مقالة الدرس ٤١
التَّرنيمَة ١٠٨ حُبُّهُ مَلآنُ وَلاء
مَحَبَّةُ اللّٰهِ تَبْقى إلى الأبَد
«أُشكُروا يَهْوَه لِأنَّهُ صالِح، لِأنَّ مَحَبَّتَهُ الثَّابِتَة تَبْقى إلى الأبَد».— مز ١٣٦:١، الحاشية.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
توضِحُ هذِهِ المَقالَةُ كَيفَ يُساعِدُنا تَبَنِّي نَظرَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ إلى مَحَبَّةِ يَهْوَه أن نُحارِبَ مَشاعِرَ الإحباطِ وَسَطَ المَصاعِب.
١-٢ أيُّ تَحَدٍّ يُواجِهُهُ مَسِيحِيُّونَ كَثيرون؟
تَخَيَّلْ سَفينَةً وَسَطَ عاصِفَةٍ هَوجاء، تَتَقاذَفُها الأمواجُ إلى اليَمينِ وإلى الشِّمالِ وتَحمِلُها إلى حَيثُ تُريد. ولكنْ حالَما يَرْمي البَحَّارَةُ المِرساة، تَستَقِرُّ السَّفينَةُ ولا تَعودُ لُعبَةً بَينَ يَدَيِ الأمواج.
٢ حينَ تَعصِفُ بكَ مَشاكِلُ الحَياة، قد تَشعُرُ أنَّكَ مِثلُ هذِهِ السَّفينَة. مَشاعِرُكَ تَتَلاعَبُ بكَ كَثيرًا. فيَومًا تَرى نَفْسَكَ واثِقًا بِمَحَبَّةِ يَهْوَه ودَعمِه، ويَومًا آخَرَ تَتَساءَلُ إن كانَ يَرى مُعاناتَكَ مِنَ الأساس. (مز ١٠:١؛ ١٣:١) فيَأتي صَديقٌ لكَ ويُقَوِّيكَ بِكَلِماتِهِ المُشَجِّعَة، فتَشعُرُ بِشَيءٍ مِنَ التَّحَسُّن. (أم ١٧:١٧؛ ٢٥:١١) ولكنْ سُرعانَ ما تَعودُ إلَيكَ تِلكَ الشُّكوك، حتَّى إنَّكَ تَتَساءَلُ إن كانَ يَهْوَه قد قَطَعَ الأمَلَ مِنك. فأينَ تَجِدُ الاستِقرارَ الَّذي تَحتاجُهُ وَسَطَ المَصاعِب؟ بِكَلِماتٍ أُخْرى، كَيفَ تَتَأكَّدُ بل تَظَلُّ أكيدًا مِن مَحَبَّةِ يَهْوَه ودَعمِهِ لك؟
٣ ما مَعْنى ‹المَحَبَّةِ الثَّابِتَة› المَذكورَة في حاشِيَتَيِ المَزْمُور ٣١:٧ و ١٣٦:١، ولِماذا نَقولُ إنَّ يَهْوَه هو أعظَمُ مِثالٍ في المَحَبَّةِ الثَّابِتَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٣ إحْدى الطُّرُقِ الَّتي تُساعِدُكَ أن تَجِدَ الاستِقرارَ هي أن تَتَذَكَّرَ مَحَبَّةَ يَهْوَه الثَّابِتَة أو وَلاءَه. (إقرإ المزمور ٣١:٧ و ١٣٦:١ والحاشيتين.) والعِبارَةُ ‹المَحَبَّةُ الثَّابِتَة› أوِ ‹الوَلاءُ› تَحمِلُ فِكرَةَ التَّعَلُّقِ الشَّديدِ والدَّائِمِ بِشَخصٍ ما. ويَهْوَه هو أعظَمُ مِثالٍ في المَحَبَّةِ الثَّابِتَة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَصِفُهُ بِأنَّهُ «وَلِيٌّ . . . جِدًّا». (خر ٣٤:٦، ٧) ويَقولُ أيضًا: «يا يَهْوَه . . . أنتَ وَلِيٌّ جِدًّا لِكُلِّ الَّذينَ يَلجَأونَ إلَيك». (مز ٨٦:٥) فَكِّرْ في ما يَعْنيهِ ذلِك: يَهْوَه لا يَتَخَلَّى أبَدًا عن خُدَّامِهِ الأُمَناء! إذا أبْقَينا هذِهِ الفِكرَةَ في بالِنا، نَشعُرُ بِالاستِقرارِ وَسَطَ المَشاكِلِ الَّتي تَعصِفُ بنا. — مز ٢٣:٤.
مثلما تثبِّت المرساة السفينة وسط العاصفة، ثقتنا بمحبة يهوه تمنحنا الاستقرار وسط المصاعب (أُنظر الفقرة ٣.)
إعتَبِرْ مَحَبَّةَ يَهْوَه مِن تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأساسِيَّة
٤ أعْطِ أمثِلَةً لِتَعاليمَ أساسِيَّة في الكِتابِ المُقَدَّس، وأوْضِحْ لِماذا إيمانُنا بها لا يَهتَزُّ بِسُهولَة.
٤ طَريقَةٌ أُخْرى تُساعِدُكَ أن تَجِدَ الاستِقرارَ خِلالَ الصُّعوباتِ هي أن تَعتَبِرَ مَحَبَّةَ يَهْوَه تَعليمًا أساسِيًّا مِن تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس. ماذا تَعْني لكَ العِبارَة «تَعليمٌ أساسِيٌّ في الكِتابِ المُقَدَّس»؟ رُبَّما تُفَكِّرُ في العَقائِدِ الَّتي تَعَلَّمتَها مِن كَلِمَةِ اللّٰه. مَثَلًا، أنتَ تَعَلَّمتَ أنَّ اللّٰهَ اسْمُهُ يَهْوَه، أنَّ يَسُوع هو مَوْلودُ اللّٰهِ الوَحيد، أنَّ الأمواتَ لا يَعلَمونَ شَيئًا، وأنَّ الأرضَ ستَصيرُ فِردَوسًا يَعيشُ فيهِ البَشَرُ إلى الأبَد. (مز ٨٣:١٨؛ جا ٩:٥؛ يو ٣:١٦؛ رؤ ٢١:٣، ٤) حالَما اقتَنَعتَ بِهذِهِ التَّعاليم، ما عادَ إيمانُكَ بها يَهتَزُّ بِسُهولَة. لِماذا؟ لِأنَّكَ صِرتَ تُدرِكُ أنَّها مُؤَسَّسَةٌ على وَقائِع. لِنَرَ كَيفَ يُساعِدُنا اعتِبارُ مَحَبَّةِ يَهْوَه تَعليمًا أساسِيًّا في الكِتابِ المُقَدَّسِ أن نَطرُدَ الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه لا يُلاحِظُ ما نَمُرُّ بهِ أو لا يَهُمُّهُ أمرُنا.
٥ كَيفَ تَهدُمُ التَّعاليمَ الخاطِئَة؟
٥ ماذا ساعَدَكَ أن تَرفُضَ التَّعاليمَ الخاطِئَة فيما تَدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس؟ على الأرجَح، قارَنتَ ما تَعَلَّمتَهُ في دينِكَ بِما يُعَلِّمُهُ الكِتابُ المُقَدَّس. إلَيكَ مَثَلًا على ذلِك: لِنَفرِضْ أنَّكَ كُنتَ تُؤْمِنُ أنَّ يَسُوع هوَ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيء. ولكنْ فيما دَرَستَ الكِتابَ المُقَدَّس، سَألتَ نَفْسَك: ‹هل هذا التَّعليمُ صَحيحٌ فِعلًا؟›. وبَعدَما تَفَحَّصتَ الأدِلَّةَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، عَرَفتَ أنَّ الجَوابَ هو لا. فأبدَلتَ التَّعليمَ الخاطِئَ بِهذِهِ الحَقيقَةِ المُؤَسَّسَة على كَلِمَةِ اللّٰه: يَسُوع هو «بِكرُ كُلِّ الخَليقَة»، «مَوْلودُ اللّٰهِ الوَحيد». (كو ١:١٥؛ يو ٣:١٨) طَبعًا، التَّعاليمُ الخاطِئَة قد تَكونُ مِثلَ ‹الحُصُونِ› القَوِيَّة ومِنَ الصَّعبِ هَدمُها. (٢ كو ١٠:٤، ٥) ولكنْ حالَما هَدَمتَها، تَرَكتَها وَراءَكَ ولم تَرجِعْ إلَيها. — في ٣:١٣.
٦ لِماذا تَقدِرُ أن تَثِقَ بِأنَّ «مَحَبَّةَ [يَهْوَه] الثَّابِتَة تَبْقى إلى الأبَد»؟
٦ تَقدِرُ أن تُفَكِّرَ بِنَفْسِ الطَّريقَةِ بِخُصوصِ ما يُعَلِّمُهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن مَحَبَّةِ يَهْوَه. فإذا بَدَأتَ تَشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه وَسَطَ المَصاعِب، فاسألْ نَفْسَك: ‹هل تَفكيري سَليم؟›. قارِنْ شُكوكَكَ في مَحَبَّةِ يَهْوَه بِكَلِماتِ الآيَةِ الرَّئيسِيَّة في هذِهِ المَقالَة، المَزْمُور ١٣٦:١ والحاشِيَة. لِماذا يَصِفُ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ بِأنَّها «ثابِتَة»؟ لِماذا تَتَكَرَّرُ الفِكرَةُ أنَّ «مَحَبَّتَهُ الثَّابِتَة تَبْقى إلى الأبَدِ» ٢٦ مَرَّةً في هذا المَزْمُور؟ كما رَأينا، مَحَبَّةُ يَهْوَه الثَّابِتَة لِشَعبِهِ هي تَعليمٌ أساسِيٌّ في الكِتابِ المُقَدَّس، مَثَلُها مَثَلُ العَقائِدِ الأُخْرى الَّتي قَبِلتَها مِن كَلِمَةِ اللّٰه. إذًا، الفِكرَةُ أنَّ يَهْوَه يَعتَبِرُكَ بِلا قيمَةٍ أو لا تَستاهِلُ المَحَبَّةَ هي كِذبَة، مُعتَقَدٌ خاطِئ. فارفُضْ هذا المُعتَقَدَ تَمامًا كما تَرفُضُ أيَّ تَعليمٍ خاطِئٍ آخَر.
٧ أُذكُرْ بَعضَ الآياتِ الَّتي تُؤَكِّدُ لكَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك.
٧ يَتَضَمَّنُ الكِتابُ المُقَدَّسُ آياتٍ كَثيرَة تُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا. مَثَلًا، قالَ يَسُوع لِأتباعِه: «أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة». (مت ١٠:٣١) وقالَ يَهْوَه بِنَفْسِهِ لِشَعبِه: «سأُقَوِّيكَ وأُساعِدُك، سأُمسِكُ بكَ جَيِّدًا بِيَدي اليُمْنى العادِلَة». (إش ٤١:١٠) لاحِظْ أنَّ هذِهِ الكَلِماتِ جازِمَة، لَيسَ فيها شَكٌّ أبَدًا. فيَسُوع لم يَقُلْ ‹رُبَّما أنتُم أغْلى بِكَثير›، بل قالَ: «أنتُم أغْلى بِكَثير». ويَهْوَه لم يَقُلْ ‹رُبَّما سأُقَوِّيك›، بل قالَ: «سأُقَوِّيك». فإذا شَكَكتَ يَومًا في مَحَبَّةِ يَهْوَه وَسَطَ المَصاعِب، فآياتٌ مِن هذا النَّوعِ لا تُساعِدُكَ فَقَط أن تَشعُرَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك، بل أن تَعرِفَ أنَّهُ يُحِبُّك. فهي مَبْنِيَّةٌ على وَقائِع. وحينَ تُصَلِّي إلى يَهْوَه بِخُصوصِ شُكوكِكَ وتَتَأمَّلُ في آياتٍ مُطَمئِنَة، ستَندَفِعُ أن تَقولَ الكَلِماتِ في ١ يُوحَنَّا ٤:١٦: «نَحنُ صِرنا نَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يُحِبُّنا واقتَنَعنا بِذلِك».a
٨ ماذا يُمكِنُ أن تَفعَلَ إذا شَكَكتَ أحيانًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك؟
٨ ولكنْ ما العَمَلُ إذا بَقيتَ مِن وَقتٍ إلى آخَرَ تَشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟ قارِنْ بَينَ ما تَشعُرُ بهِ وبَينَ ما تَعرِفُه. طَبعًا، المَشاعِرُ لَيسَت مَوثوقَةً مِثلَ الحَقائِق، لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه الَّتي يُعَلِّمُنا عنها الكِتابُ المُقَدَّسُ لَيسَت مَشاعِرَ فَقَط، بل هي حَقيقَةٌ أكيدَة. وإذا فَكَّرنا بِعَكسِ ذلِك، نَكونُ نَتَجاهَلُ جَوهَرَ يَهْوَه: مَحَبَّتَهُ العَظيمَة. — ١ يو ٤:٨.
تَأمَّلْ في مَحَبَّةِ يَهْوَه لك
٩-١٠ ما هو سِياقُ كَلِماتِ يَسُوع «الآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم» المُسَجَّلَة في يُوحَنَّا ١٦:٢٦، ٢٧؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٩ نَتَعَلَّمُ أكثَرَ عن مَحَبَّةِ يَهْوَه حينَ نَتَأمَّلُ في كَلِماتِ يَسُوع لِأتباعِه: «الآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم». (إقرأ يوحنا ١٦:٢٦، ٢٧.) لم يَقُلْ يَسُوع هذِهِ الكَلِماتِ لِمُجَرَّدِ أن يَرفَعَ مَعْنَوِيَّاتِ تَلاميذِه. ففي الواقِع، يُظهِرُ سِياقُ الكَلامِ أنَّهُ لم يَكُنْ يُرَكِّزُ على مَشاعِرِهِم في تِلكَ اللَّحظَة. بل كانَ يُناقِشُ مَوْضوعًا مُختَلِفًا، مَوْضوعَ الصَّلاة.
١٠ فقَبلَ قَليل، كانَ يَسُوع قد قالَ لِتَلاميذِهِ إنَّهُم يَجِبُ أن يُصَلُّوا بِواسِطَتِهِ لا إلَيهِ هو. (يو ١٦:٢٣، ٢٤) وكانَ مِنَ المُهِمِّ أن يَعرِفوا هذِهِ المَعلومَة. فبَعدَ قِيامَتِه، كانَ يُمكِنُ أن يَميلوا إلى الصَّلاةِ إلَيهِ لِأنَّهُم يَعرِفونَهُ ويَعتَبِرونَهُ صَديقًا لهُم. وكانَ يُمكِنُ أن يُفَكِّروا أنَّ مَحَبَّتَهُ لهُم ستَدفَعُهُ أن يَسمَعَ تَوَسُّلاتِهِم ويَنقُلَ طَلَباتِهِم إلى الآب. لكنَّ يَسُوع قالَ لهُم أن لا يُفَكِّروا بِهذِهِ الطَّريقَة. لِماذا؟ أوْضَحَ لهُم: «الآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم». وهذِهِ الحَقيقَةُ هي جُزْءٌ مِن تَعليمِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأساسِيِّ عنِ الصَّلاة. والآنَ فَكِّرْ في ما يَعْنيهِ ذلِك لكَ أنت: بَعدَما دَرَستَ الكِتابَ المُقَدَّس، صِرتَ تَعرِفُ يَسُوع وتُحِبُّه. (يو ١٤:٢١) ولكنْ مِثلَ التَّلاميذِ في القَرنِ الأوَّل، تَقدِرُ أن تُصَلِّيَ إلى اللّٰهِ بِثِقَةٍ وفي بالِكَ أنَّهُ هو «نَفْسَهُ يُحِبُّك». وأنتَ تُبَرهِنُ عنِ اقتِناعِكَ بِهذِهِ الكَلِماتِ في كُلِّ مَرَّةٍ تُصَلِّي إلى يَهْوَه. — ١ يو ٥:١٤.
تقدر أن تصلِّي إلى يهوه بثقة وفي بالك أنه هو «نفسه يحبك» (أُنظر الفقرتين ٩-١٠.)b
إعرِفْ مِن أينَ تَأتي الشُّكوك
١١ لِماذا يَفرَحُ الشَّيْطَان إذا شَكَكنا في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟
١١ مِن أينَ تَأتي شُكوكُنا في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟ قد تَقولُ إنَّها مِنَ الشَّيْطَان. جَوابُكَ صَحيحٌ إلى حَدٍّ ما. فإبْلِيس «يَسْعى أن يَبتَلِعَ أحَدًا» مِنَّا، وسَيَفرَحُ بِالطَّبعِ إذا شَكَكنا في مَحَبَّةِ يَهْوَه. (١ بط ٥:٨) فمَحَبَّةُ يَهْوَه هيَ الَّتي دَفَعَتهُ أن يُهَيِّئَ الفِديَة، هذا التَّرتيبَ الَّذي يَرغَبُ الشَّيْطَان أن نَشعُرَ أنَّنا لا نَستاهِلُهُ أبَدًا. (عب ٢:٩) ولكنْ مَن هوَ المُستَفيدُ إذا شَكَكنا في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟ طَبعًا الشَّيْطَان. ومَصلَحَةَ مَن نَخدُمُ إذا استَسلَمنا تَحتَ الصُّعوبات؟ مَصلَحَةَ الشَّيْطَان. يا لَلسُّخرِيَة! الشَّيْطَان يُحاوِلُ أن يَجعَلَنا نَشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه، لكنَّهُ هوَ الَّذي خَسِرَها! يُريدُ أن يُحَسِّسَنا أنَّنا نَحنُ الَّذينَ لا يُحِبُّهُم يَهْوَه ولا يُمكِنُ أن يَرْضى عنهُم. وحينَ نُدرِكُ أنَّ هذا جُزْءٌ مِن «أعمالِ إبْلِيس الماكِرَة»، خُطَّةٌ خَبيثَة مِن عَدُوِّنا، يَقْوى تَصميمُنا أن ‹نُقاوِمَه›. — أف ٦:١١؛ يع ٤:٧.
١٢-١٣ كَيفَ قد تَجعَلُنا حالَتُنا النَّاقِصَة نَشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟
١٢ وقد تَأتي الشُّكوكُ في مَحَبَّةِ يَهْوَه مِن مَصدَرٍ آخَر. ما هو؟ حالَتُنا النَّاقِصَة الَّتي وَرِثناها مِن أبَوَيْنا الأوَّلَيْن. (مز ٥١:٥؛ رو ٥:١٢) فالخَطِيَّةُ تُبعِدُ الإنسانَ عن خالِقِه. وتُسَبِّبُ أيضًا ضَرَرًا في عَقلِه، قَلبِه، وجَسَدِه.
١٣ في الواقِع، الخَطِيَّةُ أحدَثَت فَوْضى في مَشاعِرِنا، جَعَلَتنا نَشعُرُ بِالذَّنْب، القَلَق، عَدَمِ الأمان، والعار. ونَحنُ نُحِسُّ بِهذِهِ المَشاعِرِ عِندَما نَرتَكِبُ خَطِيَّة. لكنَّها قد تَظهَرُ أيضًا لِأنَّنا نُدرِكُ دائِمًا حالَتَنا النَّاقِصَة، هذِهِ الحالَةَ الَّتي لا تَنسَجِمُ أبَدًا معَ الطَّريقَةِ الَّتي خُلِقنا بها. (رو ٨:٢٠، ٢١) ومِثلَما أنَّ السَّيَّارَةَ لا تَعمَلُ كما يَلزَمُ إذا كانَ أحَدُ دَواليبِها مَثقوبًا، نَحنُ أيضًا بَعدَ النَّقصِ لا نَقدِرُ أن نَصِلَ إلى إمكانِيَّاتِنا الكامِلَة، لا نَقدِرُ أن نَعمَلَ بِانسِجامٍ معَ الطَّريقَةِ الَّتي صُنِعنا بها. لِذلِك لا نَستَغرِبُ أن نَتَصارَعَ أحيانًا مع شُكوكِنا في مَحَبَّةِ يَهْوَه. وإذا حَصَلَ ذلِك، يَلزَمُ أن نَتَذَكَّرَ أنَّ يَهْوَه هوَ «الإلهُ العَظيمُ والكَثيرُ الرَّهبَة، الَّذي . . . يُظهِرُ المَحَبَّةَ الثَّابِتَة لِلَّذينَ يُحِبُّونَهُ ويُطيعونَ وَصاياه». — نح ١:٥، الحاشية.
١٤ كَيفَ يُساعِدُنا التَّفكيرُ في الفِديَةِ أن نَطرُدَ الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه لا يُمكِنُ أبَدًا أن يُحِبَّنا؟ (روما ٥:٨) (أُنظُرْ أيضًا الإطار «إحذَرْ مِنَ ‹القُوَّةِ الخادِعَة لِلخَطِيَّة›!».)
١٤ كما رَأينا، قد نَشعُرُ أحيانًا أنَّنا لا نَستاهِلُ مَحَبَّةَ يَهْوَه. وفي الواقِع، كَي نَكونَ دَقيقينَ في كَلامِنا، نَحنُ لا نَستاهِلُها. وهذا ما يَجعَلُها مُمَيَّزَةً جِدًّا. فنَحنُ لا نَكسِبُ مَحَبَّةَ يَهْوَه بِجَدارَتِنا. مع ذلِك، الفِديَةُ تُغَطِّي خَطايانا، ويَهْوَه هَيَّأَ هذا التَّرتيبَ لِأنَّهُ يُحِبُّنا. (١ يو ٤:١٠) ولا نَنْسَ أيضًا أنَّ يَسُوع أتى لِيُخَلِّصَ خُطاة، لا أشخاصًا كامِلين. (إقرأ روما ٥:٨.) فلا أحَدَ مِنَّا يَقدِرُ أن يَكونَ كامِلًا في كُلِّ ما يَفعَلُه، ويَهْوَه أساسًا لا يَتَوَقَّعُ مِنَّا ذلِك. وعِندَما نُدرِكُ أنَّ حالَتَنا الخاطِئَة قد تَجعَلُنا نَشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه، يَقْوى تَصميمُنا أكثَرَ أن نُقاوِمَها ونَمنَعَها أن تَتَحَكَّمَ بِتَفكيرِنا. — رو ٧:٢٤، ٢٥.
صَمِّمْ أن تَبْقى وَلِيًّا
١٥-١٦ مِمَّ نَقدِرُ أن نَكونَ أكيدينَ إذا بَقينا أوْلِياءَ لِيَهْوَه، ولِماذا؟ (٢ صموئيل ٢٢:٢٦)
١٥ يُريدُ يَهْوَه مِنَّا أن نَأخُذَ القَرارَ الصَّحيحَ و ‹نَلْتَصِقَ به›. (تث ٣٠:١٩، ٢٠) وإذا فَعَلنا ذلِك، نَقدِرُ أن نَكونَ أكيدينَ أنَّهُ سيَظَلُّ وَلِيًّا لنا. (إقرأ ٢ صموئيل ٢٢:٢٦.) وما دُمنا أوْلِياءَ لِيَهْوَه، يُمكِنُ أن نَعتَمِدَ على مُساعَدَتِهِ في أيِّ ظَرفٍ يَنشَأُ في حَياتِنا.
١٦ إذًا كما ناقَشْنا، لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنُحافِظَ على استِقرارِنا وَسَطَ الصُّعوبات. فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا وسَيَدعَمُنا. هذا ما يُعَلِّمُهُ الكِتابُ المُقَدَّس. وإذا شَكَكنا يَومًا في مَحَبَّتِه، فلْنُفَكِّرْ في ما نَعرِفُ أنَّهُ صَحيح، لا ما نَشعُرُ أنَّهُ صَحيح. ولْنُحافِظْ على اقتِناعِنا بِالحَقيقَةِ المَبْنِيَّة على الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه الثَّابِتَة ستَبْقى إلى الأبَد.
التَّرنيمَة ١٥٩ مَن لن يُمَجِّدَكَ يا يَهْوَه؟!
a أمثِلَةٌ أُخْرى: تَثْنِيَة ٣١:٨، مَزْمُور ٩٤:١٤، وإشَعْيَا ٤٩:١٥.
b وصف الصور: أخ يصلِّي ويطلب من يهوه أن يساعده ليعلِّم ابنته أن تحب يهوه، يهتم بزوجته المريضة، ويدير شؤونه المالية بحكمة.