آب (أغسطس)
الجمعة ١ آب (أغسطس)
مَصائِبُ المُستَقيمِ كَثيرَة، لكنَّ يَهْوَه يُخَلِّصُهُ مِنها كُلِّها. — مز ٣٤:١٩.
يذكُرُ هذا المَزْمُور نُقطَتَينِ مُهِمَّتَين: (١) المُستَقيمونَ يمُرُّونَ بِمَشاكِل، و (٢) يَهْوَه يُخَلِّصُهُم مِنها. وكَيفَ يُخَلِّصُنا يَهْوَه؟ إحدى الطُّرُقِ أنَّهُ يُساعِدُنا أن نكونَ واقِعِيِّين. فهو يعِدُنا أنَّنا سنفرَحُ بِخِدمَتِه، لكنَّهُ لا يعِدُنا أنَّ حَياتَنا في هذا العالَمِ ستكونُ مَفروشَةً بِالوُرود. (إش ٦٦:١٤) وهو يُشَجِّعُنا أن نُرَكِّزَ على حَياتِنا الحُلوَة في المُستَقبَل، الحَياةِ الَّتي يُريدُ أن نعيشَها إلى الأبَد. (٢ كو ٤:١٦-١٨) أمَّا الآن، فيُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في خِدمَتِهِ رَغمَ كُلِّ التَّحَدِّيات. (مرا ٣:٢٢-٢٤) صَحيحٌ أنَّنا قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها، لكنَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا حينَ نتَّكِلُ علَيه. وهذا ما تُؤَكِّدُهُ قِصَصٌ عَديدَة لِخُدَّامِهِ في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّسِ وفي أيَّامِنا. — مز ٥٥:٢٢. ب٢٣/٤ ص ١٤-١٥ ف ٣-٤.
السبت ٢ آب (أغسطس)
إخضَعوا لِلسُّلُطاتِ الحاكِمَة. — رو ١٣:١.
رسَمَ لنا يُوسُف ومَرْيَم مِثالًا رائِعًا. فهُما أطاعا قَوانينَ السُّلُطاتِ الحاكِمَة، حتَّى حينَ كانَ ذلِك صَعبًا علَيهِما. (لو ٢:١-٦) فحينَ كانَت مَرْيَم حُبلى في شَهرِها التَّاسِعِ تَقريبًا، واجَهَت هي ويُوسُف امتِحانًا لِلطَّاعَة. فالقَيْصَر أُوغُسْطُس، حاكِمُ الإمبَراطورِيَّةِ الرُّومَانِيَّة، أصدَرَ مَرسومًا بِأن يُسَجِّلَ كُلُّ السُّكَّانِ أسماءَهُم. لِذا، لزِمَ أن يُسافِرَ يُوسُف ومَرْيَم إلى بَيْت لَحْم لِيَتَسَجَّلا، ويَقطَعا بِالتَّالي حَوالَي ١٥٠ كلم عَبرَ الهِضابِ والوِديان. طَبعًا، كانَت هذِهِ الرِّحلَةُ صَعبَة، وخُصوصًا على مَرْيَم. وكانَ هُناك خَطَرٌ على سَلامَتِها وسَلامَةِ الجَنين. فماذا ستفعَلُ لَو أتَتها أوجاعُ الوِلادَة؟ ولا ننسَ أنَّ طِفلَها سيَكونُ المَسِيَّا المُنتَظَر. فهلِ اعتَبَرا ذلِك مُبَرِّرًا كَي لا يُطيعا قانونَ الدَّولَة؟ رَغمَ مَخاوِفَ كهذِه، أطاعَ يُوسُف ومَرْيَم قانونَ الدَّولَة. ويَهْوَه بارَكَهُما على ذلِك. فقدْ وصَلا بِالسَّلامَةِ إلى بَيْت لَحْم، وكانَت وِلادَةُ مَرْيَم ناجِحَة. حتَّى إنَّ ذلِك ساهَمَ في إتمامِ إحدى النُّبُوَّات. — مي ٥:٢. ب٢٣/١٠ ص ٨ ف ٩، ١١؛ ص ٩ ف ١٢.
الأحد ٣ آب (أغسطس)
شجِّعوا بَعضُكُم بَعضًا. — عب ١٠:٢٥.
هل تتَوَتَّرُ وتخافُ أن تُجاوِبَ في الاجتِماعات؟ مُهِمٌّ أن تُحَضِّرَ جَيِّدًا. (أم ٢١:٥) فحينَ تفهَمُ المَوادَّ جَيِّدًا، يسهُلُ علَيكَ أن تُجاوِب. أيضًا، قدِّمْ جَوابًا قَصيرًا. (أم ١٥:٢٣؛ ١٧:٢٧) فكُلَّما قصُرَ جَوابُك، خفَّ تَوَتُّرُك. وحينَ تُقَدِّمُ جَوابًا قَصيرًا بِكَلِماتِك، تُظهِرُ أنَّكَ حضَّرتَ جَيِّدًا وتفهَمُ المَوادَّ بِوُضوح. لكنْ ماذا لَو طبَّقتَ هذَينِ الاقتِراحَينِ وبقيتَ مُتَوَتِّرًا، ولم تقدِرْ أن تُجاوِبَ إلَّا مَرَّةً أو مَرَّتَين؟ تأكَّدْ أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ الجُهدَ الَّذي تبذُلُه. (لو ٢١:١-٤) وهو لا يطلُبُ مِنكَ أن تفعَلَ أكثَرَ مِن طاقَتِك. (في ٤:٥) فصلِّ إلَيهِ كَي يُساعِدَك، ضعْ أهدافًا، واعمَلْ ما تقدِرُ علَيهِ لِتصِلَ إلَيها. مَثَلًا، ضعْ هَدَفًا لِتُقَدِّمَ حتَّى جَوابًا قَصيرًا واحِدًا. ب٢٣/٤ ص ٢١ ف ٦-٨.
الإثنين ٤ آب (أغسطس)
لِنلبَسِ الدِّرعَ والخوذَة. — ١ تس ٥:٨.
شبَّهَنا الرَّسولُ بُولُس بِجُنودٍ لابِسينَ عُدَّتَهُم وجاهِزينَ لِلحَرب. فالجُندِيُّ يجِبُ أن يكونَ مُستَعِدًّا دائِمًا لِلحَرب، لِأنَّها قد تبدَأُ في أيِّ لَحظَة. بِشَكلٍ مُماثِل، يجِبُ أن نبقى مُستَعِدِّينَ لِيَومِ يَهْوَه. كَيف؟ حينَ نلبَسُ دِرعَ الإيمانِ والمَحَبَّة، وخوذَةَ الأمَل. فمِثلَما يحمي الدِّرعُ قَلبَ الجُندِيّ، يحمي الإيمانُ والمَحَبَّةُ قَلبَنا المَجازِيّ. وهكَذا، تُساعِدُنا هاتانِ الصِّفَتانِ أن نظَلَّ نخدُمُ يَهْوَه ونتبَعُ يَسُوع. فالإيمانُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه سيُكافِئُنا حينَ نطلُبُهُ مِن كُلِّ قَلبِنا. (عب ١١:٦) كما يدفَعُنا أن نبقى أولِياءَ لِقائِدِنا يَسُوع، مَهما واجَهنا مِن صُعوبات. إذًا، مُهِمٌّ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا. وماذا يُساعِدُنا لِنفعَلَ ذلِك؟ لِنتَأمَّلْ في أمثِلَةِ الَّذينَ يبقَونَ أولِياءَ رَغمَ الاضطِهادِ أوِ المَشاكِلِ الاقتِصادِيَّة. ولْنتَمَثَّلْ بِالَّذينَ يُبَسِّطونَ حَياتَهُم لِيَضَعوا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا، ونتَجَنَّبْ بِالتَّالي فَخَّ المادِّيَّة. ب٢٣/٦ ص ١٠ ف ٨-٩.
الثلاثاء ٥ آب (أغسطس)
الَّذي يَنظُرُ إلى الغُيومِ لا يَحصُد. — جا ١١:٤.
يُساعِدُكَ ضَبطُ النَّفْسِ أن تتَحَكَّمَ في مَشاعِرِكَ وتَصَرُّفاتِك. كما يُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَ أهدافَك، خُصوصًا حينَ يكونُ الهَدَفُ صَعبًا علَيك، أو حينَ تنقُصُكَ الرَّغبَةُ لِتَحقيقِه. فكَيفَ تُنَمِّي هذِهِ الصِّفَةَ المُهِمَّة؟ تذَكَّرْ أنَّ ضَبطَ النَّفْسِ جُزءٌ مِن ثَمَرِ الرُّوحِ القُدُس. فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ روحَه. (لو ١١:١٣؛ غل ٥:٢٢، ٢٣) ولا تنتَظِرِ الظُّروفَ المِثالِيَّة لِتُحَقِّقَ هَدَفَك. ففي هذا العالَم، لن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّةً أبَدًا. وبِالتَّالي، إذا انتَظَرنا حتَّى تصيرَ ظُروفُنا مِثالِيَّة، فلن نصِلَ إلى هَدَفِنا. وهل تشعُرُ أنَّ هَدَفَكَ صَعبٌ جِدًّا علَيك؟ في هذِهِ الحالَة، حاوِلْ أن تضَعَ أهدافًا صَغيرَة تُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَه. مَثَلًا، إذا كُنتَ تسعى لِتُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة، فلِمَ لا تُحاوِلُ أوَّلًا أن تُظهِرَها بِطُرُقٍ بَسيطَة؟ وإذا كُنتَ تسعى لِتقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه، فلِمَ لا تبدَأُ بِقِراءَةِ مَقاطِعَ صَغيرَة؟ ب٢٣/٥ ص ٢٩ ف ١١-١٣.
الأربعاء ٦ آب (أغسطس)
طَريقُ المُستَقيمينَ مِثلُ نورِ الصَّباحِ الَّذي يَزدادُ إشراقًا شَيئًا فشَيئًا إلى أن يَصيرَ كامِلًا. — أم ٤:١٨.
طَوالَ الأيَّامِ الأخيرَة، ظلَّ يَهْوَه بِواسِطَةِ هَيئَتِهِ يُعطي لِكُلِّ شَعبِهِ طَعامًا روحِيًّا وافِرًا. وهكذا، يُساعِدُهُم أن يُتابِعوا المَشيَ في «طَريقِ القَداسَة». (إش ٣٥:٨؛ ٤٨:١٧؛ ٦٠:١٧) حينَ يقبَلُ أحَدٌ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس، يبدَأُ بِالمَشيِ في «طَريقِ القَداسَة». ولكنْ لِلأسَف، يمشي البَعضُ في هذِهِ الطَّريقِ فَترَةً قَصيرَة، ثُمَّ يترُكونَها. أمَّا آخَرون، فيُصَمِّمونَ أن يُتابِعوا المَشيَ فيها حتَّى يصِلوا إلى وِجهَتِهِم. وما هي هذِهِ الوِجهَة؟ تُوَصِّلُ «طَريقُ القَداسَةِ» المُختارينَ إلى «فِردَوسِ اللّٰهِ» في السَّماء. (رؤ ٢:٧) وسَتُوَصِّلُ ‹الخِرافَ الآخَرينَ› إلى الكَمالِ عِندَ نِهايَةِ حُكمِ ال١٬٠٠٠ سَنَة. فهل تمشي الآنَ في «طَريقِ القَداسَة»؟ لا تنظُرْ إذًا إلى الوَراء، ولا تترُكْ هذِهِ الطَّريقَ حتَّى تصِلَ إلى وِجهَتِك. ب٢٣/٥ ص ١٧ ف ١٥؛ ص ١٩ ف ١٦-١٨.
الخميس ٧ آب (أغسطس)
نَحنُ نُحِبُّ لِأنَّ اللّٰهَ أحَبَّنا أوَّلًا. — ١ يو ٤:١٩.
حينَ تُفَكِّرُ في كُلِّ ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِك، تندَفِعُ تِلقائِيًّا أن تنذُرَ نَفْسَكَ له. (مز ١١٦:١٢-١٤) فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يُعطينا «كُلَّ عَطِيَّةٍ جَيِّدَة وكُلَّ هَدِيَّةٍ كامِلَة». (يع ١:١٧) وأعظَمُ هذِهِ العَطايا هيَ تَضحيَتُهُ بِابْنِهِ يَسُوع. فكِّر: بِفَضلِ هذِهِ الفِديَة، صارَ مُمكِنًا أن يكونَ لَدَيكَ عَلاقَةٌ قَوِيَّة مع يَهْوَه. وهو أعطاكَ أيضًا الفُرصَةَ أن تعيشَ إلى الأبَد. (١ يو ٤:٩، ١٠) لِذا فإنَّ انتِذارَكَ لهُ هو طَريقَةٌ لِتُظهِرَ تَقديرَكَ لِأعظَمِ تَعبيرٍ على الإطلاقِ عنِ المَحَبَّة، فَضلًا عن كُلِّ البَرَكاتِ الأُخرى الَّتي مِن يَهْوَه. — تث ١٦:١٧؛ ٢ كو ٥:١٥. ب٢٤/٣ ص ٥ ف ٨.
الجمعة ٨ آب (أغسطس)
مَن يَسيرُ بِاستِقامَةٍ يَخافُ يَهْوَه. — أم ١٤:٢.
نَحنُ نعرِفُ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يكرَهُ التَّصَرُّفاتِ الخاطِئَة. لِذا، حينَ نرى كم تتَراجَعُ الأخلاقُ في العالَمِ اليَوم، نشعُرُ مِثلَ لُوط الطَّائِعِ «الَّذي كانَ يُضايِقُهُ جِدًّا فُجورُ الأشرار». (٢ بط ٢:٧، ٨) فلُوط خافَ اللّٰه، وأحَبَّهُ كَثيرًا. لِذا، رفَضَ الفُجورَ المُنتَشِر حَولَه. بِشَكلٍ مُماثِل، نَحنُ مُحاطونَ بِأشخاصٍ قَلَّما يحتَرِمونَ مَقاييسَ يَهْوَه الأخلاقِيَّة. ولكنْ إذا نمَّينا خَوفَ اللّٰهِ وقوَّينا مَحَبَّتَنا له، نقدِرُ أن نبقى طاهِرينَ ونرفُضَ التَّصَرُّفاتِ الخاطِئَة. ويَهْوَه يُساعِدُنا أن ننجَحَ في ذلِك. ففي سِفرِ الأمْثَال، يُعطينا بِمَحَبَّةٍ تَشجيعًا ونَصائِحَ حَكيمَة. وهذِهِ النَّصائِحُ تُفيدُنا جَميعًا، صِغارًا وكِبارًا، رِجالًا ونِساء. أيضًا، حينَ نخافُ يَهْوَه، لا نخلُقُ أعذارًا لِنُصادِقَ أشخاصًا يُزَعِّلونَهُ بِسُلوكِهِم. ب٢٣/٦ ص ٢٠ ف ١-٢؛ ص ٢١ ف ٥.
السبت ٩ آب (أغسطس)
إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني، يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا ويَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعَني دائِمًا. — لو ٩:٢٣.
رُبَّما واجَهتَ مُقاوَمَةً مِن أفرادِ عائِلَتِك، أو تخَلَّيتَ عن أهدافٍ يركُضُ وَراءَها أهلُ العالَمِ كَي تضَعَ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا. (مت ٦:٣٣) كُنْ أكيدًا أنَّ يَهْوَه لاحَظَ أمانَتَكَ وكُلَّ ما فعَلتَهُ مِن أجْلِه. (عب ٦:١٠) وعلى الأرجَح، اختَبَرتَ صِدقَ كَلِماتِ يَسُوع: «لا أحَدَ تَرَكَ بَيتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أُمًّا أو أبًا أو أوْلادًا أو حُقولًا مِن أجْلي ومِن أجْلِ البِشارَة، إلَّا ويَنالُ في هذا الزَّمَنِ ١٠٠ ضِعفٍ مِنَ البُيوتِ والإخوَةِ والأخَواتِ والأُمَّهاتِ والأوْلادِ والحُقول، معَ اضطِهادات، وحَياةً أبَدِيَّة في العالَمِ الآتي». (مر ١٠:٢٩، ٣٠) فالبَرَكاتُ الَّتي تنالُها هي أكبَرُ بِكَثيرٍ مِن كُلِّ التَّضحِياتِ الَّتي تقومُ بها. — مز ٣٧:٤. ب٢٤/٣ ص ٩ ف ٥.
الأحد ١٠ آب (أغسطس)
الرَّفيقُ الحَقيقِيُّ يُحِبُّ في كُلِّ الأوْقات، وهو أخٌ لكَ في وَقتِ الضِّيق. — أم ١٧:١٧.
قرَّرَ الإخوَةُ في أنْطَاكْيَة، «كُلُّ واحِدٍ بِحَسَبِ إمكانِيَّاتِه، أن يُرسِلوا مُساعَداتٍ إلى الإخوَةِ في اليَهُودِيَّة»، لِأنَّهُم كانوا يُعانونَ مِن مَجاعَةٍ عَظيمَة. (أع ١١:٢٧-٣٠) فمع أنَّ إخوَتَهُم عاشوا في مِنطَقَةٍ بَعيدَة، صمَّموا أن يُساعِدوهُم. (١ يو ٣:١٧، ١٨) بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ نسمَعُ اليَومَ أنَّ إخوَتَنا تضَرَّروا مِن كارِثَة، نُظهِرُ لهُمُ الحَنان. فنَحنُ نندَفِعُ إلى مُساعَدَتِهِم. فنسألُ الشُّيوخَ كَيفَ نُشارِكُ في عَمَلِ الإغاثَة، نتَبَرَّعُ لِلعَمَلِ العالَمِيّ، أو نُصَلِّي لِأجْلِ الإخوَةِ المُتَضَرِّرين. وقدْ يلزَمُ أيضًا أن نُساعِدَ إخوَتَنا لِيُؤَمِّنوا حاجاتِهِمِ الأساسِيَّة. وهكَذا، حينَ يأتي مَلِكُنا يَسُوع المَسِيح لِيُنَفِّذَ الأحكام، سيَرى أنَّنا نُظهِرُ الحَنانَ لِإخوَتِنا، وسَيَقولُ لنا: «تَعالَوْا يا مَن بارَكَهُم أبي، رِثوا المَملَكَة». — مت ٢٥:٣٤-٤٠. ب٢٣/٧ ص ٤ ف ٩-١٠؛ ص ٦ ف ١٢.
الإثنين ١١ آب (أغسطس)
لِيَرَ كُلُّ النَّاسِ أنَّكُم مَرِنون. — في ٤:٥.
يَسُوع مَرِنٌ مِثلَ أبيه. مَثَلًا، أتى يَسُوع إلى الأرضِ لِيُبَشِّرَ «خِرافَ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة». لكنَّهُ كانَ مَرِنًا. فمَرَّة، ترَجَّتهُ امرَأةٌ غَيرُ إسْرَائِيلِيَّةٍ أن يشفِيَ بِنتَها الَّتي كانَت «تَتَعَذَّبُ كَثيرًا بِسَبَبِ شَيْطَانٍ يُسَيطِرُ علَيها». فأظهَرَ يَسُوع الحَنان، وشفى لها بِنتَها. (مت ١٥:٢١-٢٨) أيضًا، كانَ يَسُوع قد قال: «مَن يُنكِرُني . . . سأُنكِرُهُ أنا أيضًا». (مت ١٠:٣٣) ولكنْ ماذا فعَلَ حينَ أنكَرَهُ بُطْرُس ثَلاثَ مَرَّات؟ لم يُنكِرْهُ يَسُوع، بل أخَذَ في الاعتِبارِ تَوبَتَهُ وإيمانَه. حتَّى إنَّهُ ظهَرَ لهُ بَعدَ قِيامَتِه، وعلى الأرجَحِ أكَّدَ لهُ أنَّهُ سامَحَهُ ولا يزالُ يُحِبُّه. (لو ٢٤:٣٣، ٣٤) فيَهْوَه ويَسُوع يرسُمانِ لنا أفضَلَ مِثالٍ في المُرونَة. ويَهْوَه يطلُبُ مِنَّا أن نكونَ مَرِنينَ مِثلَه. ب٢٣/٧ ص ٢١ ف ٦-٧.
الثلاثاء ١٢ آب (أغسطس)
المَوتُ لن يَعودَ مَوْجودًا. — رؤ ٢١:٤.
كَيفَ نُؤَكِّدُ لِلآخَرينَ أنَّ وَعدَ يَهْوَه بِالفِردَوسِ سيَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد؟ أوَّلًا، يَهْوَه شَخصِيًّا قطَعَ هذا الوَعد. يقولُ سِفرُ الرُّؤْيَا: «قالَ الجالِسُ على العَرش: ‹أُنظُروا! أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا›». ويَهْوَه لَدَيهِ الحِكمَةُ والقُدرَةُ والرَّغبَةُ أن يُحَقِّقَ هذا الوَعد. ثانِيًا، يَهْوَه مُتَأكِّدٌ أنَّهُ سيُحَقِّقُ ما قالَهُ لِدَرَجَةِ أنَّهُ يتَكَلَّمُ عنهُ كأنَّهُ حصَلَ فِعلًا. لِذلِك قال: «[هذِهِ الكَلِماتُ] أمينَةٌ وصادِقَة . . . لقد تَحَقَّقَت!». ثالِثًا، حينَ يبدَأُ يَهْوَه بِشَيء، يُنهيهِ بِالتَّأكيد. وهذا ما تُؤَكِّدُهُ عِبارَة: «أنا هوَ الألِفُ والياء». (رؤ ٢١:٦) وعِندَما يُتَمِّمُ يَهْوَه قَصدَهُ، سَيُبَرهِنُ أنَّ الشَّيْطَان هوَ الكَذَّابُ والفاشِل. إذًا، إنْ قالَ لكَ أحَدُهُم: «هذِهِ الكَلِماتُ جَميلَة جِدًّا، ولكنْ صَعبٌ أن تتَحَقَّق»، فاقْرَإ الرُّؤْيَا ٢١:٥، ٦ واشرَحْ هاتَينِ الآيَتَين. أوضِحْ لهُ كَيفَ ضمِنَ يَهْوَه وَعدَهُ حينَ وقَّعَه، إنْ جازَ التَّعبير، بِإمضائِهِ الشَّخصِيّ. — إش ٦٥:١٦. ب٢٣/١١ ص ٧ ف ١٨-١٩.
الأربعاء ١٣ آب (أغسطس)
أجعَلُكَ أُمَّةً عَظيمَة. — تك ١٢:٢.
أعطى يَهْوَه هذا الوَعدَ لِإبْرَاهِيم حينَ كانَ بِلا أولادٍ وبِعُمرِ ٧٥ سَنَة. فهل رأى إبْرَاهِيم هذا الوَعدَ يتَحَقَّق؟ إلى حَدٍّ ما. فبَعدَ ٢٥ سَنَةً مِن عُبورِهِ نَهرَ الفُرَات، رأى عَجيبَةَ وِلادَةِ ابْنِهِ إسْحَاق. وبَعدَ ٦٠ سَنَةً أُخرى، رأى وِلادَةَ حَفيدَيهِ عِيسُو ويَعْقُوب. (عب ٦:١٥) لكنَّهُ لم يرَ نَسلَهُ يصيرونَ أُمَّةً عَظيمَة ويَرِثونَ أرضَ المَوعِد. المُهِمّ، تمَتَّعَ إبْرَاهِيم بِصَداقَةٍ قَوِيَّة مع خالِقِه. (يع ٢:٢٣) وحينَ يقومُ في العالَمِ الجَديد، تخَيَّلْ كم سيَفرَحُ حينَ يعرِفُ أنَّ كُلَّ أُمَمِ الأرضِ تبارَكَت بِفَضلِ إيمانِهِ وصَبرِه. (تك ٢٢:١٨) فما الدَّرسُ لنا؟ قد لا نرى كُلَّ وُعودِ يَهْوَه تتَحَقَّقُ الآن. ولكنْ إذا صبَرنا مِثلَ إبْرَاهِيم، فسَيُبارِكُنا يَهْوَه بِالتَّأكيد، الآنَ وبِالأكثَرِ في عالَمِهِ الجَديد. — مر ١٠:٢٩، ٣٠. ب٢٣/٨ ص ٢٤ ف ١٤.
الخميس ١٤ آب (أغسطس)
في أيَّامِ طَلَبِهِ يَهْوَه أنجَحَهُ اللّٰه. — ٢ أخ ٢٦:٥.
في البِدايَة، كانَ المَلِكُ عُزِّيَّا مُتَواضِعًا. فهو تعَلَّمَ أن ‹يخافَ اللّٰه›. وخِلالَ مُعظَمِ السِّنينَ الـ ٦٨ الَّتي عاشَها، كانَ يَهْوَه يُبارِكُه. (٢ أخ ٢٦:١-٤) فقدْ ساعَدَهُ أن يهزِمَ أعداءً كَثيرين، وأن يُقَوِّيَ دِفاعاتِ أُورُشَلِيم. (٢ أخ ٢٦:٦-١٥) ولا شَكَّ أنَّ عُزِّيَّا فرِحَ بِهذِهِ الإنجازات. (جا ٣:١٢، ١٣) لكنَّ المَلِكَ عُزِّيَّا اعتادَ أن يُعطِيَ الأوامِرَ لِلآخَرين. فهل صارَ يشعُرُ أنَّهُ يقدِرُ أن يفعَلَ كُلَّ ما يحلو له؟ على أيِّ حال، دخَلَ عُزِّيَّا إلى هَيكَلِ يَهْوَه، وحاوَلَ أن يُقَدِّمَ البَخورَ على المَذبَح. وهكَذا، تخَطَّى حُدودَه. فالكَهَنَةُ فَقَط كانَ يحِقُّ لهُم أن يفعَلوا ذلِك. (٢ أخ ٢٦:١٦-١٨) وحينَ حاوَلَ رَئيسُ الكَهَنَةِ عَزَرْيَا أن يوقِفَه، غضِبَ عُزِّيَّا جِدًّا. لِلأسَف، تكَبَّرَ عُزِّيَّا ولم يبقَ وَلِيًّا لِيَهْوَه. فعاقَبَهُ يَهْوَه بِالبَرَص. (٢ أخ ٢٦:١٩-٢١) يا لَيتَ عُزِّيَّا بقِيَ مُتَواضِعًا! فحَياتُهُ كانَت ستختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة. ب٢٣/٩ ص ١٠ ف ٩-١٠.
الجمعة ١٥ آب (أغسطس)
إبتَعَدَ خَوفًا مِنَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ الخِتان. — غل ٢:١٢.
حتَّى بَعدَما أصبَحَ الرَّسولُ بُطْرُس مِنَ المَسيحِيِّينَ المُختارين، ظلَّ يُحارِبُ بَعضَ الضَّعَفات. مَثَلًا سَنَةَ ٣٦ بم، رأى الرُّوحَ القُدُسَ ينزِلُ على كَرْنِيلِيُوس، الَّذي كانَ مِنَ الأُمَمِ غَيرِ المَختونين. وتأكَّدَ بِالتَّالي أنَّ اللّٰهَ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز، وأنَّ الأُمَمَ يقدِرونَ أن يصيروا مَسيحِيِّين. (أع ١٠:٣٤، ٤٤، ٤٥) وهكَذا، بدَأَ بُطْرُس يفعَلُ شَيئًا لم يكُنْ مُعتادًا علَيه: بدَأَ يأكُلُ مع أشخاصٍ مِنَ الأُمَم. لكنَّ بَعضَ المَسيحِيِّينَ اليَهُود شعَروا أنَّهُم لا يجِبُ أن يأكُلوا معَ الأُمَم. وحينَ أتى بَعضٌ مِنهُم إلى أنْطَاكْيَة، يبدو أنَّ بُطْرُس خافَ مِنهُم. فتَوَقَّفَ عنِ الأكلِ معَ الإخوَةِ الَّذينَ مِنَ الأُمَم. وعِندَما رأى الرَّسولُ بُولُس هذا النِّفاق، وبَّخَ بُطْرُس أمامَ الجَميع. (غل ٢:١٣، ١٤) صَحيحٌ أنَّ بُطْرُس ارتَكَبَ خَطَأً خَطيرًا، لكنَّهُ لم يستَسلِم. ب٢٣/٩ ص ٢٢ ف ٨.
السبت ١٦ آب (أغسطس)
هو سيُثَبِّتُكُم. — ١ بط ٥:١٠.
إذا لاحَظتَ أنَّكَ ضَعيفٌ في بَعضِ المَجالات، فلا تَيأس. فالرَّبُّ يَسُوع «لَطيف»، وسَيُساعِدُكَ أن تتَحَسَّن. (١ بط ٢:٣) كما أنَّ اللّٰهَ ‹سيُنْهي تَدريبَك›. فهو «سيَدعَمُك»، تَمامًا مِثلَما أكَّدَ الرَّسولُ بُطْرُس. في إحدى المَرَّات، شعَرَ بُطْرُس أنَّهُ لا يستاهِلُ أن يكونَ مع يَسُوع. (لو ٥:٨) ولكنْ بِفَضلِ دَعمِ يَهْوَه ويَسُوع، لم يستَسلِم، بلِ استَمَرَّ في الخِدمَةِ بِأمانَة. وبِالنَّتيجَة، سمَحَ يَهْوَه لهُ بِالدُّخولِ «إلى المَملَكَةِ الأبَدِيَّة، مَملَكَةِ رَبِّنا ومُخَلِّصِنا يَسُوع المَسِيح». (٢ بط ١:١١) فِعلًا، نالَ بُطْرُس مُكافَأةً عَظيمَة. فهل تُريدُ أن تتَمَثَّلَ به؟ إذًا، لا تستَسلِم، بلِ استَفِدْ مِن تَدريبِ يَهْوَه. وهكَذا، ستنالُ أنتَ أيضًا جائِزَةَ الحَياةِ الأبَدِيَّة. ‹فسَتُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن إيمانِك، أي خَلاصَك›. — ١ بط ١:٩. ب٢٣/٩ ص ٣١ ف ١٦-١٧.
الأحد ١٧ آب (أغسطس)
أُعبُدوا صانِعَ السَّماءِ والأرض. — رؤ ١٤:٧.
حَولَ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة القَديمَة، كانَت توجَدُ ساحَةٌ واحِدَة. وهي مِنطَقَةٌ واسِعَة لها سِياجٌ تمَّمَ فيها الكَهَنَةُ واجِباتِهِم. فكانَ يوجَدُ فيها المَذبَحُ النُّحاسِيُّ الكَبيرُ الَّذي قدَّموا علَيهِ المُحرَقات، والحَوضُ النُّحاسِيُّ الَّذي اغتَسَلوا بِمائِهِ قَبلَ القِيامِ بِخِدمَتِهِمِ المُقَدَّسَة. (خر ٣٠:١٧-٢٠؛ ٤٠:٦-٨) واليَوم، يخدُمَ إخوَةُ المَسيحِ المُختارونَ بِأمانَةٍ هُنا على الأرضِ في السَّاحَةِ الدَّاخِلِيَّة لِلهَيكَلِ الرُّوحِيّ. وحَوضُ الماءِ الكَبيرُ يُذَكِّرُهُم، ويُذَكِّرُ كُلَّ المَسيحِيِّين، أن يبقَوا طاهِرينَ روحِيًّا وأخلاقِيًّا. ولكنْ أينَ يُقَدِّمُ ‹الجَمعُ الكَثيرُ› العِبادَة؟ رآهُمُ الرَّسولُ يُوحَنَّا «واقِفينَ أمامَ العَرش . . . ويَخدُمونَ [اللّٰهَ] نَهارًا ولَيلًا في هَيكَلِه». فهُم يعبُدونَهُ هُنا على الأرض، في السَّاحَةِ الخارِجِيَّة لِهَيكَلِهِ الرُّوحِيّ. (رؤ ٧:٩، ١٣-١٥) وسَواءٌ كُنَّا مِنَ المُختارينَ أوِ الجَمعِ الكَثير، كُلُّنا نُقَدِّرُ كَثيرًا مَكانَنا في تَرتيبِ يَهْوَه لِلعِبادَةِ النَّقِيَّة. ب٢٣/١٠ ص ٢٨ ف ١٥-١٦.
الإثنين ١٨ آب (أغسطس)
بِسَبَبِ وَعْدِ اللّٰه، تَقَوَّى بِفَضلِ إيمانِه. — رو ٤:٢٠.
يُقَوِّينا يَهْوَه مِن خِلالِ الشُّيوخ. (إش ٣٢:١، ٢) لِذا، حينَ تشعُرُ بِالقَلَق، افتَحْ قَلبَكَ لِلشُّيوخ، واقبَلْ مُساعَدَتَهُم. فلا تنسَ أنَّ يَهْوَه يُقَوِّيكَ مِن خِلالِهِم. أيضًا، لَدَينا أمَلٌ بِأن نعيشَ إلى الأبَد، إمَّا في الفِردَوسِ على الأرضِ أو في مَملَكَةِ اللّٰهِ بِالسَّماء. وأمَلُنا الرَّائِعُ هذا هو طَريقَةٌ أُخرى يُقَوِّينا بها يَهْوَه. (رو ٤:٣، ١٨، ١٩) فأمَلُنا يُقَوِّينا لِنتَحَمَّلَ المَشاكِل، نُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلوَة، ونقومَ بِتَعييناتِنا المُختَلِفَة في الجَماعَة. (١ تس ١:٣) لاحِظْ كَيفَ قوَّى هذا الأمَلُ الرَّسولَ بُولُس. لقدْ كانَ ‹مُتَضايِقًا›، ‹مُحتارًا›، ‹مُضطَهَدًا›، ‹مَطروحًا›، وحَياتُهُ مُعَرَّضَةً لِلخَطَر. (٢ كو ٤:٨-١٠) لكنَّهُ نالَ القُوَّةَ لِأنَّهُ ركَّزَ على أمَلِه. (٢ كو ٤:١٦-١٨) فهو أبقى مُستَقبَلَهُ في بالِه. وتذَكَّرَ أنَّهُ سيَعيشُ إلى الأبَدِ في السَّماء. فلم يَيأس، بل شعَرَ أنَّ قُوَّتَهُ ‹تتَجَدَّدُ يَومًا فيَومًا›. ب٢٣/١٠ ص ١٥-١٦ ف ١٤-١٧.
الثلاثاء ١٩ آب (أغسطس)
يَهْوَه يُعْطي القُوَّةَ لِشَعبِه. يَهْوَه يُبارِكُ شَعبَهُ بِالسَّلام. — مز ٢٩:١١.
عِندَما تُصَلِّي، جَيِّدٌ أن تُفَكِّرَ هل يرى يَهْوَه أنَّهُ الوَقتُ المُناسِبُ لِيَستَجيبَ طَلَبي. فقدْ نشعُرُ أنَّنا نحتاجُ أن يستَجيبَ لنا فَورًا. لكنَّهُ يعرِفُ متى هو الوَقتُ المُناسِب. (١ بط ٥:٦، ٧) فحينَ لا يستَجيبُ لنا فَورًا، قد نظُنُّ أنَّ جَوابَه: ‹لا›. ولكنْ في الحَقيقَة، قد يكونُ جَوابُه: ‹لَيسَ الآن›. لِنأخُذْ مَثَلًا أخًا شابًّا صلَّى لِيُشفى مِن مَرَضِه. لكنَّ صِحَّتَهُ لم تَتَحَسَّن. فلَو شفاهُ يَهْوَه بِأُعجوبَة، فقدْ يتَّهِمُهُ الشَّيْطَان أنَّهُ يخدُمُ يَهْوَه لِهذا السَّبَبِ فَقَط. (أي ١:٩-١١؛ ٢:٤) إضافَةً إلى ذلِك، حدَّدَ يَهْوَه الوَقتَ الَّذي سيَشفي فيهِ كُلَّ الأمراض. (إش ٣٣:٢٤؛ رؤ ٢١:٣، ٤) وحتَّى يأتِيَ هذا الوَقت، لا نتَوَقَّعُ أن يشفِيَنا بِأُعجوبَة. فمِنَ الأفضَلِ إذًا أن يطلُبَ الأخُ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَهُ القُوَّةَ وراحَةَ البال. وهكَذا، يتَحَمَّلُ المَرَضَ ويَستَمِرُّ في خِدمَتِهِ بِأمانَة. ب٢٣/١١ ص ٢٣ ف ١٣.
الأربعاء ٢٠ آب (أغسطس)
لا يَتَعامَلُ معنا بِحَسَبِ خَطايانا، ولا يُعاقِبُنا مِثلَما نَستَحِقُّ على ذُنوبِنا. — مز ١٠٣:١٠.
صَحيحٌ أنَّ شَمْشُون ارتَكَبَ خَطَأً كَبيرًا، لكنَّهُ لم يستَسلِم. بلِ استَمَرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه، وظلَّ يسعى لِيُتَمِّمَ تَعيينَهُ بِأن يُحارِبَ الفِلِسْطِيِّين. (قض ١٦:٢٨-٣٠) فترَجَّى يَهْوَه وقالَ له: «دعني أنتَقِمُ . . . مِنَ الفِلِسْطِيِّين». ويَهْوَه استَجابَ تَوَسُّلاتِه، وردَّ لهُ قُوَّتَهُ الخارِقَة. وهكَذا في هذِهِ المَرَّة، قتَلَ شَمْشُون فِلِسْطِيِّينَ أكثَرَ مِمَّا قتَلَ طولَ حَياتِه. إذًا، مع أنَّهُ ارتَكَبَ خَطَأً كَبيرًا سبَّبَ لهُ كارِثَة، ظلَّ يسعى لِيَفعَلَ مَشيئَةَ يَهْوَه. فماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟ إذا نِلنا تَأديبًا أو خسِرنا تَعيينًا بِسَبَبِ خَطَإٍ ما، يجِبُ أن لا نستَسلِم. لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يعتَبِرَنا غَيرَ نافِعين. (مز ١٠٣:٨، ٩) بل سيُقَوِّينا لِنفعَلَ مَشيئَتَه، تَمامًا مِثلَما قوَّى شَمْشُون. ب٢٣/٩ ص ٦ ف ١٥-١٦.
الخميس ٢١ آب (أغسطس)
الاحتِمالُ يُنتِجُ رِضى اللّٰه، ورِضى اللّٰهِ أمَلًا. — رو ٥:٤.
إنَّ الاحتِمالَ يُنتِجُ «رِضى اللّٰه». طَبعًا هذا لا يعني أنَّ يَهْوَه يفرَحُ لِأنَّكَ تمُرُّ بِظُروفٍ صَعبَة، بل يفرَحُ بك، بِاحتِمالِك. واحتِمالُكَ يمنَحُكَ رِضاه. ما أروَعَ هذِهِ البَرَكَة! (مز ٥:١٢) وتذَكَّرْ أنَّ إبْرَاهِيم احتَمَلَ التَّجارِبَ ونالَ رِضى اللّٰه. لِذا دعاهُ يَهْوَه صَديقَهُ واعتَبَرَهُ بِلا لَوم. (تك ١٥:٦؛ رو ٤:١٣، ٢٢) والأمرُ نَفْسُهُ يُمكِنُ أن يحدُثَ معنا. فاللّٰهُ لا يمنَحُنا رِضاهُ بِناءً على عَدَدِ ساعاتِنا في الخِدمَةِ أو امتِيازاتِنا، بل يرضى عنَّا بِسَبَبِ احتِمالِنا بِأمانَة. ومَهما كانَ عُمرُنا، ظُروفُنا، أو قُدُراتُنا، فكُلُّنا نقدِرُ أن نحتَمِل. فهل تجتَهِدُ لِتُحافِظَ على أمانَتِكَ فيما تحتَمِلُ ظَرفًا صَعبًا؟ لا تنسَ أنَّ احتِمالَكَ يُفَرِّحُ يَهْوَه ويُرضيه. وحينَ نُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا، تزيدُ ثِقَتُنا بِأنَّهُ سيُبارِكُنا على احتِمالِنا، وبِالتَّالي يقوى أمَلُنا كَثيرًا. ب٢٣/١٢ ص ١١ ف ١٣-١٤.
الجمعة ٢٢ آب (أغسطس)
كُنْ رَجُلًا. — ١ مل ٢:٢.
مَهارَةُ التَّواصُلِ ضَرورِيَّةٌ لِلأخِ في الجَماعَة. فهي تُساعِدُهُ أن يسمَعَ لِلآخَرينَ بِانتِباه، ويَفهَمَ أفكارَهُم ومَشاعِرَهُم. (أم ٢٠:٥) كما تُساعِدُهُ أن يفهَمَ ماذا تعني نَبرَةُ صَوتِهِم، إشاراتُهُم، وتَعابيرُ وَجهِهِم. ولكنْ كَي تتَعَلَّمَ هذِهِ المَهارَة، يلزَمُ أن تقضِيَ وَقتًا معَ الآخَرين. لِذا، اخلُقْ فُرَصًا لِتُكَلِّمَهُم وَجهًا لِوَجه. (٢ يو ١٢) فإذا بقيتَ تكتُبُ لهُم رَسائِلَ إلِكتُرونِيَّة ونَصِّيَّة، فلن تتَعَلَّمَ هذِهِ المَهارَة. فَضلًا عن ذلِك، يلزَمُ أن يُعيلَ الرَّجُلُ المَسيحِيُّ نَفْسَهُ وأهلَ بَيتِه. (١ تي ٥:٨) لِذا، مُهِمٌّ أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً تُساعِدُكَ أن تجِدَ عَمَلًا. (أع ١٨:٢، ٣؛ ٢٠:٣٤؛ أف ٤:٢٨) وكُنْ مَعروفًا بِأنَّكَ تعمَلُ بِاجتِهاد، وتُنهي عَمَلَكَ إلى الآخِر. فهذا سيُسَهِّلُ علَيكَ أن تجِدَ عَمَلًا وتُحافِظَ علَيه. ب٢٣/١٢ ص ٢٧ ف ١٢-١٣.
السبت ٢٣ آب (أغسطس)
يَومُ يَهْوَه آتٍ كسارِقٍ في اللَّيل. — ١ تس ٥:٢.
حينَ يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن «يَومِ يَهْوَه»، يُشيرُ إلى وَقتٍ يُعاقِبُ فيهِ يَهْوَه أعداءَهُ ويُخَلِّصُ شَعبَه. وفي الماضي، فعَلَ يَهْوَه ذلِك حينَ نفَّذَ أحكامَهُ في بَعضِ الأُمَم. (إش ١٣:١، ٦؛ حز ١٣:٥؛ صف ١:٨) وفي زَمَنِنا، سيَفعَلُ ذلِك في ‹الضِّيقِ العَظيم›، الَّذي سيَبدَأُ بِدَمارِ بَابِل العَظيمَة ويَنتَهي بِحَربِ هَرْمَجَدُّون. (مت ٢٤:٢١) وكَي ننجُوَ مِن «يَومِ يَهْوَه» هذا، يلزَمُ أن نستَعِدَّ لهُ مِنَ الآن. ويَسُوع أوصانا أن ‹نبقَى مُستَعِدِّينَ› لِلضِّيقِ العَظيم. (لو ١٢:٤٠) فاستِعدادُنا إذًا هو عَمَلِيَّةٌ مُستَمِرَّة. وحينَ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس بِالوَحْيِ رِسالَتَهُ الأُولى إلى المَسيحِيِّينَ في تَسَالُونِيكِي، ذكَرَ عِدَّةَ تَشبيهاتٍ تُساعِدُهُم أن يبقَوا مُستَعِدِّينَ لِيَومِ يَهْوَه العَظيم. لقدْ عرَفَ أنَّ يَومَ يَهْوَه ما كانَ سيَأتي في زَمَنِهِم. (٢ تس ٢:١-٣) مع ذلِك، شجَّعَ إخوَتَهُ أن يستَعِدُّوا لهُ كما لَو أنَّهُ سيَأتي في اليَومِ التَّالي. ونَصيحَتُهُ هذِه مُهِمَّةٌ لنا نَحنُ أيضًا. ب٢٣/٦ ص ٨ ف ١-٢.
الأحد ٢٤ آب (أغسطس)
يا إخوَتي الأحِبَّاء، كونوا راسِخين، غَيرَ مُتَزَعزِعين. — ١ كو ١٥:٥٨.
سَنَةَ ١٩٧٨، بُنِيَت ناطِحَةُ سَحابٍ مِن ٦٠ طابِقًا في طُوكْيُو بِاليَابَان. ولكنْ كَيفَ كانَت ستثبُتُ في وَجهِ الزَّلازِلِ الَّتي تتَكَرَّرُ في تِلكَ المَدينَة؟ صمَّمَها المُهَندِسونَ بِحَيثُ تكونُ ثابِتَةً ومَرِنَةً في الوَقتِ نَفسِه. وكَمَسيحِيِّين، يجِبُ أن نكونَ مِثلَ ناطِحَةِ السَّحابِ هذِه. كَيف؟ يلزَمُ أن نكونَ أقوِياءَ وثابِتين، وفي الوَقتِ نَفسِهِ مَرِنين. فمِن ناحِيَة، يجِبُ أن نكونَ ثابِتينَ في إطاعَةِ وَصايا يَهْوَه واتِّباعِ مَقاييسِه. فيَجِبُ أن نكونَ ‹مُستَعِدِّينَ لِنُطيعَه›، ولا نكسِرَ وَصاياهُ مَهما حصَل. ومِن ناحِيَةٍ أُخرى، يلزَمُ أن نكونَ ‹مَرِنينَ› حينَ يكونُ ذلِك مُمكِنًا أو حتَّى ضَرورِيًّا. (يع ٣:١٧) وهكَذا، نتَجَنَّبُ أن نكونَ عَنيدينَ أو مُتَساهِلينَ جِدًّا. ب٢٣/٧ ص ١٤ ف ١-٢.
الإثنين ٢٥ آب (أغسطس)
مع أنَّكُم لم تَرَوُا المَسِيح تُحِبُّونَه. — ١ بط ١:٨.
لزِمَ أن يصمُدَ يَسُوع في وَجهِ إغراءاتِ الشَّيْطَان، بِما فيها الهَجَماتُ المُباشِرَة على وَلائِهِ لِلّٰه. (مت ٤:١-١١) فالشَّيْطَان كانَ مُصَمِّمًا أن يجعَلَ يَسُوع يُخطِئ، وبِالتَّالي لا يعودُ قادِرًا أن يدفَعَ الفِديَة. وخِلالَ خِدمَةِ يَسُوع على الأرض، واجَهَ امتِحاناتٍ أُخرى. فقدِ اضطَهَدَهُ أعداؤُهُ وهدَّدوهُ بِالقَتل. (لو ٤:٢٨، ٢٩؛ ١٣:٣١) أيضًا، اضطُرَّ أن يتَعايَشَ مع ضَعَفاتِ أتباعِه. (مر ٩:٣٣، ٣٤) وخِلالَ مُحاكَمَتِه، تحَمَّلَ الوَجَعَ والاستِهزاء. ثُمَّ قُتِلَ بِطَريقَةٍ مُؤلِمَة ومُهينَة جِدًّا. (عب ١٢:١-٣) وفي آخِرِ لَحَظاتٍ مِن حَياتِه، تحَمَّلَ العَذابَ دونَ حِمايَةِ يَهْوَه. (مت ٢٧:٤٦) واضِحٌ أنَّ الفِديَةَ كلَّفَت يَسُوع ثَمَنًا غالِيًا. وعِندَما نُفَكِّرُ في كُلِّ التَّضحِياتِ الَّتي قدَّمَها طَوعًا مِن أجْلِنا، لا نقدِرُ إلَّا أن نشعُرَ بِمَحَبَّةٍ كَبيرَة تِجاهَه. ب٢٤/١ ص ١٠-١١ ف ٧-٩.
الثلاثاء ٢٦ آب (أغسطس)
كُلُّ مُتَسَرِّعٍ آخِرَتُهُ الفَقر. — أم ٢١:٥.
حينَ نكونُ صَبورين، نُحافِظُ على عَلاقاتٍ جَيِّدَة بِالآخَرين. فنَحنُ سنسمَعُهُم بِانتِباه. (يع ١:١٩) كما سننشُرُ السَّلامَ في الجَماعَة. فحتَّى حينَ نكونُ مَضغوطين، لن ننفَعِلَ ونُؤذِيَ إخوَتَنا بِكَلامِنا. ولن نغضَبَ بِسُرعَةٍ مِن أخطائِهِم، أو نرُدَّ لهُمُ الأذِيَّة. بل سنُطَبِّقُ الوَصِيَّة: «إستَمِرُّوا مُتَحَمِّلينَ بَعضُكُم بَعضًا ومُسامِحينَ بَعضُكُم بَعضًا». (كو ٣:١٢، ١٣) أيضًا، يُساعِدُنا الصَّبرُ أن نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. فبَدَلَ أن نكونَ مُتَسَرِّعينَ أو مُتَهَوِّرين، سنأخُذُ وَقتَنا لِنُفَكِّرَ في كُلِّ الخِيارات، ونختارَ الأفضَل. مَثَلًا، حينَ نُفَتِّشُ عن عَمَل، قد نميلُ أن نقبَلَ أوَّلَ وَظيفَةٍ تُعرَضُ علَينا. ولكنْ إذا كُنَّا صَبورين، فسَنأخُذُ وَقتَنا لِنُفَكِّرَ كَيفَ ستُؤَثِّرُ على عائِلَتِنا وروحِيَّاتِنا. وهكَذا، يُساعِدُنا الصَّبرُ أن لا نأخُذَ قَرارًا خاطِئًا. ب٢٣/٨ ص ٢٢ ف ٨-٩.
الأربعاء ٢٧ آب (أغسطس)
أرى شَريعَةً أُخْرى في جَسَدي تُحارِبُ شَريعَةَ عَقلي وتَقودُني كأسيرٍ لِشَريعَةِ الخَطِيَّةِ الَّتي في جَسَدي. — رو ٧:٢٣.
إذا ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُكَ بِسَبَبِ مُيولِكَ الخاطِئَة، فالتَّفكيرُ في وَعدِكَ لِيَهْوَه حينَ نذَرتَ حَياتَكَ لهُ سيُقَوِّي تَصميمَكَ أن تُحارِبَ الإغراءات. كَيف؟ حينَ تنتَذِرُ لِيَهْوَه، تُنكِرُ نَفْسَك. وهذا يعني أن تقولَ ‹لا› لِرَغَباتِكَ وطُموحاتِكَ الَّتي لا تُرضي يَهْوَه. (مت ١٦:٢٤) لِذلِك حينَ تُواجِهُ امتِحانًا، لن تُضطَرَّ أن تصرِفَ الوَقتَ لِتُفَكِّرَ ماذا يجِبُ أن تفعَل. فأنتَ قد أغلَقتَ البابَ على كُلِّ الاحتِمالات، ولم تترُكْ سِوى واحِد: أن تبقى أمينًا لِيَهْوَه. وسَتظَلُّ مُصَمِّمًا أن تُرضِيَه. وهكَذا تكونُ مِثلَ أيُّوب. فمع أنَّهُ واجَهَ تَجارِبَ صَعبَة جِدًّا، قالَ بِكُلِّ عَزْم: «لن أتَخَلَّى عنِ استِقامَتي!». — أي ٢٧:٥. ب٢٤/٣ ص ٩ ف ٦-٧.
الخميس ٢٨ آب (أغسطس)
يَهْوَه قَريبٌ مِن كُلِّ الَّذينَ يَلتَفِتونَ إلَيه، كُلِّ الَّذينَ يَلتَفِتونَ إلَيهِ بِصِدق. — مز ١٤٥:١٨.
يَهْوَه، «إلهُ المَحَبَّة»، معنا دائِمًا! (٢ كو ١٣:١١) فهو يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا. ونَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّهُ ‹يَحْمينا بِوَلائِه›. (مز ٣٢:١٠) وكُلَّما فكَّرنا كَيفَ أظهَرَ لنا مَحَبَّتَه، صارَ حَقيقِيًّا أكثَرَ بِالنِّسبَةِ إلَينا وشعَرنا أنَّنا أقرَبُ إلَيه، نقدِرُ أن نتَكَلَّمَ معهُ بِحُرِّيَّةٍ ونقولَ لهُ كم نَحنُ بِحاجَةٍ إلى مَحَبَّتِه. ونقدِرُ أن نُخبِرَهُ عن كُلِّ هُمومِنا، ونكونَ واثِقينَ أنَّهُ يفهَمُنا ويُريدُ أن يُساعِدَنا. (مز ١٤٥:١٩) فمِثلَما تجذِبُنا النَّارُ في يَومٍ بارِد، تجذِبُنا مَحَبَّةُ يَهْوَه إلَيه. ومع أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه قَوِيَّةٌ جِدًّا، فهي أيضًا رَقيقَة. لِذا افرَحْ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه لك. ولْنقُلْ جَميعًا: «أُحِبُّ يَهْوَه»! — مز ١١٦:١. ب٢٤/١ ص ٣١ ف ١٩-٢٠.
الجمعة ٢٩ آب (أغسطس)
أنا عَرَّفتُهُمُ اسْمَك. — يو ١٧:٢٦.
لم يكتَفِ يَسُوع بِإخبارِ النَّاسِ أنَّ اسْمَ اللّٰهِ هو يَهْوَه. فاليَهُودُ الَّذينَ علَّمَهُم كانوا يعرِفونَ أساسًا اسْمَ اللّٰه. لكنَّهُ رسَمَ أفضَلَ مِثالٍ في ‹الكَشفِ عنه›. (يو ١:١٧، ١٨) مَثَلًا، تكشِفُ الأسفارُ العِبْرَانِيَّة أنَّ يَهْوَه رَحيمٌ وحَنون. (خر ٣٤:٥-٧) ويَسُوع أوضَحَ هذِهِ الحَقيقَةَ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ آخَر حينَ أعطى مَثَلَ الابْنِ الضَّالِّ وأبيه. ففي هذا المَثَل، نقرَأُ أنَّ الأبَ رأى ابْنَهُ التَّائِبَ «فيما كانَ لا يَزالُ بَعيدًا»، وأنَّهُ ركَضَ لِيَستَقبِلَهُ وعانَقَهُ وسامَحَهُ مِن كُلِّ قَلبِه. وحينَ نتَخَيَّلُ هذا المَشهَد، نرى صورَةً واضِحَة جِدًّا عن رَحمَةِ يَهْوَه وحَنانِه. (لو ١٥:١١-٣٢) فقدْ كشَفَ يَسُوع كَيفَ هي فِعلًا شَخصِيَّةُ أبيه. ب٢٤/٢ ص ١٠ ف ٨-٩.
السبت ٣٠ آب (أغسطس)
عَزُّوا الآخَرينَ بِالتَّعزِيَةِ الَّتي بها يُعَزِّينا اللّٰه. — ٢ كو ١:٤.
يُنعِشُ يَهْوَه المُتَضايِقينَ ويدعَمُهُم. ونَحنُ نتَمَثَّلُ بهِ حينَ نحِنُّ على إخوَتِنا وندعَمُهُم. وماذا يُساعِدُنا أن نفعَلَ ذلِك؟ علَينا أن نُنَمِّيَ في قَلبِنا صِفاتٍ تُقَوِّي مَحَبَّتَنا لِلإخوَة، وتدفَعُنا أن نستَمِرَّ في دَعمِهِم يَومًا بَعدَ يَوم. (١ تس ٤:١٨) فيَجِبُ أن نُنَمِّيَ صِفاتٍ رَقيقَة مِثلَ التَّعاطُف، المَحَبَّةِ الأخَوِيَّة، واللُّطف. (كو ٣:١٢؛ ١ بط ٣:٨) فحينَ نُنَمِّي الحَنانَ والصِّفاتِ المُشابِهَة الأُخرى، نندَفِعُ إلى دَعمِ المُتَضايِقين. قالَ يَسُوع: «ما يَفيضُ مِنَ القَلبِ يَتَكَلَّمُ بهِ الفَم. فالإنسانُ الصَّالِحُ يُخرِجُ أُمورًا صالِحَة مِنَ الكَنزِ الصَّالِحِ الَّذي عِندَه». (مت ١٢:٣٤، ٣٥) فلْنسعَ دائِمًا لِنَدعَمَ إخوَتَنا. فهذِه طَريقَةٌ مُهِمَّة نُظهِرُ بها مَحَبَّتَنا لهُم. ب٢٣/١١ ص ١٠ ف ١٠-١١.
الأحد ٣١ آب (أغسطس)
أمَّا الَّذينَ عِندَهُم فَهمٌ فسَيَفهَمون. — دا ١٢:١٠.
كَي نفهَمَ النُّبُوَّات، نحتاجُ إلى مُساعَدَة. تخَيَّلْ مَثَلًا أنَّكَ تزورُ مِنطَقَةً جَديدَة، ولكنْ معكَ صَديقٌ يعرِفُها جَيِّدًا. فهو يعرِفُ أينَ أنتُما بِالضَّبط، ويَعرِفُ إلى أينَ توصِلُ كُلُّ طَريق. ألن تفرَحَ لِأنَّهُ أتى معك؟ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يعرِفُ يَهْوَه بِالضَّبطِ في أيِّ وَقتٍ نعيش، ويَعرِفُ ماذا ينتَظِرُنا. لِذا، كَي نفهَمَ النُّبُوَّات، يلزَمُ أن نكونَ مُتَواضِعينَ ونطلُبَ مِنهُ المُساعَدَة. (دا ٢:٢٨؛ ٢ بط ١:١٩، ٢٠) فيَهْوَه هو أبٌ مُحِبّ، ويُريدُ أن يتَمَتَّعَ أولادُهُ بِمُستَقبَلٍ سَعيد. (إر ٢٩:١١) ولكنْ بِعَكسِ الوالِدينَ البَشَر، يقدِرُ يَهْوَه أن يتَنَبَّأَ بِدِقَّةٍ عنِ المُستَقبَل. وفي كَلِمَتِه، سجَّلَ لنا نُبُوَّاتٍ عن أحداثٍ مُهِمَّة لم تحصُلْ بَعد. وهكَذا، نقدِرُ أن نستَعِدَّ لها. — إش ٤٦:١٠. ب٢٣/٨ ص ٨ ف ٣-٤.