مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٦-١٢ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ١–٢
«يهوه يخلق الارض وما عليها»
رواية الخلق الحقيقية في طي الكتمان
اليوم الاول
ينتشر بصيص نور في غلاف الارض الجوي. ولكن تتعذَّر رؤية مصادر النور. مع ذلك، من الممكن التمييز بين النهار والليل. — تكوين ١:٣-٥.
اليوم الثاني
تغمر مياه وغطاء كثيف من البخار الارض. ثم يُفصل بينهما، فينتج فراغ يصفه الكتاب المقدس بأنه «جلد في وسط المياه»، ويدعوه «سماء». — تكوين ١:٦-٨.
اليوم الثالث
تنحسر المياه السطحية، فتظهر اليابسة. ويصفو الغلاف الجوي، مما يسمح لمزيد من ضوء الشمس بالوصول الى الارض. وتأخذ النباتات في الظهور، وتستمر انواع جديدة تنبت خلال الايام الخلقية التالية. — تكوين ١:٩-١٣.
سجل قديم عن الخلق — هل ينال ثقتكم؟
يبدو ان الارض أُثبتت في مدارها حول الشمس وكانت كرة مغمورة بالماء قبل ابتداء «الايام»، او الفترات، الستة من الاعمال الخلقية الخصوصية. «[كانت] على وجه الغمر ظلمة». (تكوين ١:٢) فلا بد ان شيئا — ربما مزيجا من بخار الماء وغازات اخرى وغبار بركاني — كان يحُول دون بلوغ ضوء الشمس سطحَ الارض في تلك المرحلة الباكرة. ويصف الكتاب المقدس الفترة الخلقية الاولى بهذه الطريقة: «شرع اللّٰه يقول: ‹ليكن نور›؛ وتدريجيا اتى النور الى الوجود»، او بلغ سطح الارض. — تكوين ١:٣، ترجمة ج. و. واتس.
ان عبارة «تدريجيا اتى» تعكس بدقة صيغةً للفعل العبراني المستعمل هنا تدل على عمل تقدُّمي يستغرق اكماله وقتا. وكل مَن يجيد قراءة اللغة العبرانية يجد هذه الصيغة نحو ٤٠ مرة في التكوين الاصحاح ١، وهذا مهم لفهم الاصحاح. فما بدأه اللّٰه في المساء المجازي لإحدى الفترات، او العصور، الخلقية صار واضحا او ظاهرا تدريجيا بعد صباح ذلك «اليوم». ولم يكن ضروريا ايضا ان يكون ما ابتُدئ به في احدى الفترات قد انتهى كله عند بداية الفترة التالية. لإيضاح ذلك، بدأ النور يَظهر تدريجيا في «اليوم» الاول، ولكن لم يكن ممكنا تمييز الشمس والقمر والنجوم حتى الفترة الخلقية الرابعة. — تكوين ١:١٤-١٩.
«اليومان» الثاني والثالث
قبل ان يجعل الخالق اليابسة تَظهر في «اليوم» الخلقي الثالث، قام برفع بعض المياه. وبسبب ذلك صارت الارض محاطة بطبقة من بخار الماء. ولا يصف هذا السجل القديم العمليات المستخدمة لتحقيق ذلك، ولا حاجة به ان يفعل. عوضا عن ذلك، يركّز الكتاب المقدس على وجود الجَلَد بين المياه العليا والمياه السطحية. ودُعي هذا الجَلَد سماء. وحتى اليوم لا يزال الناس يستعملون هذه الكلمة للاشارة الى الغلاف الجوّي حيث تحلّق الطيور والطائرات. وفي الوقت المعيَّن، ملأ اللّٰه جوّ السماء هذا بمزيج من الغازات الضرورية للحياة.
ولكن، خلال «الايام» الخلقية، انخفض مستوى المياه السطحية، وهكذا ظهرت اليابسة. فيبدو ان اللّٰه، ربما باستخدام قوى جيولوجية لا تزال تحرِّك حتى الآن ألواح plates الارض، رفع الحيود المحيطية لتشكيل القارات. وبسبب ذلك ظهرت اليابسة فوق سطح الماء ووديان محيطية عميقة تحته، وديان وضع علماء البحار في ايامنا خرائط لها وهم يدرسونها باندفاع شديد. (قارنوا مزمور ١٠٤:٨، ٩، ترجمة تفسيرية.) وبعدما تشكلت اليابسة، حدث تطوُّر مدهش آخر. يذكر السجل: «قال اللّٰه لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض. وكان كذلك». — تكوين ١:١١.
نقاط بارزة من سفر التكوين — الجزء ١
١:١٦ — كيف اوجد اللّٰه النور في اليوم الاول علما انه لم يخلق الانوار حتى اليوم الرابع؟ تختلف الكلمة العبرانية المنقولة «عمل» في الآية ١٦ عن الكلمة «خلق» المستعملة في التكوين الاصحاح ١، الآيات ١، ٢١، و ٢٧. فقد خُلقت «السموات» التي تشتمل على الانوار قبل ابتداء اليوم الاول بوقت طويل. لكنّ ضوءها لم يكن يصل الى الارض حتى اليوم الاول حين اخترق ‹النور› السحب وأصبح مرئيا على الارض. فصار هذا الكوكب السيّار يشهد تعاقب الليل والنهار. (تكوين ١:١-٣، ٥) لكنَّ مصادر النور بقيت غير منظورة للارض. وفي اليوم الرابع حدث تغيير جدير بالذكر. فالشمس، القمر، والنجوم ‹انارت على الارض›. (تكوين ١:١٧) لقد «عمل اللّٰه» مصادر النور بمعنى انها صارت تُرى من على الارض.
رواية الخلق الحقيقية في طي الكتمان
اليوم الرابع
تظهر الشمس والقمر للعيان. — تكوين ١:١٤-١٩.
اليوم الخامس
يخلق اللّٰه كائنات لا تعد ولا تحصى، من طيور ومخلوقات تعيش في المياه، بقدرة على التكاثر بحسب اجناسها. — تكوين ١:٢٠-٢٣.
اليوم السادس
تُخلق حيوانات البر بمختلف احجامها. ويتوَّج اليوم السادس بخلق اللّٰه تحفة لا مثيل لها: الزوجين البشريين الاولين. — تكوين ١:٢٤-٣١.
دور الروح القدس في الخلق
١٣ بَعْدَ دُهُورٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَوْجَدَ ٱللّٰهُ خِلَالَهَا عَدَدًا لَا حَدَّ لَهُ مِنَ ٱلْخَلَائِقِ ٱلْحَيَّةِ وَٱلْجَامِدَةِ، مَا عَادَتِ ٱلْأَرْضُ بِلَا مَعَالِمَ وَخَرِبَةً. لكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ قَدِ ٱنْتَهَى مِنِ ٱسْتِعْمَالِ رُوحِهِ فِي ٱلْخَلْقِ. فَكَانَ يُوشِكُ أَنْ يُبْدِعَ أَسْمَى كَائِنَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. فَنَحْوَ نِهَايَةِ ٱلْيَومِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ، صَنَعَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ مُسْتَخْدِمًا رُوحَهَ ٱلْقُدُسَ وَعَنَاصِرَ مِنَ ٱلْأَرْضِ. — تك ٢:٧.
١٤ تَذْكُرُ ٱلتَّكْوِينُ ١:٢٧: «خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا». وَصُنْعُنَا عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ يَعْنِي أَنَّ يَهْوَهَ وَهَبَنَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ، مُمَارَسَةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ، وَإِقَامَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ. لِذَا تَخْتَلِفُ أَدْمِغَتُنَا ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا عَنْ أَدْمِغَةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ. فَيَهْوَهُ صَمَّمَ لَنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ دِمَاغًا يُخَوِّلُنَا ٱلتَّعَلُّمَ عَنْهُ وَعَنْ أَعْمَالِهِ بِفَرَحٍ مَدَى ٱلْأَبَدِيَّةِ.
١٥ عِنْدَ بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ، أَعْطَى ٱللّٰهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ حَوَّاءَ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنْ رَوَائِعَ لِيَسْتَكْشِفَاهَا وَيَتَمَتَّعَا بِهَا. (تك ١:٢٨) كَمَا زَوَّدَهُمَا بِطَعَامٍ وَافِرٍ وَمَوْطِنٍ فِرْدَوْسِيٍّ. وَأُتِيحَتْ لَهُمَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ وَيَصِيرَا ٱلْأَبَوَيْنِ ٱلْمَحْبُوبَيْنِ لِبَلَايِينَ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُمَا. إِلَّا أَنَّ ٱلْأُمُورَ لَمْ تَسِرْ عَلَى هذَا ٱلنَّحْوِ.
البحث عن جواهر روحية
كيف يؤثِّر العلم في حياتك؟
يقدِّر العلماء عمر الارض بـ ٤ بلايين سنة تقريبا والكون بنحو ١٣ او ١٤ بليون سنة. والكتاب المقدس لا يحدِّد تاريخ خلق الكون. ولا يذكر اطلاقا ان الارض خُلقت منذ بضعة آلاف من السنين. تقول الآية الاولى في الكتاب المقدس: «في البدء خلق اللّٰه السموات والارض». (تكوين ١:١) وهكذا يتيح الكتاب المقدس للعلماء ان يحدِّدوا عمر الكون بالاستناد الى الاساليب العلمية السليمة.
يسوع المسيح
ليس شريكا في الخلق: ان دور الابن في الاعمال الخلقية لم يجعله شريكا للآب في الخلق. فالقدرة على الخلق اتت من اللّٰه بواسطة روحه القدس اي قوَّته الفعالة. (تك ١:٢؛ مز ٣٣:٦) وبما ان يهوه هو ينبوع الحياة، فكل المخلوقات الحية المنظورة وغير المنظورة تدين له بحياتها. (مز ٣٦:٩) فالابن اذًا ليس شريكا في الخلق، بل اداة او وسيلة استخدمها يهوه الخالق لإنجاز هذا العمل. ويسوع نفسه نسب الفضل في الخلق الى اللّٰه، وهذا ما تفعله كل الاسفار المقدسة ايضا. — مت ١٩:٤-٦؛ انظر «الخلق».
١٣-١٩ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٣–٥
«ماذا نتج عن الكذبة الاولى؟»
قصد يهوه سيتم بالتأكيد
٩ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ خَدَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ وَجَعَلَهَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَبِيهَا يَهْوَهَ. (اقرإ التكوين ٣:١-٥؛ رؤ ١٢:٩) فَسَأَلَهَا: «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟». وَهٰكَذَا ٱسْتَغَلَّ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ لِيَخْلُقَ مِنْهَا مُشْكِلَةً. فَكَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ‹هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكُمَا لَا تَقْدِرَانِ أَنْ تَفْعَلَا مَا تُرِيدَانِ؟›. ثُمَّ كَذَبَ عَلَيْهَا قَائِلًا: «لَنْ تَمُوتَا». وَحَاوَلَ أَنْ يُقْنِعَهَا أَنَّهُ لَا دَاعِيَ أَنْ تُطِيعَ ٱللّٰهَ. قَالَ: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ ٱلشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا». وَقَدْ لَمَّحَ بِكَلَامِهِ هٰذَا أَنَّ يَهْوَهَ مَنَعَهُمَا مِنَ ٱلْأَكْلِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ لِأَنَّ ذٰلِكَ سَيُوَسِّعُ مَعْرِفَتَهُمَا وَفَهْمَهُمَا. ثُمَّ أَعْطَاهَا ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْوَعْدَ ٱلْكَاذِبَ: «تَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».
يمكننا ان نتعلم من الزوجين البشريين الاولين
هل كانت خطية حواء محتومة؟ كلا على الاطلاق! ضعوا نفسكم مكانها. شوَّه ادّعاء الحية كليا ما قاله اللّٰه وآدم. كيف تشعرون اذا اتهم احد الغرباء شخصا تحبونه وتثقون به بالغش؟ كان ينبغي ان تتصرف حواء بطريقة مختلفة، مظهرة الاشمئزاز والسخط، رافضة حتى ان تصغي. فمَن كانت الحية لتشكِّك في برّ اللّٰه وكلمة زوجها؟ كان ينبغي لحواء، اذ يدفعها احترامها لمبدإ الرئاسة، ان تطلب النصيحة قبل اتخاذ اي قرار. وهذا ما ينبغي ان نفعله اذا قُدِّمت لنا معلومات تناقض الارشادات المعطاة من اللّٰه. لكنّ حواء وثقت بكلمات مجرّبها، راغبة في التقرير لنفسها ما هو خير وما هو شر. وكلما تأملت في الفكرة، راقتها اكثر. يا للخطإ الذي اقترفته بتعزيز رغبة خاطئة، عوضا عن طردها من فكرها او مناقشة المسألة مع رأس العائلة! — ١ كورنثوس ١١:٣؛ يعقوب ١:١٤، ١٥.
آدم يصغي الى زوجته
سرعان ما اغرت حواء آدم بالانضمام اليها في ارتكاب الخطإ. فكيف نشرح انضمامه اليها بهذه السهولة؟ (تكوين ٣:٦، ١٧) واجه آدم صراع الولاء. فهل كان سيطيع خالقه، الذي منحه كل شيء، بما في ذلك رفيقته المحبوبة، حواء؟ هل كان سيطلب توجيه اللّٰه حول ما كان عليه فعله؟ ام كان سيقرن مصيره بمصير زوجته؟ كان آدم يعرف تماما ان ما ابتغته حواء بالاكل من الثمرة المحرمة كان وهميا. أُوحي الى الرسول بولس بأن يكتب: «آدم لم يخدع، لكن المرأة خدعت كليا فصارت في التعدي». (١ تيموثاوس ٢:١٤) فقد اختار آدم ان يتحدى يهوه بتعمُّد. ومن الواضح ان خوفه من الانفصال عن زوجته كان اعظم من ايمانه بقدرة اللّٰه على معالجة الوضع.
هل يهتم اللّٰه بالمرأة؟
هل لعن اللّٰه المرأة؟
لم يلعن اللّٰه المرأة بل كانت اللعنة على «الحية الاولى»، اي الشيطان ابليس. (رؤيا ١٢:٩؛ تكوين ٣:١٤) وعندما قال اللّٰه ان آدم سوف «يتسلط» على زوجته، لم يقصد بكلامه هذا انه موافق على اذلال المرأة. (تكوين ٣:١٦) بل كان ينبئ بالعواقب الوخيمة لخطية الزوجين الاولين.
نقاط بارزة من سفر التكوين — الجزء ١
٣:١٧ — بأية طريقة لُعِنَت الارض، ولكم من الوقت؟ عنى لعن الارض ان حراثتها ستصبح صعبة جدا. وقد اختبر المتحدرون من آدم نتائج لعنة الارض اذ انبتت لهم شوكا وحسكا. حتى لامك، والد نوح، تكلم عن ‹تعب اليدين من قِبل الارض التي لعنها الرب›. (تكوين ٥:٢٩) ولكن بعد الطوفان، بارك يهوه نوحا وأولاده معلنا عن قصده ان يملأوا الارض. (تكوين ٩:١) فنُزعت اللعنة آنذاك. — تكوين ١٣:١٠.
الآمال الفردوسية ثابتة رغم العصيان البشري
٨ واذ يعتبر عبارة المرأة التي شملت الحية واقعا يقول السجل عن زوجة الرجل: «وقال للمرأة تكثيرا اكثِّر اتعاب حبلك. بالوجع تلدين اولادا. وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.» (تكوين ٣:١٦) لا شيء من هذا القبيل تضمَّنته بركة اللّٰه عند زواجها بآدم عندما قال لهما اللّٰه: «أثمروا واكثروا واملأوا الارض.» (تكوين ١:٢٨) ان ذلك التفويض المبارك الى الزوجين البشريين الكاملين دل على حبل كثير للمرأة وإنَّما دون مخاض فائق الحد وأوجاع ولادة مفرطة ودون ظلم زوجي لها. وهذا الحُكم الذي نُطِق به على المرأة المتعدية كان سيؤثر في بناتها وحفيداتها جيلا بعد جيل.
البحث عن جواهر روحية
لامِك
تعكس القصيدة التي نظمها لامك لزوجتيه (تك ٤:٢٣، ٢٤) روح العنف السائدة في تلك الايام. فقد ذكر فيها: «اسمعا قولي يا زوجتَي لامك، اصغيا الى كلامي: اني قتلت رجلا لجَرحي، شابا لضربي. إن كان يُنتقم لقايين سبعة اضعاف، فللامك سبعة وسبعين». من الواضح ان لامك كان يعرض قضيته على انها دفاع عن النفس، محاجا ان ما فعله لم يكن جريمة قتل عمدية مثلما كانت جريمة قايين. لقد ادعى انه كان يدافع عن نفسه حين قتل الرجل الذي ضربه وجرحه. لذلك كانت قصيدته نوعا من التماس الحصانة ضد كل من يريد ان ينتقم منه لقتله الرجل المعتدي عليه.
اخنوخ سار مع اللّٰه في عالم كافر
في ايام انوش، قبل ايام اخنوخ بنحو اربعة قرون، «ابتُدئ ان يدعى باسم الرب». (تكوين ٤:٢٦) لقد استُعمل الاسم الالهي منذ فجر البشرية. لذلك لم يكن الدعاء باسم يهوه الذي بدأ في ايام انوش دعاءً بإيمان ومنسجما مع العبادة النقية. ويعتقد بعض العلماء العبرانيين ان التكوين ٤:٢٦ ينبغي ان تكون: «ابتدأوا بتدنيس» او «عندئذ ابتدأ التدنيس». فمن المحتمل ان يكون البشر قد اطلقوا الاسم يهوه على انفسهم او على اشخاص آخرين زعموا انهم يقتربون من خلالهم الى اللّٰه في العبادة. او لربما اطلقوه على الاصنام.
٢٠-٢٦ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٦–٨
«عمل نوح بالضبط كل ما امره به اللّٰه»
تمثَّلْ بإيمان وطاعة نوح ودانيال وأيوب
٤ اَلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا نُوحٌ. أَصْبَحَ ٱلنَّاسُ أَشْرَارًا جِدًّا فِي أَيَّامِ أَخْنُوخَ، أَحَدِ أَسْلَافِ نُوحٍ. حَتَّى إِنَّهُمْ تَكَلَّمُوا ‹بِأُمُورٍ فَظِيعَةٍ› عَلَى يَهْوَهَ. (يه ١٤، ١٥) كَمَا أَنَّ ٱلْعُنْفَ تَزَايَدَ حَتَّى «ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ» مِنْهُ بِحُلُولِ زَمَنِ نُوحٍ. فَقَدِ ٱتَّخَذَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ أَجْسَامًا بَشَرِيَّةً، تَزَوَّجُوا نِسَاءً، وَأَنْجَبُوا أَبْنَاءً قُسَاةً وَعُنَفَاءَ. (تك ٦:٢-٤، ١١، ١٢) أَمَّا نُوحٌ فَٱخْتَلَفَ عَنِ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِهِ. يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّهُ. فَهُوَ كَانَ «رَجُلًا بَارًّا، لَا عَيْبَ فِيهِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللّٰهِ». — تك ٦:٨، ٩.
‹سار مع اللّٰه›
استغرق بناء الفلك فترة طويلة تتراوح بين ٤٠ و ٥٠ سنة على الارجح. واستلزم قطع الاشجار ونقل الجذوع، ثم تقطيعها روافد وعوارض بالشكل المطلوب وتركيبها معا. وقد تألف من ثلاث طبقات وكان فيه حُجَر وباب في جانبه. ويظهر ان الفلك كانت له نوافذ في الاعلى على دائره، وسقف محدّب قليلا عند الوسط بانحدار بسيط من الجهتين لتصريف المياه. — تكوين ٦:١٤-١٦.
اركض في السباق باحتمال
١٣ مَا ٱلَّذِي مَكَّنَ خُدَّامَ يَهْوَهَ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْفَوْزِ فِي ٱلسِّبَاقِ؟ لَاحِظْ مَا كَتَبَهُ بُولُسُ عَنْ نُوحٍ. (اِقْرَأْ عبرانيين ١١:٧.) ‹فَطُوفَانُ ٱلْمِيَاهِ ٱلَّذِي أَهْلَكَ كُلَّ جَسَدٍ› هُوَ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ نُوحٌ قَدْ رَأَى مِثْلَهُ بَعْدُ، إِذْ إِنَّهُ حَدَثٌ لَا سَابِقَةَ لَهُ. (تك ٦:١٧) رَغْمَ ذلِكَ، لَمْ يَعْتَبِرْ نُوحٌ ٱلْفِكْرَةَ مُسْتَحِيلَةً أَوْ حَتَّى بَعِيدَةَ ٱلِٱحْتِمَالِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ آمَنَ أَنَّ يَهْوَهَ يُنَفِّذُ مَا يَقُولُهُ. وَهُوَ لَمْ يَشْعُرْ أَنَّ مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ أَصْعَبُ مِنْ أَنْ يُنْجِزَهُ، بَلْ ‹فَعَلَ كُلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ›. (تك ٦:٢٢) لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي مَا وَجَبَ عَلَيْهِ فِعْلُهُ: بِنَاءُ ٱلْفُلْكِ وَتَجْهِيزُهُ بِٱلطَّعَامِ، تَجْمِيعُ ٱلْحَيَوَانَاتِ، ٱلْكِرَازَةُ بِرِسَالَةِ تَحْذِيرٍ، وَإِبْقَاءُ عَائِلَتِهِ قَوِيَّةً رُوحِيًّا. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، أَدَّى إِيمَانُ نُوحٍ وَٱحْتِمَالُهُ إِلَى حَيَاةٍ وَبَرَكَاتٍ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ.
البحث عن جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر التكوين — الجزء ١
٧:٢ — على ايّ اساس كانت الحيوانات تُعتبَر طاهرة او نجسة؟ اعتُبرت الحيوانات طاهرة او نجسة على اساس استعمالها كذبائح في العبادة وليس على اساس كونها صالحة للأكل او لا. فلم يكن الانسان يتناول لحم الحيوانات قبل الطوفان. لذلك فإن التعبيرين «طاهر» و«نجس» المستخدَمين للإشارة الى الطعام ذُكرا اولا في الشريعة الموسوية وانتهيا بإلغاء هذه الشريعة. (اعمال ١٠:٩-١٦؛ افسس ٢:١٥) ومن الواضح ان نوحا عرف اية حيوانات ملائمة ليقدمها كذبائح في عبادة يهوه. وحالما خرج من الفلك «بنى نوح مذبحا للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح». — تكوين ٨:٢٠.
نقاط بارزة من سفر التكوين — الجزء ١
٧:١١ — من اين اتت كل المياه التي سبّبت الطوفان؟ في اثناء الفترة الخلقية الثانية او «اليوم» الثاني وعندما تكوَّن «الجَلَد» المحيط بالارض، كانت هنالك مياه «تحت الجَلَد» ومياه «فوق الجَلَد». (تكوين ١:٦، ٧) وكانت المياه التي «تحت الجَلَد» موجودة من قبل على الارض. اما المياه التي «فوق الجَلَد» فقد كانت كميات هائلة من الندى معلَّقة فوق الارض، مشكّلة «الغمر العظيم». وهذه المياه انهالت على الارض في ايام نوح.
٢٧ كانون الثاني (يناير)–٢ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٩–١١
«كانت الارض كلها تتكلم لغة واحدة»
ماذا يؤمن الناس بشأن الحياة بعد الموت؟
١١ من الواضح ان تعليم خلود النفس يعود الى بابل القديمة. فهل هذا مهمّ؟ نعم، لأن الكتاب المقدس يقول ان الذي اسّس مدينة بابل هو نمرود، ابن حفيد نوح. فبعد الطوفان العالمي في ايام نوح، كان جميع الناس يتكلمون لغة واحدة ولهم دين واحد. ولم يكن نمرود ‹مقاوما ليهوه› فحسب ولكنه اراد هو وأتباعه ان ‹يصنعوا لأنفسهم اسما›. وهكذا بتأسيس المدينة وبناء برج فيها، انشأ نمرود دينا مختلفا. — تكوين ١٠:١، ٦، ٨-١٠، عج؛ ١١:١-٤.
الجزء ٢: ٢٣٦٩-١٩٤٣ قم صياد، برج، وأنتم!
ان نظام نمرود السياسي، المُعَدّ في الواقع ليحل محل حكم اللّٰه البار على الجنس البشري، اتخذ بذلك معاني دينية اضافية. فبدأ الشعب ببناء ‹برج رأسه بالسماء› لكي ‹يصنعوا اسما [لانفسهم]،› لا للّٰه. — تكوين ١١:٤.
ورغم ان علماء الآثار عجزوا عن اثبات هوية خرائب قديمة بأنها بلا ريب برج بابل لنمرود، فقد وجدوا اكثر من اربعة وعشرين بناء متشابها على نحو واضح في منطقة ما بين النهرين. وفي الواقع، ان شكل البرج هذا كان ميزة لهندسة الهياكل هناك. وكتاب دروب الايمان يقول ان الهياكل البابلية «تركَّزت في الزقورة، التي هي بناء هرمي الشكل ذو مزار في القمة.» ويضيف: «كالابنية الدينية الضخمة من اهرام مصر الى مقبَّبات الهند او باغودات العالم البوذي، كانت الزقورة . . . على الارجح نموذجا اوليا بعيدا للكنيسة ذات المسلَّة.»
وقام عالم الآثار الالماني وولتر اندراي بتنقيب شامل في هذه المنطقة في بداية القرن الـ ٢٠. والمزار في قمة الزقورة، كما كتب، كان يُعتقد انه «البوابة . . . التي من خلالها ينزل اله السماء سلَّم الزقورة ليصل الى مكان سكنه الارضي.» فليس عجيبا اذا ادَّعى سكان بابل ان اسم مدينتهم عنى «بوابة اللّٰه،» المشتق من باب (بوابة) و ايلو (اللّٰه).
هل تنسجم خططك مع قصد اللّٰه؟
قبل حوالي ٠٠٠,٤ سنة، خطط بنّاؤو برج بابل لإعاقة انتشار العرق البشري. قالوا: «هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه في السماء، ونصنع لأنفسنا اسما شهيرا، لئلا نتبدد على وجه كل الارض». — تكوين ١١:٤.
لكن ذلك تعارض تماما مع قصد اللّٰه الذي سبق ان امر نوحا وأبناءه: «اثمروا واكثروا واملأوا الارض». (تكوين ٩:١) فماذا فعل اللّٰه إزاء اهداف هؤلاء المتمردين في بابل؟ لقد بلبل لغتهم كي لا يتمكنوا من التواصل. وبأية نتيجة؟ يتابع السجل: «بدّدهم يهوه من هناك على وجه كل الارض». (تكوين ١١:٥-٨) لقد تعلم بنّاؤو بابل قسرا عبرة مهمة: عندما لا تتفق الخطط البشرية مع قصد اللّٰه، فإن «قصد يهوه هو يثبت». (امثال ١٩:٢١) فهل تدع مثل هذه العِبر التي تُستخلَص من الماضي تؤثر في حياتك؟
هل نشأت اللغات من «برج بابل»؟
صحيح ان بلبلة اللغات التي حصلت في بابل اعاقت البشر عن توحيد قواهم الفكرية وقدراتهم الجسدية، الا ان لغاتهم الجديدة، اسوة باللغة الاولى، كانت متطورة ايضا. ففي غضون قرون قليلة، بنى الناس مدنا ناشطة، حشدوا جيوشا جبارة، ومارسوا التجارة على نطاق عالمي. (تكوين ١٣:١٢؛ ١٤:١-١١؛ ٣٧:٢٥) فهل كانوا سيحرزون كل هذا التقدم لو لم يستخدموا مجموعة واسعة من المفردات والقواعد؟! اذًا، يظهر الكتاب المقدس ان لغة الانسان الاصلية واللغات التي نشأت في بابل لم تكن همهمات بدائية شبيهة بأصوات الحيوانات بل لغة غنية بقواعدها ومفرداتها.
الجزء ٢: ٢٣٦٩-١٩٤٣ قم صياد، برج، وأنتم!
وعندما تشتتت هذه الفِرق في انحاء مختلفة من الارض اخذت معها على نحو طبيعي نظرياتها الدينية. واذ مر الوقت صارت هذه الافكار، رغم انها من حيث الاساس الشيء نفسه، مصطبغة بالتقليد والحوادث المحلية. فمن «دين واحد فقط» سرعان ما نشأ هناك «مئة شكل له.» ومن الواضح ان الاختبار الاول هذا في النشاط الديني-السياسي ثبت في النهاية انه رديء.
التحرُّر من الدين الباطل
٦ ولكن، على اساس تاريخ الميثولوجيا والدين، يبدو انه قبل ان يشتت يهوه الجنس البشري، غرس الشيطان في اذهان عبّاده تعاليم اساسية معيَّنة للدين الباطل. وهذه شملت المفاهيم الدينية لبقاء النفس حية بعد الموت، الخوف من الاموات، ووجود عالم سفلي جهنمي، بالاضافة الى عبادة الآلهة والإلاهات التي لا تحصى، وقد جُمع بعضها في مجموعات ثلاثية. ومثل هذه المعتقدات حملتها الى كل انحاء الارض الفرق اللغوية المختلفة. ومع مرور الوقت، خضعت هذه الافكار الاساسية للتغييرات. ولكنها، بشكل عام، تشكِّل بنية الدين الباطل في كل انحاء العالم. وعلى الرغم من انه فشل في محاولته خلق دين باطل واحد متَّحد عاصمته العالمية في بابل، نظَّم الشيطان اشكالا متنوعة للعبادة الباطلة، كانت من وحي بابلي وصُمِّمت لتحويل العبادة من يهوه الى نفسه. وظلَّت بابل طوال قرون مركزا ذا تأثير لعبادة الاوثان، السحر، الشعوذة، والتنجيم — كل العناصر الاساسية للدين الباطل. وليس مدهشا ان يمثِّل سفر الرؤيا الامبراطورية العالمية للدين الباطل بزانية قذرة تدعى بابل العظيمة. — رؤيا ١٧:١-٥.
البحث عن جواهر روحية
حام
لذلك يُحتمل ان يكون كنعان نفسه قد تورط بشكل مباشر في هذه الحادثة وأن اباه حاما لم يؤدبه. او ان نوحا، الذي كان يتكلم بالوحي، تنبأ ان نسل كنعان سيرث ميول حام الشريرة التي ربما كان ابنه كنعان يعرب عنها آنذاك. وقد تمت اللعنة جزئيا حين اخضع الاسرائيليون الساميون الكنعانيين. اما الذين لم يُهلكوا منهم (مثل الجبعونيين [يش ٩]) فصاروا عبيدا لإسرائيل. ثم كان لهذه اللعنة اتمام اضافي بعد قرون، حين وقع المتحدرون من كنعان بن حام تحت سيطرة القوى العالمية المتحدرة من يافث: مادي وفارس، اليونان، وروما.
نِمْرُود
في بادئ الامر، شملت مملكة نمرود مدن بابل، ارك، اكد، وكلنة — وجميعها في ارض شنعار. (تك ١٠:١٠) لذلك، من المرجح ان يكون بناء بابل وبرجها قد بدأ بتوجيه من نمرود. وهذا الاستنتاج ينسجم مع وجهة النظر اليهودية التقليدية. كتب يوسيفوس: «حوّل [نمرود] شيئا فشيئا الوضع العام الى حالة ساد فيها الطغيان، معتبرا ان الطريقة الوحيدة لتحرير الناس من الخوف من اللّٰه هي جعلهم يعتمدون باستمرار على قوته هو. كما هدد بالانتقام من اللّٰه في حال اراد ان يغمر الارض ثانية بالماء؛ فكان سيبني برجا اعلى مما تستطيع المياه بلوغه ويثأر لإهلاك آبائهم. وقد تاق الناس الى تنفيذ اقتراح [نمرود] هذا، معتبرين الخضوع للّٰه عبودية. فشرعوا في بناء البرج . . . وقد ارتفع بسرعة تفوق كل التوقعات». — العاديات اليهودية، ١:١١٤، ١١٥ (٤:٢، ٣).