مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٢-٨ كانون الاول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | رؤيا ٧–٩
«جمع كثير يباركه يهوه»
(رؤيا ٧:٩) بَعْدَ هٰذَا رَأَيْتُ جَمْعًا كَثِيرًا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱللُّغَاتِ. رَأَيْتُهُمْ وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَأَمَامَ ٱلْخَرُوفِ، لَابِسِينَ أَثْوَابًا بَيْضَاءَ، وَفِي أَيْدِيهِمْ أَغْصَانُ نَخِيلٍ.
«نظرتُ وإذا جمع كثير»
٩ عَامَ ١٩٣٥، ٱتَّضَحَ لِشُهُودِ يَهْوَهَ مَنْ هُمُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ فِي رُؤْيَا يُوحَنَّا. فَقَدْ فَهِمُوا أَنْ لَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ فِي ٱلسَّمَاءِ كَيْ يَقِفُوا «أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَأَمَامَ ٱلْحَمَلِ». فَمَعَ أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، يَقِفُونَ مَجَازِيًّا «أَمَامَ ٱلْعَرْشِ» حِينَ يَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ وَيَخْضَعُونَ لَهُ. (اش ٦٦:١) وَهُمْ يَقِفُونَ مَجَازِيًّا «أَمَامَ ٱلْحَمَلِ» حِينَ يُظْهِرُونَ ٱلْإِيمَانَ بِفِدْيَةِ يَسُوعَ. بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ أَيْضًا، تَقُولُ مَتَّى ٢٥:٣١، ٣٢ إِنَّ «كُلَّ ٱلْأُمَمِ»، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَشْرَارُ، سَوْفَ «تَجْتَمِعُ أَمَامَ» عَرْشِ يَسُوعَ ٱلْمَجِيدِ. وَطَبْعًا، كُلُّ هٰذِهِ ٱلْأُمَمِ هِيَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَا فِي ٱلسَّمَاءِ. وَٱلْفَهْمُ ٱلْجَدِيدُ ٱلَّذِي ٱتَّضَحَ عَامَ ١٩٣٥ مَنْطِقِيٌّ جِدًّا. فَهُوَ يُظْهِرُ لِمَ لَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيُؤْخَذُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، بَلْ يَعِدُ أَنْ يَنَالَ فَرِيقٌ وَاحِدٌ فَقَطِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهٰذَا ٱلْفَرِيقُ هُوَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ «سَيَمْلِكُونَ» مَعَ يَسُوعَ. — رؤ ٥:١٠.
(رؤيا ٧:١٤) فَقُلْتُ لَهُ فَوْرًا: «يَا رَبِّي، أَنْتَ ٱلَّذِي يَعْرِفُ». فَقَالَ لِي: «هٰؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، وَقَدْ غَسَلُوا أَثْوَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْخَرُوفِ.
النشوة (الاختطاف)
رؤيا ٧:٩، ١٠، ١٤: «بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف. . . . هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة.» (لكي ‹يأتي› الشخص من شيء ما يجب ان يدخل فيه او يكون فيه. لذلك يجب ان يكون هذا الجمع الكثير اشخاصا يختبرون فعلا الضيقة العظيمة ويأتون منها كناجين.) (وبخصوص كونهم على الارض، انظروا الصفحتين ٢٤٥، ٢٤٦.)
(رؤيا ٧:١٥-١٧) لِذٰلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ ٱللّٰهِ وَيَخْدُمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي هَيْكَلِهِ؛ وَٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلْعَرْشِ سَيَحْمِيهِمْ. ١٦ لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلَنْ تَضْرِبَهُمُ ٱلشَّمْسُ وَلَنْ تُحْرِقَهُمْ حَرَارَةٌ شَدِيدَةٌ، ١٧ لِأَنَّ ٱلْخَرُوفَ ٱلَّذِي قُرْبَ ٱلْعَرْشِ سَيَكُونُ رَاعِيًا لَهُمْ، وَسَيُرْشِدُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاةِ. وَسَيَمْسَحُ ٱللّٰهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».
بص «الجمع الكثير»
الجمع الكثير
هويتهم: تتضح هوية ‹الجمع الكثير› حين نقارن الوصف في الرؤيا الاصحاح ٧ بمقاطع مشابهة له. فالرؤيا ٧:١٥-١٧ تخبر ان اللّٰه «يبسط خيمته فوقهم»، ان الحمل سيرشدهم الى «ينابيع مياه الحياة»، وأن اللّٰه سيمسح «كل دمعة من عيونهم». وفي الرؤيا ٢١:٢-٤، نجد عبارات مشابهة مثل: «خيمة اللّٰه مع الناس»، «سيمسح كل دمعة من عيونهم»، و «الموت لا يكون في ما بعد». وهذه الآيات تتحدث عن الناس على الارض، لا عن اشخاص في السماء التي ‹تنزل منها اورشليم الجديدة›.
البحث عن جواهر روحية
(رؤيا ٧:١) بَعْدَ هٰذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلَائِكَةٍ وَاقِفِينَ عِنْدَ زَوَايَا ٱلْأَرْضِ ٱلْأَرْبَعِ، وَمَاسِكِينَ رِيَاحَ ٱلْأَرْضِ ٱلْأَرْبَعَ لِكَيْ لَا تَهُبَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَلَا عَلَى ٱلْبَحْرِ وَلَا عَلَى أَيِّ شَجَرَةٍ.
ختم اسرائيل اللّٰه
٤ دون شك، يمثِّل الاربعة الملائكة هؤلاء اربع فرق ملائكية يستخدمهم يهوه لكبح تنفيذ الدينونة حتى الوقت المعيَّن. وعندما يحرر الملائكة رياح السخط الالهي هذه لتثور في وقت واحد من الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب، سيكون الخراب هائلا. وسيشبه ذلك، ولكن على نطاق ضخم، استخدام يهوه للاربع الرياح لتذرية العيلاميين القدماء، محطما ومفنيا اياهم. (ارميا ٤٩:٣٦-٣٨) وسيكون ذلك زوبعة جبّارة اكثر تخريبا من ‹العاصفة› التي بها اباد يهوه امة العمونيين. (عاموس ١:١٣-١٥) ولن يستطيع ايّ جزء من هيئة الشيطان على الارض الوقوف في يوم غيظ يهوه عندما يبرئ سلطانه الى الابد. — مزمور ٨٣:١٥، ١٨؛ اشعيا ٢٩:٥، ٦.
(رؤيا ٩:١١) وَعَلَى ٱلْجَرَادِ مَلِكٌ، هُوَ مَلَاكُ ٱلْمَهْوَاةِ. اِسْمُهُ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ أَبَدُّونُ، وَبِٱلْيُونَانِيَّةِ أَبُولِّيُونُ.
الويل الاول — جراد
٦ وسفر الرؤيا، المكتوب بعد ٢٦ سنة تقريبا من دمار اورشليم، يصف ايضا هذه الضربة. وماذا يضيف الى وصف يوئيل؟ دعونا نتابع السجل، كما يخبر يوحنا: «ونفخ الملاك الخامس في بوقه. فرأيت نجما قد سقط من السماء الى الارض، وأعطي مفتاح حفرة المهواة». (رؤيا ٩:١ ) ان هذا ‹النجم› مختلف عن ذاك الذي في الرؤيا ٨:١٠ الذي رآه يوحنا وهو يسقط. فهو يرى «نجما قد سقط من السماء» ولديه الآن تعيين يتعلق بهذه الارض. فهل هذا شخص روحاني ام جسدي؟ ان ماسك «مفتاح حفرة المهواة» هذا يوصف لاحقا بأنه يطرح الشيطان في «المهواة». (رؤيا ٢٠:١-٣) ولذلك لا بد انه شخص روحاني قوي. وفي الرؤيا ٩:١١، يخبرنا يوحنا ان الجراد له «ملك، هو ملاك المهواة». فلا بد ان يشير كلا العددين الى الفرد نفسه، لان الملاك الذي يمسك مفتاح المهواة يكون منطقيا ملاك المهواة. ولا بد ان يرمز النجم الى ملك يهوه المعيَّن، لان المسيحيين الممسوحين يعترفون فقط بالملك الملائكي الواحد، يسوع المسيح. — كولوسي ١:١٣؛ ١ كورنثوس ١٥:٢٥.
الويل الاول — جراد
٢٠ عوضا عن اعلان ملكوت اللّٰه القادم، اختار رجال دين العالم المسيحي البقاء مع عالم الشيطان. وهم لا يريدون ايّ دور مع فرقة الجراد وملكها، الذي في ما يتعلق به يلاحظ يوحنا الآن: «وعليه ملك، هو ملاك المهواة. اسمه بالعبرانية ابدون [يعني «دمار»]، وله باليونانية اسم أبوليون [يعني «مدمِّر»]». (رؤيا ٩:١١ ) وبصفته «ملاك المهواة» و ‹مدمِّرا›، اطلق يسوع حقا ويلا ضاربا على العالم المسيحي. ولكنَّ المزيد سيتبع!
قراءة الكتاب المقدس
(رؤيا ٧:١-١٢) بَعْدَ هٰذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلَائِكَةٍ وَاقِفِينَ عِنْدَ زَوَايَا ٱلْأَرْضِ ٱلْأَرْبَعِ، وَمَاسِكِينَ رِيَاحَ ٱلْأَرْضِ ٱلْأَرْبَعَ لِكَيْ لَا تَهُبَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَلَا عَلَى ٱلْبَحْرِ وَلَا عَلَى أَيِّ شَجَرَةٍ. ٢ وَرَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ ٱلشَّرْقِ، وَمَعَهُ خَتْمُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. فَنَادَى بِصَوْتٍ عَالٍ إِلَى ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ أُعْطُوا سُلْطَةً أَنْ يُؤْذُوا ٱلْأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ، ٣ قَائِلًا: «لَا تُؤْذُوا ٱلْأَرْضَ وَلَا ٱلْبَحْرَ وَلَا ٱلْأَشْجَارَ، إِلَى أَنْ نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلٰهِنَا عَلَى جَبِينِهِمْ». ٤ وَسَمِعْتُ أَنَّ عَدَدَ ٱلَّذِينَ خُتِمُوا هُوَ ٠٠٠,١٤٤. وَهُمْ مَخْتُومُونَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ أَبْنَاءِ إِسْرَائِيلَ: ٥ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا ٠٠٠,١٢ مَخْتُومٍ، مِنْ سِبْطِ رَأُوبِينَ ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ جَادَ ٠٠٠,١٢، ٦ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى ٠٠٠,١٢، ٧ مِنْ سِبْطِ شَمْعُونَ ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ لَاوِي ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ يَسَّاكِرَ ٠٠٠,١٢، ٨ مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ يُوسُفَ ٠٠٠,١٢، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ ٠٠٠,١٢ مَخْتُومٍ. ٩ بَعْدَ هٰذَا رَأَيْتُ جَمْعًا كَثِيرًا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱللُّغَاتِ. رَأَيْتُهُمْ وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَأَمَامَ ٱلْخَرُوفِ، لَابِسِينَ أَثْوَابًا بَيْضَاءَ، وَفِي أَيْدِيهِمْ أَغْصَانُ نَخِيلٍ. ١٠ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَالٍ قَائِلِينَ: «نَحْنُ مَدِينُونَ بِخَلَاصِنَا لِإِلٰهِنَا ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ». ١١ وَكَانَ جَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ وَاقِفِينَ حَوْلَ ٱلْعَرْشِ وَٱلشُّيُوخِ وَٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ ٱلْأَرْبَعَةِ. فَسَجَدُوا أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَعَبَدُوا ٱللّٰهَ، ١٢ قَائِلِينَ: «آمِينَ! اَلتَّسْبِيحُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُوَّةُ وَٱلْقُدْرَةُ لِإِلٰهِنَا إِلَى ٱلْأَبَدِ! آمِينَ».
٩-١٥ كانون الاول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | رؤيا ١٠–١٢
«‹شاهدان› يُقتلان ثم يُعادان الى الحياة»
(رؤيا ١١:٣) وَسَأَجْعَلُ شَاهِدَيَّ يَتَنَبَّآنِ ٢٦٠,١ يَوْمًا لَابِسَيْنِ ثَوْبَ ٱلْحُزْنِ».
اسئلة من القراء
من هما الشاهدان المذكوران في الرؤيا الاصحاح ١١؟
تتحدث الرؤيا ١١:٣ عن شاهدَين يتنبآن ٢٦٠,١ يوما. ومن ثم تخبرنا الرواية ان الوحش «يغلبهما ويقتلهما». ولكن بعد ‹ثلاثة ايام ونصف› يعودان الى الحياة، فيُصعق كل الناظرين اليهما. — رؤ ١١:٧، ١١.
فمَن هما هذان الشاهدان؟ تساعدنا التفاصيل في الرواية على تحديد هويتهما. اولا، نقرأ عنهما: «هذان ترمز اليهما شجرتا الزيتون والمنارتان». (رؤ ١١:٤) يذكِّرنا ذلك بالمنارة وشجرتَي الزيتون المذكورة في نبوة زكريا. وقد قيل في هاتين الشجرتَين انهما تمثِّلان ‹الممسوحَين›، اي الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع، ‹الواقفَين بجانب رب الارض كلها›. (زك ٤:١-٣، ١٤) وثانيا، تُخبرنا الرواية في الرؤيا عن آيات يصنعها الشاهدان، وهي شبيهة بتلك التي صنعها موسى وإيليا. — قارن الرؤيا ١١:٥، ٦ بالعدد ١٦:١-٧، ٢٨-٣٥ و ١ ملوك ١٧:١؛ ١٨:٤١-٤٥.
فما القاسم المشترك بين النبوتين في الرؤيا وزكريا؟ في كلا الموضعَين، يشير السجل الى ممسوحين من اللّٰه تولوا القيادة خلال اوقات عصيبة امتُحن فيها شعب يهوه. وهكذا فإن الاخوة الممسوحين الذين تولوا القيادة عند تأسيس ملكوت اللّٰه في السماء عام ١٩١٤ هم الشاهدان اللذان كرزا لابسين «مسحا» مدة ثلاث سنوات ونصف اتماما للرؤيا الاصحاح ١١.
وبعدما كرز هؤلاء الممسوحون وهم لابسون مسحا، قُتلوا مجازيا حين زُجوا في السجن. الا ان سجنهم هذا لم يدم سوى ثلاثة ايام ونصف رمزية، اي فترة قصيرة نسبيا. مع ذلك، توهَّم اعداء شعب اللّٰه ان عمل الكرازة مات بموت الشاهدين، فكادوا يطيرون من الفرح. — رؤ ١١:٨-١٠.
ولكن انسجاما مع كلمات النبوة، عاد الشاهدان الى الحياة في نهاية الايام الثلاثة والنصف. فهؤلاء الممسوحون تحرروا من السجن. والذين بقوا امناء بينهم، حظوا بتعيين خصوصي من اللّٰه بواسطة ربهم يسوع المسيح. ففي عام ١٩١٩، باتوا يخدمون هم وآخرون بصفتهم «العبد الامين الفطين» الذي يهتم بحاجات شعب اللّٰه الروحية خلال الايام الاخيرة. — مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ رؤ ١١:١١، ١٢.
من الجدير بالذكر ان الرؤيا ١١:١، ٢ تربط هذه الاحداث بالفترة الزمنية حين قيس الهيكل الروحي. والاصحاح ٣ من ملاخي يُشير الى تفقد مماثل للهيكل الروحي تبعته فترة من التطهير. (مل ٣:١-٤) فكم دامت فترة التفقد والتطهير هذه؟ لقد امتدت من سنة ١٩١٤ حتى اوائل عام ١٩١٩. وتشمل هذه الحقبة الزمنية الـ ٢٦٠,١ يوما (٤٢ شهرا) والثلاثة ايام والنصف الرمزية المشار اليها في الرؤيا الاصحاح ١١.
نحن ممتنون كل الامتنان لأن يهوه رتب لإتمام هذا التمحيص، مطهِّرا بواسطته شعبا خاصا غيورا على الاعمال الحسنة. (تي ٢:١٤) كما اننا نقدِّر مثال الممسوحين الامناء الذين تولوا القيادة في وقت الامتحان، مؤدين بالتالي دور الشاهدَين الرمزيين.
(رؤيا ١١:٧) وَعِنْدَمَا يُنْهِيَانِ شَهَادَتَهُمَا، يَشُنُّ ٱلْوَحْشُ ٱلطَّالِعُ مِنَ ٱلْمَهْوَاةِ حَرْبًا عَلَيْهِمَا وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا.
(رؤيا ١١:١١) وَبَعْدَ ٱلثَّلَاثَةِ أَيَّامِ وَٱلنِّصْفِ، دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ ٱللّٰهِ. فَوَقَفَا عَلَى أَقْدَامِهِمَا، وَخَافَ كَثِيرًا ٱلَّذِينَ رَأَوْهُمَا.
البحث عن جواهر روحية
(رؤيا ١٠:٩، ١٠) فَذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَلَاكِ وَقُلْتُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي ٱلْكِتَابَ ٱلصَّغِيرَ. فَقَالَ لِي: «خُذْهُ وَكُلْهُ. سَيَجْعَلُ مِعْدَتَكَ مُرَّةً، لٰكِنَّهُ سَيَكُونُ فِي فَمِكَ حُلْوًا كَٱلْعَسَلِ». ١٠ فَأَخَذْتُ ٱلْكِتَابَ ٱلصَّغِيرَ مِنْ يَدِ ٱلْمَلَاكِ وَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ حُلْوًا كَٱلْعَسَلِ فِي فَمِي. وَلٰكِنْ لَمَّا أَكَلْتُهُ، صَارَت مِعْدَتِي مُرَّةً.
رسالة حلوة ومرَّة
١٦ ان اختبار يوحنا هو بالاحرى مماثل لذاك الذي للنبي حزقيال في اثناء سبيه في ارض بابل. فهو ايضا أُمر بأن يأكل دَرْجا كان طعمه حلوا في فمه. ولكن عندما ملأ معدته، جعله مسؤولا عن الإنباء بأمور مرَّة لبيت اسرائيل المتمرد. (حزقيال ٢:٨–٣:١٥) والدَّرْج المفتوح الذي يعطيه يسوع المسيح الممجَّد ليوحنا هو بشكل مشابه رسالة الهية. فيجب ان يكرز يوحنا بشأن «شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين». ان التغذّي بهذا الدَّرْج هو حلو بالنسبة اليه لأنه من مصدر الهي. (قارنوا مزمور ١١٩:١٠٣؛ ارميا ١٥:١٥، ١٦.) لكنه يجده مرّ الهضم لأنه — كما كانت الحال مع حزقيال سابقا — ينبئ بأمور كريهة للبشر المتمردين. — مزمور ١٤٥:٢٠.
(رؤيا ١٢:١-٥) بَعْدَ ذٰلِكَ، ظَهَرَتْ عَلَامَةٌ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمَاءِ: اِمْرَأَةٌ لَابِسَةٌ ٱلشَّمْسَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهَا ٱلْقَمَرُ، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ مِنِ ١٢ نَجْمًا، ٢ وَهِيَ حُبْلَى. وَكَانَتْ تَصْرُخُ بِسَبَبِ آلَامِ ٱلْوِلَادَةِ وَتَتَوَجَّعُ لِتَلِدَ. ٣ وَظَهَرَتْ عَلَامَةٌ أُخْرَى فِي ٱلسَّمَاءِ: تِنِّينٌ عَظِيمٌ لَوْنُهُ أَحْمَرُ كَٱلنَّارِ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ تَاجٌ؛ ٤ وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ ٱلسَّمَاءِ، فَرَمَاهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَبَقِيَ ٱلتِّنِّينُ وَاقِفًا أَمَامَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي عَلَى وَشْكِ أَنْ تَلِدَ، كَيْ يَلْتَهِمَ وَلَدَهَا حِينَ تَلِدُ. ٥ فَوَلَدَتِ ٱبْنًا ذَكَرًا، هُوَ ٱلَّذِي سَيَحْكُمُ جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَخُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى ٱللّٰهِ وَإِلَى عَرْشِهِ.
ملكوت اللّٰه يولد!
٣ لأول مرة، يشاهد يوحنا امرأة في السماء. وهي، طبعا، ليست امرأة حرفية. وبالاحرى، هي آية، او رمز. (رؤيا ١:١) فإلى ماذا ترمز؟ في النبوات الملهمة، تمثِّل النساء احيانا هيئات «متزوجة» بشخصيات بارزة. ففي الاسفار العبرانية، جرى التحدث عن اسرائيل بصفتها زوجة ليهوه اللّٰه. (ارميا ٣:١٤) وفي الاسفار اليونانية، يجري التحدث عن جماعة المسيحيين الممسوحين بصفتها عروس المسيح. (رؤيا ٢١:٩-١٤) والمرأة التي يراها يوحنا هنا هي ايضا متزوجة شخصا ما، وهي على وشك ان تلد. فمن هو زوجها؟ حسنا، في ما بعد «اختُطف ولدها الى اللّٰه والى عرشه». (رؤيا ١٢:٥) وهكذا يطالب يهوه بالولد بصفته له. ولذلك فإن المرأة التي يراها يوحنا لا بد ان تكون زوجة يهوه الرمزية.
٤ قبل ذلك بنحو ثمانية قرون خاطب يهوه هذه الزوجة الرمزية قائلا: «يكون كل بنيك متعلمين من يهوه». (اشعيا ٥٤:٥، ١٣) اقتبس يسوع هذه النبوة وأظهر ان هؤلاء البنين كانوا أتباعه الامناء، الذين شكَّلوا لاحقا جماعة المسيحيين الممسوحين. (يوحنا ٦:٤٤، ٤٥) ولذلك فإن اعضاء هذه الجماعة، الذين يجري التحدث عنهم بصفتهم ابناء اللّٰه، هم ايضا اولاد زوجة اللّٰه الرمزية. (روما ٨:١٤) ويضيف الرسول بولس الجزء الاخير من المعلومات عندما يقول: «اورشليم العليا . . . هي حرة، وهي امنا». (غلاطية ٤:٢٦) ‹فالمرأة› التي يراها يوحنا اذًا هي «اورشليم العليا».
ملكوت اللّٰه يولد!
٦ يرى يوحنا هذه المرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت قدميها. وعندما نضيف تاجها من النجوم تكون محاطة تماما بالانوار السماوية. ورضى اللّٰه يضيء عليها نهارا وليلا. فيا له من رمز ملائم الى هيئة يهوه السماوية الرائعة! وهي ايضا حامل، تتحمل اوجاع المخاض. وصراخها من اجل العون الالهي يظهر انه قد اتى وقتها لتلد. وفي الكتاب المقدس غالبا ما ترمز اوجاع المخاض الى العمل الشاق اللازم لصنع نتيجة مهمة. (قارنوا مزمور ٩٠:٢؛ امثال ٢٥:٢٣؛ اشعيا ٦٦:٧، ٨.) ولا شك ان اوجاع مخاض من هذا النوع قد اختُبرت فيما كانت هيئة يهوه السماوية تستعد لهذه الولادة التاريخية.
ملكوت اللّٰه يولد!
١١ ان الوقت المعيَّن لكي تحكم الامم دون تدخُّل من اللّٰه انتهى في السنة ١٩١٤. (لوقا ٢١:٢٤) وحينئذ، في الوقت المحدَّد بالضبط، تلد المرأة ولدها: «فولدت ابنا ذكرا، هو الذي سيرعى جميع الامم بعصا من حديد. واختُطف ولدها الى اللّٰه وإلى عرشه. وهربت المرأة الى البرية، حيث هيأ لها اللّٰه موضعا، لكي تُعال هناك ألفا ومئتين وستين يوما». (رؤيا ١٢:٥، ٦ ) الطفل هو ‹ابن ذكر›. ولماذا يستعمل يوحنا هذا التعبير المزدوج؟ انه يفعل ذلك ليظهر صلاح الولد، كفاءته لحكم الامم بسلطة ملائمة. ويؤكد ذلك ايضا كم تكون مهمة، كم تكون مفرحة مناسبة الولادة هذه! فهي تلعب دورا رئيسيا في اتمام سرّ اللّٰه المقدس. ان هذا الولد الذكر سوف «يرعى جميع الامم بعصا من حديد»!
١٢ والآن، هل يبدو هذا التعبير مألوفا؟ نعم، فقد وعد يهوه نبويا في ما يتعلق بيسوع: «تكسرهم بصولجان من حديد، كإناء خزاف تحطمهم». (مزمور ٢:٩) وجرى التنبؤ ايضا في ما يتعلق به: «يرسل يهوه عصا قوتك من صهيون، ويقول: ‹تسلط في وسط اعدائك›». (مزمور ١١٠:٢) ولذلك فإن الولادة التي يراها يوحنا عن كثب تشمل يسوع المسيح. كلا، انها ليست ولادة يسوع من عذراء قبل القرن الاول لعصرنا الميلادي؛ ولا يمكن ان تشير الى اقامة يسوع الى الحياة الروحانية في السنة ٣٣ بم. وعلاوة على ذلك، انها ليست تقمُّصا. وبالاحرى، انها ولادة ملكوت اللّٰه في السنة ١٩١٤ كحقيقة، ويسوع — الموجود الآن في السماء منذ نحو ٢٠ قرنا — هو ملك متوَّج. — رؤيا ١٢:١٠.
قراءة الكتاب المقدس
(رؤيا ١٠:١-١١) وَرَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لَابِسًا غَيْمَةً وَعَلَى رَأْسِهِ قَوْسُ قُزَحٍ. وَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ، وَرِجْلَاهُ مِثْلُ عَمُودَيْنِ مِنْ نَارٍ، ٢ وَمَعَهُ فِي يَدِهِ كِتَابٌ صَغِيرٌ مَفْتُوحٌ. فَوَضَعَ قَدَمَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَى ٱلْبَحْرِ، وَٱلْيُسْرَى عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٣ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَكَأَنَّ أَسَدًا يَزْأَرُ. وَلَمَّا صَرَخَ، تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَةُ. ٤ وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ، كُنْتُ سَأَكْتُبُ مَا قَالَتْهُ، لٰكِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَقُولُ: «لَا تَكْتُبْ مَا قَالَتْهُ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَةُ، بَلْ أَبْقِهِ سِرًّا». ٥ وَٱلْمَلَاكُ ٱلَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عَلَى ٱلْبَحْرِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ رَفَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى إِلَى ٱلسَّمَاءِ، ٦ وَحَلَفَ بِٱلْحَيِّ إِلَى ٱلْأَبَدِ، ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَٱلْأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَٱلْبَحْرَ وَمَا فِيهِ، قَائِلًا: «لَا تَأْخِيرَ بَعْدَ ٱلْآنَ. ٧ بَلْ حِينَ يُوشِكُ ٱلْمَلَاكُ ٱلسَّابِعُ أَنْ يَنْفُخَ فِي بُوقِهِ، يَتَحَقَّقُ ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلَّذِي بَشَّرَ بِهِ ٱللّٰهُ عَبِيدَهُ ٱلْأَنْبِيَاءَ». ٨ وَسَمِعْتُ ٱلصَّوْتَ ٱلَّذِي مِنَ ٱلسَّمَاءِ يُكَلِّمُنِي مُجَدَّدًا وَيَقُولُ: «اِذْهَبْ، خُذِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمَفْتُوحَ ٱلَّذِي فِي يَدِ ٱلْمَلَاكِ ٱلْوَاقِفِ عَلَى ٱلْبَحْرِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ». ٩ فَذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَلَاكِ وَقُلْتُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي ٱلْكِتَابَ ٱلصَّغِيرَ. فَقَالَ لِي: «خُذْهُ وَكُلْهُ. سَيَجْعَلُ مِعْدَتَكَ مُرَّةً، لٰكِنَّهُ سَيَكُونُ فِي فَمِكَ حُلْوًا كَٱلْعَسَلِ». ١٠ فَأَخَذْتُ ٱلْكِتَابَ ٱلصَّغِيرَ مِنْ يَدِ ٱلْمَلَاكِ وَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ حُلْوًا كَٱلْعَسَلِ فِي فَمِي. وَلٰكِنْ لَمَّا أَكَلْتُهُ، صَارَت مِعْدَتِي مُرَّةً. ١١ وَقِيلَ لِي: «يَجِبُ أَنْ تَتَنَبَّأَ بَعْدُ عَنْ شُعُوبٍ وَأُمَمٍ وَلُغَاتٍ وَعَنْ مُلُوكٍ كَثِيرِينَ».
١٦-٢٢ كانون الاول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | رؤيا ١٣–١٦
«لا تخَف من ‹الوحوش›»
(رؤيا ١٣:١، ٢) وَوَقَفَ عَلَى رَمْلِ ٱلْبَحْرِ. وَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ ٱلْبَحْرِ، لَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ وَسَبْعَةُ رُؤُوسٍ، وَعَلَى كُلِّ قَرْنٍ تَاجٌ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ أَسْمَاءٌ مُجَدِّفَةٌ عَلَى ٱللّٰهِ. ٢ وَٱلْوَحْشُ ٱلَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ يُشْبِهُ ٱلنِّمْرَ، وَأَرْجُلُهُ كَأَرْجُلِ ٱلدُّبِّ، وَفَمُهُ كَفَمِ ٱلْأَسَدِ. وَأَعْطَاهُ ٱلتِّنِّينُ قُدْرَةً وَعَرْشًا وَسُلْطَةً عَظِيمَةً.
يهوه هو «كاشف الاسرار»
٦ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ، أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا سِلْسِلَةً مِنَ ٱلرُّؤَى ٱلْمُذْهِلَةِ. (رؤ ١:١) وَفِي إِحْدَاهَا، رَأَى يُوحَنَّا إِبْلِيسَ، ٱلْمُمَثَّلَ بِتِنِّينٍ، وَاقِفًا عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ عَظِيمٍ. (اِقْرَأْ رؤيا ١٣:١، ٢.) وَشَاهَدَ يُوحَنَّا أَيْضًا وَحْشًا غَرِيبًا يَصْعَدُ مِنَ ٱلْبَحْرِ وَيَنَالُ سُلْطَةً عَظِيمَةً مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَاحِقًا، أَخْبَرَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ يُوحَنَّا أَنَّ ٱلرُّؤُوسَ ٱلسَّبْعَةَ لِوَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَذْكُورِ فِي رُؤْيَا ١٣:١، تُمَثِّلُ «سَبْعَةَ مُلُوكٍ»، أَوْ حُكُومَاتٍ. (رؤ ١٣:١٤، ١٥؛ ١٧:٣، ٩، ١٠) وَحِينَ كَتَبَ يُوحَنَّا سِفْرَ ٱلرُّؤْيَا، كَانَ خَمْسَةٌ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ قَدْ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ فِي ٱلسُّلْطَةِ، وَوَاحِدٌ «لَمْ يَأْتِ بَعْدُ». فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْحُكُومَاتُ، أَوِ ٱلدُّوَلُ ٱلْعَالَمِيَّةُ؟ لِنَكْتَشِفْ هُوِيَّتَهَا مِنْ خِلَالِ تَفَحُّصِ كُلٍّ مِنْ رُؤُوسِ ٱلْوَحْشِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا. وَلْنَرَ أَيْضًا كَيْفَ أَضَافَتْ كِتَابَاتُ دَانِيَالَ تَفَاصِيلَ عَنْ عَدَدٍ مِنْهَا، أَحْيَانًا قَبْلَ قُرُونٍ مِنْ ظُهُورِهَا عَلَى ٱلْمَسْرَحِ ٱلْعَالَمِيِّ.
(رؤيا ١٣:١١) ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ ٱلْأَرْضِ، لَهُ قَرْنَانِ كَٱلْخَرُوفِ لٰكِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ مِثْلَ تِنِّينٍ.
(رؤيا ١٣:١٥) وَسُمِحَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ حَيَاةً لِتِمْثَالِ ٱلْوَحْشِ، كَيْ يَقْدِرَ تِمْثَالُ ٱلْوَحْشِ أَنْ يَتَكَلَّمَ وَيَأْمُرَ بِقَتْلِ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ أَنْ يَعْبُدُوهُ.
مقاومة وحشين ضاريين
٢٦ فماذا يمكن ان يكون؟ الدولة العالمية الانكلواميركية — الرأس السابع نفسه للوحش الاول ولكن في دور خصوصي! ان عزله في الرؤيا كوحش منفصل يساعدنا ان نرى باكثر وضوح كيف يعمل باستقلال على المسرح العالمي. وهذا الوحش الرمزي ذو القرنين مؤلَّف من دولتين سياسيتين، متزامنتين، مستقلتين، ولكن متعاونتين. وقرناه «كالحمل» يقترحان انه يزعم كونه لطيفا وغير مؤذٍ، بشكل حكومة مستنير يجب ان يلتفت اليها كل العالم. ولكنه يتكلم «كتنين» لأنه يستخدم الضغط والتهديدات وحتى العنف الصريح حيثما لا تُقبَل صيغة حكمه. وهو لا يشجع على الاذعان لملكوت اللّٰه تحت حكم حمل اللّٰه ولكن، عوضا عن ذلك، لمصالح الشيطان، التنين العظيم. ويروِّج الانقسامات القومية والبغض الذي يعني عبادة الوحش الاول.
مقاومة وحشين ضاريين
٣٠ ان وقائع التاريخ تحدِّد هوية هذه الصورة بصفتها المنظمة التي اقترحتها، روَّجتها، ودعمتها بريطانيا والولايات المتحدة والتي عُرفت اولا بعصبة الامم. ولاحقا، في رؤيا الاصحاح ١٧، ستظهر تحت رمز مختلف، ذاك الذي لوحش قرمزي اللون، حي يتنفس وله وجود مستقل. وهذه الهيئة الدولية «تتكلم»، بمعنى انها تصنع ادِّعاءات متبجِّحة بأنها الوحيدة القادرة على جلب السلام والامن للجنس البشري. ولكنها في الحقيقة تصير منبرا للامم الاعضاء ليتبادلوا خطابات التقريع والإهانات الشفهية. وهي تهدِّد بالحرمان، او بحياة الشقاء، اية امة او شعب لا ينحني لسلطانها. وعصبة الامم طردت فعلا الامم التي فشلت في الالتزام بايديولوجياتها. وعند مستهل الضيق العظيم، ستتمم «القرون» العسكرية لصورة الوحش هذه دورا مخرِّبا. — رؤيا ٧:١٤؛ ١٧:٨، ١٦.
٣١ ومنذ الحرب العالمية الثانية، فإن صورة الوحش — التي ظهرت الآن كهيئة الامم المتحدة — تقتل بطريقة حرفية. على سبيل المثال، في السنة ١٩٥٠ نزلت قوة من الامم المتحدة الى الميدان في الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وقد قتلت قوة الامم المتحدة، مع الكوريين الجنوبيين، ما يقدَّر بـ ٠٠٠,٤٢٠,١ كوري شمالي وصيني. وعلى نحو مماثل، من السنة ١٩٦٠ الى السنة ١٩٦٤، كانت جيوش الامم المتحدة نشيطة في الكونڠو (كينشاسا). وفضلا عن ذلك، فإن قادة العالم، بمن فيهم البابوان بولس السادس ويوحنا بولس الثاني، استمروا يؤكدون ان هذه الصورة هي رجاء الانسان الاخير والافضل للسلام. وهم يصرُّون انه اذا فشل الجنس البشري في تأييدها، فسيدمر العرق البشري نفسه. وهكذا فانهم بصورة مجازية يسبِّبون قتل كل البشر الذين يرفضون التعاون مع الصورة وعبادتها. — تثنية ٥:٨، ٩.
(رؤيا ١٣:١٦، ١٧) وَهُوَ يُجْبِرُ ٱلْجَمِيعَ، عُظَمَاءَ وَقَلِيلِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ، أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ، أَحْرَارًا وَعَبِيدًا، أَنْ يَنَالُوا عَلَامَةً عَلَى يَدِهِمِ ٱلْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبِينِهِمْ. ١٧ فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَدَيْهِ ٱلْعَلَامَةُ، أَيِ ٱسْمُ ٱلْوَحْشِ أَوِ ٱلْعَدَدُ ٱلَّذِي يُمَثِّلُ ٱسْمَهُ.
نقاط بارزة من سفر الرؤيا — الجزء ٢
١٣:١٦، ١٧. رغم المشقات التي نواجهها حين نقوم بنشاطاتنا اليومية ‹كالشراء والبيع›، لا ينبغي ان نسمح لعالم الشيطان بأن يضغط علينا بحيث ندع الوحش يسيطر على حياتنا. فقبول ‹سمة الوحش على يدنا او على جبهتنا› هو بمثابة إفساح المجال له بأن يتحكم في تصرفاتنا ويوجه تفكيرنا.
البحث عن جواهر روحية
(رؤيا ١٦:١٣، ١٤) وَرَأَيْتُ ثَلَاثَ رَسَائِلِ وَحْيٍ نَجِسَةٍ تُشْبِهُ ٱلضَّفَادِعَ وَتَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلتِّنِّينِ وَفَمِ ٱلْوَحْشِ وَفَمِ ٱلنَّبِيِّ ٱلْكَذَّابِ. ١٤ إِنَّهَا رَسَائِلُ وَحْيٍ مِنْ شَيَاطِينَ. وَهِيَ تَصْنَعُ عَجَائِبَ، وَتَذْهَبُ إِلَى مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا لِتَجْمَعَهُمْ إِلَى حَرْبِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ، يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
حقيقة هرمجدون
والنبوة في سفر الرؤيا تتحدث عن وقت في المستقبل القريب حين يدفع الشيطان وأبالسته الحكومات البشرية الى جمع قواتهم، متحدّين بذلك اللّٰه ومعرضين شعبه وعمله للخطر. وسيودي هذا الهجوم بحياة الملايين عندما يلحق اللّٰه الهزيمة بأولئك المعتدين. — رؤيا ١٩:١١-١٨.
حقيقة هرمجدون
ليست حرب هرمجدون عملا عدوانيا من قبل اللّٰه. بل على العكس! فهو سيدافع فيها عن الصالحين ضد الذين ينوون الاطاحة بهم. اما المعتدون فهم «ملوك المسكونة بأسرها»، اي قادة العالم. ولمَ هذا الاعتداء؟ لأن الشيطان سيحرك الحكومات والمؤسسات العسكرية، كأنهم دمى في يده، لشن هجوم شامل على عباد يهوه اللّٰه. — رؤيا ١٦:١٣، ١٤؛ ١٩:١٧، ١٨.
(رؤيا ١٦:٢١) ثُمَّ نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلنَّاسِ بَرَدٌ عَظِيمٌ، كُلُّ حَبَّةٍ بِثِقْلِ وَزْنَةٍ تَقْرِيبًا. وَجَدَّفَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱللّٰهِ بِسَبَبِ ضَرْبَةِ ٱلْبَرَدِ، لِأَنَّ ٱلضَّرْبَةَ كَانَتْ فَظِيعَةً جِدًّا.
«نجاتكم تقترب»!
٩ إِنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ لَنْ يَكُونَ وَقْتًا لِلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ سَيَكُونُ قَدِ ٱنْتَهَى وَحَانَ ٱلْأَوَانُ لِتَأْتِيَ «ٱلنِّهَايَةُ». (مت ٢٤:١٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ سَيُعْلِنُ بِجُرْأَةٍ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ قَوِيَّةً، رُبَّمَا يَكُونُ مَضْمُونُهَا إِعْلَانًا عَنْ قُرْبِ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. وَيُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةَ بِٱلْبَرَدِ، قَائِلًا: «نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلنَّاسِ بَرَدٌ عَظِيمٌ، كُلُّ حَبَّةٍ مِنْهُ نَحْوُ ثِقْلِ وَزْنَةٍ، وَجَدَّفَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱللّٰهِ بِسَبَبِ ضَرْبَةِ ٱلْبَرَدِ، لِأَنَّ ضَرْبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا». — رؤ ١٦:٢١.
قراءة الكتاب المقدس
(رؤيا ١٦:١-١٦) وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَالِيًا مِنَ ٱلْمَقْدِسِ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ ٱلسَّبْعَةِ: «اِذْهَبُوا وَٱسْكُبُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلطَّاسَاتِ ٱلسَّبْعَ ٱلْمَلْآنَةَ بِغَضَبِ ٱللّٰهِ». ٢ فَذَهَبَ ٱلْأَوَّلُ وَسَكَبَ طَاسَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَأُصِيبَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ عَلَامَةُ ٱلْوَحْشِ وَٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ تِمْثَالَهُ بِجُرُوحٍ مُلْتَهِبَةٍ مُؤْذِيَةٍ وَخَبِيثَةٍ. ٣ وَسَكَبَ ٱلثَّانِي طَاسَتَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ. فَصَارَ دَمًا مِثْلَ دَمِ ٱلْمَيِّتِ، وَمَاتَتْ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْبَحْرِ. ٤ وَسَكَبَ ٱلثَّالِثُ طَاسَتَهُ عَلَى ٱلْأَنْهَارِ وَيَنَابِيعِ ٱلْمِيَاهِ، فَصَارَتْ دَمًا. ٥ وَسَمِعْتُ ٱلْمَلَاكَ ٱلَّذِي لَدَيْهِ سُلْطَةٌ عَلَى ٱلْمِيَاهِ يَقُولُ: «أَيُّهَا ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ، أَيُّهَا ٱلْوَلِيُّ، أَنْتَ عَادِلٌ لِأَنَّكَ أَصْدَرْتَ هٰذِهِ ٱلْأَحْكَامَ. ٦ فَقَدْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، لِذٰلِكَ أَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا. إِنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ذٰلِكَ». ٧ وَسَمِعْتُ ٱلْمَذْبَحَ يَقُولُ: «نَعَمْ، أَحْكَامُكَ صَحِيحَةٌ وَعَادِلَةٌ يَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». ٨ وَسَكَبَ ٱلرَّابِعُ طَاسَتَهُ عَلَى ٱلشَّمْسِ، فَسُمِحَ لَهَا أَنْ تُحْرِقَ ٱلنَّاسَ. ٩ فَٱحْتَرَقَ ٱلنَّاسُ بِسَبَبِ ٱلْحَرَارَةِ ٱلشَّدِيدَةِ. إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَتُوبُوا وَيُمَجِّدُوا ٱللّٰهَ، بَلْ جَدَّفُوا عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي لَدَيْهِ سُلْطَةٌ أَنْ يَجْلُبَ هٰذِهِ ٱلضَّرْبَاتِ. ١٠ وَسَكَبَ ٱلْخَامِسُ طَاسَتَهُ عَلَى عَرْشِ ٱلْوَحْشِ. فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً، وَبَدَأَ ٱلنَّاسُ يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ ٱلْوَجَعِ. ١١ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ، بَلْ جَدَّفُوا عَلَى إِلٰهِ ٱلسَّمَاءِ بِسَبَبِ أَوْجَاعِهِمْ وَجُرُوحِهِمِ ٱلْمُلْتَهِبَةِ. ١٢ وَسَكَبَ ٱلسَّادِسُ طَاسَتَهُ عَلَى نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ ٱلْعَظِيمِ، فَنَشَفَتْ مِيَاهُهُ لِتُجَهَّزَ ٱلطَّرِيقُ لِلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلشَّرْقِ. ١٣ وَرَأَيْتُ ثَلَاثَ رَسَائِلِ وَحْيٍ نَجِسَةٍ تُشْبِهُ ٱلضَّفَادِعَ وَتَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلتِّنِّينِ وَفَمِ ٱلْوَحْشِ وَفَمِ ٱلنَّبِيِّ ٱلْكَذَّابِ. ١٤ إِنَّهَا رَسَائِلُ وَحْيٍ مِنْ شَيَاطِينَ. وَهِيَ تَصْنَعُ عَجَائِبَ، وَتَذْهَبُ إِلَى مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا لِتَجْمَعَهُمْ إِلَى حَرْبِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ، يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. ١٥ «أَنَا آتٍ مِثْلَ سَارِقٍ. سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يَبْقَى مُسْتَيْقِظًا وَيَحْتَفِظُ بِثَوْبِهِ ٱلْخَارِجِيِّ، لِكَيْ لَا يَمْشِيَ عَارِيًا فَيَرَى ٱلنَّاسُ عَارَهُ». ١٦ فَجَمَعَتْهُمْ تِلْكَ ٱلرَّسَائِلُ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يُدْعَى بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ هَرْمَجَدُّونَ.
٢٣-٢٩ كانون الاول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | رؤيا ١٧–١٩
«حرب ستنهي كل الحروب»
(رؤيا ١٩:١١) وَرَأَيْتُ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَكَانَ هُنَاكَ حِصَانٌ أَبْيَضُ. وَٱلرَّاكِبُ عَلَيْهِ يُدْعَى «ٱلْأَمِينَ وَٱلْحَقَّ»، وَهُوَ بِٱلْعَدْلِ يُحَاسِبُ وَيُحَارِبُ.
(رؤيا ١٩:١٤-١٦) وَكَانَتِ ٱلْجُيُوشُ فِي ٱلسَّمَاءِ تَتْبَعُهُ عَلَى أَحْصِنَةٍ بَيْضَاءَ، وَهُمْ لَابِسُونَ كَتَّانًا جَيِّدًا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. ١٥ وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ طَوِيلٌ حَادٌّ لِكَيْ يُهْلِكَ بِهِ ٱلْأُمَمَ. وَهُوَ سَيَحْكُمُهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. كَمَا أَنَّهُ سَيَدُوسُ مِعْصَرَةَ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ شِدَّةَ غَضَبِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. ١٦ وَعَلَى ثَوْبِهِ، عِنْدَ فَخْذِهِ، ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ هُوَ: «مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلْأَرْبَابِ».
هرمجدون: حرب اللّٰه التي تنهي كل الحروب
ان الابرار لن ينعموا بالسلام والامن ما دام الاشرار يمسكون بزمام الامور. (امثال ٢٩:٢؛ جامعة ٨:٩) وبما ان الفساد والشر لا يمكن في الحقيقة استئصالهما اذا بقي الفاسدون الاشرار الذين يمارسونهما، فهنالك ثمن لا بد من دفعه لإحلال السلام والعدل الدائمَين. والثمن هو ازالة كل الاشرار. كتب الملك سليمان: «الشرير فدية عن البار». — امثال ٢١:١٨.
وبما ان اللّٰه هو الديّان، يمكننا الثقة ان دينونته على الاشرار ستكون دائما بارة. سأل ابراهيم قديما: «أديّان كل الارض لا يفعل الصواب؟». وكان الجواب الذي تعلّمه ابراهيم هو ان اللّٰه دائما على حق. (تكوين ١٨:٢٥) بالاضافة الى ذلك، يؤكد لنا الكتاب المقدس ان يهوه لا يُسرّ بإهلاك الاشرار، بل يتخذ هذا الاجراء حين لا يبقى حل آخر سواه. — حزقيال ١٨:٣٢؛ ٢ بطرس ٣:٩.
الخَيْل
في رؤيا الرسول يوحنا الرمزية، يصوَّر يسوع المسيح الممجد راكبا على فرس ابيض ومعه جيش، وكل افراد هذا الجيش جالسون على خيل بيض. وهذه الرؤيا التي كُشفت ليوحنا تمثل بر وعدالة الحرب التي سيشنها المسيح على كل الاعداء بتفويض من الهه وأبيه يهوه. (رؤ ١٩:١١، ١٤) وقد استُخدم قبلا فُرسان وأفراس مختلفون ليمثلوا اتخاذ المسيح اجراء ملكيا والكوارث التي تتبع ذلك. — رؤ ٦:٢-٨.
(رؤيا ١٩:١٩، ٢٠) وَرَأَيْتُ ٱلْوَحْشَ وَمُلُوكَ ٱلْأَرْضِ وَجُيُوشَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيُحَارِبُوا ٱلرَّاكِبَ عَلَى ٱلْحِصَانِ وَجَيْشَهُ. ٢٠ فَأُمْسِكَ ٱلْوَحْشُ وَمَعَهُ ٱلنَّبِيُّ ٱلْكَذَّابُ ٱلَّذِي صَنَعَ قُدَّامَهُ ٱلْعَجَائِبَ، عَجَائِبَ خَدَعَ بِهَا مَنْ نَالُوا عَلَامَةَ ٱلْوَحْشِ وَمَنْ يَعْبُدُونَ تِمْثَالَهُ. وَرُمِيَا كِلَاهُمَا حَيَّيْنِ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ بِٱلْكِبْرِيتِ.
المحارب الملك ينتصر في هرمجدون
٢٤ ان الوحش الصاعد من البحر ذا الرؤوس السبعة والقرون العشرة، اذ يمثِّل هيئة الشيطان السياسية، يدمَّر دمارا تامًّا، ويمضي معه النبي الدجال، الدولة العالمية السابعة. (رؤيا ١٣:١، ١١-١٣؛ ١٦:١٣) وبينما لا يزالان «حيَّين»، او لا يزالان عاملين في مقاومتهما المتحدة لشعب اللّٰه على الارض، يُطرحان في «بحيرة النار». وهل هذه بحيرة نار حرفية؟ كلا، كما ان الوحش والنبي الدجال ليسا حيوانين حرفيين. فهي بالاحرى رمز الى الدمار الاخير التام، مكان اللاعودة. وهنا سيُطرح لاحقا الموت وهادس، اضافة الى ابليس نفسه. (رؤيا ٢٠:١٠، ١٤) وهي بالتأكيد ليست جحيم عذاب ابدي للاشرار، لان فكرة مكان كهذا مكرهة عند يهوه. — ارميا ١٩:٥؛ ٣٢:٣٥؛ ١ يوحنا ٤:٨، ١٦.
(رؤيا ١٩:٢١) وَقُتِلَ ٱلْبَاقُونَ بِٱلسَّيْفِ ٱلطَّوِيلِ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلرَّاكِبِ عَلَى ٱلْحِصَانِ. وَشَبِعَتْ كُلُّ ٱلطُّيُورِ مِنْ لَحْمِهِمْ.
المحارب الملك ينتصر في هرمجدون
٢٥ وجميع الآخرين الذين لم يكونوا مباشرة جزءا من الحكومة، بل كانوا مع ذلك جزءا غير قابل للاصلاح من عالم الجنس البشري الفاسد هذا، هم كذلك ‹يُقتلون بالسيف الطويل للجالس على الفرس›. فسيعلن يسوع استحقاقهم للموت. وبما انه في حالتهم لا تُذكر بحيرة النار، هل يجب ان نتوقع ان ينالوا قيامة؟ لا يجري اخبارنا في ايّ مكان ان الذين ينفِّذ فيهم الديَّان المعيَّن من يهوه الحكم في ذلك الحين سيقامون. وكما ذكر يسوع نفسه، ان جميع الذين ليسوا ‹خرافا› يمضون «الى النار الابدية المهيأة لإبليس وملائكته»، اي «الى قطع ابدي». (متى ٢٥:٣٣، ٤١، ٤٦) ويكون ذلك ذروة «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين». — ٢ بطرس ٣:٧؛ ناحوم ١:٢، ٧-٩؛ ملاخي ٤:١.
البحث عن جواهر روحية
(رؤيا ١٧:٨) اَلْوَحْشُ ٱلَّذِي رَأَيْتَهُ كَانَ مَوْجُودًا لٰكِنَّهُ مَا عَادَ مَوْجُودًا ٱلْآنَ. إِلَّا أَنَّهُ سَيَطْلَعُ قَرِيبًا مِنَ ٱلْمَهْوَاةِ ثُمَّ يُدَمَّرُ. وَٱلسَّاكِنُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ (ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي كِتَابِ ٱلْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ) سَيَتَعَجَّبُونَ عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْوَحْشَ كَانَ مَوْجُودًا، ثُمَّ مَا عَادَ مَوْجُودًا، لٰكِنَّهُ ظَهَرَ ثَانِيَةً.
حلُّ سرّ رهيب
٥ «الوحش . . . كان». نعم، لقد كان موجودا بصفته عصبة الامم من ١٠ كانون الثاني ١٩٢٠ فصاعدا، بـ ٦٣ امة مشاركة في وقت او آخر. ولكن انسحبت اليابان، المانيا، وايطاليا تباعا، والاتحاد السوڤياتي السابق أُخرج من العصبة. وفي ايلول ١٩٣٩ شن دكتاتور المانيا النازي الحرب العالمية الثانية. واذ فشلت في حفظ السلام في العالم، هبطت عصبة الامم فعليا الى مهواة الخمول. وبحلول السنة ١٩٤٢ صارت شيئا من الماضي. لا قبل ذلك ولا في تاريخ لاحق — ولكن في ذلك الوقت العصيب تماما — فسَّر يهوه لشعبه العمق الكامل لمعنى الرؤيا! وفي المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد تمكّن ن. ه. نور ان يعلن، انسجاما مع النبوة، ان «الوحش . . . ليس الآن». ثم طرح السؤال: «هل ستبقى العصبة في الحفرة؟». واذ اقتبس من رؤيا ١٧:٨ اجاب: «ان جمعية الامم العالمية ستقوم ثانية». وهكذا كان — تبرئة لكلمة يهوه النبوية!
الصعود من المهواة
٦ ان الوحش القرمزي اللون صعد فعلا من المهواة. ففي ٢٦ حزيران ١٩٤٥، بتبويق شديد الضجيج في سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الاميركية، صوَّتت ٥٠ أمة لقبول ميثاق منظمة الامم المتحدة. وهذه الهيئة كانت «لتحافظ على السلام والامن الدوليين». وكانت هنالك تماثلات عديدة بين العصبة والامم المتحدة. تلاحظ دائرة معارف الكتاب العالمي: «ببعض الطرائق، تشبه الامم المتحدة عصبة الامم التي نُظِّمت بعد الحرب العالمية الاولى . . . فكثير من الامم التي اسست الامم المتحدة كان قد اسس ايضا العصبة. وكالعصبة، تأسست الامم المتحدة للمساعدة على حفظ السلام بين الامم. والاعضاء الرئيسيون في الامم المتحدة هم كالذين في العصبة». فالامم المتحدة هي في الواقع اعادة احياء للوحش القرمزي اللون. وعضويتها التي تتألَّف من نحو ١٩٠ امة تتجاوز الى حد بعيد تلك التي للـ ٦٣ للعصبة؛ وتتولّى ايضا مسؤوليات اوسع من سابقتها.
(رؤيا ١٧:١٦، ١٧) وَٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلَّتِي رَأَيْتَهَا وَٱلْوَحْشُ سَيَكْرَهُونَ ٱلْعَاهِرَةَ وَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعَارِيَةً، وَسَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا كَامِلًا بِٱلنَّارِ. ١٧ فَٱللّٰهُ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يُنَفِّذُوا فِكْرَهُ، أَيْ أَنْ يُنَفِّذُوا هَدَفَهُمُ ٱلْمُشْتَرَكَ بِإِعْطَاءِ مَمْلَكَتِهِمْ لِلْوَحْشِ، إِلَى أَنْ تَتَحَقَّقَ كَلِمَاتُ ٱللّٰهِ.
يهوه يكشف «ما لا بد ان يحدث عن قريب»
١٧ غَيْرَ أَنَّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لَنْ يَضْمَحِلَّ شَيْئًا فَشَيْئًا. فَلَنْ تَفْقِدَ ٱلْعَاهِرَةُ نُفُوذَهَا، بَلْ سَتَسْتَمِرُّ فِي مُحَاوَلَةِ إِخْضَاعِ ٱلْمُلُوكِ لِإِرَادَتِهَا إِلَى أَنْ يَغْرِسَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ فِكْرَهُ فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ. (اِقْرَأْ رؤيا ١٧:١٦، ١٧.) فَقَرِيبًا، سَيَدْفَعُ ٱلْأَنْظِمَةَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، ٱلَّتِي تُمَثِّلُهَا ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ، إِلَى مُهَاجَمَةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَإِزَالَةِ نُفُوذِهِ وَتَدْمِيرِ ثَرَوَاتِهِ. مُنْذُ عُقُودٍ فَقَطْ، بَدَا أَنَّ وُقُوعَ هذَا ٱلْحَدَثِ بَعِيدُ ٱلِٱحْتِمَالِ. لكِنَّ ٱلْعَاهِرَةَ ٱلْيَوْمَ تَتَرَنَّحُ عَلَى ظَهْرِ ٱلْوَحْشِ ٱلْقِرْمِزِيِّ. وَمَعَ ذلِكَ، فَهِيَ لَنْ تَنْزَلِقَ بِبُطْءٍ مِنْ مَكَانِهَا، بَلْ سَتَسْقُطُ سُقُوطًا فُجَائِيًّا وَعَنِيفًا. — رؤ ١٨:٧، ٨، ١٥-١٩.
قراءة الكتاب المقدس
(رؤيا ١٧:١-١١) وَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلَّذِينَ مَعَهُمُ ٱلطَّاسَاتُ ٱلسَّبْعُ، وَقَالَ لِي: «تَعَالَ، سَأُرِيكَ عِقَابَ ٱلْعَاهِرَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلْجَالِسَةِ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، ٢ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَ مَعَهَا مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلْعَهَارَةَ، وَسَكِرَ سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ مِنْ خَمْرِ عَهَارَتِهَا». ٣ فَأَخَذَنِي بِوَاسِطَةِ قُدْرَةِ ٱلرُّوحِ إِلَى بَرِّيَّةٍ. فَرَأَيْتُ ٱمْرَأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ لَوْنُهُ أَحْمَرُ، مُغَطًّى بِأَسْمَاءٍ مُجَدِّفَةٍ عَلَى ٱللّٰهِ، وَلَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ. ٤ وَكَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ لَابِسَةً ثِيَابًا أُرْجُوَانِيَّةً وَحَمْرَاءَ، وَمُتَزَيِّنَةً بِذَهَبٍ وَأَحْجَارٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ، وَمَعَهَا فِي يَدِهَا كَأْسٌ ذَهَبِيَّةٌ مَلْآنَةٌ بأَشْيَاءَ مُقْرِفَةٍ وَبِنَجَاسَاتِ عَهَارَتِهَا. ٥ وَيُوجَدُ عَلَى جَبِينِهَا ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ، وَهُوَ سِرٌّ: «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ، أُمُّ ٱلْعَاهِرَاتِ وَكُلِّ مَا هُوَ مُقْرِفٌ فِي ٱلْأَرْضِ». ٦ وَرَأَيْتُ ٱلْمَرْأَةَ سَكْرَانَةً مِنْ دَمِ ٱلْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهُودِ يَسُوعَ. وَلَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجَّبْتُ كَثِيرًا. ٧ فَقَالَ لِي ٱلْمَلَاكُ: «لِمَاذَا تَعَجَّبْتَ؟ سَأُخْبِرُكَ سِرَّ ٱلْمَرْأَةِ وَٱلْوَحْشِ ٱلَّذِي يَحْمِلُهَا، ٱلَّذِي لَهُ ٱلرُّؤُوسُ ٱلسَّبْعَةُ وَٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ: ٨ اَلْوَحْشُ ٱلَّذِي رَأَيْتَهُ كَانَ مَوْجُودًا لٰكِنَّهُ مَا عَادَ مَوْجُودًا ٱلْآنَ. إِلَّا أَنَّهُ سَيَطْلَعُ قَرِيبًا مِنَ ٱلْمَهْوَاةِ ثُمَّ يُدَمَّرُ. وَٱلسَّاكِنُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ (ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي كِتَابِ ٱلْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ) سَيَتَعَجَّبُونَ عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْوَحْشَ كَانَ مَوْجُودًا، ثُمَّ مَا عَادَ مَوْجُودًا، لٰكِنَّهُ ظَهَرَ ثَانِيَةً. ٩ «هُنَا ٱلذَّكَاءُ وَٱلْحِكْمَةُ ضَرُورِيَّانِ: اَلرُّؤُوسُ ٱلسَّبْعَةُ تُمَثِّلُ سَبْعَةَ جِبَالٍ تَجْلِسُ عَلَيْهَا ٱلْمَرْأَةُ. ١٠ إِنَّهَا سَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَٱلْأَخِيرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ، لٰكِنَّهُ حِينَ يَأْتِي سَيَبْقَى مُدَّةً قَصِيرَةً. ١١ وَٱلْوَحْشُ ٱلَّذِي كَانَ مَوْجُودًا وَمَا عَادَ مَوْجُودًا ٱلْآنَ هُوَ مَلِكٌ ثَامِنٌ، لٰكِنَّهُ يَنْشَأُ مِنَ ٱلْمُلُوكِ ٱلسَّبْعَةِ ثُمَّ يُدَمَّرُ.
٣٠ كانون الاول (ديسمبر)–٥ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | رؤيا ٢٠–٢٢
«انا اصنع كل شيء جديدا»
(رؤيا ٢١:١) وَرَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً. فَٱلسَّمَاءُ ٱلْأُولَى وَٱلْأَرْضُ ٱلْأُولَى زَالَتَا، وَٱلْبَحْرُ لَمْ يَعُدْ مَوْجُودًا.
سماء جديدة وأرض جديدة
٢ قبل ايام يوحنا بمئات السنين، قال يهوه لاشعيا: «لأني هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة، فلا تُذكَر الامور السابقة ولا تصعد على القلب». (اشعيا ٦٥:١٧؛ ٦٦:٢٢) تمت هذه النبوة اولا عندما عاد اليهود الامناء الى اورشليم في السنة ٥٣٧ قم بعد سبيهم ٧٠ سنة في بابل. وفي ذلك الردّ، شكَّلوا مجتمعا مطهَّرا، «ارضا جديدة»، تحت نظام حكومي جديد، «سموات جديدة». ولكنَّ الرسول بطرس اشار الى انطباق اضافي للنبوة قائلا: «لكننا ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة، فيها يسكن البر». (٢ بطرس ٣:١٣) ويظهر يوحنا الآن ان هذا الوعد يتم في اثناء يوم الرب. ان «السماء الاولى والارض الاولى»، نظام اشياء الشيطان المنظَّم ببنيته الحكومية التي يسيطر عليها الشيطان وأبالسته، ستزولان. و «البحر» المضطرب للجنس البشري المتمرد الشرير سيتوقف عن الوجود. وستحل محله ‹سماء جديدة وأرض جديدة› — مجتمع ارضي جديد في ظل حكومة جديدة، ملكوت اللّٰه. — قارنوا رؤيا ٢٠:١١.
(رؤيا ٢١:٣، ٤) وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَالِيًا مِنَ ٱلْعَرْشِ يَقُولُ: «خَيْمَةُ ٱللّٰهِ هِيَ مَعَ ٱلنَّاسِ، فَسَيَسْكُنُ مَعَهُمْ وَهُمْ سَيَكُونُونَ شَعْبَهُ. وَٱللّٰهُ نَفْسُهُ سَيَكُونُ مَعَهُمْ. ٤ وَسَيَمْسَحُ ٱللّٰهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَنْ يَعُودَ مَوْجُودًا. وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ حُزْنٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ. فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ».
«ها انا اصنع كل شيء جديدا»
«سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم». (رؤيا ٢١:٤) اي دموع سيمسحها اللّٰه؟ طبعا ليست دموع الفرح ولا التي تحمي عيوننا. فوعد اللّٰه يشير الى دموع الالم والاسى. ولن يجفف اللّٰه هذه الدموع فحسب، بل سيكفكفها مرة وإلى الابد حينما يزيل السبب وراءها: الالم والاسى.
«الموت لا يكون في ما بعد». (رؤيا ٢١:٤) مَن سوى عدونا الموت يُبكي جفوننا احرّ الدموع؟! لذا سيعتق يهوه البشر الطائعين من قبضة الموت الخانقة. فهو سيستأصل السبب الحقيقي وراءه: الخطية الموروثة من آدم. (روما ٥:١٢) فيهوه سيرفع البشر الطائعين الى حالة الكمال على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. وحينذاك سوف «يُباد» الموت، آخر عدو للانسان. (١ كورنثوس ١٥:٢٦) وسينعم البشر الامناء بالعيش الى الابد في صحة كاملة اتماما لقصد اللّٰه.
«لا وجع في ما بعد». (رؤيا ٢١:٤) اي وجع سيولّي الى غير رجعة؟ ستضمحل من الوجود كافة الآلام الفكرية والعاطفية والجسدية التي نتجت عن الخطية والنقص وأدخلت البؤس والشقاء الى حياة الملايين.
(رؤيا ٢١:٥) وَقَالَ ٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلْعَرْشِ: «أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا». وَقَالَ أَيْضًا: «اُكْتُبْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ لِأَنَّهَا أَمِينَةٌ وَصَادِقَةٌ».
يهوه، اله الحق
١٤ ينبغي ان نحمل ما يقوله يهوه في كلمته محمل الجد. فعندما يتحدث يهوه عن نفسه يكون صادقا، وعندما يعد بشيء يفي بوعده. لذلك لدينا سبب وجيه للثقة به. فيمكننا ان نثق بيهوه عندما يقول انه سيُنزل «الانتقام بمن لا يعرفون اللّٰه وبمن لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع». (٢ تسالونيكي ١:٨) ويمكننا ان نثق ايضا بكلمته عندما يقول انه يحب ‹تابعي البر›، يعد الذين يمارسون الايمان بالحياة الابدية، وينبئ بإزالة الوجع، الصراخ، حتى الموت. وقد شدَّد يهوه على كون هذا الوعد الاخير جديرا بالثقة عندما قال الكلمات التالية للرسول يوحنا: «اكتب، لأن هذه الكلمات امينة وحقة». — كشف ٢١:٤، ٥؛ امثال ١٥:٩؛ يوحنا ٣:٣٦.
البحث عن جواهر روحية
(رؤيا ٢٠:٥) (بَاقِي ٱلْأَمْوَاتِ لَمْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْحَيَاةِ حَتَّى ٱنْتَهَتِ ٱلْـ ٠٠٠,١ سَنَةٍ.) هٰذِهِ هِيَ ٱلْقِيَامَةُ ٱلْأُولَى.
سحق رأس الحية
١٤ ولكن، مَن سيدين هؤلاء الملوك اذا كان، كما يقحم الرسول يوحنا هنا، «(باقي الاموات لم يعودوا الى الحياة حتى تنتهي الالف سنة)»؟ (رؤيا ٢٠:٥ أ ) مرة اخرى، يجب ان يُفهم التعبير «يعودوا الى الحياة» وفقا للقرينة. فيمكن ان تكون لهذا التعبير معانٍ متنوعة في ظروف متنوعة. مثلا، قال بولس عن رفقائه المسيحيين الممسوحين: «اللّٰه إياكم احيا، مع انكم كنتم امواتا في زلاتكم وخطاياكم». (افسس ٢:١) نعم، لقد جرى ‹إحياء› المسيحيين الممسوحين بالروح، حتى في القرن الاول، اذ تبرَّروا على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع. — روما ٣:٢٣، ٢٤.
١٥ وعلى نحو مماثل، تبرَّر شهود يهوه لما قبل المسيحية في ما يتعلق بالصداقة مع اللّٰه؛ وجرى التحدث عن ابراهيم، اسحاق، ويعقوب بصفتهم «احياء» مع انهم كانوا امواتا جسديا. (متى ٢٢:٣١، ٣٢؛ يعقوب ٢:٢١، ٢٣) أما هم، وكل الآخرين الذين يقامون، بالاضافة الى الجمع الكثير من الخراف الاخر الامناء الذين ينجون من هرمجدون وأيّ من الاولاد الذين قد يولدون لهؤلاء في العالم الجديد، فيجب ان يُرفعوا بعدُ الى الكمال البشري. وهذا ما سينجزه المسيح وملوكه وكهنته المعاونون في خلال يوم دينونة الالف سنة، على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. وعند نهاية هذا اليوم سيكون «باقي الاموات» قد ‹عادوا الى الحياة› بمعنى انهم سيكونون بشرا كاملين. وكما سنرى، يجب ان يجتازوا بعدئذ امتحانا اخيرا، ولكنهم سيواجهون هذا الامتحان كبشر مكمَّلين. وعندما يجتازون الامتحان، سيعلن اللّٰه انهم جديرون بالحياة الى الابد، ابرار بالمعنى الاكمل. وسيختبرون الاتمام الكامل للوعد: «الابرار يرثون الارض، ويسكنونها الى الابد». (مزمور ٣٧:٢٩) فيا للمستقبل المبهج الذي ينتظر الجنس البشري الطائع!
(رؤيا ٢٠:١٤، ١٥) وَرُمِيَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْقَبْرُ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ. وَبُحَيْرَةُ ٱلنَّارِ هٰذِهِ تُمَثِّلُ ٱلْمَوْتَ ٱلثَّانِيَ. ١٥ وَمَنْ لَمْ يَكُنِ ٱسْمُهُ مَكْتُوبًا فِي كِتَابِ ٱلْحَيَاةِ رُمِيَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ.
سحق رأس الحية
٢٦ كنا قد لاحظنا ان «بحيرة النار والكبريت» لا يمكن ان تكون مكان عذاب حرفيا. (رؤيا ١٩:٢٠) واذا كان الشيطان سيعاني تعذيبا شديدا هنا طوال الابدية، يجب ان يحفظه يهوه حيا. ولكنَّ الحياة هبة، لا عقاب. أما الموت فهو عقاب على الخطية، ووفقا للكتاب المقدس، لا تشعر المخلوقات الميتة بالالم. (روما ٦:٢٣؛ جامعة ٩:٥، ١٠) واكثر من ذلك، نقرأ لاحقا ان الموت عينه، الى جانب هادِس، يُطرح في بحيرة النار والكبريت هذه نفسها. وبالتاكيد، لا يمكن للموت وهادِس ان يعانيا الالم! — رؤيا ٢٠:١٤.
٢٧ كل ذلك يعزِّز النظرة ان بحيرة النار والكبريت هي رمزية. واكثر من ذلك، ان ذكر النار والكبريت يذكِّر بمصير سدوم وعمورة القديمتين، اللتين دمَّرهما اللّٰه بسبب شرهما الفاضح. وعندما اتى وقتهما «امطر يهوه كبريتا ونارا على سدوم وعمورة من عند يهوه، من السماء». (تكوين ١٩:٢٤) وما اصاب المدينتين يدعى «دينونة نار ابدية». (يهوذا ٧) ولكنَّ هاتين المدينتين لم تعانيا عذابا ابديا. وانما مُحيتا، طُمستا على نحو دائم، مع سكانهما المنحرفين. فهاتان المدينتان لا توجدان اليوم، ولا يمكن لأحد ان يؤكد اين كانتا تقعان.
٢٨ وانسجاما مع ذلك، يوضح الكتاب المقدس نفسه معنى بحيرة النار والكبريت: «وبحيرة النار هذه تمثل الموت الثاني». (رؤيا ٢٠:١٤) ومن الواضح انها وادي هنّوم عينه الذي تحدث عنه يسوع، مكان يبقى فيه الاشرار مدمَّرين، لا معذَّبين الى الابد. (متى ١٠:٢٨) انه دمار كامل تام دون رجاء بقيامة. وهكذا، فيما توجد مفاتيح للموت، هادِس، والمهواة، لا يوجد ذكر لمفتاح لفتح بحيرة النار والكبريت. (رؤيا ١:١٨؛ ٢٠:١) فهي لن تطلق ابدا اسراها. — قارنوا مرقس ٩:٤٣-٤٧.
ماذا علَّم يسوع عن جهنم؟
تقول الرؤيا ٢٠:١٠، بحسب الترجمة البروتستانتية، ان ابليس سيُطرَح في «بحيرة النار» وسوف ‹يُعذَّب نهارا وليلا الى ابد الآبدين›. ولكن لو كان ابليس سيُعذَّب حرفيا طوال الابدية، لكان على اللّٰه ان يبقيه حيًّا. غير ان الكتاب المقدس يقول ان يسوع ‹سيبيده›. (عبرانيين ٢:١٤، عأ) فبحيرة النار هذه مجازية، وهي تمثِّل «الموت الثاني». (رؤيا ٢١:٨) وهذا ليس الموت نفسه الذي يقول الكتاب المقدس انه ناجم عن خطية آدم — موتا يمكن للشخص ان يتحرر منه بواسطة القيامة. (١ كورنثوس ١٥:٢١، ٢٢) فالكتاب المقدس لا يقول ان «بحيرة النار» ستطلق الذين فيها. لذلك لا بد ان تشير عبارة «الموت الثاني» الى نوع آخر من الموت، موت لا قيامة منه.
قراءة الكتاب المقدس
(رؤيا ٢٠:١-١٥) وَرَأَيْتُ مَلَاكًا نَازِلًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَمَعَهُ فِي يَدِهِ مِفْتَاحُ ٱلْمَهْوَاةِ وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ. ٢ فَقَبَضَ عَلَى ٱلتِّنِّينِ، ٱلْحَيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَٱلشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ ٠٠٠,١ سَنَةٍ. ٣ وَرَمَاهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ وَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ وَخَتَمَهَا لِكَيْ لَا يَخْدَعَ ٱلْأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَنْتَهِيَ ٱلْـ ٠٠٠,١ سَنَةٍ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ سَيُحَرَّرُ لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ. ٤ وَرَأَيْتُ عُرُوشًا، وَٱلَّذِينَ جَلَسُوا عَلَيْهَا أُعْطِيَ لَهُمْ سُلْطَةٌ أَنْ يُحَاسِبُوا. نَعَمْ، رَأَيْتُ نُفُوسَ ٱلَّذِينَ أُعْدِمُوا لِأَنَّهُمْ شَهِدُوا عَنْ يَسُوعَ وَتَكَلَّمُوا عَنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوا ٱلْوَحْشَ وَلَا تِمْثَالَهُ وَلَمْ يَنَالُوا ٱلْعَلَامَةَ عَلَى جَبِينِهِمْ وَعَلَى يَدِهِمْ. وَعَادُوا إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَحَكَمُوا كَمُلُوكٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِ ٠٠٠,١ سَنَةٍ. ٥ (بَاقِي ٱلْأَمْوَاتِ لَمْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْحَيَاةِ حَتَّى ٱنْتَهَتِ ٱلْـ ٠٠٠,١ سَنَةٍ.) هٰذِهِ هِيَ ٱلْقِيَامَةُ ٱلْأُولَى. ٦ سَعِيدٌ وَقُدُّوسٌ مَنْ يَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ ٱلْأُولَى؛ هٰؤُلَاءِ لَنْ يَذُوقُوا ٱلْمَوْتَ ٱلثَّانِيَ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلّٰهِ وَلِلْمَسِيحِ، وَسَيَحْكُمُونَ مَعَهُ كَمُلُوكٍ مُدَّةَ ٱلْـ ٠٠٠,١ سَنَةٍ. ٧ وَمَا إِنْ تَنْتَهِي ٱلْـ ٠٠٠,١ سَنَةٍ حَتَّى يُحَرَّرَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، ٨ وَيَخْرُجَ لِيَخْدَعَ تِلْكَ ٱلْأُمَمَ ٱلَّتِي فِي زَوَايَا ٱلْأَرْضِ ٱلْأَرْبَعِ، أَيْ جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ. وَعَدَدُ هٰؤُلَاءِ هُوَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ. ٩ فَٱنْتَشَرُوا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ وَأَحَاطُوا بِمُخَيَّمِ ٱلْقِدِّيسِينَ وَبِٱلْمَدِينَةِ ٱلْمَحْبُوبَةِ. لٰكِنَّ نَارًا نَزَلَتْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ. ١٠ وَإِبْلِيسُ ٱلَّذِي كَانَ يَخْدَعُهُمْ رُمِيَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ وَٱلْكِبْرِيتِ، حَيْثُ كَانَ ٱلْوَحْشُ وَٱلنَّبِيُّ ٱلْكَذَّابُ كِلَاهُمَا مَوْجُودَيْنِ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إِلَى ٱلْأَبَدِ. ١١ وَرَأَيْتُ عَرْشًا أَبْيَضَ عَظِيمًا وَرَأَيْتُ ٱلْجَالِسَ عَلَيْهِ. وَهَرَبَتِ ٱلْأَرْضُ وَٱلسَّمَاءُ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ تَعُودَا مَوْجُودَتَيْنِ. ١٢ وَرَأَيْتُ ٱلْأَمْوَاتَ، عُظَمَاءَ وَقَلِيلِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ، وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ، وَفُتِحَتْ كُتُبٌ. وَفُتِحَ كِتَابٌ آخَرُ هُوَ كِتَابُ ٱلْحَيَاةِ. وَبِنَاءً عَلَى مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْكُتُبِ، تَمَّتْ مُحَاسَبَةُ ٱلْأَمْوَاتِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. ١٣ وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْقَبْرُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا، وَصَدَرَتْ أَحْكَامٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. ١٤ وَرُمِيَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْقَبْرُ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ. وَبُحَيْرَةُ ٱلنَّارِ هٰذِهِ تُمَثِّلُ ٱلْمَوْتَ ٱلثَّانِيَ. ١٥ وَمَنْ لَمْ يَكُنِ ٱسْمُهُ مَكْتُوبًا فِي كِتَابِ ٱلْحَيَاةِ رُمِيَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ.