مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏٢ ص ٢٥-‏٢٩
  • الابتهاج بيهوه رغم المحن

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الابتهاج بيهوه رغم المحن
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • بداية متواضعة
  • محن وأفراح اخرى
  • التقدم الثيوقراطي في الجزيرة
  • المعمودية والنمو المتواصل
  • محفل المشيئة الالهية المبهج
  • تحقيق هدف الخدمة كامل الوقت
  • البركات السخية في الماضي والحاضر
  • ‏«عمل أُنجز جيدا!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏٢ ص ٢٥-‏٢٩

الابتهاج بيهوه رغم المحن

كما رواه جورج سكيپيو

اننا الآن في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ من السنة ١٩٤٥،‏ وها انا ممدَّد في احد اجنحة المستشفى مصاب بشلل عام لا يستثني سوى يديّ وقدميّ.‏ ظننت ان وضعي وقتي،‏ لكنَّ الآخرين كانوا يشكون في ان أتمكن من السير ثانية.‏ ما كان اصعب هذه المحنة على شاب نشيط في الـ‍ ١٧ من العمر!‏ رفضت قبول هذا التكهن.‏ فقد كنت اخطط لأمور كثيرة،‏ ومنها رحلة الى انكلترا مع رب عملي في السنة التالية.‏

كنت ضحية وباء شلل الاطفال الذي كان قد اكتسح جزيرة سانت هيلانة التي نعيش فيها.‏ فقتل ١١ شخصا وخلَّف وراءه عشرات المعاقين.‏ وفيما كنت ممدَّدا على السرير،‏ كان لديّ متَّسع من الوقت لأفكر مليا في حياتي القصيرة ومستقبلي.‏ فأدركت انه رغم البلوى التي اصابتني،‏ لا ازال املك سببا لأبتهج.‏

بداية متواضعة

في السنة ١٩٣٣،‏ عندما كان عمري خمس سنوات،‏ اعطى شاهدان ليهوه بعض المجلَّدات لأبي توم الذي كان رجل شرطة وشمّاسا في الكنيسة المعمدانية.‏ لقد كان الشاهدان مبشِّرين كامل الوقت،‏ او فاتحَين،‏ زارا الجزيرة لوقت قصير.‏

احد الكتب كان بعنوان:‏ قيثارة اللّٰه.‏ وكان ابي يستعمله خلال درس الكتاب المقدس مع عائلتنا ومع عدة اشخاص مهتمين.‏ كانت مواده عميقة،‏ ولم أكن افهم سوى القليل منها.‏ لكنني اذكر انني كنت اضع اشارة في كتابي المقدس الخاص على كل آية ناقشناها.‏ وسرعان ما لاحظ والدي ان ما ندرسه هو الحق وأنه مختلف عمّا كان يكرز به في الكنيسة المعمدانية.‏ فابتدأ يخبر الآخرين عنه ويكرز من على منبر الوعظ انه لا وجود للثالوث،‏ لنار الهاوية،‏ وللنفس الخالدة.‏ وهذا أحدث بلبلة في الكنيسة.‏

في آخر الامر،‏ دُعي الى اجتماع في الكنيسة لحسم المسألة.‏ وهناك طُرح السؤال:‏ «مَن مع المعمدانيين؟‏».‏ فتجاوبت الغالبية الساحقة.‏ وكان السؤال التالي:‏ «مَن مع يهوه؟‏».‏ فتجاوب ١٠ او ١٢ شخصا تقريبا.‏ فطُلب منهم ان يغادروا الكنيسة.‏

كانت هذه البداية المتواضعة لدين جديد في سانت هيلانة.‏ واتصل ابي بالمركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في الولايات المتحدة وطلب آلة اسطوانات ليُسمِع الناس محاضرات الكتاب المقدس المسجَّلة.‏ فقيل له ان الآلة اكبر من ان تُرسل الى سانت هيلانة.‏ وأُرسل فونوڠراف اصغر،‏ ولاحقا طلب الاخوة اثنين آخرين.‏ وكانوا يجولون في الجزيرة سيرا على الاقدام وعلى ظهر الحمار ويوصلون الرسالة الى الناس.‏

واكبت المقاومة البشارة التي كانت تنتشر.‏ ففي مدرستي كان الاولاد ينشدون:‏ «تعالوا كلكم،‏ تعالوا كلكم،‏ ها هي فرقة تومي سكيپيو للفونوڠرافات!‏».‏ كان ذلك محنة قاسية عليّ كصبي يرغب في ارضاء نظرائه في المدرسة.‏ فما الذي ساعدني على الاحتمال؟‏

كانت عائلتنا الكبيرة التي تضم ستة اولاد تعقد درسا عائليا قانونيا في الكتاب المقدس.‏ وكنا ايضا نقرأ الكتاب المقدس معا كل صباح قبل تناول الفطور.‏ فلا شك ان هذا كان نافعا في مساعدة اعضاء عائلتنا على البقاء امناء في الحق على مرّ السنين.‏ وقد نمّيت أنا شخصيا حبًّا للكتاب المقدس منذ نعومة اظافري.‏ وعبر السنوات،‏ حافظت على عادة قراءة الكتاب المقدس قانونيا.‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣‏)‏ وعندما تركت المدرسة بعمر ١٤ سنة،‏ كانت جذوري قد ترسخت جيدا في الحق،‏ وكان خوف يهوه في قلبي.‏ وهذا مكَّنني من الابتهاج بيهوه رغم تلك المحن.‏

محن وأفراح اخرى

وأنا ممدَّد على فراش المرض افكر في تلك السنوات الباكرة وفي آمالي المستقبلية،‏ كنت اعرف من خلال درسي للكتاب المقدس ان مرضي هذا لم يكن امتحانا او عقابا من اللّٰه.‏ (‏يعقوب ١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ومع ذلك كان شلل الاطفال محنة مؤلمة،‏ وقد لازمتني آثاره باقي حياتي.‏

حين كنت اتعافى،‏ لزم ان اتعلم السير من جديد.‏ كما انني خسرت قدرتي على استعمال بعض العضلات في ذراعيّ.‏ ولا عدد للمرات التي كنت اقع فيها كل يوم.‏ ولكن بواسطة الصلاة المخلصة والجهد المتواصل،‏ تمكنت سنة ١٩٤٧ من السير بمساعدة عصا.‏

في تلك الاثناء،‏ وقعت في حب شابة تدعى دورِس كانت تشاركني اقتناعاتي الدينية.‏ كنا اصغر من ان نفكر في الزواج،‏ لكنني اندفعت الى التقدم اكثر في المشي.‏ وتركت ايضا عملي لأن الراتب لم يكن كافيا لنتزوج،‏ وأسست مختبر اسنان خاصا بي،‏ وقد عملت فيه مدة سنتين.‏ تزوجنا سنة ١٩٥٠،‏ وكنت آنذاك قد جنيت ما يكفي من المال لشراء سيارة صغيرة.‏ فأصبح باستطاعتي ان أقلّ الاخوة الى الاجتماعات وخدمة الحقل.‏

التقدم الثيوقراطي في الجزيرة

سنة ١٩٥١ ارسلت الجمعية الينا اول ممثل لها.‏ لقد كان يكوبس ڤان ستادن،‏ شاب من جنوب افريقيا.‏ كنا قد انتقلنا الى بيت فسيح،‏ فتمكنّا من ايوائه عندنا سنة بكاملها.‏ وبما انني كنت اعمل لحسابي الخاص،‏ قضينا معا وقتا طويلا في عمل الكرازة،‏ فكان ذلك بمثابة تدريب قيِّم لي.‏

نظَّم يكوبس،‏ او كوس كما كنا ندعوه،‏ اجتماعات قانونية للجماعة،‏ وكنا نحضرها جميعا فرحين.‏ لكننا عانينا من مشكلة في وسائل النقل.‏ فقد كانت هنالك سيارتان فقط لدى كل الاشخاص المهتمين.‏ وكانت المنطقة وعرة وكثيرة التلال،‏ وكان عدد الطرقات الجيدة قليلا في ذلك الحين.‏ لذلك كان ايصال الجميع الى الاجتماعات مشروعا شاقّا.‏ كان البعض يبدأون بالمشي في الصباح الباكر.‏ وكنت اصطحب ثلاثة اشخاص في سيارتي الصغيرة وبعد مسافة كانوا يترجلون ويتابعون الطريق سيرا على الاقدام.‏ ثم اعود،‏ أقلّ ثلاثة غيرهم مسافة معيَّنة،‏ أُنزلهم،‏ وأعود من جديد.‏ وفي نهاية المطاف،‏ كان الجميع يصلون الى الاجتماع بهذه الطريقة.‏ وبعد الاجتماع،‏ كنا نعيد الكرَّة لكي يصل الجميع الى بيوتهم.‏

علَّمنا كوس ايضا كيف نلقي مقدِّمات فعّالة عند الابواب.‏ وتمتعنا باختبارات عديدة جيدة وأخرى لم تكن جيدة.‏ لكنَّ الفرح الذي عشناه في خدمة الحقل تخطى كل المحن التي سبَّبها لنا مقاومو الكرازة.‏ وذات صباح كنت في الخدمة برفقة كوس.‏ وعندما اقتربنا من احد الابواب،‏ سمعنا صوتا في الداخل.‏ لقد كان رجلا يقرأ بصوت مرتفع من الكتاب المقدس.‏ وكنا نسمع بوضوح الكلمات المألوفة في اشعياء الاصحاح ٢‏.‏ وعندما وصل الى العدد ٤‏،‏ قرعنا الباب.‏ فدعانا رجل مسن ودود الى الدخول،‏ واستعملنا اشعياء ٢:‏٤ لنوضح له بشارة ملكوت اللّٰه.‏ وابتُدئ معه بدرس في الكتاب المقدس مع انه يعيش في مكان من الصعب الوصول اليه.‏ فقد كان علينا ان نقطع هضبة،‏ نعبر جدولا على الحجارة،‏ نعتلي هضبة اخرى،‏ ثم ننزل الى بيته.‏ لكنَّ الامر كان يستحق العناء.‏ فقد قبل هذا الرجل المسن الوديع الحق واعتمد.‏ ولكي يصل الى الاجتماعات،‏ كان يسير مستعملا عصوَين الى مكان حيث أستطيع ان أقلّه باقي الطريق بالسيارة.‏ ولاحقا مات شاهدا امينا.‏

كان مفوَّض الشرطة مقاوما لعملنا وكان يهدد تكرارا بترحيل كوس.‏ وفي احد الاشهر دعا كوس لاستجوابه.‏ ولأن كوس كان يعطيه دائما اجوبة مباشرة من الكتاب المقدس كان يزداد عداء.‏ وكلما كان يحذِّر كوس طالبا منه ان يتوقف عن الكرازة كان يشهد له.‏ وقد استمر في مقاومة العمل حتى بعد ان غادر كوس سانت هيلانة.‏ بعد ذلك مرض المفوَّض فجأة،‏ ونحل جسمه كثيرا بعد ان كان رجلا ضخما قويا.‏ وقد عجز الاطباء عن معرفة السبب.‏ ونتيجة لذلك،‏ غادر الجزيرة.‏

المعمودية والنمو المتواصل

بعد مضي ثلاثة اشهر على وجود كوس في الجزيرة،‏ شعر بأنه من الملائم ان يجري معمودية.‏ لكنَّ المشكلة كانت ايجاد بركة مناسبة.‏ فقررنا ان نحفر حفرة كبيرة،‏ نطليها بطبقة من الاسمنت،‏ ثم نملأها ماء.‏ ولكن في الليلة التي سبقت المعمودية،‏ هطل المطر،‏ وسررنا في الصباح التالي إذ وجدنا الحفرة ممتلئة الى حافتها.‏

في صباح ذلك الاحد القى كوس خطاب المعمودية.‏ وعندما طلب من المرشحين للمعمودية ان يقفوا،‏ انتصب ٢٦ منا للإجابة عن السؤالين المعهودَين.‏ لقد حصلنا على الامتياز ان نكون الشهود المعتمدين الاوائل في الجزيرة.‏ كان ذلك اليوم اسعد يوم في حياتي لأني طالما خفت ان تأتي هرمجدون قبل ان اعتمد.‏

تشكلت لاحقا جماعتان،‏ واحدة في لَڤلْوود وأخرى في جَيمس تاون.‏ وفي كل اسبوع كان ثلاثة او اربعة منا يقطعون ثلاثة عشر كيلومترا (‏٨ اميال)‏ ليذهبوا الى احدى الجماعتين ويديروا مدرسة الخدمة الثيوقراطية واجتماع الخدمة يوم السبت مساء.‏ وبعد خدمة الحقل صباح الاحد،‏ كنا نعود ونعقد الاجتماعين انفسهما،‏ وكذلك درس برج المراقبة،‏ في جماعتنا نحن بعد الظهر وفي المساء.‏ لذلك كانت نهايات الاسابيع مليئة بالنشاطات الروحية المفرحة.‏ كنت اتوق الى الكرازة كامل الوقت،‏ لكنني كنت اعيل عائلة.‏ لذلك في سنة ١٩٥٢،‏ عدت الى العمل في الوظيفة الحكومية كطبيب اسنان مقيم.‏

وفي سنة ١٩٥٥ بدأ ممثلو الجمعية الجائلون،‏ او نظار الدوائر،‏ يزورون الجزيرة كل سنة،‏ وكانوا يقيمون في منزلي بعض الوقت.‏ وقد كان تأثيرهم ايجابيا في عائلتي.‏ وفي تلك الفترة تقريبا،‏ تمتعت ايضا بامتياز الاشتراك في جعل سكان الجزيرة يشاهدون افلام الجمعية الثلاثة.‏

محفل المشيئة الالهية المبهج

في سنة ١٩٥٨،‏ ولكي احضر محفل المشيئة الالهية الاممي في نيويورك،‏ استقلت مجددا من وظيفتي الحكومية.‏ وقد كان هذا المحفل حدثا بارزا في حياتي،‏ فرصة اعطتني سببا وجيها للابتهاج بيهوه.‏ وبسبب قلة وسائل النقل الدائمة الى الجزيرة،‏ بقينا غائبين عن الجزيرة خمسة اشهر ونصفا.‏ دام المحفل ثمانية ايام،‏ وكانت الفترات تبدأ في التاسعة صباحا وتنتهي في التاسعة مساء.‏ لكنني لم اتعب قط،‏ وكنت اتطلع بشوق الى اليوم التالي.‏ وقد حصلت على امتياز تمثيل جزيرة سانت هيلانة مدة دقيقتين في البرنامج.‏ ان مخاطبة الحشد الضخم في يانكي ستاديوم وپولو ڠراوندز كانت اختبارا يُرهق الاعصاب!‏

قوّى المحفل تصميمي على الانخراط في الفتح.‏ والخطاب العام الذي كان بعنوان:‏ «ملكوت اللّٰه يسود —‏ هل منتهى العالم قريب؟‏» كان مشجِّعا بشكل خصوصي.‏ بعد المحفل،‏ زرنا المركز الرئيسي للجمعية في بروكلين وقمنا بجولة في المعمل.‏ وتحدثت الى الاخ نور،‏ الذي كان آنذاك رئيس جمعية برج المراقبة،‏ عن تقدم العمل في سانت هيلانة.‏ فقال انه يودّ لو يزور الجزيرة يوما.‏ جلبنا معنا كاسيتات سمعية سجَّلنا فيها كل الخطابات وكذلك الكثير من الافلام للمحفل ووضعناها في متناول العائلة والاصدقاء.‏

تحقيق هدف الخدمة كامل الوقت

عند عودتي عُرض عليّ من جديد عملي السابق،‏ لأنه لم يكن هنالك طبيب اسنان في الجزيرة.‏ لكنني اوضحت انني انوي ان انخرط في الخدمة كامل الوقت.‏ وبعد مفاوضات طويلة،‏ اتفقنا ان اعمل ثلاثة ايام في الاسبوع،‏ ولكن بمعاش اكبر من الذي كنت اتقاضاه عندما كنت اعمل ستة ايام في الاسبوع.‏ لقد صحت كلمات يسوع:‏ «داوموا أولا على طلب ملكوته وبرّه،‏ وهذه كلها تُزاد لكم».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ ان التنقل سيرا على ساقيَّ الضعيفتين في الجزيرة المليئة بالتلال لم يكن دائما بالامر السهل.‏ ومع ذلك،‏ خدمت كفاتح ١٤ سنة وتمكنت من مساعدة كثيرين من سكان الجزيرة على تعلم الحق.‏ وهذا طبعا سبب لفرح عظيم.‏

سنة ١٩٦١ ارادت الحكومة ان ترسلني الى جزر فيجي من اجل مقرَّر تدريبي مجاني طوله سنتان لكي أصير طبيب اسنان مؤهلا بشكل كامل.‏ حتى انهم عرضوا عليّ ان يرسلوا عائلتي معي.‏ كان هذا العرض مغريا،‏ ولكن بعد ان فكرت مليا رفضته.‏ فلم اكن اريد ان اترك الاخوة هذه الفترة الطويلة من الوقت وأتخلى عن امتياز الخدمة معهم.‏ كان الموظف الطبي المسؤول الذي نظم الرحلة الشخص الاكثر حزنا.‏ قال لي:‏ «اذا كنت تظن ان النهاية قريبة جدا فلا يزال بإمكانك ان تصرف المال الذي ستجنيه في هذه الاثناء».‏ لكنَّ موقفي كان ثابتا.‏

دُعيت في السنة التالية الى جنوب افريقيا كي احضر مدرسة خدمة الملكوت،‏ وهي مقرَّر تدريبي لشهر واحد من اجل نظار الجماعات.‏ فأُعطينا ارشادا قيِّما ساعدنا على الاعتناء بفعّالية اكبر بتعييناتنا الجَماعية.‏ وبعد المدرسة،‏ تلقيت تدريبا اضافيا اذ عملت مع ناظر جائل.‏ وبعد ذلك خدمت الجماعتين في سانت هيلانة كناظر دائرة بديل طوال اكثر من عشر سنوات.‏ ومع الوقت،‏ اصبح اخوة آخرون اكفاء واستُخدموا للتناوب على العمل.‏

في تلك الاثناء،‏ انتقلنا من جَيمس تاون الى لَڤلْوود،‏ حيث كانت هنالك حاجة اعظم،‏ وبقينا هناك عشر سنوات.‏ خلال ذلك الوقت،‏ كنت أصل الليل بالنهار كارزا،‏ عاملا ثلاثة ايام اسبوعيا في وظيفتي الحكومية،‏ ومديرا دكان بقالة صغيرا.‏ وبالاضافة الى ذلك كنت اهتمّ بشؤون الجماعة،‏ وأعيل مع زوجتي عائلة مؤلفة من اربعة ابناء في طور النمو.‏ لكي أتغلب على المصاعب،‏ تخليت عن عملي لثلاثة ايام،‏ بعت الدكان،‏ وأخذت عائلتي بكاملها الى كَيپ تاون،‏ جنوب افريقيا،‏ في عطلة دامت ثلاثة اشهر.‏ ثم انتقلنا الى جزيرة أسنسيون وأقمنا هناك سنة.‏ وفي تلك الاثناء،‏ تمكنّا من مساعدة كثيرين على نيل المعرفة الدقيقة لحق الكتاب المقدس.‏

عند عودتنا الى سانت هيلانة،‏ رجعنا الى جَيمس تاون.‏ وجدَّدنا بيتا متصلا بقاعة الملكوت.‏ ولكي نعيل انفسنا،‏ حوَّلنا انا وابني جون شاحنةً صنع شركة فورد الى سيارة «ڤان» لبيع الآيس كريم،‏ وكنا نبيع الآيس كريم خلال السنوات الخمس التالية.‏ وبُعيد الابتداء بهذا العمل،‏ تعرضت لحادث إذ انقلبت السيارة وعلقت ساقاي تحتها.‏ وبسبب ذلك،‏ ماتت الاعصاب تحت ركبتيّ،‏ واحتجت الى ثلاثة اشهر لأتعافى.‏

البركات السخية في الماضي والحاضر

على مرّ السنين،‏ حظينا ببركات عديدة،‏ وجميعها اسباب اضافية للابتهاج.‏ وإحداها هي رحلتنا الى جنوب افريقيا لحضور محفل قومي سنة ١٩٨٥ وزيارة بيت ايل الجديد الذي كان قيد البناء.‏ وبين البركات الاخرى هنالك الاشتراك مع ابني جون ولو بمساهمة بسيطة في تشييد قاعة محافل جميلة قرب جَيمس تاون.‏ ونحن مسروران ايضا لأن ثلاثة من ابنائنا يخدمون كشيوخ،‏ وأحد احفادنا يخدم في بيت ايل في جنوب افريقيا.‏ ولا شك اننا حصدنا افراحا عظيمة ونلنا الاكتفاء من مساعدة كثيرين على نيل المعرفة الدقيقة للكتاب المقدس.‏

ان حقل خدمتنا محدود اذ يبلغ نحو ٠٠٠‏,٥ شخص فقط.‏ لكنَّ خدمة المقاطعة نفسها مرارا وتكرارا جلبت نتائج رائعة.‏ فقليلون جدا يعاملوننا بفظاظة.‏ وجزيرة سانت هيلانة معروفة بسكانها الوديين،‏ وأينما ذهبتم ستجدون اشخاصا يحيّونكم،‏ سواء كنتم تسيرون على الطريق او تقودون سيارتكم.‏ وبناء على خبرتي اقول انه كلما عرفتم الناس اكثر سهل عليكم ان تشهدوا لهم.‏ اننا الآن ١٥٠ ناشرا،‏ رغم ان كثيرين قد انتقلوا عبر البحار.‏

بعد ان كبر كل ابنائنا وتركوا المنزل،‏ نعيش انا وزوجتي من جديد وحدنا بعد ٤٨ سنة من الزواج.‏ ان حبها الوليّ ودعمها طوال كل هذه السنين ساعداني على الاستمرار في خدمة يهوه بفرح رغم المحن.‏ ان قوتنا الجسدية تضعف،‏ لكنَّ قوتنا الروحية تتجدَّد يوما فيوما.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏)‏ وأنا مع كامل عائلتي وأصدقائي نتطلع بشوق الى المستقبل الرائع حين تصبح صحتي الجسدية افضل حتى مما كانت عليه وأنا بعمر ١٧ سنة.‏ وأكثر ما اتمناه هو ان اتمتع بالكمال بكل ما له من معانٍ،‏ وفوق كل ذلك،‏ ان اخدم الهنا يهوه المحب الذي يهتم بشعبه وملكه الحاكم يسوع المسيح الى الابد.‏ —‏ نحميا ٨:‏١٠‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

جورج سكيپيو مع ثلاثة من ابنائه الذين يخدمون كشيوخ

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

جورج سكيپيو مع زوجته دورِس

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة