مقالة الدرس ١١
التَّرنيمَة ٥٧ الكِرازَةُ لِشَتَّى النَّاس
كُنْ حَماسِيًّا في التَّبشيرِ مِثلَ يَسُوع
«الرَّبُّ . . . أرسَلَهُم قُدَّامَهُ اثنَيْنِ اثنَيْنِ إلى كُلِّ مَدينَةٍ ومَكانٍ كانَ يَنْوي أن يَذهَبَ إلَيهِما». — لو ١٠:١.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أربَعُ طُرُقٍ لِنَتَمَثَّلَ بِيَسُوع ونَكونَ حَماسِيِّينَ في التَّبشير.
١ ما هي إحْدى الصِّفاتِ الَّتي تُمَيِّزُ شَعبَ يَهْوَه عنِ العالَم؟
إحْدى الصِّفاتِ الَّتي تُمَيِّزُ خُدَّامَ يَهْوَه عنِ المَسِيحِيِّينَ الاسْمِيِّينَ هي حَماسَتُهُمa لِلخِدمَة. (تي ٢:١٤) ولكنْ في بَعضِ الأحيان، قد تَستَصعِبُ أن تَتَحَمَّسَ لِتُبَشِّر. ورُبَّما تُحِسُّ مِثلَما أحَسَّ أحَدُ الشُّيوخِ المُجتَهِدين. فهو قالَ بِصَراحَة: «أحيانًا، أشعُرُ أنَّهُ لَيسَ لَدَيَّ رَغبَةٌ أن أُبَشِّر».
٢ ماذا قد يُصَعِّبُ علَينا أحيانًا أن نُحافِظَ على حَماسَتِنا في الخِدمَة؟
٢ قد لا نَتَحَمَّسُ لِعَمَلِ التَّبشيرِ مِثلَما نَتَحَمَّسُ لِأنواعٍ أُخْرى مِنَ الخِدمَةِ المُقَدَّسَة. لِماذا؟ حينَ نُعَمِّرُ مَباني ثِيوقراطِيَّة ونُساهِمُ في صِيانَتِها، أو نُساعِدُ في أعمالِ الإغاثَة، أو نُشَجِّعُ إخوَتَنا، قد نَرى نَتائِجَ فَوْرِيَّة ونَشعُرُ بِالإنجاز. وعِندَما نَعمَلُ مع إخوَتِنا، نَفرَحُ بِجَوِّ السَّلامِ والمَحَبَّة، ونَعرِفُ أنَّهُم يُقَدِّرونَ ما نَفعَلُهُ مِن أجْلِهِم. مِن جِهَةٍ أُخْرى، رُبَّما نُبَشِّرُ مُنذُ سَنَواتٍ في نَفْسِ المُقاطَعَةِ ولا نَلْقى إلَّا بَعضَ التَّجاوُب. أو قد نُصادِفُ أشخاصًا يَرفُضونَ رِسالَتَنا. أيضًا، نَحنُ نَعرِفُ أنَّهُ معَ اقتِرابِ النِّهايَة، قد تَخِفُّ شَعبِيَّةُ رِسالَتِنا أكثَرَ فأكثَر. (مت ١٠:٢٢) فماذا يُساعِدُنا أن نُحافِظَ على حَماسَتِنا في التَّبشيرِ أو حتَّى نَزيدَها؟
٣ ماذا يُخبِرُنا المَثَلُ في لُوقَا ١٣:٦-٩ عن حَماسَةِ يَسُوع؟
٣ نَتَعَلَّمُ شَيئًا مُهِمًّا عنِ الحَماسَةِ في عَمَلِ التَّبشيرِ مِن خِلالِ مِثالِ يَسُوع. فأثناءَ خِدمَتِه، لم تَخِفَّ حَماسَتُهُ أبَدًا. وفي الواقِع، مع مُرورِ الوَقت، كانَ يَسُوع يَزيدُ نَشاطَه. (إقرأ لوقا ١٣:٦-٩.) فكالرَّجُلِ الَّذي أمْضى ثَلاثَ سَنَواتٍ يَعتَني بِشَجَرَةِ تينٍ على أمَلِ أن تَحمِلَ ثَمَرًا، أمْضى يَسُوع أكثَرَ مِن ثَلاثِ سَنَوات يُبَشِّرُ اليَهُودَ الَّذينَ لم يَتَجاوَبْ مُعظَمُهُم مع جُهودِه. ولكنْ كهذا الرَّجُلِ الَّذي رَفَضَ أن يَقطَعَ الأمَلَ مِن شَجَرَةِ التِّين، لم يَقطَعْ يَسُوع الأمَلَ مِنَ النَّاسِ أو يَتَباطَأْ في خِدمَتِه. على العَكس، كَثَّفَ جُهودَهُ لِيَصِلَ إلى قُلوبِهِم.
٤ ما هيَ المَجالاتُ الأربَعَة المُرتَبِطَة بمِثالِ يَسُوع الَّتي سنُناقِشُها؟
٤ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع الحَماسَة، وخاصَّةً خِلالَ الأشهُرِ السِّتَّة الأخيرَة مِن خِدمَتِه. (أُنظُرِ المُلاحَظَةَ الدِّراسِيَّة «بَعدَ ذلِك» على لُوقَا ١٠:١ [بِالإنْكِلِيزِيَّة].) فتَعاليمُهُ ومِثالُهُ سيُساعِدانِنا أن نَبْقى حَماسِيِّينَ في هذِهِ الأيَّام. لِنَتَحَدَّثْ عن مِثالِهِ في أربَعَةِ مَجالات: (١) رَكَّزَ يَسُوع على مَشيئَةِ يَهْوَه، (٢) انتَبَهَ لِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس، (٣) اتَّكَلَ على دَعمِ يَهْوَه، و (٤) حافَظَ على نَظرَةٍ إيجابِيَّة إلى النَّاسِ وظَلَّ يَأمُلُ أن يَستَمِعَ البَعضُ مِنهُم إلَيه.
رَكَّزَ على مَشيئَةِ يَهْوَه
٥ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ كانَ يُرَكِّزُ على فِعلِ مَشيئَةِ اللّٰه؟
٥ أعلَنَ يَسُوع بِكُلِّ حَماسَةٍ «الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه» لِأنَّهُ عَرَفَ أنَّ هذا هوَ العَمَلُ الَّذي يُريدُ اللّٰهُ مِنهُ أن يُنجِزَه. (لو ٤:٤٣) فكانَ يُرَكِّزُ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ على عَمَلِ التَّبشير. حتَّى في أواخِرِ خِدمَتِه، سافَرَ «مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَةٍ ومِن قَريَةٍ إلى قَريَةٍ وعَلَّمَ النَّاس». (لو ١٣:٢٢) كما أنَّهُ دَرَّبَ المَزيدَ مِنَ التَّلاميذِ لِيَعمَلوا معهُ كمُبَشِّرين. — لو ١٠:١.
٦ ما عَلاقَةُ عَمَلِ التَّبشيرِ بِالتَّعييناتِ الأُخْرى الَّتي قد نَنالُها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ في أيَّامِنا أيضًا، عَمَلُ التَّبشيرِ بِالأخبارِ الحُلْوَة هوَ العَمَلُ الرَّئيسِيُّ الَّذي يُريدُ مِنَّا يَهْوَه ويَسُوع أن نُنجِزَه. (مت ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وهُناكَ ارتِباطٌ مُباشِرٌ بَينَ عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعييناتِ الثِّيوقراطِيَّة الأُخْرى. مَثَلًا، نَحنُ نُعَمِّرُ مَباني ثِيوقراطِيَّة أو نَخدُمُ في بَيْت إيل لِنَدعَمَ حاجاتِ الحَقل. ونُقَدِّمُ لِإخوَتِنا وأخَواتِنا المُساعَدَةَ وَقتَ الكَوارِثِ لا لِنَدعَمَهُم فَقَط، بل لِنُساعِدَهُم أن يَعودوا إلى روتينِهِمِ الرُّوحِيِّ الَّذي يَشمُلُ عَمَلَ التَّبشير. فحينَ نُدرِكُ أهَمِّيَّةَ عَمَلِ التَّبشيرِ ونُبْقي في بالِنا أنَّهُ العَمَلُ الرَّئيسِيُّ الَّذي يُريدُ يَهْوَه مِنَّا أن نَعمَلَه، سنَندَفِعُ أن نَشتَرِكَ في الخِدمَةِ بِانتِظام. يَقولُ شَيخٌ في هَنْغَارِيَا اسْمُهُ يَانُوش: «أُذَكِّرُ نَفْسي دائِمًا أنَّهُ ما مِن نَشاطٍ ثِيوقراطِيٍّ يَحِلُّ مَحَلَّ عَمَلِ التَّبشير؛ إنَّهُ تَعيينُنا الرَّئيسِيّ».
في أيامنا، التبشير بالأخبار الحلوة هو العمل الرئيسي الذي يريد منا يهوه ويسوع أن ننجزه (أُنظر الفقرة ٦.)
٧ لِماذا يُريدُ يَهْوَه مِنَّا أن نَستَمِرَّ في التَّبشير؟ (١ تيموثاوس ٢:٣، ٤)
٧ نَقدِرُ أن نُقَوِّيَ حَماسَتَنا لِلتَّبشيرِ حينَ نَرى النَّاسَ مِثلَما يَراهُم يَهْوَه. فهو يُريدُ أن يَسمَعَ أكبَرُ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ الأخبارَ الحُلْوَة ويَتَجاوَبوا معها. (إقرأ ١ تيموثاوس ٢:٣، ٤.) لِذلِك يُدَرِّبُنا لِنَكونَ ناجِحينَ أكثَرَ في التَّحَدُّثِ معهُم عن هذِهِ الرِّسالَةِ الَّتي تُخَلِّصُ حَياتَهُم. مَثَلًا، تُعْطينا كُرَّاسَة أَحِبُّوا النَّاسَ وعَلِّموهُمُ الحَقّ اقتِراحاتٍ عَمَلِيَّة تُساعِدُنا أن نَفتَحَ حَديثًا معَ النَّاسِ بِهَدَفِ أن يَدرُسوا الكِتابَ المُقَدَّسَ ويَصيروا تَلاميذَ لِيَسُوع. وحتَّى لَو لم يَتَجاوَبوا الآن، فقد يَكونُ لَدَيهِم فُرصَةٌ أن يَتَجاوَبوا قَبلَ نِهايَةِ الضِّيقِ العَظيم. فما نَقولُهُ لهُمُ الآنَ يُمكِنُ أن يَدفَعَهُم أن يَتَجاوَبوا في المُستَقبَل. لكنَّ هذا لا يُمكِنُ أن يَحدُثَ إلَّا إذا استَمَرَّينا في التَّبشير.
إنتَبَهَ لِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس
٨ كَيفَ أثَّرَت مَعرِفَةُ يَسُوع لِلنُّبُوَّاتِ على الطَّريقَةِ الَّتي استَعمَلَ بها وَقتَه؟
٨ فَهِمَ يَسُوع كَيفَ ستَتِمُّ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّس. فهو عَرَفَ أنَّهُ سيَخدُمُ ثَلاثَ سَنَواتٍ ونِصفًا فَقَط. (دا ٩:٢٦، ٢٧) وعَرَفَ أيضًا ماذا قالَتِ النُّبُوَّاتُ عن وَقتِ وطَريقَةِ مَوتِه. (لو ١٨:٣١-٣٤) وقد أثَّرَت مَعرِفَتُهُ هذِه على استِعمالِهِ لِوَقتِه. وبِالنَّتيجَة، بَشَّرَ يَسُوع بِحَماسَةٍ كَي يُنْهِيَ العَمَلَ الَّذي أُعْطِيَ له.
٩ لِماذا تَدفَعُنا نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن نُبَشِّرَ بِحَماسَة؟
٩ يَدفَعُنا فَهمُنا لِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن نُبَشِّرَ بِحَماسَة. فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ الوَقتَ الباقي لِعالَمِ الشَّيْطَان صارَ قَصيرًا. ونُدرِكُ أنَّ الأحداثَ اليَومَ ومَواقِفَ النَّاسِ تُتَمِّمُ ما أنبَأَ بهِ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ الأيَّامِ الأخيرَة. ونَفهَمُ جَيِّدًا أنَّ الصِّراعَ بَينَ الدَّولَةِ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة وبَينَ رُوسِيَا وحُلَفائِها يُتَمِّمُ النُّبُوَّةَ عن مَلِكِ الجَنوبِ ومَلِكِ الشَّمالِ «في وَقتِ النِّهايَة». (دا ١١:٤٠) ونَعرِفُ أيضًا أنَّ قَدَمَيِ التِّمثالِ في نُبُوَّةِ دَانْيَال ٢:٤٣-٤٥ تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة. ونَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّهُ بِحَسَبِ النُّبُوَّة، قَريبًا لا بل قَريبًا جِدًّا ستُدَمِّرُ مَملَكَةُ اللّٰهِ الحُكوماتِ البَشَرِيَّة. وكُلُّ هذِهِ النُّبُوَّاتِ تَكشِفُ أينَ نَحنُ في مَجْرى الزَّمَنِ وتُعْطينا حافِزًا قَوِيًّا لِنُبَشِّرَ بِإلحاح.
١٠ بِأيِّ طُرُقٍ أُخْرى تَزيدُ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ مِن حَماسَتِنا؟
١٠ تُعْطينا نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أيضًا رِسالَةً نَتَشَوَّقُ أن نُخبِرَ النَّاسَ عنها. تَقولُ كَارِي، أُختٌ تَخدُمُ في جُمْهُورِيَّةِ الدُّومِينِيكَان: «وُعودُ يَهْوَه الرَّائِعَة بِمُستَقبَلٍ أفضَلَ تَدفَعُني أن أُخبِرَ الآخَرينَ عنِ الحَقّ. فعِندَما أرى مُعاناةَ النَّاسِ اليَوم، أشعُرُ أنَّ هذِهِ الوُعودَ لَيسَت لي فَقَط، بل لهُم أيضًا». كما أنَّ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُشَجِّعُنا أن لا نَتَراجَعَ لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يَدعَمُ عَمَلَ التَّبشير. تُخبِرُ لَيْلَى الَّتي تَعيشُ في هَنْغَارِيَا: «إشَعْيَا ١١:٦-٩ تَدفَعُني أن أُبَشِّرَ حتَّى الَّذينَ يَبْدو أنَّهُم لن يَتَجاوَبوا. فأنا أعرِفُ أنَّ أيَّ شَخصٍ يُمكِنُ أن يَتَغَيَّرَ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه». ويَقولُ أخٌ مِن زَامْبِيَا اسْمُهُ كْرِيسْتُوفِر: «مِثلَما تَنَبَّأَت مُرْقُس ١٣:١٠، الأخبارُ الحُلْوَة تَصِلُ إلى كُلِّ الأرض. ولي الشَّرَفُ أن أُساهِمَ في إتمامِ هذِهِ النُّبُوَّة». ماذا عنك؟ أيُّ نُبُوَّاتٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ تُشَجِّعُكَ أن تَظَلَّ تُبَشِّر؟
إتَّكَلَ على دَعمِ يَهْوَه
١١ لِماذا لَزِمَ أن يَتَّكِلَ يَسُوع على مُساعَدَةِ يَهْوَه كَي يَظَلَّ يُبَشِّرُ بِحَماسَة؟ (لوقا ١٢:٤٩، ٥٣)
١١ إتَّكَلَ يَسُوع على دَعمِ يَهْوَه كَي يَظَلَّ يُبَشِّرُ بِحَماسَة. فمع أنَّهُ كانَ لَبِقًا، كانَتِ الأخبارُ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ستُسَبِّبُ خِلافاتٍ كَبيرَة ومُقاوَمَةً عَنيفَة. (إقرأ لوقا ١٢:٤٩، ٥٣.) وبِسَبَبِ بِشارَةِ يَسُوع، حاوَلَ رِجالُ الدِّينِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أن يَقتُلوه. (يو ٨:٥٩؛ ١٠:٣١، ٣٩) لكنَّ يَسُوع ظَلَّ يُبَشِّرُ لِأنَّهُ عَرَفَ أنَّ يَهْوَه يَدعَمُه. قال: «الَّذي أرسَلَني هو معي؛ لم يَترُكْني وَحْدي لِأنِّي أعمَلُ دائِمًا ما يُرْضيه». — يو ٨:١٦، ٢٩.
١٢ كَيفَ جَهَّزَ يَسُوع تَلاميذَهُ لِيَستَمِرُّوا في التَّبشيرِ رَغمَ المُقاوَمَة؟
١٢ ذَكَّرَ يَسُوع تَلاميذَهُ أنَّ بِإمكانِهِم أن يَتَّكِلوا على دَعمِ يَهْوَه. فهو طَمَّنَهُم مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُهُم حتَّى عِندَما يُواجِهونَ الاضطِهاد. (مت ١٠:١٨-٢٠؛ لو ١٢:١١، ١٢) لكنَّهُ نَصَحَهُم أيضًا أن يَكونوا حَذِرين. (مت ١٠:١٦؛ لو ١٠:٣) وأوْصاهُم أن لا يَفرِضوا رِسالَتَهُم على الَّذينَ لا يُريدونَ أن يَسمَعوها. (لو ١٠:١٠، ١١) وقالَ لهُم أن يَهرُبوا إذا تَعَرَّضوا لِلاضطِهاد. (مت ١٠:٢٣) فمع أنَّ يَسُوع كانَ حَماسِيًّا ووَثِقَ بِيَهْوَه، لم يُعَرِّضْ نَفْسَهُ لِلخَطَرِ بِلا لُزوم. — يو ١١:٥٣، ٥٤.
١٣ لِماذا تَقدِرُ أن تَكونَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك؟
١٣ نَحنُ بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةِ يَهْوَه لِنَستَمِرَّ في التَّبشيرِ بِحَماسَةٍ رَغمَ المُقاوَمَة. (رؤ ١٢:١٧) ولكنْ لِماذا تَقدِرُ أن تَكونَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُك؟ لاحِظْ صَلاةَ يَسُوع في يُوحَنَّا الفَصل ١٧. فهو طَلَبَ مِن يَهْوَه أن يَحرُسَ الرُّسُل، ويَهْوَه استَجابَ طَلَبَهُ هذا. فسِفرُ الأعْمَال يُخبِرُنا كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه الرُّسُلَ أن يُبَشِّروا بِحَماسَةٍ رَغمَ الاضطِهاد. وفي صَلاةِ يَسُوع، طَلَبَ مِن يَهْوَه أيضًا أن يَحرُسَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِبِشارَةِ الرُّسُل. وهذا يَشمُلُكَ أنت. ويَهْوَه لم يَتَوَقَّفْ عنِ استِجابَةِ طَلَبِ يَسُوع؛ وهو سيُساعِدُكَ تَمامًا كما ساعَدَ الرُّسُل. — يو ١٧:١١، ١٥، ٢٠.
١٤ لِماذا نَحنُ مُتأكِّدونَ أنَّنا سنَظَلُّ نُبَشِّرُ بِحَماسَة حتَّى في الأوقاتِ الصَّعبَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ حتَّى لَو صارَ أصعَبَ علَينا أن نُبَشِّرَ بِحَماسَةٍ فيما تَقتَرِبُ النِّهايَة، فسَنَنالُ كُلَّ الدَّعمِ الَّذي نَحتاجُ إلَيه. (لو ٢١:١٢-١٥) فمِثلَ يَسُوع وتَلاميذِه، نَحنُ نَترُكُ لِلنَّاسِ القَرارَ أن يَسمَعوا أو لا، ونَتَجَنَّبُ المُشاجَراتِ معهُم. وحتَّى حينَ يَكونُ عَمَلُنا مُقَيَّدًا، يَتَمَكَّنُ إخوَتُنا مِنَ الاستِمرارِ في التَّبشيرِ لِأنَّهُم يَتَّكِلونَ على يَهْوَه لا على قُوَّتِهِم. وتَمامًا كما قَوَّى يَهْوَه خُدَّامَهُ في القَرنِ الأوَّل، يُعْطينا نَحنُ أيضًا القُوَّةَ لِكَي يَتِمَّ كامِلًا عَمَلُ التَّبشير كما يُريدُ يَهْوَه. (٢ تي ٤:١٧) لِذلِك تَقدِرُ أن تَكونَ مُتَأكِّدًا أنَّكَ إذا اتَّكَلتَ على يَهْوَه، تَستَطيعُ أن تَستَمِرَّ في التَّبشيرِ بِحَماسَة.
حتى عندما يكون عملنا مقيَّدًا، يجد الناشرون الحماسيون طرقًا ليبشِّروا بحذر (أُنظر الفقرة ١٤.)b
حافَظَ على نَظرَةٍ إيجابِيَّة
١٥ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَسُوع نَظَرَ إلى الخِدمَةِ نَظرَةً إيجابِيَّة؟
١٥ حافَظَ يَسُوع على مَوْقِفٍ إيجابِيٍّ مِن عَمَلِ التَّبشير. وهذا ساعَدَهُ أن يَبْقى مُتَحَمِّسًا لِخِدمَتِه. مَثَلًا، في أواخِرِ سَنَةِ ٣٠ بم، لاحَظَ يَسُوع أنَّ كَثيرينَ كانوا مُستَعِدِّينَ أن يَتَجاوَبوا مع عَمَلِ التَّبشير، وشَبَّهَهُم بِحَقلٍ ناضِجٍ جاهِزٍ لِلحَصاد. (يو ٤:٣٥) وبَعدَ سَنَة، قالَ لِتَلاميذِه: «إنَّ الحَصادَ كَثير». (مت ٩:٣٧، ٣٨) ولاحِقًا، شَدَّدَ على نَفْسِ الفِكرَةِ حينَ قال: «إنَّ الحَصادَ كَثير . . . تَرَجَّوْا سَيِّدَ الحَصادِ أن يُرسِلَ عُمَّالًا إلى حَصادِه». (لو ١٠:٢) فلم يَغِبْ عن بالِهِ أبَدًا أنَّ هُناكَ احتِمالًا أن يَتَجاوَبَ النَّاسُ معَ الأخبارِ الحُلْوَة، وقد فَرِحَ كَثيرًا عِندَما حَصَلَ ذلِك. — لو ١٠:٢١.
١٦ كَيفَ يَرسُمُ لنا اثنانِ مِن أمثالِ يَسُوع صورَةً إيجابِيَّة عنِ الخِدمَة؟ (لوقا ١٣:١٨-٢١) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٦ عَلَّمَ يَسُوع تَلاميذَهُ أن يُحافِظوا على نَظرَةٍ إيجابِيَّة إلى رِسالَتِهِم، وهذا كانَ سيُشَجِّعُهُم أن يَظَلُّوا حَماسِيِّين. إلَيكَ اثنَيْنِ مِن أمثالِه. (إقرأ لوقا ١٣:١٨-٢١.) في أحَدِ هذَيْنِ المَثَلَيْن، تَحَدَّثَ يَسُوع عن حَبَّةِ الخَردَلِ لِيُعَلِّمَ أنَّ رِسالَةَ مَملَكَةِ اللّٰهِ ستَنْمو بِطَريقَةٍ مُدهِشَة، وأنْ لا أحَدَ سيَقدِرُ أن يوقِفَها. وفي المَثَلِ الآخَر، تَحَدَّثَ عنِ الخَميرَةِ لِيوضِحَ كَيفَ ستَنتَشِرُ رِسالَةُ مَملَكَةِ اللّٰهِ على نِطاقٍ واسِع، وتُحدِثُ تَغييراتٍ لا تُرى فَوْرًا. وهكَذا ساعَدَ يَسُوع تَلاميذَهُ لِيَرَوْا أنَّ الرِّسالَةَ الَّتي بَشَّروا بها ستَلْقى بِالفِعلِ نَجاحًا كَبيرًا.
مثل يسوع، يبقى لدينا أمل أن يتجاوب البعض مع عمل التبشير (أُنظر الفقرة ١٦.)
١٧ أيُّ أسبابٍ لَدَينا كَي نَبْقى إيجابِيِّينَ بِخُصوصِ الخِدمَة؟
١٧ حينَ نَرى حَجمَ العَمَلِ الَّذي يَجْري اليَومَ حَولَ العالَم، نَندَفِعُ إلى الاستِمرارِ في التَّبشيرِ بِحَماسَة. فكُلَّ سَنَة، مَلايينُ المُهتَمِّينَ يَحضُرونَ الذِّكْرى ويَدرُسونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع شُهودِ يَهْوَه. ومِئاتُ الآلافِ يَعتَمِدونَ ويَنضَمُّونَ إلَينا في عَمَلِ التَّبشير. صَحيحٌ أنَّنا لا نَعرِفُ كم شَخصًا بَعد سيَتَجاوَبونَ مع عَمَلِنا، لكنَّنا نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه يَجمَعُ جَمعًا كَثيرًا سيَنْجو مِنَ الضِّيقِ العَظيمِ القَريب. (رؤ ٧:٩، ١٤) وبِما أنَّ سَيِّدَ الحَصادِ ما زالَ يَأمُلُ أن يَجِدَ سَنابِلَ في الحَقل، فلَدَينا سَبَبٌ قَوِيٌّ آخَرُ لِنَستَمِرَّ في التَّبشير.
١٨ ماذا نُريدُ أن يَرى النَّاسُ فينا؟
١٨ لَطالَما تَمَيَّزَ تَلاميذُ يَسُوع بِحَماسَتِهِم في التَّبشير. مَثَلًا، حينَ رَأى النَّاسُ جُرأةَ بُطْرُس ويُوحَنَّا، «فَهِموا أنَّهُما كانا مع يَسُوع». (أع ٤:١٣) وفيما يَرانا النَّاسُ في الخِدمَة، نَأمُلُ أن يَرَوْا فينا حَماسَةَ يَسُوع.
التَّرنيمَة ٥٨ البَحثُ عن بَني السَّلام
a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: في هذِهِ المَقالَة، تُشيرُ «الحَماسَةُ» إلى الاندِفاعِ والرَّغبَةِ الشَّديدَة لَدى المَسِيحِيِّينَ في عِبادَةِ يَهْوَه.
b وصف الصور: أخ يبشِّر بحذر رجلًا في محطة وقود.