مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • م‌دخ٢٠ آذار (‏مارس)‏ ص ١-‏٩
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠٢٠)‏
  • العناوين الفرعية
  • ٢-‏٨ آذار (‏مارس)‏
  • ٩-‏١٥ آذار (‏مارس)‏
  • ١٦-‏٢٢ آذار (‏مارس)‏
  • فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ هَلْ كَانَتِ ٱلْبَكُورِيَّةُ شَرْطًا لِيَكُونَ ٱلشَّخْصُ مِنْ سُلَالَةِ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا؟‏
  • ٢٣-‏٢٩ آذار (‏مارس)‏
  • ٣٠ آذار (‏مارس)‏–‏٥ نيسان (‏ابريل)‏
مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠٢٠)‏
م‌دخ٢٠ آذار (‏مارس)‏ ص ١-‏٩

مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

٢-‏٨ آذار (‏مارس)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٢–‏٢٣

‏«امتحن اللّٰه ابراهيم»‏

ب١٢ ١/‏١ ص ٢٣

لماذا طلب اللّٰه من ابراهيم ان يقدّم ابنه ذبيحة؟‏

تأمل في كلمات يهوه لإبراهيم:‏ ‹خُذ،‏ من فضلك،‏ ابنك وحيدك الذي تحبه،‏ اسحاق،‏ وقرِّبه محرقة›.‏ (‏تكوين ٢٢:‏٢‏)‏ لاحظ ان يهوه اشار الى اسحاق بأنه الابن ‹الذي يحبه› ابراهيم.‏ فقد ادرك تماما كم كان اسحاق غاليا على قلب ابيه.‏ وعرف ايضا المشاعر التي يكنها هو لابنه يسوع.‏ فقد احبه جدا حتى انه تكلم من السماء مرتين مشيرا اليه مباشرة بعبارة:‏ «ابني الحبيب».‏ —‏ مرقس ١:‏١١؛‏ ٩:‏٧‏.‏

علاوة على ذلك،‏ شملت كلمات يهوه لإبراهيم عبارة «من فضلك».‏ ويرى احد علماء الكتاب المقدس ان استخدام اللّٰه لهذه العبارة دلالة ان «الرب يدرك الكلفة الباهظة التي يستلزمها طلبه».‏ فلا بد ان الحزن الذي انتاب ابراهيم جراء ذلك كان شديدا جدا؛‏ وبشكل مماثل،‏ لا بد ان الالم الذي اعتصر قلب يهوه لدى رؤية ابنه الحبيب يتعذب ويموت كان عميقا الى حد لا يمكن تصوره.‏ وهو دون شك اعظم ألم اختبره او سيختبره على الاطلاق.‏

وهكذا،‏ رغم ان التفكير بما طلبه يهوه من ابراهيم قد يثير نفورنا،‏ من الحكمة ان نتذكر انه لم يدعه يقدم ابنه ذبيحة.‏ بل جنَّبه اسوأ خسارة يمكن ان يختبرها الاب،‏ اذ حمى اسحاق من الموت.‏ لكنه بالمقابل «لم يمسك عنا ابنه،‏ بل أسلمه من اجلنا جميعا».‏ (‏روما ٨:‏٣٢‏)‏ فلماذا عرّض يهوه نفسه لهذه المحنة الرهيبة؟‏ لقد فعل ذلك لكي «نحيا».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٩‏)‏ فيا له من مذكِّر قوي بمحبته لنا!‏ أوَلا يدفعنا ذلك ان نعرب نحن بدورنا عن محبتنا له؟‏

ب١٢ ١٥/‏١٠ ص ٢٣-‏٢٤ ف ٦

٦ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ أَيْضًا ٱسْتَخْدَمَ عِبَارَاتِ قَسَمٍ مِثْلَ:‏ «حَيٌّ أَنَا»،‏ وَذلِكَ لِفَائِدَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ (‏حز ١٧:‏١٦‏)‏ وَيَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ مُنَاسَبَةً حَلَفَ فِيهَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ.‏ وَلَعَلَّ أَشْهَرَ مِثَالٍ عَلَى ذلِكَ يُرَى فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَقَدْ أَعْطَاهُ وُعُودًا عَدِيدَةً تُظْهِرُ،‏ إِذَا مَا جُمِعَتْ،‏ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ هذَا ٱلْأَبِ ٱلْجَلِيلِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ.‏ (‏تك ١٢:‏١-‏٣،‏ ٧؛‏ ١٣:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٥:‏٥،‏ ١٨؛‏ ٢١:‏١٢‏)‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ أَخْضَعَهُ لِٱمْتِحَانٍ قَاسٍ حِينَ أَمَرَهُ بِتَقْرِيبِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ.‏ فَأَطَاعَ إِبْرَاهِيمُ دُونَ إِبْطَاءٍ،‏ وَكَانَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةً لَوْ لَمْ يَمْنَعْهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ.‏ عِنْدَئِذٍ أَقْسَمَ يَهْوَهُ:‏ «بِنَفْسِي أَحْلِفُ .‏ .‏ .‏ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ،‏ لَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ،‏ وَيَمْتَلِكُ نَسْلُكَ أَبْوَابَ مُدُنِ أَعْدَائِهِ.‏ وَتَتَبَارَكُ بِنَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».‏ —‏ تك ٢٢:‏١-‏٣،‏ ٩-‏١٢،‏ ١٥-‏١٨‏.‏

البحث عن جواهر روحية

ب١٦/‏٢ ص ١١ ف ١٣

دعاه يهوه «صديقي»‏

١٣ قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ خَادِمَيْهِ،‏ قَالَ لَهُمَا:‏ «اُمْكُثَا أَنْتُمَا هُنَا مَعَ ٱلْحِمَارِ،‏ وَأَمَّا أَنَا وَٱلصَّبِيُّ،‏ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنُؤَدِّي ٱلْعِبَادَةَ وَنَعُودُ إِلَيْكُمَا».‏ (‏تك ٢٢:‏٥‏)‏ فَمَاذَا قَصَدَ بِذٰلِكَ؟‏ هَلْ كَانَ يَكْذِبُ عَلَيْهِمَا بِقَوْلِهِ إِنَّ إِسْحَاقَ سَيَعُودُ،‏ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّهُ سَيُقَدِّمُهُ ذَبِيحَةً؟‏ كَلَّا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُعْطِينَا فِكْرَةً عَمَّا جَالَ فِي خَاطِرِهِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏١٩‏.‏)‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ «حَسِبَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ [إِسْحَاقَ] حَتَّى مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ».‏ فَقَدْ آمَنَ بِٱلْقِيَامَةِ،‏ إِذْ سَبَقَ أَنْ رَأَى كَيْفَ أَحْيَا يَهْوَهُ قِوَاهُ ٱلتَّنَاسُلِيَّةَ هُوَ وَسَارَةَ فِي شَيْخُوخَتِهِمَا.‏ (‏عب ١١:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٨‏)‏ وَهٰكَذَا أَدْرَكَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ لَا شَيْءَ يَسْتَحِيلُ عَلَى يَهْوَهَ.‏ لِذَا كَانَ وَاثِقًا أَنَّهُ مَهْمَا حَصَلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ فَسَيَرُدُّ يَهْوَهُ إِلَيْهِ ٱبْنَهُ إِسْحَاقَ لِكَيْ تَتِمَّ كُلُّ وُعُودِهِ.‏ لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُدْعَى إِبْرَاهِيمُ «أَبًا لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ».‏

بص «المعرفة المسبقة،‏ التعيين المسبق»‏

المعرفة المسبقة،‏ التعيين المسبق

المعرفة المسبقة الانتقائية:‏ ان الفكرة البديلة عن القضاء والقدر،‏ وهي ان اللّٰه يستخدم قدرته على معرفة المستقبل بطريقة انتقائية،‏ ينبغي ان تنسجم مع مقاييسه البارة ومع ما يكشفه عن نفسه في كلمته.‏ فبالتباين مع نظرية القضاء والقدر،‏ يشير عدد من الآيات ان اللّٰه يفحص وضعا معينا سائدا ثم يتَّخذ قرارا على اساس هذا الفحص.‏

مثلا،‏ تذكر التكوين ١١:‏٥-‏٨ ان اللّٰه وجَّه انتباهه الى الارض ليطَّلع على الاوضاع في بابل ويحدِّد اي اجراء يجب اتِّخاذه آنذاك لإعاقة المشروع الذي كان مخالفا لمشيئته.‏ ويروي سفر التكوين ايضا انه بعد تزايد الشر في سدوم وعمورة،‏ اعلم يهوه ابراهيم بقراره ان يستكشف الاوضاع هناك (‏بواسطة ملائكته)‏ قائلا:‏ «لأرى هل يعملون بالتمام بحسب ما يأتي اليَّ من صراخ عليها،‏ وإلا فأعلم».‏ (‏تك ١٨:‏٢٠-‏٢٢؛‏ ١٩:‏١‏)‏ كما تقول الاسفار المقدسة ان اللّٰه ‹عرف ابراهيم›.‏ ولكن بعد ان وصل ابراهيم الى حد الشروع في تقديم اسحاق ذبيحة،‏ قال له يهوه:‏ «اني الآن عرفت انك خائف اللّٰه فلم تمسك ابنك وحيدك عني».‏ —‏ تك ١٨:‏١٩؛‏ ٢٢:‏١١،‏ ١٢‏؛‏ قارن نح ٩:‏٧،‏ ٨؛‏ غل ٤:‏٩‏.‏

٩-‏١٥ آذار (‏مارس)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٤

‏«اختيار زوجة لإسحاق»‏

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٤ ف ٣

‏«أذهب»‏

وطلب ابراهيم من أليعازر ان يحلف له ألَّا يأخذ زوجة لإسحاق من بنات الكنعانيين.‏ والسبب هو ان الكنعانيين لم يكرموا يهوه اللّٰه ولم يعبدوه.‏ وكان ابراهيم يعرف ان يهوه سيعاقبهم في الوقت المناسب على اعمالهم الشريرة.‏ ولم يرد ابراهيم ان تربط ابنه الغالي اي صلة بهذا الشعب وبأعماله الفاسدة.‏ وأدرك ابراهيم ايضا ان ابنه سيلعب دورا هاما في اتمام وعود اللّٰه.‏ —‏ تكوين ١٥:‏١٦؛‏ ١٧:‏١٩؛‏ ٢٤:‏٢-‏٤‏.‏

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٤ ف ٤

‏«أذهب»‏

واصل أليعازر كلامه مخبرا بتوئيل ولابان انه حين وصل الى البئر قرب حاران،‏ رفع صلاة الى يهوه اللّٰه ملتمسا منه بصريح العبارة ان ينتقي هو الزوجة المناسبة لإسحاق.‏ ولكن كيف ذلك؟‏ سأل أليعازر اللّٰه ان تأتي الفتاة التي اختارها الى البئر،‏ وتلبي طلبه ان يشرب الماء،‏ وتعرض عليه بروح طوعية ان تستقي لجماله ايضا.‏ (‏تكوين ٢٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ وها قد حضرت رفقة الى البئر وفعلت كل ذلك بحذافيره!‏ تخيَّل شعور رفقة لو كانت تستمع الى أليعازر يروي هذا القصة لعائلتها .‏ .‏ .‏

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٤ ف ٦-‏٧

‏«أذهب»‏

قبل اسابيع،‏ طرح أليعازر المسألة عينها على ابراهيم قائلا:‏ «ماذا لو لم تأتِ المرأة معي؟‏».‏ فأجابه:‏ «تكون بريئا من الالتزام بقسمي».‏ (‏تكوين ٢٤:‏٣٩،‏ ٤١‏)‏ وفي منزل بتوئيل ايضا،‏ أُخذت تفضيلات هذه الشابة بعين الاعتبار.‏ فإذ كان أليعازر متحمسا لإكمال مهمته،‏ طلب من العائلة في الصباح التالي ان يصرفوه حالا كي يرجع الى كنعان بصحبة رفقة.‏ لكن العائلة ارادت ان تبقى الفتاة عندهم عشرة ايام على الاقل.‏ وفي نهاية المطاف،‏ فُضَّ الجدال بالاقتراح:‏ «ندعو الفتاة ونسألها».‏ —‏ تكوين ٢٤:‏٥٧‏.‏

وقفت رفقة عندئذ امام مفترق طرق.‏ فماذا تفعل؟‏ هل تستغل عطف والدها وأخيها وتتنصل من هذه الرحلة نحو المجهول؟‏ ام تعتبره شرفا لها ان تشارك في احداث توجِّهها يد يهوه؟‏ كشف جوابها عن حقيقة شعورها تجاه هذا التغيير المفاجئ بل المخيف الذي طرأ على حياتها.‏ فهي اجابت بكل بساطة:‏ «أذهب».‏ —‏ تكوين ٢٤:‏٥٨‏.‏

البحث عن جواهر روحية

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٢-‏١٣

‏«أذهب»‏

وفي عصر احد الايام،‏ بعد ان ملأت جرتها ماء،‏ ركض نحوها رجل طاعن في السن وقال لها:‏ «من فضلك،‏ اسقيني قليلا من الماء من جرَّتك».‏ كان طلبه بسيطا وفي غاية اللباقة.‏ وحين انتبهت رفقة ان الرجل قادم من سفر بعيد،‏ انزلت فورا جرة الماء عن كتفها وناولته ليشرب لا رشفة واحدة فقط،‏ بل حتى يروي ظمأه من الماء المنعش البارد.‏ ثم لاحظت ان معه عشرة جمال اناخها على مقربة منه وأن الحوض لا ماء فيه.‏ وأحست ان هذا الرجل اللطيف يراقبها باهتمام كيفما تحركت،‏ فأرادت ان تعبِّر له عن فيض كرمها.‏ قالت له:‏ «أستقي لجمالك ايضا حتى تنتهي من الشرب».‏ —‏ تكوين ٢٤:‏١٧-‏١٩‏.‏

لاحظ ان رفقة لم تعرض ان تستقي الماء فحسب،‏ بل ان تستمر في جلبه حتى تفرغ الجمال العشرة من الشرب.‏ والجدير بالذكر ان الجمل العطشان يشرب اكثر من ٩٥ لتر ماء،‏ فما بالك بعشرة جمال ظمآ‌نة؟‏ لا بد ان ذلك عنى ساعات من العمل الشاق.‏ ولكن كما يتبين،‏ لم تكن الجمال على الارجح ظمآ‌نة جدا.‏ الا ان رفقة لم تعلم ذلك قبل عرض خدماتها.‏ فهي أبدت استعدادها وتوقها لتلبي الحاجة مظهرة الضيافة للشيخ الغريب.‏ وما كان منه الا ان وافق عن طيب خاطر وراح يتبعها بناظريه وهي تروح وتجيء وتملأ جرَّتها وتفرغها مرة بعد اخرى في حوض المياه.‏ —‏ تكوين ٢٤:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٣،‏ الحاشية

‏«أذهب»‏

كان المساء قد حل.‏ والرواية لا تتضمن اية دلالة ان رفقة بقيت عند البئر ساعات طويلة،‏ ولا تلمِّح ان اهلها كانوا نياما حين عادت الى البيت او ان احدا اتى ليرى لمَ استغرقت مهمتها الكثير من الوقت.‏

ب-‏عم١٦/‏٣ ص ١٥

‏«أذهب»‏

وأخيرا بعد عناء طويل،‏ اشرفت الرحلة على نهايتها كما ورد في مستهل المقالة.‏ وبينما كانت القافلة تجتاز صحراء النقب والافق يصطبغ بحمرة المغيب،‏ لاح لرفقة من بعيد رجل يتمشى في الحقول.‏ لقد بدا مسترسلا في التأمل،‏ مستغرقا في التفكير.‏ فعلى الفور «نزلت عن الجمل»،‏ ربما دون ان تنتظر حتى يبرك ارضا،‏ وسألت قائد القافلة أليعازر:‏ «من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟‏».‏ وحين عرفت انه اسحاق غطَّت رأسها بخمارها.‏ (‏تكوين ٢٤:‏٦٢-‏٦٥‏)‏ وعلى ما يظهر،‏ دلَّت هذه البادرة على احترامها العميق للرجل الذي كان سيصبح رفيق دربها.‏ ان هذا النوع من الخضوع يصدم بعض الناس اليوم باعتباره جزءا من العادات التي عفَّى عليها الزمن.‏ لكن سواء كنا رجالا او نساء،‏ نتعلم درسا هاما من تواضعها.‏ فمن منا ليس بحاجة الى تعزيز هذه الصفة المحببة في شخصيته؟‏!‏

١٦-‏٢٢ آذار (‏مارس)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٥–‏٢٦

‏«عيسو يبيع حقوق الابن البكر»‏

بص «يَعْقُوب»‏

يَعْقُوب

بالتباين مع ابن اسحاق المفضل عيسو،‏ الذي كان صيادا لا يهدأ يحب التجوال وجوب البراري،‏ يوصف يعقوب بأنه ‹انسان بلا لوم [بالعبرانية،‏ تام‏] يسكن الخيام›،‏ انسان يعيش حياة الرعاة الهادئة ويُتكل عليه في الاهتمام بالشؤون المنزلية،‏ وقد كانت امه تكن له محبة خصوصية.‏ (‏تك ٢٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ والكلمة العبرانية تام تُستخدم في اماكن اخرى لتصف الحائزين على رضى اللّٰه.‏ على سبيل المثال،‏ يُذكر ان ‹المتعطشين الى الدم يبغضون من هو بريء من اللوم›،‏ لكن يهوه يؤكد ان «عاقبة [من لا لوم عليه] سلام».‏ (‏ام ٢٩:‏١٠؛‏ مز ٣٧:‏٣٧‏)‏ وقد كان ايوب الذي حافظ على استقامته رجلا ‹بلا لوم [بالعبرانية،‏ تام‏] ومستقيما›.‏ —‏ اي ١:‏١،‏ ٨؛‏ ٢:‏٣‏.‏

ب١٩/‏٢ ص ١٦ ف ١١

لمَ نعبِّر عن تقديرنا؟‏

١١ مَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ لَمْ تُعْرِبْ بَعْضُ ٱلشَّخْصِيَّاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ فَمَعَ أَنَّ عِيسُو تَرَبَّى عَلَى يَدِ وَالِدَيْنِ يُحِبَّانِ يَهْوَهَ وَيَحْتَرِمَانِهِ،‏ لَمْ يُقَدِّرِ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٢:‏١٦‏.‏)‏ فَكَيْفَ ظَهَرَ مَوْقِفُهُ؟‏ تَسَرَّعَ وَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِأَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ يَعْقُوبَ،‏ مُقَابِلَ مُجَرَّدِ صَحْنِ طَبِيخٍ.‏ (‏تك ٢٥:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ لَاحِقًا،‏ نَدِمَ عِيسُو بِمَرَارَةٍ عَلَى مَا فَعَلَ.‏ وَلٰكِنْ بِسَبَبِ قِلَّةِ تَقْدِيرِهِ،‏ لَمْ يَحِقَّ لَهُ أَنْ يَتَذَمَّرَ حِينَ لَمْ يَنَلِ ٱلْبَرَكَةَ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْبِكْرُ.‏

ب١٠ ١/‏٥ ص ١٣

هل تعلم؟‏

اية امتيازات ومسؤوليات ترافق حق البكورية؟‏

منذ ايام الآباء الاجلاء،‏ اعطى خدام اللّٰه حقوقا خصوصية للابن البكر.‏ فعند موت الاب،‏ كان ابنه الاكبر يتولى مسؤوليات رأس العائلة.‏ فيعتني بها ويمارس سلطته على افرادها العائشين تحت سقف بيته.‏ كما انه مثَّلها امام اللّٰه.‏ وفي ما يتعلق بالميراث،‏ نال كل الابناء نصيبا منه،‏ اما هو فأُعطي النصيب الاكبر،‏ اذ كانت حصته ضعف ما يرثه كل من الابناء الآخرين.‏

وقد كان ممكنا في زمن الآباء الاجلاء ان يتخلى الابن الاكبر عن بكوريته او يخسرها.‏ على سبيل المثال،‏ باع عيسو بكوريته لأخيه الاصغر.‏ (‏تكوين ٢٥:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وكذلك،‏ نقل يعقوب حق البكورية من ابنه البكر رأوبين الى يوسف.‏ فقد خسر رأوبين هذا الامتياز جراء سلوكه الفاسد ادبيا.‏ (‏١ اخبار الايام ٥:‏١‏)‏ ولكن ما كان بإمكان الرجل المتعدد الزوجات في ظل الشريعة الموسوية ان يحرم بكره،‏ المولود من احدى زوجاته،‏ الامتيازات والمسؤوليات المنوطة بالبكورية بغية منحها لبكر زوجة اخرى،‏ لمجرد انها الاحب الى قلبه.‏ فوجب على الاب ان يحترم حق ابنه المولود اولا الذي اكتسبه بحكم الطبيعة.‏ —‏ تثنية ٢١:‏١٥-‏١٧‏.‏

البحث عن جواهر روحية

ب١٧/‏١٢ ص ١٤-‏١٥

اسئلة من القراء

فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ هَلْ كَانَتِ ٱلْبَكُورِيَّةُ شَرْطًا لِيَكُونَ ٱلشَّخْصُ مِنْ سُلَالَةِ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا؟‏

فِي ٱلسَّابِقِ،‏ وَرَدَتْ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ فِي مَطْبُوعَاتِنَا.‏ وَبَدَا أَنَّهَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٢:‏١٦ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ عِيسُو ‏‹لَمْ يُقَدِّرِ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›‏ وَ ‏«‏تَخَلَّى عَنْ بَكُورِيَّتِهِ [‏لِيَعْقُوبَ‏] مُقَابِلَ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ».‏ فَقَدِ ٱسْتَنْتَجْنَا مِنْهَا أَنَّ يَعْقُوبَ صَارَ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَسِيَّا حِينَ أَخَذَ ‹ٱلْبَكُورِيَّةَ›.‏ —‏ مت ١:‏٢،‏ ١٦؛‏ لو ٣:‏٢٣،‏ ٣٤‏.‏

لٰكِنْ حَسْبَمَا يَظْهَرُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّجُلُ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَسِيَّا حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنِ ٱلْبِكْرَ.‏ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَدِلَّةِ.‏

كَانَ رَأُوبِينُ ٱلِٱبْنَ ٱلْبِكْرَ لِيَعْقُوبَ (‏إِسْرَائِيلَ)‏ مِنْ لَيْئَةَ.‏ وَيُوسُفُ كَانَ أَوَّلَ ٱبْنٍ وُلِدَ لَهُ مِنْ رَاحِيلَ.‏ وَعِنْدَمَا ٱرْتَكَبَ رَأُوبِينُ ٱلْعَهَارَةَ،‏ ٱنْتَقَلَ حَقُّ ٱلْبَكُورِيَّةِ إِلَى يُوسُفَ.‏ (‏تك ٢٩:‏٣١-‏٣٥؛‏ ٣٠:‏٢٢-‏٢٥؛‏ ٣٥:‏٢٢-‏٢٦؛‏ ٤٩:‏٢٢-‏٢٦؛‏ ١ اخ ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَسِيَّا لَمْ يَتَحَدَّرْ مِنْ رَأُوبِينَ وَلَا مِنْ يُوسُفَ،‏ بَلْ مِنْ يَهُوذَا،‏ رَابِعِ ٱبْنٍ أَنْجَبَتْهُ لَيْئَةُ.‏ —‏ تك ٤٩:‏١٠‏.‏

وَسُلَالَةُ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا تَذْكُرُ فِي لُوقَا ٣:‏٣٢ خَمْسَةَ رِجَالٍ كَانُوا ٱلْأَبْكَارَ عَلَى مَا يَبْدُو.‏ فَبُوعَزُ أَنْجَبَ عُوبِيدَ،‏ وَعُوبِيدُ أَنْجَبَ يَسَّى.‏ —‏ را ٤:‏١٧،‏ ٢٠-‏٢٢؛‏ ١ اخ ٢:‏١٠-‏١٢‏.‏

لٰكِنَّ ٱلسُّلَالَةَ تَذْكُرُ أَيْضًا دَاوُدَ بْنَ يَسَّى مَعَ أَنَّهُ كَانَ ٱلْأَصْغَرَ بَيْنَ ٨ أَبْنَاءٍ.‏ (‏١ صم ١٦:‏١٠،‏ ١١؛‏ ١٧:‏١٢؛‏ مت ١:‏٥،‏ ٦‏)‏ كَمَا يَرِدُ ٱسْمُ سُلَيْمَانَ بَعْدَ دَاوُدَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ ٱلْبِكْرَ.‏ —‏ ٢ صم ٣:‏٢-‏٥‏.‏

لَيْسَ ٱلْمَقْصُودُ بِذٰلِكَ أَنَّ ٱلْبَكُورِيَّةَ كَانَتْ بِلَا أَهَمِّيَّةٍ.‏ فَٱلْبِكْرُ تَمَتَّعَ بِمَرْكَزٍ مُهِمٍّ وَغَالِبًا مَا أَصْبَحَ رَأْسَ ٱلْعَائِلَةِ.‏ كَمَا أَنَّهُ وَرِثَ حِصَّةً مُضَاعَفَةً.‏ —‏ تك ٤٣:‏٣٣؛‏ تث ٢١:‏١٧؛‏ يش ١٧:‏١‏.‏

وَحَقُّ ٱلْبَكُورِيَّةِ ٱنْتَقَلَ أَحْيَانًا مِنَ ٱلْبِكْرِ إِلَى ٱبْنٍ آخَرَ.‏ فَعِنْدَمَا طَرَدَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَهُ إِسْمَاعِيلَ،‏ ٱنْتَقَلَ حَقُّ ٱلْبَكُورِيَّةِ إِلَى إِسْحَاقَ.‏ (‏تك ٢١:‏١٤-‏٢١؛‏ ٢٢:‏٢‏)‏ وَكَمَا ذَكَرْنَا،‏ ٱنْتَقَلَ أَيْضًا هٰذَا ٱلْحَقُّ مِنْ رَأُوبِينَ إِلَى يُوسُفَ.‏

لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٢:‏١٦ ٱلَّتِي تَقُولُ:‏ «لِئَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ عَاهِرًا أَوْ غَيْرَ مُقَدِّرٍ لِلْأُمُورِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ كَعِيسُو ٱلَّذِي تَخَلَّى عَنْ بَكُورِيَّتِهِ مُقَابِلَ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ».‏ فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏

لَمْ يَكُنِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ سُلَالَةِ ٱلنَّسَبِ.‏ فَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ شَجَّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَصْنَعُوا ‹سُبُلًا مُسْتَقِيمَةً لِأَقْدَامِهِمْ›.‏ وَهٰكَذَا لَا يُحْرَمُونَ «مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ»،‏ بِٱرْتِكَابِ ٱلْعَهَارَةِ مَثَلًا.‏ (‏عب ١٢:‏١٢-‏١٦‏)‏ أَمَّا إِذَا وَقَعُوا فِي هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ فَيَكُونُونَ مِثْلَ عِيسُو ٱلَّذِي ‹لَمْ يُقَدِّرِ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›.‏

فَعِيسُو عَاشَ فِي أَيَّامِ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ،‏ وَرُبَّمَا قَدَّمَ ٱلذَّبَائِحَ عَنْ عَائِلَتِهِ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ.‏ (‏تك ٨:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١٢:‏٧،‏ ٨؛‏ اي ١:‏٤،‏ ٥‏)‏ لٰكِنَّهُ رَكَّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْجَسَدِيَّةِ،‏ وَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي تَحِقُّ لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْبِكْرَ مُقَابِلَ صَحْنِ طَبِيخٍ.‏ وَرُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمُعَانَاةَ ٱلَّتِي تَنَبَّأَ يَهْوَهُ أَنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.‏ (‏تك ١٥:‏١٣‏)‏ وَأَظْهَرَ أَيْضًا قِلَّةَ تَقْدِيرِهِ لِلْأُمُورِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عِنْدَمَا تَزَوَّجَ ٱمْرَأَتَيْنِ وَثَنِيَّتَيْنِ نَكَّدَتَا حَيَاةَ وَالِدَيْهِ.‏ (‏تك ٢٦:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَكَمِ ٱخْتَلَفَ عَنْ يَعْقُوبَ ٱلَّذِي حَرِصَ أَنْ يَتَزَوَّجَ ٱمْرَأَةً تَعْبُدُ ٱللّٰهَ!‏ —‏ تك ٢٨:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢٩:‏١٠-‏١٢،‏ ١٨‏.‏

مَاذَا نَسْتَنْتِجُ إِذًا بِخُصُوصِ سُلَالَةِ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا؟‏ لَمْ تَقْتَصِرِ ٱلسُّلَالَةُ عَلَى ٱلْأَبْكَارِ.‏ وَقَدْ عَرَفَ ٱلْيَهُودُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ وَقَبِلُوهَا.‏ فَٱعْتَرَفُوا مَثَلًا أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيَتَحَدَّرُ مِنْ دَاوُدَ،‏ أَصْغَرِ أَبْنَاءِ يَسَّى.‏ —‏ مت ٢٢:‏٤٢‏.‏

ع٠٠ ٨/‏٢ ص ٢١

الكذِب —‏ هل هو مبرَّر احيانا؟‏

طبعا،‏ ان الكينونة صادقين لا تعني اننا مجبَرون على البوح بكل المعلومات لأي شخص يسألنا عنها.‏ حذّر يسوع في متى ٧:‏٦‏:‏ «لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس،‏ ولا تلقوا أمام الخنازير لآلئكم،‏ لئلا .‏ .‏ .‏ تستدير فتمزقكم».‏ على سبيل المثال،‏ لا يحقّ لذوي النيّات الشريرة ان يعرفوا امورا معيَّنة.‏ ويعي المسيحيون انهم يعيشون في عالم عدائي.‏ لذلك اوصى يسوع تلاميذه ان يكونوا «حذرين كالحيات» فيما يبقون «أبرياء كالحمام».‏ (‏متى ١٠:‏١٦؛‏ يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏ لم يكشف يسوع دائما الحقيقة بكاملها،‏ وخصوصا عندما كان اظهار كل الوقائع سيسبِّب اذى غير ضروري له او لتلاميذه.‏ ومع ذلك،‏ لم يكذب يسوع حتى في اوقات كهذه.‏ وقد اختار بدلا من ذلك إما التِزام الصمت او تحويل موضوع المحادثة.‏ —‏ متى ١٥:‏١-‏٦؛‏ ٢١:‏٢٣-‏٢٧؛‏ يوحنا ٧:‏٣-‏١٠‏.‏

كان رجال ونساء امناء مذكورون في الكتاب المقدس كابراهيم،‏ اسحاق،‏ راحاب،‏ وداود،‏ ايضا حكماء وحذرين في تعاملاتهم مع الأعداء المحتملين.‏ (‏تكوين ٢٠:‏١١-‏١٣؛‏ ٢٦:‏٩؛‏ يشوع ٢:‏١-‏٦؛‏ ١ صموئيل ٢١:‏١٠-‏١٤‏)‏ والكتاب المقدس يصنِّف رجالا ونساء كهؤلاء بأنهم عبّاد امناء تميَّزت حياتهم بالطاعة،‏ ممّا يجعلهم جديرين بالاقتداء.‏ —‏ روما ١٥:‏٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٨-‏١٠،‏ ٢٠،‏ ٣١،‏ ٣٢-‏٣٩‏.‏

٢٣-‏٢٩ آذار (‏مارس)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٧–‏٢٨

‏«يعقوب ينال البركة التي يستحقها»‏

ب٠٤ ١٥/‏٤ ص ١١

رفقة —‏ امرأة تقية تحلّت بروح المبادرة

لا يذكر الكتاب المقدس إن كان اسحاق قد عرف ان عيسو سيُستعبد ليعقوب.‏ ولكنَّ رفقة ويعقوب كليهما يعلمان ان البركة ليعقوب.‏ لذلك تتخذ رفقة اجراء فوريا حين تسمع ان اسحاق ينوي مباركة عيسو عندما يعود اليه بطعام مما يصطاده.‏ فلا تزال رفقة تتحلى بروح المبادرة والغيرة تماما كما كانت في عزّ شبابها.‏ ‹فتأمر› يعقوب ان يجلب لها جديَين من المعزى لكي تعدّ طعاما لزوجها كما يحب.‏ وتطلب من يعقوب ان ينتحل شخصية عيسو لينال البركة.‏ لكنه يرفض ذلك خوفا من ان يكتشف ابوه الامر ويلعنه.‏ إلا ان رفقة تصرّ قائلة:‏ «لعنتك عليَّ يا ابني».‏ ثم تُعِدّ الطعام،‏ وتجعل يعقوب يتنكر وترسله الى ابيه.‏ —‏ تكوين ٢٧:‏١-‏١٧‏.‏

لا نعرف لماذا تصرفت رفقة بهذه الطريقة.‏ وكثيرون يعترضون على ما فعلته،‏ لكنّ الكتاب المقدس لا يذكر ان اللّٰه ادان رفقة.‏ كما انه لا يشير ان اسحاق لامها على ذلك عندما اكتشف ان يعقوب هو الذي تلقى البركة،‏ بل أسهب في مباركة يعقوب.‏ (‏تكوين ٢٧:‏٢٩؛‏ ٢٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ وبما ان رفقة تعرف ان يهوه تفوه بنبوة تتعلق بولديها،‏ تحرص ان ينال يعقوب البركة التي تحق له.‏ فمن الواضح ان تصرفها هذا منسجم مع مشيئة يهوه.‏ —‏ روما ٩:‏٦-‏١٣‏.‏

ب٠٧ ١/‏١٠ ص ٣١

اسئلة من القراء

لا يعطي الكتاب المقدس كل التفاصيل عن سبب تصرف رفقة ويعقوب بهذه الطريقة،‏ لكنه يشير ان هذا الظرف نشأ فجأة.‏ ومن الجدير بالملاحظة ان كلمة اللّٰه لا تبرر ولا تدين تصرف رفقة ويعقوب،‏ وبالتالي لا تؤسس سابقة تبيح الكذب والخداع.‏ لكنها تقدِّم لنا معلومات اخرى مرتبطة بالمسألة.‏

اولًا،‏ توضح الرواية ان يعقوب،‏ بخلاف عيسو،‏ كان يحقّ له نيل بركة ابيه.‏ فقد اشترى البكورية من اخيه التوأم الذي لم يقدِّرها،‏ بل باعها مقابل اكلة واحدة ليُشبع جوعه.‏ فباتت حقا شرعيا ليعقوب.‏ وأكثر من ذلك،‏ يقول الكتاب:‏ «احتقر عيسو البكورية».‏ (‏تكوين ٢٥:‏٢٩-‏٣٤‏)‏ لذلك حين دخل يعقوب الى ابيه سعى الى نيل بركة تحقّ له.‏

ب٠٧ ١/‏١٠ ص ٣١

اسئلة من القراء

ثانيًا،‏ حين علم اسحاق انه اعطى البركة ليعقوب،‏ لم يتراجع عما فعله.‏ فلربما تذكَّر ما قاله يهوه لرفقة قبل ولادة التوأمين:‏ «الكبير يخدم الصغير».‏ (‏تكوين ٢٥:‏٢٣‏)‏ والجدير بالملاحظة ايضا انه عندما اوشك يعقوب على الرحيل الى حاران،‏ زاد اسحاق على البركة التي باركه بها من قَبل.‏ —‏ تكوين ٢٨:‏١-‏٤‏.‏

البحث عن جواهر روحية

ب٠٦ ١٥/‏٤ ص ٦

أُسس التواصل الناجح مع رفيق زواجك

وهل نمّى اسحاق ورفقة مهارات تواصل جيدة؟‏ بعد ان تزوّج ابنهما عيسو اثنتين من بنات حثّ،‏ نشأت مشكلة عائلية خطيرة.‏ يقول الكتاب المقدس ان رفقة ظلّت تقول لإسحاق:‏ «قد مقتّ حياتي هذه بسبب ابنتَيْ حث.‏ ان كان يعقوب [ابنهما الاصغر] يأخذ زوجة من بنات حث .‏ .‏ .‏ فما نفع حياتي؟‏».‏ (‏تكوين ٢٦:‏٣٤؛‏ ٢٧:‏٤٦‏)‏ من الواضح اذًا انها عبّرت عن مخاوفها بطريقة محدّدة لا غموض فيها.‏

فأوصى اسحاق يعقوب،‏ شقيق عيسو التوأم،‏ ألّا يأخذ زوجة من بنات كنعان.‏ (‏تكوين ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ وهكذا نجح هذان الزوجان،‏ بعد ان عبّرت رفقة عن رأيها،‏ في تبادل الافكار والآراء بشأن مسألة عائلية حساسة،‏ صائرين بالتالي مثالا حسنا لنا نحن اليوم.‏ ولكن ماذا اذا كان رفيقا الزواج لا يستطيعان الاتفاق حول بعض المسائل؟‏ ماذا يمكن فعله؟‏

ب٠٤ ١٥/‏١ ص ٢٨ ف ٦

نقاط بارزة من سفر التكوين —‏ الجزء ٢

٢٨:‏١٢،‏ ١٣ —‏ علامَ دلّ حلم يعقوب المتعلق ‹بسلّم›؟‏ دلّت هذه ‹السلّم›،‏ التي ربما شابهت دَرَجا حجريا،‏ على وجود اتصال بين الارض والسماء.‏ وأظهر صعود ونزول ملائكة اللّٰه عليها ان الملائكة هم خدام ليهوه يقومون بدور هام بينه وبين البشر الحائزين رضاه.‏ —‏ يوحنا ١:‏٥١‏.‏

٣٠ آذار (‏مارس)‏–‏٥ نيسان (‏ابريل)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٢٩–‏٣٠

‏«يعقوب يتزوج»‏

ب٠٣ ١٥/‏١٠ ص ٢٩

كانت الخطبة تشمل دفع مهر لعائلة العروس.‏ وقد حدّدت الشريعة الموسوية لاحقا ان يدفع الرجل ٥٠ شاقلا من الفضة اذا اغوى عذراء بارتكاب العهارة.‏ يعتقد العالِم ڠوردن وِنَم ان هذا المبلغ كان «اغلى هدية زواج» وأن معظم الهدايا كانت قيمتها «اقل بكثير».‏ (‏تثنية ٢٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لم يكن في مقدور يعقوب ان يدفع المهر.‏ لذلك عرض على لابان ان يخدمه سبع سنين.‏ وكما يتابع وِنَم:‏ «بما ان اجرة العمّال غير الدائمين كانت تتراوح بين نصف شاقل وشاقل في الشهر في زمن البابليين القدماء [بين ٤٢ شاقلا و ٨٤ شاقلا في سبع سنوات كاملة]،‏ فقد عرض يعقوب على لابان هدية ثمينة مقابل التزوج براحيل».‏ فقبل لابان على الفور.‏ —‏ تكوين ٢٩:‏١٩‏.‏

ب٠٧ ١/‏١٠ ص ٨-‏٩

صراع اختَين ‹بَنَتا بيت اسرائيل›‏

فهل تآ‌مرت ليئة مع ابيها ليخدعا يعقوب ام كانت مجبرة على إطاعته؟‏ وماذا عن راحيل؟‏ هل كانت على علم بما يجري؟‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فماذا كان شعورها حيال ذلك؟‏ هل كان في مقدورها ان تتحدى ارادة والدها المستبد؟‏ لا يجيب الكتاب المقدس عن هذه التساؤلات.‏ ولكن مهما كان رأي راحيل وليئة في الموضوع،‏ فقد اثارت الخطة سخط يعقوب في ما بعد.‏ وقد احتج لدى لابان،‏ وليس ابنتيه،‏ حول ما جرى قائلا:‏ «أليس براحيل خدمت عندك؟‏ فلماذا احتلتَ علي؟‏».‏ لكن لابان اجابه:‏ «ليس من العادة .‏ .‏ .‏ ان تُعطى الصغرى قبل البكر.‏ أكمل اسبوع هذه.‏ ثم تُعطى لك تلك ايضا بالخدمة التي تخدمها عندي سبع سنين اخرى».‏ (‏تكوين ٢٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وهكذا خُدع يعقوب ليتزوج بامرأتين،‏ مما اثار لاحقا غيرة مرة.‏

بص «لَيْئَة»‏

لَيْئَة

اصبحت ليئة الزوجة الاولى ليعقوب لأن لابان خدعه في ظلمة الليل بإعطائها له زوجة عوضا عن راحيل التي احبها.‏ فاحتج يعقوب لأن لابان احتال عليه،‏ لكن هذا الاخير تذرع بالحجة انه ليس من العادة عندهم تزويج الابنة الصغرى قبل البكر.‏ وعلى الارجح،‏ كانت ليئة تستتر بحجاب تماشيا مع العادة الشرقية القديمة التي تقتضي ان تكون العروس العتيدة مغطاة كليا،‏ الامر الذي ساهم دون شك في نجاح الحيلة.‏ خدم يعقوب سبع سنوات من اجل راحيل،‏ غير انه حصل لقاء ذلك على ليئة.‏ وبعد ان امضى برفقتها اسبوعا من سبعة ايام احتفالا بهذا الزواج،‏ أُعطي راحيل زوجة.‏ ولكن كان عليه ان يعمل سبع سنوات اخرى مقابل زواجه بها.‏ —‏ تك ٢٩:‏١٨-‏٢٨‏.‏

البحث عن جواهر روحية

ب٠٧ ١/‏١٠ ص ١٠

صراع اختَين ‹بَنَتا بيت اسرائيل›‏

في تلك الايام،‏ كان العقم يُعتبر بلية.‏ فقد وعد اللّٰه ابراهيم واسحاق ويعقوب انه ‹بنسلهم› تتبارك جميع عشائر الارض.‏ (‏تكوين ٢٦:‏٤؛‏ ٢٨:‏١٤‏)‏ إلا ان راحيل لم تنجب الاولاد.‏ وكان يعقوب مقتنعا ان اللّٰه وحده قادر ان يعطيها البنين،‏ ممكِّنا اياها من لعب دور في منح هذه البركات.‏ لكنَّ راحيل فقدت صبرها،‏ وقالت لزوجها:‏ «هوذا امتي بلهة.‏ ادخل عليها،‏ فتلد على ركبتي ويكون لي منها بنون».‏ —‏ تكوين ٣٠:‏٢،‏ ٣‏.‏

قد نستصعب فهم طريقة راحيل في التفكير.‏ لكن عقود الزواج القديمة المكتشَفة في منطقة الشرق الادنى تشير انه كان امرا اعتياديا ان تعطي العاقر زوجَها جارية بغية انجاب وريث.‏ (‏تكوين ١٦:‏١-‏٣‏)‏ وفي بعض الحالات،‏ كان اولاد الجارية يُعتبرون اولاد الزوجة.‏

ب٠٤ ١٥/‏١ ص ٢٨ ف ٧

نقاط بارزة من سفر التكوين —‏ الجزء ٢

٣٠:‏١٤،‏ ١٥ —‏ لماذا تخلّت راحيل مرة عن الاضطجاع مع زوجها مقابل الحصول على بعض اللُّفَّاح؟‏ قديما،‏ كانت ثمرة نبتة اللُّفَّاح تُستعمل في الطب للتخدير والوقاية من التشنُّجات او تخفيفها.‏ واعتُقد ان هذه الثمرة تثير ايضا الرغبة الجنسية وتزيد القدرة على الاخصاب او تساعد على الحمل.‏ (‏نشيد الانشاد ٧:‏١٣‏)‏ لا يكشف الكتاب المقدس دافع راحيل الى المقايضة.‏ فربما ظنَّت ان اللُّفَّاح سيساعدها على الحمل وينزع العار الناجم عن كونها عاقرا.‏ ولكن مرّت سنوات عديدة قبل ان ‹فتح يهوه رحمها›.‏ —‏ تكوين ٣٠:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة