مقالة الدرس ٣٩
التَّرنيمَة ٥٤ «هذِه هيَ الطَّريق»
«الَّذينَ قُلوبُهُم مُجَهَّزَة» سيَتَجاوَبونَ معَ الحَقّ
«آمَنَ كُلُّ الَّذينَ قُلوبُهُم مُجَهَّزَة لِنَيلِ الحَياةِ الأبَدِيَّة». — أع ١٣:٤٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
متى نَعرِضُ دُروسًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ ونَدْعو النَّاسَ إلى اجتِماعاتِنا؟
١ كَيفَ تَختَلِفُ رُدودُ فِعلِ النَّاسِ تِجاهَ الأخبارِ الحُلْوَة؟ (أعمال ١٣:٤٧، ٤٨؛ ١٦:١٤، ١٥)
كَثيرونَ مِنَ النَّاسِ في القَرنِ الأوَّلِ قَبِلوا الحَقَّ حالَما سَمِعوا الرِّسالَةَ عن مَملَكَةِ اللّٰه. (إقرإ الأعمال ١٣:٤٧، ٤٨؛ ١٦:١٤، ١٥.) اليَومَ أيضًا، يَفرَحُ البَعضُ حينَ يَسمَعونَ الأخبارَ الحُلْوَة لِأوَّلِ مَرَّة. وحتَّى الَّذينَ لا يَهتَمُّونَ في البِدايَةِ بِرِسالَتِنا قد يَفتَحونَ قَلبَهُم لاحِقًا ويَقبَلونَها بِفَرَح. فماذا نَفعَلُ حينَ نَجِدُ خِلالَ خِدمَتِنا أشخاصًا «قُلوبُهُم مُجَهَّزَة»؟
٢ كَيفَ يُشبِهُ تَعليمُ النَّاسِ عَمَلَ المُزارِع؟
٢ لاحِظْ هذا المَثَل. تَعليمُ النَّاسِ لِيَصيروا تَلاميذَ لِلمَسِيح يُشبِهُ عَمَلَ المُزارِع. فإذا وَجَدَ المُزارِعُ ثَمَرَةً ناضِجَة، يَقطِفُها على الأرجَحِ حتَّى لَو كانَ لا يَزالُ يَفلَحُ الأرضَ أو يَزرَعُ نَباتاتٍ أُخْرى. بِشَكلٍ مُشابِه، حينَ نَجِدُ شَخصًا جاهِزًا لِيَقبَلَ رِسالَتَنا، نُريدُ أن نُساعِدَهُ لِيَصيرَ في أقرَبِ وَقتٍ تِلميذًا لِلمَسِيح. وفي هذِهِ الأثناء، نَظَلُّ نُنَمِّي اهتِمامَ الآخَرينَ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى المَزيدِ مِنَ الوَقتِ لِيُدرِكوا قيمَةَ ما يَسمَعونَه. (يو ٤:٣٥، ٣٦) والتَّمييزُ يُساعِدُنا أن نَختارَ الطَّريقَةَ الأفضَلَ لِنُساعِدَ سامِعينا. لِنُناقِشِ الآنَ ماذا نَفعَلُ خِلالَ المُحادَثَةِ الأُولى لِنُساعِدَ النَّاسَ الجاهِزينَ لِيَقبَلوا الحَقّ. وسَنُناقِشُ أيضًا كَيفَ نُساعِدُهُم أن يَستَمِرُّوا في التَّقَدُّم.
حينَ يَكونُ النَّاسُ جاهِزينَ لِيَتَجاوَبوا
٣ أيُّ طَريقَةٍ قد نَستَعمِلُها حينَ نَجِدُ في خِدمَتِنا أشخاصًا مُهتَمِّين؟ (١ كورنثوس ٩:٢٦)
٣ حينَ نَجِدُ في خِدمَتِنا أشخاصًا مُهتَمِّين، نُريدُ أن نُساعِدَهُم لِيَبدَأوا فَوْرًا بِالسَّيرِ في طَريقِ الحَياة. وفي حالاتٍ كهذِه، لا يَلزَمُ أن نَتَرَدَّدَ أن نَعرِضَ علَيهِم خِلالَ المُحادَثَةِ الأُولى دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ ونَدْعُوَهُم أن يَحضُروا اجتِماعًا معنا. — إقرأ ١ كورنثوس ٩:٢٦.
٤ إرْوِ اختِبارًا عن شَخصٍ كانَ جاهِزًا لِيَبدَأَ فَوْرًا بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس.
٤ كَيفَ تَعرِضُ دَرسًا؟ بَعضُ الَّذينَ نَتَكَلَّمُ معهُم يَكونونَ جاهِزينَ لِيَبدَأوا فَوْرًا بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس. مَثَلًا، في يَومِ خَميس، اقتَرَبَت شابَّةٌ في كَنَدَا مِن عَرَبَةِ مَطبوعاتٍ وأخَذَت كُرَّاسَة عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد. فأوْضَحَت لها الأُختُ أنَّنا مع هذِهِ الكُرَّاسَة، نَعرِضُ دَرسًا مَجَّانِيًّا في الكِتابِ المُقَدَّس. فاهتَمَّتِ الشَّابَّةُ وأعْطَت رَقمَ هاتِفِها لِلأُخت. وخِلالَ ذلِكَ اليَوم، أرسَلَتِ الشَّابَّةُ رِسالَةً نَصِّيَّة إلى الأُختِ لِتَسألَها عنِ الدَّرس. وعِندَما اقتَرَحَتِ الأُختُ أن تَزورَها في نِهايَةِ الأُسبوع، سَألَتها الشَّابَّة: «لِمَ لا تَأتينَ غَدًا؟». فبَدَأتا بِالدَّرسِ نَهارَ الجُمعَة. وحَضَرَتِ الشَّابَّةُ أوَّلَ اجتِماعٍ لها في نِهايَةِ ذلِكَ الأُسبوعِ وبَدَأَت تَتَقَدَّمُ بِسُرعَة.
٥ كَيفَ نُظهِرُ التَّمييزَ عِندَما نَعرِضُ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
٥ طَبعًا، لا نَتَوَقَّعُ أن يَكونَ كُلُّ الَّذينَ يَسمَعونَ رِسالَتَنا مُتَحَمِّسينَ لِلدَّرسِ مِثلَ تِلكَ الشَّابَّة. فرُبَّما اهتِمامُ البَعضِ بِحاجَةٍ إلى تَنمِيَةٍ أكثَر. فقد يَلزَمُ في البِدايَةِ أن نَفتَحَ معهُم حَديثًا عن مَوْضوعٍ يَهُمُّهُم. ولكنْ إذا حافَظنا على مَوْقِفٍ إيجابِيٍّ وبَقينا نَهتَمُّ بهِمِ اهتِمامًا شَخصِيًّا، فقد نَقدِرُ خِلالَ وَقتٍ قَصيرٍ أن نَبدَأَ دَرسًا. وماذا نَقولُ كَي نَعرِضَ الدَّرس؟ طَرَحنا هذا السُّؤالَ على عَدَدٍ مِنَ الإخوَةِ والأخَواتِ النَّاجِحينَ في البَدءِ بِدُروسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس.
كيف نجعل الدرس مشوِّقًا أكثر لهذين الشخصين؟ (أُنظر الفقرة ٥.)a
٦ كَيفَ تُمَهِّدُ لِتُكمِلَ الحَديثَ مع شَخصٍ مُهتَمّ؟
٦ النَّاشِرونَ والفاتِحونَ الَّذينَ سَألناهُم عنِ البَدءِ بِدُروسٍ قالوا لنا إنَّهُ في بَعضِ البُلدان، مِنَ الأفضَلِ أن نَتَجَنَّبَ عِباراتٍ مِثلَ «دَرس»، «تَدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس»، أو «أُعَلِّمُكَ» حينَ نُخبِرُ النَّاسَ عنِ الدَّرس. وقد لاحَظوا أنَّ رَدَّةَ الفِعلِ تَكونُ أفضَلَ عِندَما استَعمَلوا عِباراتٍ مِثلَ «نُناقِش»، «نَتَحَدَّث»، «نَعرِفُ أكثَرَ عنِ الكِتابِ المُقَدَّس». وكَي تُمَهِّدَ لِتُكمِلَ الحَديث، قد تَقول: «هل تَعرِفُ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يُجاوِبُ عن أسئِلَةٍ مُهِمَّة في الحَياة؟»، أو «الكِتابُ المُقَدَّسُ لَيسَ مُجَرَّدَ كِتابِ دين، فهو يُعْطينا نَصائِحَ عَمَلِيَّة». وتَقدِرُ أن تُضيف: «لا حاجَةَ إلى الكَثيرِ مِنَ الوَقت، ففي ١٠ أو ١٥ دَقيقَةً فَقَط تَقدِرُ أن تَتَعَلَّمَ أشياءَ مُهِمَّة». وجَيِّدٌ أن لا تَستَعمِلَ عِباراتٍ مِثلَ «مَوْعِد» أو «كُلَّ أُسبوع» لِأنَّها قد توحي بِالالْتِزام.
٧ متى مَيَّزَ البَعضُ أنَّهُم وَجَدوا الحَقّ؟ (١ كورنثوس ١٤:٢٣-٢٥)
٧ كَيفَ تَدْعوهُم إلى الاجتِماع؟ يَبْدو أنَّ البَعضَ في أيَّامِ الرَّسولِ بُولُس مَيَّزوا أنَّهُم وَجَدوا الحَقَّ عِندَما حَضَروا لِأوَّلِ مَرَّةٍ اجتِماعًا مَسِيحِيًّا. (إقرأ ١ كورنثوس ١٤:٢٣-٢٥.) وغالِبًا ما يَحدُثُ الشَّيءُ نَفْسُهُ في أيَّامِنا. فمُعظَمُ الجُدُدِ يَتَقَدَّمونَ بِشَكلٍ أسرَعَ عِندَما يَبدَأونَ بِحُضورِ اجتِماعاتِنا. فمتى يَلزَمُ أن تَدْعُوَهُم؟ يَتَضَمَّنُ كِتاب عيشوا بِفَرَح دَعوَةً إلى الاجتِماعاتِ في الدَّرس ١٠. ولكنْ لا داعي أن تَنتَظِرَ حتَّى تَصِلَ إلى هذا الدَّرس. فمِنَ المُحادَثَةِ الأُولى، تَقدِرُ أن تَدْعُوَ الشَّخصَ إلى اجتِماعِ نِهايَةِ الأُسبوع، ورُبَّما تُخبِرُهُ عن عُنوانِ الخِطابِ العامِّ أو عن نُقطَةٍ مِن دَرسِ بُرجِ المُراقَبَة لِذلِكَ الأُسبوع.
٨ على أيِّ نِقاطٍ نَقدِرُ أن نُرَكِّزَ عِندَما نَدْعو شَخصًا إلى اجتِماعاتِنا؟ (إشعيا ٥٤:١٣)
٨ عِندَما تَدْعو شَخصًا مُهتَمًّا، أوْضِحْ لهُ الفَرقَ بَينَ اجتِماعاتِنا وبَينَ الخِدماتِ الدِّينِيَّة الَّتي رُبَّما هو مُعتادٌ علَيها. فعِندَما حَضَرَت تِلميذَةٌ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ لِأوَّلِ مَرَّةٍ دَرسَ بُرجِ المُراقَبَة، سَألَتِ الأُختَ الَّتي تَدرُسُ معها: «هل يَعرِفُ مُديرُ الدَّرسِ أسماءَ الجَميع؟». فأوْضَحَت لها الأُختُ أنَّنا كُلَّنا نُحاوِلُ أن نَعرِفَ أسماءَ الَّذينَ معنا في الجَماعَة، تَمامًا كما نَعرِفُ أسماءَ أفرادِ عائِلَتِنا. فاستَغرَبَتِ التِّلميذَةُ الفِكرَةَ لِأنَّ هذا مُختَلِفٌ عن ما يَحدُثُ في كَنيسَتِها. بِشَكلٍ مُشابِه، الهَدَفُ مِنِ اجتِماعاتِنا جَديدٌ بِالنِّسبَةِ إلى كَثيرين. (إقرأ إشعيا ٥٤:١٣.) فنَحنُ نَجتَمِعُ لِنَعبُدَ يَهْوَه، نَتَعَلَّمَ مِنه، ونُشَجِّعَ بَعضُنا بَعضًا. (عب ٢:١٢؛ ١٠:٢٤، ٢٥) لِذلِك فإنَّ اجتِماعاتِنا مُنَظَّمَةٌ وعَمَلِيَّة، ولَيسَت مُجَرَّدَ طُقوس. (١ كو ١٤:٤٠) كما أنَّ تَصميمَ قاعَةِ المَلَكوتِ بَسيطٌ والإضاءَةَ فيها جَيِّدَةٌ لِأنَّنا نَأتي إلى هُنا لِنَتَعَلَّم. ونَحنُ لا نُناقِشُ أبَدًا مَواضيعَ سِياسِيَّة ولا نُرَوِّجُ لِحِزبٍ مُعَيَّنٍ لِأنَّنا حِيادِيُّونَ في هذِهِ المَسائِل، ولا نَدخُلُ أبَدًا في أيِّ مُجادَلاتٍ أو مُشاجَرات. وجَيِّدٌ أن نُرِيَ التِّلميذَ الفيديو ماذا يَجْري في قاعَةِ المَلَكوت؟، وهكَذا يَعرِفُ ماذا يُمكِنُ أن يَتَوَقَّع.
٩-١٠ كَيفَ نُطَمِّنُ شَخصًا عِندَما نَدْعوهُ إلى اجتِماعاتِنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٩ يَتَرَدَّدُ البَعضُ في حُضورِ اجتِماعاتِنا لِأنَّهُم يَخافونَ أن نَطلُبَ مِنهُم أن يَصيروا مِن شُهودِ يَهْوَه. لِذلِك طَمِّنِ الشَّخصَ أنَّنا نَفرَحُ بِاستِقبالِ الضُّيوف، وأنَّنا لن نَضغَطَ علَيهِم لِيَصيروا مِنَّا أو يُشارِكوا في البَرنامَج. كما أنَّنا نُرَحِّبُ بِكُلِّ أفرادِ العائِلَة، بِمَن فيهِمِ الأوْلادُ الصِّغار. ففي اجتِماعاتِنا، لا يَتَعَلَّمُ الأوْلادُ في مَجموعاتٍ مُنفَصِلَة عن والِديهِم. بل يَجلِسُ الوالِدونَ والأوْلادُ معًا ويَتَعَلَّمونَ سَوِيًّا. وهكَذا يَعرِفُ الوالِدونَ مع مَن أوْلادُهُم وماذا يَتَعَلَّمون. (تث ٣١:١٢) كما أنَّنا لا نَجمَعُ لَمَّاتٍ أو نُمَرِّرُ على الحُضورِ ظُروفًا لِيَضَعوا فيها تَبَرُّعات. بَدَلًا مِن ذلِك، نَتبَعُ وَصِيَّةَ يَسُوع: «مَجَّانًا أخَذتُم مَجَّانًا أَعْطوا». (مت ١٠:٨) وقد تُخبِرُ الشَّخصَ أيضًا أنْ لا حاجَةَ أن يَلبَسَ ثِيابًا غالِيَة لِيَحضُرَ الاجتِماعات. فاللّٰهُ يَنظُرُ إلى القَلبِ لا إلى الشَّكل. — ١ صم ١٦:٧.
١٠ وإذا أتى الشَّخصُ إلى الاجتِماع، فاعمَلْ جُهدَكَ كَي تُحَسِّسَهُ أنَّكَ سَعيدٌ بِوُجودِه. عَرِّفْهُ على الشُّيوخِ والنَّاشِرينَ الآخَرين. فإذا ارتاحَ لِلجَوّ، فعلى الأرجَحِ سيُحِبُّ أن يَعودَ مِن جَديد. وخِلالَ الاجتِماع، إذا لم يَكُنْ لَدَيهِ كِتابٌ مُقَدَّس، فساعِدْهُ أن يُتابِعَ في كِتابِكَ ويَفهَمَ تَسَلسُلَ الأفكارِ في الخِطابِ أو في الدَّرس.
كلما بدأ التلميذ في وقت أبكر يحضر الاجتماعات، تقدَّم أكثر واستفاد أكثر (أُنظر الفقرتين ٩-١٠.)
حينَ تَبدَأُ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس
١١ كَيفَ تُظهِرُ أنَّكَ تَحتَرِمُ وَقتَ الشَّخصِ وبَرنامَجَه؟
١١ أيُّ نِقاطٍ يَلزَمُ أن نُبْقِيَها في بالِنا بِخُصوصِ الدَّرسِ البَيتِيِّ في الكِتابِ المُقَدَّس؟ إحتَرِمْ وَقتَ صاحِبِ البَيتِ وبَرنامَجَه. مَثَلًا، إذا أعْطَيتَهُ مَوْعِدًا فكُنْ دَقيقًا، ولَو كانَ مِن عادَةِ النَّاسِ في مِنطَقَتِكَ أن لا يَحتَرِموا المَواعيد. أيضًا، رُبَّما مِنَ الأفضَلِ أن تَكونَ أوَّلُ جَلسَةٍ قَصيرَةً نِسبِيًّا. ويَقتَرِحُ بَعضُ النَّاشِرينَ الَّذينَ لَدَيهِم خِبرَةٌ أن يُنهِيَ المُدَرِّسُ الجَلسَةَ باكِرًا، حتَّى لَو أرادَ الشَّخصُ أن يَعرِفَ أكثَر. ولا تَتَكَلَّمْ كَثيرًا، بلِ اسمَحْ لِصاحِبِ البَيتِ أن يُعَبِّرَ عن رَأْيِه. — أم ١٠:١٩.
١٢ ماذا يَلزَمُ أن يَكونَ هَدَفُنا مُنذُ البِدايَةِ مِنَ الدَّرسِ البَيتِيِّ في الكِتابِ المُقَدَّس؟
١٢ مُنذُ البِدايَة، يَلزَمُ أن يَكونَ هَدَفُكَ أن تُساعِدَ الشَّخصَ أن يَتَعَرَّفَ على يَهْوَه ويَسُوع ويُحِبَّهُما. وتَفعَلُ ذلِك حينَ تُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلى كَلِمَةِ اللّٰه، لا إلى نَفْسِكَ ومَعلوماتِكَ عنِ الكِتابِ المُقَدَّس. (أع ١٠:٢٥، ٢٦) وهذا ما فَعَلَهُ الرَّسولُ بُولُس. فهو غالِبًا ما رَكَّزَ في تَعليمِهِ على يَسُوع المَسِيح، الَّذي أرسَلَهُ يَهْوَه لِيُساعِدَنا أن نَعرِفَهُ ونُحِبَّه. (١ كو ٢:١، ٢) كما أنَّ بُولُس أوضَحَ كَم مُهِمٌّ أن نُساعِدَ التَّلاميذَ الجُدُدَ أن يُنَمُّوا صِفاتٍ جَيِّدَة تُشبِهُ الذَّهَبَ والفِضَّةَ والأحجارَ الكَريمَة. (١ كو ٣:١١-١٥) وتَشمُلُ هذِهِ الصِّفاتُ القَيِّمَة الإيمان، الحِكمَة، التَّمييز، وخَوفَ يَهْوَه. (مز ١٩:٩، ١٠؛ أم ٣:١٣-١٥؛ ١ بط ١:٧) فتَمَثَّلْ بِبُولُس واتبَعْ نَفْسَ الأُسلوبِ لِتُعَلِّمَ تِلميذَكَ أن يُنَمِّيَ إيمانًا قَوِيًّا وعَلاقَةً شَخصِيَّة مع أبيهِ السَّماوِيِّ المُحِبّ. — ٢ كو ١:٢٤.
١٣ كَيفَ نُظهِرُ الصَّبرَ والتَّفَهُّمَ فيما نُساعِدُ المُهتَمِّين؟ (٢ كورنثوس ١٠:٤، ٥) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ إتبَعْ أُسلوبَ يَسُوع في التَّعليمِ وكُنْ صَبورًا ومُتَفَهِّمًا. تَجَنَّبِ الأسئِلَةَ الَّتي تُحرِجُ الشَّخص. وإذا كانَ هُناك نِقاطٌ يَجِدُها صَعبَة، فلا تَقِفْ عِندَها بل أجِّلْ مُناقَشَتَها إلى وَقتٍ لاحِق. ولا تُحاوِلْ أن تُجبِرَهُ أن يَقبَلَ تَعليمًا ما قَبلَ أن يَصيرَ جاهِزًا، بلِ اسمَحْ لِلوَقتِ أن يَمُرَّ كَي يَنْمُوَ الحَقُّ في قَلبِه. (يو ١٦:١٢؛ كو ٢:٦، ٧) فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُشَبِّهُ التَّعاليمَ الخاطِئَة الَّتي نُحاوِلُ أن نَتَخَلَّصَ مِنها بِحِصنٍ قَوِيّ. (إقرأ ٢ كورنثوس ١٠:٤، ٥؛ أُنظر الملاحظة الدراسية على «هدم حصون» [بالإنكليزية].) لِذلِك بَدَلَ أن تَهدِمَ حِصنَ تِلميذِكَ على رَأسِه، ساعِدْهُ أن يَجعَلَ يَهْوَه مَلجَأً له. — مز ٩١:٩.
إسمح للوقت أن يمر كي ينمو الحق في قلب التلميذ (أُنظر الفقرة ١٣.)
حينَ يَحضُرُ الجُدُدُ اجتِماعاتِنا
١٤ كَيفَ يَلزَمُ أن نُعامِلَ الجُدُدَ الَّذينَ يَحضُرونَ اجتِماعاتِنا؟
١٤ يَتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَّا أن لا نَكونَ مُتَحَيِّزينَ في تَعامُلاتِنا معَ الجُدُد، مَهْما كانَت حَضارَتُهُم أو وَضعُهُمُ الاجتِماعِيُّ أو خَلفِيَّتُهُم. (يع ٢:١-٤، ٩) فكَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِلَّذينَ يَزورونَنا في اجتِماعاتِنا؟
١٥-١٦ كَيفَ نُحَسِّسُ الجُدُدَ أنَّنا سُعَداءُ بِوُجودِهِم في اجتِماعاتِنا؟
١٥ بَعضُ الأشخاصِ قد يَأتونَ إلى اجتِماعاتِنا بِدافِعِ الفُضولِ فَقَط، أو رُبَّما دَعاهُم شَخصٌ يَعيشُ في مِنطَقَةٍ أُخْرى. لِذلِك لا يَلزَمُ أن نَتَرَدَّدَ في التَّكَلُّمِ مع أشخاصٍ كهؤُلاء. فحينَ يَأتي أحَدُهُم إلى قاعَتِنا، رَحِّبْ بهِ دونَ أن تُبالِغَ وتُحَسِّسَهُ بِالإحراج. أُدْعُهُ إلى الجُلوسِ قُربَك. ساعِدْهُ أن يُتابِعَ في كِتابِكَ المُقَدَّسِ ومَوادِّ الدَّرس، أو أعطِهِ كِتابًا مُقَدَّسًا ونُسخَةً مِن مَوادِّ الدَّرس. أيضًا، خُذْ مَشاعِرَهُ بِعَيْنِ الاعتِبار. قالَ رَجُلٌ أتى إلى القاعَةِ لِلأخِ الَّذي رَحَّبَ بهِ إنَّهُ يَشعُرُ بِالتَّوَتُّرِ لِأنَّ ثِيابَهُ غَيرُ رَسمِيَّة. فطَمَّنَهُ الأخُ وأوْضَحَ لهُ أنَّ شُهودَ يَهْوَه هُم مُجَرَّدُ أشخاصٍ عادِيِّين. ولم يَنْسَ الرَّجُلُ أبَدًا جَوابَ الأخِ وصارَ معَ الوَقتِ شاهِدًا لِيَهْوَه. ولكنْ أبْقِ في بالِكَ هذا التَّحذير: عِندَما تَتَكَلَّمُ معَ الزُّوَّارِ قَبلَ الاجتِماعِ أو بَعدَه، أظهِرْ لهُمُ اهتِمامًا شَخصِيًّا دونَ أن تَتَدَخَّلَ في شُؤونِهِمِ الخاصَّة. — ١ بط ٤:١٥.
١٦ نَقدِرُ أيضًا أن نُحَسِّسَ زُوَّارَنا أنَّنا سُعَداءُ بِوُجودِهِم حينَ نُظهِرُ الاحتِرامَ في أحاديثِنا، جَواباتِنا، والأجزاءِ في الاجتِماعِ الَّتي نُشيرُ فيها إلى غَيرِ الشُّهودِ أو إلى مُعتَقَداتِهِم. تَجَنَّبِ التَّعابيرَ الَّتي قد تُنَفِّرُهُم أو تُحَسِّسُهُم بِالإهانَة. (تي ٢:٨؛ ٣:٢) مَثَلًا، نَحنُ لا نَستَهزِئُ أبَدًا بِمُعتَقَداتِ الَّذينَ إيمانُهُم مُختَلِفٌ عن إيمانِنا. (٢ كو ٦:٣) وفي هذا المَجال، يَجِبُ أن يَنتَبِهَ بِشَكلٍ خاصٍّ الإخوَةُ الَّذينَ يُقَدِّمونَ خِطاباتٍ عامَّة. وهُم يُظهِرونَ أيضًا أنَّهُم يُبْقونَ غَيرَ الشُّهودِ في بالِهِم حينَ يَشرَحونَ الكَلِماتِ والأفكارَ الَّتي لا يَفهَمُها النَّاسُ عُمومًا.
١٧ ما هو هَدَفُنا حينَ نَجِدُ في خِدمَتِنا أشخاصًا «قُلوبُهُم مُجَهَّزَة»؟
١٧ مع كُلِّ يَومٍ يَمُرّ، يَصيرُ تَعليمُ النَّاسِ الحَقَّ مُلِحًّا أكثَر؛ ونَحنُ لا نَزالُ نَجِدُ أشخاصًا «قُلوبُهُم مُجَهَّزَة لِنَيلِ الحَياةِ الأبَدِيَّة». (أع ١٣:٤٨) لِذلِك حينَ نَجِدُهُم، لا يَجِبُ أن نَتَرَدَّدَ أن نَعرِضَ علَيهِم دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ أو نَدْعُوَهُم إلى اجتِماعاتِنا. وهكَذا نُساعِدُهُم أن يَخْطوا خُطُواتِهِمِ الأُولى في «الطَّريقِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة». — مت ٧:١٤.
التَّرنيمَة ٦٤ لِنُشارِكْ في الحَصادِ بِفَرَح
a وصف الصور: أخوان يتحدثان مع رجل متقاعد من الجيش يجلس أمام بيته؛ أختان تبشِّران باختصار أُمًّا مشغولة.