مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٧ ١/‏١١ ص ٨-‏١٢
  • تعلمتُ ان اثق بيهوه ثقة مطلقة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تعلمتُ ان اثق بيهوه ثقة مطلقة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كيف تعلَّمت ان اثق بيهوه
  • عمل الفتح في الأحراج
  • الكرازة بواسطة سيارة مزوَّدة بأجهزة صوت
  • المزيد من التحديات مع بداية الحرب
  • يد يهوه كانت معنا
  • استدعاؤنا الى الخدمة العسكرية
  • الزواج والمسؤوليات الجديدة
  • يهوه ساعدني أن أعطيه الأفضل
    قصص حياة شهود يهوه
  • التصميم ساعدني على النجاح
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
  • من ضابط شرطة الى خادم مسيحي
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
ب٠٧ ١/‏١١ ص ٨-‏١٢

قصة حياة

تعلمتُ ان اثق بيهوه ثقة مطلقة

كما رواها أوبري باكستر

في مساء يوم سبت سنة ١٩٤٠،‏ هاجمني رجلان وأخذا يضربانني ضربا مبرّحا حتى طرحاني ارضا.‏ وبدل ان يبادر الى مساعدتي رجلَا الشرطة اللذان كانا في الجوار،‏ انهالَا عليّ شتما وأثنيَا على ما فعله بي الرجلان.‏ ان هذه المعاملة العنيفة نجمت عن احداث مهمة في حياتي ابتدأت قبل نحو خمس سنوات،‏ حين كنت اعمل في احد مناجم الفحم.‏ سأوضح الآن كيف حدث ذلك.‏

ولدتُ سنة ١٩١٣ في سْوانزي،‏ مدينة ساحلية في نيو سوْث ويلز،‏ اوستراليا.‏ وكنت الولد الثالث بين اربعة صبيان.‏ وحين بلغتُ الخامسة من العمر،‏ أُصيبت عائلتي كلها بالانفلونزا الاسبانية المروِّعة التي اودت بحياة ملايين الاشخاص حول العالم.‏ ومن المفرح اننا نجونا منها كلنا.‏ ولكن سنة ١٩٣٣،‏ حلّت بنا فاجعة كبيرة حين توفيت امي عن عمر ٤٧ سنة.‏ ولأنها امرأة تقيّة،‏ كانت قد قبلت مجلدَي النور اللذَين قام شهود يهوه بتوزيعهما آنذاك لمساعدة الناس على درس الكتاب المقدس.‏

في تلك الاثناء،‏ كنت اعمل في احد مناجم الفحم.‏ وبما ان عملي تضمن فترات ناشطة قصيرة تتبعها فترات استراحة هادئة،‏ فقد كنت آخذ المجلَّدين معي الى العمل وأقرأهما على ضوء المصباح المثبَّت على خوذتي.‏ ولم يمر وقت طويل حتى ادركت اني وجدت الحق.‏ كما اني شرعت في الاستماع الى المحاضرات المؤسسة على الكتاب المقدس التي يذيعها الشهود على الراديو.‏ وما زاد فرحي هو ان ابي وإخوتي ابتدأوا جميعا يظهرون اهتماما بحق الكتاب المقدس.‏

سنة ١٩٣٥،‏ حلّت بنا فاجعة اخرى حين أُصيب اخي الاصغر بيلي بذات الرئة ومات عن عمر ١٦ سنة فقط.‏ غير ان رجاء القيامة كان معزيا لعائلتنا هذه المرة.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وبعد مدة،‏ قام ابي وأخواي الاكبر سنا،‏ ڤِرنر وهارولد،‏ وكذلك زوجتاهما بنذر حياتهم للّٰه.‏ والآن،‏ انا الوحيد في عائلتي المباشرة الذي لا يزال على قيد الحياة.‏ ولا تزال مارجوري زوجة ڤِرنر وإليزابيث زوجة هارولد نشيطتين في خدمة يهوه.‏

كيف تعلَّمت ان اثق بيهوه

حدث اول لقاء لي مع شهود يهوه سنة ١٩٣٥،‏ حين قرعَتْ باب بيتنا امرأة اوكرانية تركب دراجة.‏ ويوم الاحد التالي،‏ حضرتُ اول اجتماع مسيحي.‏ ثم بعد اسبوع،‏ ذهبت مع الفريق الى خدمة الحقل.‏ وكم تفاجأت حين اعطاني مدير الاجتماع بعض الكراريس وأرسلني وحدي!‏ عند الباب الاول شعرت بتوتر شديد،‏ حتى انني تمنّيت لو ان الارض تنشق وتبتلعني!‏ لكنّ صاحب البيت كان مسرورا وقبل المطبوعات مني.‏

تركتْ بعض الآيات مثل جامعة ١٢:‏١ ومتى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠ اثرا بالغا فيَّ،‏ فأردت ان اصبح فاتحا،‏ اي خادما كامل الوقت.‏ وقد دعم ابي قراري هذا.‏ ورغم اني لم اكن معتمدا بعد،‏ صممت ان ابدأ بعمل الفتح في ١٥ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٣٦.‏ وفي ذلك اليوم عينه ذهبت الى مكتب فرع شهود يهوه في سيدني،‏ حيث دُعيت الى العمل مع فريق من ١٢ فاتحا في دليج هيل،‏ احدى ضواحي مدينة سيدني.‏ وتعلَّمت كيفية استعمال مطحنة قمح تُدار باليد كان الفاتحون يستخدمونها آنذاك لصنع الطحين،‏ وبالتالي يوفّرون بعض المال.‏

عمل الفتح في الأحراج

بعد ان اعتمدت في وقت لاحق من تلك السنة،‏ عُيِّنت في وسط كوينزلند مع فاتحَين آخرين،‏ أوبري وِلز وكلايڤ شايد.‏ والمعدات التي استعملناها هي سيارة أوبري،‏ بعض الدراجات،‏ فونوغراف قابل للحمل لإذاعة المحاضرات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ خيمة اصبحت بيتا لنا طوال ثلاث سنوات،‏ ثلاثة اسرَّة،‏ طاولة،‏ وقِدْر حديدية للطبخ.‏ وذات مساء،‏ عندما حان دوري لأطبخ،‏ فكرت ان اعدّ عشاء «مميزا» من الخُضَر ودقيق الحنطة.‏ غير ان احدا لم يستطع تناوله!‏ فوضعته امام حصان صادف ان كان في الجوار.‏ فتشمَّمه وهزَّ رأسه ومضى!‏ وكانت هذه آخر مرة احاول فيها ان ابتكر طبقا جديدا.‏

وفي وقت لاحق،‏ قررنا ان نسرع في تغطية مقاطعتنا.‏ فقسمناها الى ثلاثة اقسام ليخدم كل منا في احدها.‏ وكثيرا ما كنت اجد نفسي في آخر النهار بعيدا جدا عن خيمتنا بحيث تتعذر عليّ العودة.‏ فأقضي الليل احيانا عند القرويين المضيافين.‏ وذات ليلة،‏ نمت على سرير فخم في غرفة الضيوف في مزرعة لتربية المواشي؛‏ اما في الليلة التالية،‏ فنمت على ارض وسخة في كوخ احد صيادي الكنغر،‏ محاطا بأكوام من جلود الحيوانات الكريهة الرائحة.‏ ولكن في اغلب الاحيان،‏ كنت انام في الأحراج.‏ وذات مرة،‏ أحاطت كلاب الدِّنڠو البرية بالمكان الذي كنت فيه.‏ وكان نباحها يشقُّ سكون الليل،‏ فلم استطع ان انام.‏ غير انني اكتشفت في الصباح انها لم تكن تعبأ بأمري بل ببقايا جثة حيوان ملقاة في الجوار.‏

الكرازة بواسطة سيارة مزوَّدة بأجهزة صوت

بغية اعلان ملكوت اللّٰه،‏ استخدمنا سيارة مزوَّدة بأجهزة صوت.‏ وأذنت لنا الشرطة في مدينة تاونزڤيل الواقعة في شمال كوينزلند ان نقف في وسط المدينة.‏ إلا ان المحاضرة المسجَّلة اغضبت بعض اعضاء «جيش الخلاص»،‏ فطلبوا منا الرحيل.‏ وعندما رفضنا هزَّ خمسة منهم السيارة هزة عنيفة.‏ وأنا كنت في داخلها اشغِّل اجهزة الصوت!‏ فقد تبين انه من غير الحكمة ان نصرّ على حقوقنا.‏ لذلك عندما توقفوا عن مضايقتنا تركنا المنطقة.‏

في مدينة بوندابرڠ،‏ اعارنا احد المهتمين قاربا لنذيع المحاضرات من نهر بيرنيت الذي يمر فيها.‏ فمضى أوبري وكلايڤ في القارب مع اجهزة الصوت،‏ وبقيت انا في القاعة التي استأجرناها.‏ في تلك الليلة،‏ كان الصوت المسجَّل القوي،‏ صوت الاخ جوزيف ف.‏ رذرفورد من المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه،‏ يدوِّي في بوندابرڠ معلنا رسالة قوية من الكتاب المقدس.‏ حقا،‏ تلك كانت اوقاتا مثيرة تطلبت من شعب اللّٰه الشجاعة والإيمان.‏

المزيد من التحديات مع بداية الحرب

بُعيد نشوب الحرب العالمية الثانية في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٣٩،‏ ناقش عدد ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ من برج المراقبة موضوع الحياد المسيحي في السياسة والحرب.‏ وكم سررت لاحقا لأنني درست هذه المواد التي كانت في حينها!‏ في تلك الاثناء،‏ نلت انا وأوبري وكلايڤ تعيينات مختلفة،‏ مما اضطرنا الى الافتراق بعد ثلاث سنوات من الخدمة معا.‏ فقد عُيِّنتُ انا ناظرا جائلا في شمال كوينزلند،‏ وغالبا ما وضع هذا التعيين ثقتي بيهوه على المحك.‏

في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٠،‏ خدمت في الجماعة الواقعة في تاونزڤيل التي كانت تضم اربعة فاتحين:‏ پرسي وإيلما ايزلوب،‏a ونورمان بيلوتي وشقيقته بياتريس.‏ ثم بعد ست سنوات،‏ تزوجت من بياتريس.‏ وفي مساء يوم سبت،‏ عندما انتهينا انا وبعض الاخوة من الشهادة في الشوارع،‏ وقع الهجوم الذي ذكرته في مستهل المقالة.‏ لكنّ تلك المعاملة الظالمة لم تثبِّطني،‏ بل كانت حافزا لي على الاستمرار في خدمة يهوه.‏

كانت اختان فاتحتان،‏ يونا ومِيرل كيلپاتريك،‏ تكرزان بغيرة في الشمال.‏ وبعد ان قضيتُ معهما يوما ممتعا في الخدمة،‏ طلبتا مني ان اقلّهما بالقارب الى بيت احدى العائلات المهتمة.‏ وقد عنى ذلك ان اسبح الى الضفة الاخرى من النهر كي اصل الى قارب راسٍ هناك وآتي به الى الاختين،‏ ومن ثم اعود وأعبر بهما النهر.‏ ولكن،‏ حين وصلت الى القارب وجدت ان المجاذيف مفقودة!‏ ولاحقا،‏ علمنا ان احد المقاومين قد خبّأها.‏ لكننا استطعنا تخطي هذا العائق.‏ فبما اني سبق ان عملت طوال سنوات كمنقذ للغارقين،‏ كنت لا ازال ماهرا في السباحة.‏ فربطت حبل المرساة حول خصري وسحبت القارب عبر النهر نحو الفتاتين،‏ ومن ثم نقلتهما الى الضفة الاخرى.‏ وقد بارك يهوه جهودنا،‏ لأن العائلة المهتمة صارت لاحقا من الشهود.‏

يد يهوه كانت معنا

لأسباب امنية،‏ اقامت القوات العسكرية حاجزا جنوب مدينة اينيسفيل.‏ وبما اني من سكان تلك المنطقة،‏ فقد حصلت على إذن بالمرور،‏ الامر الذي تبيَّن انه مفيد للغاية عندما كان يزورنا اخوة من مكتب فرع شهود يهوه.‏ ولكي نتمكن من عبور الحاجز،‏ كنت اخبئهم تحت مقعد السيارة الخلفي.‏

كان البنزين يُقنَّن آنذاك،‏ فجُهِّز الكثير من السيارات بمولِّد للغاز.‏ وقد كان هذا المولِّد يُنتج من الفحم المتقد غازا قابلا للاحتراق يعمل كوقود للمحرِّك.‏ فكنت اسافر في الليل وأكوّم اكياس الفحم على المقعد الخلفي الذي يختبئ تحته احد الاخوة.‏ وعندما اقف عند الحاجز،‏ ألهي الحراس بعدم إطفاء المحرِّك،‏ الامر الذي يبقي وعاء الفحم حارا جدا.‏ وذات ليلة،‏ صرخت الى الحراس:‏ «اذا اوقفت المحرِّك،‏ تتعطل السيارة ويصعب عليّ تشغيلها من جديد».‏ وإذ انزعجوا من الحرارة والصوت والدخان الاسود،‏ فتشوا السيارة بسرعة وسمحوا لي بالمرور.‏

في تلك الفترة،‏ عُيِّن لي ان انظِّم محفلا في تاونزڤيل للشهود المحليين.‏ لكنّ نيل ما نحتاجه من الطعام،‏ الذي كان يُقنَّن آنذاك،‏ تطلَّب موافقة الموظف المسؤول.‏ وفي الوقت نفسه،‏ كان اخوتنا يُسجنون بسبب حيادهم.‏ لذا،‏ عندما اخذت موعدا لأرى المسؤول فكّرت في نفسي:‏ ‹هل انا استعمل الحكمة،‏ ام اصبّ الزيت على النار؟‏›.‏ ورغم ذلك،‏ ذهبت اليه وفق تعليمات مكتب الفرع.‏

كان المسؤول جالسا خلف مكتبه الفخم وطلب مني ان اجلس انا ايضا.‏ وحين اوضحت له هدف زيارتي،‏ تسمَّر في مكانه وأطال النظر إلي.‏ ثم قال لي بارتياح:‏ «كم تريد من الطعام؟‏».‏ فأعطيته قائمة بأقل ما يلزم.‏ فتفحّصها وقال:‏ «يبدو ذلك غير كاف.‏ الافضل ان نضاعف العدد».‏ فتركت مكتبه وقلبي يطفح بالشكر ليهوه الذي علّمني درسا آخر في الثقة.‏

في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤١،‏ حُظر عمل شهود يهوه في اوستراليا.‏ فأصبح كثيرون يشكّون فينا ويتّهموننا بالتجسس لليابانيين.‏ وفي احدى المناسبات،‏ اقتحمت سيارتان مليئتان برجال الشرطة والجنود «مزرعة الملكوت»،‏ وهي حقل يقع على هضبة أثرتون كنا قد اشتريناه لزراعة بعض المحاصيل.‏ لقد كانوا يبحثون عن مصباح كشَّاف اعتقدوا اننا نستعمله لإعطاء اشارات للعدو.‏ واتُّهمنا ايضا بأننا نزرع القمح بطريقة تشكِّل شِفْرة تُقرأ من الطائرة!‏ وطبعا،‏ ثبت ان كل هذه التّهم هي ادعاءات باطلة.‏

بسبب الحظر،‏ لزم ان نكون حذرين وواسعي الحيلة عند نقل المطبوعات.‏ مثلا،‏ حين صدر كتاب الاولاد،‏ حصلت على علبة كرتون تحوي اعدادا منه في بريزبَين.‏ وسافرت شمالا بالقطار ورحت اترك بعض الكتب في كل منطقة توجد فيها جماعة.‏ ولكي اثني الشرطة والمفتشين عن فتح العلبة،‏ كنت اربط منشارا دائريا على وجهها قبل النزول من القطار.‏ وقد تبيَّن ان هذه الوسيلة فعالة جدا رغم بساطتها.‏ وكم فرح شعب يهوه في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٤٣ حين رُفع عنهم الحظر الذي وصفه احد القضاة بأنه «اعتباطي،‏ عشوائي،‏ وتعسفي»!‏

استدعاؤنا الى الخدمة العسكرية

في السنة التي سبقت رفع الحظر،‏ استُدعيت انا وأوبري وِلز ونورمان بيلوتي الى الخدمة العسكرية.‏ وقد مثَلَ أوبري ونورمان امام القضاء قبلي بأسبوع وحُكم عليهما بالسجن ستة اشهر.‏ في تلك الاثناء،‏ كان مكتب البريد يصادر مجلات برج المراقبة المرسلَة الى عناوين شهود معروفين.‏ اما مجلات المشتركين الآخرين فلم تكن تُصادَر.‏ وكان تعييننا ان نجد احد هؤلاء المشتركين،‏ ننسخ المجلات،‏ ونوزع النسخ على الرفقاء الشهود.‏ وبهذه الطريقة حصلنا على الطعام الروحي بانتظام.‏

حين حُكم عليَّ بالسجن ستة اشهر كما توقّعت،‏ استأنفت على الفور وفق تعليمات مكتب الفرع في سيدني.‏ وذلك بغية تأخير تنفيذ الحكم الى ان يُعيَّن شخص آخر ينجز العمل الذي كنت اقوم به.‏ وقد انتهزت الفرصة لأزور البعض من الاخوة الـ‍ ٢١ المسجونين في شمال كوينزلند.‏ وكان معظمهم في سجن واحد حيث الآمِر يكرهنا كرها شديدا.‏ فحين قلت له ان الكهنة في الاديان الاخرى يتمكنون من زيارة رعاياهم،‏ امتلأ غيظا وصرخ قائلا:‏ «لو كان الامر يعود إليّ،‏ لصَفَفْت كل شهود يهوه وأطلقت النار عليهم!‏».‏ وعلى الفور اخرجني الحرّاس خارجا.‏

وحين اتى موعد جلسة الاستئناف،‏ عُيِّن لي محام كما يقتضي القانون.‏ ولكن في الواقع،‏ تولّيت انا شخصيا الدفاع عن نفسي،‏ ما عنى الاتكال كليا على يهوه.‏ وهو لم يخذلني قط.‏ (‏لوقا ١٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وكم ذهلت حين كسبت الدعوى بسبب وجود بعض الاغلاط الكتابية في الاوراق!‏

سنة ١٩٤٤،‏ عُيِّنتُ في دائرة كبيرة تغطي كل ولاية اوستراليا الجنوبية وشمالي فيكتوريا ومدينة سيدني في نيو سوْث ويلز.‏ وفي السنة التالية،‏ ابتدأتْ حملة عالمية لتقديم خطابات عامة.‏ وكان على كل خطيب ان يستعد لخطابه بناء على مجمل مؤلف من صفحة واحدة زوَّدته اياه الجمعية.‏ ومع ان تقديم خطاب لمدة ساعة شكّل تحديا جديدا لنا،‏ عقدنا العزم على فعل ذلك واثقين بيهوه كل الثقة،‏ وقد بارك جهودنا.‏

الزواج والمسؤوليات الجديدة

في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٦،‏ تزوجت من بياتريس بيلوتي وخدمنا معا كفاتحَين.‏ وكان بيتنا عبارة عن مقطورة خشبية.‏ ثم في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٥٠ وُلدت ابنتنا الوحيدة جانيس (‏جان)‏.‏ وقد قمنا بعمل الفتح في عدد من المناطق،‏ بما فيها مدينة كِمپسي في نيو سوْث ويلز،‏ حيث كنا الشهود الوحيدين.‏ وكنا نذهب كل يوم أحد الى صالة محلية لألقي خطابا عاما سبق ان أعلنَّا عنه بواسطة اوراق الدعوة.‏ لعدة شهور،‏ لم يحضر الخطاب سوى بياتريس وطفلتنا جان.‏ ثم ما لبث ان ابتدأ الناس بالمجيء الواحد تلو الآخر.‏ واليوم هنالك جماعتان مزدهرتان في كِمپسي.‏

حين بلغت جان سنتين من العمر استقررنا في بريزبَين.‏ ولاحقا،‏ عندما انهت دراستها،‏ خدمنا جميعا كفاتحين طوال اربع سنوات في مدينة سيسنوك،‏ الواقعة في نيو سوْث ويلز،‏ قبل ان نعود الى بريزبَين للاعتناء بوالدة بياتريس المريضة.‏ وفي الوقت الحاضر،‏ لدي امتياز الخدمة كشيخ في جماعة تشيرمسايد.‏

نشكر يهوه انا وبياتريس على بركاته التي لا تُعدّ،‏ بما فيها امتياز مساعدة ٣٢ شخصا على التعرف بيهوه.‏ وأنا شخصيا اشكر يهوه على زوجتي الحبيبة التي تتحلَّى باللطف والوداعة وفي الوقت نفسه تدافع بشجاعة عن حق الكتاب المقدس.‏ فقد جعلتها محبتها للّٰه،‏ اتكالها عليه،‏ وعينها ‹البسيطة› زوجة وأمًّا قديرة بكل معنى الكلمة.‏ (‏متى ٦:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ امثال ١٢:‏٤‏)‏ ومعا نقول من كل قلبنا:‏ «مبارك الرجل الذي يتكل على يهوه».‏ —‏ ارميا ١٧:‏٧‏.‏

‏[الحاشية]‏

a وردت قصة حياة پرسي ايزلوب،‏ «رأيت الحياة تتغير بشكل مدهش»،‏ في برج المراقبة كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٨٢.‏

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

استخدمنا هذه السيارة المزوَّدة بأجهزة صوت في شمال كوينزلند

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

اثناء مساعدة الاختين كيلپاتريك على نقل سيارتهما خلال فصل الامطار في شمال كوينزلند

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

يوم زفافنا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة