مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
2024 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©
١-٧ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٥٧–٥٩
يهوه يُفشِّل خطط الذين يقاومون شعبه
«الى اقصى الارض»
١٤ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، نَسْتَذْكِرُ إِسْتِفَانُوسَ ٱلَّذِي قَدَّمَ شَهَادَةً جَرِيئَةً قَبْلَ ٱسْتِشْهَادِهِ. (اع ٦:٥؛ ٧:٥٤-٦٠) وَبُعَيْدَ مَوْتِهِ أَيْضًا، حَدَثَ «ٱضْطِهَادٌ عَظِيمٌ» وَتَبَدَّدَ جَمِيعُ ٱلتَّلَامِيذِ مَا عَدَا ٱلرُّسُلَ فِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ. غَيْرَ أَنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَحُدَّ مِنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ ذَهَبَ فِيلِبُّسُ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ حَيْثُ «كَرَزَ لَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ» حَاصِدًا نَتَائِجَ رَائِعَةً. (اع ٨:١-٨، ١٤، ١٥، ٢٥) وَيُضِيفُ ٱلسِّجِلُّ: «اَلَّذِينَ تَبَدَّدُوا مِنْ جَرَّاءِ ٱلضِّيقِ ٱلَّذِي حَدَثَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ ٱجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُصَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لَا يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِٱلْكَلِمَةِ إِلَّا ٱلْيَهُودَ فَقَطْ. غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ مِنْ قُبْرُصَ وَٱلْقَيْرَوَانِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ وَٱبْتَدَأُوا يَتَحَدَّثُونَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ، مُبَشِّرِينَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ». (اع ١١:١٩، ٢٠) عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ، أَتَى ٱلِٱضْطِهَادُ بِنَتِيجَةٍ عَكْسِيَّةٍ نَاشِرًا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ!
١٥ وَقَدْ شَهِدَ زَمَنُنَا أَحْدَاثًا مُمَاثِلَةً فِي ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ. فَٱلْآلَافُ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ رُحِّلُوا إِلَى سَيْبِيرِيَا، لَا سِيَّمَا فِي خَمْسِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. وَبِمَا أَنَّهُمْ تَوَزَّعُوا عَلَى مُسْتَوْطَنَاتٍ عِدَّةٍ، كَانَتِ ٱلْبِشَارَةُ دَائِمَةَ ٱلِٱنْتِشَارِ هُنَاكَ. وَلَوْ أَرَادَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ جَمِيعًا أَنْ يَكْرِزُوا فِي كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ، لَمَا تَمَكَّنُوا مِنْ تَأْمِينِ ٱلْمَالِ لِيُسَافِرُوا مَسَافَاتٍ شَاسِعَةً بَلَغَتْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ ٠٠٠,١٠ كلم تَقْرِيبًا. إِلَّا أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ بِذَاتِهَا هِيَ مَنْ أَرْسَلَهُمْ إِلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ مِنَ ٱلْبَلَدِ! قَالَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ: «اَلسُّلُطَاتُ نَفْسُهَا هِيَ ٱلَّتِي مَكَّنَتْ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ فِي سَيْبِيرِيَا مِنَ ٱلتَّعَرُّفِ بِٱلْحَقِّ».
جواهر روحية
إبقَ قويًّا وثابتًا
١٦ قوِّ تَصميمَك. كانَ دَاوُد مُصَمِّمًا أن لا يخسَرَ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَه. فقدْ رنَّمَ قائِلًا: «قَلبي ثابِتٌ معكَ يا اللّٰه». (مز ٥٧:٧) نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن نُقَوِّيَ تَصميمَنا، ونثِقَ كامِلًا بِيَهْوَه. (إقرإ المزمور ١١٢:٧.) لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ ذلِك بُوب، حينَ أخبَرَهُ الطَّبيبُ أنَّهُم سيُجَهِّزونَ الدَّمَ احتِياطِيًّا. فقدْ أجابَهُ فَورًا أنَّهُ إذا وُجِدَ أيُّ احتِمالٍ لِنَقلِ الدَّم، فلن يبقى ولا ثانِيَةً في المُستَشفى. ولاحِقًا، قالَ بُوب: «لم أتَرَدَّدْ أو أقلَقْ أبَدًا».
١٧ كانَ بُوب مُصَمِّمًا أن يبقى ثابِتًا، حتَّى قَبلَ وَقتٍ طَويلٍ مِن دُخولِهِ المُستَشفى. لِماذا؟ أوَّلًا، أرادَ أن يُفَرِّحَ يَهْوَه. ثانِيًا، درَسَ بِاجتِهادٍ الكِتابَ المُقَدَّسَ والمَطبوعاتِ المُؤَسَّسَة علَيه، لِيَفهَمَ وَصِيَّةَ يَهْوَه بِخُصوصِ قَداسَةِ الحَياةِ والدَّم. وثالِثًا، كانَ مُقتَنِعًا أنَّ إرشاداتِ يَهْوَه ستجلُبُ لهُ فَوائِدَ أبَدِيَّة. نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن يكونَ قَلبُنا ثابِتًا مَهما حصَل.
٨-١٤ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٦٠–٦٢
يهوه يعطينا الأمان والحماية والثبات
بص «البُرْج»
البُرْج
الاستعمال المجازي: ان الذين يؤمنون بيهوه ويطيعونه ينعمون بأمن عظيم، وهذا ما عبر عنه داود حين رنم: «كنت [يهوه] ملجأ لي، برجا قويا من وجه العدو». (مز ٦١:٣) والذين يدركون معنى اسم يهوه ويثقون بهذا الاسم ويمثلونه بأمانة لا يخافون شيئا لأن: «اسم يهوه برج حصين. يركض اليه البار فيجد الحماية». — ام ١٨:١٠؛ قارن ١ صم ١٧:٤٥-٤٧.
بص «الخيمة»
الخيمة
ترد «الخيمة» بمعنى مجازي آخر في اكثر من آية. فخيمة الشخص كانت مكانًا يرتاح فيه ويحتمي داخله من عناصر المناخ. (تك ١٨:١) وحسب عادات الضيافة، كانت دعوة الزوار الى الخيمة تعني لهم ان المضيف سيهتم بهم ويُظهر لهم الاحترام. بناء على ذلك، حين تقول الرؤيا ٧:١٥ ان اللّٰه «يبسط خيمته فوق» الجمع الكثير، فهي تشير الى الاهتمام بهم وتزويدهم بالحماية والامان. (مز ٦١:٣، ٤) ويتحدث اشعيا عن الاستعدادات التي يجب ان تقوم بها صهيون، زوجة اللّٰه المجازية، من اجل الابناء الذين ستنجبهم. فيُطلب منها ان ‹توسِّع مكان خيمتها›. (اش ٥٤:٢) وبالتالي، يجب ان توسِّع المكان الذي يحتمي فيه اولادها.
الشرائع الالهية هي لفائدتنا
١٤ من المطمئن ان شريعة يهوه لا تتغير. في الازمنة المضطربة التي نعيش فيها، يهوه هو ثابت كصخرة منذ الازل الى الابد. (مزمور ٩٠:٢) فقد قال عن نفسه: «انا الرب لا اتغيّر». (ملاخي ٣:٦) ومقاييس اللّٰه الموجودة في الكتاب المقدس موثوق بها تماما — بعكس الآراء البشرية الدائمة التغيّر التي تشبه الرمال المتحركة. (يعقوب ١:١٧) مثلا، أيّد علماء النفس طوال سنوات التساهل في تربية الاولاد. لكن بعضهم غيَّروا رأيهم لاحقا واعترفوا بأن نصيحتهم خاطئة. فمقاييس العالم وإرشاداته حول هذه المسألة تتأرجح كثيرا كما لو ان الرياح تتقاذفها. لكنَّ كلمة يهوه ثابتة. فطوال قرون يزوِّد الكتاب المقدس مشورة حول تربية الاولاد بمحبة. كتب الرسول بولس: «ايها الآباء، لا تثيروا غضب اولادكم، بل داوموا على تربيتهم في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري». (افسس ٦:٤) فكم نطمئن عندما نعرف انه بإمكاننا الاتكال على مقاييس يهوه لأنها لن تتغير!
جواهر روحية
نقاط بارزة من السفر الثاني للمزامير
٦٢:١١. لا يعتمد اللّٰه على اي مصدر خارجي للطاقة. فهو مصدر القوة التي لا تنضب وله «العزة».
١٥-٢١ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٦٣–٦٥
«ولاؤك أفضل من الحياة»
مَن سيفصلنا عن محبة اللّٰه؟
١٧ الى ايّ حدّ تهمّكم محبة اللّٰه؟ هل تشاطرون داود مشاعره التي عبَّر عنها قائلا: «لأن رحمتك افضل من الحياة. شفتاي تسبحانك. هكذا اباركك في حياتي. باسمك ارفع يديَّ». (مزمور ٦٣:٣، ٤) حقا، هل هنالك ايّ شيء يمكن ان يقدِّمه هذا العالم افضل من التمتع بمحبة اللّٰه وصداقته الولية؟ مثلا، هل السعي وراء مهنة دنيوية تدر الاموال افضل من امتلاك سلام العقل والسعادة الناجمَين عن علاقة حميمة باللّٰه؟ (لوقا ١٢:١٥) خُيِّر بعض المسيحيين بين إنكار يهوه ومواجهة الموت. وهذا ما حصل مع كثيرين من شهود يهوه في معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية. باستثناءات قليلة، اختار اخوتنا المسيحيون ان يبقوا في محبة اللّٰه وكانوا على استعداد لمواجهة الموت اذا اضطُروا الى ذلك. والذين يبقون على ولائهم في محبته يمكنهم الثقة ان اللّٰه سيعطيهم حياة ابدية في المستقبل، شيء لا يمكن للعالم ان يعطيهم اياه. (مرقس ٨:٣٤-٣٦) لكنَّ الحياة الابدية ليست كل ما في الامر.
١٨ رغم ان الحياة الابدية غير ممكنة دون يهوه، حاولوا ان تتخيلوا كيف تكون الحياة الطويلة جدا دون خالقنا. ستكون فارغة، دون قصد حقيقي. لقد اعطى يهوه شعبه عملا مانحا للاكتفاء في هذه الايام الاخيرة. لذلك يمكننا الثقة انه عندما يزوِّد يهوه الاله العظيم الذي يتمِّم مقاصده الحياةَ الابدية، ستكون ملآنة بأمور رائعة وجديرة بالعناء لنتعلمها ونقوم بها. (جامعة ٣:١١) ومهما تعلَّمنا في آلاف السنين القادمة، فلن نتمكن ابدا من سبر غور «عمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه». — روما ١١:٣٣.
‹اشكر في كل شيء›
وَيَهْوَهُ خُصُوصًا يَسْتَحِقُّ شُكْرَنَا. طَبْعًا، أَنْتَ تُفَكِّرُ أَحْيَانًا فِي بَرَكَاتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ عَلَيْكَ أَنْتَ وَأَحِبَّائِكَ. (تث ٨:١٧، ١٨؛ اع ١٤:١٧) وَلٰكِنْ لِمَ لَا تُخَصِّصُ وَقْتًا لِلتَّأَمُّلِ فِي هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْمَادِّيَّةِ؟ فَعِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي كَرَمِ خَالِقِنَا، يَقْوَى تَقْدِيرُكَ لَهُ وَتَشْعُرُ بِمَحَبَّتِهِ ٱلْكَبِيرَةِ. — ١ يو ٤:٩.
هل تتأمَّل دوما في كلمة اللّٰه؟
٧ وَفِي حِينِ لَا تَحْتَاجُ ٱلْقِرَاءَةُ إِلَى جُهْدٍ كَبِيرٍ، يَعْتَمِدُ ٱلتَّأَمُّلُ عَلَى ٱلتَّرْكِيزِ. وَبِمَا أَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ، يَمِيلُ دِمَاغُنَا إِلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْمَهَامِّ ٱلْأَسْهَلِ وَٱلْأَقَلِ تَعَبًا. لِذَا كَيْ تَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ، ٱخْتَرْ وَقْتًا لَا تَكُونُ فِيهِ تَعِبًا وَمَكَانًا هَادِئًا فِيهِ أَقَلُّ مَا يُمْكِنُ مِنَ ٱلتَّلْهِيَاتٍ. مَثَلًا، ٱعْتَادَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ أَنْ يَتَأَمَّلَ وَهُوَ مُسْتَيْقِظٌ عَلَى فِرَاشِهِ لَيْلًا. (مز ٦٣:٦) وَيَسُوعُ ٱلَّذِي ٱمْتَلَكَ مَقْدِرَاتٍ فِكْرِيَّةً كَامِلَةً قَصَدَ أَمَاكِنَ هَادِئَةً لِيَتَأَمَّلَ وَيُصَلِّيَ. — لو ٦:١٢.
علِّم بمحبة اقتداء بالمسيح
٦ نَحْنُ نُسَرُّ بِٱلْتَّكَلُّمِ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نُحِبُّهَا. فَحَدِيثُنَا يَصِيرُ حَمَاسِيًّا وَوُجُوهُنَا تَشِعُّ فَرَحًا. وَيَصِحُّ ذلِكَ خُصُوصًا عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ شَخْصٍ عَزِيزٍ عَلَى قَلْبِنَا. فَنَكُونُ عَادَةً مُتَشَوِّقِينَ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمَا نَعْرِفُهُ عَنْهُ. وَنُشِيدُ بِهِ، نَتَكَلَّمُ بِٱحْتِرَامٍ عَنْهُ، وَنُدَافِعُ عَنْهُ. وَذلِكَ لِأَنَنَا نَرْغَبُ أَنْ يَنْجَذِبَ ٱلْآخَرُونَ مِثْلَنَا إِلَى هذَا ٱلشَّخْصِ وَإِلَى صِفَاتِهِ.
جواهر روحية
هل انت منعش للآخرين؟
ان هدم بيت اسهل بكثير من بنائه. وهذا المبدأ ينطبق ايضا على كلامنا. فنحن بشر ناقصون، ولدينا جميعا عيوب وضعفات. قال الملك سليمان: «ليس في الارض انسان بار يفعل الصلاح دائما ولا يخطئ». (جامعة ٧:٢٠) فما اسهل ملاحظة عيوب الآخرين والتفوه بتعليقات لاذعة تهدمهم! (مزمور ٦٤:٢-٤) اما التفوه دوما بكلام بنّاء فيتطلب المهارة.
٢٢-٢٨ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٦٦–٦٨
يهوه يحمل أحمالنا كل يوم
كيف يستجيب يهوه صلواتنا؟
١٥ حينَ يستَجيبُ لنا يَهْوَه، قد لا يفعَلُ شَيئًا لافِتًا جِدًّا، لكنَّهُ يُعطينا ما نحتاجُهُ بِالضَّبطِ لِنبقى أولِياءَ له. فاسعَ إذًا لِتُلاحِظَ كَيفَ يستَجيبُ لكَ أبوكَ السَّماوِيّ. هذا ما فعَلَتهُ أُختٌ اسْمُها يُوكُو. ففي البِدايَة، شعَرَت أنَّ يَهْوَه لا يستَجيبُ صَلَواتِها. لكنَّها صارَت تكتُبُ في دَفتَرٍ كُلَّ ما تطلُبُهُ مِنه. وبَعدَ فَترَة، راجَعَتِ الدَّفتَر. فلاحَظَت أنَّ يَهْوَه استَجابَ أغلَبَ صَلَواتِها، حتَّى بَعضَ الصَّلَواتِ الَّتي كانَت قد نسِيَتها. فلِمَ لا تُراجِعُ مِن وَقتٍ إلى آخَرَ كَيفَ استَجابَ يَهْوَه صَلَواتِك؟ — مز ٦٦:١٩، ٢٠.
أظهِر المراعاة للوالدين المتوحدين
اوحى يهوه بكتابة ترانيم مقدسة، او مزامير، انشدها الاسرائيليون في مناسبات خاصة بالعبادة. تخيل كم تشجع الارامل واليتامى الاسرائيليون لدى ترنيمهم الكلمات الموحى بها من اللّٰه التي ذكَّرتهم بأن يهوه «اب» و«قاضٍ» لهم وأنه سيعينهم! (مزمور ٦٨:٥؛ ١٤٦:٩) بإمكاننا نحن ايضا ان نتفوه بكلام مشجِّع يبقى في ذاكرة الوالد المتوحد طوال سنوات. فثمة والدة متوحدة اسمها رُوث لا تزال تتذكر بسرور ما قاله لها اب ذو خبرة رغم مرور ٢٠ سنة: «انت تبلين بلاء حسنا في تربية ابنيك. واصلي عملك الجيد». تذكر رُوث: «اثّرت هذه الكلمات فيّ تأثيرا بالغا». نعم، «الكلمات اللطيفة دواء ناجع»، وهي تشجِّع الوالد المتوحد اكثر مما نتصور. (امثال ١٥:٤، الترجمة الانكليزية المعاصرة) فهل يمكنك التفكير في كلام مدح صادق ومحدد تقوله لوالد متوحد؟
ابو اليتامى
«ابو اليتامى . . . هو اللّٰه في مسكنه المقدس». (مزمور ٦٨:٥) تكشف لنا هذه الكلمات الموحى بها جانبا رائعا في شخصية يهوه اللّٰه. فهو يتعاطف مع المحرومين. واهتمامه بالاولاد اليتامى برز جليا في الشريعة التي اعطاها لإسرائيل. فلنراجع معا اول اشارة الى ‹اليتامى› كما ترد في الخروج ٢٢:٢٢-٢٤.
كيف يوفِّقك يهوه أثناء المشاكل؟
١٧ إقرإ المزمور ٤٠:٥. يسعى مُتَسَلِّقُ الجِبالِ لِيَصِلَ إلى القِمَّة. لكنَّهُ يتَوَقَّفُ مِن وَقتٍ إلى آخَرَ لِيَتَأمَّلَ في المَناظِرِ الحُلوَة. بِشَكلٍ مُماثِل، توَقَّفْ مِن وَقتٍ إلى آخَرَ لِتُفَكِّرَ كَيفَ يُوَفِّقُكَ يَهْوَه خِلالَ المُشكِلَة. فعِندَ نِهايَةِ كُلِّ يَوم، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ بارَكَني يَهْوَه اليَوم؟ كَيفَ يُساعِدُني أن أتَحَمَّلَ وأنا في عِزِّ المُشكِلَة؟›. وهكَذا، حاوِلْ أن تجِدَ على الأقَلِّ بَرَكَةً واحِدَة تُؤَكِّدُ لكَ أنَّ يَهْوَه يُوَفِّقُك.
جواهر روحية
نقاط بارزة من السفر الثاني للمزامير
٦٨:١٨ — مَن كانوا ‹العطايا في رجال›؟ كان هؤلاء رجالا أُسروا عند الاستيلاء على ارض الموعد. وقد عُيِّنوا لاحقا لمساعدة اللاويين في عملهم. — عزرا ٨:٢٠.
٢٩ تموز (يوليو)–٤ آب (أغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٦٩
أحداث في حياة يسوع تنبأ عنها المزمور ٦٩
كانوا يترقبون المسيَّا
١٧ يُبْغَضُ ٱلْمَسِيَّا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ. (مز ٦٩:٤) يَقْتَبِسُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا كَلِمَاتِ يَسُوعَ قَائِلًا: «لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ [ٱلنَّاسِ] أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. لٰكِنَّ ذٰلِكَ هُوَ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَكْتُوبَةُ فِي شَرِيعَتِهِمْ [كَامِلِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ آنَذَاكَ]: ‹أَبْغَضُونِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ›». (يو ١٥:٢٤، ٢٥؛ يو ١٠:٣٤؛ ١٢:٣٤) وَرِوَايَاتُ ٱلْأَنَاجِيلِ تُبَرْهِنُ أَنَّ كَثِيرِينَ، وَخُصُوصًا رِجَالَ ٱلدِّينِ ٱلْيَهُودَ، أَبْغَضُوا يَسُوعَ. كَمَا أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَالَ: «لَيْسَ لِلْعَالَمِ سَبَبٌ لِيُبْغِضَكُمْ، وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِأَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ». — يو ٧:٧.
كُن غيورا للعبادة الحقة
٧ ثَمَّةَ حَادِثَةٌ حَصَلَتْ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ تُظْهِرُ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ ٱلْغَيْرَةَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا. فَذَاتَ يَوْمٍ فِي أَوَائِلِ خِدْمَتِهِ قُبَيْلَ فِصْحِ سَنَةِ ٣٠ بم، أَتَى هُوَ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَرَأَوْا فِي ٱلْهَيْكَلِ «بَاعَةَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْخِرَافِ وَٱلْحَمَامِ، وَٱلصَّرَّافِينَ فِي مَقَاعِدِهِمْ». فَمَاذَا فَعَلَ، وَأَيُّ ٱنْطِبَاعٍ أَحْدَثَهُ ذلِكَ فِي تَلَامِيذِهِ؟ — اِقْرَأْ يوحنا ٢:١٣-١٧.
٨ إِنَّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ وَقَالَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ ذَكَّرَ ٱلتَّلَامِيذَ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ لِمَزْمُورٍ مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ: «اَلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». (مز ٦٩:٩) وَلِمَاذَا خَطَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَى بَالِهِمْ؟ لِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ لِيُعَرِّضَ نَفْسَهُ لِلْخَطَرِ لَوْ لَمْ يَمْتَلِكْ غَيْرَةً كَهذِهِ. فَٱلْكَهَنَةُ، وَٱلْكَتَبَةُ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْهَيْكَلِ كَانُوا وَرَاءَ تِلْكَ ٱلتِّجَارَةِ ٱلْمُخْزِيَةِ ٱلَّتِي تَدُرُّ ٱلْأَرْبَاحَ. لِذلِكَ، بِفَضْحِ خُطَطِهِمْ وَإِحْبَاطِهَا، وَضَعَ يَسُوعُ نَفْسَهُ فِي مُوَاجَهَةٍ مَعَ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَيَّامِهِ. فَكَمَا حَلَّلَ ٱلتَّلَامِيذُ بِٱلصَّوَابِ، كَانَتِ ‹ٱلْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ›، أَوِ ٱلْغَيْرَةُ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، ظَاهِرَةً بِوُضُوحٍ. وَلكِنْ مَا هِيَ ٱلْغَيْرَةُ؟ وَهَلْ تَخْتَلِفُ عَنِ ٱلشُّعُورِ بِٱلْإِلْحَاحِ؟
هل يُعقَل ان تموتوا من قلب مكسور؟
يقول البعض ان القلب المكسور كان عاملا في موت يسوع المسيح الذي جرى التنبؤ عنه بهذه الكلمات: «العار قد كسر قلبي فمرضت.» (مزمور ٦٩:٢٠) فهل يجب ان تُفهم هذه الكلمات حرفيا؟ ربما، لأن الساعات التي سبقت موت يسوع كانت ساعات عذاب اليم — لا من الناحية الجسدية فحسب بل النفسية ايضا. (متى ٢٧:٤٦؛ لوقا ٢٢:٤٤؛ عبرانيين ٥:٧) وبالاضافة الى ذلك، قد يفسِّر القلبُ المكسور سببَ تدفُّق «دم وماء» من جرح ناتج عن حربة طُعن بها يسوع بُعيد موته. فتمزُّق القلب او احد الاوعية الدموية الرئيسية يمكن ان يجعل الدم يُصَب إما في التجويف الصدري او في التأمور — غشاء فضفاض (يحتوي على سائل) يغلِّف القلب. وفي كلتا الحالتين يمكن ان ينتج من الثَّقب تدفُّق سائل يبدو كأنه «دم وماء.» — يوحنا ١٩:٣٤.
بص «النبتة السَّامة»
النبتة السَّامة
بخصوص المسيَّا، ذكرت نبوة انه سيُعطى «نَبْتَ سمٍّ طعامًا». (مز ٦٩:٢١) وقد تمت هذه النبوة حين أُعطي يسوع المسيح، قبل تعليقه على خشبة، «خمرًا ممزوجة بمرارة». وحين ذاق يسوع هذا المشروب المخدِّر، الذي كان الهدف منه على الارجح ان يخفِّف آلامه، رفض ان يشربه. وعند الحديث عن اتمام هذه النبوة، استعمل متى (٢٧:٣٤) الكلمة اليونانية خولي (مرارة)، وهي نفس الكلمة التي تستعملها الترجمة السبعينية اليونانية في المزمور ٦٩:٢١. اما انجيل مرقس (١٥:٢٣) فيستعمل كلمة «مُر»، وهو مادة مُسكِّنة. ومن هنا، ينشأ الاحتمال ان ‹نَبْتَ السم› او ‹المرارة› في هذه الحالة كان هو ‹المُر›. ولكن هناك احتمال آخر وهو ان المشروب المخدِّر احتوى على ‹المرارة› و ‹المُر› كليهما.
جواهر روحية
ارفعوا ايديًا ولية في الصلاة
١١ لا يصلّي كثيرون إلا ليطلبوا شيئا، ولكنَّ محبتنا ليهوه اللّٰه ينبغي ان تدفعنا الى شكره وتسبيحه في الصلاة على انفراد او علنا. كتب بولس: «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء، بل في كل شيء لتُعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر؛ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع». (فيلبي ٤:٦، ٧) فبالاضافة الى التضرع والطلبات، ينبغي ان نعبِّر عن الشكر ليهوه على البركات الروحية والمادية. (امثال ١٠:٢٢) رنَّم صاحب المزمور: «اذبحْ للّٰه حمدا وأَوفِ العلي نذورك». (مزمور ٥٠:١٤) وهنالك صلاة ملحَّنة لداود تحتوي على هذه الكلمات المؤثرة: «اسبح اسم اللّٰه بتسبيح وأعظمه بحمد». (مزمور ٦٩:٣٠) أفلا ينبغي ان نفعل الامر عينه في الصلاة العلنية وعلى انفراد؟
٥-١١ آب (أغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٧٠–٧٢
«أَخبِر الجيل الآتي» عن قدرة اللّٰه
ايها الاحداث — درِّبوا قوى ادراككم
١٧ يتطلب تجنب اشراك الشيطان الحذر الدائم من جهتكم — وأحيانا شجاعة كبيرة. فبين حين وآخر قد تجدون انفسكم على خلاف ليس فقط مع نظرائكم بل مع العالم بأسره. صلَّى المرنم الملهم داود: «انت رجائي يا سيدي الرب متَّكَلي منذ صباي. اللهم قد علّمتني منذ صباي وإلى الآن اخبر بعجائبك». (مزمور ٧١:٥، ١٧) يُعرف داود بشجاعته. ولكن متى نمَّاها؟ نمَّاها منذ حداثته! فقد اظهر، حتى قبل مواجهته الشهيرة لجليات، شجاعة غير عادية في حماية قطيع ابيه — اذ قتل اسدا ودبّا على السواء. (١ صموئيل ١٧:٣٤-٣٧) لكنَّ داود نسب الى يهوه كل الفضل في كل شجاعة اعرب عنها، داعيا اياه «متَّكَلي منذ صباي». فاستعداد داود للاتكال على يهوه جعله قادرا على مواجهة اية تجربة تنشأ. وأنتم ايضا اذا اتكلتم على يهوه، فستجدون انه سيمنحكم الشجاعة والقوة كي ‹تغلبوا العالم›. — ١ يوحنا ٥:٤.
كيف يجب ان نعامل المسنين؟
صلى صاحب المزمور: «لا ترفضني في زمن الشيخوخة. لا تتركني عند فناء قوتي». (مزمور ٧١:٩) نعم، لا ‹يرفض› اللّٰه خدامه الامناء حتى عندما يشعرون هم انفسهم بأنهم ما عادوا مفيدين. فالمرنم الملهم لم يشعر بأن يهوه تركه، بل على العكس ادرك حاجته الى الاتكال على صانعه اكثر فأكثر كلما تقدم في السن. ويهوه يكافئ هذا النوع من ‹الولاء› بدعم الشخص طوال حياته. (مزمور ١٨:٢٥، عج) وغالبا ما يستخدم يهوه الرفقاء المسيحيين لتزويد هذا الدعم.
اخدم يهوه قبل ان تأتي ايام البلية
٤ إِذَا كُنْتَ قَدِ ٱكْتَسَبْتَ عُقُودًا مِنَ ٱلْخِبْرَةِ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا سَأَفْعَلُ فِي حَيَاتِي ٱلْآنَ بِمَا أَنَّنِي لَا أَزَالُ أَتَمَتَّعُ بِبَعْضِ ٱلطَّاقَةِ وَٱلْقُوَّةِ؟›. بِصِفَتِكَ مَسِيحِيًّا ذَا خِبْرَةٍ، لَدَيْكَ فُرَصٌ لَا يَمْلِكُهَا ٱلْآخَرُونَ. فَبِٱسْتِطَاعَتِكَ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلشَّبَابَ مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهْوَهَ، أَوْ تَرْوِيَ لَهُمُ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَقَدْ صَلَّى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ سَائِلًا يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَهُ فُرَصًا لِيَفْعَلَ ذٰلِكَ، قَائِلًا: «اَللّٰهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ حَدَاثَتِي . . . وَأَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ، وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ». — مز ٧١:١٧، ١٨.
٥ وَكَيْفَ تَنْقُلُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي ٱكْتَسَبْتَهَا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ؟ يُمْكِنُكَ أَنْ تَدْعُوَ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلشَّبَابَ إِلَى مَنْزِلِكَ مِنْ أَجْلِ مُعَاشَرَتِهِمْ مُعَاشَرَةً بَنَّاءَةً. كَمَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمْ مُرَافَقَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَيْ يَرَوُا ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي تَشْعُرُ بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. قَالَ أَلِيهُو: «اَلْأَيَّامُ تَتَكَلَّمُ، وَبِكَثْرَةِ ٱلسِّنِينَ تُعْرَفُ ٱلْحِكْمَةُ». (اي ٣٢:٧) هٰذَا وَإِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ ذَوَاتِ ٱلْخِبْرَةِ أَنْ يُشَجِّعْنَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْكَلَامِ وَٱلْمِثَالِ. فَقَدْ كَتَبَ قَائِلًا: «لِتَكُنِ ٱلْمُسِنَّاتُ . . . مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِحٌ». — تي ٢:٣.
جواهر روحية
بص «الفُرات»
الفُرات
تخم الارض المعينة لإسرائيل: قطع اللّٰه عهدا مع ابراهيم ان يعطي نسله الارض «من نهر مصر الى النهر الكبير، نهر الفرات». (تك ١٥:١٨) وتَكرَّر هذا الوعد لأمة اسرائيل. (خر ٢٣:٣١؛ تث ١:٧، ٨؛ ١١:٢٤؛ يش ١:٤) وتذكر ١ اخبار الايام ٥:٩ ان بعض المتحدرين من رأوبين، في فترة ما قبل ارتقاء داود العرش، وسّعوا سكناهم «الى مدخل البرية التي عند نهر الفرات». ولكن بما ان الفرات يبعد نحو ٨٠٠ كلم (٥٠٠ ميل) من «شرق جلعاد» (١ اخ ٥:١٠)، فربما يعني ذلك ان الرأوبينيين وسّعوا نطاق ارضهم شرق جلعاد حتى اطراف الصحراء السورية التي تصل الى الفرات. (تذكر تف: «حتى حدود الصحراء التي تمتد الى نهر الفرات»؛ جد: «الى مدخل الصحراء المؤدية الى نهر الفرات».) اما وعد يهوه فيبدو انه تحقق بشكل كامل خلال حكم داود وسليمان حين اتسعت حدود ارض اسرائيل وصارت تشمل مملكة صوبة الارامية الممتدة حتى ضفاف الفرات، ودون شك عند الجزء الذي يجتاز شمال ارام. (٢ صم ٨:٣؛ ١ مل ٤:٢١؛ ١ اخ ١٨:٣-٨؛ ٢ اخ ٩:٢٦) وبسبب اهميته، غالبا ما كان يُكتفى بتسميته «النهر». — يش ٢٤:٢، ١٥؛ مز ٧٢:٨.
١٢-١٨ آب (أغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٧٣–٧٤
ماذا لو بدأنا نحسد الذين لا يخدمون اللّٰه؟
يهوه يشجع اليائسين
١٤ كَانَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ لَاوِيًّا، وَبِٱلتَّالِي تَمَتَّعَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ. مَعْ ذٰلِكَ، شَعَرَ بِٱلْيَأْسِ فِي مَرْحَلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ. فَقَدْ حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلْمُفْتَخِرِينَ لِأَنَّهُمْ يَبْدُونَ نَاجِحِينَ. فَرَأَى أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بِرَفَاهِيَّةٍ وَبِلَا هُمُومٍ. وَهٰذَا ضَايَقَهُ كَثِيرًا، فَقَالَ: «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ». (مز ٧٣:٢-٩، ١١-١٤) فَوَاضِحٌ أَنَّهُ كَانَ فِي خَطَرٍ رُوحِيٍّ كَبِيرٍ.
يهوه يشجع اليائسين
١٥ اقرإ المزمور ٧٣:١٦-١٩، ٢٢-٢٥. قَرَّرَ هٰذَا ٱللَّاوِيُّ أَنْ يَدْخُلَ «مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ». وَهُنَاكَ، بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ، صَلَّى وَفَكَّرَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِهُدُوءٍ. فَٱكْتَشَفَ أَنَّهُ كَانَ يُفَكِّرُ بِغَبَاءٍ، وَيَسِيرُ فِي طَرِيقٍ تُبْعِدُهُ عَنْ يَهْوَهَ. وَلَاحَظَ أَنَّ آخِرَةَ ٱلْأَشْرَارِ فَظِيعَةٌ. قَالَ: «فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ . . . فَنُوا مِنَ ٱلْأَهْوَالِ». إِذًا، كَيْ يَتَغَلَّبَ هٰذَا ٱللَّاوِيُّ عَلَى ٱلْحَسَدِ وَٱلْيَأْسِ، لَزِمَ أَنْ يَرَى ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَهَ. وَحِينَ فَعَلَ ذٰلِكَ، ٱرْتَاحَ وَفَرِحَ كَثِيرًا. وَلَمْ يَعُدْ يَتَمَنَّى إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ. قَالَ: «بِغَيْرِكَ لَا مَسَرَّةَ لِي عَلَى ٱلْأَرْضِ».
١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ؟ لَا يَجِبُ أَنْ نَحْسُدَ ٱلْأَشْرَارَ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ نَاجِحِينَ. فَسَعَادَتُهُمْ لَنْ تَدُومَ، وَلَنْ يَنَالُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. (جا ٨:١٢، ١٣) وَنَحْنُ نُؤْذِي أَنْفُسَنَا حِينَ نَحْسُدُهُمْ. فَسَنَشْعُرُ بِٱلْيَأْسِ وَقَدْ نَبْتَعِدُ عَنْ يَهْوَهَ. فَإِذَا شَعَرْتَ يَوْمًا مِثْلَ ٱللَّاوِيِّ، فَٱتْبَعْ وَصَايَا يَهْوَهَ وَٱبْقَ قَرِيبًا مِنْ شَعْبِهِ. فَحِينَ تُحِبُّ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، تَبْقَى سَعِيدًا وَتَسِيرُ فِي طَرِيقِ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ». — ١ تي ٦:١٩.
اقتد بإيمان موسى
٥ وَكَيْفَ يُمْكِنُكَ مُقَاوَمَةُ «ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ»؟ لَا تَنْسَ أَبَدًا أَنَّ ٱللَّذَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ سَرِيعَةُ ٱلزَّوَالِ. فَعَلَيْكَ أَنْ تَرَى بِعَيْنَيِ ٱلْإِيمَانِ أَنَّ «ٱلْعَالَمَ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ». (١ يو ٢:١٥-١٧) تَأَمَّلْ فِي عَاقِبَةِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ. فَهُمْ «فِي مَزَالِقَ» وَ‹سَيَفْنَوْنَ مِنَ ٱلْأَهْوَالِ›. (مز ٧٣:١٨، ١٩) وَحِينَ تُغْرَى بِٱلِٱنْهِمَاكِ فِي سُلُوكٍ خَاطِئٍ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ أَرْغَبُ فِيهِ لِنَفْسِي؟›.
لا يمنعك شيء من نيل المجد
٣ كَانَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ وَاثِقًا أَنَّ يَهْوَهَ يُمْسِكُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَيَهْدِيهِ إِلَى مَجْدٍ أَصِيلٍ. (اِقْرَأْ مزمور ٧٣:٢٣، ٢٤.) فَهُوَ يَهْدِي خُدَّامَهُ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ إِلَى مَجْدٍ بِإِكْرَامِهِمْ بِطَرَائِقَ شَتَّى. أَوَّلًا، يَهَبُهُمُ ٱمْتِيَازَ فَهْمِ مَشِيئَتِهِ. (١ كو ٢:٧) كَمَا أَنَّهُ يَسْمَحُ لِمَنْ يَسْمَعُونَ كَلِمَتَهُ وَيُطِيعُونَهُ بِأَنْ يَتَمَتَّعُوا بِصَدَاقَةٍ لَصِيقَةٍ مَعَهُ. — يع ٤:٨.
٤ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَأْتَمِنُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ عَلَى كَنْزِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلثَّمِينِ. (٢ كو ٤:١، ٧) وَهٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ تُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَجْدِ. وَهُوَ يَعِدُ مَنْ يَخْدُمُونَهُ بِهَدَفِ تَسْبِيحِهِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ: «إِنَّنِي أُكْرِمُ ٱلَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي». (١ صم ٢:٣٠) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَحْظَى هٰؤُلَاءِ بِصِيتٍ جَيِّدٍ عِنْدَهُ، وَغَالِبًا مَا يَمْدَحُهُمْ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْآخَرُونَ. — ام ١١:١٦؛ ٢٢:١.
٥ وَمَاذَا عَنْ مُسْتَقْبَلِ ٱلَّذِينَ ‹يَرْجُونَ يَهْوَهَ وَيَحْفَظُونَ طَرِيقَهُ›؟ يَنَالُ كُلٌّ مِنْهُمُ ٱلْوَعْدَ ٱلتَّالِيَ: «يَرْفَعُكَ [يَهْوَهُ] لِتَرِثَ ٱلْأَرْضَ. إِلَى ٱنْقِرَاضِ ٱلْأَشْرَارِ تَنْظُرُ». (مز ٣٧:٣٤) فَهُمْ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى نَيْلِ ٱمْتِيَازٍ لَا يُضَاهَى، ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. — مز ٣٧:٢٩.
جواهر روحية
بص «لوياثان»
لوياثان
يصف المزمور ٧٤ كيف انقذ اللّٰه شعبه على مر العصور. وتتحدث الآيتان ١٣ و ١٤ بصورة رمزية عن انقاذه اسرائيل من مصر. وهنا، تُستخدم كلمة «تنانين [بالعبرانية تانّينيم، وهي صيغة الجمع لـ تانّين]» كمرادف لـ «لوياثان». وقد يشير سحق رؤوس لوياثان الى الهزيمة النكراء التي مُني بها فرعون وجيشه لدى خروج الاسرائيليين من مصر. وتستعمل الترجومات الارامية هنا «اقوياء فرعون» بدل «رؤوس لوياثان». (قارن حز ٢٩:٣-٥، حيث يُشبّه فرعون بـ ‹تنين عظيم› في وسط قنوات النيل؛ وأيضا حز ٣٢:٢.) ويبدو ان اشعيا ٢٧:١ تستعمل لوياثان (السبعينية، «التنين») رمزا لامبراطورية، او منظمة عالمية النطاق يسيطر عليها فرد يُشار اليه بأنه «الحية» و «التنين». (رؤ ١٢:٩) وبما ان هذه النبوة هي نبوة ردّ لاسرائيل، فإن ‹افتقاد› يهوه لوياثان لا بد انه يشمل بابل. إلّا ان الآيتَين ١٢ و ١٣ تتحدثان عن اشور ومصر ايضا. لذلك من الواضح ان لوياثان يشير هنا الى منظمة او امبراطورية عالمية النطاق تقاوم يهوه وعبّاده.
١٩-٢٥ آب (أغسطس)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٧٥–٧٧
لماذا لا يجب أن نكون مفتخرين؟
هل تميِّز الفرق؟
٤ بَعْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنَفُسِهِمْ وَلِلْمَالِ، أَضَافَ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ مَغْرُورِينَ، مُتَكَبِّرِينَ، وَمُنْتَفِخِينَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ. وَأَشْخَاصٌ كَهٰؤُلَاءِ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ بِسَبَبِ مَهَارَاتِهِمْ، شَكْلِهِمْ، ثَرْوَتِهِمْ، أَوْ مَرْكَزِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. وَهُمْ مَهْوُوسُونَ بِنَيْلِ إِعْجَابِ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَكَبِّرَ «يُقِيمُ دَاخِلَ قَلْبِهِ مَعْبَدًا صَغِيرًا لِنَفْسِهِ». وَٱلْكِبْرِيَاءُ صِفَةٌ كَرِيهَةٌ جِدًّا حَتَّى إِنَّ ٱلْمُتَكَبِّرَ نَفْسَهُ يَكْرَهُهَا فِي غَيْرِهِ.
٥ بِٱلْمُقَابِلِ، يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَكْرَهُ ‹ٱلْعُيُونَ ٱلْمُتَشَامِخَةَ›، أَيِ ٱلْكِبْرِيَاءَ. (ام ٦:١٦، ١٧) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ تُبْعِدُنَا عَنِ ٱللّٰهِ. (مز ١٠:٤) وَهِيَ إِحْدَى صِفَاتِ إِبْلِيسَ. (١ تي ٣:٦) وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، وَقَعَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ فَرِيسَةَ ٱلتَّكَبُّرِ. مَثَلًا، حَافَظَ عُزِّيَّا مَلِكُ يَهُوذَا عَلَى أَمَانَتِهِ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً. وَلٰكِنْ «لَمَّا قَوِيَ، تَكَبَّرَ قَلْبُهُ حَتَّى ٱلْهَلَاكِ، وَخَانَ يَهْوَهَ إِلٰهَهُ وَدَخَلَ هَيْكَلَ يَهْوَهَ لِيُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ». كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَزَقِيَّا تَكَبَّرَ فِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. — ٢ اخ ٢٦:١٦؛ ٣٢:٢٥، ٢٦.
نقاط بارزة من السفرين الثالث والرابع للمزامير
٧٥:٤، ٥، ١٠ — إلامَ تشير كلمة «قرن»؟ القرن سلاح فعّال تستعمله بعض الحيوانات للدفاع والهجوم. لذلك فهو يشير بمعنى مجازي الى القدرة او القوة. ويهوه يُعلّي قرون شعبه اي انه يرفع خدامه، اما الاشرار ‹فيقطع قرونهم›. وقد حذّرنا هذا المزمور من ان ‹نرفع الى العلاء قرننا›، متبنين مواقف تنمّ عن الكبرياء او العجرفة. وبما ان يهوه هو الذي يرفع شعبه، يجب ان نعتبره هو مَن يعيِّن المسؤوليات في الجماعة. — مزمور ٧٥:٧.
جواهر روحية
نقاط بارزة من السفرين الثالث والرابع للمزامير
٧٦:١٠ — كيف يمكن ‹لسخط الانسان› ان يحمد يهوه؟ عندما يسمح اللّٰه للبشر بأن يصبّوا غضبهم علينا لأننا نخدمه، تتأتى عن ذلك نتائج ايجابية. فأي شدّة نمرّ بها يمكن ان تكون وسيلة لتأديبنا وتدريبنا. اذًا، يسمح اللّٰه بأن نتألم ما دام ذلك لتدريبنا. (١ بطرس ٥:١٠) اما ‹بقية السخط فيتمنطق هو بها›. ولكن ماذا لو تألمنا حتى الموت؟ هذا بدوره يجلب الحمد ليهوه، إذ يمكن ان يندفع الذين يرون احتمالنا وأمانتنا الى تمجيد اللّٰه.
٢٦ آب (أغسطس)–١ أيلول (سبتمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه مزمور ٧٨
تعلَّمْ عِبرة من خيانة الإسرائيليين ليهوه
«تذكروا الايام السالفة» — لماذا؟
ومن المؤسف ان الاسرائيليين كثيرا ما كانوا يستسلمون لخطية النسيان. وبأية نتيجة؟ «رجعوا وجرَّبوا اللّٰه وعنّوا قدوس اسرائيل. لم يذكروا يده يوم فداهم من العدو.» (مزمور ٧٨:٤١، ٤٢) وأخيرا، رفضهم يهوه لأنهم نسوا وصاياه. — متى ٢١:٤٢، ٤٣.
رسم المرنم الملهم مثالا جيدا اذ كتب: «أذكر اعمال الرب اذ أتذكر عجائبك منذ القِدَم وألهج بجميع افعالك وبصنائعك أناجي.» (مزمور ٧٧:١١، ١٢) ان تذكُّرنا بتأمُّل خدمة الولاء السابقة وأعمال يهوه الحبية سيمنحنا ما يلزم من حافز، تشجيع، وتقدير. و‹تذكُّر الايام السالفة› يمكن ان يساهم ايضا في تبديد التعب ويمكن ان يدفعنا الى فعل كل ما في وسعنا والاستمرار في الاحتمال بأمانة.
«فِعْل كل شيء من غير تذمُّرات»
١٦ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ يَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ ذِهْنَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى مَشَاكِلِنَا وَنَنْسَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَه. لِذٰلِكَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي، عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ فِي ذِهْنِنَا. مَثَلًا، لَدَى كُلٍّ مِنَّا ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلرَّائِعُ أَنْ يَحْمِلَ ٱسْمَ يَهْوَه. (اشعيا ٤٣:١٠) وَيُمْكِنُنَا حِيَازَةُ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ، وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ» فِي أَيِّ وَقْتٍ نَشَاءُ. (مزمور ٦٥:٢؛ يعقوب ٤:٨) وَنَحْنُ نَعِيشُ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى حَقِيقِيٌّ لِأَنَنَا عَلَى عِلْمٍ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ وَلِأَنَّ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَمَامَ ٱللّٰهِ. (امثال ٢٧:١١) وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (متى ٢٤:١٤) كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ. (يوحنا ٣:١٦) وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَشَقَّاتُ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِهَا.
هل يؤثر مسلكنا في يهوه؟
يجيب المرنم الملهم: «كم تمردوا عليه في البرية!». (مز ٧٨:٤٠) ويضيف العدد التالي انهم «عادوا وامتحنوا اللّٰه». لاحظ ان الكاتب يتحدث هنا عن مسلك تمرُّد انتهجه الاسرائيليون. وهذا الموقف الرديء ظهر اولا في البرية بعيد انقاذهم من مصر. فقد ابتدأ الشعب يتذمرون على اللّٰه ويشكّون في رغبته وقدرته على اعالتهم. (عدد ١٤:١-٤) يقول مرجع يعتمده تراجمة الكتاب المقدس ان عبارة «تمردوا عليه» قد تُنقل الى «‹قسّوا قلوبهم على اللّٰه› او ‹رفضوا عمدا مطالب اللّٰه›». مع ذلك، أظهر يهوه الرحمة لشعبه وغفر خطاياهم كلما أعربوا عن توبة اصيلة. لكنهم بعد ذلك كانوا يعودون الى مسلكهم القديم ويتمردون عليه من جديد. — مزمور ٧٨:١٠-١٩، ٣٨.
فكيف شعر يهوه كل مرة تمرَّد عليه شعبه العديم الولاء؟ يقول المزمور ٧٨:٤٠ انهم «آلموه». وتنقل ترجمة اخرى هذه العبارة الى «احزنوه». يشرح احد المراجع حول الكتاب المقدس: «المقصود هنا ان سلوك العبرانيين سبب ألما شبيها بالالم الذي يسببه ولد عاصٍ ومتمرد». فمثلما يُحزن الولد الصعب المراس والدَيه، ‹احزن› الاسرائيليون المتمردون «قدوس اسرائيل». — مزمور ٧٨:٤١.
جواهر روحية
نقاط بارزة من السفرين الثالث والرابع للمزامير
٧٨:٢٤، ٢٥ — لماذا دُعي المن «قمح السماء» و«خبز الاقوياء [«الملائكة»، الترجمة البروتستانتية]»؟ لا تشير اي من هاتين العبارتين ان المن كان طعاما للملائكة. فعبارة «قمح السماء» تدل ان السماء كانت مصدره. (مزمور ١٠٥:٤٠) وبما ان الملائكة، او «الاقوياء»، يسكنون في السموات، فإن عبارة «خبز الملائكة» يمكن ان تشير الى ان يهوه، الذي يسكن في السموات، هو الذي زوّد هذا المن. (مزمور ١١:٤) ولربما استخدم يهوه ايضا الملائكة لتزويد المن للاسرائيليين.