مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
2024 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©
٦-١٢ أيار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٣٦–٣٧
«لا تنزعج بسبب الأشرار»
مَاذَا يَزُولُ حِينَ يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْأَشْرَارُ فِينَا ٱلْآنَ؟ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَوْقَاتٌ صَعْبَةٌ. وَأَضَافَ أَنَّ ‹ٱلنَّاسَ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلدَّجَّالِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ›. (٢ تي ٣:١-٥، ١٣) فَهَلْ تَلْمُسُ صِحَّةَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟ كَثِيرُونَ مِنَّا وَقَعُوا ضَحِيَّةَ ٱلْأَشْرَارِ، كَٱلْمُجْرِمِينَ ٱلْخَطِرِينَ أَوِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْعُنْصُرِيِّينَ. وَفِي حِينِ لَا يَسْتَحِي بَعْضُ ٱلْأَشْرَارِ بِأَفْعَالِهِمْ، يَتَظَاهَرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ أَنَّهُمْ يُسَاعِدُونَ ٱلنَّاسَ كَيْ يُخْفُوا شَرَّهُمْ. حَتَّى لَوْ لَمْ يُؤْذُونَا شَخْصِيًّا، نَشْمَئِزُّ مِنْ وَحْشِيَّتِهِمْ فِي مُعَامَلَةِ ٱلْأَوْلَادِ وَٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ. فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ صِفَاتٍ حَيَوَانِيَّةٍ وَشَيْطَانِيَّةٍ. (يع ٣:١٥) لٰكِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَمْنَحُنَا ٱلْأَمَلَ وَٱلرَّجَاءَ.
يَهْوَه يُبارِكُ الَّذينَ يُسامِحونَ غَيرَهُم
١٠ كَي لا نُؤذِيَ أنفُسَنا. الحِقدُ هو حِملٌ ثَقيلٌ علَينا، ويَهْوَه يُريدُ أن نتَخَلَّصَ مِنهُ ونرتاح. (إقرأ أفسس ٤:٣١، ٣٢.) لِذلِك ينصَحُنا: «كُفَّ عنِ الغَضَبِ واترُكِ السُّخط». (مز ٣٧:٨) وهذِهِ النَّصيحَةُ مُفيدَةٌ جِدًّا. فالحِقدُ يُضِرُّ صِحَّتَنا الجَسَدِيَّة والنَّفْسِيَّة. (أم ١٤:٣٠) فمِثلَما نُؤذي أنفُسَنا لا غَيرَنا حينَ نشرَبُ السَّمّ، نُؤذي أنفُسَنا لا الشَّخصَ الَّذي أخطَأ إلَينا حينَ نبقى غاضِبين منه. بِالمُقابِل، سنَستَفيدُ كَثيرًا عِندَما نُسامِحُ ذلِك الشَّخص. (أم ١١:١٧) فسَننعَمُ بِراحَةِ البال، ونُرَكِّزُ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه.
«تلذذ بالرب»
٢٠ حينئذ ‹سيرث الودعاء الارض›. (مزمور ٣٧:١١أ) ولكن مَن هم هؤلاء «الودعاء»؟ ان الكلمة المترجمة «ودعاء» مشتقة من جذر يعني «يبتلي، يجعل متواضعا، يذلّ». نعم، ان «الودعاء» هم الذين ينتظرون بتواضع ان يزيل يهوه كل المظالم التي تبتليهم. وآنذاك سوف «يتلذذون في كثرة السلامة». (مزمور ٣٧:١١ب) ولكن حتى في وقتنا الحاضر، ننعم بكثرة السلامة في الفردوس الروحي الذي يسود في الجماعة المسيحية الحقيقية.
جواهر روحية
بص «الجبل»
الجبل
الثبات، البقاء، او العلاء. ان الثبات والبقاء هما صفتان ترتبطان بالجبال. (اش ٥٤:١٠؛ حب ٣:٦؛ قارن مز ٤٦:٢.) لذلك، حين قال كاتب المزمور ان بر يهوه، او عدله، هو مثل «جبال اللّٰه» (مز ٣٦:٦)، ربما قصد ان عدله لا يتزعزع. او بما ان الجبال عالية، فربما كان يشير الى الحقيقة ان عدل اللّٰه اسمى بكثير من عدل البشر. (قارن اش ٥٥:٨، ٩.) وعند الحديث عن سكب الجام السابع لغضب اللّٰه، تقول الرؤيا ١٦:٢٠: «لم توجد الجبال». وهذا قد يدل انه حتى الاشياء الشامخة شموخ الجبال لن تنجو من سكب غضب اللّٰه. — قارن ار ٤:٢٣-٢٦.
١٣-١٩ أيار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٣٨–٣٩
الشعور بالذنب فوق اللزوم هو حمل ثقيل علينا
أَبْقِ عَيْنَيْكَ عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ
١٢ اقرأ ١ يوحنا ٣:١٩، ٢٠. كُلُّنَا نَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ أَحْيَانًا. فَٱلْبَعْضُ مَثَلًا يُعَذِّبُهُمْ ضَمِيرُهُمْ بِسَبَبِ أَخْطَاءٍ عَمِلُوهَا قَبْلَ أَنْ يَتَعَرَّفُوا عَلَى ٱلْحَقِّ أَوْ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. (رو ٣:٢٣) طَبْعًا، نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّحَّ. لٰكِنَّنَا «جَمِيعًا نُخْطِئُ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً». (يع ٣:٢؛ رو ٧:٢١-٢٣) وَمَعْ أَنَّ ٱلْإِحْسَاسَ بِٱلذَّنْبِ يُؤْلِمُنَا، لٰكِنَّهُ يُفِيدُنَا. فَهُوَ قَدْ يَدْفَعُنَا أَنْ نُصَحِّحَ خَطَأَنَا وَنُصَمِّمَ أَنْ لَا نُكَرِّرَهُ مِنْ جَدِيدٍ. — عب ١٢:١٢، ١٣.
١٣ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، حَتَّى لَوْ تُبْنَا وَأَظْهَرَ لَنَا يَهْوَهُ أَنَّهُ سَامَحَنَا، قَدْ لَا نَتَخَلَّصُ مِنَ ٱلْإِحْسَاسِ بِٱلذَّنْبِ. وَهٰذَا ٱلْإِحْسَاسُ يُؤْذِينَا. (مز ٣١:١٠؛ ٣٨:٣، ٤) لِمَاذَا؟ تَقُولُ أُخْتٌ حَارَبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ: «شَعَرْتُ أَنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْذُلَ أَيَّ جُهْدٍ كَيْ أَخْدُمَ يَهْوَهَ. مَهْمَا فَعَلْتُ، لَنْ يَنْفَعَ. لَنْ أَقْدِرَ أَنْ أُرْضِيَهُ». إِذَا كُنَّا نُحِسُّ كَثِيرًا بِٱلذَّنْبِ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلْأُخْتِ، فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَنْتَبِهَ. فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيَفْرَحُ كَثِيرًا إِذَا قَطَعْنَا ٱلْأَمَلَ مِنْ أَنْفُسِنَا حَتَّى لَوْ لَمْ يَقْطَعْ يَهْوَهُ ٱلْأَمَلَ مِنَّا. — قارن ٢ كورنثوس ٢:٥-٧، ١١.
كيف نجعل ايامنا قيّمة في نظر يهوه؟
تبدو ايام حياتنا قليلة وعابرة كسحابة صيف. وقد فكَّر المرنم الملهم داود في قصر الحياة، واندفع الى الصلاة قائلا: «عرِّفني يا رب نهايتي ومقدارَ ايامي كم هي فأعلم كيف انا زائل. هوذا جعلتَ ايامي اشبارا [«قليلة»، عج] وعمري كلا شيء قدامك». كما كان داود مهتما بأن يعيش حياة ترضي اللّٰه، سواء بأقواله او بأفعاله. لذا عبَّر عن اعتماده على اللّٰه بالقول: «رجائي فيك هو». (مزمور ٣٩:٤، ٥، ٧) وقد اصغى يهوه الى صلاته هذه، وعرف مقدار نشاطات داود وكافأه عليها.
من السهل ان يبقى المرء مشغولا في كل دقيقة من يومه وينجرف في حياة محمومة وحافلة بالنشاطات. ولكن يمكن لذلك ان يولّد فينا الهمّ، وخصوصا عندما نرى ان هنالك اشياء كثيرة لفعلها وتجربتها ولا وقتَ كافيا لها. فهل لدينا اهتمام داود عينه، ان نعيش حياتنا بطريقة ترضي اللّٰه؟ لا شك ان يهوه يراقب ويفحص جيدا كل واحد منا. فقد ادرك ايوب، رجل يخاف اللّٰه، قبل نحو ٦٠٠,٣ سنة ان يهوه يرى طرقه ويحصي جميع خطواته. لذلك تساءل: «بماذا اجيب عندما يتقصى (ليحاسبني)؟». (ايوب ٣١:٤-٦، ١٤، ترجمة تفسيرية) يمكننا ان نجعل ايامنا قيّمة في نظر اللّٰه اذا حدَّدنا الاولويات الروحية، اطعنا وصاياه، واستخدمنا وقتنا بحكمة. فلنلقِ نظرة عن كثب على هذه الامور.
صلِّحْ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه
تكَلَّمْ بِاستِمرارٍ مع يَهْوَه. إذا بقيتَ تشعُرُ بِالذَّنْب، يصعُبُ علَيكَ أن تُصَلِّيَ إلى أبيكَ السَّماوِيّ. وهو يفهَمُ ذلِك. (رو ٨:٢٦) ولكنْ ‹واظِبْ على الصَّلاةِ› إلَيه، وأخبِرْهُ كم تُقَدِّرُ صَداقَتَه. (رو ١٢:١٢) يتَذَكَّرُ أَنْدْرِيه: «كانَ الشُّعورُ بِالذَّنْبِ والخَجَلِ يخنُقُني. ولكنْ بَعدَ كُلِّ صَلاة، خفَّ هذا الشُّعورُ وأحسَستُ بِراحَةٍ أكبَر». وفي حالِ لم تعرِفْ ماذا تقولُ في صَلاتِك، تأمَّلْ في المَزْمُور ٥١ و ٦٥ لِترى ماذا صلَّى دَاوُد بَعدَ تَوبَتِه.
جواهر روحية
كَيفَ تكسِبُ ثِقَةَ الإخوَة؟
١٦ ضَبطُ النَّفْسِ هو صِفَةٌ ضَرورِيَّة لِنكسِبَ ثِقَةَ الإخوَة. فهو يُساعِدُنا أن نضبُطَ لِسانَنا ولا نكشِفَ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة. (إقرإ الأمثال ١٠:١٩.) هذا ضَرورِيٌّ جِدًّا حينَ نستَخدِمُ مَواقِعَ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ. فإذا لم ننتَبِه، يُمكِنُ أن ننشُرَ دونَ قَصدٍ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأشخاص. وحالَما ننشُرُ مَعلوماتٍ على الإنتِرنِت، لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ في طَريقَةِ استِخدامِها، أو نمنَعَ الضَّرَرَ الَّذي قد تُسَبِّبُه. أيضًا، يُساعِدُنا ضَبطُ النَّفْسِ أن نبقى ساكِتينَ في حالاتٍ أُخرى. فأحيانًا، يُحاوِلُ المُقاوِمونَ أن يأخُذوا مِنَّا مَعلوماتٍ تُؤْذي إخوَتَنا، مِثلَما تفعَلُ الشُّرطَةُ في البُلدانِ الَّتي تضَعُ قُيودًا على عَمَلِنا أو تحظُرُه. وفي حالاتٍ كهذِه، مُهِمٌّ جِدًّا أن نُطَبِّقَ المَبدَأ: «أضَعُ غِطاءً على فَمي». (مز ٣٩:١) إذًا، نَحنُ نُريدُ أن نكسِبَ ثِقَةَ أفرادِ عائِلَتِنا، أصدِقائِنا، إخوَتِنا في الجَماعَة، وغَيرِهِم. وكَي ننجَحَ في ذلِك، نحتاجُ إلى ضَبطِ النَّفْس.
٢٠-٢٦ أيار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٤٠–٤١
لماذا نساعد الآخرين؟
اَلْكَرَمُ يُفْرِحُنَا
١٦ وَٱلْكُرَمَاءُ لَا يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا بِٱلْمُقَابِلِ. أَوْصَى يَسُوعُ: «مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً، فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ، فَتَكُونَ سَعِيدًا، لِأَنَهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ». (لو ١٤:١٣، ١٤) وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَرِيمَ «يُبَارَكُ». كَمَا قَالَ دَاوُدُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ». (ام ٢٢:٩؛ مز ٤١:١) فَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ لِأَنَنَا نَرْغَبُ بِصِدْقٍ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.
١٧ حِينَ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ»، لَمْ يَقْصِدِ ٱلْعَطَاءَ ٱلْمَادِّيَّ فَقَطْ. فَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ ٱلنُّصْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ لِلْآخَرِينَ، وَنَمُدَّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. (اع ٢٠:٣١-٣٥) وَبُولُسُ نَفْسُهُ أَظْهَرَ قَوْلًا وَعَمَلًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْكَرَمِ. فَلَمْ يَبْخُلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَٱهْتِمَامِهِ.
١٨ لَقَدْ لَاحَظَ ٱلْبَاحِثُونَ فِي ٱلْعُلُومِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُسْعِدُ ٱلْإِنْسَانَ. ذَكَرَتْ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ: «يُخْبِرُ ٱلنَّاسُ أَنَّ سَعَادَتَهُمْ تَزْدَادُ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ حِينَ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ». وَبِحَسَبِ ٱلْبَاحِثِينَ، عِنْدَمَا يُسَاعِدُ ٱلإِنْسَانُ غَيْرَهُ، يَشْعُرُ أَنَّ حَيَاتَهُ لَهَا قَصْدٌ وَمَعْنًى. لِذَا غَالِبًا مَا يَنْصَحُونَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَطَوَّعُوا لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ، وَهٰذَا كَيْ يُحَسِّنُوا صِحَّتَهُمْ وَيَزِيدُوا فَرَحَهُمْ. لٰكِنَّ مَا ٱكْتَشَفُوهُ لَيْسَ جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ، أَخْبَرَنَا خَالِقُنَا ٱلْمُحِبُّ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧.
يَهْوَهُ سَنَدٌ لَكَ
٧ مَعَ ذٰلِكَ، حِينَ يَأْخُذُ ٱلْمَرَضُ بِصِحَّتِنَا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَلْتَجِئَ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلتَّعْزِيَةِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلْعَوْنِ، عَلَى مِثَالِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فِي ٱلْمَاضِي. فَقَدْ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ، فَفِي يَوْمِ ٱلْبَلِيَّةِ يُنَجِّيهِ يَهْوَهُ. يَهْوَهُ يَحْفَظُهُ وَيَسْتَحْيِيهِ». (مز ٤١:١، ٢) طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ رَاعَى ٱلْمَسَاكِينَ أَيَّامَ دَاوُدَ حَفِظَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ وَمَنَحَهُ عَجَائِبِيًّا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. فَقَصْدُ دَاوُدَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ يُسَاعِدُ ٱلشَّخْصَ ٱلْوَلِيَّ ٱلَّذِي يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. كَيْفَ؟ تَابَعَ مُوضِحًا: «يَهْوَهُ يَسْنُدُهُ عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ. تُبَدِّلُ سَرِيرَ مَرَضِهِ كُلَّهُ». (مز ٤١:٣) فَٱللّٰهُ يَعْرِفُ مُعَانَاةَ خُدَّامِهِ وَيَرَى مَسْلَكَهُمُ ٱلْأَمِينَ. وَهُوَ يَمُدُّهُمْ بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْحِكْمَةِ لِيُحْسِنُوا ٱلتَّصَرُّفَ. كَمَا أَنَّهُ مَنَحَ ٱلْجِسْمَ ٱلْبَشَرِيَّ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى شِفَاءِ ذَاتِهِ، مَا قَدْ يُسَاعِدُ ٱلْمَرِيضَ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ صِحَّتِهِ.
تَمَثَّلْ بِحَنَانِ يَهْوَهَ
١٧ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ حِينَ نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ، لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ هَدَفَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ. فَنَحْنُ نَرْغَبُ أَوَّلًا وَأَخِيرًا أَنْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ وَنَتَمَثَّلَ بِهِ. (ام ١٤:٣١) فَهُوَ يَنْبُوعُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْحَنَانِ، وَيَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ. لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا إِذًا لِنُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ. وَهٰكَذَا نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِنَا. — غل ٦:١٠؛ ١ يو ٤:١٦.
جواهر روحية
بص «يهوه»
يهوه
يتمحور كامل الكتاب المقدس حول تبرئة سيادة يهوه. ويبيِّن ذلك ان قصد يهوه اللّٰه الاساسي هو تقديس اسمه. ويتطلب تقديس اسم اللّٰه ان يُزال كل تعيير عنه، ولكن الاهم ان تكرِّم كل المخلوقات العاقلة في السماء وعلى الارض هذا الاسم القدوس. وهذا بدوره يعني ان يعترفوا بسيادة يهوه ويحترموها بكل طيب خاطر، راغبين في خدمته وفرحين بفعل مشيئته الالهية بدافع المحبة له. وتعبِّر صلاة داود في المزمور ٤٠:٥-١٠ تماما عن هذا الموقف وتُظهِر ما هو التقديس الفعلي لاسم يهوه. (من اللافت ان الرسول بولس طبَّق اجزاء من هذا المزمور على المسيح يسوع في عب ١٠:٥-١٠.)
٢٧ أيار (مايو)–٢ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٤٢–٤٤
إستفد كاملًا من التعليم الإلهي
نقاط بارزة من السفر الثاني للمزامير
٤٢:٤، ٥، ١١؛ ٤٣:٣-٥. اذا اضطررنا لأسباب خارجة عن إرادتنا ان نبتعد فترة من الوقت عن الجماعة المسيحية، يمكننا ان نستمد القوة من ذكرى الافراح التي تمتعنا بها جراء معاشرة الاخوة في الماضي. صحيح ان ذلك قد يزيد في البداية من ألم الوحدة التي نعاني منها، لكنه سيذكّرنا ان اللّٰه هو ملجأنا وأننا يجب ان ننتظره من اجل الانقاذ.
كيف تستمد اكبر متعة وفائدة من درسك الشخصي؟
١ صلِّ: اول خطوة هي الصلاة. (مز ٤٢:٨) فبما ان درس كلمة اللّٰه جزء من عبادتنا، يلزم ان نطلب من يهوه ان يساعدنا للتحلي بالموقف العقلي الملائم ويعطينا روحه القدس. (لو ١١:١٣) تقول باربرا التي تخدم كمرسلة منذ سنوات طويلة: «اصلي دائما قبل ان اقرأ او ادرس الكتاب المقدس. فآنذاك اشعر ان يهوه معي وراضٍ عما افعله». نعم، الصلاة قبل الدرس تهيئ عقولنا وقلوبنا كي نستوعب جيدا وفرة الطعام الروحي المعدّ لنا.
لَا تَرْتَخِ يَدَاكَ
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُقَوِّينَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي نَنَالُهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَهٰذَا ٱلتَّدْرِيبُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْدُمَ ٱللّٰهَ بِدَافِعٍ صَحِيحٍ، نَسْعَى بِجِدٍّ وَرَاءَ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ، وَنُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْكَثِيرَةَ. (مز ١١٩:٣٢) فَهَلْ تَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ هٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ؟
١٢ لَقَدْ مَكَّنَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَهْزِمُوا ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَٱلْحَبَشِيِّينَ. كَمَا قَوَّى نَحَمْيَا وَرِفَاقَهُ لِيُنْهُوا عَمَلَ ٱلْبِنَاءِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُقَوِّينَا ٱللّٰهُ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْهُمُومِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ وَعَدَمِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ. (١ بط ٥:١٠) لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يُخْفِيَ مَشَاكِلَنَا بِعَجِيبَةٍ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا. وَهٰذَا يَشْمُلُ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا، ٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَحُضُورَهَا بِٱنْتِظَامٍ، ٱلْمُدَاوَمَةَ عَلَى ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، وَٱلِٱتِّكَالَ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ. فَٱسْتَفِدْ كَامِلًا مِنَ ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي يُقَوِّينَا يَهْوَهُ وَيُشَجِّعُنَا بِوَاسِطَتِهَا، وَلَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَيْءٍ أَنْ يُلْهِيَكَ عَنْهَا. وَإِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ بَدَأْتَ تَتَرَاخَى فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ، فَٱطْلُبْ مُسَاعَدَتَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ. وَسَتَرَى كَيْفَ سَيَعْمَلُ رُوحُهُ فِيكَ ‹لِكَيْ تُرِيدَ وَتَعْمَلَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ›. (في ٢:١٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ تُقَوِّي أَيْدِيَ ٱلْآخَرِينَ؟
جواهر روحية
بص «ابن آوى»
ابن آوى
يتكرر ذكر ابن آوى مجازيا في الكتاب المقدس. فعندما وصف ايوب وضعه التعيس، قال انه صار «اخا لبنات آوى». (اي ٣٠:٢٩) وعندما تحدث صاحب المزمور عن هزيمة مذلة تعرض لها شعب اللّٰه، قال نائحا: «انت سحقتنا في مرتع بنات آوى» (مز ٤٤:١٩)، ربما اشارة الى ساحة القتال التي تجتمع فيها بنات آوى لتأكل جثث القتلى. (قارن مز ٦٨:٢٣.) وقد تسبب الحصار البابلي لأورشليم سنة ٦٠٧ قم بمجاعة شديدة جعلت الامهات يقسون على اولادهن. فكان ملائما ان يُظهر ارميا التباين بين قساوة «شعبي» ورعاية الام من بنات آوى لصغارها. — مرا ٤:٣، ١٠.
٣-٩ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٤٥–٤٧
ترنيمة عن عرس ملك
لِنَفْرَحْ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ
٨ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٣، ١٤أ. يَقُولُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِنَّ ٱلْعَرُوسَ «كُلُّهَا مَجْدٌ». كَيْفَ ذٰلِكَ؟ فِي ٱلرُّؤْيَا ٢١:٢، تُشَبَّهُ ٱلْعَرُوسُ بِمَدِينَةٍ، أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ، وَيُقَالُ إِنَّهَا «مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا». وَهٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ «لَهَا مَجْدُ ٱللّٰهِ» وَسَنَاؤُهَا «مِثْلُ حَجَرٍ كَرِيمٍ جِدًّا، كَحَجَرِ يَشْبٍ يَلْمَعُ صَافِيًا كَبَلُّورٍ». (رؤ ٢١:١٠، ١١) وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ عَيْنِهِ، نَجِدُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَصْفِ ٱلرَّائِعِ لِتَأَلُّقِ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ. (رؤ ٢١:١٨-٢١) حَقًّا، إِنَّهَا عَرُوسٌ «كُلُّهَا مَجْدٌ». وَهٰذَا أَقَلُّ مَا يُقَالُ عَنْ عَرُوسٍ يَجْرِي زِفَافُهَا ٱلْمَلَكِيُّ فِي ٱلسَّمَاءِ.
٩ وَٱلْمَلِكُ ٱلَّذِي تُحْضَرُ إِلَيْهِ ٱلْعَرُوسُ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ. فَبَعْدَ أَنْ هَيَّأَهَا، «مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغُسْلِ ٱلْمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ»، أَصْبَحَتِ ٱلْآنَ «مُقَدَّسَةً وَبِلَا شَائِبَةٍ». (اف ٥:٢٦، ٢٧) وَبِٱلطَّبْعِ، عَلَى ٱلْعَرُوسِ أَنْ تَرْتَدِيَ ثِيَابًا تَلِيقُ بِٱلْمُنَاسَبَةِ. وَهٰذَا مَا تَفْعَلُهُ. فَعِنْدَمَا تُحْضَرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ، يَكُونُ لِبَاسُهَا ‹مُطَرَّزًا بِٱلذَّهَبِ› وَ ‹ثَوْبُهَا مُوَشًّى›. فَهِيَ قَدْ «أُعْطِيَتْ أَنْ تَتَسَرْبَلَ بِكَتَّانٍ جَيِّدٍ مُتَأَلِّقٍ نَقِيٍّ، لِأَنَّ ٱلْكَتَّانَ ٱلْجَيِّدَ يُمَثِّلُ أَعْمَالَ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْبَارَّةَ». — رؤ ١٩:٨.
كَيفَ يُؤَثِّرُ سِفرُ الرُّؤْيَا على مُستَقبَلِك؟
١٠ وماذا ستكونُ رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه على هذا الهُجومِ الشَّرِس؟ يقول: «سُخطي يصعَدُ إلى أنفي». (حز ٣٨:١٨، ٢١-٢٣) والرُّؤْيَا ١٩ يُخبِرُنا ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه. فهو سيُرسِلُ ابْنَهُ لِيُدافِعَ عن شَعبِهِ ويَقضِيَ على أعدائِهِم. وفي هذِهِ الحَربِ ضِدَّ جُوج المَاجُوجِيّ، سَتُشارِكُ مع يَسُوع «الجُيوشُ في السَّماء»، أيِ المَلائِكَةُ الأُمَناءُ والـ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ١٧:١٤؛ ١٩:١١-١٥) وماذا ستكونُ النَّتيجَة؟ ستُمحى عنِ الوُجودِ كُلُّ المُنَظَّماتِ والنَّاسِ الَّذينَ يُقاوِمونَ يَهْوَه. — إقرإ الرؤيا ١٩:١٩-٢١.
١١ حاوِلْ أن تتَخَيَّلَ كَيفَ سيَشعُرُ الأشخاصُ الأُمَناءُ على الأرضِ بَعدَما ينجونَ مِنَ الدَّمارِ الكامِلِ لِأعداءِ اللّٰه. هل تتَخَيَّلُ الفَرَحَ الَّذي سيَشعُرونَ به؟ لا شَكَّ أنَّ أصواتَ الفَرَحِ ستعلو في السَّماءِ عِندَما تُدَمَّرُ بَابِل العَظيمَة، ولكنْ هُناك فَرحَةٌ أكبَرُ بَعد. (رؤ ١٩:١-٣) إنَّها «عُرسُ الخَروف»، أهَمُّ حَدَثٍ يتَكَلَّمُ عنهُ سِفرُ الرُّؤْيَا. — رؤ ١٩:٦-٩.
١٢ ومتى سيَحصُلُ هذا العُرس؟ صَحيحٌ أنَّ الـ ٠٠٠,١٤٤ سيَكونونَ كُلُّهُم في السَّماءِ قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن بِدايَةِ هَرْمَجَدُّون، ولكنْ هذا لَيسَ وَقتَ العُرس. (إقرإ الرؤيا ٢١:١، ٢.) فالعُرسُ سيَحصُلُ بَعدَ أن تنتَهِيَ حَربُ هَرْمَجَدُّون ويَزولَ كُلُّ أعداءِ اللّٰه. — مز ٤٥:٣، ٤، ١٣-١٧.
بص «الحرب»
الحرب
عندما تنتهي هذه الحرب، ستنعم الارض بالسلام لألف سنة. والمزمور الذي يقول ان يهوه «مُسكِّن الحروب الى اقصى الارض. يكسر القوس ويقطع الرمح، ويحرق العجلات بالنار»، كان له اتمام اولي حين جلب يهوه السلام لأرض اسرائيل بعدما دمَّر معدات الاعداء الحربية. وبعد ان يهزم المسيح الذين يثيرون الحرب في هرمجدون، ستنعم كل انحاء الارض بسلام حقيقي وكامل. (مز ٤٦:٨-١٠) والاشخاص الذين سينعمون بالحياة الابدية هم الذين «يطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مناجل» و «لا يتعلمون الحرب في ما بعد». «لأن فم يهوه الجنود قد تكلَّم». — اش ٢:٤؛ مي ٤:٣، ٤.
جواهر روحية
مَاذَا يَزُولُ حِينَ يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
٩ مَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْأَنَظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ؟ سَتَزُولُ فِي هَرْمَجِدُّونَ ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ ٱلْمَوْجُودَةُ ٱلْآنَ، أَيِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ وَرَعَايَاهَا. وَبَدَلًا مِنْهَا، نَحْنُ نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِ ٱللّٰهِ «سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بط ٣:١٣) فَٱلسَّمٰوَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ هِيَ حُكُومَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي يَرْأَسُهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْ ٠٠٠,١٤٤. أَمَّا ٱلْأَرْضُ ٱلْجَدِيدَةُ فَتُشِيرُ إِلَى رَعَايَا تِلْكَ ٱلْحُكُومَةِ. وَسَيَسُودُ ٱلنِّظَامُ فِيهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَرْتِيبٍ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) وَبِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُكَّامِ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ، سَيَتَوَلَّى رِجَالٌ صَالِحُونَ مُهِمَّةَ ٱلْإِشْرَافِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مز ٤٥:١٦) فَتَخَيَّلِ ٱلْأَحْوَالَ حِينَ تَزُولُ كُلُّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ وَتَحِلُّ مَحَلَّهَا حُكُومَةٌ وَاحِدَةٌ وَغَيْرُ قَابِلَةٍ لِلْفَسَادِ.
١٠-١٦ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٤٨–٥٠
أيها الوالدون، قوُّوا ثقة عائلتكم بهيئة يهوه
عِبادَةُ يَهْوَه تزيدُ فَرَحَك
١١ دَرسُ كَلِمَةِ اللّٰهِ وتَعليمُ أولادِنا عنه. كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يَومَ السَّبت يرتاحونَ مِن أعمالِهِمِ اليَومِيَّة ويُرَكِّزونَ على عَلاقَتِهِم بِيَهْوَه. (خر ٣١:١٦، ١٧) أيضًا، علَّم الإسْرَائِيلِيُّونَ الأُمَناءُ أولادَهُم عن يَهْوَه وصَلاحِه. وماذا عنَّا اليَوم؟ يجِبُ أن نُخَصِّصَ الوَقتَ لِنقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ وندرُسَها. فهذا جُزءٌ مِن عِبادَتِنا لِيَهْوَه ويُساعِدُنا أن نقتَرِبَ إلَيه. (مز ٧٣:٢٨) أيضًا، يجِبُ أن ندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معًا كعائِلَة. وهكَذا نُساعِدُ جيلًا جَديدًا، أولادَنا، لِيَصيرَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة بِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ. — إقرإ المزمور ٤٨:١٣.
سبب يدعوك الى الفرح
«دوروا حول صهيون وطوفوا بها، أحصوا ابراجها. ضعوا قلوبكم على مترستها. أمعنوا النظر في قصورها، لتحدِّثوا بها الاجيال المقبلة». (مز ٤٨:١٢، ١٣) هنا، يحث صاحب المزمور الاسرائيليين ان يعاينوا اورشليم عن قرب. فهل في وسعك تخيُّل الذكريات الغالية المحفورة في ذهن العائلات الاسرائيلية التي كانت تسافر الى المدينة المقدسة للاحتفال بالاعياد السنوية وترى هيكلها المهيب؟ فلا بد انهم اندفعوا ان ‹يحدِّثوا بها الاجيال المقبلة›.
فكِّر ايضا في ملكة سبأ، التي لم تصدق الاخبار المذهلة عن مُلك سليمان وحكمته العظيمة. فماذا اقنعها بصحة ما سمعته؟ قالت: «لم اصدِّق كلامهم حتى جئت وأبصرت عيناي». (٢ اخ ٩:٦) نعم، ان ما تبصره ‹عينانا› يمكن ان يترك فينا اثرا عميقا.
فكيف تساعد اولادك ان يبصروا ‹بعينيهم› الامور المدهشة في هيئة يهوه؟ اذا كان يوجد مكتب فرع لشهود يهوه بالقرب من بيتك، فاسع لزيارته برفقة عائلتك. خذ مثلا ماندي وبيثاني اللتين نشأتا في منطقة تبعد حوالي ٥٠٠,١ كيلومتر عن بيت ايل في بلدهما. فخلال نشأتهما، كان والداهما يخططان لزيارة مباني الفرع تكرارا، وذلك رغم بعد المسافة. تعبِّر هاتان الاختان: «قبل القيام بجولة في بيت ايل، ظننا انه مكان يتسم بالجدية المفرطة ولا يضم سوى العجزة. غير اننا التقينا احداثا يعملون بدأب ولكن بفرح في خدمة يهوه. كما رأينا ان هيئة يهوه لا تقتصر على البقعة الصغيرة حيث نعيش. وكانت كل زيارة تمدنا بجرعة من الطاقة الروحية». وماذا كانت النتيجة؟ ان رؤية هيئة يهوه عن كثب شجعت ماندي وبيثاني على الانخراط في الفتح. حتى انهما دُعيتا الى الخدمة في بيت ايل كمتطوعتين وقتيتين.
اُسْلُكْ كَمَا يَلِيقُ بِمُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ
٥ اُدْرُسْ تَارِيخَ ٱلْبَلَدِ. إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَوَدُّ ٱلْحُصُولَ عَلَى جِنْسِيَّةِ بَلَدٍ مَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ تَارِيخَ هذَا ٱلْبَلَدِ. وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَنْبَغِي أَنْ يَبْذُلَ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ وُسْعَهُمْ لِيَتَعَلَّمُوا عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي بَنِي قُورَحَ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَقَدِ ٱبْتَهَجُوا بِأُورُشَلِيمَ وَمَكَانِ ٱلْعِبَادَةِ فِيهَا وَرَغِبُوا فِي ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ تَارِيخِ هذِهِ ٱلْمَدِينَةِ. وَٱلسَّبَبُ فِي ذلِكَ لَا يُعْزَى إِلَى تَصْمِيمِهَا ٱلْجَمِيلِ أَوْ ضَخَامَةِ أَبْنِيَتِهَا، بَلْ إِلَى مَا تُمَثِّلُهُ هذِهِ ٱلْمَدِينَةُ. فَقَدْ كَانَتْ مَرْكَزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ آنَذَاكَ. لِذلِكَ دُعِيَتْ بِحَقٍّ «مَدِينَةَ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ» يَهْوَهَ. فَهُنَاكَ تَعَلَّمَ ٱلشَّعْبُ شَرِيعَةَ هذَا ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ وَنَعِمُوا بِلُطْفِهِ ٱلْحُبِّيِّ. (اِقْرَأْ مزمور ٤٨:١، ٢، ٩، ١٢، ١٣.) وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا ٱلْيَوْمَ؟ هَلْ نَتُوقُ إِلَى دَرْسِ تَارِيخِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيِّ وَٱلتَّكَلُّمِ بِهِ تَمَثُّلًا بِبَنِي قُورَحَ؟ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّهُ كُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ وَٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَدْعَمُ بِهَا شَعْبَهُ، أَصْبَحَ ٱلْمَلَكُوتُ حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ فِي نَظَرِنَا، وَقَوِيَتْ رَغْبَتُنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. — ار ٩:٢٤؛ لو ٤:٤٣.
جواهر روحية
بص «الغنى»
الغنى
كأمة مزدهرة، استطاع الاسرائيليون ان يتمتَّعوا بالاكل والشرب (١ مل ٤:٢٠؛ جا ٥:١٨، ١٩)، وغناهم شكَّل حماية لهم من المشاكل التي يسبِّبها الفقر. (ام ١٠:١٥؛ جا ٧:١٢) صحيح ان يهوه اراد ان يتمتع الاسرائيليون بالازدهار نتيجة عملهم باجتهاد (قارن ام ٦:٦-١١؛ ٢٠:١٣؛ ٢٤:٣٣، ٣٤.)، لكنه حرص ايضًا ان يحذِّرهم من خطر ان ينسوه بصفته مصدر ثروتهم ويبدأوا بالاتكال على غناهم. (تث ٨:٧-١٧؛ مز ٤٩:٦-٩؛ ام ١١:٤؛ ١٨:١٠، ١١؛ ار ٩:٢٣، ٢٤) فتم تذكيرهم أن الغنى لا يدوم (ام ٢٣:٤، ٥)، وأنه لا يمكن ان يُعطى للّٰه كفدية تخلِّص من الموت (مز ٤٩:٦، ٧)، وأنه لا يفيد الاموات (مز ٤٩:١٦، ١٧؛ جا ٥:١٥). كما أُظهر لهم ان اعطاء الغنى اهمية فوق اللزوم سيجعلهم يتصرفون بخداع ويخسرون رضى يهوه. (ام ٢٨:٢٠؛ قارن ار ٥:٢٦-٢٨؛ ١٧:٩-١١.) بالمقابل، تم تشجيعهم ان ‹يُكرموا يهوه بنفائسهم›. — ام ٣:٩.
١٧-٢٣ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٥١–٥٣
خذ خطوات لتتجنَّب الأخطاء الخطيرة
كَيْفَ تَصُونُ قَلْبَكَ؟
٤ يُشِيرُ ‹ٱلْقَلْبُ› فِي ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣ إِلَى ‹بَاطِنِ› ٱلْإِنْسَانِ أَوْ ‹أَعْمَاقِ ذَاتِهِ›. (اقرإ المزمور ٥١:٦.) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَدُلُّ عَلَى أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَدَوَافِعِنَا وَرَغَبَاتِنَا. فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ، وَلَيْسَ فَقَطْ مَا يَظْهَرُ لِلْآخَرِينَ.
٥ وَلِنَفْهَمَ أَهَمِّيَّةَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ، لِنُفَكِّرْ قَلِيلًا فِي صِحَّتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ. أَوَّلًا، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صِحَّةِ أَجْسَامِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَتَنَاوَلَ طَعَامًا صِحِّيًّا وَنُمَارِسَ ٱلرِّيَاضَةَ بِٱنْتِظَامٍ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَنَاوَلَ طَعَامًا رُوحِيًّا مُغَذِّيًا وَنُمَارِسَ ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ. وَنَحْنُ نُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ حِينَ نُطَبِّقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ وَنُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَمَّا نُؤْمِنُ بِهِ. (رو ١٠:٨-١٠؛ يع ٢:٢٦) ثَانِيًا، إِذَا حَكَمْنَا عَلَى صِحَّتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ بِحَسَبِ مَظْهَرِنَا، فَقَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ فِي حِينِ أَنَّنَا مُصَابُونَ بِمَرَضٍ مَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ نَظُنُّ بِنَاءً عَلَى رُوتِينِنَا ٱلرُّوحِيِّ أَنَّ إِيمَانَنَا قَوِيٌّ، فِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ تَنْمُو دَاخِلَنَا. (١ كو ١٠:١٢؛ يع ١:١٤، ١٥) فَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا إِذًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْعَى لِيُفْسِدَنَا بِتَفْكِيرِهِ. فَكَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا؟
هَلِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْعِفَّةِ أَمْرٌ مُسْتَطَاعٌ؟
٥ لَنْ يَبْخُلَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِٱلْمُسَاعَدَةِ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ طَالِبِينَ عَوْنَهُ عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ. فَهُوَ يُعْطِينَا بِسَخَاءٍ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُقَوِّي عَزْمَنَا عَلَى رَفْضِ أَفْكَارٍ كَهٰذِهِ وَٱلْبَقَاءِ أَعِفَّاءَ. لِذٰلِكَ، لِنُخْبِرْ يَهْوَهَ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ رَغْبَتِنَا ٱلشَّدِيدَةِ فِي أَنْ تَكُونَ تَأَمُّلَاتُ قَلْبِنَا مَرْضِيَّةً أَمَامَهُ. (مز ١٩:١٤) لِنَطْلُبْ مِنْهُ بِتَوَاضُعٍ أَنْ يَفْحَصَنَا وَيَرَى إِنْ كَانَ فِينَا «طَرِيقٌ مُكَدِّرٌ»، أَيْ رَغَبَاتٌ وَمُيُولٌ غَيْرُ لَائِقَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ بِنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. (مز ١٣٩:٢٣، ٢٤) وَلْنَتَوَسَّلْ إِلَيْهِ دَائِمًا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِتَجْرِبَةٍ. — مت ٦:١٣.
٦ وَمَا ٱلْقَوْلُ إِذَا كُنَّا، بِسَبَبِ تَرْبِيَتِنَا أَوْ مَاضِينَا، نَمِيلُ إِلَى أُمُورٍ يَدِينُهَا يَهْوَهُ؟ حَتَّى فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَسْتَطِيعُ إِلٰهُنَا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ. فَبَعْدَمَا ٱرْتَكَبَ ٱلزِّنَى مَعَ بَثْشَبَعَ، تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا: «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ . . . وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي». (مز ٥١:١٠، ١٢) فَمَهْمَا كَانَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلْخَاطِئُ يَرُوقُ لِجَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ، يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يَمُدَّنَا بِرُوحٍ رَاغِبَةٍ فِي إِطَاعَتِهِ. حَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ مُتَأَصِّلَةً فِينَا وَكَادَتْ أَنْ تَطْغَى عَلَى أَفْكَارِنَا ٱلطَّاهِرَةِ، يَسْتَطِيعُ يَهْوَهُ أَنْ يُثَبِّتَ أَوْ يُرْشِدَ خُطُوَاتِنَا كَيْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ وَنَعِيشَ بِمُوجَبِهَا. فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَمْنَعَ أَيَّ أَمْرٍ مُؤْذٍ مِنَ ٱلتَّسَلُّطِ عَلَيْنَا. — مز ١١٩:١٣٣.
جواهر روحية
بص «دُواغ»
دُواغ
ادومي عُين رئيسا لرعاة الملك شاول، وهو مركز انطوى على مسؤولية كبيرة. (١ صم ٢١:٧؛ ٢٢:٩) كان دواغ متهودا على ما يبدو. ولأنه كان ‹محجوزا امام يهوه› في نوب، ربما بسبب نذر او نجاسة او اشتباه بالاصابة بالبرص، رأى رئيس الكهنة اخيمالك وهو يعطي داود خبز الوجوه وسيف جليات. وحين عبّر شاول لخدامه لاحقا عن اعتقاده انهم يتآمرون عليه، كشف دواغ عما رآه في نوب. فاستدعى شاول رئيس الكهنة وكذلك الكهنة الآخرين الذين في نوب، وقام باستجواب اخيمالك. ثم امر العدائين بقتل هؤلاء الكهنة. ولما رفض العداؤون طلبه، لم يتردد دواغ بناء على امر من شاول في قتل ما مجموعه ٨٥ كاهنا. وبعد قيامه بهذا العمل الشرير، حرّم نوب للهلاك اذ قتل كل سكانها الصغار والكبار وذبح كل المواشي فيها. — ١ صم ٢٢:٦-٢٠.
كما يشير عنوان المزمور ٥٢، كتب داود عن دواغ قائلا: «لسانك يدبّر المصائب، مسنونا كالموسى، عاملا بالخداع. احببت الشر اكثر من الخير، والكذب اكثر من التكلم بالبر. احببت كل كلام النهش، ايها اللسان الخادع». — مز ٥٢:٢-٤.
٢٤-٣٠ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٥٤–٥٦
يهوه معك
كُنْ حَكِيمًا وَخَفْ يَهْوَه
١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ، لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ، مَوْطِنِ جُلْيَاتَ. (١ صموئيل ٢١:١٠-١٥) فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ. فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ. (مزمور ٥٦:١-٤، ١١-١٣) وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ، عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ. وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ. — مزمور ٣٤:٤-٦، ٩-١١.
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا. قَالَ دَاوُدُ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». (مزمور ٣٧:٥) لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا. فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ، بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ. إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا، ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه. فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ. وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ: «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»! — مزمور ٢٥:١٤.
لا شيء يمكن ان ‹يفصلنا عن محبة اللّٰه›
٩ كما يقدِّر يهوه احتمالنا. (متى ٢٤:١٣) تذكَّر ان الشيطان يريد ان تبتعد عن يهوه. وكل يوم تبقى فيه وليا ليهوه يضاف الى سلسلة الايام التي تساعد فيها على اعطاء جواب عن تعييرات الشيطان. (امثال ٢٧:١١) ولكن ليس الاحتمال سهلا في بعض الاحيان. فالمشاكل الصحية والصعوبات المالية والارهاق النفسي وغيرها من العوائق يمكن ان تجعل كل يوم نعيشه اشبه بمحنة. وقد يدبُّ التثبط فينا بسبب التوقعات المماطَلة. (امثال ١٣:١٢) لكنَّ الاحتمال في وجه هذه التحديات عزيز جدا في عيني يهوه. ولهذا السبب طلب الملك داود من يهوه ان يخزن دموعه في «زق»، مضيفا بكل ثقة: «أمَا هي في سفرك». (مزمور ٥٦:٨) نعم، يقدِّر يهوه ويتذكر كل الدموع والمعاناة التي نحتملها فيما نحافظ على ولائنا له. فهي ايضا عزيزة في عينيه.
مَحَبَّةُ يَهْوَه لنا أقوى مِنَ الخَوف
١٦ يعرِفُ الشَّيْطَان أنَّنا نُقَدِّرُ الحَياة. لكنَّهُ يدَّعي أنَّنا سنُضَحِّي بِكُلِّ شَيء، حتَّى بِعَلاقَتِنا مع يَهْوَه، لِنُحافِظَ على حَياتِنا. (أي ٢:٤، ٥) طَبعًا، ما يقولُهُ الشَّيْطَان غَيرُ صَحيح. ولكنْ بِما أنَّهُ يقدِرُ «أن يُسَبِّبَ المَوت»، يُحاوِلُ أن يستَغِلَّ خَوفَنا الطَّبيعِيَّ مِنَ المَوتِ لِيَجعَلَنا نترُكُ يَهْوَه. (عب ٢:١٤، ١٥) ففي بَعضِ الحالات، يدفَعُ الشَّيْطَان أشخاصًا أن يُهَدِّدونا بِالقَتلِ إذا لم نتَخَلَّ عن إيمانِنا. وفي حالاتٍ أُخرى، قد يستَغِلُّ الشَّيْطَان ظَرفًا صِحِّيًّا لِيجعَلَنا نتَخَلَّى عن مَبادِئِنا. فقدْ يضغَطُ علَينا الأطِبَّاءُ أوِ الأقرِباءُ غَيرُ المُؤمِنينَ لِنكسِرَ شَريعَةَ اللّٰهِ ونقبَلَ نَقلَ الدَّم. أو قد يُحاوِلُ أحَدُ الأشخاصِ أن يُقنِعَنا بِأن نقبَلَ عِلاجًا يتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس.
١٧ صَحيحٌ أنَّنا لا نُريدُ أن نموت، لكنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّنا حتَّى لَو مُتنا. (إقرأ روما ٨:٣٧-٣٩.) فهو يظَلُّ يتَذَكَّرُ أصدِقاءَهُ الَّذينَ ماتوا، كما لَو أنَّهُم لا يزالونَ أحياء. (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) وهو مُشتاقٌ أن يُعيدَهُم إلى الحَياة. (أي ١٤:١٥) وقدْ دفَعَ ثَمَنًا غالِيًا كَي ‹نَنالَ حَياةً أبَدِيَّة›. (يو ٣:١٦) لا شَكَّ إذًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَهتَمُّ بنا كَثيرًا. لِذلِك عِندَما نمرَضُ أو تكونُ حَياتُنا في خَطَر، لا نتَخَلَّى عن يَهْوَه، بل نلجَأُ إلَيه كَي يُعَزِّيَنا ويُعطِيَنا الحِكمَةَ والقُوَّة. وهذا بِالضَّبطِ ما فعَلَتهُ فَالِيرِي وزَوجُها. — مز ٤١:٣.
جواهر روحية
بص «المعرفة المسبقة، التعيين المسبق»
المعرفة المسبقة، التعيين المسبق
لا شك ان خيانة يهوذا الاسخريوطي تمَّمت النبوات الالهية وبرهنت ان لدى يهوه وابنه القدرة على معرفة المستقبل. (مز ٤١:٩؛ ٥٥:١٢، ١٣؛ ١٠٩:٨؛ اع ١:١٦-٢٠) ولكن لا يجوز القول ان اللّٰه قدَّر او قرَّر مسبقا ان يهوذا بالتحديد هو مَن سيكون الخائن. فقد ذكرت النبوات ان احد اصدقاء يسوع الاحماء سيسلِّمه، لكنها لم تحدِّد مَن هو هذا الصديق اللصيق. كما ان مبادئ الكتاب المقدس لا تنسجم مع الفكرة ان اللّٰه سبق فقرَّر ما فعله يهوذا. فأحد المبادئ الالهية التي دوَّنها بولس تقول: «لا تضع يديك ابدا على احد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين. احفظ نفسك عفيفا». (١ تي ٥:٢٢: قارن ٣:٦.) وما يدل ان يسوع حرص على اختيار رسله الـ ١٢ بحكمة وعناية هو انه قضى الليل يصلي الى ابيه قبل اعلان قراره. (لو ٦:١٢-١٦) فلو كان اللّٰه قد حدَّد مسبقا ان يهوذا هو الخائن، لتناقض ذلك مع ارشاده وتوجيهه. وبحسب المبدإ، يكون شريكا في خطية هذا الخائن.
من الواضح اذًا انه لم يكن في قلب يهوذا اي دليل على الغدر والخيانة عندما اختير رسولا. لكنه سمح لاحقا ان «ينبت اصل سام» فيه ويدنِّسه، فحاد عن ارشاد اللّٰه واتَّبع قيادة ابليس الذي اخذه الى طريق السرقة والغدر. (عب ١٢:١٤، ١٥؛ يو ١٣:٢؛ اع ١:٢٤، ٢٥؛ يع ١:١٤، ١٥؛ انظر «يهوذا»، رقم ٤) وعندما وصل انحراف يهوذا الى حد معيَّن، استطاع يسوع ان يعرف خفايا قلبه ويتنبأ انه سيسلِّمه. — يو ١٣:١٠، ١١.