِّد خالقك
تأمَّل كيف خلق يهوه الكون. فقد اشار الى انتهاء كل فترة من فترات الخلق المتعاقبة بهذه الكلمات: «وكان مساء وكان صباح». (تكوين ١:٥، ٨، ١٣، ١٩، ٢٣، ٣١) وفي بداية كل فترة خلقية، كان يعرف بوضوح الهدف المنشود. وقد تمَّم قصده ان يخلق الاشياء. (كشف ٤:١١) قال عنه الاب الجليل ايوب: «نفسه تشتهي فيفعل». (ايوب ٢٣:١٣) فكم شعر يهوه بالاكتفاء حين رأى «كل ما عمله» وأعلن انه «حسن جدا»! — تكوين ١:٣١.
ولكي تتحقق اهدافنا، ينبغي ان نملك نحن ايضا رغبة قوية في بلوغها. فماذا يساعدنا على تنمية الرغبة القوية؟ بالرغم من ان الارض كانت خربة وخالية، فقد ادرك يهوه مسبقا النتيجة النهائية التي ستكون عليها: جوهرة جميلة في الفضاء تجلب له المجد والاكرام. وعلى نحو مماثل، يمكن تنمية رغبتنا في اتمام ما رسمناه بالتأمل في النتائج والفوائد الناجمة عن بلوغ هدفنا. وهذا ما اختبره طوني البالغ من العمر ١٩ سنة. فهو لا ينسى ابدا الاثر الذي تركته فيه زيارة احد مكاتب فروع شهود يهوه في اوروبا الغربية. ومنذ ذلك الحين، شغل فكره السؤال التالي: ‹كيف هي الحياة والخدمة في مكان كهذا؟›. ولم يتوقف قط عن التفكير في الخدمة هناك. ثم جاهد لبلوغ هذا الهدف. وكم فرح حين قُبل طلبه بعد سنوات!
١١-١٧ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٢٥–٢٧
«الاستقامة لا تتطلب الكمال»
بص «الاستقامة»
الاستقامة
ايوب: عاش ايوب كما يتضح بعد موت يوسف وقبل ان يبرهن موسى عن استقامته. يقول عنه الكتاب المقدس: «كان هذا الرجل بلا لوم ومستقيما، يخاف اللّٰه ويحيد عن الشر». (اي ١:١؛ انظر «ايوب».) وماذا يؤكد ان استقامة البشر هي جزء من القضية بين يهوه اللّٰه والشيطان؟ السؤال الذي طرحه يهوه على الشيطان عن ايوب حين دخل خصمه هذا ليحضر اجتماعا للملائكة في السماء. فادَّعى الشيطان ان ايوب يعبد اللّٰه بدافع خاطئ، اي انه يخدمه لمصلحته الشخصية وليس بسبب التعبُّد له. وهكذا، شكَّك في استقامة ايوب امام اللّٰه. عندئذ سمح له اللّٰه ان يحرم ايوب من كل ممتلكاته، وحتى من اولاده. لكنَّه لم يقدر ان يكسر استقامة ايوب. (اي ١:٦–٢:٣) بعد ذلك، ادَّعى الشيطان ان ايوب اناني ولا يهمه إن خسر ممتلكاته وأولاده ما دام بإمكانه هو ان ينفذ بجلده. (اي ٢:٤، ٥) فضربه بمرض مؤلم هدّ قواه. وضغطت عليه زوجته ليغيِّر موقفه. كما افترى عليه رفاقه وانتقدوه بطريقة محقِّرة وشوَّهوا مقاييس اللّٰه ومقاصده. (اي ٢:٦-١٣؛ ٢٢:١، ٥-١١) مع هذا كله لم يكسر ايوب استقامته. قال: «حتى ألفظ آخر انفاسي لا انزع استقامتي عني! تمسكت ببرارتي ولا ارخيها. لن يعيِّرني قلبي لأجل يوم من ايامي». (اي ٢٧:٥، ٦) وحفاظه على استقامته برهن ان عدو اللّٰه كاذب.
حافِظ على استقامتك
٣ تَعْنِي ٱلِٱسْتِقَامَةُ لَنَا كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ، وَنَنْدَفِعَ إِلَى إِرْضَائِهِ فِي كُلِّ قَرَارَاتِنَا. وَكَلِمَةُ «مُسْتَقِيمٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَعْنِي فِي ٱلْأَسَاسِ تَامًّا، سَلِيمًا، أَوْ كَامِلًا. مَثَلًا، قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بَعْضَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ذَبَائِحَ لِيَهْوَهَ. وَأَوْصَتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلْحَيَوَانَاتُ سَلِيمَةً. (لا ٢٢:٢١، ٢٢) فَيَهْوَهُ لَمْ يَقْبَلْ بِحَيَوَانٍ أَعْرَجَ أَوْ أَعْمَى أَوْ مَرِيضٍ. (مل ١:٦-٩) وَهٰذَا لَيْسَ غَرِيبًا. فَنَحْنُ أَيْضًا لَا نَقْبَلُ عَادَةً بِشَيْءٍ لَيْسَ سَلِيمًا، تَامًّا، أَوْ كَامِلًا. فَحِينَ نَشْتَرِي فَاكِهَةً، لَا نَرْضَى أَنْ يَكُونَ جُزْءٌ مِنْهَا فَاسِدًا. وَلَا نَقْبَلُ كِتَابًا نَاقِصًا أَوْ جِهَازًا فِيهِ عَيْبٌ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُنَا وَوَلَاؤُنَا لَهُ تَامَّيْنِ وَكَامِلَيْنِ.
٤ وَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ كَيْ يَعْتَبِرَنَا يَهْوَهُ مُسْتَقِيمِينَ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، لَدَيْنَا عُيُوبٌ كَثِيرَةٌ وَنَحْنُ بَعِيدُونَ جِدًّا عَنِ ٱلْكَمَالِ. وَإِلَيْكَ سَبَبَيْنِ يُظْهِرَانِ أَنَّ ٱلْكَمَالَ لَيْسَ شَرْطًا لِنَكُونَ مُسْتَقِيمِينَ. أَوَّلًا، يَهْوَهُ لَا يُرَكِّزُ عَلَى عُيُوبِنَا. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ، يَا يَهْوَهُ، فَمَنْ يَقِفُ؟». (مز ١٣٠:٣) فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَخُطَاةٌ، لٰكِنَّهُ يُسَامِحُنَا بِكَرَمٍ. (مز ٨٦:٥) ثَانِيًا، يَعْرِفُ يَهْوَهُ حُدُودَنَا وَلَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا. (اقرإ المزمور ١٠٣:١٢-١٤.) إِذًا، كَيْفَ نَكُونُ تَامِّينَ أَوْ كَامِلِينَ فِي نَظَرِهِ؟
٥ تَعْتَمِدُ ٱسْتِقَامَتُنَا عَلَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ. فَكَيْ نَكُونَ مُسْتَقِيمِينَ، يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ مَحَبَّتَنَا وَوَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ تَامَّيْنِ وَكَامِلَيْنِ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ. (١ اخ ٢٨:٩؛ مت ٢٢:٣٧) فَكِّرْ فِي ٱلشُّهُودِ ٱلثَّلَاثَةِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ. هَلْ تَكْرَهُ ٱلْبِنْتُ ٱلصَّغِيرَةُ أَنْ تَتَسَلَّى مَعَ رِفَاقِهَا؟ هَلْ يُحِبُّ ٱلشَّابُّ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِلْإِحْرَاجِ؟ وَهَلْ يُرِيدُ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يَخْسَرَ عَمَلَهُ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا. لٰكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ بَارَّةٌ، وَيَهُمُّهُمْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ إِرْضَاءُ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ. لِذَا يُفَكِّرُونَ فِيهِ دَائِمًا قَبْلَ أَنْ يَأْخُذُوا أَيَّ قَرَارٍ. وَهٰكَذَا يُبَرْهِنُونَ بِأَعْمَالِهِمْ أَنَّهُمْ مُسْتَقِيمُونَ.
جواهر روحية
هيئة منظمة تعمل بانسجام مع كلمة اللّٰه
٣ تُثْبِتُ ٱلْخَلِيقَةُ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يَهْوَهُ بِٱلْحِكْمَةِ أَسَّسَ ٱلْأَرْضَ. ثَبَّتَ ٱلسَّمٰوَاتِ بِٱلتَّمْيِيزِ». (ام ٣:١٩) وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنْ أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ. تَذْكُرُ أَيُّوب ٢٦:١٤: «إِنَّ هٰذِهِ أَطْرَافُ طُرُقِهِ، وَمُجَرَّدُ هَمْسٍ خَفِيفٍ نَسْمَعُهُ مِنْهُ». مَعَ ذٰلِكَ، نَرَى بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْكَوَاكِبَ وَٱلنُّجُومَ وَٱلْمَجَرَّاتِ فِي غَايَةِ ٱلتَّنْظِيمِ. (مز ٨:٣، ٤) فَمَلَايِينُ ٱلنُّجُومِ تَتَحَرَّكُ فِي ٱلْفَضَاءِ بِتَرْتِيبٍ. وَٱلْكَوَاكِبُ فِي مَجْمُوعَتِنَا ٱلشَّمْسِيَّةِ تَدُورُ فِي مَسَارَاتٍ مُحَدَّدَةٍ حَوْلَ ٱلشَّمْسِ. إِنَّ هٰذَا ٱلتَّنْظِيمَ ٱلْمُدْهِشَ دَلِيلٌ أَنَّ يَهْوَهَ صَنَعَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ بِفَهْمٍ وَحِكْمَةٍ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِلٰهُنَا أَنْ نُسَبِّحَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْدُمَهُ بِوَلَاءٍ؟! — مز ١٣٦:١، ٥-٩.
١٨-٢٤ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٢٨–٢٩
«هل صيتك جيد مثل أيوب؟»
اظهروا اللطف الحبي للمحتاجين
١٩ تشدِّد ايضا روايات الكتاب المقدس التي ناقشناها ان اللطف الحبي يجب إظهاره للذين لديهم حاجة الى امر لا يمكنهم القيام به هم بأنفسهم. فإبراهيم كان بحاجة الى تعاون بتوئيل لئلا ينقطع نسله. وكان يعقوب بحاجة الى مساعدة يوسف لأخذ جثمانه الى كنعان. وكانت نعمي بحاجة الى مساعدة راعوث لإنجاب وريث. ولم يكن بإمكان ايّ منهم سدّ هذه الحاجة دون مساعدة. على نحو مماثل اليوم، ينبغي إظهار اللطف الحبي خصوصا للذين لديهم حاجة. (امثال ١٩:١٧) وينبغي ان نقتدي بالاب الجليل ايوب الذي اعتنى ‹بالمسكين المستغيث واليتيم والذي لا معين له› وكذلك ‹بالهالك [«المشرف على الموت»، ترجمة تفسيرية]». كما ان ايوب ‹جعل قلب الارملة يُسَرّ› وصار «عيونا للعمي وأرجلا للعرج». — ايوب ٢٩:١٢-١٥.
بص «اللباس»
اللباس
هناك الكثير من الآيات الاخرى التي تشير بطريقة رمزية الى اللباس. فكما ان اللباس يمكن ان يدل ان الشخص ينتمي الى هيئة ما او يدعم حركة معيَّنة، يُستعمل اللباس في الكتاب المقدس رمزيا ليحدد موقف الشخص وأعماله التي تنسجم مع هذا الموقف، كما هي الحالة في مثل يسوع عن ثوب العرس. (مت ٢٢:١١، ١٢؛ انظر «العمامة»؛ «النعل».) وفي الرؤيا ١٦:١٤، ١٥، يحذر الرب يسوع المسيح اتباعه من النوم الروحي وخسارة هويتهم كشهود امناء للإله الحقيقي. فهذا قد يؤدي الى نتائج كارثية، وخاصة قبل «حرب اليوم العظيم، يوم اللّٰه القادر على كل شيء».
هل من مغزى للاسماء؟
نحن لم نختَر الاسم الذي أُعطي لنا عند ولادتنا. ولكن نحن وحدنا نستطيع التحكم بالصيت الذي سنكتسبه. (امثال ٢٠:١١) لذلك اسأل نفسك: ‹لو تسنَّى ليسوع او الرسل اختيار اسم لي، فأي اسم يختارون؟ وأي اسم يعبّر جيدا عن الصفة الغالبة في شخصيتي، او الصيت الذي أمتلكه؟›.
من الضروري ان تفكِّر مليًّا في هذا السؤال الأخير. ولماذا؟ كتب الملك الحكيم سليمان: «الصيت يُختار على الغنى الكثير». (امثال ٢٢:١) لا شك ان حيازة اسم او صيت حسن في نظر الناس لهي مقتنى ثمين. لكن الاهم من ذلك هو صنع اسم حسن امام اللّٰه، لأننا بذلك ندّخر لأنفسنا كنزا لا يفنى. فاللّٰه يعِد انه سيكتب امامه في «سفر تذكرة» اسماء الذين يخافونه، وسيمنحهم رجاء الحياة الى الابد. — ملاخي ٣:١٦؛ رؤيا ٣:٥؛ ٢٠:١٢-١٥.
جواهر روحية
ابتسموا — فهذا نافع لكم!
هل تؤثر الابتسامة حقا في النفوس؟ حسنا، هل تذكرون حين بعثَت فيكم ابتسامة شخص شعورا بالطمأنينة او الارتياح؟ وكيف انكم شعرتم بالتوتر، حتى بالنبذ عند غيابها؟ نعم، تُحدث الابتسامة تغييرا هاما في المواقف. فهي تؤثر في المُبتسِم والمبتسَم له على السواء. قال ايوب، شخصية في الكتاب المقدس، عن أعدائه: «إن ابتسمتُ لهم لا يصدِّقون، ونور وجهي لم يطرحوه عنهم بعيدا». (ايوب ٢٩:٢٤، ترجمة تفسيرية) ويمكن ان يكون «نور» وجه ايوب قد دلّ على السعادة والبهجة.
٢٥-٣١ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٣٠–٣١
«كيف بقي أيوب طاهرًا؟»
حوِّل عينيك عن الامور الباطلة
٨ لَيْسَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُسْتَثْنَيْنَ مِنْ شَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ وَشَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ. لِذلِكَ تُشَجِّعُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نُمَارِسَ تَأْدِيبَ ٱلذَّاتِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَا نَرَاهُ وَنَشْتَهِيهِ. (١ كو ٩:٢٥، ٢٧؛ اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.) وَٱلرَّجُلُ ٱلْمُسْتَقِيمُ أَيُّوبُ أَدْرَكَ ٱلصِّلَةَ ٱلْوَثِيقَةَ بَيْنَ مَا نَرَاهُ وَنَرْغَبُ فِيهِ. ذَكَرَ: «عَهْدًا قَطَعْتُ مَعَ عَيْنَيَّ. فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذْرَاءَ؟». (اي ٣١:١) فَأَيُّوبُ رَفَضَ أَنْ يَمَسَّ ٱمْرَأَةً بِطَرِيقَةٍ فَاسِدَةٍ أَدَبِيًّا، حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لِنَفْسِهِ بِأَنْ يُفَكِّرَ فِي أَمْرٍ كَهذَا. وَقَدْ شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ إِبْقَاءِ ٱلْعَقْلِ طَاهِرًا مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ حِينَ قَالَ: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». — مت ٥:٢٨.
تأمّل في ‹العواقب›
لذلك قبل ان تسلك في طريق فاسد كهذا، اسأل نفسك: ‹الى اين ستقودني هذه الطريق؟›. ان التروّي والتفكير مليا في ‹العواقب› المحتملة قد يحول دون اتّباعك مسلكا لا تُحمَد عُقباه. فالأيدز وغيره من الامراض المنتقلة جنسيا، الحبل غير المرغوب فيه، الاجهاض، العلاقات المحطمة، وعذاب الضمير تشوب حياة الذين يختارون تجاهل هذه «اللافتات». وقد ذكر الرسول بولس بكل وضوح كيف ستكون آخرة هؤلاء الاشخاص. فهم ‹لن يرثوا ملكوت اللّٰه›. — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
ايها الحدث، اسمح لكلمة اللّٰه بأن ترشدك
١٥ مَتَى يُرَجَّحُ أَكْثَرَ أَنْ يُوضَعَ وَلَاؤُكَ لِلّٰهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ، حِينَ تَكُونُ مَعَ آخَرِينَ أَمْ بِمُفْرَدِكَ؟ عِنْدَمَا تَكُونُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ، تَكُونُ دِفَاعَاتُكَ ٱلرُّوحِيَّةُ إِجْمَالًا فِي حَالَةِ تَأَهُّبٍ. وَهذَا مَا يَجْعَلُكَ تَتَنَبَّهُ لِلْمَخَاطِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ. أَمَّا فِي أَوْقَاتِ ٱلرَّاحَةِ فَهُنَالِكَ إِمْكَانِيَّةٌ أَكْبَرُ أَنْ تَنْتَهِكَ مَقَايِيسَكَ ٱلْأَدَبِيَّةَ لِأَنَّكَ تَكُونُ عَادَةً أَقَلَّ حَذَرًا.
١٦ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ حَتَّى حِينَ تَكُونُ بِمُفْرَدِكَ؟ تَذَكَّرْ مَا يَلِي: فِي وُسْعِكَ إِمَّا أَنْ تُحْزِنَ قَلْبَ يَهْوَهَ أَوْ أَنْ تُفَرِّحَهُ. (تك ٦:٥، ٦؛ ام ٢٧:١١) فَأَفْعَالُكَ تُؤَثِّرُ فِي مَشَاعِرِهِ لِأَنَّهُ «يَهْتَمُّ بِكَ». (١ بط ٥:٧) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْهِ لِتَنْتَفِعَ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَقَدْ تَأَلَّمَ يَهْوَهُ فِي مَا مَضَى عِنْدَمَا تَجَاهَلَ بَعْضُ خُدَّامِهِ فِي إِسْرَائِيلَ مَشُورَتَهُ. (مز ٧٨:٤٠، ٤١) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، أَكَنَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً لِلنَّبِيِّ دَانِيَالَ، حَسْبَمَا يَتَّضِحُ مِنْ كَلَامِ أَحَدِ ٱلْمَلَائِكَةِ. فَقَدْ دَعَا دَانِيَالَ: «أَيُّهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَحْبُوبُ جِدًّا». (دا ١٠:١١) وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ حَافَظَ عَلَى وَلَائِهِ لِلّٰهِ أَمَامَ ٱلنَّاسِ وَكَذلِكَ حِينَ كَانَ بِمُفْرَدِهِ. — اِقْرَأْ دانيال ٦:١٠.
جواهر روحية
فن الاصغاء بمحبة
استمع اصحاب الرجل ايوب الى ما لا يقلّ عن عشر خُطب له. ومع ذلك عبَّر ايوب عن استيائه قائلا: «ليت لي من يسمعني!». (ايوب ٣١:٣٥) ولماذا؟ لأن اصغاءهم لم يُعَزِّه. فما كانوا مهتمين بأيوب ولا ارادوا ان يفهموا مشاعره. وبالتأكيد لم يتصفوا بالتعاطف ليشاطروا ايوب مشاعره وهم يصغون اليه. لكنّ الرسول بطرس ينصح: «كونوا جميعا متحدي الفكر، متعاطفين، ذوي مودة اخوية وحنان، متواضعي العقل». (١ بطرس ٣:٨) فكيف يمكننا اظهار التعاطف؟ احدى الطرائق هي إظهار الاهتمام بمشاعر الشخص الآخر ومحاولة فهمها. فقول تعابير تعاطفية مثل: «ان ذلك مزعج بالتأكيد»، او «شعرتَ حتما بأنه أُسيء فهمك»، هو طريقة نعرب بها عن اهتمامنا. والطريقة الاخرى هي اعادة صياغة ما قاله الشخص الآخر بكلماتنا الخاصة، مظهرين بذلك اننا فهمنا ما قاله. فالاصغاء بمحبة يعني ان ننتبه لا للكلمات فقط بل ايضا للمشاعر الضمنية غير المعبَّر عنها بصراحة.