مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • م‌دخ٢٠ ايار (‏مايو)‏ ص ١-‏٧
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
  • مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠٢٠)‏
  • العناوين الفرعية
  • ٤-‏١٠ ايار (‏مايو)‏
  • ١١-‏١٧ ايار (‏مايو)‏
  • ١٨-‏٢٤ ايار (‏مايو)‏
  • ٢٥-‏٣١ ايار (‏مايو)‏
مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠٢٠)‏
م‌دخ٢٠ ايار (‏مايو)‏ ص ١-‏٧

مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية

٤-‏١٠ ايار (‏مايو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٣٦–‏٣٧

‏«يوسف يقع ضحية الغيرة»‏

ب١٤ ١/‏٨ ص ١٢-‏١٣

‏«اسمعوا هذا الحلم»‏

يروي الكتاب المقدس:‏ «لمّا رأى اخوته ان اباهم يحبه اكثر من جميع اخوته،‏ ابغضوه ولم يقدروا ان يكلموه بسلام».‏ (‏تكوين ٣٧:‏٤‏)‏ صحيح ان غيرتهم ليست مستغربة،‏ ولكن لم يكن من الحكمة ان يسمحوا لهذه المشاعر السامة بأن تتأصل في قلوبهم.‏ (‏امثال ١٤:‏٣٠؛‏ ٢٧:‏٤‏)‏ وماذا عنك؟‏ هل سبق ان تآ‌كلتك الغيرة حين حظي احد بامتيازات او كرامة اردتها لنفسك؟‏ لا يغب عن بالك اخوة يوسف.‏ فحسدهم دفعهم الى اقتراف اعمال ندموا عليها لاحقا اشد الندم.‏ ومثالهم يذكّر المسيحيين كم هو احكم بكثير ان ‹يفرحوا مع الفرحين›.‏ —‏ روما ١٢:‏١٥‏.‏

طبعا،‏ لم يخفَ على يوسف الحقد الذي اضمره له اخوته.‏ فهل تجنب ارتداء ثوبه الثمين حين تواجد معهم؟‏ ربما لمعت هذه الفكرة في رأسه.‏ ولكن لا ننسَ ان يعقوب اراد ان يكون الثوب علامة تؤكد رضاه ومحبته.‏ ويوسف لم يرِد ان يخيِّب ظن ابيه،‏ لذلك لبس الثوب معربا عن اخلاصه له.‏ ومثاله هذا مفيد لنا اليوم.‏ فمع ان ابانا السماوي ليس محابيا البتة،‏ فهو يخصّ خدامه الاولياء احيانا بحظوة خصوصية.‏ ويطلب منهم ان يكونوا مختلفين عن هذا العالم الفاسد المنحط.‏ وكما ان ثوب يوسف ميَّزه عن غيره،‏ يتميز المسيحيون الحقيقيون عمّن حولهم من خلال سلوكهم،‏ ما يثير احيانا مشاعر الغيرة والحقد.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٤‏)‏ ولكن هل يجب ان يخفي المسيحي هويته الحقيقية كخادم للّٰه؟‏ كلا،‏ تماما مثلما فعل يوسف الذي لم يخفِ ثوبه.‏ —‏ لوقا ١١:‏٣٣‏.‏

ب١٤ ١/‏٨ ص ١٣

‏«اسمعوا هذا الحلم»‏

كان هذان الحلمان من عند يهوه اللّٰه،‏ فهما حلمان نبويان.‏ واللّٰه قصد ان ينقل يوسف الرسالة التي تضمناها.‏ فوجب عليه ان يفعل ما فعله كل الانبياء لاحقا الذين نقلوا رسائل اللّٰه وأحكامه الى شعبه المعاند.‏

قال يوسف لإخوته بكل لباقة:‏ «اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت».‏ ففهم اخوته الحلم،‏ لكنه لم يرقهم البتة.‏ فسألوه بامتعاض:‏ «أتملك علينا ملكا ام تتسلط علينا تسلطا؟‏».‏ ثم تتابع الرواية:‏ «وازدادوا ايضا بغضا له بسبب احلامه وبسبب كلامه».‏ وحين قصّ يوسف حلمه الثاني على ابيه وإخوته،‏ لم يكن رد فعلهم افضل بكثير.‏ نقرأ:‏ «فابتدأ ابوه ينتهره ويقول له:‏ ‹ما هذا الحلم الذي حلمت؟‏ أنأتي انا وأمك وإخوتك ونسجد لك الى الارض؟‏›».‏ لكنّ يعقوب ظل يقلّب المسألة في ذهنه.‏ ولعله تساءل في قرارة نفسه:‏ تُرى هل يكلم يهوه الصبي؟‏ —‏ تكوين ٣٧:‏٦،‏ ٨،‏ ١٠،‏ ١١‏.‏

لم يكن يوسف اول ولا آخر خادم ليهوه يُطلب منه نقل رسالة نبوية لن تلقى الاستحسان فحسب بل تؤدي الى الاضطهاد ايضا.‏ فيسوع كان اعظم من حمل هذا النوع من الرسائل،‏ وهو نبّه اتباعه:‏ «إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ايضا».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٠‏)‏ حقا،‏ يتعلم المسيحيون من شتى الاعمار الكثير من ايمان وشجاعة الشاب يوسف.‏

البحث عن جواهر روحية

بص «أدُوم»‏

أدُوم

‏[احمر]:‏

الأدُومِيُّون:‏ ادوم اسم ثان او لقب حمله عيسو،‏ شقيق يعقوب التوأم.‏ (‏تك ٣٦:‏١‏)‏ وهذا الاسم أُطلق عليه لأنه باع بكوريته لقاء طبيخ عدس احمر.‏ (‏تك ٢٥:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وقد اتفق ان عيسو كان شديد الحمرة عند الولادة (‏تك ٢٥:‏٢٥‏)‏،‏ كما ان لونا مماثلا كان سائدا في اجزاء من الارض التي سكنها لاحقا هو والمتحدرون منه.‏

بص «الحراسة»‏

الحراسة

فحين يتعهد راعٍ بحراسة قطيع،‏ يصبح مسؤولا عنه في نظر الشريعة.‏ فهو يأخذ على عاتقه ان يطعم القطيع ويحميه من السرقة،‏ وإلَّا يدفع تعويضا للمالك.‏ لكن المسؤولية لم تقع عليه دائما.‏ فإذا واجه ظروفا خارجة عن سيطرته،‏ مثل هجوم الحيوانات البرية،‏ كانت الشريعة تعفيه من المسؤولية.‏ ولكن في هذه الحالة،‏ لزم ان يقدِّم للمالك دليلا يثبت ما حدث،‏ مثل اشلاء الفريسة.‏ وبعدما يتفحص المالك الدليل،‏ كان يحكم ببراءة الراعي.‏

وعموما،‏ انطبق المبدأ نفسه على اي امانة،‏ حتى ضمن العائلة.‏ مثلا،‏ كان الابن الاكبر يُعتبر وصيا شرعيا على اخوته الاصغر.‏ وهذا يفسِّر لماذا اهتم الابن الاكبر رأوبين بسلامة اخيه يوسف.‏ فحين اراد اخوته ان يقتلوا يوسف،‏ قال لهم رأوبين:‏ «‹لا نقتل نفسه› .‏ .‏ .‏ ‹لا تريقوا دما .‏ .‏ .‏ ولا تمدوا عليه يدا›.‏ وكان هدفه ان ينقذه من يدهم لكي يرده الى ابيه».‏ (‏تك ٣٧:‏١٨-‏٣٠‏)‏ وعندما لاحظ رأوبين ان يوسف ليس موجودا،‏ قلق كثيرا لدرجة انه «مزق ثيابه» وصرخ:‏ «الولد اختفى!‏ فأنا الى اين اذهب؟‏».‏ فقد عرف انه سيُعتبَر مسؤولا عن فقدانه.‏ ولكي يخلِّصه اخوته من المسؤولية،‏ اختلقوا دليلا يوهم اباهم بأن وحشا افترس يوسف.‏ فغمسوا قميص يوسف في دم تيس،‏ ثم قدَّموه لأبيهم الذي كان يُعتبَر قاضيا في زمن الآباء الاجلاء.‏ وعلى اساس قميص يوسف المغمَّس في الدم،‏ ظن يعقوب ان وحشا افترسه.‏ عندئذ برَّأ رأوبين من المسؤولية.‏ —‏ تك ٣٧:‏٣١-‏٣٣‏.‏

١١-‏١٧ ايار (‏مايو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٣٨–‏٣٩

‏«يهوه لم يترك يوسف ابدا»‏

ب١٤ ١/‏١١ ص ١٢

كيف أرتكب هذا الشر العظيم؟‏

‏«اما يوسف فأُنزل الى مصر،‏ واشتراه فوطيفار،‏ رسميّ في بلاط فرعون ورئيس الحرس الخاص،‏ وهو مصري،‏ من يد الاسماعيليين الذين انزلوه الى هناك».‏ (‏تكوين ٣٩:‏١‏)‏ بهذه الكلمات القليلة،‏ يصوِّر لنا الكتاب المقدس الذلّ الذي ذاقه هذا الشاب عند بيعه لسيّد جديد.‏ لقد تاجروا به كمَن يتاجر بسلعة.‏ فهل تتخيَّله يمشي وراء سيّده في الشوارع المكتظة المزدحمة بأكشاك صغيرة متَّجها الى بيته الجديد؟‏

وكم يختلف هذا البيت عن المكان الذي كبر فيه يوسف!‏ فعائلته تعيش حياة ترحال،‏ تسكن في خيام،‏ وتعتني بقطعان الغنم.‏ اما الاغنياء المصريون مثل فوطيفار،‏ فيعيشون في بيوت انيقة زاهية اللون.‏ وحسبما يخبر علماء الآثار،‏ كان المصريون قديما يحبون الحدائق المسوَّرة الغنَّاء حيث يمتد ظل الشجر ويخيِّم السكون على البرك المزيَّنة بالنباتات المائية كالبردي واللوطس.‏ لذلك بنى البعض بيوتهم وسط الحدائق لحجبها عن الاعين.‏ وجهَّزوها بشرفات تتيح لهم التنعم بالنسيم العليل وبنوافذ عالية تُدخِل الهواء النقي الى غرفها الكثيرة،‏ بما فيها غرفة طعام ضخمة وقسم مخصص للخدم.‏

ب١٤ ١/‏١١ ص ١٤-‏١٥

كيف أرتكب هذا الشر العظيم؟‏

صحيح ان معرفتنا محدودة عن السجون المصرية في تلك الايام،‏ لكنَّ علماء الآثار كشفوا عن خرائب لها.‏ فوجدوا انها ابنية شبيهة بالقلاع تحتوي زنزانات بعضها تحت الارض.‏ وقد وصف يوسف لاحقا المكان بأنه «جب»،‏ مما يوحي بمكان مظلم كئيب.‏ (‏تكوين ٤٠:‏١٥‏)‏ وتطلعنا المزامير ايضا ان يوسف تعرَّض لعذابات اضافية،‏ قائلة:‏ «آذوا بالقيود قدميه،‏ وبالحديد طوَّقوا عنقه».‏ (‏مزمور ١٠٥:‏١٧،‏ ١٨‏،‏ كتاب الحياة —‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ ففي بعض الاحيان،‏ استعمل المصريون قيودا ثبَّتت ذراع السجين عند الكوع.‏ وفي احيان اخرى،‏ جعلوا في عنقه اغلالا حديدية مشدودة.‏ فهل تتخيَّل كم عزَّ على يوسف ان تُساء معاملته هكذا،‏ وهو لم يرتكب ما يستحق اللوم؟‏!‏

فضلا عن ذلك،‏ لم تكن محنة يوسف هذه مجرد نكسة عابرة.‏ فالرواية تكشف انه «بقي هناك في بيت السجن».‏ لقد أمضى هذا الشاب سنوات في ذلك المكان الرهيب.‏ ولم يعرف هل يأتيه الفرج يوما.‏ فكيف تفادى الوقوع فريسة اليأس فيما امتدت معاناته اياما وأسابيع وشهورا؟‏

تطمئننا الرواية نفسها ذاكرة:‏ «يهوه كان مع يوسف،‏ وبسط اليه لطفا حبيًّا».‏ (‏تكوين ٣٩:‏٢١‏)‏ فلا اسوار ولا قيود ولا زنزانات مظلمة تقدر ان تفصل محبة يهوه المجبولة بالولاء عن خدامه.‏ (‏روما ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ ولا يصعب علينا ان نتصوَّر يوسف يسكب عذابه امام ابيه السماوي في الصلاة،‏ ثم يحسّ بالسكينة والسلام اللذين لا يهبهما الا «إله كل تعزية».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وكيف بارك يهوه يوسف ايضا؟‏ «أناله حظوة في عيني مأمور بيت السجن».‏

ب١٤ ١/‏١١ ص ١٥

كيف أرتكب هذا الشر العظيم؟‏

تطمئننا الرواية نفسها ذاكرة:‏ «يهوه كان مع يوسف،‏ وبسط اليه لطفا حبيًّا».‏ (‏تكوين ٣٩:‏٢١‏)‏ فلا اسوار ولا قيود ولا زنزانات مظلمة تقدر ان تفصل محبة يهوه المجبولة بالولاء عن خدامه.‏ (‏روما ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ ولا يصعب علينا ان نتصوَّر يوسف يسكب عذابه امام ابيه السماوي في الصلاة،‏ ثم يحسّ بالسكينة والسلام اللذين لا يهبهما الا «إله كل تعزية».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وكيف بارك يهوه يوسف ايضا؟‏ «أناله حظوة في عيني مأمور بيت السجن».‏

البحث عن جواهر روحية

بص «أُونان»‏

أُونان

‏[اسم مشتق من جذر معناه «خصوبة؛‏ طاقة»]:‏

احد ابناء يهوذا،‏ وهو الابن الثاني الذي انجبه من ابنة شوع الكنعانية.‏ (‏تك ٣٨:‏٢-‏٤؛‏ ١ اخ ٢:‏٣‏)‏ كان لأونان اخ اكبر يدعى عيرًا،‏ وقد اماته يهوه بسبب فعله السوء قبل ان ينجب اولادا.‏ فقال يهوذا لأونان ان يتزوج بثامار ارملة اخيه ويقوم لها بواجب اخي الزوج.‏ وفي حال انجبت ثامار ابنا،‏ فلن يكون هذا الابن مؤسس عائلة اونان،‏ كما كان سينال ميراث الابن البكر بصفته وريثا لعير.‏ اما في حال لم تنجب ايّ وريث،‏ فكان اونان سيأخذ الميراث لنفسه.‏ وهكذا عندما دخل اونان على ثامار،‏ «بدد منيه على الارض» عوض منحه لها.‏ ولم يكن اونان يمارس بذلك العادة السرية لأن الرواية تقول انه كان «اذا دخل على زوجة اخيه» بدد منيه.‏ فكما يبدو،‏ كان ذلك حالة «جماع منقطع» تعمد فيها اونان ان يمنع قذف منيه داخل المجرى التناسلي لثامار.‏ وهكذا يكون يهوه قد اماته بسبب عصيانه على ابيه وطمعه وخطيته ضد الترتيب الالهي للزواج،‏ وليس بسبب ممارسته العادة السرية.‏ ولم يكن له هو ايضا اولاد.‏ —‏ تك ٣٨:‏٦-‏١٠؛‏ ٤٦:‏١٢؛‏ عد ٢٦:‏١٩‏.‏

ب٠٤ ١٥/‏١ ص ٣٠

اسئلة من القراء

لقد اخطأ يهوذا عندما لم يعطِ ثامار لابنه شيلة اتماما لوعده.‏ كما انه اقام علاقة جنسية مع امرأة ظنها زانية معبد.‏ وهذا مخالف لقصد اللّٰه ان يقيم الانسان علاقات جنسية ضمن اطار الزواج فقط.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ ولكن يهوذا في الواقع لم يُقم علاقة مع زانية،‏ بل حلَّ عن غير قصد محل ابنه شيلة وأنجب بالتالي اولادا شرعيين.‏

اما ثامار فلا تُعتبر زانية.‏ وولداها التوأمان ليسا ابني زنى.‏ فعندما تزوج بوعز براعوث الموآبية كزواج اخي الزوج،‏ اشاد شيوخ بيت لحم بفارص بن ثامار،‏ قائلين لبوعز:‏ «ليكن بيتك كبيت فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا من النسل الذي يعطيك الرب من هذه الفتاة».‏ (‏راعوث ٤:‏١٢‏)‏ ويرد اسم فارص ايضا بين اسماء اسلاف يسوع المسيح.‏ —‏ متى ١:‏١-‏٣؛‏ لوقا ٣:‏٢٣-‏٣٣‏.‏

١٨-‏٢٤ ايار (‏مايو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٤٠–‏٤١

‏«يهوه يخلِّص يوسف»‏

ب١٥ ١/‏٢ ص ١٤

‏«أليست التفاسير للّٰه؟‏»‏

ربما نسي رئيس السقاة يوسف،‏ لكن يهوه لم ينسَه اطلاقا.‏ فذات ليلة،‏ يُري فرعون حلمين بقيا محفورين في ذهنه.‏ في الحلم الاول،‏ يرى الملك سبع بقرات حسنة المنظر وسمينة خارجة من نهر النيل تتبعها سبع بقرات قبيحة وهزيلة.‏ فتأكل البقرات الهزيلة البقرات السمينة.‏ وفي الحلم الثاني،‏ يرى فرعون سبع سنابل قمح ممتلئة في ساق واحدة،‏ ثم تنمو سبع اخرى رقيقة وملفوحة بالريح وتبتلعها.‏ وفي الصباح،‏ يستيقظ فرعون مضطربا مشغول البال،‏ فيستقدم كل حكماء مصر والكهنة السحرة ليوضحوا له المغزى من حلميه.‏ لكنهم يفشلون جميعا فشلا ذريعا.‏ (‏تكوين ٤١:‏١-‏٨‏)‏ وهل عنى ذلك انهم وقفوا مصعوقين وانعقد لسانهم،‏ ام انهم راحوا يقدِّمون العديد من التفاسير المتضاربة؟‏ لا نعلم ماذا حصل.‏ لكن فرعون كان دون شك محبطا مخذولا يتحرق الى حلّ هذا اللغز.‏

هنا،‏ يتذكر رئيس السقاة الشاب المميز يوسف الذي التقاه في السجن.‏ فيبكته ضميره ويخبر فرعون ان هذا الشاب فسَّر له ولرئيس الخبازين حلميهما منذ سنتين،‏ وقد صحّ تفسيره تماما.‏ فيستدعي فرعون يوسف من السجن على جناح السرعة.‏ —‏ تكوين ٤١:‏٩-‏١٣‏.‏

ب١٥ ١/‏٢ ص ١٤-‏١٥

‏«أليست التفاسير للّٰه؟‏»‏

يكنّ يهوه المحبة لكل من يعرب عن التواضع والايمان به.‏ فلا عجب ان منح يوسف القدرة على تفسير ما عجز الحكماء والكهنة عن فهمه.‏ فيوضح يوسف لفرعون ان لحلميه معنى واحدا.‏ وقد كرَّر يهوه الفكرة نفسها كي يؤكد ان الامر «مثبَّت» اي سيتحقق لا محالة.‏ فالبقرات السمينة والسنابل الممتلئة هي سبع سنين من الشبع ستأتي على مصر،‏ اما البقرات الهزيلة والسنابل الرقيقة فتمثِّل سبع سنين من المجاعة تتبع سنوات الوفرة السبع.‏ فالمجاعة في مصر ستستنزف كل خيرات الارض.‏ —‏ تكوين ٤١:‏٢٥-‏٣٢‏.‏

ب١٥ ١/‏٢ ص ١٥

‏«أليست التفاسير للّٰه؟‏»‏

ينفِّذ فرعون كلامه بحذافيره.‏ فيُلبس يوسف على الفور ثيابا من كتان جيد ويعطيه خاتما يصادق به على الوثائق،‏ قلادة من ذهب،‏ مركبة ملكية،‏ وسلطة مطلقة ليجوب البلاد بطولها وعرضها ويضع خطته موضع التنفيذ.‏ (‏تكوين ٤١:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ فبين صباح ومساء،‏ تحرر يوسف من السجن ودخل قصر الملك.‏ فهو استفاق سجينا ذليلا،‏ وخلد الى النوم حاكما ثانيا بعد فرعون.‏ وأخيرا،‏ فعل ايمانه باللّٰه فعله في حياته!‏ فيهوه رأى كل المظالم التي مرمرت حياة خادمه على مدى سنوات طويلة،‏ فعالج المسألة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.‏ ولم يكن في بال يهوه انصاف يوسف فحسب،‏ بل ايضا انقاذ الشعب الذي كان سيصبح لاحقا امة اسرائيل.‏ وسنرى كيف فعل ذلك في مقالة لاحقة من هذه السلسلة.‏

البحث عن جواهر روحية

ب١٥ ١/‏١١ ص ٩

هل تعلم؟‏

لماذا حلق يوسف قبل مقابلة فرعون؟‏

تذكر الرواية في سفر التكوين ان فرعون لجَّ في طلب السجين العبراني يوسف ليفسِّر له حلميه المزعجين.‏ كان يوسف آنذاك قد امضى سنوات عديدة في السجن.‏ ورغم إلحاح فرعون،‏ صرف يوسف وقتا في الحلاقة.‏ (‏تكوين ٣٩:‏٢٠-‏٢٣؛‏ ٤١:‏١،‏ ١٤‏)‏ وهنا يلفتنا إلمام الكاتب بعادات المصريين اذ لم يغفل عن ذكر تفصيل يبدو تافها.‏

قديما،‏ كان ارخاء اللحية عادة تتَّبعها شعوب كثيرة،‏ بما فيها العبرانية.‏ بالمقابل،‏ «وحدهم المصريون القدامى بين كل حضارات الشرق رفضوا ارخاء اللحية»،‏ حسب دائرة معارف المطبوعات الكتابية واللاهوتية والكنسية (‏بالانكليزية)‏ لواضعَيها مكلنتوك وسترونغ.‏

وهل كانوا يحلقون لحاهم فقط؟‏ ترجِّح مجلة علم آثار الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏ ان بعض العادات المصرية فرضت على الرجل ان يستعد لمقابلة فرعون مثلما يستعد لدخول معبد.‏ وفي هذه الحال،‏ لزم ان يحلق يوسف كل شعر رأسه وجسمه ايضا.‏

ب٠٩ ١٥/‏١١ ص ٢٨ ف ١٤

التحلي بالآداب الحسنة كخدام للّٰه

١٤ حَرِصَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْأَتْقِيَاءُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ آدَابَ ٱلسُّلُوكِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ فِي ٱلْبَيْتِ.‏ لَاحِظْ،‏ مَثَلًا،‏ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْمُهَذَّبَ ٱلَّذِي تَخَاطَبَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٢٢:‏٧‏.‏ كَمَا أَنَّ أَثَرَ ٱلتَّرْبِيَةِ ٱلصَّالِحَةِ يُرَى فِي قِصَّةِ يُوسُفَ.‏ فَقَدْ كَانَ مُهَذَّبًا حَتَّى مَعَ رُفَقَائِهِ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ فَخَاطَبَهُمْ مُسْتَعْمِلًا لَفْظَةً عِبْرَانِيَّةً تُحَوِّلُ ٱلصِّيغَةَ مِنَ ٱلْأَمْرِ إِلَى ٱلطَّلَبِ بِرِفْقٍ.‏ (‏تك ٤٠:‏٨،‏ ١٤‏)‏ وَيُظْهِرُ كَلَامُهُ مَعَ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْأُسْلُوبَ ٱللَّائِقَ لِمُخَاطَبَةِ أَصْحَابِ ٱلْمَنَاصِبِ ٱلْعُلْيَا.‏ —‏ تك ٤١:‏١٦،‏ ٣٣،‏ ٣٤‏.‏

٢٥-‏٣١ ايار (‏مايو)‏

كنوز من كلمة اللّٰه | تكوين ٤٢–‏٤٣

‏«يوسف يضبط نفسه»‏

ب١٥ ١/‏٥ ص ١٣-‏١٤

‏«هل انا مكان اللّٰه؟‏»‏

وماذا عن يوسف؟‏ لقد عرف اخوته في الحال!‏ وحين رآهم ساجدين امامه،‏ عادت به الذاكرة الى ايام الصبا الاولى.‏ تخبرنا الرواية:‏ «حالا تذكَّر يوسف الاحلام» التي أراه إياها يهوه وهو لم يزل صبيّا غضّا.‏ فهذه الاحلام انبأت ان اخوته سيسجدون امامه في يوم من الايام.‏ وها هو الآن يرى بأم عينه هذه النبوة تغدو واقعا ملموسا!‏ (‏تكوين ٣٧:‏٢،‏ ٥-‏٩؛‏ ٤٢:‏٧،‏ ٩‏)‏ فما عساه يفعل؟‏ هل يلاقيهم بالاحضان،‏ ام يثأر لنفسه؟‏

ادرك يوسف ان عليه ألَّا يتهور وينقاد وراء رغبته أيًّا كانت.‏ فمن الواضح ان ليهوه يدًا في هذا التغير الكبير في مجرى الاحداث بهدف تحقيق قصده.‏ فهو سبق ووعد يعقوب ان يصبح نسله أمة عظيمة.‏ (‏تكوين ٣٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وإذا كان اخوة يوسف ما زالوا كعهده بهم رجالا عنفاء انانيين لا ضمير لهم،‏ فلا بد ان النتائج البعيدة المدى ستكون كارثية.‏ فضلا عن ذلك،‏ اذا تصرف يوسف بتهور،‏ فربما يتزعزع السلام في العائلة ويتعرَّض والده وبنيامين للخطر.‏ اساسا،‏ هل هما على قيد الحياة؟‏ قرَّر يوسف ألَّا يكشف عن هويته ريثما يمتحن اخوته ويرى اي نوع من الرجال هم الآن.‏ وعندئذ يتضح له ماذا يريده يهوه ان يفعل.‏

لن تجد نفسك على الارجح في هذا الظرف الاستثنائي.‏ الا ان الانقسامات والنزاعات خلف جدران المنازل باتت امرا شائعا في عالمنا اليوم.‏ وحين نواجه محنا كهذه،‏ قد نميل الى اتِّباع قلبنا والتصرف بتهور وفق رغباتنا الناقصة.‏ ولكن أليس من الحكمة ان نقتدي بيوسف ونحاول ان نميِّز كيف يريدنا اللّٰه ان نعالج المسألة؟‏ (‏امثال ١٤:‏١٢‏)‏ ولا ننسَ انه مهما بلغت اهمية السلام مع افراد العائلة،‏ فإن السلام مع يهوه وابنه اهم بكثير.‏ —‏ متى ١٠:‏٣٧‏.‏

ب١٥ ١/‏٥ ص ١٤

‏«هل انا مكان اللّٰه؟‏»‏

بدأ يوسف بسلسلة من الامتحانات وهدفه كشف النقاب عن مكنونات قلوب اخوته.‏ فراح يكلِّمهم بقسوة من خلال مترجم متَّهما اياهم بالتجسس.‏ ودفاعا عن انفسهم،‏ اخبروه عن عائلتهم وعن اخيهم الاصغر الذي بقي عند أبيه.‏ فأمسك يوسف بطرف الخيط،‏ اذا جاز التعبير،‏ ولمعت في ذهنه فكرة يتابع من خلالها خطته الذكية.‏ فحاول ان يخفي حماسته وتساؤلاته عن اخيه الصغير إن كان فعلا بخير،‏ وقال لإخوته:‏ «بهذا تُمتحنون».‏ وطلب بعد ذلك ان يرى اخاهم ليتأكد من صحة اقوالهم.‏ ثم أذن لهم بالعودة الى ديارهم لكي يحضروه شريطة ان يبقى واحد منهم رهينة عنده.‏ —‏ تكوين ٤٢:‏٩-‏٢٠‏.‏

بص «يُوسُف»‏

يُوسُف

جعلت هذه التطورات اخوة يوسف يشعرون بأن اللّٰه يعاقبهم لأنهم باعوه للعبودية قبل عدة سنوات.‏ وأمام اخيهم الذي لم يكونوا قد عرفوه بعد،‏ تبادلوا الحديث بشأن الذنب الذي اقترفوه.‏ عندما سمع يوسف كلامهم،‏ الذي يدل على توبتهم،‏ لم يقوَ على ضبط مشاعره وخرج من عندهم وأخذ يبكي.‏ ثم رجع وقيّد شمعون،‏ مبقيا اياه في الحبس حتى يعودوا ومعهم اخوهم الاصغر.‏ —‏ تك ٤٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

البحث عن جواهر روحية

بص «رَأُوبِين»‏

رَأُوبِين

برزت بعض صفات رأوبين الجيدة عندما اقنع اخوته التسعة برمي يوسف في بئر جاف عوضا عن قتله،‏ عاقدا النية على العودة سرا لإنقاذ يوسف من البئر.‏ (‏تك ٣٧:‏١٨-‏٣٠‏)‏ وبعد اكثر من ٢٠ سنة،‏ حين استنتج هؤلاء الاخوة نفسهم انهم اتُّهموا بالتجسس في مصر لأنهم اساءوا معاملة يوسف،‏ ذكّرهم رأوبين انه لم يشترك معهم في التآ‌مر على قتله.‏ (‏تك ٤٢:‏٩-‏١٤،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ فضلا عن ذلك،‏ عندما رفض يعقوب ان يدع بنيامين يرافق اخوته في رحلتهم الثانية الى مصر،‏ كان رأوبين مَن قدّم ابنيه كضمانة قائلا:‏ «اقتل ابني كليهما إن لم اعد به [بنيامين] اليك».‏ —‏ تك ٤٢:‏٣٧‏.‏

ب٠٤ ١٥/‏١ ص ٢٩ ف ١

نقاط بارزة من سفر التكوين —‏ الجزء ٢

٤٣:‏٣٢ —‏ لماذا كان تناول الطعام مع العبرانيين رجسا عند المصريين؟‏ من المرجح ان يكون السبب هو التحامل الديني او التفاخر العنصري.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ كان المصريون يعتبرون الرعاة رجسين.‏ (‏تكوين ٤٦:‏٣٤‏)‏ ولماذا؟‏ ربما كان الرعاة مدرَجين في اسفل النظام الطبقي المصري.‏ او ربما احتقر المصريون الرعاة لأنهم كانوا يبحثون عن مرعى لقطعانهم في بلد اراضيه الزراعية محدودة.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة