أَعْطِ ٱلْكَرَامَةَ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهَا
«لِلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ ٱلْبَرَكَةُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْقُدْرَةُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ!». — رؤ ٥:١٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩، ١٠٨
١ لِمَ يَسْتَحِقُّ ٱلْبَعْضُ ٱلْإِكْرَامَ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
إِنَّ إِكْرَامَ ٱلنَّاسِ يَعْنِي ٱحْتِرَامَهُمْ وَتَقْدِيرَهُمْ. وَهُمْ عَادَةً يَسْتَحِقُّونَ ٱلْإِكْرَامَ، إِمَّا بِسَبَبِ إِنْجَازَاتِهِمْ أَوْ مَرْكَزِهِمْ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ مَنْ يَجِبُ أَنْ نُكْرِمَ، وَلِمَاذَا.
٢، ٣ (أ) لِمَ يَسْتَحِقُّ يَهْوَهُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ ٱلْكَرَامَةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَنْ هُوَ ٱلْحَمَلُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٥:١٣، وَلِمَ يَسْتَحِقُّ ٱلْكَرَامَةَ؟
٢ تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ٥:١٣ إِنَّ ‹ٱلْجَالِسَ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَٱلْحَمَلَ› يَسْتَحِقَّانِ ٱلْكَرَامَةَ. وَنَقْرَأُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱلسِّفْرِ نَفْسِهِ أَنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةَ تُسَبِّحُ يَهْوَهَ «ٱلْحَيَّ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ». فَهِيَ تَهْتِفُ: «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ، يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، أَنْ تَنَالَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ، لِأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ وُجِدَتْ وَخُلِقَتْ». — رؤ ٤:٩-١١.
٣ أَمَّا ‹ٱلْحَمَلُ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ› فَهُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (يو ١:٢٩) وَلِمَ يَسْتَحِقُّ ٱلْكَرَامَةَ؟ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّهُ أَسْمَى بِكَثِيرٍ مِنْ كُلِّ ٱلْمُلُوكِ ٱلْبَشَرِ. فَهُوَ «مَلِكُ ٱلسَّائِدِينَ كَمُلُوكٍ وَرَبُّ ٱلسَّائِدِينَ كَأَرْبَابٍ، ٱلَّذِي وَحْدَهُ لَهُ ٱلْخُلُودُ، هُوَ ٱلسَّاكِنُ فِي نُورٍ لَا يُدْنَى مِنْهُ، ٱلَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ». (١ تي ٦:١٤-١٦) وَهُوَ أَيْضًا ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي مَاتَ طَوْعًا عَنْ خَطَايَانَا. لِذَا نَضُمُّ صَوْتَنَا إِلَى آلَافِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلَّتِي تُعْلِنُ: «إِنَّ ٱلْحَمَلَ ٱلَّذِي ذُبِحَ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يَنَالَ ٱلْقُوَّةَ وَٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلْقُدْرَةَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْمَجْدَ وَٱلْبَرَكَةَ». — رؤ ٥:١٢.
٤ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُكْرِمَ يَهْوَهَ وَٱلْمَسِيحَ؟
٤ تَقُولُ يُوحَنَّا ٥:٢٢، ٢٣ إِنَّ يَهْوَهَ فَوَّضَ كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ إِلَى ٱلِٱبْنِ. وَهٰذَا سَبَبٌ مُهِمٌّ لِنُكْرِمَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. وَبِإِكْرَامِ ٱلِٱبْنِ نُكْرِمُ أَيْضًا أَبَاهُ يَهْوَهَ. وَإِكْرَامُهُمَا لَيْسَ مَسْأَلَةً ٱخْتِيَارِيَّةً. فَحَيَاتُنَا ٱلْأَبَدِيَّةُ تَعْتَمِدُ عَلَى ذٰلِكَ. — اقرإ المزمور ٢:١١، ١٢.
٥ لِمَ يَسْتَحِقُّ ٱلْبَشَرُ ٱلْكَرَامَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ؟
٥ وَبِمَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ خُلِقُوا «عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ»، يَعْكِسُ مُعْظَمُهُمْ صِفَاتٍ كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱللُّطْفِ وَٱلْحَنَانِ. (تك ١:٢٧) كَمَا أَنَّهُمْ يَنْعَمُونَ بِضَمِيرٍ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ وَبَيْنَ مَا يَجُوزُ وَمَا لَا يَجُوزُ. (رو ٢:١٤، ١٥) وَٱلنَّاسُ عُمُومًا يُحِبُّونَ ٱلْأَشْيَاءَ ٱلْمُرَتَّبَةَ وَٱلْجَمِيلَةَ، وَيُحِبُّونَ ٱلْعَيْشَ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. وَهٰذَا لَيْسَ غَرِيبًا، فَيَهْوَهُ هُوَ إِلٰهُ تَرْتِيبٍ وَسَلَامٍ. وَلِأَنَّ ٱلْبَشَرَ يَعْكِسُونَ مَجْدَ ٱللّٰهِ إِلَى حَدٍّ مَا، يَسْتَحِقُّونَ مِقْدَارًا مِنَ ٱلْكَرَامَةِ وَٱلِٱحْتِرَامِ. — مز ٨:٥.
مَنْحُ ٱلْآخَرِينَ كَرَامَةً لَائِقَةً
٦، ٧ كَيْفَ يَخْتَلِفُ شُهُودُ يَهْوَهَ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟
٦ رَأَيْنَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ بِشَكْلٍ عَامٍّ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْإِكْرَامَ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَحْيَانًا أَنْ نَعْرِفَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ نُكْرِمُهُمْ. فَأَغْلَبُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَتَأَثَّرُونَ جِدًّا بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ، لِذَا يُكْرِمُونَ رِجَالًا وَنِسَاءً زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ. فَنَرَاهُمْ يُؤَلِّهُونَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ، أَبْطَالَ ٱلرِّيَاضَةِ، نُجُومَ ٱلْفَنِّ، وَغَيْرَهُمْ مِنَ ٱلْمَشَاهِيرِ. وَٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ يَتَّخِذُونَهُمْ مَثَلًا أَعْلَى. فَيَتَشَبَّهُونَ بِكَلَامِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.
٧ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا يُكْرِمُونَ ٱلْبَشَرَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ. فَٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي نَعْتَبِرُهُ مَثَلَنَا ٱلْأَعْلَى. (١ بط ٢:٢١) وَلَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى أَيْضًا أَنَّ «ٱلْجَمِيعَ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللّٰهِ». (رو ٣:٢٣) هٰذَا وَإِنَّ إِكْرَامَ ٱلنَّاسِ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ يُخَسِّرُنَا رِضَى يَهْوَهَ.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ يَنْظُرُ شُهُودُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ؟ (ب) مَتَى لَا نُطِيعُ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ؟
٨ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يَسْتَحِقُّ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱحْتِرَامَنَا بِسَبَبِ ٱلدَّوْرِ ٱلَّذِي يُؤَدُّونَهُ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ. فَٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْحُكُومِيُّونَ مَثَلًا يُطَبِّقُونَ ٱلْقَانُونَ وَيُحَافِظُونَ عَلَى ٱلنِّظَامِ وَيَهْتَمُّونَ بِشُؤُونِ ٱلْمُوَاطِنِينَ. وَكُلُّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَاتِ. لِذَا نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلْحُكُومَاتِ «سُلُطَاتٍ فَائِقَةً» وَيَخْضَعُوا لَهَا. وَأَوْصَاهُمْ أَيْضًا: «أَدُّوا لِلْجَمِيعِ حُقُوقَهُمُ ٱلْوَاجِبَةَ: اَلضَّرِيبَةَ لِمَنْ يَطْلُبُ ٱلضَّرِيبَةَ . . . وَٱلْكَرَامَةَ لِمَنْ يَطْلُبُ ٱلْكَرَامَةَ». — رو ١٣:١، ٧.
٩ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱللَّائِقَ لِلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ. طَبْعًا، لِكُلِّ بَلَدٍ عَادَاتُهُ. فَمَا يَطْلُبُهُ ٱلْمَسْؤُولُونَ يَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ. وَلٰكِنْ أَيْنَمَا كُنَّا، نَتَعَاوَنُ مَعَهُمْ لِأَنَّهُمْ يُؤَدُّونَ وَاجِبَهُمْ. أَمَّا إِذَا طَلَبُوا مِنَّا أَمْرًا يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَنَحْنُ نُطِيعُ وَنُكْرِمُ يَهْوَهَ لَا ٱلْإِنْسَانَ. — اقرأ ١ بطرس ٢:١٣-١٧.
١٠ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي مِثَالًا حَسَنًا؟
١٠ وَخُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي رَسَمُوا لَنَا مِثَالًا حَسَنًا فِي إِكْرَامِ ٱلْحُكُومَاتِ وَٱلْمَسْؤُولِينَ. فَعِنْدَمَا أَصْدَرَ قَيْصَرُ أَمْرًا بِإِحْصَاءِ سُكَّانِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ، سَافَرَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ لِيَكْتَتِبَا، رَغْمَ أَنَّ مَرْيَمَ كَانَتْ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَلِدَ. (لو ٢:١-٥) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا مِثَالٌ حَسَنٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا ٱتَّهَمَهُ ٱلْيَهُودُ بِجَرَائِمَ خَطِيرَةٍ، دَافَعَ عَنْ نَفْسِهِ بِٱحْتِرَامٍ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ وَأَمَامَ فِسْتُوسَ، حَاكِمِ إِقْلِيمِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلرُّومَانِيِّ. — اع ٢٥:١-١٢؛ ٢٦:١-٣.
١١، ١٢ (أ) لِمَ لَا نَمْنَحُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ كَرَامَةً خُصُوصِيَّةً؟ (ب) مَاذَا حَدَثَ حِينَ أَظْهَرَ أَخٌ نَمْسَاوِيٌّ ٱلِٱحْتِرَامَ لِأَحَدِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ؟
١١ وَمَاذَا عَنِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ؟ نَحْنُ نَحْتَرِمُهُمْ مَثَلُهُمْ مَثَلُ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ. لٰكِنَّنَا لَا نَمْنَحُهُمْ كَرَامَةً خُصُوصِيَّةً، حَتَّى لَوْ طَلَبُوا ذٰلِكَ. فَٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ لَا يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللّٰهِ وَكَلِمَتِهِ. وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، شَهَّرَ يَسُوعُ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ بِأَنَّهُمْ مُرَاؤُونَ وَقَادَةٌ عُمْيَانٌ. (مت ٢٣:٢٣، ٢٤) بِٱلْمُقَابِلِ، نُظْهِرُ لِلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ مِنِ ٱحْتِرَامٍ وَكَرَامَةٍ خُصُوصِيَّةٍ. وَهٰذَا يُؤَدِّي أَحْيَانًا إِلَى نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ.
١٢ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ أَخٍ نَمْسَاوِيٍّ غَيُورٍ ٱسْمُهُ لِيُوبُولْد إِنْغْلَايْتْنِه. فَقَدْ قَبَضَ عَلَيْهِ ٱلنَّازِيُّونَ وَأَرْسَلُوهُ بِٱلْقِطَارِ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ بُخِنْوَالْد. وَكَانَ مَعَهُ فِي ٱلْقِطَارِ نَفْسِهِ سَجِينٌ سِيَاسِيٌّ نَمْسَاوِيٌّ هُوَ ٱلدُّكْتُورُ هَايْنْرِخ غْلَايْسْنِر. فَٱنْتَهَزَ ٱلْأَخُ لِيُوبُولْدُ ٱلْفُرْصَةَ لِيَشْرَحَ مُعْتَقَدَاتِهِ بِٱحْتِرَامٍ لِهٰذَا ٱلدُّكْتُورِ ٱلَّذِي أَصْغَى إِلَيْهِ بِٱنْتِبَاهٍ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، ٱسْتَغَلَّ غْلَايْسْنِر نُفُوذَهُ مِرَارًا لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ فِي ٱلنَّمْسَا. وَلَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ أَنْتَ أَيْضًا مُنَاسَبَاتٍ أَدَّى فِيهَا ٱحْتِرَامُ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ إِلَى نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةٍ.
آخَرُونَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْكَرَامَةَ
١٣ مَنْ يَسْتَحِقُّونَ خُصُوصًا ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلْكَرَامَةَ، وَلِمَاذَا؟
١٣ لَا شَكَّ أَنَّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا يَسْتَحِقُّونَ ٱلْكَرَامَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ. وَهٰذَا يَصِحُّ خُصُوصًا فِي ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا، مِثْلِ ٱلشُّيُوخِ وَنُظَّارِ ٱلدَّوَائِرِ وَلِجَانِ ٱلْفُرُوعِ وَأَعْضَاءِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٥:١٧.) فَهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ»، وَيَبْذُلُونَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِمْ لِلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ شَعْبِ ٱللّٰهِ. (اف ٤:٨) لِذَا نُكْرِمُهُمْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مَرْكَزِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوْ وَضْعِهِمِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ. وَنَحْنُ بِذٰلِكَ نَتَمَثَّلُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ قَدَّرُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ. وَمَعَ أَنَّنَا نَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ وَنُكْرِمُهُمْ بِسَبَبِ ٱجْتِهَادِهِمْ وَتَوَاضُعِهِمْ، لَا نُؤَلِّهُهُمْ أَوْ نُعَامِلُهُمْ وَكَأَنَّهُمْ مَلَائِكَةٌ. — اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢٤؛ رؤيا ١٩:١٠.
١٤، ١٥ كَيْفَ يَخْتَلِفُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَنْ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ؟
١٤ وَٱلشُّيُوخُ بِدَوْرِهِمْ مُتَوَاضِعُونَ وَيَرْفُضُونَ أَنْ يُعَامَلُوا كَمَشَاهِيرَ، بِعَكْسِ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَوْمَ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. قَالَ يَسُوعُ عَنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ فِي زَمَنِهِ: «يُحِبُّونَ ٱلْمَكَانَ ٱلْأَبْرَزَ فِي مَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ، وَٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ». — مت ٢٣:٦، ٧.
١٥ أَمَّا ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، فَيُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ: «لَا تُدْعَوْا رَابِّي، لِأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا أَبًا لَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لِأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱلسَّمَاوِيُّ. وَلَا تُدْعَوْا قَادَةً، لِأَنَّ قَائِدَكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱلْمَسِيحُ. وَٱلْأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا. مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ». (مت ٢٣:٨-١٢) وَبِإِطَاعَةِ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ، يَكْسِبُ ٱلشُّيُوخُ مَحَبَّةَ وَٱحْتِرَامَ ٱلْإِخْوَةِ.
يَكْسِبُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ مَحَبَّةَ وَٱحْتِرَامَ ٱلْإِخْوَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٣-١٥.)
١٦ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٦ يَلْزَمُنَا ٱلْوَقْتُ كَيْ نَتَعَلَّمَ أَنْ نَمْنَحَ ٱلْآخَرِينَ ٱلْكَرَامَةَ ٱللَّائِقَةَ. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ. (اع ١٠:٢٢-٢٦؛ ٣ يو ٩، ١٠) لٰكِنَّ تَطْبِيقَ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ يَسْتَحِقُّ ٱلْجُهْدَ. فَٱحْتِرَامُهُمْ وَإِكْرَامُهُمْ بِطَرِيقَةٍ لَائِقَةٍ يَجْلُبُ لَنَا فَوَائِدَ كَثِيرَةً.
فَوَائِدُ إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ
١٧ اُذْكُرْ بَعْضَ فَوَائِدِ إِكْرَامِ مَنْ هُمْ فِي مَرْكَزِ مَسْؤُولِيَّةٍ.
١٧ عِنْدَمَا نَحْتَرِمُ وَنُكْرِمُ مَنْ هُمْ فِي مَرْكَزِ مَسْؤُولِيَّةٍ، غَالِبًا مَا يَتَعَاطَفُونَ مَعَنَا وَيُدَافِعُونَ عَنْ حَقِّنَا فِي ٱلْبِشَارَةِ. حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يَنْظُرُونَ بِإِيجَابِيَّةٍ إِلَى عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ. إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ قَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ مَعَ فَاتِحَةٍ أَلْمَانِيَّةٍ ٱسْمُهَا بِرْغِيت. فَحِينَ حَضَرَتْ حَفْلَةَ تَخَرُّجِ ٱبْنَتِهَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، عَبَّرَتْ لَهَا ٱلْمُعَلِّمَاتُ عَنْ فَرَحِهِنَّ بِتَعْلِيمِ تَلَامِيذَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ. وَقُلْنَ إِنَّ جَوَّ ٱلْمَدْرَسَةِ يَتَحَسَّنُ بِفَضْلِهِمْ. كَمَا ذَكَرَتْ مُعَلِّمَةٌ أَنَّ ٱلتَّعْلِيمَ سَيَكُونُ مُتْعَةً لَوْ أَنَّ كُلَّ ٱلتَّلَامِيذِ مِثْلُ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَأَوْضَحَتْ لَهُنَّ بِرْغِيت: «يَتَعَلَّمُ أَوْلَادُنَا أَنْ يَتْبَعُوا مَقَايِيسَ ٱللّٰهِ. لِذَا يَحْتَرِمُونَ وَيُكْرِمُونَ مُعَلِّمِيهِمْ». وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسَابِيعَ، حَضَرَتْ إِحْدَى ٱلْمُعَلِّمَاتِ مَحْفِلًا فِي لَيْبْتْزِيغ.
١٨، ١٩ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ بِشَأْنِ إِكْرَامِ ٱلشُّيُوخِ؟
١٨ وَمَا فَوَائِدُ إِكْرَامِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ تُوصِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَمْدَحَهُمْ عَلَى جُهُودِهِمْ وَنَتَعَاوَنَ مَعَ إِرْشَادَاتِهِمْ. وَهٰكَذَا نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ بِفَرَحٍ. (اقرإ العبرانيين ١٣:٧، ١٧.) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِينَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِهِمْ، لٰكِنَّنَا لَا نُقَلِّدُ طَرِيقَةَ شَيْخٍ «بَارِزٍ» فِي ٱللِّبَاسِ أَوِ ٱلْكَلَامِ أَوِ ٱلتَّعْلِيمِ. فَٱلشُّيُوخُ نَاقِصُونَ مِثْلَنَا. وَنَحْنُ لَا نَتْبَعُ بَشَرًا، إِنَّمَا مَثَلُنَا ٱلْأَعْلَى هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.
١٩ كَمَا أَنَّنَا نُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخَ عِنْدَمَا نَمْنَحُهُمْ كَرَامَةً لَائِقَةً وَلَا نُعَامِلُهُمْ كَمَشَاهِيرَ. وَهٰكَذَا نُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَبْقَوْا مُتَوَاضِعِينَ، فَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْآخَرِينَ وَأَنَّ رَأْيَهُمْ دَائِمًا صَحِيحٌ.
٢٠ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نُكْرِمُ ٱلْآخَرِينَ؟
٢٠ وَإِكْرَامُ ٱلْآخَرِينَ يُفِيدُنَا شَخْصِيًّا. فَهُوَ يُجَنِّبُنَا ٱلْأَنَانِيَّةَ وَٱلْكِبْرِيَاءَ. وَيُسَاعِدُنَا أَلَّا نَعْثُرَ حِينَ يُخَيِّبُ أَمَلَنَا شَخْصٌ نَحْتَرِمُهُ، وَأَنْ نَتَمَثَّلَ دَائِمًا بِهَيْئَةِ يَهْوَهَ. فَهِيَ لَا تُعْطِي إِكْرَامًا زَائِدًا لِلْبَشَرِ، سَوَاءٌ كَانُوا إِخْوَةً أَوْ مِنَ ٱلْعَالَمِ.
٢١ مَا أَهَمُّ فَوَائِدِ إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ؟
٢١ إِنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْإِكْرَامِ نَظْرَةً مُشَوَّهَةً. أَمَّا نَحْنُ فَيُسْعِدُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْإِكْرَامَ بِٱعْتِدَالٍ. فَبِذٰلِكَ نُرْضِي يَهْوَهَ وَنَبْقَى أُمَنَاءَ لَهُ، وَنُسَاهِمُ أَيْضًا فِي إِعْطَاءِ جَوَابٍ عَلَى تَعْيِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ. — ام ٢٧:١١.