مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٣-٩ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ١٢–١٤
«لمَ يعنيك عهد يهوه مع ابراهيم؟»
نقاط بارزة من سفر التكوين — الجزء ٢
١٢:١-٣ — متى صار العهد الابراهيمي ساري المفعول، وكم سيدوم؟ كما يبدو، صار عهد يهوه مع أبرام ان ‹تتبارك فيه جميع قبائل الارض› ساري المفعول عندما عبر أبرام نهر الفرات في طريقه الى كنعان. ولا بد ان هذا حدث في ١٤ نيسان القمري سنة ١٩٤٣ قم، قبل ٤٣٠ سنة من تحرير الاسرائيليين من مصر. (خروج ١٢:٢، ٦، ٧، ٤٠، ٤١) والعهد الابراهيمي هو ‹عهد الى وقت غير محدَّد›. فسيبقى ساري المفعول الى ان تُبارَك قبائل الارض ويُهلَك كل اعداء اللّٰه. — تكوين ١٧:٧، عج؛ ١ كورنثوس ١٥:٢٣-٢٦.
«انك امرأة جميلة»
بعد ان عبرت القافلة نهر الفرات، على الارجح في ١٤ نيسان القمري سنة ١٩٤٣ قم، شقت طريقها جنوبا الى الارض التي وعد بها يهوه. (خروج ١٢:٤٠، ٤١) تخيَّل سارة تتلفت تارة هنا وتارة هناك مبهورة بجمال الارض وتنوِّعها ومناخها المنعش. وقرب الاشجار الكبيرة في مورة بجوار شكيم، تراءى يهوه مجددا لإبراهيم وقال له هذه المرة: «لنسلك أُعطي هذه الارض». يا للمغزى العميق الذي تحمله كلمة «نسل» الى ابراهيم! فلا شك انها اعادته بالذاكرة الى جنة عدن حيث تنبأ يهوه عن نسل سيأتي ويقضي على الشيطان. زد على ذلك ان يهوه سبق وقال لإبراهيم ان الامة المتحدرة منه ستفتح الطريق لتتبارك كل شعوب الارض. — تكوين ٣:١٥؛ ١٢:٢، ٣، ٦، ٧.
لماذا يجب ان تعرفوا الحقيقة عن ابرهيم
ان ذلك وعد مذهل، وابرهيم سمعه يُتَفوَّه به في مناسبتين اخريين على الاقل. (تكوين ١٨:١٨؛ ٢٢:١٨) وبغية اتمامه سيقيم اللّٰه ايضا من الموت ممثلي القبائل التي انقرضت. والحياة لمثل هؤلاء المقامين ستكون حقا بركة، لان معظمهم سيرجعون الى وضع ارضي يشبه الفردوس الذي فقده الانسان في الاصل. وبعد ذلك سيتعلَّمون كيف ينالون بركة الحياة الابدية. — تكوين ٢:٨، ٩، ١٥-١٧؛ ٣:١٧-٢٣.
«قُم امشِ في الارض»
هل تحب ان تتجول بالسيارة في الريف في عطلة نهاية الاسبوع؟ قد يفضِّل آخرون التنقل بالدراجة، وبذلك يمارسون الرياضة ويتمتعون اكثر بالمناظر الطبيعية. أما آخرون فيختارون التنزه سيرا على الاقدام للتعرّف بالمنطقة والتمتع بالمناظر على مهل. وعادة، تكون مدة هذه الرحلات محدودة. ولكن تخيَّل ما شعر به ابراهيم بعدما قال له اللّٰه: «قُم امشِ في الارض طولها وعرضها. لأني لك اعطيها». — تكوين ١٣:١٧.
٢ تأمل في قرينة هذه الكلمات. كان ابراهيم وزوجته وأشخاص آخرون يقيمون في مصر. ويخبرنا التكوين الاصحاح ١٣ انهم تركوا مصر مع مواشيهم و ‹صعدوا الى الجنوب [«النَّقَب»، ترجمة تفسيرية] ثم ساروا في رحلاتهم الى بيت ايل›. وعندما نشأت مشكلة بين رعاة ابراهيم ورعاة ابن اخيه لوط واتَّضح ان كلًّا منهما يجب ان يجد مراعي لمواشيه، اعطى ابراهيم لوطا اولوية الاختيار. فاختار لوط «دائرة الاردن»، وادٍ خصب «كجنة الرب»، وسكن لاحقا في سدوم. وبعد تلك الحادثة، قال اللّٰه لإبراهيم: «ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا». وعلى الارجح من موقع مرتفع قرب بيت ايل، استطاع ابراهيم ان يرى انحاء اخرى من تلك الارض. ولكن هذا لم يكن كل شيء. فقد دعاه اللّٰه ان ‹يمشي في الارض› ليتعرّف بطبيعتها ومناطقها.
ليكن لكم ايمان كإيمان ابراهيم!
١٥ في ازمنة الكتاب المقدس، كان يحق للشخص ان يتفحص الارض قبل ان يتملّكها. وهكذا، ربما خدم التنقل كمذكِّر دائم ان هذه الارض ستصبح يوما ما لنسل ابرام. فأطاع ابرام وظل يسكن في «خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون. بنى هناك مذبحا للرب». (تكوين ١٣:١٨) مرة اخرى، برهن ابرام ان العبادة تحتل المرتبة الاولى في حياته. فهل يحتل الدرس العائلي، الصلاة العائلية، وحضور الاجتماعات المرتبة الاولى في عائلتكم؟
البحث عن جواهر روحية
بادِر الى تسوية الخلافات بمحبة
١٢ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ لَنَا كَيْفَ نَحُلُّ ٱلْخِلَافَاتِ سِلْمِيًّا. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْخِلَافَ ٱلَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ شِقَاقًا بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَٱبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ. فَقَدِ ٱمْتَلَكَ كِلَاهُمَا مَوَاشِيَ كَثِيرَةً، وَتَخَاصَمَ رُعَاتُهُمَا عَلَى ٱلْمَرْعَى كَمَا يَبْدُو. فَلَمْ يَطْلُبْ إِبْرَاهِيمُ مَصْلَحَتَهُ، بَلْ أَعْطَى لِلُوطٍ أَفْضَلِيَّةَ ٱلِٱخْتِيَارِ حِفَاظًا عَلَى ٱلسَّلَامِ. (تك ١٣:١، ٢، ٥-٩) فَيَا لَلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ لَنَا! وَهَلْ كَانَ خَاسِرًا بِسَبَبِ كَرَمِهِ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ مُبَاشَرَةً، وَعَدَهُ يَهْوَهُ بِبَرَكَاتٍ عَظِيمَةٍ. (تك ١٣:١٤-١٧) نَحْنُ أَيْضًا قَدْ يَلْزَمُنَا أَنْ نُضَحِّيَ لِكَيْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ، لٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيُبَارِكُنَا حِينَ نَتْبَعُ مَبَادِئَهُ وَنُسَوِّي ٱلْخِلَافَاتِ بِمَحَبَّةٍ.
رئيس الكهنة
ويظهر ايضا تفوُّق كهنوت المسيح من خلال اعطاء لاوي، سلف الكهنة اليهود، العشر لملكي صادق لأنه كان لا يزال في صلب ابراهيم عندما قدم هذا الاب الجليل العشر لكاهن وملك شليم. اضافة الى ذلك، ان نيل ابراهيم البركة من ملكي صادق يعني ان لاوي نال ايضا البركة منه، وعادة الادنى هو الذي يُبارَك من الاعظم. (عب ٧:٤-١٠) ايضا، يذكر الرسول ان ملكي صادق، بحكم كونه بلا «اب . . . ولا ام ولا نسب ولا بداية ايام ولا نهاية حياة» يمثل يسوع المسيح الذي نال كهنوتا ابديا وأُقيم الى «حياة لا تهلك». — عب ٧:٣، ١٥-١٧.
١٠-١٦ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ١٥–١٧
«لماذا غيَّر يهوه اسم ابرام وساراي؟»
جِدوا المسرّة في برّ يهوه
١٥ اضافة الى ذلك، يرتبط البرّ عند البشر ارتباطا وثيقا بما في قلب الشخص — ايمانه وتقديره ومحبته ليهوه ووعوده — وليس فقط بفعله ما يطلبه اللّٰه. فالاسفار المقدسة تقول ان ابراهيم «آمن بالرب فحَسِبَه له برًّا». (تكوين ١٥:٦) فلم يكن لإبراهيم ايمان بوجود اللّٰه فحسب، بل ايضا بوعده المتعلق ‹بالنسل›. (تكوين ٣:١٥؛ ١٢:٢؛ ١٥:٥؛ ٢٢:١٨) وعلى اساس ايمان كهذا وأعمال منسجمة معه، تمكَّن يهوه من التعامل مع ابراهيم وغيره من الامناء ومباركتهم رغم انهم ناقصون. — مزمور ٣٦:١٠، عج؛ روما ٤:٢٠-٢٢.
إبْراهيم
مرت الايام وظلت سارة عاقرا، بالرغم من مضي عشر سنوات تقريبا على وجود ابراهيم وعائلته في كنعان. فاقترحت سارة ان تحل محلها جاريتها المصرية هاجر لعلها تحصل على طفل منها. فوافق ابراهيم ووُلد اسماعيل سنة ١٩٣٢ قم حين كان عمر ابراهيم ٨٦ سنة. (تك ١٦:٣، ١٥، ١٦) وبعد مرور عدة سنوات، اي سنة ١٩١٩ قم حين كان ابراهيم في الـ ٩٩ من عمره، امر يهوه بختن كل الذكور في بيت ابراهيم ليكون ذلك علامة او ختما يشهد على علاقة العهد المميزة بينهما. وفي الوقت نفسه، غيّر يهوه اسمه من ابرام الى ابراهيم ‹لأنه كان سيصيره ابا لجمهور من الامم›. (تك ١٧:٥، ٩-٢٧؛ رو ٤:١١) بعيد ذلك، استضاف ابراهيم ثلاثة ملائكة متجسدين باعتبارهم ممثّلين ليهوه. وقد وعده هؤلاء الملائكة ان سارة ستحبل وأنها ستلد ابنا خلال السنة التالية. — تك ١٨:١-١٥.
هل من مغزى للاسماء؟
كما ان اللّٰه نفسه غيّر لمقاصد نبوية اسماء بعض الاشخاص البالغين. مثلا، استبدل الاسم ابرام، الذي يعني «ابٌ مرفَّع»، بإبراهيم، الذي يعني «ابٌ لجمهور». وانسجاما مع معنى اسمه، اصبح ابراهيم بالفعل ابا لأمم كثيرة. (تكوين ١٧:٥، ٦) وقد فعل اللّٰه الامر نفسه مع زوجة ابراهيم. وكم فرحت حين غيّر اسمها ساراي، الذي ربما يعني «مجاهِدة»، الى «سارة» اي «اميرة»، مشيرا الى ان ملوكا سيتحدرون منها! — تكوين ١٧:١٥، ١٦.
البحث عن جواهر روحية
إسْحاق
اخبر يهوه ابراهيم ان نسله سيتغرب وستجري مضايقته طوال ٤٠٠ سنة. وقد انتهت هذه الفترة بإنقاذ الاسرائيليين من مصر سنة ١٥١٣ قم. (تك ١٥:١٣؛ اع ٧:٦) وبالرجوع ٤٠٠ سنة نصل الى سنة ١٩١٣ قم التي تسم بداية فترة المضايقة هذه. بناء على ذلك، تكون السنة ١٩١٣ ايضا سنة فطام اسحاق لأن حادثتي فطامه واساءة معاملته من قبل اسماعيل مرتبطتان في الرواية ارتباطا وثيقا من الناحية الزمنية. وهذا يعني ان اسحاق كان ابن ٥ سنوات تقريبا حين فُطم، اذ انه وُلد سنة ١٩١٨ قم. وقد وسمت ولادته بداية فترة الـ ٤٥٠ سنة المذكورة في الاعمال ١٣:١٧-٢٠ التي دامت حتى سنة ١٤٦٧ قم تقريبا، حين انتهت الحملة العسكرية التي قام بها يشوع في كنعان وقُسمت الارض على الاسباط.
إسْماعِيل
وُلد اسحاق بعد سنة، حين كان اسماعيل في الـ ١٤ من عمره. (تك ١٦:١٦؛ ٢١:٥) وبعد خمس سنوات، اي سنة ١٩١٣ قم، في يوم فطام اسحاق، رأت سارة اسماعيل «يهزأ» بأخيه من ابيه، الذي يصغره في السن. (تك ٢١:٨، ٩) ولم يكن ذلك لهوا صبيانيا بريئا. فكما يوضح العدد التالي في الرواية، ربما كان اسماعيل يتحدى اسحاق ساخرا منه بشأن حقه في الوراثة. يقول الرسول بولس ان هذه الاحداث كانت ‹رمزا› او قصة رمزية، ويُظهر ان سوء المعاملة الذي تعرض له اسحاق على يد اسماعيل اخيه من أم مصرية، كان اضطهادا. لذلك وسمت هذه الحادثة بداية الـ ٤٠٠ سنة المنبإ بها التي ستجري فيها مضايقة اسرائيل. وقد انتهت هذه الفترة بالتحرر من العبودية المصرية سنة ١٥١٣ قم. — غل ٤:٢٢-٣١؛ تك ١٥:١٣؛ اع ٧:٦؛ انظر «إسْحاق».
الخُرُوج
«في الجيل الرابع»: لا ننسَ ان يهوه قال لإبراهيم ان المتحدرين منه سيرجعون الى كنعان في الجيل الرابع. (تك ١٥:١٦) وطوال فترة الـ ٤٣٠ سنة من وقت سريان مفعول العهد الابراهيمي الى الخروج، مر اكثر من اربعة اجيال حتى لو اخذنا في الاعتبار اعمار الناس الطويلة خلال تلك الفترة، بحسب ما يذكر السجل. لكن الاسرائيليين بقوا فعليا في مصر مدة ٢١٥ سنة فقط. ويمكن حساب ‹الاجيال الاربعة› التي تلت دخولهم مصر، باستخدام مثال سبط اسرائيلي واحد هو سبط لاوي، على النحو التالي: (١) لاوي، (٢) قهات، (٣) عمرام، و (٤) موسى. — خر ٦:١٦، ١٨، ٢٠.
١٧-٢٣ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ١٨–١٩
«‹قاضي كل الارض› يدمِّر سدوم وعمورة»
«ديَّان كل الارض» يجري العدل دائما
«أَدَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ لَا يَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ»؟ (تك ١٨:٢٥) بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَبَّرَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُصْدِرُ حُكْمًا عَادِلًا عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. فَٱللّٰهُ، فِي رَأْيِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ، يَسْتَحِيلُ أَنْ ‹يُمِيتَ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ›. وَبَعْدَ ٤٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، قَالَ يَهْوَهُ عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ «ٱلصَّخْرُ، وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ، لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ. إِلٰهُ أَمَانَةٍ لَا ظُلْمَ عِنْدَهُ، بَارٌّ وَمُسْتَقِيمٌ هُوَ». — تث ٣١:١٩؛ ٣٢:٤.
طول الاناة: الاحتمال دون ان نفقد الامل
رَسَمَ يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ لَنَا فِي طُولِ ٱلْأَنَاةِ. (٢ بط ٣:١٥) وَكَلِمَتُهُ تُخْبِرُنَا عَنْ مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ أَظْهَرَ فِيهَا هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ. (نح ٩:٣٠؛ اش ٣٠:١٨) مَثَلًا، كَيْفَ تَصَرَّفَ عِنْدَمَا طَرَحَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ أَسْئِلَةً حَوْلَ دَيْنُونَتِهِ عَلَى سَدُومَ؟ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّهُ لَمْ يُقَاطِعْ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنْ أَسْئِلَتِهِ وَمَخَاوِفِهِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، أَصْغَى إِلَيْهِ بِصَبْرٍ، وَأَظْهَرَ لَهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ إِذْ كَرَّرَ مَا قَالَهُ. كَمَا طَمْأَنَهُ أَنَّهُ لَنْ يُدَمِّرَ سَدُومَ إِذَا وَجَدَ فِيهَا عَشَرَةَ أَبْرَارٍ فَقَطْ. (تك ١٨:٢٢-٣٣) وَمِثَالُ يَهْوَهَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُصْغِيَ بِصَبْرٍ وَلَا نُبَالِغَ فِي رَدَّةِ فِعْلِنَا.
يهوه هو السيد المتسلط علينا
١٢ بِإِمْكَانِنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُرَسِّخُ سُلْطَانَهُ عَمَّا قَرِيبٍ. فَهُوَ لَنْ يَحْتَمِلَ ٱلشَّرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ. فَقَدِيمًا، ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً ضِدَّ ٱلْأَشْرَارِ عِنْدَمَا جَلَبَ عَلَيْهِمِ ٱلطُّوفَانَ. وَقَدْ دَمَّرَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَهْلَكَ فِرْعَوْنَ وَجُيُوشَهُ. كَمَا أَنَّ سِيسَرَا وَجَيْشَهُ وَسَنْحَارِيبَ وَجُنُودَهُ ٱلْأَشُّورِيِّينَ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱلْعَلِيِّ. (تك ٧:١، ٢٣؛ ١٩:٢٤، ٢٥؛ خر ١٤:٣٠، ٣١؛ قض ٤:١٥، ١٦؛ ٢ مل ١٩:٣٥، ٣٦) لِذَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ لَنْ يَصْبِرَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلِٱسْتِهَانَةِ بِٱسْمِهِ وَٱلْإِسَاءَةِ إِلَى شُهُودِهِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَنَحْنُ نَرَى بِأُمِّ عَيْنِنَا عَلَامَةَ حُضُورِ يَسُوعَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. — مت ٢٤:٣.
البحث عن جواهر روحية
يسوع المسيح
اذًا، ربما دعا توما يسوع «الهي» باعتباره «الها»، ولكن ليس اللّٰه القادر على كل شيء «الاله الحق الوحيد» الذي كثيرا ما سمع توما يسوع يصلي اليه. (يو ١٧:١-٣) او ربما دعاه «الهي» بطريقة مماثلة لما ذكره اجداده من عبارات سُجلت في الاسفار العبرانية وكانت مألوفة لديه. ففي عدة مناسبات حين كان رسول ملائكي من يهوه يزور بعض الاشخاص او يتكلم معهم، كان هؤلاء، او احيانا كاتب الحادثة في الكتاب المقدس، يعتبرون او يقولون ان هذا الرسول الملائكي هو يهوه اللّٰه. (قارن تك ١٦:٧-١١، ١٣؛ ١٨:١-٥، ٢٢-٣٣؛ ٣٢:٢٤-٣٠؛ قض ٦:١١-١٥؛ ١٣:٢٠-٢٢.) والسبب هو ان الرسول الملائكي كان يمثل يهوه، متحدثا باسمه وربما متكلما احيانا كما لو انه يهوه نفسه. (تك ٣١:١١-١٣؛ قض ٢:١-٥) وعليه، ربما هذا ما عناه توما حين دعا يسوع «الهي»، معترفا بأن يسوع هو ممثل الاله الحق والناطق باسمه. على اية حال، من المؤكد ان ما قاله توما لا يتناقض مع الكلمات الواضحة التي سمع بأذنيه يسوع يقولها: «الآب اعظم مني». — يو ١٤:٢٨.
ساعد الآخرين في الظروف الصعبة
٣ قَرَّرَ لُوطٌ أَنْ يَسْكُنَ بَيْنَ شَعْبِ سَدُومَ ٱلْغَارِقِ فِي ٱلْفَسَادِ. لٰكِنَّ قَرَارَهُ كَانَ سَيِّئًا. (اقرأ ٢ بطرس ٢:٧، ٨.) فَمَعَ أَنَّ ٱلْمِنْطَقَةَ كَانَتْ مُزْدَهِرَةً، دَفَعَ لُوطٌ ثَمَنًا غَالِيًا لِأَنَّهُ ٱنْتَقَلَ إِلَيْهَا. (تك ١٣:٨-١٣؛ ١٤:١٢) فَكَمَا يَبْدُو، تَعَلَّقَتْ زَوْجَتُهُ بِٱلْمَدِينَةِ أَوْ بِبَعْضِ سُكَّانِهَا لِدَرَجَةِ أَنَّهَا تَمَرَّدَتْ عَلَى يَهْوَهَ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، خَسِرَتْ حَيَاتَهَا حِينَ أَمْطَرَ يَهْوَهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا عَلَى ٱلْمِنْطَقَةِ. وَمَاتَ خَطِيبَا ٱبْنَتَيْ لُوطٍ فِي سَدُومَ. وَخَسِرَ لُوطٌ مَنْزِلَهُ، مُمْتَلَكَاتِهِ، وَٱلْأَصْعَبُ زَوْجَتَهُ. (تك ١٩:١٢-١٤، ١٧، ٢٦) فَأَيُّ صِفَةٍ أَظْهَرَهَا يَهْوَهُ فِي هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ؟
٢٤ شباط (فبراير)–١ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٠–٢١
«هل تثق ان يهوه يفي بوعوده دائما؟»
دعاها اللّٰه «اميرة»
وهل ضحكت سارة لأن ايمانها ضعيف؟ كلا على الاطلاق. فالكتاب المقدس يقول: «بالايمان ايضا نالت سارة نفسها قوة لتحبل بنسل، مع انها جاوزت السن، لأنها اعتبرت ان الذي وعد امين». (عبرانيين ١١:١١) فهي عرفت مَن هو يهوه وأنه يتمم اي وعد يقطعه. أفلسنا جميعا في امس الحاجة الى ايمان كهذا؟! اذًا، لنزد معرفتنا بإله الكتاب المقدس. وعندئذ ندرك ان مع سارة كل الحق ان تؤمن بيهوه ايمانا قويا. فيهوه إله امين وصادق ويستحيل ألا يتمم كل وعوده. حتى انه احيانا يحقِّقها بطرائق تفاجئنا، فنكاد لا نصدِّق ونضحك من الدهشة.
«اسمع لقولها»
اخيرا، وبعمر ٩٠ سنة، ذاقت سارة طعم الامومة الذي حلمت به طوال حياتها. فقد انجبت ابنا لزوجها الحبيب الذي اصبح في المئة من عمره. فدعى ابراهيم طفله اسحاق، او «ضحك»، عملا بوصية اللّٰه. تخيَّل وجه سارة يشع فرحا وهي تقول رغم تعبها: «قد جعل اللّٰه لي ضحكا: كل مَن يسمع يضحك لي». (تكوين ٢١:٦) ولا شك ان هذه الهبة العجائبية من يهوه ابهجت قلبها حتى آخر يوم في حياتها. إلا انها في الوقت نفسه ألقت على عاتقها مسؤوليات ثقيلة.
فحين صار اسحاق بعمر ٥ سنوات، اقامت العائلة وليمة بمناسبة فطامه. لكنَّ فرحة سارة لم تكتمل في ذلك اليوم. فالسجل يذكر انها «رأت» سلوكا اقلقها. فإسماعيل ابن هاجر، البالغ من العمر ١٩ سنة، راح يهزأ بأخيه الصغير اسحاق. ان تصرفه هذا لم يكن مجرد لهو صبياني بريء. فبحسب ما أُوحي الى الرسول بولس لاحقا، كان ما فعله اسماعيل اضطهادا. وسارة رأت الامر على حقيقته: انه تهديد خطير لخير ابنها وسلامته. فخوفها مما حدث كان اكثر من خوف ام على ابنها؛ فهي تعرف جيدا ان اسحاق سيتمِّم دورا اساسيا في قصد يهوه. لذا استجمعت جرأتها وطلبت من ابراهيم بصريح العبارة ان يطرد هاجر وإسماعيل. — تكوين ٢١:٨-١٠؛ غلاطية ٤:٢٢، ٢٣، ٢٩.
لكنَّ ما قالته ‹ساء جدا لدى ابراهيم›. فهو متعلق جدا بابنه اسماعيل، ومشاعر الابوة شوَّشت حكمه في هذه المسألة. اما يهوه فرأى الخطر بوضوح. فتدخَّل وقال لإبراهيم: «لا يسؤ لديك شيء مما تقوله لك سارة عن الصبي وعن امتك. اسمع لقولها، لأنه بإسحاق يُدعى لك نسل». وطمأنه انه سيهتم بحاجات هاجر وابنها. فأذعن ابراهيم الولي لقول يهوه. — تكوين ٢١:١١-١٤.
البحث عن جواهر روحية
«انك امرأة جميلة»
كانت سارة اخت ابراهيم من ابيهما تارح ولكن من ام اخرى. (تكوين ٢٠:١٢) صحيح ان زواجهما غير مقبول اليوم، ولكن من المهم ان نبقي في بالنا ان الامور اختلفت في ذلك الزمان. فالانسان كان اقرب الى الكمال الذي تمتع به آدم وحواء ثم خسراه. وبما ان البشر كانوا اقوياء البنية، فمن الواضح ان زواج الاقرباء اللصيقين لم يسبِّب اي مخاطر وراثية. ولكن بعد ٤٠٠ سنة تقريبا، اصبح الانسان ابعد عن الكمال. لذا حرَّمت الشريعة الموسوية آنذاك كل العلاقات الجنسية بين الاقرباء اللصيقين. — لاويين ١٨:٦.
ابرهيم — مثال لجميع الذين يطلبون صداقة اللّٰه
٩ وابرام تجاوب بعمل ايمان آخر. فكما تقول الرواية: «بنى هناك مذبحا للرب.» (تكوين ١٢:٧) وعلى الارجح، شمل ذلك تقديم ذبيحة حيوانية، لأن الكلمة العبرانية لِـ «مذبح» تعني «مكان الذبيحة.» ثم كرَّر ابرام اعمال الايمان هذه في انحاء اخرى من الارض. واضافة الى ذلك، «دعا باسم (يهوه).» (تكوين ١٢:٨؛ ١٣:١٨؛ ٢١:٣٣) والعبارة العبرانية «يدعو باسم» تعني ايضا «يعلن (يكرز بِـ) الاسم.» وأهل بيت ابرام بالإضافة الى الكنعانيين لا بد انهم سمعوه يعلن بجرأة اسم الهه، يهوه. (تكوين ١٤:٢٢-٢٤) وبطريقة مماثلة، فإن جميع الذين يطلبون صداقة اللّٰه اليوم يجب ان يدعوا باسمه بايمان. ويشمل ذلك الاشتراك في الكرازة العلنية، ‹مقدمين في كل حين للّٰه ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه.› — عبرانيين ١٣:١٥؛ رومية ١٠:١٠.