مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٢-٨ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | العبرانيين ٧–٨
«كاهن الى الابد على غرار ملكي صادق»
(العبرانيين ٧:١، ٢) فَإِنَّ مَلْكِي صَادِقَ هٰذَا، مَلِكَ شَلِيمَ، كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ، ٱلَّذِي لَاقَى إِبْرَاهِيمَ عَائِدًا مِنْ كَسْرَةِ ٱلْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، ٢ وَٱلَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ أَوَّلًا «مَلِكُ ٱلْبِرِّ»، إِذَا تُرْجِمَ ٱسْمُهُ، ثُمَّ مَلِكُ شَلِيمَ أَيْ «مَلِكُ ٱلسَّلَامِ».
بص «مَلْكِي صادِق»
مَلْكِي صادِق
ملك شليم القديمة و «كاهن اللّٰه العلي»، يهوه. (تك ١٤:١٨، ٢٢) هو اول كاهن يُذكر في الاسفار المقدسة، وقد تولى هذا المنصب في وقت ما قبل سنة ١٩٣٣ قم. يعرِّف الرسول بولس ملكي صادق بأنه «ملك السلام» لأنه كان ملك شليم التي تعني «سلام»، وبأنه «ملك البر» على اساس معنى اسمه. (عب ٧:١، ٢) ويُعتقد عموما ان شليم القديمة كانت نواة مدينة اورشليم التي بُنيت لاحقا، وقد جُعل اسمها جزءا من اسم اورشليم التي يُشار اليها احيانا بـ «شليم». — مز ٧٦:٢.
بعد ان هزم الاب الجليل ابرام (ابراهيم) كدرلعومر والملوك المتحالفين معه، اتى الى منخفض وادي شوى او «وادي الملك». وهناك ‹اخرج ملكي صادق خبزا وخمرا› وبارك ابراهيم قائلا: «مبارك ابرام من اللّٰه العلي، خالق السماء والارض. ومبارك اللّٰه العلي، الذي سلم ظالميك الى يدك!». فأعطى ابرام للملك الكاهن «عشرا من كل شيء»، اي من ‹خيرة غنائم› الحرب التي انتصر فيها على الملوك المتحالفين. — تك ١٤:١٧-٢٠؛ عب ٧:٤.
(العبرانيين ٧:٣) وَحَيْثُ إِنَّهُ لَا أَبَ لَهُ وَلَا أُمَّ وَلَا نَسَبَ وَلَا بِدَايَةَ أَيَّامٍ وَلَا نِهَايَةَ حَيَاةٍ، بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ.
بص «مَلْكِي صادِق»
مَلْكِي صادِق
كيف كان ملكي صادق ‹بلا بداية ايام ولا نهاية حياة›؟
ابرز بولس حقيقة مهمة بشأن ملكي صادق حين قال: «حيث انه لا اب له ولا أم ولا نسب ولا بداية ايام ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن اللّٰه، فإنه يبقى كاهنا الى مدى الدهر». (عب ٧:٣) وُلِد ملكي صادق ومات كسائر البشر. لكنّ الاسفار المقدسة لا تورد اسم ابيه وأمه، ولا تكشف عن نسبه وسلالته، كما انها لا تحتوي اية معلومات عن بداية ايامه او نهاية حياته. وهكذا يمكن ان يرمز ملكي صادق بشكل ملائم الى يسوع المسيح الذي لا نهاية لكهنوته. وكملكي صادق الذي لا يُذكر ايّ سلف له او خلف في منصبه الكهنوتي، كذلك المسيح لم يسبقه ايّ رئيس كهنة مثله ولن يكون له بحسب الكتاب المقدس اي خلف. فضلا عن ذلك، رغم ان يسوع وُلد في سبط يهوذا وفي سلالة داود الملكية، لم يكن لنسبه الجسدي اية علاقة بكهنوته، ولا يعود الفضل في جمعه بين وظيفتَي الكاهن والملك الى نسبه البشري. فقد ادى قسَم من يهوه الى توليه هذين المركزين.
(العبرانيين ٧:١٧) لِأَنَّهُ يُشْهَدُ لَهُ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ».
بص «مَلْكِي صادِق»
مَلْكِي صادِق
رمز الى كهنوت المسيح: في نبوة مسيانية بارزة، حلف يهوه لـ «رب» داود قائلا: «انت كاهن الى الدهر على غرار ملكي صادق!». (مز ١١٠:١، ٤) وهذا المزمور الموحى به اعطى العبرانيين سببا ليعتبروا ان المسيا الموعود به سيكون الشخص الذي يجمع بين مركزَي الكاهن والملك. وفي الرسالة الى العبرانيين، ازال الرسول بولس كل شك يتعلق بهوية الشخص المنبإ به بقوله ان «يسوع . . . صار رئيس كهنة على غرار ملكي صادق الى الابد». — عب ٦:٢٠؛ ٥:١٠؛ انظر «العهد».
البحث عن جواهر روحية
(العبرانيين ٨:٣) لِأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُعَيَّنُ لِيُقَرِّبَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ، وَلِذٰلِكَ كَانَ ضَرُورِيًّا أَنْ يَكُونَ لِهٰذَا أَيْضًا شَيْءٌ يُقَرِّبُهُ.
ذبائح رضي عنها اللّٰه
١١ يقول الرسول بولس: «كل رئيس كهنة يعيَّن ليقدِّم قرابين وذبائح». (عبرانيين ٨:٣) لاحظوا ان بولس يقسم التقدمات التي كان يقدِّمها رئيس الكهنة في اسرائيل القديمة الى فئتين: ‹القرابين› و ‹الذبائح›، او ‹الذبائح عن الخطايا›. (عبرانيين ٥:١) يقدِّم الناس الهدايا عامة للتعبير عن العاطفة والتقدير، وكذلك لتنمية الصداقة ولنيل الرضى او القبول. (تكوين ٣٢:٢٠؛ امثال ١٨:١٦) لذلك يمكن اعتبار القرابين التي تأمر بها الشريعة انها هدايا مقدَّمة للّٰه لنيل قبوله ورضاه. والتعديات على الشريعة تطلبت التعويض، لذلك كانت تُقدَّم ‹الذبائح عن الخطايا›. ويزوِّد الپانتاتيُك، وخصوصا اسفار الخروج واللاويين والعدد، الكثير من المعلومات التي تتعلق بمختلف انواع الذبائح والتقدمات. وفي حين انه من الصعب جدا استيعاب وتذكر كل التفاصيل، تستحق بعض النقاط الرئيسية المتعلقة بمختلف انواع الذبائح انتباهنا.
(العبرانيين ٨:١٣) فَبِقَوْلِهِ «عَهْدًا جَدِيدًا» عَتَّقَ ٱلسَّابِقَ. وَأَمَّا مَا يَعْتُقُ وَيَشِيخُ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ ٱلِٱضْمِحْلَالِ.
تكونون «مملكة كهنة»
١١ مَعَ أَنَّ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ «عَتُقَ» إِلَى حَدٍّ مَا حِينَ أَعْلَنَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ إِسْرَائِيلَ، لَمْ تَنْتَهِ صَلَاحِيَّةُ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ إِلَى أَنْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ. (عب ٨:١٣) وَحِينَذَاكَ، بَاتَ بِمَقْدُورِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يَصِيرُوا وَرَثَةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِأَنَّ خِتَانَهُمْ «هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ، لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ». (رو ٢:٢٩) فَقَدْ جَعَلَ ٱللّٰهُ شَرَائِعَهُ ‹فِي عُقُولِهِمْ وَكَتَبَهَا فِي قُلُوبِهِمْ›. (عب ٨:١٠) أَمَّا ٱلْعَدَدُ ٱلْإِجْمَالِيُّ لِلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَسَيَكُونُ ٠٠٠,١٤٤ يُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»، أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ. — غل ٦:١٦؛ رؤ ١٤:١، ٤.
قراءة الكتاب المقدس
(العبرانيين ٧:١-١٧) فَإِنَّ مَلْكِي صَادِقَ هٰذَا، مَلِكَ شَلِيمَ، كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ، ٱلَّذِي لَاقَى إِبْرَاهِيمَ عَائِدًا مِنْ كَسْرَةِ ٱلْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، ٢ وَٱلَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ أَوَّلًا «مَلِكُ ٱلْبِرِّ»، إِذَا تُرْجِمَ ٱسْمُهُ، ثُمَّ مَلِكُ شَلِيمَ أَيْ «مَلِكُ ٱلسَّلَامِ». ٣ وَحَيْثُ إِنَّهُ لَا أَبَ لَهُ وَلَا أُمَّ وَلَا نَسَبَ وَلَا بِدَايَةَ أَيَّامٍ وَلَا نِهَايَةَ حَيَاةٍ، بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ. ٤ فَٱنْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هٰذَا ٱلَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ، رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ، عُشْرًا مِنْ خِيرَةِ ٱلْغَنَائِمِ! ٥ إِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تُوصِي ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ مِنْ بَنِي لَاوِي بِأَنْ يَجْمَعُوا ٱلْعُشُورَ مِنَ ٱلشَّعْبِ، أَيْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ، مَعَ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. ٦ أَمَّا مَلْكِي صَادِقُ ٱلَّذِي لَا نَسَبَ لَهُ مِنْهُمْ فَقَدْ أَخَذَ ٱلْعُشُورَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَبَارَكَ ٱلَّذِي كَانَتْ لَهُ ٱلْوُعُودُ. ٧ وَمِمَّا لَا جِدَالَ فِيهِ أَنَّ ٱلْأَدْنَى يُبَارَكُ مِنَ ٱلْأَعْظَمِ. ٨ فَمِنْ جِهَةٍ يَنَالُ ٱلْعُشُورَ أُنَاسٌ مَائِتُونَ، وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى يَنَالُهَا إِنْسَانٌ مَشْهُودٌ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. ٩ وَإِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، فَحَتَّى لَاوِي ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلْعُشُورَ قَدْ دَفَعَ ٱلْعُشُورَ مِنْ خِلَالِ إِبْرَاهِيمَ، ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ عِنْدَمَا لَاقَاهُ مَلْكِي صَادِقُ. ١١ وَلَوْ كَانَ ٱلْكَمَالُ يَتَحَقَّقُ فِعْلًا بِٱلْكَهَنُوتِ ٱللَّاوِيِّ (لِأَنَّهُ كَانَ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْبِ)، فَأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ وَلَا يُقَالُ عَلَى غِرَارِ هَارُونَ؟ ١٢ لِأَنَّهُ مَا دَامَ يَحْصُلُ تَغْيِيرٌ لِلْكَهَنُوتِ، فَبِٱلضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغْيِيرٌ أَيْضًا لِلشَّرِيعَةِ. ١٣ لِأَنَّ ٱلَّذِي يُقَالُ هٰذِا فِيهِ يَنْتَمِي إِلَى سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُ بِٱلْخِدْمَةِ عِنْدَ ٱلْمَذْبَحِ. ١٤ فَمِنَ ٱلْمَعْرُوفِ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ مُوسَى عَنْهُ بِشَيْءٍ مِنْ جِهَةِ ٱلْكَهَنَةِ. ١٥ وَوَاضِحٌ أَكْثَرَ أَنَّهُ عَلَى شَبَهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، ١٦ وَهُوَ لَمْ يَقُمْ عَلَى أَسَاسِ شَرِيعَةٍ تُوصِي بِٱتِّبَاعِ نَسَبٍ جَسَدِيٍّ، بَلْ عَلَى أَسَاسِ قُوَّةٍ تُمَكِّنُهُ مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاةٍ لَا تُهْلَكُ، ١٧ لِأَنَّهُ يُشْهَدُ لَهُ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ».
٩-١٥ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | العبرانيين ٩–١٠
«ظل الخيرات الآتية»
(العبرانيين ٩:١٢-١٤) وَدَخَلَ مَرَّةً لَا غَيْرُ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ، لَا بِدَمِ مِعْزًى وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِهِ ٱلْخَاصِّ، وَحَصَلَ عَلَى إِنْقَاذٍ أَبَدِيٍّ لَنَا. ١٣ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ مِعْزًى وَثِيرَانٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى ٱلْمُدَنَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى حَدِّ طَهَارَةِ ٱلْجَسَدِ، ١٤ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ دَمُ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَبَدِيٍّ قَرَّبَ نَفْسَهُ لِلّٰهِ بِلَا شَائِبَةٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِنُؤَدِّيَ لِلّٰهِ ٱلْحَيِّ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً؟
لمَ يجب ان نكون قدوسين؟
١٢ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ قُدْرَةِ ٱلدَّمِ عَلَى ٱلتَّطْهِيرِ، كَتَبَ قَائِلًا: «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يُطَهَّرُ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ بِٱلدَّمِ، وَبِدُونِ إِرَاقَةِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ». (عب ٩:٢٢) إِلَّا أَنَّ قِيمَةَ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ كَانَتْ وَقْتِيَّةً. فَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ هٰذِهِ ٱلذَّبَائِحَ كَانَتْ مُجَرَّدَ مُذَكِّرٍ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَأَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ذَبِيحَةٍ أَعْظَمَ تَمْحُو خَطَايَاهُمْ كُلِّيًّا. فَٱلشَّرِيعَةُ كَانَتْ «ظِلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ لَا جَوْهَرَ ٱلْأَشْيَاءِ عَيْنَهُ». (عب ١٠:١-٤) فَكَيْفَ كَانَ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا سَيَصِيرُ مُمْكِنًا؟
١٣ اِقْرَأْ أَفَسُس ١:٧. إِنَّ مَوْتَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي ‹سَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِنَا› فِدْيَةً مُهِمٌّ جِدًّا لِكُلِّ مَنْ يُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّونَ أَبَاهُ. (غل ٢:٢٠) إِلَّا أَنَّ مَا فَعَلَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ هُوَ مَا حَرَّرَنَا فِعْلًا وَجَعَلَ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا مُمْكِنًا. فَقَدْ تَمَّمَ يَسُوعُ مَا رَمَزَتْ إِلَيْهِ أَحْدَاثُ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، كَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ ٱلْعِجْلِ وَٱلْجَدْيِ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ وَيُقَدِّمُهُ أَمَامَ ٱللّٰهِ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ فِي حَضْرَتِهِ. (لا ١٦:١١-١٥) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا وَقَرَّبَ قِيمَةَ دَمِهِ إِلَى يَهْوَهَ. (عب ٩:٦، ٧، ١١-١٤، ٢٤-٢٨) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى إِمْكَانِيَّةِ مَغْفِرَةِ خَطَايَانَا وَتَطْهِيرِ ضَمَائِرِنَا لِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِدَمِ يَسُوعَ!
(العبرانيين ٩:٢٤-٢٦) لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى قُدْسِ أَقْدَاسٍ مَصْنُوعٍ بِأَيْدٍ، هُوَ نُسْخَةٌ عَنِ ٱلْحَقِيقَةِ، بَلْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ ٱلْآنَ أَمَامَ حَضْرَةِ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِنَا. ٢٥ وَلَا لِيُقَرِّبَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ غَيْرِهِ. ٢٦ وَإِلَّا لَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ. وَلٰكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ أَظْهَرَ نَفْسَهُ مَرَّةً لَا غَيْرُ عِنْدَ ٱخْتِتَامِ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ لِيُزِيلَ ٱلْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ.
«استمِرَّ في اتِّباعي»
٤ لا تتحدث الاسفار المقدسة عن وصول يسوع الى السماء، الترحيب به، واجتماع شمله مع ابيه. لكنها كشفت مسبقا ماذا سيحدث في السماء بعيد عودة يسوع الى هناك. كما تعلم، كان اليهود يقيمون دوريا طقسا دينيا مقدسا على مرّ اكثر من ١٥ قرنا. فمرة كل سنة، كان رئيس الكهنة يدخل قدس الاقداس ويرش دم ذبائح يوم الكفارة امام تابوت العهد. وفي ذلك اليوم، كان رئيس الكهنة يرمز الى المسيَّا. وقد تمّم يسوع المغزى النبوي لهذا الطقس الديني مرة لا غير بعد عودته الى السماء، وذلك حين مثَل في حضرة يهوه المجيدة في السماء — اقدس مكان في الكون — وقدّم الى ابيه قيمة ذبيحته الفدائية. (عبرانيين ٩:١١، ١٢، ٢٤) فهل قبِلها يهوه؟
(العبرانيين ١٠:١-٤) فَحَيْثُ إِنَّ لِلشَّرِيعَةِ ظِلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ لَا جَوْهَرَ ٱلْأَشْيَاءِ عَيْنَهُ، لَا يَقْدِرُ ٱلنَّاسُ أَبَدًا، بِٱلذَّبَائِحِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي يُقَرِّبُونَهَا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، أَنْ يَجْعَلُوا ٱلَّذِينَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى ٱللّٰهِ كَامِلِينَ. ٢ وَإِلَّا أَفَمَا كَانُوا قَدْ كَفُّوا عَنْ تَقْرِيبِهَا، لِأَنَّ ٱلَّذِينَ يُؤَدُّونَ ٱلْخِدْمَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَدْ تَطَهَّرُوا مَرَّةً لَا غَيْرُ لَا يَبْقَى لَهُمْ شُعُورٌ بِٱلْخَطَايَا؟ ٣ وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلذَّبَائِحِ تَذْكِيرٌ بِٱلْخَطَايَا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، ٤ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَمِعْزًى يَنْزِعُ ٱلْخَطَايَا.
«حكمة اللّٰه في سر مقدس»
١٠ ثانيا، اظهرت الشريعة بشكل واضح حاجة الجنس البشري الى فدية. فهذه الشريعة الكاملة شهَّرت عجز البشر الخطاة عن الالتزام بها كاملا. وهكذا عملت على ‹إظهار التعديات، الى ان يجيء النسل الذي جُعل الوعد له›. (غلاطية ٣:١٩) وبواسطة الذبائح الحيوانية التي تطلبتها الشريعة، كُفِّر تكفيرا وقتيا عن الخطايا. ولكن بما انه «من المستحيل ان دم ثيران ومِعزى ينزع الخطايا»، كما قال بولس، كانت هذه الذبائح رمزا الى ذبيحة المسيح الفدائية. (عبرانيين ١٠:١-٤) وقد صار ذلك العهد لليهود الامناء آنذاك ‹مربِّيا يقودهم الى المسيح›. — غلاطية ٣:٢٤.
يهوه يهيِّئ «فدية عن كثيرين»
٩ قام رجال الايمان، من هابيل فصاعدا، بتقديم ذبائح حيوانية للّٰه. وقد اظهروا بذلك انهم يعُون امر الخطية وضرورة الفداء، وأعربوا عن ايمانهم بالتحرر الذي وعد به اللّٰه بواسطة ‹النسل›. (تكوين ٣:١٥؛ ٤:١-٤؛ لاويين ١٧:١١؛ عبرانيين ١١:٤) ونظر يهوه الى هذه الذبائح بعين الرضا وجعل هؤلاء العبّاد في موقف جيد امامه. لكنَّ التقدمات الحيوانية لم تكن في افضل الاحوال سوى رمز. فالحيوانات لا تغطّي في الواقع خطية الانسان لأنها ادنى من البشر. (مزمور ٨:٤-٨) لذلك يقول الكتاب المقدس: «من المستحيل ان دم ثيران ومعزى ينزع الخطايا». (عبرانيين ١٠:١-٤) لقد كانت هذه الذبائح مجرد رمز الى ذبيحة الفدية الحقيقية المنتظَرة.
البحث عن جواهر روحية
(العبرانيين ٩:١٦، ١٧) فَحَيْثُ يُوجَدُ عَهْدٌ يَلْزَمُ أَنْ يَتَوَفَّرَ مَوْتُ ٱلْمُعَاهِدِ ٱلْبَشَرِيِّ. ١٧ لِأَنَّ ٱلْعَهْدَ يَكُونُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عَلَى أَسَاسِ ذَبَائِحَ مَيِّتَةٍ، إِذْ لَا يَكُونُ نَافِذًا أَبَدًا مَا دَامَ ٱلْمُعَاهِدُ ٱلْبَشَرِيُّ حَيًّا.
اسئلة من القراء
وذكر بولس ان الموت كان لازما لتثبيت العهود شرعيا بين اللّٰه والبشر. وعهد الناموس هو مثال. فموسى كان وسيطه، الشخص الذي كان سيُنجز هذه المعاهدة بين اللّٰه واسرائيل الجسدي. وهكذا لعب موسى دورا حاسما وكان الانسان الذي تعامل مع الاسرائيليين عندما كانوا سيدخلون في العهد. وهكذا كان يمكن اعتبار موسى صانع العهد البشري لعهد الناموس الذي انشأه يهوه. ولكن هل كان على موسى ان يسفك دم حياته ليسري مفعول عهد الناموس؟ لا. عوض ذلك جرى تقديم حيوانات، اذ ان دمها حلَّ محل دم موسى. — عبرانيين ٩:١٨-٢٢.
وماذا عن العهد الجديد بين يهوه وأمة اسرائيل الروحي؟ كان ليسوع المسيح الدور المجيد لوسيط بين يهوه واسرائيل الروحي. وعلى الرغم من ان يهوه انشأ هذا العهد، إلا انه ارتكز على يسوع المسيح. فالى جانب كونه وسيطه، كانت ليسوع تعاملات مباشرة في الجسد مع اولئك الذين كانوا سيُدخَلون اولا في هذا العهد. (لوقا ٢٢:٢٠، ٢٨، ٢٩) وفضلا عن ذلك، كان مؤهَّلا لتزويد الذبيحة اللازمة لتثبيت العهد شرعيا. وهذه الذبيحة لم تكن لمجرد حيوانات بل لحياة بشرية كاملة. لذلك استطاع بولس ان يشير الى المسيح بصفته صانع العهد البشري للعهد الجديد. وبعد ان ‹دخل المسيح . . . الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه اللّٰه لاجلنا،› صار العهد الجديد شرعيا. — عبرانيين ٩:١٢-١٤، ٢٤.
وفي التكلم عن موسى ويسوع كصانعَي عهد بشريَّين، لم يكن بولس يقترح ان ايًّا منهما قد انشأ العهد المتعلق به، الذي صنعه في الواقع اللّٰه. وبالاحرى فإن هذين الانسانين كانا مشمولين بشكل عميق كوسيطين في انجاز العهدين المتعلقين بهما. وفي كل حالة، كان الموت لازما — اذ حلَّت الحيوانات محل موسى، وقدَّم يسوع دم حياته الخاص من اجل الذين هم في العهد الجديد.
(العبرانيين ١٠:٥-٧) لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَدْخُلُ إِلَى ٱلْعَالَمِ يَقُولُ: «‹ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلٰكِنَّكَ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا. ٦ لَمْ تَرْضَ بِمُحْرَقَاتٍ وَقُرْبَانِ خَطِيَّةٍ›. ٧ ثُمَّ قُلْتُ: ‹هَا أَنَا آتٍ (كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي دَرْجِ ٱلْكِتَابِ) لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللّٰهُ›».
كيف يعظِّم يسوع برَّ اللّٰه
٧ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱهْتِمَامِهِ ٱلشَّدِيدِ بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْعِبَادَةِ دُونَ تَقَطُّعٍ. وَبِمَا أَنَّهُ ٱمْتَلَكَ عَقْلًا كَامِلًا، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ ٱسْتَوْعَبَ كُلَّ مَا كَانَ يَسْمَعُهُ وَيَقْرَأُهُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. (لو ٤:١٦) وَقَدْ تَمَتَّعَ أَيْضًا بِمِيزَةٍ أُخْرَى: جَسَدٍ بَشَرِيٍّ كَامِلٍ يُمْكِنُ بَذْلُهُ فِدْيَةً عَنِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَلِذلِكَ، عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ، صَلَّى وَهُوَ يُفَكِّرُ كَمَا يَبْدُو بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ لِلْمَزْمُورِ ٤٠:٦-٨. — لو ٣:٢١؛ اِقْرَأْ عبرانيين ١٠:٥-١٠.
٩ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا، كَانَتْ لَدَيْهِ كَآدَمَ إِمْكَانِيَّةُ إِنْجَابِ ذُرِّيَّةٍ كَامِلَةٍ. إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَرْغَبْ فِي مُسْتَقْبَلٍ كَهذَا لِأَنَّهُ يَتَنَافَى مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ لَهُ. فَقَدْ أَرْسَلَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيُتَمِّمَ دَوْرَهُ بِصِفَتِهِ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ، أَوِ ٱلْمَسِيَّا. وَشَمَلَ ذلِكَ تَقْدِيمَ حَيَاتِهِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ ذَبِيحَةً. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٣:٥، ٦، ١٢.) وَبِٱلتَّأْكِيدِ، لَمْ يَكُنْ لِمَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ ٱلْمَغْزَى عَيْنُهُ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ مَعْمُودِيَّتُنَا. فَهِيَ لَمْ تَتَطَلَّبْ صُنْعَ ٱنْتِذَارٍ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ وُلِدَ أَصْلًا فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُنْتَذِرَةِ لِلّٰهِ. عِوَضَ ذلِكَ، رَمَزَتْ مَعْمُودِيَّتُهُ إِلَى تَقْدِيمِ نَفْسِهِ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي أَنْبَأَتْ بِهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِخُصُوصِ ٱلْمَسِيَّا.
١٠ شَمَلَتْ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ لِيَسُوعَ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ، تَلْمَذَةَ أُنَاسٍ، وَإِعْدَادَ هؤُلَاءِ لِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ. كَمَا أَنَّ تَقْدِيمَ يَسُوعَ نَفْسَهُ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ عَنَى ٱسْتِعْدَادَهُ لِمُعَانَاةِ ٱلِٱضْطِهَادِ وَٱلْمَوْتِ مِيتَةً وَحْشِيَّةً تَأْيِيدًا لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلْبَارِّ. وَلِأَنَّهُ أَحَبَّ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً، سُرَّ بِأَنْ يُذْعِنَ لِإِرَادَتِهِ وَشَعَرَ أَنَّ تَقْرِيبَ جَسَدِهِ ذَبِيحَةً سَيَجْلُبُ لَهُ ٱلِٱكْتِفَاءَ ٱلْحَقِيقِيَّ. (يو ١٤:٣١) وَقَدْ أَبْهَجَتْهُ أَيْضًا ٱلْمَعْرِفَةُ أَنَّ قِيمَةَ حَيَاتِهِ ٱلْكَامِلَةِ يُمْكِنُ تَقْدِيمُهَا لِلّٰهِ فِدْيَةً تُعْتِقُنَا مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. فَهَلْ رَضِيَ ٱللّٰهُ عَنْ تَقْدِيمِ يَسُوعَ نَفْسَهُ لِتَحَمُّلِ هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ أَجَلْ، بِٱلتَّأْكِيدِ!
١١ يَشْهَدُ كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةُ كُلُّهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ عَبَّرَ بِكُلِّ وُضُوحٍ عَنْ رِضَاهُ عَلَى يَسُوعَ بَعْدَمَا صَعِدَ مِنْ مِيَاهِ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ. فَقَدْ قَالَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ: «رَأَيْتُ ٱلرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَٱسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. . . . وَأَنَا رَأَيْتُ ذٰلِكَ، وَشَهِدْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ». (يو ١:٣٢-٣٤) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، أَعْلَنَ يَهْوَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ». — مت ٣:١٧؛ مر ١:١١؛ لو ٣:٢٢.
قراءة الكتاب المقدس
(العبرانيين ٩:١-١٤) إِذًا، كَانَتْ لِلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ فَرَائِضُ خِدْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَكَانَ لَهُ أَيْضًا مَقْدِسُهُ ٱلْأَرْضِيُّ. ٢ فَقَدْ بُنِيَ ٱلْقِسْمُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ، وَهُوَ ٱلَّذِي يُدْعَى «ٱلْقُدْسَ»، وَكَانَتْ فِيهِ ٱلْمَنَارَةُ وَٱلْمَائِدَةُ وَأَرْغِفَةُ ٱلتَّقْدِمَةِ. ٣ أَمَّا وَرَاءَ ٱلْحِجَابِ ٱلثَّانِي فَكَانَ ٱلْقِسْمُ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ ٱلْمَدْعُوُّ «قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ». ٤ وَكَانَ لِهٰذَا مِبْخَرَةٌ ذَهَبِيَّةٌ وَتَابُوتُ ٱلْعَهْدِ ٱلْمُغَشَّى بِٱلذَّهَبِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَفِيهِ ٱلْجَرَّةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ ٱلَّتِي تَحْتَوِي عَلَى ٱلْمَنِّ، وَعَصَا هَارُونَ ٱلَّتِي أَخْرَجَتِ ٱلْبَرَاعِمَ، وَلَوْحَا ٱلْعَهْدِ؛ ٥ أَمَّا فَوْقَهُ فَكَانَ ٱلْكَرُوبَانِ ٱلْمَجِيدَانِ يُظَلِّلَانِ غِطَاءَ ٱلْكَفَّارَةِ. لٰكِنْ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِلتَّكَلُّمِ بِٱلتَّفْصِيلِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ. ٦ وَبَعْدَمَا بُنِيَتْ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءُ هٰكَذَا، صَارَ ٱلْكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ ٱلْقِسْمَ ٱلْأَوَّلَ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ كُلَّ حِينٍ لِإِنْجَازِ ٱلْخِدْمَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. ٧ وَأَمَّا ٱلْقِسْمُ ٱلثَّانِي فَيَدْخُلُهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ وَحْدَهُ مَرَّةً فِي ٱلسَّنَةِ، وَلَا يَدْخُلُهُ بِدُونِ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ خَطَايَا جَهْلِ ٱلشَّعْبِ. ٨ وَهٰكَذَا يُوضِحُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُظْهِرَ بَعْدُ مَا دَامَتِ ٱلْخَيْمَةُ ٱلْأُولَى قَائِمَةً. ٩ وَهٰذِهِ ٱلْخَيْمَةُ عَيْنُهَا هِيَ مِثَالٌ لِلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ ٱلَّذِي هُوَ ٱلْآنَ، وَبِحَسَبِ هٰذَا ٱلْمِثَالِ تُقَرَّبُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ. لٰكِنَّ هٰذِهِ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَمْنَحَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ضَمِيرًا طَاهِرًا تَمَامًا، ١٠ بَلْ إِنَّمَا تَتَعَلَّقُ بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ وَمَعْمُودِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ. إِنَّهَا شَرَائِعُ تَتَعَلَّقُ بِٱلْجَسَدِ وَقَدْ فُرِضَتْ حَتَّى ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ لِتَقْوِيمِ ٱلْأُمُورِ. ١١ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا جَاءَ ٱلْمَسِيحُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي تَحَقَّقَتِ، ٱجْتَازَ ٱلْخَيْمَةَ ٱلْأَعْظَمَ وَٱلْأَكْمَلَ غَيْرَ ٱلْمَصْنُوعَةِ بِأَيْدٍ، ٱلَّتِي لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْخَلِيقَةِ، ١٢ وَدَخَلَ مَرَّةً لَا غَيْرُ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ، لَا بِدَمِ مِعْزًى وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِهِ ٱلْخَاصِّ، وَحَصَلَ عَلَى إِنْقَاذٍ أَبَدِيٍّ لَنَا. ١٣ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ مِعْزًى وَثِيرَانٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى ٱلْمُدَنَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى حَدِّ طَهَارَةِ ٱلْجَسَدِ، ١٤ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ دَمُ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَبَدِيٍّ قَرَّبَ نَفْسَهُ لِلّٰهِ بِلَا شَائِبَةٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِنُؤَدِّيَ لِلّٰهِ ٱلْحَيِّ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً؟
١٦-٢٢ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | العبرانيين ١١
«لمَ الايمان مهم؟»
(العبرانيين ١١:١) اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ، وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى.
مارِس الايمان بوعود يهوه
٦ يُعَرِّفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْإِيمَانَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١. (اقرأها.) فَٱلْإِيمَانُ هُوَ أَوَّلًا «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ»، مِثْلِ وُعُودِ ٱللّٰهِ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مَثَلًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْهِي ٱلشَّرَّ وَيَجْلُبُ عَالَمًا جَدِيدًا. ثَانِيًا، ٱلْإِيمَانُ هُوَ «ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ»، أَيِ ٱلدَّلِيلُ ٱلْمُقْنِعُ، عَلَى «حَقَائِقَ لَا تُرَى». فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مِنْ وُجُودِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، مَعَ أَنَّنَا لَا نَرَاهُمْ. (عب ١١:٣) وَنَحْنُ نُثْبِتُ بِأَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا أَنَّنَا نُؤْمِنُ فِعْلًا بِوُعُودِ ٱللّٰهِ وَبِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي لَا تُرَى.
(العبرانيين ١١:٦) وَبِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ.
«يكافئ الذين يجدّون في طلبه»
ما السبيل الى ارضاء يهوه اللّٰه؟ اجاب بولس: «بدون ايمان يستحيل ارضاؤه». لاحظ ان بولس لم يقل بدون ايمان يصعب ارضاء اللّٰه، بل يستحيل ارضاؤه. وبكلمات اخرى، الايمان شرط اساسي لكسب رضى اللّٰه.
وأي نوع من الايمان يرضي يهوه؟ ينبغي ان يشتمل الايمان باللّٰه على وجهين. اولا، على المرء ان «يؤمن بأنه [اي اللّٰه] كائن». وتنقل ترجمات اخرى هذه العبارة الى «يؤمن بأنه حقيقي» و «يؤمن بأنه موجود». فكيف لنا ان نرضي اللّٰه ان كنا نشكك في وجوده؟! الا ان الايمان الاصيل لا يقف عند هذا الحد. حتى الشياطين يؤمنون بأن يهوه موجود. (يعقوب ٢:١٩) فإيماننا ان اللّٰه حقيقي ينبغي ان يدفعنا الى العمل، اي الى الاعراب عن ايماننا بالعيش وفق مشيئته. — يعقوب ٢:٢٠، ٢٦.
ثانيا، ينبغي ان «يؤمن» المرء ان اللّٰه «يكافئ». فمن يمتلك ايمانا حقيقيا يثق ثقة تامة ان سعيه الى العيش حياة ترضي اللّٰه لن يذهب هباء. (١ كورنثوس ١٥:٥٨) فهل يعقل ان نرضي يهوه اذا كنا نشكك في قدرته ورغبته في مكافأتنا؟! (يعقوب ١:١٧؛ ١ بطرس ٥:٧) فمن يظن ان اللّٰه يبخل على خدامه بالمكافآت او انه لا مبالٍ وعديم التقدير يجهل تماما إله الكتاب المقدس.
ومن يحظون بالمكافآت من يهوه؟ «الذين يجدّون في طلبه»، حسبما يذكر بولس. ويقول مرجع يستعين به مترجمو الكتاب المقدس ان الكلمة اليونانية المنقولة الى «يجدّون في طلب» لا تعني «يسعون الى ايجاد»، بل تتضمن معنى التقرّب الى اللّٰه «في العبادة». ويوضح مرجع آخر ان هذا الفعل اليوناني يرد في صيغة تشير الى بذل جهود دؤوبة وجبارة. اجل، يكافئ يهوه مَن يدفعهم ايمانهم الى عبادته بغيرة ومحبة من كل القلب. — متى ٢٢:٣٧.
(العبرانيين ١١:٣٣-٣٨) ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ كَسَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا وُعُودًا، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، ٣٤ أَهْمَدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ، أَفْلَتُوا مِنْ حَدِّ ٱلسَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ حَالَةِ ضُعْفٍ، صَارُوا بَوَاسِلَ فِي ٱلْحَرْبِ، دَحَرُوا جُيُوشَ ٱلْغُرَبَاءِ. ٣٥ اِسْتَعَادَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً، لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ. ٣٦ وَوَاجَهَ آخَرُونَ ٱمْتِحَانَ ٱلسُّخْرِيَّةِ وَٱلْجَلْدِ، فَضْلًا عَنِ ٱلْقُيُودِ وَٱلسُّجُونِ. ٣٧ رُجِمُوا، ٱمْتُحِنُوا، نُشِرُوا إِرْبًا إِرْبًا، مَاتُوا ذَبْحًا بِٱلسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ خِرَافٍ وَفِي جُلُودِ مِعْزًى، وَهُمْ يُعَانُونَ ٱلْعَوَزَ وَٱلضِّيقَ وَٱلْمُعَامَلَةَ ٱلسَّيِّئَةَ، ٣٨ وَلَمْ يَكُنِ ٱلْعَالَمُ يَسْتَحِقُّهُمْ. هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ.
قوِّ ايمانك بوعود يهوه
١٠ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِحَنًا مَرَّ بِهَا ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ، دُونَ أَنْ يَذْكُرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ. مَثَلًا، تَحَدَّثَ عَنْ نِسَاءٍ أَمِينَاتٍ ٱسْتَعَدْنَ أَبْنَاءَهُنَّ بِٱلْقِيَامَةِ. وَتَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ «لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً، لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ». (عب ١١:٣٥) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَنْ هُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ، لٰكِنَّ أَشْخَاصًا مِثْلَ نَابُوتَ وَزَكَرِيَّا رُجِمُوا لِأَنَّهُمْ أَطَاعُوا ٱللّٰهَ وَفَعَلُوا مَشِيئَتَهُ. (١ مل ٢١:٣، ١٥؛ ٢ اخ ٢٤:٢٠، ٢١) كَمَا سَنَحَتْ لِدَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ فُرْصَةُ أَنْ «يَقْبَلُوا فِدَاءً» بِٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ. لٰكِنَّ إِيمَانَهُمُ ٱلْقَوِيَّ بِٱللّٰهِ سَاعَدَهُمْ أَنْ ‹يَسُدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ› وَ ‹يُهْمِدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ›. — عب ١١:٣٣، ٣٤؛ دا ٣:١٦-١٨، ٢٠، ٢٨؛ ٦:١٣، ١٦، ٢١-٢٣.
١١ وَوَاجَهَ أَنْبِيَاءُ مِثْلُ مِيخَايَا وَإِرْمِيَا «ٱلسُّخْرِيَّةَ . . . وَٱلسُّجُونَ» بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ. وَآخَرُونَ مِثْلُ إِيلِيَّا «هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ». لٰكِنَّ ‹تَرَقُّبَهُمُ ٱلْأَكِيدَ لِلْأُمُورِ ٱلْمَرْجُوَّةِ› مَكَّنَهُمْ جَمِيعًا مِنِ ٱحْتِمَالِ تِلْكَ ٱلْمِحَنِ. — عب ١١:١، ٣٦-٣٨؛ ١ مل ١٨:١٣؛ ٢٢:٢٤-٢٧؛ ار ٢٠:١، ٢؛ ٢٨:١٠، ١١؛ ٣٢:٢.
البحث عن جواهر روحية
(العبرانيين ١١:٤) بِٱلْإِيمَانِ قَرَّبَ هَابِيلُ لِلّٰهِ ذَبِيحَةً أَعْظَمَ قِيمَةً مِنْ قَايِينَ، وَبِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ ٱللّٰهُ لِقَرَابِينِهِ، وَبِهِ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ، مَعَ أَنَّهُ مَاتَ.
«يتكلمُ بعد، مع انه مات»
٣ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُولُسَ أَنْ يَكْتُبَ: «بِهِ يَتَكَلَّمُ [هَابِيلُ] بَعْدُ، مَعَ أَنَّهُ مَاتَ». (اقرإ العبرانيين ١١:٤.) فَبِمَ يَتَكَلَّمُ هَابِيلُ؟ نَقْرَأُ فِي بِدَايَةِ ٱلْعَدَدِ ٤ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِٱلْإِيمَانِ. فَهُوَ أَوَّلُ إِنْسَانٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ نَمَّى هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ ٱلرَّائِعَةَ. وَكَانَ إِيمَانُهُ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِمَكَانٍ بِحَيْثُ لَا يَزَالُ نَافِعًا لَنَا حَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. وَحِينَ نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ وَنَسْعَى إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ، يَتَكَلَّمُ مَعَنَا، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، وَيُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا.
«يتكلمُ بعد، مع انه مات»
١٤ نُبُوَّاتُ يَهْوَهَ. أَغْلَبُ ٱلظَّنِّ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ قَصَّا عَلَى ٱبْنَيْهِمَا ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى طَرْدِهِمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ. فَكَانَتْ لَدَى هَابِيلَ حَقَائِقُ كَثِيرَةٌ لِيَتَأَمَّلَ فِيهَا.
١٥ مَثَلًا، قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ ٱلْأَرْضَ سَتُلْعَنُ جَرَّاءَ خَطِيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ. وَقَدْ رَأَى هَابِيلُ بِوُضُوحٍ كَيْفَ تَمَّمَ ٱلشَّوْكُ وَٱلْحَسَكُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. أَنْبَأَ يَهْوَهُ كَذٰلِكَ أَنَّ حَوَّاءَ سَتُعَانِي مَشَقَّةً خِلَالَ ٱلْحَمْلِ وَٱلْوِلَادَةِ. وَفِيمَا رَأَى هَابِيلُ أُمَّهُ تَتَأَلَّمُ وَتَتَعَذَّبُ وَهِيَ تُنْجِبُ، تَبَرْهَنَتْ لَهُ دُونَ شَكٍّ صِحَّةُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ. كَمَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّ حَوَّاءَ سَتَشْعُرُ بِحَاجَةٍ غَيْرِ سَوِيَّةٍ إِلَى حُبِّ وَٱهْتِمَامِ آدَمَ ٱلَّذِي كَانَ بِدَوْرِهِ سَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهَا، وَهِيَ حَقِيقَةٌ مُؤْسِفَةٌ شَهِدَهَا هَابِيلُ بِأُمِّ عَيْنَيْهِ. وَبِتَحَقُّقِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ، أَدْرَكَ أَنَّ كَلِمَةَ يَهْوَهَ جَدِيرَةٌ تَمَامًا بِٱلثَّقَةِ. وَهٰكَذَا، ٱمْتَلَكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً دَفَعَتْهُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِوَعْدِهِ عَنْ «نَسْلٍ»، أَوْ ذُرِّيَّةٍ، سَيُصَوِّبُ يَوْمًا مَا ٱلْأَخْطَاءَ ٱلَّتِي نَبَتَتْ فِي عَدْنٍ. — تك ٣:١٥-١٩.
١٦ خُدَّامُ يَهْوَهَ. صَحِيحٌ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ ضِمْنَ عَائِلَةِ هَابِيلَ رَسَمَ لَهُ مِثَالًا حَسَنًا، إِلَّا أَنَّ ٱلْبَشَرَ مَا كَانُوا ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةَ ٱلْوَحِيدَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ آنَذَاكَ. فَعِنْدَمَا طُرِدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ، حَرَصَ يَهْوَهُ أَلَّا يَدْخُلَا هُمَا أَوْ ذُرِّيَّتُهُمَا هٰذَا ٱلْفِرْدَوْسَ ٱلْأَرْضِيَّ. وَلِحِرَاسَةِ مَدْخَلِهِ، أَقَامَ ٱلْكَرُوبِيمَ، مَلَائِكَةً رَفِيعَةَ ٱلْمُسْتَوَى، فَضْلًا عَنْ لَهِيبِ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ عَلَى ٱلدَّوَامِ. — اقرإ التكوين ٣:٢٤.
١٧ تَخَيَّلْ مَا أَحَسَّ بِهِ هَابِيلُ وَهُوَ يُرَاقِبُ هٰؤُلَاءِ ٱلْكَرُوبِيمَ فِي صِبَاهُ. فَٱلْأَجْسَادُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلَّتِي ٱتَّخَذُوهَا أَوْحَتْ حَتْمًا بِقُوَّةٍ هَائِلَةٍ. وَ ‹ٱلسَّيْفُ› ٱلْمُشْتَعِلُ وَٱلْمُتَقَلِّبُ عَلَى مَدَارِ ٱلسَّاعَةِ أَوْقَعَ أَيْضًا ٱلرَّهْبَةَ فِي ٱلنَّفْسِ. وَلٰكِنْ هَلْ حَدَثَ أَنْ سَئِمَ ٱلْكَرُوبِيمُ عَمَلَهُمْ وَتَخَلَّوْا عَنِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلْمُوكَلَةِ إِلَيْهِمْ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَٱلْأَيَّامُ وَٱلسِّنُونَ وَٱلْعُقُودُ تَوَالَتْ وَهٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلذَّكِيَّةُ ٱلْجَبَّارَةُ تُلَازِمُ مَكَانَهَا. وَهٰكَذَا تَعَلَّمَ هَابِيلُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَخْدُمُ يَهْوَهَ بِإِخْلَاصٍ وَٱسْتِقَامَةٍ. فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَرَى فِي هٰؤُلَاءِ ٱلْكَرُوبِيمِ وَلَاءً وَطَاعَةً لِيَهْوَهَ لَمْ يَلْمُسْهُمَا فِي عَائِلَتِهِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ هٰذَا ٱلْمِثَالَ ٱلْمَلَائِكِيَّ وَطَّدَ إِيمَانَهُ.
(العبرانيين ١١:٥) بِٱلْإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْلَا يَرَى ٱلْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لِأَنَّ ٱللّٰهَ نَقَلَهُ. فَقَدْ شُهِدَ لَهُ قَبْلَ نَقْلِهِ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى ٱللّٰهَ.
«ارضى اللّٰه»
بأي معنى اذًا «نُقل اخنوخ لكيلا يرى الموت»؟ على الارجح، «نقَل» يهوه نبيه من الحياة الى الموت، اي اماته ميتة هادئة لكيلا يعذِّبه اعداؤه. لكن قبل ذلك، «شُهد له . . . بأنه قد ارضى اللّٰه». كيف؟ قُبيل موته، يُحتمل ان يهوه اعطاه رؤيا عن الفردوس على الارض ليبرهن انه راضٍ عنه. وقد كتب الرسول بولس عن اخنوخ في معرض حديثه عن رجال ونساء اولياء، قائلا: «في الايمان مات هؤلاء اجمعون». (عبرانيين ١١:١٣) ولعل اعداءه فتشوا عن جسده لاحقا، لكنه «لم يوجَد». فربما يهوه اخفى جثته لكيلا يدنسها الناس او يستغلوها ليروِّجوا للدين الباطل.
قراءة الكتاب المقدس
(العبرانيين ١١:١-١٦) اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ، وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى. ٢ فَإِنَّهُ بِهٰذَا شُهِدَ لِلْأَقْدَمِينَ. ٣ بِٱلْإِيمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ أَنْظِمَةَ ٱلْأَشْيَاءِ نُظِّمَتْ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، حَتَّى إِنَّ مَا يُرَى أَتَى مِمَّا لَا يُرَى. ٤ بِٱلْإِيمَانِ قَرَّبَ هَابِيلُ لِلّٰهِ ذَبِيحَةً أَعْظَمَ قِيمَةً مِنْ قَايِينَ، وَبِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ ٱللّٰهُ لِقَرَابِينِهِ، وَبِهِ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ، مَعَ أَنَّهُ مَاتَ. ٥ بِٱلْإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْلَا يَرَى ٱلْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لِأَنَّ ٱللّٰهَ نَقَلَهُ. فَقَدْ شُهِدَ لَهُ قَبْلَ نَقْلِهِ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى ٱللّٰهَ. ٦ وَبِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ. ٧ بِٱلْإِيمَانِ نُوحٌ، بَعْدَمَا أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا مِنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ، ٱتَّقَى وَبَنَى فُلْكًا لِخَلَاصِ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَبِهٰذَا ٱلْإِيمَانِ حَكَمَ عَلَى ٱلْعَالَمِ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ ٱلَّذِي بِحَسَبِ ٱلْإِيمَانِ. ٨ بِٱلْإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ، لَمَّا دُعِيَ، أَطَاعَ فَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ كَانَ مُعَيَّنًا لَهُ أَنْ يَنَالَهُ مِيرَاثًا. وَخَرَجَ مَعَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَيْنَ يَذْهَبُ. ٩ بِٱلْإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَمَا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ، وَسَكَنَ فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، ٱلْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِلْوَعْدِ عَيْنِهِ. ١٠ لِأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ، ٱلَّتِي ٱللّٰهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا. ١١ بِٱلْإِيمَانِ أَيْضًا نَالَتْ سَارَةُ نَفْسُهَا قُوَّةً لِتَحْبَلَ بِنَسْلٍ، مَعَ أَنَّهَا جَاوَزَتِ ٱلسِّنَّ، لِأَنَّهَا ٱعْتَبَرَتْ أَنَّ ٱلَّذِي وَعَدَ أَمِينٌ. ١٢ وَهٰكَذَا أَيْضًا وُلِدَ مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ كَٱلْمَيْتِ، أَوْلَادٌ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ فِي ٱلْكَثْرَةِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ ٱلَّذِي لَا يُعَدُّ. ١٣ فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا وَأَعْلَنُوا جَهْرًا أَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ فِي تِلْكَ ٱلْأَرْضِ. ١٤ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ ذٰلِكَ يُعْطُونَ دَلِيلًا أَنَّهُمْ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِ مَكَانٍ خَاصٍّ بِهِمْ. ١٥ وَلٰكِنَّهُمْ لَوْ ظَلُّوا يَذْكُرُونَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانَ ٱلَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلْعَوْدَةِ. ١٦ أَمَّا ٱلْآنَ فَهُمْ يَبْتَغُونَ مَكَانًا أَفْضَلَ، مَكَانًا تَابِعًا لِلسَّمَاءِ. لِذٰلِكَ لَا يَخْجَلُ ٱللّٰهُ بِهِمْ حِينَ يَدْعُونَهُ إِلٰهًا لَهُمْ، لِأَنَّهُ أَعَدَّ مَدِينَةً لَهُمْ.
٢٣–٢٩ ايلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | عبرانيين ١٢–١٣
«التأديب دليل على محبة يهوه»
(العبرانيين ١٢:٥) بَلْ نَسِيتُمْ كُلِّيًّا ٱلْوَعْظَ ٱلَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ٱبْنِي، لَا تَسْتَخِفَّ بِتَأْدِيبِ يَهْوَهَ، وَلَا تَخُرْ حِينَ يُقَوِّمُكَ،
لا تنظر «الى ما هو وراء»
١٨ اَلْمَشُورَةُ ٱلْمُؤْلِمَةُ. مَاذَا إِذَا كُنَّا نَنْظُرُ بِٱسْتِيَاءٍ إِلَى مَشُورَةٍ نِلْنَاهَا؟ إِنَّ هذَا ٱلشُّعُورَ لَيْسَ مُؤْلِمًا فَحَسْبُ، بَلْ قَدْ يَجْعَلُنَا ‹نَخُورُ› أَيْضًا. (عب ١٢:٥) فَسَوَاءٌ رَفَضْنَا ٱلْمَشُورَةَ عَلَى ٱلْفَوْرِ أَوْ قَبِلْنَاهَا وَٱسْتَخْفَفْنَا بِهَا لَاحِقًا، تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ وَاحِدَةً: لَمْ نَدَعِ ٱلْمَشُورَةَ تُفِيدُنَا وَتَصْقُلُنَا. فَكَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نَعْمَلَ بِمُوجَبِ كَلِمَاتِ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي قَالَ: «تَمَسَّكْ بِٱلتَّأْدِيبِ، لَا تُرْخِهِ. اِحْفَظْهُ فَإِنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ»! (ام ٤:١٣) فَٱقْبَلِ ٱلْمَشُورَةَ، طَبِّقْهَا، وَٱمْضِ قُدُمًا، تَمَامًا كَٱلسَّائِقِ ٱلَّذِي يَتَّبِعُ لَافِتَاتِ ٱلطَّرِيقِ. — ام ٤:٢٦، ٢٧؛ اِقْرَأْ عبرانيين ١٢:١٢، ١٣.
(العبرانيين ١٢:٦، ٧) لِأَنَّ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ مَنْ يَتَّخِذُهُ لَهُ ٱبْنًا!». ٧ إِنَّمَا لِأَجْلِ تَأْدِيبِكُمْ أَنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. وَٱللّٰهُ يَتَعَامَلُ مَعَكُمْ كَٱلْبَنِينَ. فَأَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟
«متى صليتم فقولوا: ‹ايها الآب›»
يؤدب الاب المحب اولاده، لأنه يريد ان يغدوا راشدين يتحلون بحسّ المسؤولية. (افسس ٦:٤) صحيح انه يمكن ان يكون حازما في تقويمه، لكنه لا يعاملهم بقساوة البتة. بصورة مماثلة، قد يرى ابونا السماوي احيانا اننا بحاجة الى التأديب، غير انه يمنحه دوما بمحبة لا بتعسف. وهذا ما فعله يسوع ايضا تمثلا بأبيه. فهو لم يقسُ على تلاميذه قط، حتى عندما كانوا بطيئي التجاوب مع التقويم. — متى ٢٠:٢٠-٢٨؛ لوقا ٢٢:٢٤-٣٠.
(العبرانيين ١٢:١١) صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا، وَلٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، أَيْ بِرًّا.
«اسمعوا التأديب وصيروا حكماء»
١٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ يُؤْلِمُنَا أَحْيَانًا، لٰكِنَّ رَفْضَهُ يُسَبِّبُ أَلَمًا أَكْبَرَ. (عب ١٢:١١) وَمَا حَصَلَ مَعَ قَايِينَ وَٱلْمَلِكِ صِدْقِيَّا يُؤَكِّدُ ذٰلِكَ. لَقَدْ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّ قَايِينَ يَكْرَهُ أَخَاهُ هَابِيلَ وَيُرِيدُ قَتْلَهُ. فَحَذَّرَهُ قَائِلًا: «لِمَاذَا ٱحْتَدَمَ غَضَبُكَ وَلِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ، فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا. فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟». (تك ٤:٦، ٧) لٰكِنَّ قَايِينَ رَفَضَ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ، وَقَتَلَ أَخَاهُ. فَعَانَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ مِنْ نَتَائِجِ خَطِيَّتِهِ. (تك ٤:١١، ١٢) فَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ لِيَهْوَهَ، لَوَفَّرَ عَلَى نَفْسِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ.
البحث عن جواهر روحية
(العبرانيين ١٢:١) لِذٰلِكَ، إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،
اركض في السباق باحتمال
١١ لَمْ تَتَأَلَّفِ ‹ٱلسَّحَابَةُ ٱلْعَظِيمَةُ مِنَ ٱلشُّهُودِ› مِنْ مُتَفَرِّجِينَ عَلَى ٱلْمُبَارَاةِ أَوْ مُعْجَبِينَ يَأْمُلُونَ أَنْ يَفُوزَ لَاعِبُهُمْ أَوْ فَرِيقُهُمُ ٱلْمُفَضَّلُ، بَلْ مِنْ مُشَارِكِينَ رَكَضُوا قَبْلًا وَبَلَغُوا خَطَّ ٱلنِّهَايَةِ. وَمَعَ أَنَّهُمْ رَقَدُوا، يُمْكِنُ تَشْبِيهُهُمْ بِعَدَّائِينَ مُتَمَرِّسِينَ يُشَجِّعُونَ ٱلْعَدَّائِينَ ٱلْجُدُدَ فِي ٱلسِّبَاقِ. تَخَيَّلْ شُعُورَ مُتَبَارٍ جَدِيدٍ حِينَ يَعْرِفُ أَنَّ أَمْهَرَ ٱللَّاعِبِينَ يُشَاهِدُونَهُ. أَوَلَا يَدْفَعُهُ ذلِكَ أَنْ يَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِهِ أَوْ حَتَّى أَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَى نَفْسِهِ؟ فَهؤُلَاءِ ٱلشُّهُودُ ٱلْقُدَامَى يُعْطُونَ ٱلدَّلِيلَ أَنَّهُ يُمْكِنُ إِحْرَازُ ٱلْفَوْزِ مَهْمَا كَانَ ٱلسِّبَاقُ شَاقًّا. وَهكَذَا، كَانَ فِي وُسْعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يَسْتَمِدُّوا ٱلشَّجَاعَةَ وَ ‹يَرْكُضُوا فِي ٱلسِّبَاقِ بِٱحْتِمَالٍ› بِإِبْقَاءِ أَمْثِلَةِ ‹ٱلسَّحَابَةِ مِنَ ٱلشُّهُودِ› فِي ذِهْنِهِمْ. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِينَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ.
(العبرانيين ١٣:٩) لَا تَنْجَرِفُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ. فَإِنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ ٱلْقَلْبُ بِٱلنِّعْمَةِ، لَا بِمَآكِلَ لَمْ تَنْفَعِ ٱلْمُنْشَغِلِينَ بِهَا.
قدموا ذبائح تسر يهوه
١٠ لذلك لزم المسيحيين ان يتجنبوا الصيرورة ‹مسوقين بالتعاليم المتنوعة والغريبة› للمتهودين. (غلاطية ٥:١-٦) وليس بمثل هذه التعاليم بل ‹(باللطف غير المستحق) يمكن ان يُثبَّت القلب› بحيث يبقى راسخا في الحق. وتحاجّ البعض كما يظهر في الاطعمة والذبائح، لان بولس قال ان القلب لا يُثبَّت «بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها.» فالمنافع الروحية تنتج من التعبد التقوي وتقدير الفدية، لا من الاهتمام غير الملائم بتناول اطعمة معيَّنة وحفظ ايام خصوصية. (رومية ١٤:٥-٩) وفضلا عن ذلك، فان ذبيحة المسيح ابطلت الذبائح اللاوية. — عبرانيين ٩:٩-١٤؛ ١٠:٥-١٠.
قراءة الكتاب المقدس
(العبرانيين ١٢:١-١٧) لِذٰلِكَ، إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَخْلَعْ نَحْنُ أَيْضًا كُلَّ ثِقْلٍ وَٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنَرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٢ نَاظِرِينَ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ، يَسُوعَ. فَمِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ. ٣ فَتَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ تَهَجُّمَاتٍ كَهٰذِهِ مِنْ خُطَاةٍ فِي حَقِّ أَنْفُسِهِمْ، لِئَلَّا تَتْعَبُوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. ٤ فِي نِضَالِكُمْ ضِدَّ تِلْكَ ٱلْخَطِيَّةِ لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى بَذْلِ ٱلدَّمِ، ٥ بَلْ نَسِيتُمْ كُلِّيًّا ٱلْوَعْظَ ٱلَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ٱبْنِي، لَا تَسْتَخِفَّ بِتَأْدِيبِ يَهْوَهَ، وَلَا تَخُرْ حِينَ يُقَوِّمُكَ، ٦ لِأَنَّ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ مَنْ يَتَّخِذُهُ لَهُ ٱبْنًا!». ٧ إِنَّمَا لِأَجْلِ تَأْدِيبِكُمْ أَنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. وَٱللّٰهُ يَتَعَامَلُ مَعَكُمْ كَٱلْبَنِينَ. فَأَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ ٨ أَمَّا إِذَا كُنْتُمْ بِدُونِ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلْجَمِيعُ نَصِيبًا مِنْهُ، فَأَنْتُمْ أَوْلَادٌ غَيْرُ شَرْعِيِّينَ لَا بَنُونَ. ٩ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءٌ مِنْ لَحْمِنَا يُؤَدِّبُونَنَا، وَكُنَّا نَحْتَرِمُهُمْ، أَفَلَا نَخْضَعُ بِٱلْأَحْرَى لِأَبِي حَيَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ فَنَحْيَا؟ ١٠ فَأُولٰئِكَ لِأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَانُوا يُؤَدِّبُونَنَا كَمَا ٱسْتَحْسَنُوا، وَأَمَّا هُوَ فَلِفَائِدَتِنَا لِكَيْ نَنَالَ نَصِيبًا مِنْ قَدَاسَتِهِ. ١١ صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا، وَلٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، أَيْ بِرًّا. ١٢ لِذٰلِكَ قَوِّمُوا ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ وَٱلرُّكَبَ ٱلْوَاهِنَةَ، ١٣ وَثَابِرُوا عَلَى صُنْعِ سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِأَقْدَامِكُمْ، لِكَيْلَا يَتَخَلَّعَ ٱلْأَعْرَجُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يُشْفَى. ١٤ اِسْعَوْا فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، وَفِي أَثَرِ ٱلْقَدَاسَةِ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ، ١٥ مُنْتَبِهِينَ لِئَلَّا يُحْرَمَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ، وَلِئَلَّا يَنْبُتَ أَصْلٌ سَامٌّ وَيُسَبِّبَ ٱنْزِعَاجًا فَيَتَدَنَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ، ١٦ وَلِئَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ عَاهِرًا أَوْ غَيْرَ مُقَدِّرٍ لِلْأُمُورِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَعِيسُو ٱلَّذِي تَخَلَّى عَنْ بَكُورِيَّتِهِ مُقَابِلَ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ. ١٧ فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنْ يَرِثَ ٱلْبَرَكَةَ رُفِضَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إِلَى تَغْيِيرِ فِكْرِ أَبِيهِ مَعَ أَنَّهُ طَلَبَ ذٰلِكَ بِدُمُوعٍ.
٣٠ ايلول (سبتمبر)–٦ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | يعقوب ١–٢
«ماذا يؤدي الى الخطية والموت؟»
(يعقوب ١:١٤) وَلٰكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ يَقَعُ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ حِينَ تَجْذِبُهُ وَتُغْرِيهِ شَهْوَتُهُ.
التجارب
تتعرض للتجربة عندما تنجذب الى امر خاطئ. تخيل مثلا انك فيما تتسوَّق، ترى غرضا يعجبك. فيخطر على بالك انك تقدر ان تسرقه بسهولة دون ان يُكتشف امرك. لكنَّ ضميرك يمنعك، فتطرد الفكرة وتكمل طريقك. وهكذا تنتهي التجربة وأنت قد تغلبت عليها.
رأي الكتاب المقدس
اذا واجهت تجربة ما فهذا لا يعني انك شخص سيئ. فالكتاب المقدس يقول اننا جميعا نمر بتجارب. (١ كورنثوس ١٠:١٣) إلا ان ما يهم فعلا هو كيف نتصرف عندما نواجهها. فالبعض يفكرون مطوَّلا في الرغبة الخاطئة ويستسلمون لها عاجلا او آجلا. اما آخرون فيطردونها على الفور.
«كل واحد يُمتحن اذا اجتذبته وأغرته شهوته». — يعقوب ١:١٤.
(يعقوب ١:١٥) وَحِينَ تَنْمُو ٱلشَّهْوَةُ تُنْتِجُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ تُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ.
التجارب
يُظهر الكتاب المقدس ما هي الخطوات التي تؤدي الى الخطإ. فهو يذكر في يعقوب ١:١٥: «الشهوة متى خصبت [«حبلت»، ترجمة فاندايك] تلد خطية». بكلمات اخرى، حين نفكر مطوَّلا في رغبة خاطئة، يصبح ارتكاب الخطإ امرا اكيدا، تماما كما ان ولادة المرأة الحبلى امر اكيد. ولكن بدل ان ندع شهواتنا تتحكم بنا، في وسعنا نحن ان نتحكم بها.
البحث عن جواهر روحية
(يعقوب ١:١٧) كُلُّ عَطِيَّةٍ جَيِّدَةٍ وَكُلُّ هَدِيَّةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ وَلَا يَدُورُ كَٱلظِّلِّ.
التصقوا بإيمانكم رغم المحن!
١٤ ينبغي ان نتذكر ان يهوه هو منبع الامور الصالحة، لا المحن. (يعقوب ١:١٦-١٨) يخاطب يعقوب رفقاءه المؤمنين على انهم ‹الاخوة الاحباء› ويظهر ان اللّٰه هو مانح ‹كل عطية صالحة وموهبة تامة.› ان عطايا يهوه الروحية والمادية هي «تامة،» او كاملة، لا ينقصها شيء. فهي تأتي «من فوق،» من مكان سكنى اللّٰه في السماء. (١ ملوك ٨:٣٩) ان يهوه هو ‹ابو الانوار› — الشمس والقمر والنجوم. وهو يعطينا ايضا النور الروحي والحق. (مزمور ٤٣:٣؛ ارميا ٣١:٣٥؛ ٢ كورنثوس ٤:٦) وبخلاف الشمس التي تجعل الظلال تتغير وهي تتحرك، وتكون في أوجها عند الظهيرة فقط، فإن اللّٰه هو دائما في اوج اعطائه لما هو صالح. وهو سيعدّنا بالتأكيد لنواجه المحن اذا استفدنا كاملا من تدابيره الروحية التي يزوِّدها بواسطة كلمته و«العبد الامين الحكيم.» — متى ٢٤:٤٥.
(يعقوب ٢:٨) فَإِذَا كُنْتُمْ تُطَبِّقُونَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلَّتِي تَقُولُ: «أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»، فَمَا تَفْعَلُونَهُ جَيِّدٌ.
«تحب قريبك كنفسك»
٢٠ تُدْعَى ٱلْوَصِيَّةُ ٱلَّتِي تَحُضُّنَا أَنْ نُحِبَّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا بِـ «ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ». (يع ٢:٨) وَعَلَّقَ بُولُسُ بَعْدَمَا أَشَارَ إِلَى بَعْضِ ٱلْوَصَايَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، قَائِلًا: «أَيُّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تُلَخَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، وَهِيَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَعْمَلُ سُوءًا لِلْقَرِيبِ، فَٱلْمَحَبَّةُ إِذًا هِيَ تَتْمِيمُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٣:٨-١٠) إِذًا، نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِقَرِيبِنَا.
ب٨١ ١/٩ ص ٥٧
هل يمكن ان تحبوا قريبكم وتدخنوا؟
يقول الكتاب المقدس ان محبة قريبكم كنفسكم هي «الناموس الملوكي،» مشددا بالتالي على اهمية هذا الناموس. (يعقوب ٢:٨) فهل يظهر المحبة لقريبكم ان تلقوا النفاية عمدا في ملكه او تبصقوا في وجهه؟ «طبعا، لا!» قد تقولون. وهل فعل ذلك لقريبكم خطية؟
قراءة الكتاب المقدس
(يعقوب ٢:١٠-٢٦) فَمَنْ يُطِيعُ شَرِيعَةَ مُوسَى كُلَّهَا لٰكِنَّهُ يَكْسِرُ وَصِيَّةً وَاحِدَةً، فَهُوَ يَكْسِرُ ٱلشَّرِيعَةَ كُلَّهَا. ١١ فَٱللّٰهُ ٱلَّذِي قَالَ: «لَا تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لَا تَقْتُلْ». فَإِذَا لَمْ تَزْنِ لٰكِنَّكَ قَتَلْتَ، فَقَدْ كَسَرْتَ ٱلشَّرِيعَةَ. ١٢ لِذٰلِكَ ٱسْتَمِرُّوا فِي ٱلتَّكَلُّمِ وَٱلتَّصَرُّفِ كَأُنَاسٍ سَيُحَاسَبُونَ عَلَى أَسَاسِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي تُعْطِي ٱلْحُرِّيَّةَ. ١٣ فَمَنْ لَا يُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ سَيُحَاسِبُهُ ٱللّٰهُ بِلَا رَحْمَةٍ، لِأَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَنْتَصِرُ وَقْتَ ٱلْحِسَابِ. ١٤ مَا ٱلْفَائِدَةُ يَا إِخْوَتِي إِذَا قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَدَيْهِ إِيمَانًا، لٰكِنَّهُ لَا يُظْهِرُهُ بِٱلْأَعْمَالِ؟ هَلْ يَقْدِرُ هٰذَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ ١٥ فَإِذَا كَانَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَوِ ٱلْأَخَوَاتِ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلثِّيَابِ وَٱلطَّعَامِ ٱلْيَوْمِيِّ، ١٦ وَقَالَ لَهُ أَحَدُكُمْ: «أَتَمَنَّى لَكَ ٱلْخَيْرَ، ٱذْهَبْ تَدَفَّأْ وَٱشْبَعْ»، وَلَمْ يُعْطِهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَمَا ٱلْفَائِدَةُ؟ ١٧ هٰكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا، إِذَا كَانَ بِلَا أَعْمَالٍ، فَهُوَ مَيِّتٌ. ١٨ وَلٰكِنْ يَقُولُ أَحَدٌ: «أَنْتَ لَدَيْكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لَدَيَّ أَعْمَالٌ. بَرْهِنْ عَنْ إِيمَانِكَ بِدُونِ أَعْمَالٍ، وَأَنَا أُبَرْهِنُ عَنْ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي». ١٩ هَلْ تُؤْمِنُ أَنَّ هُنَاكَ إِلٰهًا وَاحِدًا؟ هٰذَا أَمْرٌ جَيِّدٌ! وَلٰكِنْ حَتَّى ٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ وَيَرْتَجِفُونَ خَوْفًا مِنْهُ. ٢٠ أَيُّهَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْجَاهِلُ، أَلَا تَعْرِفُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ هُوَ بِلَا فَائِدَةٍ؟ ٢١ أَلَمْ يُعْتَبَرْ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ بِلَا لَوْمٍ نَتِيجَةَ أَعْمَالِهِ عِنْدَمَا قَدَّمَ ٱبْنَهُ إِسْحَاقَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ؟ ٢٢ فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ أَعْمَالَهُ رَافَقَتْ إِيمَانَهُ، وَبِوَاسِطَةِ أَعْمَالِهِ صَارَ إِيمَانُهُ كَامِلًا. ٢٣ فَتَحَقَّقَتِ ٱلْآيَةُ ٱلَّتِي تَقُولُ: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيَهْوَهَ، فَٱعْتُبِرَ بِلَا لَوْمٍ»، وَدُعِيَ صَدِيقَ يَهْوَهَ. ٢٤ أَنْتُمْ تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يُعْتَبَرُ بِلَا لَوْمٍ نَتِيجَةَ ٱلْأَعْمَالِ لَا ٱلْإِيمَانِ وَحْدَهُ. ٢٥ وَرَاحَابُ ٱلْعَاهِرَةُ أَيْضًا، أَلَمْ تُعْتَبَرْ بِلَا لَوْمٍ نَتِيجَةَ أَعْمَالِهَا لِأَنَّهَا ٱسْتَضَافَتِ ٱلرَّسُولَيْنِ وَأَرْسَلَتْهُمَا فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ ٢٦ فِعْلًا، كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِلَا رُوحٍ مَيِّتٌ، كَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.