داوموا على الثبات في ايمانكم كرجال
١ كلمات بولس في ١ كورنثوس ١٦:١٣ كتبت الى جميع اعضاء الجماعة، الى الاخوات والى الاخوة. ولذلك كان على الاخوات ايضا ان يتصرفن بطريقة رجولية، اي بشجاعة مسيحية، تمثلا بيسوع المسيح. ويجب علينا جميعا، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، ان نقف ثابتين في ايماننا. وهذا ما يمكننا تعلمه من كلمات موسى في التثنية ٣١:٦. دعونا دائما نقرأ ونتأمل في مثل هذه الآيات المشجعة.
٢ نواجه الآن «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون. أما كيف سيجدنا ذلك في علاقتنا باللّٰه القادر على كل شيء فيقرر الى حد بعيد ما اذا كنا سننجو من هذا القتال ام لا. واذ يكون شهود يهوه الامناء الهدف المنظور الرئيسي للهجوم لسبب تأييدهم الثابت لملكوت يهوه تلزم شجاعة على مثال المسيح من جهتهم ليقفوا ثابتين في ايمانهم. — قارن ٢ أخبار الايام ٢٠:١٧.
مثال مسيحيي القرن الاول
٣ ان اتباع المسيح الاولياء رفضوا احراق البخور تكريما للامبراطور الروماني رغم أن ذلك كلفهم حياتهم. فمجرد «عمل عبادة» واحد كهذا كان كافيا لارضاء الشيطان. ولقد جرى ويجري امتحان بعض مسيحيي القرن العشرين بشكل مماثل. واذ ندرك هدف الشيطان في جعل شعب يهوه يضطهدون لا نستسلم ابدا لاي اغراء شيطاني لايجاد منفذ تجنبا للمتاعب. ولا نداعب اية رغبة بالمسايرة حتى ولو كانت زهيدة. فاية مسايرة على حساب استقامتنا قد تعني سقوطنا الكلي. (متى ١٣:٢١؛ غلاطية ٦:١٢) وعندما تشكل المسايرة «عمل عبادة» لن نصلح فيما بعد لتمثيل مصالح ملكوت يهوه. ان مجرد عمل واحد يثلم استقامتنا سيسر الشيطان، وطبعا، نحن لا نريد ان نفرحه. وبدلا من ذلك، فاننا نسعى لكي نفرح قلب يهوه بالمحافظة على الاستقامة مما يعطي جوابا للمعير الكبير. — امثال ٢٧:١١.
٤ بامكان ابينا السماوي ان يمنع اضطهاد شعبه. ولكنه يختار ان يسمح به، ومعرفتنا لماذا ستساعدنا لنكون سعداء رغم اننا مضطهدون. ان السبب الرئيسي للسماح بالاضطهاد له علاقة بقضية السلطان الكوني. فكل شاهد ليهوه يحافظ على الاستقامة تحت الامتحان يبرهن على كذب الشيطان ويعطي الدليل على أنه حتى البشر الناقصون يمكنهم ان يبقوا امناء للّٰه رغم امتحانهم او اضطهادهم بشدة. فالفرد المحافظ على ولائه يؤيد جانب اللّٰه ويدعم حقه في الحكم بصفته المتسلط الكوني.
٥ ويسمح يهوه ايضا بالاضطهاد لكي يمتحن ولاء شعبه. فلن يكون هنالك اي رجاء لاولئك الذين يظهرون عدم الامانة. لذلك، فيما لا يسبب يهوه الاضطهاد، فانه يسمح به ليغربل غير الاولياء من بين شعبه، فيما يحفظ اشخاصا ذوي ولاء وذوي محبة للّٰه من كل القلب. فلنحافظ على الولاء محتملين الاضطهاد بامانة. ولنتأكد باننا سنكون سعداء عندما نؤيد جانب يهوه من القضية العظمى! — اعمال ٥:٤٠، ٤١؛ ١ بطرس ٢:١١، ١٢؛ ٣:١٣، ١٤؛ ٤:١٥، ١٦.
ما يحتاج اليه الآن رجال اللّٰه
٦ الاوقات التي نعيش فيها في الوقت الحاضر تصير مخيفة اكثر فأكثر. وذلك بالضبط اتماما لما انبأ به يسوع المسيح نفسه كدليل على عيشنا في «وقت النهاية.» (لوقا ٢١:١١-١٩، ٢٥، ٢٦) ولكن كان على أتباع يسوع ان لا يخفضوا رؤوسهم باكتئاب ويأس. فماذا يجب ان يكون موقفهم، حالتهم العقلية والقلبية؟ يسوع نفسه اعطى الجواب في لوقا ٢١:٢٨.
٧ وهكذا بالنسبة الى اهل هذا العالم فان الاضطرابات المتزايدة التي ستنتهي الى القتال في هرمجدون برهان على الهلاك الوشيك. ويتطلب ذلك من المسيحي الحقيقي اليوم ان يكون شخصا قوي الايمان باللّٰه القادر على كل شيء ومواعده للامناء. و «النجاة» الآن قريبة لابناء هذا الايمان. وهذه «النجاة» ستضع حدا للحروب والمجاعات والاوبئة والزلازل والاضطهاد العنيف للاتباع الحقيقيين للملك المتوج يسوع المسيح، وذلك باهلاك جميع اعداء ملكوت يهوه. فيا للرجاء البديع الذي يكمن امامنا جميعا!
٨ ولكي نقف ثابتين في ايماننا كرجال يجب ان نصل الى النضج المسيحي ونكون متأهبين لعمل اعطاء الشهادة العالمية الاخيرة عن الملكوت المسياني. ولهذا السبب اعطي لنا الكتاب المقدس الذي يحتوي على الكتابات المقدسة. (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) فيلزم رجل اللّٰه ان يدرس بانتظام الاسفار الموحى بها ويحيا بموجبها، منجزا عمل الكرازة. — متى ٢٤:١٤.
٩ نحن نصنع لانفسنا سجلا لا يمحى ولا يفنى في وقت الدينونة هذا اذ ينهار العالم القديم. فهل يكون السجل لمدحنا وفخرنا ام بشك محزن لهلاكنا الابدي مع العالم؟ دعونا جميعا نؤيد السلطان الكوني ليهوه اللّٰه وبالتالي نشترك في تبرئته امام الخليقة الحية كلها.
١٠ يبقى ان نستمر ساهرين على امتيازنا وفرصتنا ونقف ثابتين في الايمان. فلا يريد يهوه ان نضعف كرجال ننتمي الى اللّٰه، منتذرين للّٰه! والنظر والصلاة اليه يمكناننا من التقوي. — ١ كورنثوس ١٦:١٣.