مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
١-٧ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ٩–١٠
«يسوع يهتم بخرافه»
(يوحنا ١٠:١-٣) اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ٱلَّذِي لَا يَدْخُلُ حَظِيرَةَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْبَابِ، بَلْ يَصْعَدُ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَنَاهِبٌ. ٢ وَأَمَّا ٱلَّذِي يَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَابِ فَهُوَ رَاعِي ٱلْخِرَافِ. ٣ لَهُ يَفْتَحُ ٱلْبَوَّابُ، وَٱلْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ ٱلْخَاصَّةَ بِأَسْمَائِهَا وَيُخْرِجُهَا.
(يوحنا ١٠:١١) أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ، وَٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ.
(يوحنا ١٠:١٤) أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ، وَأَعْرِفُ خِرَافِي وَخِرَافِي تَعْرِفُنِي،
عجدر «الصور والفيديوات»
حظيرة الخراف
كانت حظيرة الخراف مكانا مسيَّجا يُدخِل اليه الراعي قطيعه في الليل لحمايته من السارقين والحيوانات المفترسة. وفي زمن الكتاب المقدس، كانت حظائر الخراف بلا سقف، اشكالها وأحجامها مختلفة، ولها في الغالب سياج من حجر ومدخل واحد. ويوحنا تكلم عن دخول حظيرة الخراف «من الباب». وكان الباب يحرسه «بوَّاب». (يو ١٠:١، ٣) فقد ضمت الحظائر المشتركة اكثر من قطيع واحد يسهر عليها البوَّاب في الليل لحمايتها. وفي الصباح، يفتح البوَّاب الباب للرعاة. فيدعو كل راعٍ خرافه ليجمعها، فتعرف صوته وتتبعه. (يو ١٠:٣-٥) ويسوع اشار الى ذلك ليوضح كيف يعتني بتلاميذه. — يو ١٠:٧-١٤.
ايها العائلات المسيحية، ‹ابقوا مستيقظين›
٥ تَقُومُ ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلرَّاعِي وَخِرَافِهِ عَلَى ٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلثِّقَةِ. فَهُوَ يَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ عَنْهَا وَهِيَ بِدَوْرِهَا تَعْرِفُهُ وَتَثِقُ بِهِ. كَمَا أَنَّهَا تُمَيِّزُ صَوْتَهُ وَتُطِيعُهُ. قَالَ يَسُوعُ: «أَعْرِفُ خِرَافِي وَخِرَافِي تَعْرِفُنِي». وَمَعْرِفَتُهُ لِلْجَمَاعَةِ لَيْسَتْ سَطْحِيَّةً أَلْبَتَّةَ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَنْقُولَةُ إِلَى «أَعْرِفُ» تَدُلُّ عَلَى «مَعْرِفَةٍ شَخْصِيَّةٍ وَوَثِيقَةٍ». نَعَمْ، يَعْرِفُ ٱلرَّاعَي ٱلْفَاضِلُ خِرَافَهُ إِفْرَادِيًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ يُدْرِكُ حَاجَاتِهَا ٱلْخَاصَّةَ، ضَعَفَاتِهَا، وَقُدُرَاتِهَا. فَمِثَالُنَا ٱلْأَعْلَى يَسُوعُ لَا يَغْفُلُ عَنْ مُلَاحَظَةِ أَيِّ أَمْرٍ يَتَعَلَّقُ بِرَعِيَّتِهِ. وَهِيَ تَعْرِفُهُ تَمَامًا وَتَثِقُ بِقِيَادَتِهِ.
(يوحنا ١٠:٤، ٥) وَمَتَى أَخْرَجَ كُلَّ خِرَافِهِ، يَذْهَبُ أَمَامَهَا، فَتَتْبَعُهُ لِأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. ٥ أَمَّا ٱلْغَرِيبُ فَلَا تَتْبَعُهُ أَبَدًا، بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لِأَنَّهَا لَا تَعْرِفُ صَوْتَ ٱلْغُرَبَاءِ».
«بدون مثَل لم يكن يكلّمهم»
١٧ كتب جورج آ. سميث في كتابه الجغرافيا التاريخية للارض المقدسة (بالانكليزية)، استنادا الى ما رآه شخصيا: «كنا نتمتع احيانا بالراحة عند الظهيرة قرب احدى آبار اليهودية، التي اتى اليها ثلاثة او اربعة رعاة مع قطعانهم. وكانت القطعان تختلط بعضها ببعض، مما جعلنا نتساءل كيف سيسترجع كلّ راعٍ قطيعه. ولكن بعد ان تشرب القطعان وتلعب، كان الرعاة يذهبون الواحد تلو الآخر الى مختلف انحاء الوادي، وكان كل واحد يُطلق نداءه المميَّز فتنسحب خرافه وتذهب الى راعيها ثم ترحل منظَّمة كما اتت». حقا، لم تكن هنالك طريقة افضل ليوضح يسوع نقطته: اذا فهمنا تعاليمه وأطعناها وتبعنا قيادته، نصير تحت رعاية «الراعي الفاضل».
(يوحنا ١٠:١٦) «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ، لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا، فَتَسْمَعُ صَوْتِي، فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَرَاعٍ وَاحِدٌ.
عجدر يو ١٠:١٦، «الملاحظات»
آتي بـ : او «اقود». ان الفعل اليوناني أَغو المستخدم هنا يعني إما «اتى بـ » او «قاد» حسب السياق. وثمة مخطوطة يونانية تعود الى عام ٢٠٠ بم تقريبا تستعمل كلمة يونانية (سيناغو) مرتبطة بهذا الفعل وتُترجم عادة الى «جَمَع». ويسوع بصفته الراعي الفاضل يجمع، يقود، يحمي، ويطعم الخراف التي في هذه الحظيرة (المشار اليها بـ «القطيع الصغير» في لوقا ١٢:٣٢) وخرافه الاخر ايضا. وهؤلاء يصبحون رعية واحدة لها راعٍ واحد. وتشدد هذه الصورة الكلامية على الوحدة بين اتباع يسوع.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ٩:٣٨) فَقَالَ: «إِنَّنِي أُومِنُ بِهِ، يَا رَبُّ». وَسَجَدَ لَهُ.
عجدر يو ٩:٣٨، «الملاحظات»
سجد له: او «انحنى له؛ خرَّ امامه؛ قدَّم له الاكرام». حين يُستخدم الفعل اليوناني پروسكينِيو للاشارة الى تقديم العبادة لإله او معبود، يُترجم الى «عبَد». (مت ٤:١٠؛ لو ٤:٨) ولكن في هذا السياق، ادرك الرجل المولود اعمى الذي استرد بصره ان يسوع هو ممثل للّٰه، فاندفع الى السجود له. فهو لم يعتبره اللّٰه او معبودا آخر، بل «ابن الانسان» المنبأ عنه، المسيا الذي يملك سلطة الهية. (يو ٩:٣٥) وكما يتضح، سجد او انحنى هذا الرجل ليسوع تماما مثلما سجد اناس مذكورون في الاسفار العبرانية لأنبياء وملوك وغيرهم من ممثلي اللّٰه. (١ صم ٢٥:٢٣، ٢٤؛ ٢ صم ١٤:٤-٧؛ ١ مل ١:١٦؛ ٢ مل ٤:٣٦، ٣٧) وفي مناسبات عديدة، كان السجود ليسوع بمثابة تعبير عن الشكر على كشف من اللّٰه او اعتراف برضى اللّٰه على يسوع.
(يوحنا ١٠:٢٢) وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ عِيدُ ٱلتَّكْرِيسِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَكَانَ فَصْلُ ٱلشِّتَاءِ،
عجدر يو ١٠:٢٢، «الملاحظات»
عيد التكريس: ان الاسم العبراني لهذا العيد هو حانوكاه (حَنوكّاه)، ومعناه «تدشين؛ تكريس». وقد احتُفل به على مدى ثمانية ايام، بدءا من الـ ٢٥ من شهر كِسلو قرابة الانقلاب الشتوي، (انظر دكا القسم ١٩.) إحياءً لذكرى اعادة تكريس هيكل اورشليم سنة ١٦٥ قم. فالملك السوري انطيوخوس الرابع ابيفانوس احتقر يهوه، اله اليهود، بتدنيس هيكله. فهو بنى مذبحا فوق المذبح العظيم حيث كانت تُقدَّم المحرقات اليومية. وفي ٢٥ كِسلو عام ١٦٨ قم، دنَّس هيكل يهوه كاملا اذ قدَّم خنزيرا على المذبح ورشَّ مرق لحمه في كل انحاء الهيكل. كما حرق بوابات الهيكل، هدم غرف الكهنة، وأخذ المذبح الذهبي ومائدة خبز الوجوه والمنارة الذهبية. ثم اعاد تكريس هيكل يهوه للاله الوثني زيوس (زفس) الاولمبي. ولكن بعد سنتين، استعاد يهوذا المكابي المدينة والهيكل. وبعد تطهير الهيكل، أُعيد تكريسه في ٢٥ كِسلو عام ١٦٥ قم، اي بعد مرور ٣ سنوات بالضبط على تقديم انطيوخوس ذبيحته المستفِزة على مذبح زيوس. فاستؤنف تقديم المحرقات اليومية ليهوه. والاسفار الموحى بها لا تذكر مباشرة ان يهوه هو مَن نصر يهوذا المكابي ووجَّهه لردِّ الهيكل. لكن يهوه سبق واستخدم رجالا من امم غير يهودية، مثل كورش الفارسي، ليتمموا مقاصد معيَّنة تتعلق بعبادته. (اش ٤٥:١) وعليه، من المنطقي الاستنتاج ان يهوه يمكن ان يكون قد استخدم رجلا من شعبه المنتذر ليحقق مشيئته. والاسفار المقدسة تُظهر ان الهيكل لزم ان يكون قائما والعمل فيه جاريا كي تتم النبوات المتعلقة بالمسيا وخدمته وذبيحته. كما وجب ان يستمر اللاويون في تقديم الذبائح الى ان يقدِّم المسيا الذبيحة الاعظم، اي حياته من اجل البشر. (دا ٩:٢٧؛ يو ٢:١٧؛ عب ٩:١١-١٤) وفي حين لم تكن هنالك وصية تُلزم اتباع المسيح بالاحتفال بعيد التكريس (كو ٢:١٦، ١٧)، لا يذكر سجل الكتاب المقدس ان يسوع وتلاميذه ادانوا الاحتفال به.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ٩:١-١٧) وَبَيْنَمَا هُوَ مَارٌّ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ. ٢ فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: «رَابِّي، مَنْ أَخْطَأَ، هٰذَا أَمْ وَالِدَاهُ، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». ٣ أَجَابَ يَسُوعُ: «لَا هٰذَا أَخْطَأَ وَلَا وَالِدَاهُ، وَإِنَّمَا كَانَ ذٰلِكَ لِتُظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ. ٤ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. فَٱللَّيْلُ آتٍ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. ٥ مَا دُمْتُ فِي ٱلْعَالَمِ، فَأَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ». ٦ قَالَ هٰذَا ثُمَّ تَفَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَوَضَعَ ٱلطِّينَ عَلَى عَيْنَيِ ٱلرَّجُلِ ٧ وَقَالَ لَهُ: «اِذْهَبِ ٱغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» (ٱلَّذِي تَرْجَمَتُهُ: ‹مُرْسَلٌ›). فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ، وَرَجَعَ بَصِيرًا. ٨ فَٱلْجِيرَانُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ مُتَسَوِّلًا قَالُوا: «أَلَيْسَ هٰذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَتَسَوَّلُ؟». ٩ فَكَانَ ٱلْبَعْضُ يَقُولُونَ: «هٰذَا هُوَ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «كَلَّا، وَلٰكِنَّهُ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ: «إِنِّي هُوَ». ١٠ فَقَالُوا لَهُ: «فَكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟». ١١ أَجَابَ: «اَلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى بِهِ عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: ‹اِذْهَبْ إِلَى سِلْوَامَ وَٱغْتَسِلْ›. فَذَهَبْتُ وَٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». ١٢ عِنْدَئِذٍ قَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانُ؟». قَالَ: «لَا أَعْرِفُ». ١٣ فَأَتَوْا بِٱلَّذِي كَانَ مِنْ قَبْلُ أَعْمَى إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ. ١٤ وَكَانَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ سَبْتٍ. ١٥ فَسَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ. فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ، وَٱغْتَسَلْتُ، وَهَا أَنَا أُبْصِرُ». ١٦ فَقَالَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ: «إِنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ لَيْسَ مِنَ ٱللّٰهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلْآيَاتِ؟». فَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْقِسَامٌ. ١٧ فَقَالُوا ثَانِيَةً لِلْأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ، بِمَا أَنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟». فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».
٨-١٤ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ١١–١٢
«تعاطفْ مع الآخرين مثل يسوع»
(يوحنا ١١:٢٣-٢٦) قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». ٢٤ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». ٢٥ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي، وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا؛ ٢٦ وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا. أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟».
عجدر يو ١١:٢٤، ٢٥، «الملاحظات»
انا اعلم انه سيقوم: ظنت مرثا ان يسوع يتكلم عن القيامة في المستقبل، في اليوم الاخير. وإيمانها بهذا التعليم لافت حقا. فبعض القادة الدينيين في ايامها المعروفين بالصدوقيين انكروا القيامة، مع انها تعليم واضح في الاسفار الموحى بها. (دا ١٢:١٣؛ مر ١٢:١٨) من جهة اخرى، آمن الفريسيون بخلود النفس. لكن مرثا عرفت ان يسوع علَّم عن رجاء القيامة وأقام الاموات ايضا، مع العلم انه لم يُقِم احدا بقي ميتا بقدر ما بقي لعازر.
انا القيامة والحياة: ان موت يسوع وقيامته فتحا الطريق لقيامة الاموات. فبعد قيامة يسوع، اعطاه يهوه القدرة على اقامة الاموات ومنْح الحياة الابدية ايضا. وفي الرؤيا ١:١٨، يدعو يسوع نفسه «الحي» الذي له «مفاتيح الموت وهادس». لذلك فإن يسوع هو رجاء الاحياء والاموات. وهو وعد ان يقيم الاموات من القبور ليكونوا حكاما معاونين له في السماء، او جزءا من المجتمع البشري الجديد الذي سيعيش في ظل حكومته السماوية. — يو ٥:٢٨، ٢٩؛ ٢ بط ٣:١٣.
(يوحنا ١١:٣٣-٣٥) فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، أَنَّ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ، ٣٤ وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟». قَالُوا لَهُ: «يَا رَبُّ، تَعَالَ وَٱنْظُرْ». ٣٥ فَذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ.
عجدر يو ١١:٣٣-٣٥، «الملاحظات»
تبكي . . . يبكون: غالبا ما تشير الكلمة اليونانية التي تقابل «بكى» الى البكاء بصوت مسموع. والفعل نفسه يُستعمل في الحديث عن يسوع حين انبأ بدمار اورشليم الوشيك. — لو ١٩:٤١.
أنَّ . . . واضطرب: ان استعمال هاتين الكلمتين معا باللغة الاصلية يصف انفعالات يسوع الشديدة في هذه المناسبة. فالفعل اليوناني المترجم الى «أنَّ» (إِمبريماوماي) يشير عموما الى مشاعر قوية، لكنه يدل في هذا السياق ان يسوع تأثر كثيرا لدرجة انه «أنَّ». والفعل اليوناني مقابل «اضطرب» (تاراسّو) يشير حرفيا الى الاهتياج. ويذكر احد العلماء ان هذه الكلمة تعني في هذا السياق «سبَّب انفعالا داخليا شديدا؛ آلم كثيرا او احزن بشدة». والفعل نفسه يرد في يوحنا ١٣:٢١ لوصف مشاعر يسوع حين تحدَّث عن خيانة يهوذا له. — انظر «الملاحظات» حول «ذرف . . . الدموع» في يو ١١:٣٥.
بالروح: يتضح ان الكلمة اليونانية پنِفما تعني هنا القوة المحرِّكة التي تنبع من قلب الانسان المجازي وتدفعه الى التكلم او التصرف بطريقة معيَّنة.
ذرف . . . الدموع: ان الكلمة المستخدمة هنا (داكريو) هي صيغة الفعل للاسم اليوناني المترجم الى «دموع» في آيات مثل لوقا ٧:٣٨؛ الاعمال ٢٠:١٩، ٣١؛ العبرانيين ٥:٧؛ الرؤيا ٧:١٧؛ ٢١:٤. ويبدو ان التركيز هو على الدموع التي ذُرفت وليس على البكاء بصوت مسموع. ولا يرد هذا الفعل اليوناني في الاسفار اليونانية المسيحية الا في هذه الآية، وهو مختلف عن الفعل المستخدم لوصف بكاء مريم واليهود في يوحنا ١١:٣٣ (انظر «الملاحظات» حول «تبكي . . . يبكون».). فيسوع عرف انه سيقيم لعازر، لكنه تأثر كثيرا حين رأى حزن اصدقائه الشديد. وبدافع الحنان والمحبة العميقة لهم، ذرف الدموع علنا. وهذه الحادثة تؤكد ان يسوع يتعاطف مع الذين يخسرون اشخاصا اعزاء على قلبهم بسبب الموت الموروث من آدم.
(يوحنا ١١:٤٣، ٤٤) وَلَمَّا قَالَ هٰذَا، صَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!». ٤٤ فَخَرَجَ ٱلْمَيْتُ وَرِجْلَاهُ وَيَدَاهُ مَرْبُوطَاتٌ بِلَفَائِفَ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبُ».
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ١١:٤٩) غَيْرَ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، ٱلَّذِي كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَ شَيْئًا أَلْبَتَّةَ،
عجدر يوحنا ١١:٤٩، «الملاحظات»
رئيس الكهنة: حين كانت اسرائيل القديمة امة مستقلة، شغل رئيس الكهنة منصبه طوال حياته. (عد ٣٥:٢٥) ولكن تحت السيطرة الرومانية، صار الحكام الذين عيَّنتهم روما يُقيمون ويعزلون رئيس الكهنة. و قيافا، الذي عيَّنه الرومان، بقي في منصبه فترة اطول من كل الذين سبقوه مباشرة لأنه كان دبلوماسيا محنَّكا. فهو عُيِّن حوالي سنة ١٨ بم وبقي في مركزه حتى سنة ٣٦ بم تقريبا. وقول يوحنا ان قيافا كان رئيس الكهنة في تلك السنة، اي سنة ٣٣ بم، عنى كما يتضح ان السنة البارزة التي قُتل فيها يسوع كانت ضمن ولاية قيافا. — انظر دكا القسم ١٦ لمعرفة الموقع المحتمل لبيت قيافا.
(يوحنا ١٢:٤٢) وَمَعَ ذٰلِكَ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ حَتَّى مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ آمَنُوا بِهِ، وَلٰكِنَّهُمْ بِسَبَبِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلَّا يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ.
عجدر يو ١٢:٤٢، «الملاحظات»
الرؤساء: من الواضح ان الكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «الرؤساء» تشير الى اعضاء المحكمة اليهودية العليا اي السنهدريم. وهذه الكلمة ترد في يوحنا ٣:١ في الحديث عن نيقوديموس الذي كان عضوا في تلك المحكمة.
يُطرَدوا من المجمع: او «يُحرموا او يُحظر عليهم دخول المجمع». لا ترد الصفة اليونانية أَپوسيناغوغوس الا في يوحنا ٩:٢٢ و ١٢:٤٢ و ١٦:٢. وكان المجتمع اليهودي يتجنب ويحتقر مَن يُطرد من المجمع ويعامله كمنبوذ. وعزْله عن مجتمعه ترك آثارا سلبية شديدة على وضع عائلته الاقتصادي. وفي حين كانت المجامع من حيث الاساس اماكن للتعليم، فقد عُقدت هناك احيانا محاكم محلية لها سلطة ان تفرض على الناس عقوبة الجلد والحرمان من دخول المجمع.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ١٢:٣٥-٥٠) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «سَيَكُونُ ٱلنُّورُ بَيْنَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ. فَٱمْشُوا مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ، لِئَلَّا يَقْوَى عَلَيْكُمُ ٱلظَّلَامُ. فَٱلَّذِي يَمْشِي فِي ٱلظَّلَامِ لَا يَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. ٣٦ مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ، مَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلنُّورِ، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ نُورٍ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا ثُمَّ مَضَى وَتَوَارَى عَنْهُمْ. ٣٧ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ كَثِيرَةً جِدًّا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، ٣٨ فَتَمَّتْ كَلِمَةُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّتِي قَالَهَا: «يَا يَهْوَهُ، مَنْ آمَنَ بِمَا سُمِعَ مِنَّا؟ وَلِمَنْ كُشِفَتْ ذِرَاعُ يَهْوَهَ؟». ٣٩ لِهٰذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لِأَنَّ إِشَعْيَا قَالَ أَيْضًا: ٤٠ «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَقَسَّى قُلُوبَهُمْ، لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيُدْرِكُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». ٤١ قَالَ إِشَعْيَا هٰذَا لِأَنَّهُ رَأَى مَجْدَهُ، وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. ٤٢ وَمَعَ ذٰلِكَ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ حَتَّى مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ آمَنُوا بِهِ، وَلٰكِنَّهُمْ بِسَبَبِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلَّا يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ. ٤٣ فَإِنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ ٱلنَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ ٱللّٰهِ. ٤٤ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ نَادَى وَقَالَ: «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي فَقَطْ، بَلْ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا. ٤٥ وَٱلَّذِي يَرَانِي يَرَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي أَيْضًا. ٤٦ أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى ٱلْعَالَمِ، حَتَّى لَا يَبْقَى فِي ٱلظَّلَامِ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي. ٤٧ وَلٰكِنْ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يَحْفَظْهُ، فَأَنَا لَا أَدِينُهُ؛ لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. ٤٨ مَنْ يَتَجَاهَلُنِي وَلَا يَقْبَلُ كَلَامِي لَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا هِيَ تَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ، ٤٩ لِأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي، لٰكِنَّ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ٥٠ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ تَعْنِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً. فَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، فَكَمَا قَالَهُ لِي ٱلْآبُ، هٰكَذَا أَتَكَلَّمُ بِهِ».
١٥-٢١ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ١٣–١٤
«وضعتُ لكم نموذجا»
(يوحنا ١٣:٥) ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي طَسْتٍ وَٱبْتَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ ٱلتَّلَامِيذِ وَيُنَشِّفُهَا بِٱلْمِنْشَفَةِ ٱلَّتِي كَانَ مُتَمَنْطِقًا بِهَا.
عجدر يو ١٣:٥، «الملاحظات»
يغسل اقدام التلاميذ: كان شائعا في اسرائيل القديمة ان يلبس الناس صنادل. والصندل هو نعل له رباط يُشدُّ الى القدم والكاحل. وبما ان الطرقات والحقول كانت موحلة او مغبَّرة، كان من الطبيعي ان تتسخ ارجل الناس. لذلك جرت العادة ان يخلع الشخص صندله عند دخول المنزل، وكان صاحب البيت المضياف يحرص ان تُغسل اقدام ضيفه. ويشير الكتاب المقدس تكرارا الى هذه العادة. (تك ١٨:٤، ٥؛ ٢٤:٣٢؛ ١ صم ٢٥:٤١؛ لو ٧:٣٧، ٣٨، ٤٤) وقد اتبع يسوع هذه العادة، فغسل اقدام تلاميذه ليعلِّمهم درسا مهما في التواضع وخدمة الآخرين.
(يوحنا ١٣:١٢-١٤) فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ وَلَبِسَ رِدَاءَهُ وَٱتَّكَأَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَائِدَةِ، قَالَ لَهُمْ: «أَتَعْرِفُونَ مَا فَعَلْتُ لَكُمْ؟ ١٣ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي: ‹يَا مُعَلِّمُ›، وَ ‹يَا رَبُّ›، وَبِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُونَ، لِأَنِّي كَذٰلِكَ. ١٤ فَإِنْ كُنْتُ، وَأَنَا ٱلرَّبُّ وَٱلْمُعَلِّمُ، قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ، يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ.
عجدر يو ١٣:١٢-١٤، «الملاحظات»
يجب عليكم: او «انتم ملزَمون». ان الفعل اليوناني الوارد هنا يُستخدم عادة في الحديث عن المسائل المالية، ويعني من حيث الاساس «كان مديونا لأحد؛ عليه واجب تجاه شخص آخر». (مت ١٨:٢٨، ٣٠، ٣٤؛ لو ١٦:٥، ٧) وفي هذا السياق وغيره ايضا، يحمل الفعل معنى اوسع يدل ان المرء تحت التزام ان يقوم بعمل ما. — ١ يو ٣:١٦؛ ٤:١١؛ ٣ يو ٨.
(يوحنا ١٣:١٥) فَإِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا، حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.
اعظم انسان ينجز خدمة متواضعة
زود يسوع، بغسل اقدام تلاميذه، درسا قويا في الاتضاع. وفي الواقع، لا يجب ان يفكر المسيحيون انهم مهمون جدا بحيث يلزم ان يخدمهم الآخرون دائما، ولا يجب ان يطمحوا الى مراكز الشرف والنفوذ. عوض ذلك، يجب ان يتبعوا النموذج الذي وضعه يسوع الذي «لم يأت ليُخدم، بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين». (متى ٢٠:٢٨) نعم، يجب ان يرغب اتباع يسوع في القيام بأكثر الخدمات تواضعا واحدهم من اجل الآخر.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ١٤:٦) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي.
عجدر يو ١٤:٦، «الملاحظات»
انا الطريق والحق والحياة: يسوع هو الطريق لأنه الوسيلة الوحيدة للاقتراب الى اللّٰه في الصلاة. وبواسطته ايضا يتصالح البشر مع اللّٰه. (يو ١٦:٢٣؛ رو ٥:٨) ويسوع هو الحق بمعنى انه تكلم وعاش بانسجام مع الحق. كما انه تمم نبوات كثيرة بيَّنت دوره الرئيسي في تحقيق قصد اللّٰه. (يو ١:١٤؛ رؤ ١٩:١٠) فهذه النبوات «صارت نعم [اي تمت] بواسطته». (٢ كو ١:٢٠) وهو الحياة لأنه اتاح للبشر بواسطة فديته ان يحصلوا على «الحياة الحقيقية» اي «الحياة الابدية». (١ تي ٦:١٢، ١٩؛ اف ١:٧؛ ١ يو ١:٧) وهو سيكون ايضا «الحياة» لملايين الاموات حين يقيمهم ليعيشوا في الفردوس الى الابد. — يو ٥:٢٨، ٢٩.
(يوحنا ١٤:١٢) اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِي، يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ.
عجدر يو ١٤:١٢، «الملاحظات»
يعمل اعظم منها: لا يقصد يسوع ان العجائب التي سيقوم بها تلاميذه ستكون اعظم من عجائبه. بل يعترف بتواضع ان نطاق ومدى عملهم في التبشير والتعليم سيكونان اعظم. فأتباعه سيغطون مقاطعات اوسع، يصلون الى اناس اكثر، ويبشرون فترة اطول. فكلمات يسوع توضح انه توقع من اتباعه ان يكملوا عمله.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ١٣:١-١٧) وَقَبْلَ عِيدِ ٱلْفِصْحِ، لَمَّا كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ أَتَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآبِ، وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ، بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى. ٢ فَفِي أَثْنَاءِ ٱلْعَشَاءِ، إِذْ كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ وَضَعَ فِي قَلْبِ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ ٱبْنِ سِمْعَانَ أَنْ يُسَلِّمَهُ، ٣ وَكَانَ هُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ ٱللّٰهِ خَرَجَ وَإِلَى ٱللّٰهِ مَاضٍ، ٤ قَامَ عَنِ ٱلْعَشَاءِ وَوَضَعَ رِدَاءَهُ جَانِبًا. وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَتَمَنْطَقَ بِهَا. ٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي طَسْتٍ وَٱبْتَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ ٱلتَّلَامِيذِ وَيُنَشِّفُهَا بِٱلْمِنْشَفَةِ ٱلَّتِي كَانَ مُتَمَنْطِقًا بِهَا. ٦ فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَأَنْتَ تَغْسِلُ قَدَمَيَّ؟». ٧ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَا أَفْعَلُهُ أَنَا لَسْتَ تَفْهَمُهُ أَنْتَ ٱلْآنَ، وَلٰكِنَّكَ سَتَفْهَمُ بَعْدَ هٰذَا». ٨ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَا، لَنْ تَغْسِلَ قَدَمَيَّ أَبَدًا!». أَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَا لَمْ أَغْسِلْكَ، فَلَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ مَعِي». ٩ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، لَيْسَ قَدَمَيَّ فَقَطْ، بَلْ يَدَيَّ وَرَأْسِي أَيْضًا». ١٠ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اَلَّذِي قَدِ ٱسْتَحَمَّ لَا يَحْتَاجُ إِلَّا إِلَى غَسْلِ قَدَمَيْهِ، بَلْ هُوَ كُلُّهُ طَاهِرٌ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». ١١ فَقَدْ كَانَ يَعْرِفُ ٱلَّذِي سَيُسَلِّمُهُ. لِذٰلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ». ١٢ فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ وَلَبِسَ رِدَاءَهُ وَٱتَّكَأَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَائِدَةِ، قَالَ لَهُمْ: «أَتَعْرِفُونَ مَا فَعَلْتُ لَكُمْ؟ ١٣ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي: ‹يَا مُعَلِّمُ›، وَ ‹يَا رَبُّ›، وَبِٱلصَّوَابِ تَتَكَلَّمُونَ، لِأَنِّي كَذٰلِكَ. ١٤ فَإِنْ كُنْتُ، وَأَنَا ٱلرَّبُّ وَٱلْمُعَلِّمُ، قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ، يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ. ١٥ فَإِنِّي وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا، حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. ١٦ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلَا مُرْسَلٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. ١٧ إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا، فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ.
٢٢-٢٨ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ١٥–١٧
«لستم جزءا من العالم»
(يوحنا ١٥:١٩) لَوْ كُنْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ ٱلْعَالَمُ يُعِزُّ مَا هُوَ لَهُ. وَلٰكِنْ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ، لِذٰلِكَ يُبْغِضُكُمُ ٱلْعَالَمُ.
عجدر يو ١٥:١٩، «الملاحظات»
العالم: في هذا السياق، تشير الكلمة اليونانية كوسموس الى البشر عموما باستثناء خدام اللّٰه، اي الى المجتمع البشري الشرير البعيد عن اللّٰه. ويوحنا هو كاتب الانجيل الوحيد الذي يذكر ان يسوع قال لأتباعه انهم ليسوا جزءا من العالم، اي لا ينتمون الى العالم. وقد عبَّر يسوع عن الفكرة نفسها مرتين في صلاته الاخيرة مع رسله الامناء. — يو ١٧:١٤، ١٦.
(يوحنا ١٥:٢١) وَلٰكِنَّهُمْ سَيَفْعَلُونَ هٰذَا كُلَّهُ بِكُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي.
عجدر يو ١٥:٢١، «الملاحظات»
من اجل اسمي: ان كلمة «اسم» في الكتاب المقدس تشير احيانا الى الشخص الذي يحمل الاسم وصيته وكل ما يمثِّله. (مت ٦:٩) وفي حالة يسوع، يشير اسمه ايضا الى السلطة والمركز اللذين نالهما من ابيه. (مت ٢٨:١٨؛ في ٢:٩، ١٠؛ عب ١:٣، ٤) وفي هذه الآية، يشرح يسوع لماذا سيقاوم العالم اتباعه: لأنهم لا يعرفون الذي ارسله. فلو عرفوا اللّٰه لفهموا واعترفوا بما يمثله اسم يسوع. (اع ٤:١٢) فاسمه يشمل مركزه كحاكم معيَّن من اللّٰه، ملك الملوك، الذي يجب ان يخضع له كل الناس كي يحصلوا على الحياة. — يو ١٧:٣؛ رؤ ١٩:١١-١٦؛ قارن مز ٢:٧-١٢.
(يوحنا ١٦:٣٣) قُلْتُ لَكُمْ هٰذَا لِيَكُونَ لَكُمْ بِي سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا، وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا! أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».
بص «الشجاعة»
يحتاج المسيحيون الى الشجاعة كي يبقوا بلا لطخة من مواقف وأعمال العالم المعادي ليهوه اللّٰه ويحافظوا على امانتهم رغم بغض العالم لهم. قال يسوع المسيح لتلاميذه: «في العالم تعانون ضيقا، ولكن تشجعوا! انا قد غلبت العالم». (يو ١٦:٣٣) فابن اللّٰه لم يستسلم قط لتأثير العالم بل انتصر عليه لأنه لم يتشبه به بأي شكل من الاشكال. وانتصار يسوع المسيح والنتيجة التي نالها بسبب مسلكه الكامل يعطيان المرء الشجاعة اللازمة ليتمثل به بالبقاء منفصلا عن العالم وبلا دنس منه. — يو ١٧:١٦.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ١٧:٢١-٢٣) لِكَيْ يَكُونُوا جَمِيعُهُمْ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ، أَيُّهَا ٱلْآبُ، فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا فِي ٱتِّحَادٍ بِنَا، لِكَيْ يُؤْمِنَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. ٢٢ وَأَنَا أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ. ٢٣ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ وَأَنْتَ فِي ٱتِّحَادٍ بِي، لِكَيْ يَكُونُوا مُكَمَّلِينَ فِي وَاحِدٍ، لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.
عجدر يو ١٧:٢١-٢٣، «الملاحظات»
واحد: او «في وحدة». صلى يسوع ان يكون اتباعه الحقيقيون «واحدا»، اي ان يعملوا معا بوحدة لتحقيق الهدف نفسه، تماما كما انه هو وأباه «واحد»، متعاونان معا ومتحدان في الفكر. (يو ١٧:٢٢) وفي ١ كورنثوس ٣:٦-٩، يصف بولس هذه الوحدة بين الخدام المسيحيين فيما يعملون معا ومع اللّٰه.
لكي يكونوا مكمَّلين في واحد: او «لكي يكونوا موحَّدين كاملا». في هذا العدد، يربط يسوع الوحدة الكاملة بين اتباعه بمحبة الآب لهم. وهذا ينسجم مع كولوسي ٣:١٤ التي تقول ان «المحبة . . . رباط وحدة كامل». وهذه الوحدة الكاملة هي نسبية. فهي لا تعني الغاء كل الاختلافات في الشخصية، مثل القدرات والعادات والضمير، بل تعني ان أتباع يسوع موحَّدون في العمل والمعتقد والتعليم. — رو ١٥:٥، ٦؛ ١ كو ١:١٠؛ اف ٤:٣؛ في ١:٢٧.
(يوحنا ١٧:٢٤) أَيُّهَا ٱلْآبُ، إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، أُرِيدُ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَرَوْا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ.
عجدر يو ١٧:٢٤، «الملاحظات»
تأسيس العالم: ان الكلمة اليونانية المترجمة الى «تأسيس» تُنقل الى «تحبل» في العبرانيين ١١:١١ حيث ترد الى جانب كلمة «نسل». ويبدو انها تشير هنا في عبارة «تأسيس العالم» الى ولادة اولاد لآدم وحواء. فيسوع ربط «تأسيس العالم» بهابيل الذي يتبين انه اول انسان يستحق الفداء وأول شخص اسمه ‹مكتوب في درج الحياة منذ تأسيس العالم›. (لو ١١:٥٠، ٥١؛ رؤ ١٧:٨) وكلمات يسوع هذه في صلاته الى ابيه تؤكد ايضا ان اللّٰه احبَّ ابنه مولوده الوحيد من زمن طويل، قبل ان ينجب آدم وحواء اولادا.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ١٧:١-١٤) تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهٰذَا، ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلْآبُ، قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ. مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ٱبْنُكَ، ٢ إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَةً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ، لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهُمْ. ٣ وَهٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. ٤ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، إِذْ أَنْهَيْتُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِأَعْمَلَهُ. ٥ فَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلْآبُ، مَجِّدْنِي أَنْتَ بِقُرْبِكَ بِٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لِي بِقُرْبِكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ٱلْعَالَمُ. ٦ «أَنَا أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ ٱلْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ. ٧ وَعَرَفُوا ٱلْآنَ أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْكَ، ٨ لِأَنَّ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُ لَهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوهُ وَعَرَفُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مُمَثِّلًا لَكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. ٩ أَنَا أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِهِمْ. لَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِأَنَّهُمْ لَكَ، ١٠ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ هُوَ لِي، وَأَنَا قَدْ مُجِّدْتُ بَيْنَهُمْ. ١١ «وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي ٱلْعَالَمِ، وَأَمَّا هُمْ فَإِنَّهُمْ فِي ٱلْعَالَمِ وَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ. أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْقُدُّوسُ، ٱحْرُسْهُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. ١٢ حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ كُنْتُ أَحْرُسُهُمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي. وَقَدْ حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ٱبْنُ ٱلْهَلَاكِ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْآيَةُ. ١٣ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا آتٍ إِلَيْكَ، وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِهٰذَا فِي ٱلْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي فِي أَنْفُسِهِمْ تَامًّا. ١٤ إِنِّي أَعْطَيْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، وَلٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ أَبْغَضَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ.
٢٩ تشرين الاول (اكتوبر)–٤ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يوحنا ١٨–١٩
«يسوع شهد للحق»
(يوحنا ١٨:٣٦) أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ. وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».
(يوحنا ١٨:٣٧) فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟». أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ نَفْسُكَ تَقُولُ إِنِّي مَلِكٌ. لِهٰذَا وُلِدْتُ، وَلِهٰذَا أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ إِلَى جَانِبِ ٱلْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».
عجدر يو ١٨:٣٧، «الملاحظات»
أشهد لـ : في الاسفار اليونانية المسيحية، تحمل الكلمتان اليونانيتان المترجمتان الى «شهد» (مارتيرِيو) و «شهادة» او «شاهد» (مارتيريا؛ مارتيس) معنى واسعا. فهما تعنيان اساسا ان يخبر المرء بحقائق شهدها مباشرة او عرفها شخصيا. لكن يمكن ان تشملا ايضا فكرة «الاعلان؛ الاثبات؛ المدح». ويسوع لم يكتفِ بالإخبار والاعلان عن حقائق كان مقتنعا بها، بل ايَّد بطريقة حياته حق كلمة ابيه النبوية ووعوده. (٢ كو ١:٢٠) فقد أُنبئ بالتفصيل عن قصد اللّٰه المتعلق بالملكوت وحاكمه المسياني. وكامل حياة يسوع على الارض التي انتهت بموته فدية تممت كل النبوات عنه، بما في ذلك الظلال او النماذج الواردة في عهد الشريعة. (كو ٢:١٦، ١٧؛ عب ١٠:١) لذا يمكن القول ان يسوع «شهد للحق» بالقول والعمل.
الحق: لم يقصد يسوع الحق عموما بل الحق عن مقاصد اللّٰه. وجزء اساسي من قصد اللّٰه هو ان يخدم يسوع، «ابن داود»، كرئيس كهنة وحاكم في ملكوت اللّٰه. (مت ١:١) وقد اوضح يسوع في هذه الآية ان احد اهم اسباب مجيئه الى العالم وحياته على الارض وخدمته هو اعلان الحق عن هذا الملكوت. والملائكة اعلنوا رسالة مشابهة قبل وعند ولادة يسوع في مدينة بيت لحم في اليهودية، المدينة التي وُلد فيها داود. — لو ١:٣٢، ٣٣؛ ٢:١٠-١٤.
(يوحنا ١٨:٣٨أ) قَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: «وَمَا هُوَ ٱلْحَقُّ؟».
عجدر يو ١٨:٣٨أ، «الملاحظات»
ما هو الحق؟: يتبين ان سؤال بيلاطس كان عن الحق عموما وليس بالتحديد عن «الحق» الذي ذكره يسوع. (يو ١٨:٣٧) ولو كان صادقا في سؤاله لجاوبه يسوع دون شك. لكنه طرحه على الارجح بهدف التشكيك والسخرية، لا بهدف معرفة الجواب. وكأنه يقول: «الحق؟ عمَّ تتكلم انت؟! لا وجود لشيء كهذا». حتى انه لم ينتظر كي يجيبه يسوع بل خرج الى اليهود.
البحث عن جواهر روحية
(يوحنا ١٩:٣٠) فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْحَامِضَةَ قَالَ: «قَدْ تَمَّ!». وَحَنَى رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ.
عجدر يو ١٩:٣٠، «الملاحظات»
أسلَم الروح: او «لفظ نفسه الاخير؛ توقف عن التنفس». في هذه الآية، يمكن ان تشير الكلمة «روح» (باليونانية پنِفما) الى «النفَس» او «قوة الحياة». وما يدل على ذلك هو استعمال الفعل اليوناني إِكپنِيو (حرفيا «زفرَ») في الروايتين المناظرتين في مرقس ١٥:٣٧ و لوقا ٢٣:٤٦، حيث يُترجم الى «لفظ نفسه الاخير». ويعتقد البعض ان استعمال الكلمة اليونانية المنقولة الى «أسلَم» يعني ان يسوع توقف بملء ارادته عن المجاهدة للبقاء حيا لأن كل شيء قد تم. فهو «سكب للموت نفسه» طوعا. — اش ٥٣:١٢؛ يو ١٠:١١.
(يوحنا ١٩:٣١) ثُمَّ إِذْ كَانَتِ ٱلتَّهْيِئَةُ، فَلِكَيْلَا تَبْقَى ٱلْأَجْسَادُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فِي ٱلسَّبْتِ (لِأَنَّ يَوْمَ ذٰلِكَ ٱلسَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا)، طَلَبَ ٱلْيَهُودُ مِنْ بِيلَاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَتُرْفَعَ ٱلْأَجْسَادُ.
عجدر يو ١٩:٣١، «الملاحظات»
يوم ذلك السبت كان عظيما: كان ١٥ نيسان القمري، اي اليوم الذي يلي الفصح، يُعتبر دائما سبتا، حتى لو وقع في يوم آخر من الاسبوع. (لا ٢٣:٥-٧) وحين كان هذا السبت الخصوصي يتزامن مع يوم سبت اسبوعي (اليوم السابع من الاسبوع اليهودي الذي امتد من غروب الشمس يوم الجمعة الى غروبها يوم السبت)، كان يُعتبر سبتا «عظيما». ومثل هذا السبت تبع اليوم الذي مات فيه يسوع، الذي كان يوم جمعة. والعام الوحيد الذي وقع فيه ١٤ نيسان القمري يوم جمعة بين العامين ٢٩ و ٣٥ بم كان عام ٣٣ بم. وهذا يؤكد الاستنتاج ان يسوع مات في ١٤ نيسان القمري عام ٣٣ بم.
قراءة الكتاب المقدس
(يوحنا ١٨:١-١٤) قَالَ يَسُوعُ هٰذَا، ثُمَّ خَرَجَ مَعَ تَلَامِيذِهِ عَبْرَ وَادِي قِدْرُونَ إِلَى حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ، فَدَخَلَهُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ. ٢ وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ أَيْضًا ٱلْمَكَانَ، لِأَنَّ يَسُوعَ ٱجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلَامِيذِهِ. ٣ فَأَخَذَ يَهُوذَا فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَشُرَطًا مِنْ عِنْدِ كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَسُرُجٍ وَأَسْلِحَةٍ. ٤ فَخَرَجَ يَسُوعُ، وَهُوَ عَارِفٌ بِكُلِّ مَا سَيَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟». ٥ أَجَابُوهُ: «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ». قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَاقِفًا أَيْضًا مَعَهُمْ. ٦ وَلٰكِنْ لَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٧ فَسَأَلَهُمْ ثَانِيَةً: «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟». قَالُوا: «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ». ٨ أَجَابَ يَسُوعُ: «قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي هُوَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ، فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ»؛ ٩ لِتَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي قَالَهَا: «إِنَّ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أَخْسَرْ مِنْهُمْ أَحَدًا». ١٠ وَكَانَ مَعَ سِمْعَانَ بُطْرُسَ سَيْفٌ، فَٱسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَطَعَ أُذُنَهُ ٱلْيُمْنَى. وَكَانَ ٱسْمُ ٱلْعَبْدِ مَلْخُسَ. ١١ وَلٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لِبُطْرُسَ: «ضَعِ ٱلسَّيْفَ فِي غِمْدِهِ. اَلْكَأْسَ ٱلَّتِي أَعْطَانِي ٱلْآبُ، أَمَا يَنْبَغِي أَنْ أَشْرَبَهَا؟». ١٢ ثُمَّ إِنَّ فِرْقَةَ ٱلْعَسْكَرِ وَقَائِدَ ٱلْجُنْدِ وَشُرَطَ ٱلْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَقَيَّدُوهُ، ١٣ وَسَاقُوهُ أَوَّلًا إِلَى حَنَّانَ، وَهُوَ حَمُو قَيَافَا، رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. ١٤ وَقَدْ كَانَ قَيَافَا هُوَ ٱلَّذِي أَشَارَ عَلَى ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ لِمَنْفَعَتِهِمْ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ ٱلشَّعْبِ.