مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٥ ايلول (‏سبتمبر)‏ ص ٢٦-‏٣٠
  • يهوه ساعدنا أن ‹نُزهر حيث زُرعنا›‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه ساعدنا أن ‹نُزهر حيث زُرعنا›‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • مواد مشابهة
  • بركات يهوه فاقت كل توقعاتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
  • يهوه ‹قوَّم سبلي›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • يهوه ملجإي وقوتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • كيف تتأقلم مع تعيين جديد؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
ب٢٥ ايلول (‏سبتمبر)‏ ص ٢٦-‏٣٠
ماتس وآن-‏كاترين يقفان قرب شاحنتهما الصغيرة في مقاطعة ريفية

قصة حياة

يَهْوَه ساعَدَنا أن ‹نُزهِرَ حَيثُ زُرِعنا›‏

كما رَواها مَاتْس وآنْ-‏كَاتْ‍رِين كَاسْهُولْم

‏«أَزهِروا حَيثُ تُ‍زرَعون».‏ قد تَبْدو هذِهِ النَّصيحَةُ غَريبَة.‏ لكنَّها كانَت في مَحَلِّها بِالنِّسبَةِ إلى زَوجَيْنِ مِنَ السُّوَيْد اسْمُهُما مَاتْس وآنْ-‏كَاتْ‍رِين،‏ لِأنَّهُما «زُرِعا» مَرَّةً بَعدَ أُخْرى في مَكانٍ بَعدَ آخَر.‏ كَيفَ ذلِك؟‏

حَضَرَ مَاتْس وآنْ-‏كَاتْ‍رِين مَدرَسَةَ جِلْعَاد سَنَةَ ١٩٧٩.‏ وهُناك،‏ سَمِعا نَصيحَةَ مُدَرِّسِهِما جَاك رِدْفُورْد أن يُزهِرا حَيثُ يُزرَعان.‏ وفي السَّنَواتِ التَّالِيَة،‏ استَفادا مِن هذِهِ النَّصيحَةِ خِلالَ تَعييناتِهِما في أُوغَنْدَا،‏ إيرَان،‏ تَنْزَانْيَا،‏ زَائِير،‏ مُوْرِيشْيُوس،‏ ومِيَانْمَار.‏ إلَيكُم قِصَّتَهُما.‏

مَاتْس،‏ أخبِرْنا في البِدايَةِ كَيفَ وَجَدتَ الحَقّ.‏

مَاتْس:‏ كُنَّا نَعيشُ في بُولَنْدَا خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة.‏ لِذلِك رَأى أبي الكَثيرَ مِنَ النِّفاقِ في الكَنيسَةِ الكاثوليكِيَّة.‏ مع ذلِك،‏ غالِبًا ما كانَ يَقول:‏ «لا بُدَّ أنَّ الحَقيقَةَ مَوْجودَةٌ في مَكانٍ ما!‏».‏ ومعَ الوَقت،‏ تَأكَّدتُ أنَّ كَلامَهُ صَحيح.‏ كُنتُ أشتَري الكَثيرَ مِنَ الكُتُبِ المُستَعمَلَة.‏ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ لَفَتَ نَظَري كِتابٌ أزرَقُ عُنوانُه الحَقُّ الَّذي يَقودُ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ فاشتَرَيتُهُ وقَضَيتُ كُلَّ اللَّيلِ أقرَأُه.‏ ومع طُلوعِ الصَّباح،‏ كُنتُ قد عَرَفتُ أنِّي وَجَدتُ الحَقّ!‏

وفي نَيْسَان (‏أَبْرِيل)‏ ١٩٧٢،‏ بَدَأتُ أقرَأُ العَديدَ مِن مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه الأُخْرى وأخَذتُ أجوِبَةً عن أسئِلَتي حَولَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ شَعَرتُ أنِّي مِثلُ التَّاجِرِ في مَثَلِ يَسُوع الَّذي وَجَدَ لُؤْلُؤَةً قيمَتُها كَبيرَة جِدًّا،‏ فباعَ كُلَّ شَيءٍ لِيَشتَرِيَها.‏ فقد «بِعتُ» خُطَطي أن أتَعَلَّمَ في الجامِعَةِ وأصيرَ طَبيبًا،‏ وكُلُّ ذلِك كَي أشتَرِيَ «لُؤْلُؤَةَ» الحَقِّ الَّتي وَجَدتُها.‏ (‏مت ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦‏)‏ فاعتَمَدتُ في ١٠ كَانُون الأوَّل (‏دِيسَمْبِر)‏ ١٩٧٢.‏

وخِلالَ سَنَة،‏ قَبِلَ والِدايَ وأخي الأصغَرُ مِنِّي الحَقَّ واعتَمَدوا.‏ وفي تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ١٩٧٣،‏ بَدَأتُ بِالخِدمَةِ كامِلَ الوَقت.‏ وكانَ بَينَ الفاتِحينَ النَّشيطينَ في جَماعَتِنا أُختٌ جَميلَة وروحِيَّة اسْمُها آنْ-‏كَاتْ‍رِين.‏ فوَقَعنا في الغَرامِ وتَ‍زَوَّجنا سَنَةَ ١٩٧٥،‏ وقَضَينا السَّنَواتِ الأربَعَ التَّالِيَة في مُقاطَعَةٍ مُثمِرَة هي بَلدَةُ سْتْرَامْسُونْد السُّوَيْدِيَّة المُمَيَّزَة بِجَمالِها.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ تَعَرَّفَ أبي على الحَقِّ في أواخِرِ دِراسَتِهِ الجامِعِيَّة في سْتُوكْهُولْم.‏ كانَ عُمري آنَذاكَ ثَلاثَةَ أشهُرٍ فَقَط،‏ لكنَّهُ كانَ يَأخُذُني معهُ إلى الاجتِماعاتِ وخِدمَةِ الحَقل.‏ لم يُعجِبْ ذلِك أُمِّي وحاوَلَت أن تُبَرهِنَ أنَّ شُهودَ يَهْوَه لَيسوا على حَقّ.‏ لكنَّها لم تَستَطِع.‏ ومعَ الوَقت،‏ اقتَنَعَت بِالحَقِّ وأخَذَت خُطوَةَ المَعمودِيَّة.‏ وبِعُمرِ ١٣ سَنَة،‏ اعتَمَدتُ أنا أيضًا.‏ وبَدَأتُ أخدُمُ كفاتِحَةٍ بِعُمرِ ١٦ سَنَة.‏ وبَعدَما خَدَمتُ في أُومِيَاو،‏ حَيثُ كانَ هُناك حاجَةٌ كَبيرَة إلى ناشِرينَ لِلمَلَكوت،‏ تَعَيَّنتُ فاتِحَةً خُصوصِيَّة.‏

وبَعدَ زَواجِنا،‏ فَرِحنا بِأن نُساعِدَ عِدَّةَ أشخاصٍ أن يَتَعَرَّفوا على الحَقّ.‏ وكانَ بَينَهُم شابَّةٌ اسْمُها مَايْفُور تَخَلَّت عن مُستَقبَلِها في عالَمِ الرِّياضَةِ وصارَت رَفيقَةَ أُختي الصَّغيرَة في الفَتح.‏ وحَضَرَتا معًا مَدرَسَةَ جِلْعَاد سَنَةَ ١٩٨٤،‏ وهُما الآنَ مُرسَلَتانِ في الإكْوَادُور.‏

كَيفَ طَبَّقتُما النَّصيحَةَ أن ‹تُ‍زهِرا حَيثُ تُ‍زرَعانِ› خِلالَ تَعييناتِكُما الإرسالِيَّة الكَثيرَة؟‏

مَاتْس:‏ «زُرِعنا» مَرَّةً بَعدَ أُخْرى كُلَّما تَغَيَّرَ تَعيينُنا.‏ لكنَّنا حاوَلنا أن نُبْقِيَ ‹جُذورَنا عَميقَةً› في يَسُوع حينَ عَمِلنا كُلَّ جُهدِنا لِنَتَمَثَّلَ به،‏ وخاصَّةً لِنَكونَ مُتَواضِعينَ مِثلَه.‏ (‏كو ٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ مَثَلًا،‏ بَدَلَ أن نَتَوَقَّعَ مِنَ الإخوَةِ حَيثُ خَدَمنا أن يَتَكَيَّفوا معنا،‏ حاوَلنا أن نَتَعَلَّمَ لِماذا يَفعَلونَ الأُمورَ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة.‏ أرَدنا أن نَفهَمَ حَضارَتَهُم وطَريقَةَ تَفكيرِهِم.‏ وكُلَّما تَمَثَّلنا بِيَسُوع،‏ شَعَرنا أكثَرَ أنَّنا ‹مَزروعانِ قُربَ مَجاري المِياهِ› كَي نُزهِرَ أينَما تَعَيَّنَّا.‏ —‏ مز ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

ماتس وآن-‏كاترين يحملان حقائبهما وبعض الطعام

كان السفر لزيارة الجماعات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ كَي تَنْمُوَ الشَّجَرَةُ بَعدَ أن تُنقَلَ إلى مَكانٍ جَديد،‏ تَحتاجُ إلى نورِ الشَّمسِ الدَّافِئ.‏ ويَهْوَه كانَ دائِمًا ‹شَمسًا› لنا.‏ (‏مز ٨٤:‏١١‏)‏ فهو أعْطانا عائِلَةً روحِيَّة كانَت تُدفِئُنا بِمَحَبَّتِها.‏ مَثَلًا،‏ في جَماعَتِنا الصَّغيرَة في طَهْرَان بِإيرَان،‏ كانَ الإخوَةُ والأخَواتُ كُرَماءَ ومِضيافينَ جِدًّا لِدَرَجَةِ أنَّهُم ذَكَّرونا بِالضِّيافَةِ الَّتي نَقرَأُ عنها في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ أرَدنا مِن كُلِّ قَلبِنا أن نَبْقى في إيرَان،‏ ولكنْ في تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ١٩٨٠،‏ حُظِرَ رَسمِيًّا عَمَلُ شُهودِ يَهْوَه هُناك وطُلِبَ مِنَّا أن نُغادِرَ البَلَدَ خِلالَ ٤٨ ساعَة.‏ فتَعَيَّنَّا في زَائِير (‏المَعروفَة الآنَ بِالكُونْغُو)‏ في إفْرِيقْيَا.‏

بيت متواضع في قرية نائية في زائير

ذكريات جميلة من تعييننا في زائير،‏ سنة ١٩٨٢

حينَ عَرَفتُ أنَّنا تَعَيَّنَّا في إفْرِيقْيَا،‏ بَكَيتُ كَثيرًا.‏ فما سَمِعتُهُ مِن قَبل عنِ الحَيَّاتِ والأمراضِ هُناك أخافَني جِدًّا.‏ لكنَّ اثنَيْنِ مِن أصدِقائِنا المُقَرَّبينَ كانا يَخدُمانِ في إفْرِيقْيَا مُنذُ وَقتٍ طَويل.‏ فقالا لنا:‏ «لا تَحكُما قَبلَ أن تَذهَبا.‏ أعْطِيا إفْرِيقْيَا فُرصَة،‏ وسَتَتَفاجَآ‌نِ كم ستُحِبَّانِها».‏ وهذا ما حَصَل!‏ فالإخوَةُ والأخَواتُ هُناك مُحِبُّونَ وطَيِّبونَ جِدًّا.‏ وفي الحَقيقَة،‏ عِندَما اضطُرِرنا أن نَترُكَ زَائِير بَعدَ سِتِّ سَنَواتٍ بِسَبَبِ الحَظر،‏ ابتَسَمتُ بَيني وبَينَ نَفْسي لِأنِّي انتَبَهتُ أنِّي أُصَلِّي الآن:‏ «أرْجوكَ يا يَهْوَه،‏ دَعْنا نَبْقى في إفْرِيقْيَا!‏».‏

ما الأفراحُ الَّتي عِشتُماها على مَرِّ السِّنين؟‏

آن-‏كاترين تجلس على كرسي قابل للطي خارج شاحنتهما الصغيرة التي من نوع فان فولكس واغن

‏«غرفة نومنا» في تنزانيا،‏ سنة ١٩٨٨

مَاتْس:‏ لا بُدَّ أن نَذكُرَ صَداقاتِنا الحَميمَة مع مُرسَلينَ مِن عِدَّةِ بُلدانٍ وخَلفِيَّات.‏ أيضًا،‏ في بَعضِ التَّعيينات،‏ عِشنا الفَرَحَ المُمَيَّزَ الَّذي يَأتي مِن عَقدِ دُروسٍ كَثيرَة في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فأحيانًا،‏ كانَ لَدى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا حَوالَيْ ٢٠ دَرسًا!‏ أيضًا،‏ لن نَنْسى أبَدًا مَحَبَّةَ الإخوَةِ في إفْرِيقْيَا.‏ فخِلالَ زِياراتِنا لِلجَماعاتِ في تَنْزَانْيَا،‏ أظهَرَ لنا كَثيرونَ مِنَ الإخوَةِ الضِّيافَةَ «فَوقَ طاقَتِهِم» عِندَما كُنَّا نوقِفُ «غُرفَةَ نَومِنا»،‏ فَان مِن نَوعِ فُولْكْس وَاغِن،‏ قُربَ بُيوتِهِم.‏ (‏٢ كو ٨:‏٣‏)‏ شَيءٌ آخَرُ كانَ مُمَيَّزًا بِالنِّسبَةِ إلَينا سَمَّيناهُ «أخبارَ اليَوم»،‏ وهوَ الوَقتُ الَّذي كُنَّا أنا وآنْ-‏كَاتْ‍رِين نَجلِسُ فيهِ في آخِرِ النَّهارِ ونُخبِرُ واحِدُنا الآخَرَ عن ما حَصَلَ معنا.‏ ثُمَّ نَشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ كانَ إلى جانِبِنا.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ بِالنِّسبَةِ إلَيَّ،‏ أحَدُ الأفراحِ كانَ أن نَعيشَ وَسَطَ عائِلَتِنا العالَمِيَّة.‏ فقد تَعَلَّمنا لُغاتٍ جَديدَة،‏ بِما فيها السَّوَاحِلِيَّة،‏ الفَارِسِيَّة،‏ الفَرَنْسِيَّة،‏ واللُّوغَنْدِيَّة.‏ وتَعَرَّفنا على العَديدِ مِنَ الحَضاراتِ المُمَيَّزَة.‏ كما أنَّنا ساعَدنا تَلاميذَ جُدُدًا،‏ رَبِحْنا أصدِقاءَ حَقيقِيِّين،‏ وعَمِلنا معهُم «كِتفًا إلى كِتفٍ» في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ صف ٣:‏٩‏،‏ الحاشية.‏

أيضًا،‏ رَأينا تَنَوُّعًا مُدهِشًا مِن مَخلوقاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة.‏ وكُنَّا كُلَّما نَقبَلُ تَعيينًا جَديدًا في الخِدمَة،‏ نَشعُرُ وكَأنَّنا نَذهَبُ في رِحلَةٍ يَقودُنا فيها إلهُنا يَهْوَه.‏ لقد أعْطانا أفراحًا ما كُنَّا لِنَعيشَها لَو لم يَكُنْ معنا.‏

مجموعة صور:‏ ١-‏ ماتس وآن-‏كاترين يبشِّران أمًّا وأولادها.‏ ٢-‏ آن-‏كاترين تبشِّر شابًّا من الماساي

فيما نبشِّر في مقاطعة تنزانيا المتنوعة

أيُّ تَحَدِّياتٍ واجَهَتكُما،‏ وكَيفَ احتَمَلتُما؟‏

مَاتْس:‏ أُصِبنا على مَرِّ السِّنينَ بِعِدَّةِ أمراضٍ مَدارِيَّة مِثلِ المَلَارْيا.‏ وخَضَعَت آنْ-‏كَاتْ‍رِين لِبَعضِ العَمَلِيَّاتِ الجِراحِيَّة الطَّارِئَة.‏ كما أنَّنا حَمَلْنا هَمَّ والِدِينا المُسِنِّين.‏ لِذلِك كُنَّا شاكِرَيْنِ جِدًّا لِأفرادِ عائِلَتِنا الَّذينَ لَعِبوا الدَّورَ الأكبَرَ في الاهتِمامِ بِوالِدِينا.‏ وقد فَعَلوا ذلِك بِكُلِّ أمانَة،‏ صَبر،‏ فَرَح،‏ ومَحَبَّة.‏ (‏١ تي ٥:‏٤‏)‏ إلَّا أنَّنا كُنَّا نُحارِبُ أحيانًا مَشاعِرَنا السَّلبِيَّة،‏ لِأنَّنا كُنَّا نَتَمَنَّى أن نَكونَ قُربَ والِدِينا ونَهتَمَّ بهِم أكثَر،‏ بَدَلَ أن نَدعَمَهُم مِن بَعيدٍ فَقَط.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ سَنَةَ ١٩٨٣،‏ وفيما كُنَّا نَخدُمُ في زَائِير،‏ أُصِبتُ بِمَرَضِ الكُولِيرَا وكانَتِ الأعراضُ قَوِيَّةً جِدًّا.‏ قالَ الطَّبيبُ لِمَاتْس:‏ «أخرِجْها اليَومَ مِن هذا البَلَد!‏».‏ وفي اليَومِ التَّالي،‏ كُنَّا على مَتنِ طائِرَةِ شَحن،‏ الرِّحلَةُ الوَحيدَة المُتَوَفِّرَة آنَذاك،‏ مُتَّجِهَيْنِ إلى السُّوَيْد.‏

مَاتْس:‏ ظَنَنَّا أنَّ خِدمَتَنا الإرسالِيَّة انتَهَت هُنا،‏ فبَكَينا بِحَرقَة.‏ ولكنْ بِعَكسِ تَوَقُّعاتِ الطَّبيب،‏ استَعادَت آنْ-‏كَاتْ‍رِين صِحَّتَها.‏ وبَعدَ سَنَة،‏ استَطَعنا أن نَعودَ إلى زَائِير،‏ وهذِهِ المَرَّةَ إلى جَماعَةٍ صَغيرَة في لُوبُومْبَاشِي بِاللُّغَةِ السَّوَاحِلِيَّة.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ حينَ كُنَّا في لُوبُومْبَاشِي،‏ حَبِلتُ وماتَ الجَنينُ في رَحِمي.‏ ومع أنَّنا لم نَكُنْ نُخَطِّطُ لِنُؤَسِّسَ عائِلَة،‏ كانَت خَسارَةُ طِفلِنا صَعبَةً جِدًّا علَينا.‏ ولكنْ في تِلكَ الأيَّامِ الحَزينَة،‏ أعْطانا يَهْوَه هَدِيَّةً لم نَتَوَقَّعْها.‏ فقد بَدَأنا عَدَدًا كَبيرًا مِنَ الدُّروسِ الجَديدَة،‏ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى.‏ وفي أقَلَّ مِن سَنَة،‏ نَمَتِ الجَماعَةُ وقَفَزَ عَدَدُ النَّاشِرينَ مِن ٣٥ إلى ٧٠!‏ كما أنَّ عَدَدَ الحُضورِ الَّذي كانَ ٤٠ صارَ ٢٢٠!‏ فانشَغَلنا إلى أقْصى حَدٍّ بِالخِدمَة،‏ وبَرَكَةُ يَهْوَه هذِه مَنَحَتني تَعزِيَةً كَبيرَة.‏ لكنَّنا ما زِلنا نُفَكِّرُ دائِمًا في صَغيرِنا الغالي على قَلبِنا ونَتَكَلَّمُ عنه.‏ ونَحنُ مُتَشَوِّقانِ إلى الوَقتِ الَّذي سيَشْفي فيهِ يَهْوَه تَمامًا قَلبَنا المَجروح.‏

مَاتْس:‏ في مَرحَلَةٍ مِنَ المَراحِل،‏ شَعَرَت آنْ-‏كَاتْ‍رِين بِتَعَبٍ شَديد.‏ وأنا أُصِبتُ بِسَرَطانٍ في القولونِ مِنَ الدَّرَجَةِ الرَّابِعَة،‏ واحتَجتُ إلى عَمَلِيَّةٍ جِراحِيَّة كَبيرَة.‏ ولكنِ الآنَ صِرتُ أفضَل،‏ وآنْ-‏كَاتْ‍رِين صِحَّتُها مَقبولَة أيضًا.‏

لكنَّنا لم نَكُنِ الشَّخصَيْنِ الوَحيدَيْنِ اللَّذَيْنِ يَتَحَمَّلانِ صُعوباتِ الحَياة.‏ فبَعدَ الإبادَةِ الجَماعِيَّة في رُوَانْدَا سَنَةَ ١٩٩٤،‏ زُرنا عِدَّةَ إخوَةٍ وأخَواتٍ في مُخَيَّماتِ اللَّاجِئين.‏ وعِندَما رَأينا إيمانَهُم واحتِمالَهُم وكَرَمَهُم رَغمَ إمكانِيَّاتِهِمِ المَحدودَة،‏ تَعَلَّمنا أنَّ يَهْوَه قادِرٌ أن يَدعَمَ شَعبَهُ خِلالَ أيِّ ضيقٍ يَمُرُّونَ به.‏ —‏ مز ٥٥:‏٢٢‏.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ تَحَدٍّ آخَرُ عِشناهُ عِندَما حَضَرنا تَدشينَ الفَرعِ في أُوغَنْدَا سَنَةَ ٢٠٠٧.‏ فبَعدَ البَرنامَج،‏ سافَرنا بِالباص إلى نَيْرُوبِي بِكِينْيَا مع مَجموعَةٍ مِن حَوالَيْ ٢٥ مُرسَلًا وخادِمًا في بَيْت إيل.‏ وقَبلَ أن نَصِلَ إلى حُدودِ كِينْيَا،‏ انعَطَفَت فَجْأةً شاحِنَةٌ كانَت تَسيرُ في الاتِّجاهِ المُعاكِسِ واصطَدَمَت بنا.‏ فتُوُفِّيَ فَوْرًا السَّائِقُ وخَمسَةٌ مِن أصدِقائِنا،‏ وماتَت لاحِقًا أُختٌ بَعدَما نُقِلَت إلى المُستَشفى.‏ وهذا أحزَنَنا كَثيرًا،‏ لكنَّنا نَتَشَوَّقُ أن نَراهُم مِن جَديدٍ في القِيامَة!‏ —‏ أي ١٤:‏١٣-‏١٥‏.‏

معَ الوَقت،‏ تَعافَيتُ مِن جُروحي الجَسَدِيَّة.‏ لكنَّنا أنا ومَاتْس كُنَّا بَينَ كَثيرينَ مِنَ الرُّكَّابِ الَّذينَ عانَوْا مِنِ اضطِرابِ إجهادِ ما بَعدَ الصَّدمَة.‏ وفي حالَتي،‏ كانَت نَوباتُ القَلَقِ تَأتيني في اللَّيل.‏ فأستَيقِظُ وأنا أشعُرُ بِأعراضٍ تُشبِهُ النَّوبَةَ القَلبِيَّة.‏ لكنَّ الصَّلاةَ بِحَرارَةٍ إلى يَهْوَه إلى جانِبِ التَّشجيعِ مِن خِلالِ آياتِنا المُفَضَّلَة ساعَدانا أن نَتَحَمَّلَ ذلِك.‏ كما أنَّنا تَلَقَّينا عِلاجًا مُتَخَصِّصًا،‏ وهذا أفادَنا كَثيرًا.‏ والآنَ الأعراضُ أخَفُّ بِكَثير،‏ ونَحنُ نَطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا لِنُعَزِّيَ قُلوبَ الَّذينَ مَرُّوا بِمُصيبَةٍ مِن هذا النَّوع.‏

حينَ كُنتَ تَصِفُ كَيفَ تَخَطَّيتُما الظُّروفَ الصَّعبَة،‏ قُلت:‏ «يَهْوَه حَمَلَنا مِثلَما يُحمَلُ البَيضُ النَّيّ».‏ فماذا تَقصِد؟‏

مَاتْس:‏ هذِهِ العِبارَةُ مَأخوذَةٌ مِن قَولٍ بِاللُّغَةِ السَّوَاحِلِيَّة.‏ فمِثلَما يَحمِلُ الشَّخصُ البَيضَ النَّيَّ بِعِنايَةٍ كَي لا يَنكَسِر،‏ يَهْوَه اعتَنى بنا بِرِقَّةٍ في كُلِّ تَعييناتِنا.‏ فكانَ لَدَينا دائِمًا ما احتَجنا إلَيه،‏ أو حتَّى أكثَر.‏ وإحْدى الطُّرُقِ الَّتي لَمَسْنا بها مَحَبَّةَ يَهْوَه ودَعمَهُ هي مِن خِلالِ اهتِمامِ الهَيئَةِ الحاكِمَة بنا.‏

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ أُحِبُّ أن أذكُرَ مَثَلًا عن دَعمِ يَهْوَه الرَّقيقِ لنا.‏ ففي أحَدِ الأيَّام،‏ تَلَقَّيتُ اتِّصالًا هاتِفِيًّا أخبَرَتني فيهِ عائِلَتي أنَّ أبي،‏ الَّذي في السُّوَيْد،‏ كانَ في العِنايَةِ الفائِقَة.‏ وكانَ مَاتْس قد تَعافى مُنذُ وَقتٍ قَصيرٍ مِنَ المَلَارْيَا.‏ ولم نَكُنْ نَملِكُ المالَ لِنَشتَرِيَ بِطاقَتَيْ سَفَر.‏ فقَرَّرنا أن نَبيعَ سَيَّارَتَنا.‏ ثُمَّ تَلَقَّينا اتِّصالَيْنِ هاتِفِيَّيْن.‏ أحَدُهُما كانَ مِن زَوجَيْنِ عَرَفا بِوَضعِنا وأرادا أن يَدفَعا ثَمَنَ بِطاقَة.‏ والثَّاني كانَ مِن أُختٍ أكبَرَ سِنًّا كانَت قد جَمَعَت بَعضَ المالِ في صُندوقٍ وكَتَبَت علَيهِ «إلى شَخصٍ بِحاجَة».‏ وهكَذا في مُجَرَّدِ دَقائِق،‏ تَصَرَّفَ يَهْوَه وساعَدَنا!‏ —‏ عب ١٣:‏٦‏.‏

خِلالَ السَّنَواتِ الخَمسينَ الَّتي قَضَيتُماها في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت،‏ ما الدُّروسُ الَّتي تَعَلَّمتُماها؟‏

ماتس وآن-‏كاترين يقفان معًا فرحَين

في تعييننا الجديد في ميانمار

آنْ-‏كَاتْ‍رِين:‏ تَعَلَّمتُ أنَّنا ‹بِالهُدوءِ والثِّقَةِ بِيَهْوَه نَكونُ أقوِياء›.‏ فحينَ نَثِقُ به،‏ يُحارِبُ حَربَنا وكَأنَّها حَربُهُ هو.‏ (‏إش ٣٠:‏١٥؛‏ ٢ أخ ٢٠:‏١٥،‏ ١٧‏)‏ ولِأنَّنا أعْطَيْناهُ أفضَلَ ما لَدَينا في كُلِّ تَعييناتِنا،‏ حَصَلنا على بَرَكاتٍ أكثَرَ مِن كُلِّ ما يُمكِنُ أن نَحصُلَ علَيهِ بِطُرُقٍ أُخْرى.‏

مَاتْس:‏ أهَمُّ دَرسٍ تَعَلَّمتُهُ هو أن أتَّكِلَ على يَهْوَه في كُلِّ الظُّروفِ وأرى بَعدَ ذلِك كَيفَ سيَتَصَرَّف.‏ (‏مز ٣٧:‏٥‏)‏ وهو لم يُخلِفْ أبَدًا بِوَعْدِهِ أن يَهتَمَّ بِنا.‏ فما زِلنا حتَّى اليَومِ نَلمُسُ كم هذِهِ الكَلِماتُ صادِقَة في تَعيينِنا الحالِيِّ في بَيْت إيل بِمِيَانْمَار.‏

نَرْجو أن يَشعُرَ الشَّبابُ الَّذينَ يُريدونَ أن يَزيدوا خِدمَتَهُم بِنَفْسِ المَحَبَّةِ الثَّابِتَة الَّتي أظهَرَها يَهْوَه لنا.‏ ونَحنُ نَثِقُ أنَّهُم سيَشعُرونَ بها إذا سَمَحوا لِيَهْوَه أن يُساعِدَهُم أن يَنْموا ويُزهِروا أينَما زُرِعوا.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة