لِيَكُنْ إِيمَانُكَ بِٱلْمَلَكُوتِ رَاسِخًا
«اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». — عب ١١:١.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَزِيدُ ثِقَتَنَا أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيُتَمِّمُ قَصْدَ ٱللّٰهِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ؟ (ب) اِنْسِجَامًا مَعَ أَفَسُس ٢:١٢، كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْعُهُودُ ٱلْمُرْتَبِطَةُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، نَحْنُ نَكْرِزُ بِغَيْرَةٍ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ لِكُلِّ مَشَاكِلِنَا، وَنَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ بِحَمَاسَةٍ إِلَى هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَمِدُّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلٰكِنْ، إِلَى أَيِّ حَدٍّ نَحْنُ وَاثِقُونَ بِأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ حَقِيقِيٌّ وَأَنَّهُ سَيُحَقِّقُ هَدَفَهُ ٱلْمَنْشُودَ؟ وَمَا أَسَاسُ إِيمَانِنَا ٱلرَّاسِخِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ — عب ١١:١.
٢ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ تَرْتِيبٌ أَعَدَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِنَفْسِهِ لِيُتَمِّمَ قَصْدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَ بِمَخْلُوقَاتِهِ. وَهُوَ يَرْتَكِزُ عَلَى أَسَاسٍ لَا يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا، حَقِّ يَهْوَهَ ٱلْمُطْلَقِ فِي ٱلْحُكْمِ. أَمَّا مَنْ سَيَكُونُ مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ وَشُرَكَاؤُهُ فِي ٱلْحُكْمِ، أَيْنَ سَيَكُونُ نِطَاقُ حُكْمِهِمْ وَعَلَى مَنْ، فَهِيَ كُلُّهَا أُمُورٌ ثُبِّتَتْ شَرْعِيًّا بِوَاسِطَةِ عُهُودٍ، أَيْ بِمُوجَبِ عُقُودٍ أَوْ إِجْرَاءَاتٍ قَانُونِيَّةٍ أَبْرَمَهَا إِمَّا ٱللّٰهُ أَوِ ٱبْنُهُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. وَبِتَأَمُّلِنَا فِي هٰذِهِ ٱلْعُهُودِ، سَنَفْهَمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ ٱللّٰهِ وَسَنَرَى كَمْ هُوَ مَتِينٌ أَسَاسُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ. — اقرأ افسس ٢:١٢.
٣ مَاذَا سَنَتَفَحَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٣ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى سِتَّةِ عُهُودٍ رَئِيسِيَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلَّذِي يَرْأَسُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، وَهِيَ: (١) اَلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، (٢) عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ، (٣) اَلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ، (٤) اَلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ، (٥) اَلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ، وَ (٦) عَهْدُ ٱلْمَلَكُوتِ. فَلْنَتَفَحَّصْ كَيْفَ يَرْتَبِطُ كُلٌّ مِنْهَا بِٱلْمَلَكُوتِ وَكَيْفَ يُسَاهِمُ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. — اُنْظُرِ ٱلْقَائِمَةَ «كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللّٰهُ قَصْدَهُ؟».
وَعْدٌ يَكْشِفُ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ ٱللّٰهِ
٤ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْبَشَرِ ٱتَّخَذَهَا يَهْوَهُ حَسْبَمَا تَقُولُ رِوَايَةُ ٱلتَّكْوِينِ؟
٤ بَعْدَمَا هَيَّأَ يَهْوَهُ كَوْكَبَنَا ٱلْجَمِيلَ لِلسَّكَنِ، ٱتَّخَذَ ثَلَاثَةَ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْبَشَرِ: أَنَّهُ سَيَصْنَعُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيُوَسِّعُونَ حُدُودَ ٱلْفِرْدَوْسِ لِيَشْمُلَ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا وَيَمْلَأُونَهُ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ، وَأَنَّ ٱلْأَكْلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِمْ. (تك ١:٢٦، ٢٨؛ ٢:١٦، ١٧) وَلَمْ تَكُنْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ إِضَافِيٍّ. فَبَعْدَ خَلْقِ ٱلْإِنْسَانِ، كَانَ كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِيَتِمَّ قَصْدُ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْعَمَلَ بِمُوجَبِ ٱلْقَرَارَيْنِ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ. فَكَيْفَ نَشَأَتْ إِذًا ٱلْحَاجَةُ إِلَى عُهُودٍ؟
٥، ٦ (أ) كَيْفَ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ إِحْبَاطَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟ (ب) كَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ مَسْأَلَةَ ٱلتَّمَرُّدِ؟
٥ فِي مُحَاوَلَةٍ دَنِيئَةٍ لِإِحْبَاطِ قَصْدِ ٱللّٰهِ، أَثَارَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ تَمَرُّدًا بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْقَرَارِ ٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ بِأَكْثَرِ سُهُولَةٍ، أَيِ ٱلَّذِي يَتَطَلَّبُ طَاعَةَ ٱلْبَشَرِ. فَقَدْ أَغْوَى ٱلْمَرْأَةَ ٱلْأُولَى حَوَّاءَ أَنْ تَعْصِيَ أَمْرَ ٱللّٰهِ ٱلنَّاهِيَ عَنِ ٱلْأَكْلِ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. (تك ٣:١-٥؛ رؤ ١٢:٩) وَبِذٰلِكَ، شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فِي حَقِّ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ. وَلَاحِقًا، نَسَبَ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةً إِلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. — اي ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥.
٦ فَكَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ ٱلْمَسْأَلَةَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ إِهْلَاكَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ كَانَ سَيُنْهِي تَمَرُّدَهُمْ. وَلٰكِنَّهُ كَانَ سَيَعْنِي أَيْضًا أَنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ أَنْ تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ بِمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَنْ يَتَحَقَّقَ. لِذٰلِكَ، عِوَضَ أَنْ يَقْضِيَ ٱلْخَالِقُ ٱلْحَكِيمُ فَوْرًا عَلَى ٱلْمُتَمَرِّدِينَ، تَنَبَّأَ بِنُبُوَّةٍ ذَاتِ مَدْلُولٍ عَمِيقٍ — ٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ — نُبُوَّةٍ تَضْمَنُ أَنَّ كَلَامَهُ سَيَتِمُّ بِحَذَافِيرِهِ. — اقرإ التكوين ٣:١٥.
٧ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ بِخُصُوصِ ٱلْحَيَّةِ وَنَسْلِهَا؟
٧ بِوَاسِطَةِ ٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ، أَصْدَرَ يَهْوَهُ حُكْمًا عَلَى ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، وَعَلَى نَسْلِهَا ٱلَّذِي يُمَثِّلُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَصْطَفُّونَ إِلَى جَانِبِهِ فِي مَسْأَلَةِ حَقِّ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُكْمِ. كَمَا أَعْطَى ٱللّٰهُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسُّلْطَةَ لِإِهْلَاكِ ٱلشَّيْطَانِ. وَهٰكَذَا، شَدَّدَ ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ عَلَى سَحْقِ ٱلْمُحَرِّضِ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ وَمَحْوِ آثَارِ تَمَرُّدِهِ، وَحَدَّدَ أَيْضًا ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي سَيُنْجَزُ بِهَا ذٰلِكَ.
٨ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ هُوِيَّةِ ٱلْمَرْأَةِ وَنَسْلِهَا؟
٨ وَمَنْ هُوَ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ؟ بِمَا أَنَّهُ سَيَسْحَقُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ، أَيْ «يُبِيدُ» ٱلْمَخْلُوقَ ٱلرُّوحَانِيَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُوَ أَيْضًا رُوحَانِيًّا. (عب ٢:١٤) وَعَلَيْهِ، يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلِدُ ٱلنَّسْلَ هِيَ بِدَوْرِهَا مِنْ طَبِيعَةٍ رُوحَانِيَّةٍ. وَلِنَحْوِ ٠٠٠,٤ سَنَةٍ بَعْدَ ٱلتَّلَفُّظِ بِٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ، بَقِيَتْ هُوِيَّةُ ٱلْمَرْأَةِ وَنَسْلِهَا لُغْزًا فِيمَا أَخَذَ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ يَتَكَاثَرُ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، قَطَعَ يَهْوَهُ عِدَّةَ عُهُودٍ تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلنَّسْلِ وَتُؤَكِّدُ لِخُدَّامِهِ أَنَّ هٰذَا ٱلنَّسْلَ سَيَكُونُ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي سَيُزِيلُ بِهَا ٱلْبَلَايَا ٱلَّتِي أَنْزَلَهَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.
عَهْدٌ يُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلنَّسْلِ
٩ مَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، وَمَتَى أَصْبَحَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ؟
٩ بَعْدَ مُرُورِ أَلْفَيْ سَنَةٍ تَقْرِيبًا عَلَى إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ، أَمَرَ يَهْوَهُ ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَتْرُكَ مَوْطِنَهُ فِي أُورَ ٱلْوَاقِعَةِ فِي بِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ وَيَذْهَبَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. (اع ٧:٢، ٣) قَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ. وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ ٱسْمَكَ؛ فَكُنْ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَأَلْعَنُ لَاعِنَكَ، وَتَتَبَارَكُ بِكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ». (تك ١٢:١-٣) هٰذِهِ هِيَ أَبْكَرُ رِوَايَةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُذْكَرُ فِيهَا ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ. فَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَتَى قَطَعَ يَهْوَهُ بِٱلضَّبْطِ ٱلْعَهْدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ، إِلَّا أَنَّ مَفْعُولَهُ سَرَى عَامَ ١٩٤٣ قم حِينَ تَرَكَ إِبْرَاهِيمُ حَارَانَ بِعُمْرِ ٧٥ عَامًا وَعَبَرَ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ.
١٠ (أ) كَيْفَ أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّةُ تَفَاصِيلَ عَنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ كَشَفَهَا يَهْوَهُ تَدْرِيجِيًّا؟
١٠ كَرَّرَ يَهْوَهُ وَعْدَهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، مُعْطِيًا إِيَّاهُ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً. (تك ١٣:١٥-١٧؛ ١٧:١-٨، ١٦) وَحِينَمَا أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ بِٱسْتِعْدَادِهِ لِتَقْدِيمِ ٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ ذَبِيحَةً، أَكَّدَ يَهْوَهُ بِقَسَمٍ أَنَّ ٱلْعَهْدَ سَيَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. (اقرإ التكوين ٢٢:١٥-١٨؛ عبرانيين ١١:١٧، ١٨) وَبَعْدَمَا سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ، كَشَفَ يَهْوَهُ تَدْرِيجِيًّا تَفَاصِيلَ هَامَّةً عَنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ: أَنَّهُ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، سَيَكُونُ كَثِيرَ ٱلْعَدَدِ، سَيَشْغَلُ مَنْصِبًا مَلَكِيًّا، سَيُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَعْدَاءِ، وَسَيَكُونُ بَرَكَةً لِكَثِيرِينَ.
أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.)
١١، ١٢ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْإِبْرَاهِيمِيَّ لَهُ إِتْمَامٌ أَعْظَمُ، وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لَنَا؟
١١ كَانَ لِلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ إِتْمَامٌ حَرْفِيٌّ ٱنْطَبَقَ عَلَى ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَمَا وَرِثُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّ لَهُ إِتْمَامًا رُوحِيًّا أَيْضًا. (غل ٤:٢٢-٢٥) فَقَدْ شَرَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ تَحْتَ ٱلْوَحْيِ أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَعْظَمِ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَأَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ هُوَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ بِٱلرُّوحِ. (غل ٣:١٦، ٢٩؛ رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١، ٤) أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تُنْتِجُ هٰذَا ٱلنَّسْلَ فَهِيَ «أُورُشَلِيمُ ٱلْعُلْيَا»، ٱلْجُزْءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَلَّفُ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْأَمِينَةِ. (غل ٤:٢٦، ٣١) وَكَمَا نَصَّ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، سَيُغْدِقُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْبَرَكَاتِ عَلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.
١٢ يُسَلِّطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ ٱلضَّوْءَ عَلَى مَلِكِ ٱلْمَلَكُوتِ وَشُرَكَائِهِ، وَيُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلْقَانُونِيَّ ٱلَّذِي يَضْمَنُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَصِيرُ حَقِيقَةً. (عب ٦:١٣-١٨) وَإِلَى مَتَى سَيَدُومُ هٰذَا ٱلْعَهْدُ؟ تَقُولُ ٱلتَّكْوِين ١٧:٧ إِنَّهُ سَيَكُونُ «عَهْدًا دَهْرِيًّا». فَهُوَ سَيَظَلُّ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ إِلَى أَنْ يُهْلِكَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ أَعْدَاءَ ٱللّٰهِ وَتَتَبَارَكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ. (١ كو ١٥:٢٣-٢٦) لٰكِنَّ بَرَكَاتِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ سَتَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ يُظْهِرُ تَصْمِيمَ يَهْوَهَ عَلَى تَحْقِيقِ قَصْدِهِ أَنْ ‹تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ› بِأُنَاسٍ أَبْرَارٍ. — تك ١:٢٨.
عَهْدٌ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ
١٣، ١٤ مَاذَا يَضْمَنُ ٱلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ؟
١٣ يُعَلِّمُنَا ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ وَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ ٱلَّذِي هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَهَ يَرْتَكِزُ عَلَى أَسَاسٍ مَتِينٍ هُوَ مَقَايِيسُ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةُ. (مز ٨٩:١٤) وَهَلْ يُصِيبُ ٱلْفَسَادُ يَوْمًا هٰذِهِ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ، مَا يَسْتَلْزِمُ ٱسْتِبْدَالَهَا؟ يَضْمَنُ عَهْدٌ شَرْعِيٌّ آخَرُ أَنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَحْدُثَ أَبَدًا.
١٤ حِينَ كَانَ دَاوُدُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَهُ ٱلْعَهْدَ ٱلدَّاوُدِيَّ. (اقرأ ٢ صموئيل ٧:١٢، ١٦.) فَقَدْ وَعَدَهُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيَكُونُ مِنْ سُلَالَتِهِ. (لو ١:٣٠-٣٣) وَبِذٰلِكَ حَصَرَ سِلْسِلَةَ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا، وَمَهَّدَ لِمَجِيءِ مُتَحَدِّرٍ مِنْ دَاوُدَ سَيَكُونُ لَهُ «ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ» أَنْ يَجْلِسَ عَلَى عَرْشِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (حز ٢١:٢٥-٢٧) وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ هٰذَا ٱلْوَارِثُ، فَإِنَّ مُلْكَ دَاوُدَ «يَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» وَيَكُونُ نَسْلُهُ «إِلَى ٱلدَّهْرِ . . . وَعَرْشُهُ كَٱلشَّمْسِ». (مز ٨٩:٣٤-٣٧) فَٱلْفَسَادُ لَنْ يُصِيبَ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ أَبَدًا، وَسَتَبْقَى إِنْجَازَاتُهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.
عَهْدٌ يَسُدُّ ٱلْحَاجَةَ إِلَى كَهَنُوتٍ
١٥-١٧ أَيُّ مَنْصِبٍ إِضَافِيٍّ سَيَشْغَلُهُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ بِمُوجَبِ ٱلْعَهْدِ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلِمَاذَا؟
١٥ يَضْمَنُ ٱلْعَهْدَانِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ وَٱلدَّاوُدِيُّ أَنَّ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ سَيَشْغَلُ مَنْصِبًا مَلَكِيًّا. غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلدَّوْرَ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي لِمُبَارَكَةِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَلِكَيْ يَتَبَارَكَ ٱلنَّاسُ فِعْلًا، يَحْتَاجُونَ إِلَى كَاهِنٍ يُقَدِّمُ عَنْهُمُ ٱلذَّبِيحَةَ كَيْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ حَالَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ وَيَنْضَمُّوا إِلَى عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَ ٱلنَّسْلُ مَنْصِبًا كَهَنُوتِيًّا أَيْضًا. وَقَدْ سَدَّ ٱلْخَالِقُ ٱلْحَكِيمُ هٰذِهِ ٱلْحَاجَةَ مِنْ خِلَالِ تَرْتِيبٍ قَانُونِيٍّ آخَرَ هُوَ ٱلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ.
١٦ كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا شَخْصِيًّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَسُوعَ يَنُصُّ عَلَى أَمْرَيْنِ: أَوَّلًا، أَنَّهُ ‹سَيُجْلِسُ يَسُوعَ عَنْ يَمِينِهِ› إِلَى أَنْ يَضَعَ أَعْدَاءَهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ؛ وَثَانِيًا، أَنَّ يَسُوعَ سَيَكُونُ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلدَّهْرِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. (اقرإ المزمور ١١٠:١، ٢، ٤.) وَلِمَ «عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ»؟ لِأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَرِثَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ، كَانَ مَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَلِيمَ، «كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ». (عب ٧:١-٣) وَقَدْ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ بِنَفْسِهِ لِيَقُومَ بِهٰذَا ٱلدَّوْرِ. وَهُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُقَالُ عَنْهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِنَّهُ خَدَمَ مَلِكًا وَكَاهِنًا فِي آنٍ وَاحِدٍ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، بِمَا أَنَّهُ كَانَ بِلَا سَلَفٍ وَلَا خَلَفٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُسَمَّى «كَاهِنًا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ»، أَيْ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١٧ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَيَّنَ يَهْوَهُ بِنَفْسِهِ يَسُوعَ بِمُوجَبِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. (عب ٥:٤-٦) وَيُظْهِرُ هٰذَا ٱلْعَهْدُ بِوُضُوحٍ أَنَّ يَهْوَهَ ٱلْتَزَمَ قَانُونِيًّا أَنْ يَسْتَخْدِمَ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ ٱلْأَسَاسِيِّ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ.
عُهُودٌ تُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِلْمَلَكُوتِ
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْعُهُودُ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ حَتَّى ٱلْآنَ، نَاقَشْنَا ثَلَاثَةَ عُهُودٍ وَتَعَلَّمْنَا كَيْفَ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَكَيْفَ يَرْتَكِزُ تَرْتِيبُ ٱلْمَلَكُوتِ بِثَبَاتٍ عَلَى عُقُودٍ قَانُونِيَّةٍ. فَبَعْدَ أَنْ ضَمِنَ ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَخْدِمُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ كَيْ يُحَقِّقَ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ، جَاءَ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ لِيَشْرَحَ مَنْ سَيَكُونُ هٰذَا ٱلنَّسْلُ وَمَا ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي سَيَلْعَبُهُ.
١٩ ثُمَّ حَصَرَ ٱلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ سِلْسِلَةَ نَسَبِ ٱلْجُزْءِ ٱلرَّئِيسِيِّ مِنَ ٱلنَّسْلِ وَأَعْطَاهُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِتَكُونَ إِنْجَازَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ أَبَدِيَّةً. أَمَّا ٱلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ فَوَضَعَ ٱلْأَسَاسَ لِيَشْغَلَ ٱلنَّسْلُ مَنْصِبًا كَهَنُوتِيًّا. إلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَنْ يُسَاعِدَ ٱلْبَشَرَ عَلَى بُلُوغِ ٱلْكَمَالِ بِمُفْرَدِهِ. فَثَمَّةَ آخَرُونَ أَيْضًا مُسِحُوا لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً. فَمِنْ أَيْنَ سَيَأْتُونَ؟ سَنُنَاقِشُ جَوَابَ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.