مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٢٢/‏١ ص ٣-‏٧
  • الازواج والزوجات —‏ هل يتكلمون حقا بشكل مختلف؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الازواج والزوجات —‏ هل يتكلمون حقا بشكل مختلف؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • فجوة بين الجنسين؟‏
  • نظرة رجل
  • وجهة نظر امرأة
  • ما رأياه من خلال عيونهما
  • رؤية الامور من خلال عيني الآخر
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • كيف تسالم الآخرين؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠١٤
  • وجدنا ‹لؤلؤة عظيمة القيمة›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
  • اعيش بحَثَل عضليّ
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٢٢/‏١ ص ٣-‏٧

الازواج والزوجات —‏ هل يتكلمون حقا بشكل مختلف؟‏

لنتصوَّر ان سميرًا دخل مكتب نبيل متثاقل الخطى،‏ وكان من الواضح ان همومه تثقل كاهله.‏ فنظر نبيل الى صديقه نظرة رقيقة وانتظره ليتكلم.‏ فتنهَّد سمير قائلا:‏ «لا اعرف ما اذا كان بإمكاني عقد تلك الصفقة.‏ فهنالك عقبات كثيرة غير متوقعة،‏ والمركز الرئيسي يضغط عليَّ فعلا.‏» فسأله نبيل بثقة:‏ «وما الذي يقلقك يا سمير؟‏ فأنت تعرف انك الافضل لهذا العمل.‏ وهم يعرفون ذلك ايضا.‏ لا تستعجل الامور.‏ وهل تعتقد ان هذه مشكلة؟‏ ففي الشهر الماضي .‏ .‏ .‏» وأخذ نبيل يسرد التفاصيل المضحكة عن فشله الذريع في محاولة صغيرة قام بها،‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى غادر صديقه المكتب ضاحكا ومرتاحا.‏ وكان نبيل سعيدا لتقديم المساعدة.‏

ولنتصوَّر ايضا انه عندما وصل الى البيت بعد ظهر ذلك اليوم،‏ لاحظ نبيل بسرعة ان زوجته هدى مستاءة ايضا.‏ فحيَّاها بطريقة مرحة استثنائية ثم انتظرها لتقول ما يجول في خاطرها.‏ وبعد سكوت بارد يثير التوتر،‏ اندفعت قائلة:‏ «لا يمكنني ان اتحمَّل ذلك اكثر!‏ فربُّ العمل الجديد هذا مستبد!‏» فأجلسها نبيل،‏ وضع ذراعه حولها،‏ وقال:‏ «لا تستائي الى هذا الحد يا حبيبتي.‏ انه مجرد عمل.‏ وأرباب العمل هم هكذا.‏ ليتكِ سمعتِ كيف استمر رب عملي في تعنيفي اليوم.‏ ولكن،‏ اذا كان ذلك كثيرا عليك،‏ فاتركي العمل.‏»‏

فردَّت هدى بسرعة:‏ «حتى انك لا تهتم بما اشعر به!‏ انت لا تصغي اليَّ ابدا!‏ لا يمكنني ان اترك العمل!‏ فأنت لا تكسب ما يكفي من المال!‏» وأسرعت الى غرفة النوم مفرطة في البكاء.‏ فوقف نبيل مصدوما خلف الباب المغلق،‏ متسائلا عما حدث.‏ فلماذا كان ردَّا الفعل على كلمات نبيل المعزية متناقضَين هكذا؟‏

فجوة بين الجنسين؟‏

يعزو البعض الاختلاف في هذين الايضاحين الى واقع بسيط واحد:‏ سمير رجل؛‏ وهدى امرأة.‏ ويعتقد باحثون لغويون ان صعوبات الاتصال في الزواج سببها غالبا الجنس المختلف.‏ وتعزِّز كتب مثل انت لا تفهمني والرجال هم من المريخ،‏ والنساء هن من الزُّهرة النظريةَ القائلة ان الرجال والنساء،‏ مع انهم يتكلمون اللغة نفسها،‏ لديهم اساليب اتصال مختلفة بشكل واضح.‏

مما لا شك فيه انه عندما خلق يهوه المرأة من الرجل،‏ لم تكن مجرد نسخة معدَّلة تعديلا طفيفا.‏ فقد صُمِّم الرجل والمرأة بعناية واهتمام بالغ ليكمِّل واحدهما الآخر —‏ جسديا،‏ عاطفيا،‏ عقليا،‏ روحيا،‏ وما الى ذلك.‏ أَضيفوا الى تلك الاختلافات الفطرية تعقيدات التربية الفردية واختبار الحياة وتكييف الناس في قالب الثقافة،‏ البيئة،‏ ونظرة المجتمع الى ما هو دليل على الرجولة او الانوثة.‏ وبسبب هذه التأثيرات،‏ قد يكون ممكنا ان نفرز انماطا معيَّنة في طريقة الاتصال عند الذكور وعند الاناث.‏ لكنَّ «الرجل النموذجي» او «المرأة النموذجية» اللذين يصعب تحديدهما قد لا يوجدان إلا في صفحات كتب علم النفس.‏

من المعروف ان النساء يتميَّزن بحساسيتهن،‏ إلا ان رجالا كثيرين يتمتعون برقَّة رائعة في تعاملاتهم مع الناس.‏ وقد يُنسب التفكير المنطقي الى الرجال اكثر،‏ مع ان النساء غالبا ما يملكن بصيرة حادة وتحليلية.‏ لذلك،‏ في حين يستحيل تصنيف اية سمة بأنها من سمات الرجولة مطلقا او الانوثة حصرا،‏ ثمة امر واحد اكيد:‏ ان بصيرة في وجهة نظر الشخص الآخر يمكن ان تصنع فرقا بين التعايش السلمي والحرب المفتوحة،‏ وخصوصا في الزواج.‏

ان تحدي الاتصال اليومي بين الذكر والانثى في الزواج هائل حقا.‏ فبإمكان ازواج فُطن كثيرين ان يشهدوا على ان السؤال «ما رأيكَ في تسريحة شعري الجديدة؟‏» الذي يبدو بسيطا ظاهريا يمكن ان يكون محفوفا بالمخاطر.‏ وتتعلم نساء لبقات كثيرات الامتناع عن طرح السؤال «لماذا لا تسأل احدا عن الاتجاه؟‏» مرارا وتكرارا عندما يُضيع ازواجهن طريقهم عند السفر.‏ وبدلا من الاستخفاف بالصفات الظاهرية التي تميِّز رفيق الزواج وتشبث المرء بعناد بصفاته الخاصة لأن «طبيعتي هكذا،‏» ينظر شريكا الزواج المحبَّان الى العمق.‏ وليس ذلك تفحُّصا باردا لاسلوب الاتصال عند الآخر ولكنه تحديق دافئ في قلب الآخر وفكره.‏

وكما ان كل شخص فريد،‏ كذلك ايضا كل اتحاد لفردين في الزواج.‏ وليس الاتفاق الحقيقي لعقلين وقلبين مصادفة بل يتطلب جهدا شاقا بسبب طبيعتنا البشرية الناقصة.‏ على سبيل المثال،‏ من السهل جدا الافتراض ان الآخرين ينظرون الى الامور كما ننظر اليها نحن.‏ وغالبا ما نسدّ حاجات الآخرين بالطريقة التي بها نريد ان تُسدَّ حاجاتنا،‏ ربما محاولين اتِّباع القاعدة الذهبية،‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏» (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ لكنَّ يسوع لم يقصد ان ما تريدونه انتم يجب ان يرضي بالضرورة الآخرين،‏ بل انكم ترغبون في ان يعطيكم الآخرون ما تريدونه انتم او تحتاجون اليه.‏ لذلك يجب ان تعطوا ما يحتاجون هم اليه.‏ وهذا الامر ضروري خصوصا في الزواج،‏ لأن كلًّا من الطرفين اخذ على نفسه عهدا بإشباع حاجات رفيق زواجه على اكمل وجه ممكن.‏

لقد اخذت هدى ونبيل على انفسهما عهدا كهذا.‏ وكان اتحاد زواجهما طوال سنتين سعيدا.‏ ولكن،‏ مع انهما يشعران بأنهما يعرفان واحدهما الآخر خير معرفة،‏ تتفاقم الامور فجأة احيانا وتكشف عن فجوة اتصال واسعة لا يمكن للنوايا الحسنة وحدها ان تسدّها.‏ تقول الامثال ١٦:‏٢٣‏،‏ ع‌ج:‏ «قلب الحكيم يجعل فمه يظهر بصيرة.‏» نعم،‏ ان البصيرة في الاتصال هي المفتاح الضروري.‏ فلنرَ اية ابواب تفتحها امام نبيل وهدى.‏

نظرة رجل

يشقّ نبيل طريقه في عالم تنافسي حيث يجب على كل رجل ان يتولى دوره في ظل نظام اجتماعي،‏ إما كمرؤوس او كرئيس في وضع معيَّن.‏ ويخدم الاتصال قصد توطيد مركزه،‏ كفاءته،‏ خبرته،‏ او جدارته.‏ واستقلاله عزيز في عينيه.‏ لذلك عندما يعطيه احدٌ اوامر بطريقة متطلِّبة،‏ يجد نبيل نفسه معارضا.‏ وتجعله الفكرة الضمنية «انت لا تقوم بواجبك» ينتفض،‏ حتى ولو كان الامر المطلوب منطقيا.‏

وأساس محادثة نبيل انما هو تبادل المعلومات.‏ فهو يحب التكلم عن الوقائع،‏ الافكار،‏ والامور الجديدة التي تعلَّمها.‏

عندما يصغي نبيل،‏ نادرا ما يقاطع المتكلم،‏ حتى باستجابات صغيرة مثل «ايه،‏» لأنه يستوعب المعلومات.‏ أما اذا خالفه في الرأي فقد لا يتردد في قول ذلك،‏ وخصوصا مع صديق.‏ فذلك يظهر انه مهتم بما لدى صديقه ليقوله،‏ دارسا كل الاحتمالات.‏

وإذا وقع نبيل في مشكلة،‏ يفضل ايجاد حل لها هو بنفسه.‏ لذلك قد يبتعد عن ايّ شخص وعن ايّ امر آخر.‏ او قد يحاول الاسترخاء فيشترك في نشاط مسلٍّ لينسى المشكلة وقتيا.‏ ولن يناقش الامر إلا اذا كان يطلب نصيحة.‏

وإذا جاء الى نبيل رجل واقع في مشكلة كما فعل سمير،‏ يدرك نبيل ان من واجبه ان يساعد،‏ ويتأكد ان لا يجعل صديقه يشعر بأنه غير مؤهَّل.‏ وهو عادة يضيف الى النصيحة شيئا من متاعبه الخاصة حتى لا يشعر صديقه بأنه وحده.‏

يحب نبيل ان يقوم بنشاطات مع الاصدقاء.‏ فالرفقة بالنسبة اليه تعني المشاركة في فعل الامور.‏

والبيت بالنسبة اليه ملجأ من المعترك في الخارج،‏ مكان لا يضطر فيه الى التكلم ليثبت وجوده،‏ مكان يكون فيه مقبولا،‏ موثوقا به،‏ محبوبا،‏ ومقدَّرا.‏ ومع ذلك،‏ يجد نبيل احيانا انه بحاجة الى الوحدة.‏ وقد لا تكون لذلك علاقة بهدى او بأي شيء فعلته.‏ فكل ما يحتاج اليه هو وقت يقضيه وحده.‏ ويجد نبيل انه من الصعب ان يكشف لزوجته مخاوفه،‏ آلامه،‏ والامور التي تزعجه.‏ فهو لا يريد ان تقلق.‏ فمهمته هي الاهتمام بها وحمايتها،‏ وهو يحتاج الى ان تثق هدى بأنه يفعل ذلك.‏ وفيما يريد نبيل الدعم،‏ لا يريد الشفقة.‏ فذلك يجعله يشعر بأنه غير مؤهَّل او غير نافع.‏

وجهة نظر امرأة

ترى هدى نفسها فردا في عالم من الصلات الاجتماعية بالآخرين.‏ ومن المهم بالنسبة اليها توطيد وتقوية رُبُط هذه العلاقات.‏ والتحدث طريقة مهمة لإحداث التقارب وتعزيزه.‏

ان الاعتماد على الغير امر طبيعي عند هدى.‏ فهي تشعر بأنها محبوبة عندما يعرف نبيل آراءها قبل اتخاذ قرار ما،‏ مع انها تريد ان يأخذ هو القيادة.‏ وعندما يكون عليها ان تتخذ قرارا،‏ تحب ان تستشير زوجها،‏ ليس بالضرورة لكي يقول لها ماذا تفعل،‏ بل لتظهر اقترابها منه واتكالها عليه.‏

يصعب على هدى كثيرا ان تقول بطريقة مباشرة انها بحاجة الى شيء.‏ فهي لا تريد ان «تنقّ على» نبيل او تجعله يشعر بأنها غير سعيدة.‏ لكنها بدلا من ذلك تنتظر حتى يُلاحَظ ذلك او انها تلمِّح اليه.‏

وعندما تتحدث هدى،‏ تثير اهتمامها التفاصيل الدقيقة وتطرح اسئلة كثيرة.‏ وهذا امر طبيعي بسبب حساسيتها واهتمامها الشديد بالناس وبإقامة علاقات.‏

وعندما تصغي هدى،‏ تقاطع كلمات المتكلم بأصوات انفعالية،‏ بهزِّ الرأس،‏ او بتساؤلات لتظهر انها تتابع ما يقوله المتكلم وأنها مهتمة بما لديه ليقوله.‏

وتبذل جهدا لتعرف بالحدس ما يحتاج اليه الناس.‏ فتقديم المساعدة دون ان تُطلب طريقة رائعة لإظهار المحبة.‏ وما تريده خصوصا هو مساعدة زوجها ليَبرز ويتقدَّم.‏

عندما تقع هدى في مشكلة،‏ قد تشعر بالانسحاق.‏ فلا بد لها ان تتكلم،‏ ليس لتطلب حلا،‏ بل لتعبِّر عن مشاعرها.‏ وهي بحاجة الى ان تعرف ان شخصا ما يفهم ويهتم.‏ وعندما تُثار انفعالاتها،‏ تقول جُزافا امورا مفاجئة.‏ فعندما تقول:‏ «انتَ لا تصغي ابدا!‏»‏ لا تعني ذلك حرفيا.‏

ولم تكن صديقة الطفولة الفضلى عند هدى تلك التي كانت تتشارك معها في فعل الامور بل التي كانت تتكلم معها عن كل شيء.‏ ولذلك فهي لا تهتم تقريبا في الزواج بالنشاطات الخارجية بقدر ما تهتم بوجود شخص مصغٍ لديه التقمص العاطفي يمكن ان تشاركه في مشاعرها.‏

البيت مكان يمكن لهدى ان تتكلم فيه دون ان تُدان.‏ وهي لا تتردد في كشف مخاوفها ومتاعبها لنبيل.‏ وإذا ما احتاجت الى مساعدة،‏ لا تخجل من الاعتراف بذلك،‏ لأنها على ثقة بأن زوجها متوافر لمساعدتها ولديه من الاهتمام ما يكفي لجعله يصغي.‏

تشعر هدى عادة بأنها محبوبة وآمنة في زواجها.‏ لكنها تبدأ احيانا،‏ وبدون ايّ سبب ظاهري،‏ تشعر بعدم الامان والمحبة،‏ فتصير بحاجة الى رفقة وطمأنة من جديد.‏

نعم،‏ نبيل وهدى،‏ اللذان يكمِّل واحدهما الآخر،‏ مختلفان الى حد بعيد.‏ والاختلافات بينهما تخلق مجالا لحالات خطيرة من سوء التفاهم،‏ مع انهما يملكان اصدق النوايا ليكونا محبَّين وداعمَين.‏ ولو كان بإمكاننا سماع وجهة نظر كل واحد منهما حول الموضوع المذكور اعلاه،‏ فماذا كانا سيقولان؟‏

ما رأياه من خلال عيونهما

كان نبيل سيقول:‏ «من لحظة دخولي البيت استطعت ان الاحظ ان هدى مستاءة.‏ فافترضتُ انها ستقول لي سبب استيائها عندما تصبح جاهزة.‏ ولم تبدُ لي المشكلة مهمة الى هذا الحد.‏ واعتقدت انه اذا ساعدتُها لترى انه لا داعي للاستياء الى هذا الحد وأن الحل سهل،‏ فستشعر بالتحسُّن.‏ كان امرا مؤلما حقا ان تقول،‏ بعد ان اصغيت اليها،‏ ‹انت لا تصغي اليَّ ابدا!‏› لقد شعرتُ كما لو انها تلومني على شعورها بالاحباط!‏»‏

وكانت هدى ستقول:‏ «كان يومي كله سيئا.‏ كنت اعلم ان الذنب ليس ذنب نبيل.‏ ولكن عندما دخل البيت بمزاج مرح،‏ شعرتُ كما لو انه يتجاهل استيائي.‏ لماذا لم يسألني ماذا جرى؟‏ وعندما اخبرته بالمشكلة،‏ كان معنى ما قاله انني سخيفة،‏ ان المسألة برمَّتها تافهة.‏ وبدلا من ان يقول انه يفهم ما اشعر به،‏ قال لي نبيل،‏ حلّال المشاكل،‏ كيف احل المشكلة.‏ انا لم أُرد حلولا،‏ انما اردت تعاطفا!‏»‏

رغم المظاهر الخارجية لهذا التصدُّع الوقتي في العلاقة،‏ يحب نبيل وهدى واحدهما الآخر حبا جمًّا.‏ فأية بصائر تساعدهما على التعبير عن هذا الحب تعبيرا اوضح؟‏

رؤية الامور من خلال عيني الآخر

شعر نبيل بأنه يتطفل اذا سأل هدى ماذا جرى،‏ فعاملها بحكم طبيعته كما يريد ان يعامله الآخرون.‏ وانتظرها حتى تظهر مكنونات نفسها.‏ وهكذا لم تعد هدى مستاءة فقط بسبب المشكلة بل لأن نبيلا بدا وكأنه يتجاهل التماسها دعمه.‏ فلم ترَ في صمته اشارة الى احترام رقيق —‏ رأت في ذلك عدم اهتمام.‏ وعندما تكلمت هدى اخيرا،‏ اصغى نبيل دون ان يقاطع.‏ لكنها شعرت بأنه لم يكن يستمع حقا الى مشاعرها.‏ ثم عرض حلا،‏ لا تقمصا عاطفيا.‏ وعنى ذلك بالنسبة اليها:‏ ‹مشاعركِ لا اساس لها من الصحة؛‏ انتِ تبالغين في رد فعلك.‏ أَترَين الى ايّ حد سهل هو حل هذه المشكلة الصغيرة؟‏›‏

كم كانت ستختلف الامور لو تمكن كل واحد منهما ان يرى الامور من وجهة نظر الآخر!‏ فكان من الممكن ان يحدث هذا:‏

يأتي نبيل الى البيت ويجد هدى مستاءة.‏ فيسألها برقَّة:‏ «ماذا يجري يا عزيزتي؟‏» فتبدأ الدموع تفيض من عينيها والكلمات تتدفق من فمها.‏ ولا تقول هدى:‏ «الذنب كله ذنبك!‏» او توحي بأن ما يقوم به نبيل ليس كافيا.‏ فيضمها نبيل اليه ويصغي بصبر.‏ وعندما تنتهي يقول:‏ «يؤسفني انك تشعرين بالحزن.‏ يمكنني ان افهم سبب استيائك الى هذا الحد.‏» فتجيب هدى:‏ «شكرا جزيلا لأنك اصغيت.‏ اشعر بأنني احسن حالا لأنك تتفهَّم الامر.‏»‏

من المؤسف انه بدلا من حلِّ الخلافات بينهم،‏ يختار ازواج وزوجات كثيرون إنهاء زواجهم بالطلاق.‏ فالاتصال المفقود هو المسؤول عن تخريب بيوت كثيرة.‏ والخلافات تنفجر مما يزعزع اسس الزواج.‏ فكيف يحصل ذلك؟‏ تخبرنا المقالة التالية كيف يحصل ذلك وكيف يمكن تجنُّبه.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة