مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٠ ٨/‏٧ ص ٢٣-‏٢٧
  • ايجاد السلام في زمن الحرب

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ايجاد السلام في زمن الحرب
  • استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ماذا ادى الى الاجتياح
  • الحياد المسيحي وسط الفوضى
  • انتشار السلب
  • عمل الاغاثة المنظم
  • قبّعة پاناما الأصلية —‏ صُنع الإكوادور؟‏!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • دعوه «بايبل» براون
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
  • امور لم يستطع اعصار اندرو تدميرها
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • النمو معا في المحبة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
استيقظ!‏ ١٩٩٠
ع٩٠ ٨/‏٧ ص ٢٣-‏٢٧

ايجاد السلام في زمن الحرب

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في پاناما

پاناما هي فعلا بلد حديث العهد وفقا للمقاييس العالمية.‏ وتاريخها كأمة يعود الى مجرد السنة ١٩٠٣،‏ حين انفصلت عن كولومبيا وصارت جمهورية مستقلة.‏

منذ بدايتها كانت لپاناما روابط حميمة مع الولايات المتحدة بسبب بناء وعمل قناة پاناما،‏ التي انشأها مهندسو الولايات المتحدة من ١٩٠٤ الى ١٩١٤.‏ ولكنْ،‏ اذ مرّت السنون،‏ تدهورت اخيرا هذه العلاقة السلمية الى ارتياب وعداوة.‏

وفي النهاية،‏ نحو الساعة الواحدة صباحا في ٢٠ كانون الاول ١٩٨٩،‏ تحولت العداوة الى حرب اذ اجتاحت جنود الولايات المتحدة پاناما.‏ دعونا نستعرض باختصار بعض الظروف التي ادت الى هذا الاجتياح.‏

ماذا ادى الى الاجتياح

في سنة ١٩٦٨ اطاحت بحكومة پاناما الديمقراطية ثورةٌ بقيادة الضابط العسكري،‏ عمر توريخوس هيريرا.‏ فشددت الحكومة العسكرية الجديدة على السيادة القومية،‏ ومثارَ نزاع كانت منطقةُ القناة،‏ التي حكمتها الولايات المتحدة مباشرة.‏

وفي سنة ١٩٧٧ وقَّع الجنرال توريخوس وجيمي كارتر،‏ رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت،‏ معاهدة قناة پاناما الحالية.‏ واشترطت هذه المعاهدة ان تتولى پاناما المسؤولية الكاملة عن ادارة،‏ عمل،‏ وصيانة القناة بحلول السنة ٢٠٠٠.‏

وفي سنة ١٩٨١ قُتل توريخوس في تحطم طائرة مروحية وخلَفه في ما بعد الجنرال مانويل انطونيو نورييڠا.‏ وفي شباط ١٩٨٨ اتُّهم نورييڠا في فلوريدا بتهم المتاجرة بالمخدرات،‏ ومن ذلك الحين فصاعدا تدهورت علاقاته بالولايات المتحدة.‏ وفي السنة التالية،‏ اجريت الانتخابات في پاناما،‏ لكنّ حكومة نورييڠا ألغت النتائج.‏ عندئذ ضاعفت الولايات المتحدة جهودها لازاحة نورييڠا بواسطة عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.‏ وفي ١٥ كانون الاول ١٩٨٩،‏ اعلن مجلس پاناما القومي ان پاناما هي في حالة حرب مع الولايات المتحدة.‏ وفي اليوم التالي أُطلق الرصاص على جندي بحري من الولايات المتحدة وقُتل.‏ وبعد ذلك بوقت قصير اصدر الرئيس بوش الامرَ لاستخدام القوة العسكرية.‏

وظاهريا،‏ كان اجتياح پاناما سيحمي حياة حوالي ٠٠٠‏,٣٥ مواطن من الولايات المتحدة في پاناما،‏ يحافظ على امن القناة،‏ يعيد الديمقراطية،‏ ويلقي القبض على نورييڠا ويجلبه الى المحاكمة بتهم المخدِّرات.‏ وكان الاجتياح اوسع عملية عسكرية للولايات المتحدة منذ حرب ڤيتنام.‏ لقد تصدى حوالي ٠٠٠‏,٢٦ جندي لِما يقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,١٢ رجل من القوة الدفاعية في پاناما مع آلاف عديدة من اعضاء ما يدعى كتائب الكرامة،‏ وهم متطوعون مدنيون دربهم نظام حكم نورييڠا.‏

ونحو الساعة الواحدة صباحا في ٢٠ كانون الاول ١٩٨٩،‏ فإن سكان مدينة پاناما،‏ كولون،‏ وآخرين ممن يعيشون بالقرب من الاهداف العسكرية ايقظتهم اصوات الحرب:‏ اطلاق نيران البنادق والمدافع الرشاشة،‏ قذائف الهاون المتفجرة والقنابل الصاروخية الدفع.‏ وبعض الاسلحة المعقدة فنيا استخدمتها ايضا قوى الولايات المتحدة،‏ بما فيها ست طائرات مقاتلة F-117A Stealth بـ‍ ٥٠ مليون دولار اميركي،‏ مقذوفات موجهة بالاشعة تحت الحمراء،‏ طائرات مروحية Apache،‏ دبابات،‏ وجنود مجهزون بنظارات واقية للرؤية في الليل.‏ وفي غضون ساعات بعد الاجتياح،‏ سُحقت معظم المقاومة المنظمة،‏ لكنَّ اطلاق النار استمر على كتائب الكرامة لايام.‏

الحياد المسيحي وسط الفوضى

يُعرف شهود يهوه عالميا بموقفهم الحيادي في ما يتعلق بالقضايا السياسية.‏ فكيف سلكوا خلال هذه الكارثة القومية؟‏ هنالك حوالي ٠٠٠‏,٦ شاهد في البلد،‏ وحالما جرت اعادة وسائل الاتصال اجروا استطلاعا لتحديد اصاباتهم.‏ وفيما خسرت عائلات كثيرة بيوتها وممتلكاتها،‏ من المفرح انه لم تُفقد حياة احد،‏ ولم يتضرر احد على نحو خطير.‏

واخبرت شاهدة عاشت بالقرب من مركز القيادة العسكري الپانامي في تشوريللو هذه القصة:‏ «كنت في البيت مع زوجي عندما انفجرت فجأة قنبلة بالقرب من منطقة القناة.‏ فقلت له:‏ ‹لنخرج من هنا لان هذا بيت خشبي ويمكن ان يشتعل بسهولة.‏› فهربنا من البيت وبعد قليل وجدنا انفسنا في منطقة خطرة جدا حيث كان الجنود الاميركيون والپاناميون مشتبكين في معركة عنيفة.‏ فالتجأنا الى احد المباني والقصف استمر.‏

‏«في اليوم التالي غادرنا المنطقة الخطرة.‏ واوقفنا سيارة وسألنا السائق ان يأخذنا الى بيت صديق زوجي.‏ عند دخول السيارة ادركت ان رجالا من كتيبة الكرامة يشغلونها،‏ وجميعهم مسلحون.‏ وبعد قليل قال الرجال،‏ ‹اخرجا.‏› فعمل ذلك لفائدتنا لاننا لو التقينا الجنود الاميركيين لكان من المحتمل ان يطلقوا النار على رجال كتيبة الكرامة،‏ وكنا قد قُتلنا.‏

‏«ذهبنا الى بيت احد اصدقاء زوجي.‏ انهم كاثوليك مخلصون،‏ وابنهم يدرس ليصير كاهنا.‏ ومع ذلك،‏ اشتركوا في السلب واكلوا طعاما مسروقا.‏ ولذلك قلت لزوجي:‏ ‹لا يحق لي ذلك لانني واحدة من شهود يهوه،‏ وضميري لا يسمح لي بأن اكون هنا.‏› ولذلك ذهبنا لنمكث عند بعض الشهود،‏ الذين اعتنوا بنا جيدا.‏

‏«كان زوجي حزينا جدا بسبب خسارة بيتنا وكل شيء كنا قد جمعناه بتضحية كبيرة.‏ ولكننا كنا نملك حياتنا،‏ التي هي الشيء المهم.‏ وتغيَّر موقف زوجي،‏ فالآن لا يعارض حضوري اجتماعات شهود يهوه كما كان يفعل في السابق.‏ حتى انه رافقني الى احد الخطابات وتأثر من الترتيب والسلام اللذين كانا يسودان.‏»‏

ثمة شاهدة اخرى،‏ بعمر ٨٠ سنة تقريبا،‏ عاشت في منطقة الحرب وسردت اختبارها:‏ «نحو الساعة الواحدة صباحا،‏ قرع ابن اخي الباب وقال:‏ ‹ابتدأت الحرب!‏› وعندما فتحتُ الباب لاحظتُ ان الجميع يهرعون بجنون الى الطابق السفلي.‏ وكانت الشوارع ملآنة بأناس يركضون في كل الاتجاهات محاولين الهرب من القنابل واطلاق النار.‏ ولكنني اغلقت بابي وعدت الى السرير.‏

‏«وفي اليوم التالي كان الناس يركضون عبر الشوارع من جديد،‏ ولكنْ هذه المرة لم يكن ذلك للهرب من الرصاص ولكن لسلب المتاجر.‏ وعرضوا عليّ ان يبيعوني طعاما رخيصا جدا،‏ لكنني رفضت ان اشتريه،‏ اذ عرفت انه مسروق.‏ عندئذ ارادوا ان يعطوني اياه مجانا،‏ لكنني قلت لهم انني لا اريده حتى كهدية.‏ وسألتهم اي نوع من المسيحيين يكونون اذا سرقوا ما ليس لهم.‏ فأجاب احدهم:‏ ‹الهي يسمح لي بفعل ذلك.‏› فقلت:‏ ‹قد يمنحك الهك انت الاذن في ذلك ولكن ليس الاله الحقيقي،‏ يهوه.‏›»‏

انتشار السلب

حوالي ٥٠ ميلا من مدينة پاناما عند الطرف الاطلسي للقناة تقع كولون،‏ مدينة يبلغ عدد سكانها اكثر من مئة ألف.‏ هذه ايضا كانت مسرحا للحرب والكثير من السلب بعد ان وقعت الاهداف العسكرية الاستراتيجية تحت الهجوم.‏ يخبر ناظر احدى جماعات شهود يهوه هناك قصته:‏ «قبيل الساعة الواحدة يوم الاربعاء صباحا،‏ ايقظ المدينةَ صوتُ القنابل التي سقطت على مركز القيادة البحري لقوات پاناما الدفاعية،‏ التي تبعد مجرد اميال قليلة خارج كولون.‏ واستمرت الحرب طوال الليل،‏ وفي بعض الاحيان كانت القنابل تقع قريبة جدا.‏

‏«بحلول يوم الجمعة كانت المدينة في فوضى شاملة وسيطر عليها اشخاص خارجون على القانون مزوَّدون بالاسلحة.‏ ولم تكن هنالك مراقبة او حماية من الشرطة.‏ وفتح احد الاشخاص صندوق شحن،‏ كان ممتلئا بالاسلحة،‏ وتمكن كل شخص من الحصول عليها،‏ حتى اولئك الذين أُطلق سراحهم من السجن.‏ وكانت الاسلحة للبيع وبعرض علني في السوق.‏ فحتى القاصرون كان يمكن رؤيتهم يحملونها.‏

‏«كان الناس يندفعون بجنون،‏ وفي العربات كان البعض يطلقون نار اسلحتهم في الهواء.‏ واولئك الذين انطلقوا الى الشوارع عرَّضوا حياتهم للخطر.‏ ومع ذلك قررت ان اخرج لأرى كيف هي حال رفقائي الشهود.‏ وفي ذلك الصباح،‏ اتصلت بالبعض منهم،‏ ونظمنا اجتماعات لما بعد الظهر.‏ وعند العودة الى البيت،‏ كنت على وشك تناول الغداء عندما سمعت صوت الطائرات المروحية.‏ فذهبت الى النافذة،‏ وفي تلك اللحظة حامت طائرة مروحية اميركية تبعد مسافة قريبة واطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى من ١٥ طابقا،‏ المبنى الاطول في المدينة.‏

‏«كنت مرتاعا لان هذا كان هدفا مدنيا حيث يسكن اكثر من مئة عائلة،‏ بما فيها اربع عائلات من شهود يهوه.‏ فبدقة اصابت الصواريخُ الطوابقَ حيث يسكنون.‏ ويظهر ان بعض الناس الذين ليسوا شهودا والذين كانوا يقاومون الاجتياح اطلقوا النار على الطائرات المروحية من داخل المبنى،‏ والاميركيون ردوا عليهم بالمثل.‏ فصعدت سحابة دخان اسود كثيفة من المبنى.‏ فاتصلت هاتفيا بأحد الشهود الذين يسكنون هناك،‏ ولكن ما من احد اجاب،‏ وهكذا يمكنكم ان تتصوروا كيف شعرت.‏ وفي ما بعد،‏ اتصلت بعائلة اخرى،‏ فاخبروني ان جميع الشهود سالمون،‏ وذلك اراحني جدا.‏»‏

واذ يعلق على السلب الذي حدث،‏ يقول شاهد آخر في المدينة عينها:‏ «لحوالي اسبوع ونصف لم تكن هنالك سلطة في المدينة،‏ فسيطر قطاع الطرق وبدأوا بالسلب على نحو منظم.‏ وكان بين اولئك الذين يشتركون في السلب بعض الناس الذين يترددون الى الكنيسة واناس ذوو وظائف برواتب عالية،‏ كالمحامين والاطباء.‏ فكانوا يأخذون افران الغاز،‏ البرادات،‏ اجهزة الصوت،‏ واجهزة الكومپيوتر،‏ واشياء اخرى.‏ والمكتب حيث اعمل سُرق منه ما يساوي ٠٠٠‏,٢٢ دولار اميركي من المواد.‏

‏«خسر بعض الناس حياتهم في السلب عينه.‏ فكان فريق من السالبين يسرقون صندوق شحن في المنطقة التي هي تماما عبر الشارع من قاعة ملكوت شهود يهوه.‏ وسُحق عديدون حتى الموت عندما وقع صندوق الشحن عليهم،‏ ولكنّ الآخرين استمروا في السلب وكأن شيئا لم يحدث.‏ وتقاتلوا في ما بينهم بالسكاكين والمسدسات بشأن امتلاك الغنيمة.‏ فيُظهر ذلك ما يمكن ان يحدث عندما لا تكون هنالك ‹سلاطين فائقة،‏› اي،‏ سلطات حكومية،‏ لضبط الامور.‏ وفي اوقات كهذه،‏ عندما لا تكون شريعة يهوه في قلوب الناس يفعلون تماما ما قد تمليه عليهم احقر غرائزهم.‏» —‏ رومية ١٣:‏١-‏٤‏.‏

عمل الاغاثة المنظم

حالما علِم مكتب فرع شهود يهوه هنا في پاناما بعدد اولئك الذين خسروا بيوتهم والمساعدة المادية الضرورية،‏ قُرر تنظيم اغاثة لهم.‏ وفي مدينة پاناما،‏ حيث يعيش نصف عدد سكان البلد تقريبا،‏ نُهبت متاجر كثيرة.‏ ولذلك اتصلت لجنة الفرع بالشهود المقيمين في اماكن اخرى حيث كان الطعام لا يزال متوافرا.‏ فرغب الشهود ان يتبرعوا بالمال والطعام،‏ لذلك طُلب منهم ان يشتروا كميات من الطحين،‏ الرز،‏ الحبوب،‏ الزيت،‏ ومأكولات اخرى تدوم طويلا.‏

وحُمِّلت سيارة شحن اطنانا عديدة من هذه المواد،‏ وفي غضون مجرد ايام قليلة بعد الاجتياح،‏ جُعلت متوافرة وأُعطيت مجانا للمحتاجين.‏ وأُقيمت مراكز للتوزيع في قاعات ملكوت كثيرة في كل انحاء المناطق المتضررة حتى جرى الاعتناء بكل شخص.‏ وتُرك بعض الطعام،‏ الذي جعلناه متوافرا لاولئك الذين خسروا موارد رزقهم كنتيجة مباشرة للحرب.‏

كان عدد من اولئك الذين خسروا ممتلكاتهم المادية مترددا في طلب المساعدة،‏ الامر الذي كان في تباين حاد مع السالبين،‏ الذين كان الجشع يدفعهم.‏ وكما يصح غالبا عندما تقع الكارثة،‏ هنالك دائما اولئك الذين يستفيدون من الحالة للكسب المادي.‏

ان بعض الپاناميين متفائلون في ما يتعلق بمستقبل پاناما في ظل نظام حكومي جديد.‏ والآخرون ايضا يعتبرون الحرب عمل العدوان الاستعماري.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يستمر شهود يهوه في إخبار المستقيمي القلوب عن ملكوت اللّٰه،‏ الحكومة الوحيدة التي ستحل مشاكل ليس فقط پاناما بل العالم بأسره.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٤،‏ ٢٥]‏

منطقة تشوريللو دُمرت في المعركة؛‏ المتاجر سُلبت؛‏ القواعد العسكرية خُرِّبت

‏[الصورتان في الصفحة ٢٦]‏

السالبون دمروا السوپرماركت والمتاجر

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة