مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٥-١١ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٣١–٣٢
«انتبه من عبادة الاصنام»
تقدَّم الى النضج، فيوم يهوه قريب
١١ يُمْكِنُ أَنْ يُشَكِّلَ تَطْبِيقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَحَدِّيًا لَنَا، وَخُصُوصًا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بُعَيْدَ تَحْرِيرِ يَهْوَه بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، «خَاصَمَ ٱلشَّعْبُ مُوسَى» وَ ‹ٱمْتَحَنُوا يَهْوَهَ›. وَلِمَاذَا؟ لِعَدَمِ تَوَفُّرِ مَاءٍ لِلشُّرْبِ. (خر ١٧:١-٤) وَبَعْدَ مُرُورِ أَقَلَّ مِنْ شَهْرَيْنِ عَلَى دُخُولِهِمْ فِي عَهْدٍ مَعَ ٱللّٰهِ وَمُوَافَقَتِهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا «كُلَّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ»، كَسَرُوا شَرِيعَتَهُ ٱلَّتِي تَنْهَى عَنِ ٱلصَّنَمِيَّةِ. (خر ٢٤:٣، ١٢-١٨؛ ٣٢:١، ٢، ٧-٩) فَهَلْ كَانَ ذلِكَ لِأَنَّ ٱلْخَوْفَ دَبَّ فِي قُلُوبِهِمْ عِنْدَمَا تَأَخَّرَ مُوسَى فِي جَبَلِ حُورِيبَ رَيْثَمَا تَسَلَّمَ ٱلْإِرْشَادَاتِ مِنَ ٱللّٰهِ؟ أَلَعَلَّهُمْ خَشُوا أَنْ يُهَاجِمَهُمُ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ ثَانِيَةً وَيَتَغَلَّبُوا عَلَيْهِمْ بِغِيَابِ مُوسَى ٱلَّذِي حَقَّقَ لَهُمُ ٱلنَّصْرَ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلسَّابِقَةِ بِرَفْعِ يَدَيْهِ؟ (خر ١٧:٨-١٦) هذَا وَارِدٌ، وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ، «أَبَى [ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ] أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ». (اع ٧:٣٩-٤١) وَقَدْ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِئَلَّا يَسْقُطُوا فِي ذٰلِكَ ٱلنَّمُوذَجِ مِنَ ٱلْعِصْيَانِ› ٱلَّذِي سَقَطَ فِيهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَمَا خَافُوا دُخُولَ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. — عب ٤:٣، ١١.
استفد من وعود اللّٰه المؤكدة بقسم
١٢ شَرَعَ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ فِي إِتْمَامِ مَا وَعَدَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ. فَأَمَرَ بِنَصْبِ خَيْمَةٍ لِلْعِبَادَةِ وَإِقَامَةِ كَهَنُوتٍ يُمَكِّنُ ٱلْبَشَرَ ٱلْخُطَاةَ أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْهُ. أَمَّا هُمْ فَنَسُوا بِسُرْعَةٍ ٱنْتِذَارَهُمْ لِلّٰهِ وَ «أَحْزَنُوا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ». (مز ٧٨:٤١) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ كَانَ مُوسَى يَتَلَقَّى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِرْشَادَاتِ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، نَفَدَ صَبْرُهُمْ وَتَزَعْزَعَ إِيمَانُهُمْ بِٱللّٰهِ وَظَنُّوا أَنَّ مُوسَى تَخَلَّى عَنْهُمْ. فَصَنَعُوا عِجْلًا ذَهَبِيًّا وَقَالُوا: «هٰذَا إِلٰهُكَ، يَا إِسْرَائِيلُ، ٱلَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». (خر ٣٢:١، ٤) ثُمَّ أَقَامُوا ٱحْتِفَالًا دَعَوْهُ ‹عِيدًا لِيَهْوَهَ› وَسَجَدُوا لِلصَّنَمِ ٱلَّذِي صَنَعَتْهُ أَيْدِيهِمْ وَذَبَحُوا لَهُ. فَرَأَى يَهْوَهُ ذلِكَ وَقَالَ لِمُوسَى: «حَادُوا سَرِيعًا عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ». (خر ٣٢:٥، ٦، ٨) وَلِلْأَسَفِ، مِنْ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ وَصَاعِدًا، ٱعْتَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَصْنَعُوا نُذُورًا لِلّٰهِ وَلَا يَفُوا بِهَا. — عد ٣٠:٢.
هل انت الى جانب يهوه؟
١٤ عَرَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ خَطِيَّةٌ خَطِيرَةٌ. (خر ٢٠:٣-٥) وَلٰكِنْ هَا هُمُ ٱلْآنَ يَعْبُدُونَ عِجْلًا ذَهَبِيًّا. وَمَعَ أَنَّهُمْ كَسَرُوا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ، أَوْهَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ إِلَى جَانِبِهِ، حَتَّى إِنَّ هَارُونَ دَعَا عِبَادَةَ ٱلْعِجْلِ ‹عِيدًا لِيَهْوَهَ›. وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى هٰذَا ٱلتَّصَرُّفِ؟ لَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ خِيَانَةً. وَقَالَ لِمُوسَى إِنَّ ٱلشَّعْبَ ‹فَسَدُوا› وَ ‹حَادُوا عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَوْصَاهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ›. وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، فَكَّرَ فِي إِبَادَةِ ٱلْأُمَّةِ بِكَامِلِهَا. — خر ٣٢:٥-١٠.
البحث عن جواهر روحية
للعمل وقت وللراحة وقت
٤ هَلْ يَدُلُّ مِثَالُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ أَنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَاحَ؟ طَبْعًا لَا. فَيَهْوَهُ لَا يَتْعَبُ أَبَدًا، لِذَا لَا يَحْتَاجُ أَنْ يَرْتَاحَ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْعَمَلِ وَٱسْتَرَاحَ» بَعْدَمَا خَلَقَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَقْصُودَ كَمَا يَبْدُو هُوَ أَنَّهُ تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْخَلْقِ كَيْ يَفْرَحَ بِمَا أَنْجَزَهُ. (خر ٣١:١٧) وَيَسُوعُ أَيْضًا عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَعْ ذٰلِكَ، خَصَّصَ وَقْتًا لِيَسْتَرِيحَ وَيَتَنَاوَلَ ٱلطَّعَامَ مَعْ أَصْدِقَائِهِ. — مت ١٤:١٣؛ لو ٧:٣٤.
«ليهوه نحن»
٧ اقرأ ملاخي ٣:١٦. لِمَ مُهِمٌّ أَنْ تَنْتَذِرَ وَتَعْتَمِدَ؟ طَبْعًا، جَمِيعُنَا مِلْكٌ لِيَهْوَهَ مُنْذُ أَتَيْنَا إِلَى ٱلْوُجُودِ. وَلٰكِنْ فَكِّرْ كَمْ يَفْرَحُ حِينَ تَخْتَارُهُ حَاكِمًا وَتَنْتَذِرُ لَهُ. (ام ٢٣:١٥) وَهُوَ يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ طَوْعًا، وَيَكْتُبُ أَسْمَاءَهُمْ فِي ‹سِفْرِ تَذْكِرَتِهِ›.
٨ وَلٰكِنْ حَسْبَمَا ذَكَرَ مَلَاخِي، لِيَبْقَى ٱسْمُنَا فِي «سِفْرِ تَذْكِرَةِ» يَهْوَهَ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَخَافَهُ وَنُفَكِّرَ فِي ٱسْمِهِ›. أَمَّا إِذَا عَبَدْنَا إِلٰهًا غَيْرَهُ، فَسَيَمْحُو ٱسْمَنَا مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ. — خر ٣٢:٣٣؛ مز ٦٩:٢٨.
١٢-١٨ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٣٣–٣٤
«صفات يهوه تحبِّبنا فيه»
لماذا يجب ان نعرف اسم اللّٰه
ولكن هل تشمل ‹معرفة اسم اللّٰه› مجرد المعرفة العقلية ان اسم اللّٰه بالعبرانية هو ي ه و ه، بالانكليزية جِهوڤاه، او بالعربية يهوه؟ كلا، انها تعني اكثر من ذلك. فعندما كان موسى في جبل سيناء، «نزل (يهوه) في السحاب. فوقف [موسى] عنده هناك ونادى باسم (يهوه ).» فماذا استلزمت هذه المناداة باسم يهوه؟ وصفًا لصفاته: «(يهوه، يهوه،) إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.» (خروج ٣٤:٥، ٦) ومرة ثانية، قبيل موته، قال موسى للاسرائيليين: «باسم (يهوه) انادي.» وماذا تبع ذلك؟ ذِكر لبعض مزاياه العظيمة، ثم مراجعة لما انجزه اللّٰه نحو اسرائيل من اجل اسمه. (تثنية ٣٢:٣-٤٣) اذًا، تعني معرفة اسم اللّٰه تعلُّم ما يمثِّله هذا الاسم وعبادة الإله الذي يملكه.
وبما ان يهوه ربط اسمه بصفاته، مقاصده وأعماله، يمكننا ان نرى لماذا يقول الكتاب المقدس ان اسم اللّٰه قدوس. (لاويين ٢٢:٣٢) فهو مجيد، عظيم، مهوب ومتعالٍ جدا. (مزمور ٨:١؛ ٩٩:٣؛ ١٤٨:١٣) اجل، ان اسم اللّٰه هو اكثر من مجرد لقب. فهو يمثِّله كشخص. ولم يكن مجرد اسم وقتي يُستعمل فترة من الوقت ليحلّ محله بعد ذلك لقب مثل «الرب.» قال يهوه نفسه لموسى: «يهوه. . . هذا اسمي الى الابد وهذا ذكري الى دور فدور.» — خروج ٣:١٥.
حين اخبر يهوه عن صفاته
ان اول ما كشفه يهوه عن نفسه هو انه «إله رحيم وحنَّان». (العدد ٦) يذكر احد علماء الكتاب المقدس ان الكلمة العبرانية المنقولة الى «رحيم» تشير الى «رأفة [اللّٰه]، كتلك التي يعرب عنها الاب نحو اولاده». كما ان الكلمة المنقولة الى «حنَّان» ترتبط بفعل «يصف انسانا يندفع من كل قلبه الى مساعدة شخص محتاج». فمن الواضح اذًا ان يهوه يريدنا ان نعلم انه يسهر على عباده تماما كما يسهر الوالدون على اولادهم، اذ يعاملهم برقة ومحبة واهتمام شديد. — مزمور ١٠٣:٨، ١٣.
بعد ذلك، يقول يهوه انه «بطيء الغضب». (العدد ٦) فهو لا يحتد بسرعة على خدامه الارضيين، بل يصبر عليهم ويحتمل نقائصهم مانحا اياهم الوقت ليرجعوا عن طرقهم الرديئة. — ٢ بطرس ٣:٩.
ويذكر اللّٰه ايضا انه «وافر اللطف الحبي والحق». (العدد ٦) ان اللطف الحبي، او محبة الولاء، صفة غالية ينشئ يهوه من خلالها رابطا متينا ودائما يجمع بينه وبين شعبه. (تثنية ٧:٩) كذلك، يهوه هو منبع الحق. فهو لا يخدع ولا ينخدع. ولأنه «إله الحق» يمكننا ان نثق ثقة تامة بكل اقواله، بما فيها وعوده للمستقبل. — مزمور ٣١:٥.
حين اخبر يهوه عن صفاته
وثمة حقيقة مهمة اخرى يرغب يهوه ان يطلعنا عليها، وهي انه يعفو عن «الذنب والتعدي والخطية». (العدد ٧) فهو ‹يغفر› خطايا الخطاة التائبين. (مزمور ٨٦:٥) غير انه في الوقت نفسه لا يتغاضى عن الشر. يوضح لنا العدد ٧ ان اللّٰه «لا يعفي من العقاب». فهذا الاله القدوس والعادل لا يترك الذين يخطئون عمدا بلا عقاب، وعاجلا ام آجلا سيعانون عواقب افعالهم.
البحث عن جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر الخروج
٣:١١، ٢٠ — كيف كلّم اللّٰه موسى «وجها لوجه»؟ يشير هذا التعبير الى محادثة حميمة بين شخصين. فقد تكلم موسى مع ممثِّل اللّٰه وتلقّى شفهيا تعليمات من يهوه بواسطة هذا الممثِّل. لكنّ موسى لم يرَ يهوه، لأنه ‹لا يمكن لانسان ان يراه ويعيش›. وفي الواقع، لم يتكلم يهوه شخصيا مع موسى. تقول غلاطية ٣:١٩ ان الشريعة «نُقِلَت بواسطة ملائكة على يد وسيط».
حدِّدوا اولوياتكم دائما!
وأُمر كل ذكور الاسرائيليين والدخلاء في الارض ان يحضروا امام يهوه ثلاث مرات سنويا. وإذ ادرك رؤوس عائلات عديدون ان العائلة بكاملها ستستفيد روحيا من هذه المناسبات، رتَّبوا ان ترافقهم زوجاتهم وأولادهم. ولكن مَن كان سيحمي بيوتهم وحقولهم من هجمات العدو عندما تكون العائلة غائبة؟ وعد يهوه: «لا يشتهي احد ارضك حين تصعد لتظهر امام الرب الهك ثلاث مرات في السنة». (خروج ٣٤:٢٤) فالايمان كان لازما من جهة الاسرائيليين ليصدقوا انه لن تلحق بهم خسائر مادية اذا وضعوا المصالح الروحية في المقام الاول. وهل تمم يهوه وعده؟ لا شك في ذلك!
١٩-٢٥ تشرين الاول (اكتوبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٣٥–٣٦
«يهوه يجهِّزنا لنقوم بعمله»
يهوه يبارك بسخاء الروح الراغبة
ولكن ليست التقدمات المادية اكثر ما فرّح قلب يهوه، بل الروح الراغبة التي اعرب عنها مَن دعموا العبادة الحقة. فهم اندفعوا ايضا الى تقديم وقتهم وطاقتهم. يذكر السجل ان «كل النساء اللواتي دفعتهن قلوبهن بالحكمة غزلن شعر المعزى». علاوة على ذلك، منح يهوه بصلئيل «الحكمة والفهم والمعرفة والمهارة في كل صنعة». فقد ملأه هو وأهوليآب بالمهارة اللازمة لإنجاز العمل الموكل اليهما. — خر ٣٥:٢٥، ٢٦، ٣٠-٣٥.
روح اللّٰه يرشد ذوي الايمان في الماضي
٦ يَكْشِفُ ٱخْتِبَارُ بَصَلْئِيلَ، أَحَدِ مُعَاصِرِي مُوسَى، ٱلشَّيْءَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ خروج ٣٥:٣٠-٣٥.) فَقَدْ كُلِّفَ هذَا ٱلرَّجُلُ بِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي صُنْعِ ٱلتَّجْهِيزَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِلْمَسْكَنِ. فَهَلْ كَانَ خَبِيرًا بِٱلصِّنَاعَاتِ ٱلْحِرَفِيَّةِ قَبْلَ هذَا ٱلْمَشْرُوعِ ٱلضَّخْمِ؟ رُبَّمَا، وَلكِنْ يُرَجَّحُ أَنَّ آخِرَ عَمَلٍ زَاوَلَهُ قَبْلَ ذلِكَ هُوَ صُنْعُ ٱللِّبْنِ لِلْمِصْرِيِّينَ. (خر ١:١٣، ١٤) فَكَيْفَ كَانَ لَهُ أَنْ يُتَمِّمَ مُهِمَّتَهُ ٱلْعَسِيرَةَ؟ لَقَدْ ‹مَلَأَهُ يَهْوَهُ مِنْ رُوحِهِ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ وَٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْمَهَارَةِ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ، لِٱبْتِكَارِ تَصَامِيمَ حَتَّى يَصْنَعَ كُلَّ صَنْعَةٍ فِي غَايَةِ ٱلْإِبْدَاعِ›. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ صَقَلَ مَوَاهِبَ بَصَلْئِيلَ ٱلَّتِي رُبَّمَا تَحَلَّى بِهَا بِٱلْفِطْرَةِ. وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي أُهُولِيآبَ. وَلَا بُدَّ أَنَّ هذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ ٱكْتَسَبَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُنْجِزَا ٱلْمُهِمَّةَ فَحَسْبُ، بَلْ عَلَّمَا غَيْرَهُمَا أَيْضًا. فَٱللّٰهُ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي قَلْبِهِمَا أَنْ يُعَلِّمَا ٱلْآخَرِينَ.
روح اللّٰه يرشد ذوي الايمان في الماضي
٧ وَثَمَّةَ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى أَنَّ بَصَلْئِيلَ وَأُهُولِيآبَ نَالَا ٱلْإِرْشَادَ مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ هُوَ جُودَةُ مَصْنُوعَاتِهِمَا ٱلَّتِي ظَلَّتْ تُسْتَعْمَلُ طَوَالَ ٥٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. (٢ اخ ١:٢-٦) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ ٱلْمُصَنِّعِينَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، لَمْ يَكْتَرِثْ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ بِأَنْ يَتْرُكَا تَوْقِيعَهُمَا أَوْ عَلَامَتَهُمَا ٱلتِّجَارِيَّةَ عَلَى أَعْمَالِهِمَا. فَكُلُّ ٱلْفَضْلِ فِي ٱنْجَازَاتِهِمَا نُسِبَ إِلَى يَهْوَهَ. — خر ٣٦:١، ٢.
البحث عن جواهر روحية
التعرّف بطرق يهوه
١٤ إعطاء الاولوية للامور الروحية. كان يجب على امة اسرائيل ألا تدَع الاهتمام بالحاجات الجسدية يطغى على الاهتمام بالنشاطات الروحية. فما كان يجب ان يكرسوا حياتهم فقط للمساعي الدنيوية. فقد خصص يهوه وقتا مقدّسا كل اسبوع، وقتا يجب استخدامه حصريا لنشاطات تتعلق بعبادة الاله الحق. (خروج ٣٥:١-٣؛ عدد ١٥:٣٢-٣٦) كما كان يجب تخصيص اوقات اخرى كل سنة للمحافل المقدسة. (لاويين ٢٣:٤-٤٤) وهذه الاوقات كانت مناسبات لمناقشة افعال يهوه المقتدِرة، لتذكُّر طرقه، وللتعبير عن الامتنان له على كل صلاحه. ففيما كان الشعب يعبِّر عن تعبّدهم ليهوه، كانوا سيزدادون تقوى ومحبة ويُساعَدون على ‹السلوك في طرقه›. (تثنية ١٠:١٢، ١٣) والمبادئ الموجودة في هذه الارشادات تفيد خدام يهوه اليوم. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
الكرم الجزيل يجلب الفرح
تخيّلوا شعور الاسرائيليين. لقد عانت ذريتهم عبودية قاسية وحرمانا مريرا. ولكنهم اصبحوا الآن احرارا وأغنياء ماديا. فكيف سيشعرون حيال التخلّي عن جزء من ثروتهم؟ ربما شعروا بأنهم كسبوا ثروتهم ولهم الحق في الاحتفاظ بها. ولكن عندما دُعوا الى التبرُّع ماديا لدعم العبادة النقية، لبّوا الدعوة دون بخل او تردد! ولم ينسوا ان يهوه مكَّنهم من نيل هذه الأشياء المادية. ولذلك اعطوا بسخاء من فضتهم وذهبهم ومواشيهم. فكانوا يملكون ‹قلوبا سموحة›. وقد ‹انهضتهم قلوبهم› هذه، و ‹سخت نفسهم›. حقا، كانت تقدماتهم «تبرُّعا الى الرب». — خروج ٢٥:١-٩؛ ٣٥:٤-٩، ٢٠-٢٩؛ ٣٦:٣-٧.
٢٦ تشرين الاول (اكتوبر)–١ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه | خروج ٣٧–٣٨
«المذبحان في الخيمة المقدسة»
اية مكانة يحتلها المذبح في العبادة؟
وعندما اعطى اللّٰه الشريعة للاسرائيليين، امرهم ببناء المسكن، وهو خيمة قابلة للحمل. وقد دعي المسكن ايضا «خيمة الاجتماع» وكان وجها اساسيا من ترتيب الاقتراب الى اللّٰه. (خروج ٣٩:٣٢، ٤٠) وكان في المسكن، او الخيمة، مذبحان. وُضع المذبح الاول المخصص للمحرقات، والذي كان مصنوعا من خشب السَنْط ومغطى بالنحاس، عند الباب واستُعمل لتقديم ذبائح حيوانية. (خروج ٢٧:١-٨؛ ٣٩:٣٩؛ ٤٠:٦، ٢٩) ووُضع مذبح البخور، المصنوع من خشب السَنْط ايضا ولكن المغشّى بذهب، داخل المسكن قدام حجاب قدس الاقداس. (خروج ٣٠:١-٦؛ ٣٩:٣٨؛ ٤٠:٥، ٢٦، ٢٧) وكان يُقدَّم عليه بخور خصوصي مرتين في اليوم، صباحا ومساء. (خروج ٣٠:٧-٩) واتَّبع الهيكل الثابت الذي بناه الملك سليمان تصميم المسكن، فوُضِع فيه مذبحان.
حرق البخور — هل له مكان في العبادة الحقة؟
اوصى يهوه اللّٰه بمزج اربعة مكوِّنات وحرقها في المسكن. فقد قال: «خذ لك اعطارا. مَيعة وأظفارا وقِنَّة عطرة ولُبانا نقيا. تكون اجزاء متساوية. فتصنعها بخورا عطرا صنعة العطار مملحا نقيا مقدسا. وتسحق منه ناعما وتجعل منه قدام الشهادة في خيمة الاجتماع». (خروج ٣٠:٣٤-٣٦) ويعتقد العلماء ان اليهود الربّانيين اضافوا لاحقا مكوِّنات اخرى للاستعمال في الهيكل.
كان البخور الذي يُحرَق في المسكن مقدَّسا. وقد اقتصر استخدامه على عبادة اللّٰه. امر يهوه: «البخور الذي تصنعه على مقاديره لا تصنعوا لأنفسكم. يكون عندك مقدسا للرب. كل مَن صنع مثله ليشمَّه يُقطع من شعبه». (خروج ٣٠:٣٧، ٣٨) وكان الكهنة يحرقون البخور مرتين يوميا على مذبح مخصص لهذا القصد. (٢ أخبار الايام ١٣:١١) وفي يوم الكفارة، كان رئيس الكهنة يحرق البخور في قدس الاقداس. — لاويين ١٦:١٢، ١٣.
اية مكانة يحتلها المذبح في العبادة؟
وعندما اعطى اللّٰه الشريعة للاسرائيليين، امرهم ببناء المسكن، وهو خيمة قابلة للحمل. وقد دعي المسكن ايضا «خيمة الاجتماع» وكان وجها اساسيا من ترتيب الاقتراب الى اللّٰه. (خروج ٣٩:٣٢، ٤٠) وكان في المسكن، او الخيمة، مذبحان. وُضع المذبح الاول المخصص للمحرقات، والذي كان مصنوعا من خشب السَنْط ومغطى بالنحاس، عند الباب واستُعمل لتقديم ذبائح حيوانية. (خروج ٢٧:١-٨؛ ٣٩:٣٩؛ ٤٠:٦، ٢٩) ووُضع مذبح البخور، المصنوع من خشب السَنْط ايضا ولكن المغشّى بذهب، داخل المسكن قدام حجاب قدس الاقداس. (خروج ٣٠:١-٦؛ ٣٩:٣٨؛ ٤٠:٥، ٢٦، ٢٧) وكان يُقدَّم عليه بخور خصوصي مرتين في اليوم، صباحا ومساء. (خروج ٣٠:٧-٩) واتَّبع الهيكل الثابت الذي بناه الملك سليمان تصميم المسكن، فوُضِع فيه مذبحان.
البحث عن جواهر روحية
بص «السنط»
السنط
اغصان شجرة السنط متشعبة ومليئة بالاشواك الطويلة. عادة، تتشابك هذه الاغصان مع اغصان اشجار السنط القريبة، فتشكل مجموعات كثيفة. وهذا يفسِّر لمَ يستعمل الكتاب المقدس اغلب الاوقات صيغة الجمع شيتّيم حين يتحدث عن هذه الشجرة. صحيح ان اشجار السنط يبلغ ارتفاعها احيانا بين ٦ و ٨ م، لكنها غالبا ما تكون قصيرة. اما اوراقها فناعمة وتشبه الريش. وأزهارها كثيرة، لونها اصفر، رائحتها عطرة، وتنتج ثمارا في قرون ملتوية. خشب هذه الاشجار قوي، ناعم، ثقيل، لا تأكله الحشرات، ويغطيه لحاء (قشرة) خشن اسود. وهذه الشجرة كانت مناسبة لبناء المسكن وأغراضه بسبب مواصفاتها وانتشارها في الصحراء. فخشبها استُعمِل لصنع تابوت العهد (خر ٢٥:١٠؛ ٣٧:١)، مائدة خبز الوجه (خر ٢٥:٢٣؛ ٣٧:١٠)، المذبحَين (خر ٢٧:١؛ ٣٧:٢٥؛ ٣٨:١)، العصي التي تُحمل بها هذه الاغراض (خر ٢٥:١٣، ٢٨؛ ٢٧:٦؛ ٣٠:٥؛ ٣٧:٤، ١٥، ٢٨؛ ٣٨:٦)، اعمدة الحجاب والستارة (خر ٢٦:٣٢، ٣٧؛ ٣٦:٣٦)، وأُطُر الجدران (خر ٢٦:١٥؛ ٣٦:٢٠) وعوارضها (خر ٢٦:٢٦؛ ٣٦:٣١).
هل تعلم؟
بخلاف المرايا الزجاجية في ايامنا، كانت المرايا في ازمنة الكتاب المقدس مصنوعة عموما من معدن مصقول جيدا. فاستُخدم البرونز بالدرجة الاولى، وأحيانا النحاس والفضة والذهب والإلكتروم. وتُذكر المرايا للمرة الاولى في الكتاب المقدس عند الحديث عن بناء المسكن، وهو اول مركز عبادة في اسرائيل. فقد تبرعت النساء بالمرايا من اجل صنع حوض النحاس المقدس وقاعدته. (خروج ٣٨:٨) ولا بد ان هذه المرايا صُهرت قبل استعمالها لهذه الغاية.